مشروع الوادي الجديد
مشروع الوادى الجديد بدأ عندما أعرب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في بورسعيد عام 1958 إنشاء وادى جديد، موازي لوادى النيل تقوم فيه التنمية على مياه الآبار الجوفية. وتم إقراره كمحافظة من الناحية الإدارية عام 1959.
وقد قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأسيس جهاز تعمير الصحاري الذى تولى مهمة تعمير صحارى مصر، تنمية الوادى الجديد.
وفى هذا السياق يسرد وطنى تاريخ انشاء الوادى الجديد ، وثقافاته ،وتراثه حيث كانت محافظة الوادى الجديد فى الخمسينيات من القرن الماضى تتبع سلاح الحدود وتسمى الواحات ، وكان يحكمها العمد. وجدير بالذكر حتى قرار الرئيس جمال عبدالناصر بإنشاء الوادى الجديد فى عام 1958 لم يكن وليد الصدفة ولكن اتى نتيجة عدة دراسات وأبحاث فى طبيعة الصحراء المصرية، عندما كلف الرئيس جمال عبدالناصر المشير عبدالحكيم عامر بدراسة عن آفاق التنمية فى الصحراء المصرية، شكل المشير لجنة أطلق عليها لجنة تعمير الصحارى برئاسة اللواء حسن صبيح مدير سلاح المهندسين وبعضوية مقدم محمد وفيق عبد الرحمن للتخطيط والمقدم حسين إدريس للمياه الجوفية والمقدم محمود حمدى أباظة للميكانيكا والكهرباء والرائد أحمد رفيق النجار للمشروعات، وقامت اللجنة بدراسة لجميع الصحارى المصرية عن طريق لقاءة العاملين وأهالى المناطق الصحراوية والتعهد على المعلومات المتاحة والبحث عن مراجع فهمية لتحدث عن الصحراء المصرية.
وبعد الزيارات والدراسات تم وضلع تقرير عن التصور العام لتنمية المناطق الصحراوية تم تقديمه للمشير عامر الذى حمله بدوره على الرئيس جمال عبدالناصر، فأعرب بعدها فى خطابه ببورسعيد عن بدء إنشاء واد حديث يوازى وادى النيل ، وبدأ فى محافظة الوادى الجديد على محورين، الأول فى حدود المعلومات المتاحة. أما الثانى فكان عمل قاعدة بيانات بأسلوب فهمى يتم تصويره جوياً ورسم خرائط ومسحا جيولوجياً مع دراسة الهجريبة السكانية والأنشطة القائمة بالعمل، خاصة زراعات الأهالى والنخيل ونظم الرى المتبعة من عصر الفراعنة. وخصص عبد الحكيم عامر طائرتين وكتيبة 55 إنشاءات تابعة لسلاح المهندسين ،لهذه المهمة ،حيث حتى الصحراء صديق رائع وعدوقاتل فى نفس الوقت وبخاصة حتى فريق العمل عندما بدأ لم يكن لديهم معلومات كافية عن طبيعة الصحراء.
وقد بدأ فريق العمل بالعمل فى دق الآبار بعد دراسة المكان التى لم تستمر طويلا، وذلك فى قرى باريس (هى مدينة حاليا) والمنيرة وجرمشين، ثم حفرت آبار اختبارية لفهم تأثير الآبار على بعضها وذلك بمعدات إيطالية ويوغسلافيه، وكانت فرحة أهل الواحات بعد شق القنوات وحفر الآبار حيث كان يندفع جميع الحضور تجاه الماء ليغسلوا وجوههم ويشربوا من تلك المياه، ويذبح أصحاب البئر عجلا أمام البئر، ويوزع جزء منه والباقى تقام وليمة يدعون إليها العاملين فى البئر والأقارب والجيران الذين يجمعهم هدف واحد وهوتدفق المياه. وكانت أعمال حفر الآبار تقوم بروح الجماعة يتغلبون فيها على صعوبة العمل بالاغانى التى ساعد إيقاعها على تنظيم العمل من خلال تناسق الحركات فى توقيت واحد ومن هذه الأغانى يا عين شويه شويه – الميه أهى جايه .
ومن الأعمال التى انجزها هيئة تعمير الصحارى ، تسوية طريق الخارجة أسيوط الذى كان تعبير عن مدقات علاوة على منطقة مرتفعات فى منتصفه تعهد بإسم (النقب) كانت بالغة الخطورة وصلت ساعات السفر عليه إلى سبع ساعات بسيارات الجيب الروسى برغم حتى طوله لا يتعدى 220 كيلومترا، أما الآن فلا يستغرق السفر على نفس الطريق سوى ثلاث ساعات. ومن ناحية أخرى ركزت المعونة الأمريكية على تربية الحيوان بعد عمل اختبارات على أفضل أنواع الأبقار التى تربى فى الوادى الجديد، واستقر الرأى فى ذلك الوقت على عمل تهجين بين الفرزيان والبلدى لتميز هذا النوع بوفرة الألبان واللحوم ومقاومتها للأمراض مع تحمل الظروف الطبيعة الصعبة.
وبجانب تربية الحيوان كان الاهتمام بالدواجن وبالأخص الديوك الرومى الذى يتميز بالحجم الكبير يصل وزنه إلى 25 كيلوجراماً وكان يسمى ذوالصدر العريض بألوانه المتعددة (المضىى والنحاسي والبنى).
وبدات هيئة تعمير الصحارى بتطبيق خطة التهجير فى القرى وعمار الأرض، ولهذا الغرض صمم المهندس حسن فتحى مستشار الهيئة بيوت للفلاحين والعاملين. وهى تعبير عن غرفتين بحوش به فرن وأماكن لتربية الحيوانات. وكانت حوافز التهجير مسكن وبقرة وحمار و60 جنيها ، وعملية التهجير بدأت من محافظة سوهاج وذلك لقرب جوها من الوادى ووضعت شروط على أساسها يتم تهجير الأسر منها ألا يتعدى سن الزوج أكثر من 45 سنة وتكون الأسرة خالية من الأمراض المتوطنة ولها سجل فنى نظيف مع اختيار مجموعات ترتبط بصلة قرابة أوجيران ليسكنوا فى القرى الجديدة بنفس نسق القرى القديمة ليشعروا بالالفه والاستقرار والاطمئنان، وكانت الأسرة التى توافق علي التهجير تأخذ خمسة أفدنه وبقرة وحمارا مع ستين جنيها شهريا يسدد ثمنهم على أقساط فى مدة لا تزيد عن 30 سنة.
وبدأت فترة إستصلاح الأراضى بقرية غرب الموهوب ، وذلك بإستصلاح 7.000 فدان ،وكانت عملية التسوية تتم بتحديد زمامات جميع بئر على هيئة حوش فى حدود خمسة أفدنة، وبعد دق الآبار وتدفق المياه بدأ استقرار العاملين والمهندسين فى المنطقة ، وعن المشروعات التى أقامتها هيئة تعمير الصحارى بخلاف استزراع الأراضى يقول نجاتى تم بناء استراحات الدرجة الاولى والثانية ومطارى الخارجة والداخلة الذى هبطت فيه الطائرات المصرية وذلك وقت نكسة 67، وأيضا جميع مدارس القرى وبيوت المملكين والمساجد والجمعيات الزراعية ومدرسة الصنايع بالخارجة، والكثير من المصانع منها البلح والألبان والخزف والسجاد والكليم والثلج مع مصنع لقنوات الرى المعلقة ومحطات الإنتاج الحيوانى من الدواجن (الرومي والبط البكيني فى الخارجة وقرى باريس والجزائر).
المصادر
- فؤاد سعد (2015-10-02). "بمناسبة يومها القوى :"وطني" تقدم ملف تام عن الوادى الجديد". صحيفة وطني المصرية.
