الأدب الصيني

عودة للموسوعة

الأدب الصيني

سيما تشيان Sima Qian, وضع أساس الكتابة الصينية للتاريخ بطريقة احترافية منذ أكثر من 2,000 سنة.
سوشي Su Shi ‏(1037-1101)، شاعر شهير ورجل دولة من عصر أسرة سونگ.
Mencius، فيلسوف هام من فترة الممالك المتحاربة.

يعد سور الصين أعجوبة الاعاجيب فالصينيون الذين يعيشون حياة تنبض بالحيوية والابداع يبنون اسواراً جديدة من العزة والنهضة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفكر والفنون.

ولم يكن ابداعهم ليتوقف لحظة مع جريان نهر الحياة الدفاق بالعطاء والعمل والانتاج وعلى سور الصين العظيم لم تغب عن ذاكرتي تلك الحدثات التي اخذ الشعب الصيني يرددها نشيداً وطنياً لشاعرهم الكبير تيان هان ومطلعها:‏

انهضوا يا من ترفضون‏
أن تكونوا عبيداً..‏
من دمنا من لحمنا‏
نبني لنا ..‏
سوراًَ عظيماً جديداً.‏

وليس بعيداً عن الامة الصينية المشهود بها عبر التاريخ بأنها صانعة للحضارة لتستوعب كافة الثقافات الخارجية بصدر واسع لاثراء ثقافتها الأم فانتشرت في الصين ثقافات معظم دول قارة آسيا واوروبا وأفريقيا ما كان لها عظيم الاثر في ازدهار ثقافة الامة الصينية ولم تكن الصين ايضاً بعيدة عن التأثيرات الثقافية الخارجية بكل انواع الادب والفنون المتنوعة حتى اصبحت جزءاً لا غنى عنه في الثقافة الصينية.

وكان تأثير الثقافة الكلاسيكية الصينية واسعاً وكبيراً في ثقافات الدول المجاورة وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر انتشرت الفنون والثقافة الصينية في الغرب مثل الرسم والفنون المعمارية والاوبرا الصينية والشعر والانواع المتنوعة من التحف والخط القديمة ما زاد من شهرة الصين في اوروبا، واثار فيها تياراً صينيا حيث استفاد كثير من المفكرين والمثقفين الاوروبيين من الفنون الصينية بقدر متفاوت ، كما اثرت الفنون الثقافية الصينية في حركة التنوير التي قامت في اوروبا واليوم تنشط الصين في مجال التبادلات الثقافية مع بلدان العالم لتدخل فترة جديدة من التطور الكامل الذي ينبض بالقوة والحيوية.‏

ان الادب الصيني اثبت قدرته وديمومته على مدى التاريخ بأفكاره الزاخرة فالقارئ لتاريخ الأدب الصيني يشعر بأهميته في ساحة الادب العالمي وفي الفترة من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الثالث قبل الميلاد ولد اول شاعر في تاريخ الادب الصيني وهوالشاعر - تشيوى يوان- ومن اهم اعماله (لي شاو) الذي يعد المنبع لابداع الرومانسية الصينية واحد الاعمال الكلاسيكية الخالدة في تاريخ الادب الصيني وتاريخ الادب العالمي.

وفي الفترة من القرن السابع حتى القرن التاسع وصلت ابداعات الشعر الكلاسيكي الصيني الى قمته الشامخة في عهد أسرة تانگ حيث بزغ شاعر الرومانسية العظيم - لي باي- الذي لقب بإله الشعر ثم بزغ الشاعر -دوفو- صاحب اهم الابداعات في مجال الشعر الواقعي وقد اطلق عليه اسم (الشاعر المقدس) وسميت ابداعاته ب (التاريخ المدون بالشعر).‏

لقد بلغت الروايات الكلاسيكية الصينية في عهد اسرة مينغ وأسرة تشينغ مستوى عالياً من الابداع ومن اشهر هذه الاعمال رواية (قصص الممالك الثلاث) للأديب - لواقوان تشونگ ورواية (ابطال على شاطئ البحيرة) من تأليف - شينايآن-ورواية (رحلة الى الغرب) من تأليف ووتشنغان ثم ظهرت اهم ابداعات الفن الروائي الصيني وهي رواية (حلم المقصورة الحمراء) للمحرر تساوشيوي تسين وتتميز هذه الرواية بالشخوص المتعددة والتناقضات المعقدة والهجريب المحكم حيث سميت بالموسوعة التي تصف المجتمع الاقطاعي الصيني وتعتبر قمة الابداع الروائي الكلاسيكي الصيني وقد ترجمت هذه الروايات الكلاسيكية الصينية المشهورة جميعا الى اللغات الاجنبية المتنوعة.‏

وكان الادب الصيني القديم عاطفياً ونشأ الادب الصيني القصصي متأخراً ولم تظهر الملاحم الكبيرة الا عند بعض الاقليات القومية في الادب التقليدي كان الشعر وتسي والنثر التيار الرئيسي للأدب واعتبرت القصص (حوارات الشوارع) والمسرحية لعامة الشعب فلم تحظيا بالاهتمام لذلك بدأت القصص والمسرحيات الصينية تطورهما في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر وظهرت الكثير من الاعمال الرائعة مثل الروايات الكلاسيكية الصينية والتي ظلت الى اليوم محط اعجاب النقاد واهتمام الكتاب.‏


بسمارك الصين

أكبر الظن حتى كنفوشيوس توفي بائساً ، لأن الفلاسفة يحبون توحيد البلاد ، ولأن الأمة التي حاول حتى يوحدها تحت حكم أسرة قوية ظلت سادرة في الفوضى والفساد والانقسام. ولما حتى ظهر هذا الموحد العظيم في آخر الأمر واستطاع بعبقريته الحربية والإدارية حتى يؤلف من دويلات الصين دولة واحدة أمر بأن يحرق جميع ما كان باقياً من خط كنفوشيوس. وفي وسعنا حتى نحكم على الجوالذي كان يسود "عهد الدول المتنازعة" من سيرة تشوبنج ، وهورجل بدأ نجمه يلمع في سماء الشعر، حتى سما إلى مركز عظيم في وظائف الدولة، ثم ألفى نفسه وقد طرد من منصبه على حين غفلة ، فاعتزل الحياة العامة ولجأ إلى الريف وأخذ يفكر في الحياة والموت إلى جانب غدير هادئ، وسأل متنبئاً من المتنبئين: "هل ينبغي لي حتى أواصل السير في طريق الحق والوفاء،يا ترى؟ أوأسير في ركاب جيل فاسد ضال،يا ترى؟

هل أعمل في الحقول بالفأس والمجرف أوأسعى للرقي في حاشية عظيم من العظماء،يا ترى؟ هل أعرّض نفسي للخطر بما أنطق به من صريح اللفظ أوأتذلل بالنغم الزائف للأثرياء والعظماء،يا ترى؟ وهل أظل قانعاً راضياً بنشر الفضيلة أوأمارس فن مصانعة النساء كي أنال النجاح،يا ترى؟ هل أكون نقي السريرة، طاهر اليد صالحاً مستقيماً، أوأكون معسول الكلام ، مذبذباً، متزلفاً، نهازاً للفرص؟".

وتخلص الرجل من هذه المشكلة العويصة بالانتحار غرقاً (حوالي 350 ق.م.). ولا يزال الصينيون حتى يومنا هذا يحيون ذكراه في جميع عام، ويحتفلون بهذه الذكرى في يوم عيد القارب الكبير وهواليوم الذي ظلوا يبحثون فيه عن جثته في جميع مجرى من المجاري المائية.

وكان الرجل الذي وحد الصين من أصل وضيع هوأدنأ الأصول التي استطاع المؤرخون الصينيون حتى يخترعوها. فهم يقولون لنا أنشي هونج دي كان ابناً غير شرعي لملكة تشين (لإحدى الولايات الغربية) من الوزير النبيل "لو"، وهوالوزير الذي اعتاد حتى يعلق فوق باب داره ألف بترة من المضى جائزة لمن يستطيع حتى يصلح حدثة واحدة من كتاباته. (ولم يرث ابنه عنه هذا الذوق الأدبي الممتاز). ويقول زوماتشين إذا شي اضطر والده إلى الانتحار واضطهد والدته، وجلس على كرسي الإمارة وهوفي الثانية عشرة من عمره.

ولما حتى بلغ الخامسة والعشرين بدأ يفتح البلاد ويضم الدويلات التي كانت الصين منقسمة إليها من زمن بعيد ؛ فاستولى على دولة هان في عام 230ق.م ، وعلى جوفي عام 228، وعلى ويه في عام 225، وعلى تشوفي عام 223 ، وعلى ين في عام 222؛ واستولى أخيراً على دولة تشي المهمة في عام 221 ؛ وبهذا خضعت الصين لحكم رجل واحد لأول مرة منذ قرون طوال ، أولعل ذلك كان لأول مرة في التاريخ كله. ولقب الفاتح نفسه باسم شي هونج دي، ثم وجه همه إلى وضع دستور ثابت دائم لإمبراطوريته الجديدة. أما أوصاف هذا الرجل الذي يعده المؤرخون الصينيون عدوهم الألد، فكل ما خلفوه لنا منها وهوقولهم انه كان "رجلا كبير الأنف، واسع العينين، ذا صدر كصدر الطائر الجارح، وصوت شبيه بابن آوى، لا يعمل الخير، له قلب كقلب النمر أوالذئب". وكان قوى الشكيمة عنيداً لا يحول عن رأيه، ولا يعترف بالألوهية إلا لنفسه، اجتمعت فيه عقائد تخصصه وبسمرك، وعقد العزم على حتى يوحد بلاده بالدم والحديد.

ولما وحد بلاد الصين وجلس على عرشها كان أول عمل قام به حتى حمى بلاده من الهمج البرابرة المجاورين لحدودها الشمالية، وذلك بأن أتم الأسوار التي كانت مقامة من قبل عند حدودها ، ووصلها كلها بعضها ببعض. وقد عثر في أعدائه المقيمين في داخل البلاد مورداً سهلاً يستمد منه حاجته من العمال لتشييد هذا البناء العظيم الذي يعد رمزاً لمجد الصين ودليلاً على عظيم صبرها. ويبلغ طول السور العظيم ألفاً وخمسمائة ميل ، وتتخلله في عدة أماكن منه أبواب ضخمة على النمط الآشوري، وهوأضخم بناء أقامه الإنسان في جميع عصور التاريخ ، ويقول عنه فولتير: "إن أهرام مصر إذا قيست إليه لم تكن إلا كتلاً حجرية من عبث الصبيان لا نفع فيها". وقد احتاج تشييده إلى عشر سنين وإلى عدد لا يحصى من الخلق؛ ويقول الصينيون إنه "أهلك جيلا من الناس، وأنقذ كثيراً من الأجيال". على أنه لم يصد الهمج عن الصين كما يتبين لنا ذلك فيما بعد ، ولكنه عطل هجومهم عليها وقلل من حدته. وحال بين إغارتهم على أرض الصين زمناً ما، فاتجهوا غرباً إلى أوربا، ثم اجتاحوا بلاد إيطاليا، وسقطت روما في أيديهم لأن الصين أقامت سورها العظيم.

ثم هجر شي هونج - دي ، وهومغتبط مسرور ، شؤون الحرب ووجه عنايته ، كما وجهها نابليون من بعده ، إلى شؤون الإدارة ، ووضع القواعد العامة التي قامت عليها الدولة الصينية في المستقبل. وعمل بمشورة لي - سيو، المشترع الكبير ورئيس وزرائه ، فاعتزم ألا يقيم المجتمع الصيني على العادات المألوفة وعلى الاستقلال المحلي للولايات ، بل اعتزم حتى يقيمه على قواعد القانون الصريح وعلى الحكومة المركزية القوية. ولذلك قضى على قوة أمراء الإقطاع ، واستبدل بهم طائفة من كبار الموظفين تعينهم الوزارة القومية في مناصبهم ؛ وأقام في جميع مركز من المراكز حامية عسكرية مستقلة عن الحاكم المدني ، وسن للبلاد قوانين وأنظمة موحدة ، وبسط الاحتفالات الرسمية ، وسك عملة للدولة ، وجزأ معظم الضياع الإقطاعية ، ومهد السبيل لرخاء الصين بإنشاء الملكيات الزراعية ، ولوحدتها القوية بإنشاء الطرق الكبيرة الممتدة من هين - يانج عاصمة ملكه إلى جميع أطراف إمبراطوريته.

وجمل العاصمة بما أقامه فيها من القصور الكثيرة ، وأقنع أغنى أسر الدولة وأقواها سلطاناً البالغ عددها 000ر12 أسرة بأن تعيش في هذه العاصمة تحت إشرافه ورقابته. وكان يسير في البلاد متخفياً ومن غير حرس ، يتفقد أحوالها ويتعهد ما فيها من خلل وفساد وسوء نظام ، ثم يصدر الأوامر الصريحة لإصلاح هذه العيوب ، وقد شجع الفهم وقاوم الأدب. ذلك حتى رجال الأدب من شعراء ، ونقدة ، وفلاسفة بوجه عام ، وطلاب الفلسفة الكنفوشية بنوع خاص ، كانوا أعدى أعدائه. فقد كانوا يتبرمون بسيطرته القوية الكاملة ، وكانوا يرون حتى إنشاء حكومة مركزية عليا سيقضي لا محالة على تباين أساليب التفكير والحياة وحريتهما. وقد كان هذا التباين وتلك الحرية مصدر الانتعاش الأدبي طوال عهد الحروب والانقسامات أيام أسرة جو. فلما أقبل هؤلاء الفهماء على شي هونج - دي يحتجون عليه لإغفاله الاحتفالات القديمة رد عليهم رداً جافاً وأمرهم ألا يتدخلوا فيما لا يعنيهم.

واتىه وفد من كبار الفهماء الرسميين يعرضون عليه أنهم قد أجمعوا رأيهم على حتى يطلبوا إليه إعادة النظام الإقطاعي بتوزيع الضياع على أقاربه ؛ وأضافوا إلى ذلك قولهم: "لم يحدث قط فيما وصل إلى فهمنا حتى إنساناً لم يترسم خطوات أسلافه الأقدمين في أمر من الأمور ودام عمله طويلاً". فرد عليهم لي سيورئيس الوزراء ، وكان وقتئذ يعمل على إصلاح الحروف الهجائية الصينية ويضعها في الصورة التي تكاد تحتفظ بها إلى يومنا هذا ، رد عليهم بخطبة تاريخية لا تحمل من شأن الآداب الصينية نطق: "إن الملوك الخمسة لم يعمل جميع منهم ما عمله الآخر ، وإن الأسر المالكة الثلاث لم تحذ إحداها حذوالأخرى ؛... ذلك حتى الأيام قد تبدلت.

والآن قد قمتم جلالتكم لأول مرة بعمل جليل ، وأسستم مجداً سيدوم مدى عشرة آلاف جيل. لكن الحكام الأغبياء عاجزون عن فهم هذا العمل... لقد كانت الصين في الأيام الخالية مضطربة منقسمة على نفسها ، ولم يكن بمقدور أحد حتى يوحدها ؛ ومن أجل هذا ساد النبلاء جميعاً وقويت شوكتهم ؛ وهؤلاء النبلاء جميعاً تدور أحاديثهم كلها حول الأيام الخالية ليعيبوا هذه الأيام... وهم يشجعون الناس على اختراع التهم الباطلة ، فإذا هجر لهم الحبل على الغارب ، فسينحط مقام الملك في أعين الطبقات العليا ، وستنتشر الأحزاب والفرق بين الطبقات السفلى. "ولهذا اقترح حتى تحرق التواريخ الرسمية جميعها عدا "مذكرات تشين ، وأن يرغم الذين يحاولون إخفاء الشي - جنج ، والشو- جنج ومحاورات المدارس المائة على حتى يأتوا بها إلى ولاة الأمور لإحراقها". وأعجب الإمبراطور إعجاباً شديداً بهذه الفكرة ،

وأصدر الأمر بتطبيق هذا الطلب ، وجيء بخط المؤرخين في جميع مكان وألقيت في النار يحمل عبء الماضي عن كاهل الحاضر ؛ وحتى يبدأ تاريخ الصين من عهد شي هونج دي. ويلوح حتى الخط الفهمية ومؤلفات منشيس قد نجت من النيران ، وأن كثيراً من الخط المحرمة قد احتفظ بها في دار الخط الإمبراطورية حيث يستطيع الرجوع إليها الطلاب الذين يجيز لهم الإمبراطور هذا الاطلاع. وإذ كانت الخط في تلك الأيام تخط على شرائح من الخيزران يشد بعضهما إلى بعض بمشابك متحركة ، وإذ كان المجلد الواحد لهذا السبب كبير الحجم ثقيل الوزن ، فإن الفهماء الذين حاولوا إخفاء هذه الخط قد لاقوا عناء كبيراً. وكشف أمر بعضهم، وتقول الروايات إذا كثيرين منهم أوفدوا للعمل في بناء السور الكبير ، وأن أربعمائة وستين منهم أعدموا. ولكن بعض الأدباء حفظوا مؤلفات كنفوشيوس كلها عن ظهر قلب ، ولقنوها لحفاظ مثلهم ، فما إذا توفى الإمبراطور عادت هذه الخط من فورها إلى الظهور والانتشار ، وإن كان كثير من الأغلاط قد تسرب في أكبر الظن إلى نصوصها. وكل ما كان لهذا التحريم من أثر خالد حتى خلع على الآداب المحرمة هالة من القداسة وأن جعل شي هونج دي مبغضاً إلى المؤرخين الصينيين. وظل الناس أجيالاً طوالاً يعبرون عن عقيدتهم فيه بتدنيس قبره.

وكان من أثر القضاء على الأسر القوية وعلى حرية الكتابة والخطابة حتى أمسى شي في شيخوخته لا نصير له ولا معين. وحاول أعداؤه عدة مرات حتى يغتالوه ، ولكنه كان يكشف أمرهم في الوقت المناسب ويقتل بيده من يحاولون قتله. وكان يجلس على عرشه والسيف مسلول فوق ركبتيه ، ولا يسمح لأحد حتى يعهد في أية حجرة من حجرات قصوره الكثيرة ينام ليله. وقد حاول كما حاول الإسكندر من بعده حتى يقوي أسرته بما يذيعه في الناس من أنه إله ، ولكنه أخفق في غرضه هذا كما أخفق الإسكندر لأنه لم يستطع حتى يقنع الناس بما بينه وبين الآلهة من شبه. وأصدر أمراً بأن يطلق عليه خلفاؤه "الإمبراطور الأول" ، وأن يضعوا هم لأسمائهم أرقاماً مسلسلة من بعده تنتهي بالإمبراطور المتمم لعشرة آلاف من نسله. ولكن أسرته قضي عليها بموت ولده.

وإذا جاز لنا حتى نصدق أقوال المؤرخين الذين كانوا يبغضونه فإنه صار في شيخوخته يؤمن بالخرافات ، وينفق الأموال الطائلة في البحث عن أكسير الخلود. ولما توفي جيء بجسمه سراً إلى عاصمة ملكه ، وقد نقلته إليها قافلة تحمل السمك النتن حتى تختفي بذلك رائحته الكريهة ، وينطق حتى بضعة آلاف من الفتيات قد دفن معه ليؤنسنه في قبره ، وأن خلفه أراد حتى يظهر اغتباطه بموته فنثر الأموال على قبره وأنفق الكثير منها في تزيينه ، فنقشت على سقفه أبراج النجوم ، وصورت على أرضه خريطة للإمبراطور بالزئبق فوق أرضية من البرونز ، وأقيمت في القبة آلات تقتل من نفسها جميع من يتعدى على حرمه القبر ، وأشعلت فيه شموع ضخمة لكي تضيء أعمال الإمبراطور الميت وأعمال ملكاته إلى أمد غير محدود. أما العمال الذي حملوا التابوت إلى القبر فقد دفنوا فيه أحياء مع حملهم خشية حتى يكشفوا للناس عن الطريق السري المؤدي إلى المدفن.


تجارب في الاشتراكية

وأعقب موته عهد من الفوضى والاضطراب كما تعقب الفوضى والاضطراب موت الطغاة جميعهم تقريباً في أحقاب التاريخ كلها. ذلك أنه في وسع إنسان أياً كان حتى يجمع السلطة كلها في يده ويحسن التصرف فيها. وثار الشعب إلى ابنه وقتله بعد حتى اغتال هولي سيوبقليل ، وقضى على أسرة تشين ، ولم يمض على وفاة مؤسسها أكثر من خمس سنين. وأقام الأمراء المتنافسون ممالك متنافسة متعادية وساد الاضطراب من جديد. ودامت هذه الحال حتى اغتصب العرش زعيم عسكري مغامر مرتزق يدعى جودزو، وأسس أسرة هان التي ظلت تحكم البلاد أربعمائة عام كاملة ، تخللتها فترات أنزلت فيها عن العرش ، وتبدلت فيها العاصمة مرة واحدة . وأعاد ون دي (179-75ق.م.) إلى الشعب حرية القول والكتابة ، وألغي المرسوم الذي حرم به هونج دي انتقاد الحكومة ، وجرى على سياسة السلم ، وابتدع العادة الصينية المأثورة عادة هزيمة قائد الجيش العدوبتقديم الهدايا إليه. وكان وودي أعظم الأباطرة من أسرة هان ؛ وقد حكم البلاد زهاء نصف قرن (140-87 ق.م) وصد البرابرة المغيرين ، وبسط حكم الصين على كوريا ومنشوريا وأنام ، والهند الصينية والهجرستان ، وضمت الصين - لأول مرة في التاريخ جميع الأنطقيم الشاسعة التي تعودنا حتى نقرنها باسمها.

وأخذ وودي يقوم بتجارب في الاشتراكية ، فجعل موارد الثروة الطبيعية ملكاً للامة ، وذلك ليمنع الأفراد "أن يختصوا أنفسهم بثروة الجبال والبحار ، ليجنوا من ورائها الأموال الطائلة ، ويخضعوا لهم الطبقات الدنيا. واحتكرت الدولة استخراج الملح والحديد وعصر الخمور وبيعها. وأراد وو- دي - كما يقول معاصره زوماتشين - حتى يقضي على سلطان الوسطاء والمضاربين "الذين يشترون البضائع نسيئة ، ويعقدون القروض ، والذين يشترون ليكدسوا ما يشترونه في المدن ، والذين يخزنون جميع أنواع السلع" ، فأنشأ نظاماً قومياً للنقل والتبادل تشرف عليه الدولة ، وسعى للسيطرة على التجارة حتى يستطيع منع تقلب الأسعار الفجائي. فكان عمال الدولة هم الذين يتولون شئون نقل البضائع وتوصيلها إلى أصحابها في جميع أنحاء البلاد. وكانت الدولة نفسها تخزن ما زاد من السلع على حاجة الأهلين ،

وتبيعها إذا أخذت أثمانها في الارتفاع فوق ما يجب ، كما كانت تشتريها إذا تقلصت الأسعار وبهذه الطريقة كان "أغنياء التجار وأصحاب المتاجر الكبيرة يمنعون من حتى يجنوا الأرباح الطائلة. وكانت الأسعار تنظم وتتوازن في جميع أنحاء الإمبراطورية". وكان ولج الأفراد كله يسجل في سجلات حكومية وتؤدى عنه ضريبة مقدارها خمسة في المائة. وكان الأمير يسك النقود المصنوعة من الفضة مخلوط بالقصدير لتكثر في أيدي الناس فيسهل عليهم شراء البضائع واستهلاكها. وشرع يقيم المنشآت العامة العظيمة ليوجد بذلك عملاً لملايين الناس الذين عجزت الصناعات الخاصة عن استيعابهم، فأنشئت الجسور على أنهار الصين وحفرت قنوات لا حصر لها لربط الأنهار بعضها ببعض وإرواء الحقول وازدهر النظام الجديد وأفلح إلى حين ، وراجت التجارة ، وكثرت البضائع وتنوعت، وارتبطت الصين مع الأمم المجاورة لها ومع أمم الشرق الأدنى البعيدة عنها(20). وكثر سكان عاصمتها لو- يانج وزادت ثروتها وامتلأت خزائن الدولة بالأموال ، وانتشر طلاب الفهم في جميع مكان، وكثر الشعراء ، وبدأ الخزف الصيني يتخذ منظراً جميلاً جذاباً. وجمع في المخطة الإمبراطورية 123ر3 مجلداً في الأدب الصيني القديم ، و705ر2 في الفلسفة ، و388ر1 في الشعر، و568ر2 في الرياضيات ، و868 في الطب ، و790 في فنون الحرب(21).

ولم يكن أحد يعين في مناصب الدولة إلا إذا اجتاز امتحاناً تضعه لهذا الغرض ، وكانت هذه الامتحانات عامة يتقدم إليها جميع من شاء. والحق حتى الصين لم يمر بها عهد من الرخاء كالذي مر بها تلك الأيام. ولكن طائفة من الكوارث الطبيعية مضافاً إليها خبث بني الإنسان قضت على هذه التجربة الجريئة. فقد تعاقبت على البلاد سنون من الفيضان والجدب ارتفعت على أثرها أسعار السلع ارتفاعاً لم تقوالحكومة على وقفه. وتضايق الناس من غلوأثمان الطعام والكساء فصاحوا يطالبون بالعودة إلى الأيام الحلوة الماضية ، التي أضحت في اعتقادهم خير الأيام وأكثرها رخاء ، وأشاروا بأن يُغلى مقترح النظام الجديد في الماء وهوحي ، ونادى رجال الأعمال بأن سيطرة الدولة قضت على الابتكار الفردي السليم وعلى التنافس الحر ، وأبوا حتى يؤدوا ما يلزم لهذه التجارب من الضرائب الباهظة التي كانت الحكومة تفرضها عليهم. ودخلت النساء بلاط الإمبراطور وبسطن نفوذهن السرى على كبار الموظفين ، وأصبحن عنصراً هاماً في الموجة من الفساد انتشرت في طول البلاد وعرضها بعد وفاة الإمبراطور. وأخذ المزيفون يقلدون العملة الجديدة ونجحوا في تقليدها إلى حد اضطر الحكومة إلى سحبها من أيدي الناس ، وعادت الخطة القديمة خطة استغلال الضعفاء ، يسيطر عليها نظام حديث ، ومضى قرن من الزمان نسيت فيه إصلاحات وودي أوأضحت مسبة له وعاراً. وجلس على عرش الصين مصلح آخر في بداية التاريخ المسيحي بعد أربعة وثمانين عاماً من موت وودي ، وكان في بادئ الأمر وصياً على العرش ثم أصبح فيما بعد إمبراطوراً. وكان هذا الإمبراطور وانج مانج من أرقى طراز وصل إليه الرجل الصيني الكامل المهذب ؛ وكان على غناه يعيش عيشة معتدلة بل عيشة مقتصدة ، ويوزع دخله على أقاربه وعلى الفقراء من أهل البلاد. وقد قضى جل وقته يكافح لإعادة النظام إلى أحوال البلاد الاقتصادية والسياسية ، ولكنه مع ذلك عثر فسحة من الوقت لا لمناصرة الأدب والفهم فحسب بل للاشتغال بهما بنفسه حتى أصبح من أكمل الناس ثقافة وتهذيباً ؛ ولما جلس على سرير المُلك لم يحط نفسه بما يحيط به الملوك أنفسهم من الساسة ،

بل جمع حوله رجالاً من الأدباء والفلاسفة ، وإلى هؤلاء الرجال يعزوأعداؤه مسببات إخفاقه ، وإليهم يعزوأصدقاؤه مسببات نجاحه. وروع وانج مانج في بداية حكمه انتشار الرق في ضياع الصين الكبيرة ، فلم يكن منه إلا حتى ألغى الرق وألغى الضياع بتأميم الأرض الزراعية ، فقسمها بتراً متساوية ووزعها على الزراع ، ثم حرم بيع الأرض وشراؤها ليمنع بذلك عودة الأملاك الواسعة إلى ما كانت عليه من قبل. واحتفظ باحتكار الدولة للملح والحديد وأضاف إلى ذلك امتلاكها للمناجم وإشرافها على تجارة الخمور.

وحاول كما حاول وودي حتى يحمي الزراع والمستهلكين من جشع التجار بتحديد أثمان السلع. فكانت الدولة تشتري ما زاد على الحاجة من الحاصلات الزراعية وتبيعها إذا عزت وغلا ثمنها. وكانت الحكومة تقدم القروض بفائدة منخفضة لكل مشروع إنتاجي. لكن وانج لم يفكر في خططه إلا من الناحية الاقتصادية ونسي طبائع الآدميين. فكان يعمل الساعات الطوال بالليل والنهار ليبتكر الخطط التي تزيد ثروة الأمة وأسباب سعادتها ، ولكن أحزنه وأضرم قلبه حتى عثر الاضطراب الاجتماعي ينتشر في البلاد في أثناء حكمه. فقد ظلت الكوارث الطبيعية كالفيضان والجدب تعطل مشروعاته الاقتصادية ، واجتمعت جميع الطوائف التي قضت هذه المشروعات على مطاعمها وأخذت تكيد له وتعمل لإسقاطه.


فثار نقع الفتن في البلاد يصلت سيفها الشعب في الظاهر ، ولكن أكبر الظن حتى القائمين بها كانوا يتلقون الأموال من مصادر عليا. وبينما كان وانج يكافح ليقلم أظفار هذه الفتن ، وقد ساءه كفر الشعب بفضله وجحوده بنعمته ، إذ أخذت الشعوب الخاضعة لسلطان الصين تشق عصا الطاعة ، كما أخذ برابرة الشيونج - نويجتاحون الولايات الشمالية ، فأضعف ذلك كله من هيبة الإمبراطور. وتزعمت أسرة ليوالغنية ثورة عامة اندلع لهيبها في البلاد واستولت على شانج - آن ، وقتلت وانج مانج ، وألغت جميع إصلاحاته ، وعاد جميع شيء إلى ما كان عليه من قبل. وجلس على العرش في أواخر أيام أسرة هان جماعة من الأباطرة الضعاف خاف بعضهم بعضاً ، وانتهى بهم عهد هذه الأسرة ؛

وأعقب ذلك عهد من الفوضى حكمت في أثنائه أسر خاملة الذكر ، انقسمت البلاد في أيامها إلى دويلات متعددة. وتدفق التتار على البلاد ولم يصدهم عنها السور على مساحات واسعة من أجزائها الشمالية ، وكانت غارات هؤلاء التتار سبباً في اضطراب حياة الصين والقضاء على حضارتها النامية ، كما كانت غارات الهون الذين يمتون إلى التتار بأواصر القرابة العنصرية سبباً في اضطراب نظام الإمبراطور الرومانية وإلقاء أوربا في غمار الفوضى التي أرجعها نحومائة عام كاملة. وفي وسعنا حتى ندرك ما يمتاز به الصينيون من صلابة عنصرية ، ومن قوة في الأخلاق والثقافة ، إذا عهدنا حتى هذا الاضطراب كان أقصر أجلاً وأقل عمقاً من الاضطراب الذي قضى على الدولة الرومانية. فلما حتى انقضى عهد من الحروب والفوضى والامتزاج العنصري بين المغيرين والأهلين ، أفاقت الحضارة الصينية من سباتها ، وانتعشت انتعاشاً رائعاً يبهر الأنظار. ولعل دم التتار الجديد قد بعث القوة في أمة كانت قد أدركتها الشيخوخة. وقبل الصينيون الغزاة الفاتحين بينهم ، وتزوجوا منهم ، وحضروهم ، وارتقوا هم وإياهم إلى أسمى ما بلغوه من المجد في تاريخهم الطويل.


مجد تانگ

تعزى نهضة الصين الكبرى في العصر الذي سنتحدث عنه في هذا الفصل إلى مسببات ثلاثة وهي: امتزاج هذين الشعبين ، والقوة الروحية التي انبعثت من دخول البوذية فيها ، وعبقرية إمبراطور من أعظم أباطرتها وهوناي دزونج الذي حكمها من عام 627 إلى عام 650 بعد الميلاد. جلس هذا الإمبراطور على عرش الصين وهوفي الحادية والعشرين من عمره بعد حتى هبط عنه أبوه جودزوالثاني الذي أقام أسرة تانج قبل ذلك الوقت بتسع سنين. وقد بدأ حكمه بداية غير مبشرة بخير ، وذلك بقتل أخوته الذين كانوا يهددونه باغتصاب عرشه ، ثم أظهر كفايته العسكرية برد غارات القبائل الهمجية إلى مواطنها الأصلية ، وإخضاع الأنطقيم المجاورة التي خرجت على حكم الصين بعد سقوط أسرة هان. ثم عافت نفسه الحرب فجأة وعاد إلى شانجان عاصمة ملكه وخصص جهوده كلها للأعمال السلمية ، فقرأ مؤلفات كنفوشيوس مرة بعد مرة ، وأمر بنشرها في شكل بديع رائع ونطق في هذا: "إنك إذا استعنت بمرآة من الشبهان فقد تستطيع حتى تعدل وضع قلنسوتك على رأسك؛ وإذا اتخذت الماضي مرآة لك فقد تستطيع حتى تتنبأ بقيام الإمبراطوريات وسقوطها". ورفض جميع مسببات الترف وأخرج من قصره الثلاثة آلاف من السيدات اللاتي جيء بهن لتسليته.

ولما أشار عليه وزراؤه بوضع القوانين الصارمة لقمع الجرائم نطق لهم: "إني إذا أنقصت نفقات المعيشة ، وخففت أعباء الضرائب ، ولم أستعن إلا بالأمناء من الموظفين حتى يحصل الناس على كفايتهم من الكساء ، كان أثر هذه الأعمال في منع السرقات أعظم من أثر أقسى أنواع العقاب". وزار الإمبراطور يوماً سجون شانجان فرأى فيها مائتين وتسعين سجيناً حكم عليهم بالإعدام. فلم يكن منه إلا حتى أوفدهم ليحرثوا الأرض واكتفى منهم بأن يعدوه بشرفهم حتى يعودوا إلى سجنهم. وكان حتى عادوا جميعاً ، وبلغ من سرور تاي دزونج حتى أمر بالإفراج عنهم كلهم ، وسن من ذلك الوقت قانوناً يقضي بالا يصادق أي إمبراطور على حكم بالإعدام إلا بعد حتى يصوم ثلاثة أيام. وجمّل عاصمة ملكه حتى أقبل عليها السياح من الهند ومن أوربا ، واتى إلى الصين عدد كبير من الرهبان البوذيين الهنود ، وكان البوذيون الصينيون أمثال يوان جوانج يسافرون بكامل حريتهم إلى بلاد الهند ليأخذوا دين الصين الجديد عن مصادره الأصلية. واتى المبشرون إلى شانجان ليبشروا بالأديان الزرادشتية والنسطورية المسيحية ، وكان الإمبراطور يرحب بهم كما كان يرحب بهم أكبر ،


ويبسط عليهم حمايته ، ويطلق لهم تام حريتهم ، ويعفي معابدهم من الضرائب ، وذلك في الوقت الذي كانت فيه أوربا تعاني آلام الفاقة والجهالة والمنازعات الدينية. أما هونفسه فقد بقى كنفوشياً بسيطاً بعيداً عن التحيز والتحكم في عقول رعاياه ، وقد نطق عنه مؤرخ نابه إنه لما توفي حزن الناس عليه حزناً لم يقف عند حد ، وبلغ من حزن المبعوثين الأجانب أنفسهم حتى كانوا يثخنون أجسامهم بالجراح بالمدي والحراب ، وينثرون دماءهم التي أراقوها بأنفسهم طائعين على نعش الإمبراطور المتوفي". لقد مهد هذا الإمبراطور السبيل إلى أعظم عصور الصين خلقاً وإبداعاً ، فقد نعمت في عهده بخمسين عاماً من السلام النسبي واستقرار الحكم فشرعت تصدر ما زاد على حاجتها من الأرز و[الذرة] والحرير والتوابل ، وتنفق مكاسبها في ضروب من الترف لم يسبق لها مثيل. فغصت بحيرتها بقوارب التنزه المنقوشة الزاهية الألوان ، واكتظت أنهارها وقنواتها بالسفن التجارية ، وكانت المراكب تخرج من موانيها تمخر عباب البحار إلى الثغور البعيدة على شواطئ المحيط الهندي والخليج الفارسي. ولم تعهد الصين قبل ذلك العهد مثل هذه الثروة الطائلة ؛


ولم تستمتع قط بما كانت تستمتع به وقتئذ من الطعام الوفير ، والمساكن المريحة ، والملابس الجميلة. وبينما كان الحرير يباع في أوربا بما يعادل وزنه مضىاً ، كان هوالكساء المألوف لنصف سكان المدن الصينية الكبرى ، وكانت الملابس المتخذة من الفراء في القرن الثامن في شانجان أكثر منها في نيويورك في القرن العشرين. وكان في إحدى القرى القريبة من العاصمة مصانع للحرير تستخدم مائة ألف عامل. وصاح لي بوفي إحدى الولائم: "ما أعظم هذا الكرم ، وما أكثر هذا الإسراف في المال! أأقداح من اليشم ، وأطعمة شهية نادرة على موائد مرصعة بالجواهر الخضراء؟". وكانت التماثيل تنحت من الياقوت ، وأجسام الأثرياء من الموتى تدفن على فرش من اللؤلؤ. وكأنما أولع هذا الجنس العظيم بالجمال فجأة ، وأخذ يكرم بكل ما في وسعه من كان قادراً على خلق هذا الجمال. ومن أقوال أحد النقاد الصينيين في هذا: "ذلك عصر كان فيه جميع رجل بحق شاعرا". وحمل الأباطرة الشعراء والمصورين إلى أعلى المناصب. ويروي "سير جون مانفيل" Sir John Manville حتى أحداً من الناس لم يكن يجرؤ على حتى يخاطب الإمبراطور إلا "إن كان شاعراً مطرباً يغني وينطق بالفكاهات". وأمر أباطرة المانشوفي القرن الثامن عشر الميلادي حتى يوضع سجل يحوى ما نطقه شعراء تانج ، فكانت النتيجة حتى وصل هذا السجل إلى ثلاثين مجلداً تحتوي 900ر48 قصيدة نطقها 300ر2 شاعر ، كانت هي التي أبقى عليها الدهر من هذه القصائد ومن أسماء أولئك الشعراء.


وزاد ما في دار الخط الإمبراطورية حتى بلغ 000ر54 مجلداً ؛ وفي هذا يقول مردك Murdock : "ولا جدال في حتى الصين كانت في ذلك الوقت أرقى البلاد حضارة ، فقد كانت وقتئذ أعظم الإمبراطوريات قوة ، وأكثرها استنارة ، وأعظمها رقياً ، وأحسنها حكماً على الأرض" ، "وقد شد ذلك العصر أرقى ما شهده العالم من الثقافات". وكان زينة هذا العصر كله منج هوانج دي "الإمبراطور النابه" الذي حكم الصين نحوأربعين عاماً تخللتها فترات قصيرة كان فيها بعيداً عن العرش (713- 756 ب.م). وكان هذا الإمبراطور رجلاً اجتمعت فيه كثير من المتناقضات البشرية ؛ فقد كان يقرض الشعر ويشن الحرب على البلاد النائية ، ومن أعماله أنه فرض الجزية على هجريا وفارس وسمرقند ، وألغى حكم الإعدام وأصلح إدارة السجون والمحاكم ، ولم يرحم من لا يبادر بأداء الضرائب ، وكان يتحمل راضياً مسروراً عنت الشعراء والفنانين والفهماء ؛ وأنشأ كلية لتعليم الموسيقى في حديقة له تسمى "حديقة شجرة الكمثرى" ،

وقد بدأ حكمه متقشفاً متزمتاً ، أغلق مصانع الحرير وحرم على نساء القصر التحلي بالجواهر أوالملابس المطرزة ، ثم اختتمه أبيقورياً يستمتع بكل وسيلة من وسائل الترف ، وضحى آخر الأمر بعرشه لينعم ببسمات يانج جوي في. وكان حين التقى بها في سن الستين ، أما هي فكانت في السابعة والعشرين. وكانت قد قضت عشر سنين محظية لابنه الثامن عشر. وكانت بدينة ذات شعر مستعار ، ولكن الإمبراطور أحبها لأنها كانت عنيدة ، ذات أطوار شاذة ، متغطرسة وقحة ، وتقبلت منه إعجابه بها بقبول حسن ، وعهدته بخمس أسر من أقاربها ، وسمحت له بأن يعيّن أبناء هذه الأسر في وظائف مجزية سهلة في بلاطه. وكان منج يسمى هذه السيدة "الطاهرة العظيمة" ، وقد أخذ عنها فن الاستمتاع بضروب الترف والملاذ ، وانصرف ابن السماء عن الدولة وشؤونها وعهد بالسلطة الحكومية كلها إلى يانج جو- جونج أخى السيدة الطاهرة ، وهورجل فاسد عاجز ؛ وبينما كانت نذر الخراب والدمار تحيط به من فوقه ومن أسفل منه ، كان هويواصل ليله بنهاره منهمكاً في ضروب اللهووالفساد. وكان في بلاط مانج رجل تتاري يسمى آن لو- شان يعشق هوالآخر يانج جوي - في ، وقد كسب هذا الرجل ثقة الإمبراطور فحمله إلى منصب حاكم إحدى الولايات الشمالية ، وأمره على زهرة جيوش الإمبراطورية. ولم يلبث آن لو- شان حتى أعرب نفسه إمبراطوراً على البلاد وزحف بجيوشه على شانجان. وتداعت حصون المدينة وكانت قد طال إهمالهما ، وفر منج من عاصمة ملكه. وتمرد الجنود الذين كانوا يحرسونه في فراره ،

وقتلوا يانج جو- جونج وجميع أفراد الأسر الخمس ، واختطفوا يانج جوي في من بين يدي الملك وقتلوها أمام عينيه. ونزل الإمبراطور عن عرشه بعد حتى أذلته الشيخوخة والهزيمة ، وعاثت جحافل آن شان الهمجية في المدينة فساداً ، وقتلت عدداً كبيراً من أهلها ولم تفرق بين كبير وصغير. وينطق حتى ستة وثلاثين مليوناً من الأنفس قد قضى عليهم في هذه الفتنة الصماء. ولكن الفتنة أخفقت آخر الأمر في الوصول إلى أغراضها ، وقتل آن لو-شان بيد ابنه نفسه ، وقتل هذا الابن بيد أحد القواد ، ثم اغتال هذا القائد ابن له. وظلت نار الفتنة مشتعلة حتى أكلت وقودها وخمدت جذورها في عام 672 ، وعاد منج هوانج محطماً كسير القلب إلى عاصمته المخربة. ومات فيها بعد بضعة أشهر من ذلك الوقت. وفي هذه الفترة من المآسي والحادثات الروائية العجيبة ازدهر الشعر الصيني ازدهاراً لم يكن له نظير من قبل.


الملاك المنفي

استقبل منج هوانج دي ذات يوم من أيام مجده ، رسلاً من كوريا يحملون إليه رسائل خطيرة مكتوبة بلهجة لم يستطع أحد من وزرائه حتى يفهمها ، فصاح الإمبراطور غاضبا: "ما هذا،يا ترى؟ ألا يوجد بين هذا العدد الحجم من الحكام والفهماء والقواد رجل واحد ينجينا من هذه الورطة،يا ترى؟ قسماً إذا لم أجد بعد ثلاثة أيام من يستطيع حتى يحل رموز هذه الرسالة لأقصينكم جميعاً عن أعمالكم!". وقضى الوزراء يوماً كاملاً يتشاورون ويتضجرون ، وهم يخشون حتى تطيح منهم مناصبهم ورؤوسهم. ثم تقدم الوزير هوجي- جانج إلى العرش ونطق: "هل تأذن لأحد رعاياك حتى يعلن لجلالتك حتى في بيته شاعراً جليل الشأن يدعى لي متبحراً في أكثر من فهم واحد،يا ترى؟ مُرْهُ حتى يقرأ هذه الرسالة إذ ليس ثمة شيء يعجز عنه ". وأمر الإمبراطور حتى يستدعى لي للمثول بين يديه من فوره. ولكن لي أبى حتى يحضر بحجة أنه غير جدير بالاضطلاع بالواجب الذي طلب إليه حتى يضطلع به ، لأن الحكام قد رفضوا منطقه حينما تقدم لآخر امتحان عقد لطالبي الالتحاق بالوظائف العامة. واسترضاه الإمبراطور بأن منحه لقب دكتور من الدرجة الأولى ، وخلع عليه حلة هذا اللقب. فاتى لي ووجد الذين امتحنوه بين الوزراء ، وأرغمهم على حتى يخلعوا له نعليه ،


ثم ترجم الوثيقة ، وقد اتى فيها حتى كوريا تعتزم خوض غمار الحرب لاستعادة حريتها. ولما قرأ لي هذه الرسالة أملى عليها رداً مروعاً ، ينم عن فهم غزير ، سقطه الإمبراطور من فوره ، وكاد حتى يصدق ما أسره إليه "هو" وهوحتى لي ملاك طرد من السماء لأنه ارتكب فيها ذنباً عظيماً. وأوفد الكوريون يتعذرون ، وأدوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وأوفد الإمبراطور بعض هذه الجزية إلى لي فوهب بعضها إلى صاحب الحانة لأنه كان يحب الخمر. وكانت أم لي قد رأت في منامها ليلة مولد الشاعر الكوكب الأبيض الكبير الذي يسميه الصينيون ثاي بوجنج ويسميه أهل الغرب فينوس. ولهذا سمى الطفل لي أي البرقوقة ولقب ثاي- بوأي النجم الأبيض. ولما بلغ العاشرة من عمره كان قد أتقن خط كنفوشيوس ، كما كان في مقدوره حتى ينظم الشعر الخالد. وفي الثانية عشرة خرج إلى الجبال ليعيش فيها عيشة الفلاسفة ، وأقام فيها سنين طوالاً ، حسنت في خلالها صحته ، وعظمت قوته ، وتدرب على القتال بالسيف ثم أعرب إلى العالم مقدرته وكفايته فنطق: إني وإن لم يبلغ طول قامتي سبع أقدام (صينية) فإن لي من القوة ما أستطيع به ملاقاة عشرة آلاف رجل" (وعشرة آلاف لفظ يعبر به الصينيون عن الكثرة) ثم أخذ يضرب في الأرض يتلقى أقاصيص الحب من أفواه الكثيرين ، وقد غنى أغنية "لفتاة من وو" نطق فيها:

نبيذ الكروم
وأقداح المضى
وفتاة حسناء من وو-
في سن الخامسة عشرة، تقبل على ظهر مهر،
ذات حاجبين قد خُطّا بقلم أزرق-
وحذاءين من النسيج القرنفلي المشجر-
لا تفصح عن ما في نفسها-
ولكنها تغني أغاني ساحرة.
وقد أخذت تطعم الطعام على المائدة ،
المرصعة بأصداف السلاحف.
ثم سكرت في حجري.
أي طفلتي الحبيبة! ما أحلى العناق.
خلف ستائر المطرزة بأزهار السوسن!

ثم تزوج الشاعر ، ولكن مكاسبه كانت ضئيلة ، فغادرت زوجته بيته وأخذت معها أبناؤه. ترى هذه الأسطر التي يبث فيها شوقه موجهة إليها ، أوإلى حبيبة أخرى لم يطل عهد الوداد بينهما؟-

أيتها الحسناء ، لقد كنت وأنت عندي أملأ البيت زهراً.
أما الآن أيتها الحسناء وقد رحلت- فلم يبق فيه إلا فراش خال.
لقد طوى عن الفراش الغطاء المزركش؛ ولست بقادر على النوم.
وقد مضت على فراقك ثلاث سنين؛ ولا يزال يعاودني شذى العطر الذي خلفته ورائك.
إن عطرك يملأ الجومن حولي وسيدوم أبد الدهر؛
ولكن أين أنت الآن يا حبيبتي؟
إني أتحسر- والأوراق الصفراء تسقط عن الغصن،
وأذرف الدمع- ويتلألأ رضاب الندى الأبيض على الكلأ الأخضر.

وأخذ يسلي نفسه باحتساء الخمر ، حتى أصبح أحد "الستة المتعطلين في أيكة الخيزران"، الذين يأخذون الحياة سهلة في غير عجلة ، ويكسبون أقواتهم المزعزعة بأغانيهم وقصائدهم. وسمع لي الناس ينثون الثناء الجم على نبيذ نيوجونج فسافر من فوره إلى تلك المدينة ، وكانت تبعد عن بلده ثلاثمائة ميل. والتقى في تجواله دوفوالذي صار فيما بعد منافسه على تاج الصين الشعري ، وتبادل هووإياه القصائد الغنائية ، وصارا يضربان في البلاد معاً كالأخوين ، وينامان تحت غطاء واحد ، حتى فرقت الشهرة بينهما. وأحبهما الناس جميعاً لأنهما كانا كالقديسين لا يؤذيان أحداً ويتحدثان إلى الملوك وإلى السوقة بنفس الأنفة والمودة اللتين يتحدثان بهما إلى الفقراء المساكين. ودخلا آخر الأمر مدينة شانجان وأحب "هو" الوزير الطروب شعر لي حباً حمله على حتى يبيع ما عنده من الحلي المضىية ليبتاع له الشراب ، ويصفه دوفوبقوله:

أما لي بوفقدم له ملء إبريق ، يخط لك مائة قصيدة. وهويغفوفي حانة في أحد شوارع مدينة شانجان ؛ وحتى إذا ناداه مولاه ، فإنه لا يطأ بقدمه القارب الإمبراطوري. بل يقول: "معذرة يا صاحب الجلالة. أنا إله الخمر".

لقد كانت أيامه هذه أيام طرب ومرح ؛ يعزه الإمبراطور ، ويغمره بالهدايا جزاء ما كان يتغنى به من مديح يانج جوي- في الطاهرة. وأقام منج مرة مأدبة ملكية يوم عيد الفاونيا في فسطاط الصبار ، وأوفد في طلب لي بولينشد الشعر في مديح حبيبته. واتى لي ، ولكنه كان ثملاً لا يستطيع قرض الشعر. فألقى خدم القصر ماء بارداً على وجه الوسيم وسرعان ما انطلق الشاعر يغني ويصف ما بين الفاونيا وحبيبته يانج من تنافس فنطق:


في أثوابها جلال الغمام السابح ،

وفي وجهها سنا الزهرة الناضرة.

أيها الطيف السماوي يا من لاقد يكون إلا في العلا

فوق قلة جبل الجواهر

أوفي قصر البلور المسحور حين يرتفع القمر في السماء!

على أنني أشهد هاهنا في روضة الأرض-

حيث يهب نسيم الربيع العليل على الأسوار ،

وتتلألأ نقاط الندى الكبيرة...

لقد هزم حنين الحب الذي لا آخر له

والذي حملته إلى القلب أجنحة الربيع.


ترى من ذا الذي لا يسره حتىقد يكون هوالذي تغنى فيه هذه الأغنية،يا ترى؟ لكن الملكة أدخل في روعها حتى الشاعر قد عرض بها أغنيته تعريضاً بها خفياً ، فأخذت من هذه اللحظة تدس له عند الملك وتبعث الريبة في قلبه. وما زالت به تقلبه بين الذروة والغارب حتى أهدى لي بوكيساً به نقود وصرفه. فأخذ الشاعر يهيم في الطرقات مرة أخرى يسلي نفسه باحتساء الخمر ، "وانضم إلى الثمانية الخالدين أصحاب الكأس" ، الذين كان شرابهم على لسان الناس في شانجان. وكان يرى رأي ليولنج القائل إنه يحسن بالإنسان حتى يسير وفي صحبته على الدوام خادمان يحمل أحدهما خمراً ويحمل الآخر مجرفاً يستعين به على دفنه حيث يخر صريعاً "لأن شئون الناس" كما يقول ليو"ليست إلا طحالب في نهر". وكأنما أراد شعراء الصين حتى يكفروا عن تزمت الفلسفة الصينية ، فأطلقوا لأنفسهم العنان. وفي ذلك يقول لي بو: "لقد أفرغنا مائة إبريق من الخمر لنغسل بها أرواحنا ونطهرها من الأحزان التي لازمتنا طوال حياتنا". وهويترنم ببنت الحان ترنم عمر الخيام:

إن المجرى الدافق يصب ماءه في البحر ولا يعود قط.

ألا ترى فوق هذا البرج الشامخ

شبحاً أبيض الشعر يكاد يذوب قلبه حسرة أمام مرآته البراقة،يا ترى؟

لقد كانت هذه الغدائر في الصباح شبيهة بالحرير الأسود ،

فلما أقبل المساء إذا هي كلها في بياض الثلج.

هيا بنا ، ما دام ذلك في مقدورنا ، نتذوق الملاذ القديمة ،

ولا نهجر إبريق الخمر المضىي

يقف بمفرده في ضياء القمر...

إني لا أبغي سوى نشوة الخمر الطويلة ،

ولا أحب حتى أصحوقط من هذه النشوة...

هيا بنا أنا وأنتما نبتاع الخمر اليوم!

لم تقولان أنكما لا تملكان ثمنها،يا ترى؟

فجوادي المرقط بالأزهار الجميلة ،

ومعطفي المصنوع من الفراء والذي يساوي ألف بترة من المضى

سأخرج عن هذين وآمر غلامي

أن يبتاع بهما الخمر اللذيذة

ولأنسى معكما يا صاحبي

أحزان عشرة آلاف من الأعمار!


ترى ما هي هذه الأحزان،يا ترى؟ أهي آلام من محب أزدرى حبه،يا ترى؟ لا نظن هذا لأن شعراء الصين لا يكثرون من الشكوى من آلام الحب ، وإن كان الحب يملأ قلوبهم كما يملأ قلوبنا ، وإنما الذي أذاق لي مرارة المآسي البشرية هوالحرب والنفي ، وهوآن لوشان والاستيلاء على عاصمة البلاد ، وفرار الإمبراطور وموت يانج ، وعودة منج هوانج إلى قصوره المهجورة. وهويقول في حسرة "ليس للحرب نهاية! " ثم يأسوللنساء اللاتي قدمن أزقابلن ضحايا لإله الحرب فيقول:


هاهوذا شهر ديسمبر ؛ وهاهي ذا فتاة يورتشاوالحزينة!

لقد امتنع عليها الغناء ، وعز الابتسام ، وحاجباها أشعثان ،

وهي تقف بالباب ، تنتظر عابري السبيل ،

وتذكر ذلك الذي اختطف سيفه وسار لحماية الحدود ،

ذلك الذي قاسى أشد الآلام في البرد القارس وراء السور العظيم ،

ذلك الذي جندل في ساحة الوغى ولن يعود أبداً ،

في مشيتها المضىية النمراء التي تحتفظ فيها بالذكريات ،

قد بقي لها سهمان مراشان بريشتين بيضاوين ،

بين نسج العنكبوت وما تجمع من الغبار خلال السنين الطوال.


تلك أحلام الحب الجوفاء التي لا تستطيع العين حتى تنظر إليها لما تسببه للقلب من أحزان ،

ثم تخرج السهمين وتحرقهما وتدرورمادهما في الرياح.

إن في وسع الإنسان حتى يقيم سداً يعترض به مجرى النهر الأصفر ،

ولكن من ذا الذي يخفف أحزان القلب إذا تساقط الثلج ،

وهبت ريح الشمال،يا ترى؟


وفي وسعنا الآن حتى نتخيله ينتقل من بلد إلى بلد ومن ولاية إلى ولاية على الصورة التي وصفه بها دزوتشونج- جي: "على ظهرك حقيبة ملأى بالخط ، تطوف ألف ميل أوأكثر ، وفي كمك خنجر وفي جيبك طائفة من القصائد". وقد حبته رفقته القديمة للطبيعة في هذا التجوال الطويل بعزاء وسلوى وراحة تجل عن الوصف ؛ وفي وسعنا حتى نرى من خلال أشعاره أرض بلاده ذات الأزهار ، ونشعر حتى حضارة المدن قد أخذ عبئها الباهظ يثقل على الروح الصينية:

لم أعيش بين الجبال الخضراء،يا ترى؟

إني أضحك من هذا السؤال ولا أجيب عنه، إذا روحي ساكنة صافية ،

إنها تسكن سماء أخرى وأرضاً ليست ملكاً لإنسان.

إن أشجار الخوخ مزدهرة والماء ينساب من تحتها.


ثم انظر إلى هذه الأبيات:


أبصرت ضياء القمر أمام مخدعي.

فخلته الصقيع على الأرض.

وحملت رأسي ونظرت إلى القمر الساطع فوق الجبل ،

وطأطأت رأسي وفكرت في موطني البعيد.


ولما تقدمت به السن وابيض شعره امتلأ قلبه حناناً للأماكن التي قضى فيها أيام شبابه. وكم من مرة ، وهويحيى في العاصمة حياة اصطناعية ، حنّ قلبه للحياة البسيطة الطبيعية التي كان يحياها في مسقط رأسه وبين أهله:


في أرض وووأوراق التوت الخضراء ،

نام دود الحرير مرات ثلاثاً.

وأرض لوه الشرقية حيث تقيم أسرتي ،

لا أعهد من يغرس فيها حقولنا.

وليس في وسعي حتى أعود لأقوم فيها بأعمال الربيع.

ومع هذا فإني لا أستطيع حتى أعمل شيئاً ، بل أسير على ضفة النهر.

إن ريح الجنوب إذا هبت أطارت روحي المشوقة إلى وطني.

وحملتها معها إلى حانتنا المعهودة.

وهناك أرى شجرة خوخ على الجانب الشرقي من البيت.

بأوراقها وأغصانها الكثيفة تموج في الضباب الأزرق.

إنها هي الشجرة التي غرستها قبل حتى أفارق الدار منذ سنوات ثلاث.

لقد نمت شجرة الخوخ الآن وطالت حتى بلغت سقف الحانة ،

في أثناء تجوالي الطويل إلى غير أوبه.

أي بنيتي الجميلة يابنج- يانج، إني أراك واقفة

بجوار شجرة الخوخ ، تنتزعين منها غصناً مزهراً ،

تقطفين الأزهار ، ولكني لست معك-

ودموع عينيك تفيض كأنها مجرى ماء!

وأنت يا ولدي الصغير بوسشين لقد نموت حتى بلغت كتفي أختك

وصرت تخرج معها تحت شجرة الخوخ!

ولكن من ذا الذي يربت على ظهرك هناك،يا ترى؟

إني حين أفكر في هذه الأمور تخونني حواسي

ويبتر الألم الشديد في جميع يوم نياط قلبي.

وهاأنذا اقتطع بترة من الحرير الأبيض وأخط عليها هذه الرسالة

وأبعث بها إليك مصحوبة بحبي تجتاز الطريق الطويل إلى أعلى النهر


وكانت السنون الأخيرة من عمره سني بؤس وشقاء، لأنه لم ينزل قط من عليائه ليجمع المال ، ولم يجد في أيام الفوضى والفتن ملكاً يحنوعليه ويرد عنه غائلة الجوع والحرمان. ولما عرض عليه لي- لنج أمير يونج حتى ينضم إلى حاشيته قبل هذا راضياً مسروراً ؛ ولكن لي- لنج خرج على خليفة منج هوانج ، فلما أقلمت أظفار فتنته ألفى لي بونفسه بين جدران السجن محكوماً عليه بالموت لأنه خان دولته. ثم توسط له جوُودزيئي القائد الذي أخمد ثورة آن لوشان ، وطلب حتى تفتدى حياة لي بوبنزوله هوعن رتبته ولقبه. وخفف الإمبراطور عنه الحكم واستبدل به النفي مدى الحياة. ثم صدر عفوعام بعد ذلك بقليل ، وعاد الشاعر يتعثر إلى مسقط رأسه. وسقم وتوفي بعد ثلاث سنين من ذلك الوقت ؛ وتقول الأقاصيص ، التي يعز عليها حتى تموت نفس قل حتى يوجد مثلها بين النفوس ميتة عادية ، إنه غرق في أحد الأنهار ، بينما كان يحاول وهوثمل جزلان حتى يعانق صورة القمر.

وديوان شعره الرقيق الجميل المؤلف من ثلاثين مجلداً لا يهجر مجالاً للشك في أنه حامل لواء شعراء الصين بلا منازع. وقد وصفه ناقد صيني: "بأنه قمة تاي الشامخة المشرفة على مئات الجبال والتلال ؛ والشمس إذا طلعت خبا وميض ملايين من نجوم السماء".


لقد توفي منج هوانج ، وماتت يانج وعفا ذكرهما ولكن لي بولا يزال يغني!

لقد بنيت سفينتي من خشب الأفاوية وصنع سكانها من خشب المولان.

وجلس العازفون عند طرفها وبيدهم الناي من الغاب المحلى بالجواهر والمزمار المرصع بالمضى.

ألا ما أعظم سروري إذا كان إلى جانبي دن الخمر اللذيذة وغيد حسان يغنين

ونحن نطفوفوق ظهر الماء تدفعنا الأمواج ذات اليمين وذات الشمال!

إذاً لكنت أسعد من جنى الهواء الذي ركب على ظهر غرنيقه الأصفر ،

حراً كعريس البحر الذي تعقب النوارس دون غرض يبتغيه ،

إني الآن أهز الجبال الخمسة بضربات من وحي قلمي.

هاأنذا قد فرغت من قصيدتي. فأنا أضحك وسروري أوسع من البحر.

أيها الشعر الخالد! إذا ألحان شوبنج لشبيهة في روعتها بالشمس والقمر ،

أما قصور ملوك جووأبراجهم فقد عفت آثارها من فوق التلال.


قائمة ببعض الأدباء

  • سادة الأدب الثمانية العظام في عهد تانگ وسونگ 唐宋八大家
    • هان يوHan Yu 韓愈
    • Liu Zongyuan 柳宗元
    • Ouyang Xiu 歐陽修
    • Su Che 蘇轍
    • Su Shi 蘇軾
    • Su Xun 蘇洵
    • Wang Anshi 王安石
    • Zeng Gong 曾鞏
  • بالاضافة إلى اثنين من عظماء الكتاب الذين خطوا مراجع فهمية وتكنولوجية قيمة في عهد أسرة سونگ:
    • Shen Kuo 沈括 (1031-1095)
    • Su Song 蘇頌 (1020-1101)
  • أسرة منگ
    • Song Lian 宋濂 (1310-1381)
    • Liu Ji 劉基 (1311-1375)
    • Jiao Yu 焦玉
    • Gui Youguang 歸有光 (1506-1571)
    • Yuan Hongdao 袁宏道( 1568-1610)
    • Xu Xiake 徐霞客 (1586-1641)
    • Gao Qi 高啟
    • Zhang Dai 張岱
    • Tu Long 屠隆
    • Wen Zhenheng文震亨
  • أسرة تشنگ
    • Fang Pao 方苞 (1668-1749)
    • Liu Dakui 劉大櫆 (1698-1779)
    • Yao Nai 姚鼐 (1731-1815)
    • Yuan Mei 袁枚 (1716-1798)
    • Gong Zizhen 龔自珍 (1792-1841)
    • Wei Yuan 魏源 (1794-1857)

قائمة ببعض الروايات التقليدية العظيمة

  • سي دا مـِنگ جوSi Da Ming Zhu 四大名著 أوالروايات التقليدية الأربعة العظيمة في الأدب الصيني:
    • حلم الغرفة الحمراء (紅樓夢, also known as A Dream of Red Mansions or The Story of the Stone and The Chronicles of the Stone, 石頭記, Shítóu Jì), by 曹雪芹 Cáo Xuěqín
    • حافة الماء (水滸傳, also known as All Men Are Brothers and Outlaws of the Marsh), by 施耐庵 Shī Nài'ān
    • شاعرية الممالك الثلاث (三國演義) by 羅貫中 Luó Guànzhōng
    • الرحلة إلى الغرب (西遊記), وتعهد كذلك باسم الملك القرد والقرد, بقلم 吳承恩 Wú Chéng'ēn
  • أدب تقليدي آخر:
    • Strange Stories from a Chinese Studio (聊齋誌異), by 蒲松齡 Pú Sōnglíng
    • Jin Ping Mei (金瓶梅), by 蘭陵笑笑生 Lánlíng Xiàoxiàoshēng
    • Fengshen Yanyi (封神演義) or The Investiture of the Gods
    • Xing Shi Yin Yuan Zhuan (醒世姻緣傳) or The Story of a Marital Fate to Awaken the World
    • Ru Lin Wai Shi (儒林外史) or The Scholars, by 吳敬梓 Wú Jìngzǐ
    • Dijing jingwu lüe or Survey of Scenery and Monuments in the Imperial Capital, by Liu Tong
  • الدراما:
    • Xīxiāngjì (西廂記) or Romance of the West Chamber, by 王实甫 Wang Shifu
    • Dou E Yuan (竇娥冤) or The Injustice to Dou E, by 關漢卿 Guan Hanqing
    • Yuzanji (玉簪記), by 高濂 Gao Lian
    • Hui Lan Ji (灰闌記), by 李行道 Li Xingdao; became the basis for The Caucasian Chalk Circle
    • Mudan Ting (牡丹亭) or The Peony Pavilion, by 湯顯祖 Tang Xianzu

من خصائص الشعر الصيني

ليس في وسعنا حتى نحكم على الشعر الصيني بدراسة شعر لي وحده ، فإذا أراد الإنسان إذا يحس به (وهذا خير من الحكم عليه) وجب عليه حتى يسلم نفسه في غير استعجال للكثيرين من الشعراء الصينيين وأساليبهم الشعرية الفذة. ولا جدال في حتى بعض الصفات الدقيقة التي يتصف بها هذا الشعر تخفيها عنا ترجمته: فنحن لا نرى في هذه الترجمة الرموز الصينية الجميلة ، التي يتكون جميع منها من مبتر واحد ولكنه يعبر مع ذلك عن فكرة معقدة ؛ ولا نرى السطور تجري من أعلى إلى أسفل ومن اليمين إلى اليسار ، ولا ندرك الوزن والقافية اللذين يتشبثان بقوة بالقواعد والسوابق القديمة ؛ ولا نستمع إلى النغمات - وما فيها من خفض وحمل - التي يترنم بها الشعر الصيني وجملة القول حتى نصف ما في شعر الشرق الأقصى من جمال فني يضيع حين يقرؤه من يجب حتى نسميه "أجنبياً عنه.

إن خير القصائد الصينية في لغتها الأصلية لصورة مصقولة ثمينة لا تقل في صقلها وعظيم فنها عن المزهرية المنقوشة النادرة الجميلة ؛ ولكنه بالنسبة إلينا لاقد يكون إلا نتفاً من القريض الخداع "الطليق" من الوزن أوالشعر ""التصويري" قد أدركه بعض الإدراك ونقله نقلاً ضعيفاً عقل جاد ولكنه عقل غريب عنه لا يمت إليه بصلة. إذا أبرز ما نراه في هذا الشعر هوإيجازه ؛ فنميل إلى الظن بأن هذه القصائد تافهة ، وإذا ما قرأناها شعرنا بأنا قد لا نجد فيها ما في شعر ملتن وهومر من عظمة تارة وملالة تارة أخرى. ولكن الصينيين يعتقدون حتى الشعر كله يجب حتىقد يكون قصيراً ؛ وأن القصيدة والطول لفظان متناقضان ، لأن الشعر في نظرهم نشوة وقتية بنت ساعتها تموت إذا طالت ومدت حتى صارت ملحمة ، وأن رسالة الشاعر حتى يرى الصورة ويرسمها بضربة ويسجل الفلسفة في بضعة سطور ، وأن مثله الأعلى حتى يجمع المعاني الكثيرة في أنغام قليلة. وإذ كانت الصور من جوهر الشعر ، وكانت الكتابة الصينية في جوهرها كتابة تصويرية ، كانت لغة الصين المكتوبة لغة شعرية بطبيعتها تنقاد للكتابة التصويرية ، وتنفر من المعنويات المجردة التي لا يمكن التحدث عنها كما يتحدث عن المرئيات. وإذ كانت المعنويات تكثر حدثا ارتقت الحضارة ، فقد أضحتاللغة الصينية ، في صورتها المكتوبة ، أشبه بشفرة سرية ذات إيحاء دقيق. وكذلك كان الشعر الصيني بالطريقة نفسها ، وقد يحدث للسبب عينه ، يجمع بين الإيحاء والهجريز ، ويهدف بما يرسم من الصور إلى الكشف عن شيء خفي عميق. فهولا يجادل ولا يناقش ، بل يوحي ويوعز ، ويهجر أكثر مما يقول؛ وليس في وسع أحد غير الشرقي حتى يستجيب لما يوعز به ويملأ الفراغ الذي يهجره. وفي هذا المعنى يقول الصينيون: كان الأقدمون يرون حتى أحسن الشعر ما كان معناه أبعد من لفظه، وما اضطر قارئه حتى يستخلص معناه لنفسه . الشعر الصيني كالأخلاق الصينية والفن الصيني ذوجمال رائع لا حد له تخفيه بساطة هادئة مستكنة. فهولا يعمد إلى الاستعارة والمجاز والتشبيه بل يعتمد على إظهار ما يريد حتى يتحدث عنه، ويشير من طرف خفي إلى ما يتضمنه، ويتصل به، وهويتجنب المبالغات والانفعالات ويلجأ إلى العقل الناضج بما فيه من إيجاز في القول وما يتقيد به من قيود. وقلما تراه في صور روائية هائجة، ولكن في مقدوره حتى يعبر عن المشاعر القوية بأسلوبه الهادئ الرصين:


الناس يقضون حياتهم متفرقين كالنجوم تتحرك ولكنها لا تلتقي أبداً.

أما هذه العين فما أسعدها ، إذ ترى مصباحاً واحداً يبعث الضوء لي ولك!

ألا ما أقصر أيام الشباب!

وإن لما منا لتدل الآن على حتى حياتنا قد آذنت بالزوال.

بل إذا نصف من نعهدهم قد انتقلوا الآن إلى عالم الأرواح.

ألا ما أشد سقط هذا على نفسي.


وقد يعترينا الملل في بعض الأحيان مما في هذه القصائد من التكلف العاطفي ، وما تحويه من تحسر وتمن باطل بأن تقف عجلة الزمان دورتها حتى يبقى الرجال فتياناً وتحتفظ الدول بشبابها أبد الدهر. ونحن ندرك من هذا الشعر حتى حضارة الصين كانت قد شاخت وانقضى عهد شبابها في أيام منج هوانج ، وأن الشعراء في هذا العهد - كالفنانين في الشرق بوجه عام - قد أولعوا بتكرار الموضوعات التليدة ، وأنهم كانوا يسخرون قدرتهم الفنية للاحتفاظ بالصيغ سليمة مبرأة من العيوب. ولكننا رغم هذا كله لا نجد لهذا الشعر مثيلاً في غير بلاد الصين ، ولا نرى ما يضارعه في جمال التعبير وما فيه من رقة العواطف رغم اعتدالها ، ومن بساطة واقتصاد في التعبير عن أعمق الأفكار. وينطق لنا إذا للشعر الذي خط في عهد أباطرة تانج أثراً عظيماً في تعليم جميع شاب صيني وأن الإنسان لا يجد صينياً مفكراً لا يحفظ الكثير من ذلك الشعر عن ظهر قلب. فإذا صح هذا كان في تاريخ لي بوودوفوبعض ما نجيب به حين نسأل لِمَ يكاد جميع صيني متفهم حتىقد يكون فناناً وفيلسوفاً،يا ترى؟


دوفو

لي بوعند الصينيين شبيه بكيتس عند الإنجليز ، ولكن للصين غيره من المغنين ، لا يكاد يقلّ حبهم لهم عن حبهم للي بو، فمنهم داوتشين الشاعر الرواقي البسيط الذي اعتزل منصباً حكومياً ، لأنه على حد قوله لم يعد في وسعه حتى يحني فقرات ظهره نظير خمسة أرطال من الأرز في جميع يوم" أي حتى يبتاع مرتبه بكرامته. واعتزل داوتشين الحياة العامة كما اعتزلها كثيرون من رجال الدولة اشمئزازاً من حياة الوظيفة ذات النزعة التجارية , ومضى ليعيش في الغابات ينشد فيها "طول السنين وعمق الخمور" ، ويجد في مجاري الصين وجبالها من السلوى والبهجة ما صوره رساموها على الحرير فيما بعد:

اقطف الأقحوان تحت السياج الشرقي ،

ثم اسرح الطرف طويلاً في تلال الصيف البعيدة

وأملا صدري من هواء الجبال النقي عند مطلع الفجر ،

وأرى الطيور تعود مثنى مثنى.

إن في هذه الأمور لمعاني عميقة ،

لكننا إذا شئنا التعبير عنها خانتنا الألفاظ فجأة . . .

ألا ما أسخف حتى يقضي المرء حياته كأوراق الشجر الساقطة المطمورة في تراب الطرقات!

ولقد قضيت ثلاثة عشرة سنة من حياتي على هذا النحو. . .

وعشت زمناً طويلاً حبيساً في قفص ،

وهاأنذا قد عدت

إذ لا بد للإنسان حتى يعود

ليحيا حياته الطبيعية


أما بوجوي فقد سلك مسلكا آخر ، إذ اختار المنصب الرسمي والحياة في العاصمة. وصار يرقى في المناصب العامة حتى أمسى حاكم مدينة هانج تشاوالعظيمة ورئيس مجلس الحرب. لكنه رغم متاعب الحياة العامة عاش حتى بلغ الثانية والسبعين من العمر ، وأنشأ أربعة آلاف قصيدة، وعب ملاذ الطبيعة في فترات نفي فيها من بلده. وعهد السر الذي يستطيع به حتى يجمع بين الوحدة والاختلاط بالجماهير، وبين الراحة والحياة الناشطة. ولم يكن كثير الأصدقاء لأنه كما يقول عن نفسه كان رجلاً وسطاً غير ممتاز في "الخط، والتصوير، والشطرنج، والميسر، وهي الوسائل التي تؤدي إلى اجتماع الرجال وإلى الضجة السارة". وكان مولعاً بالتحدث إلى عامة الناس، ويروى عنه أنه كان يقرأ قصائده لعجوز قروية ، فإذا عجزت عن فهم شيء منها بسطه لها. ومن ثم أصبح أقرب الشعراء الصينيين إلى قلوب الجماهير ، وكان شعره ينقش في جميع مكان ، على جدران المدارس والمعابد وقمرات السفن.

ويروى حتى فتاة من المغنيات نطقت لربان سفينة كانت تطربه لا يناسبك حتى تظن أني راسيرة عادية؛ وحسبك حتى تعهد حتى في مقدوري حتى أسمعك قصيدة الأستاذ بوجوي: الغلطة الأبدية".

وآخر من نذكره من أولئك الشعراء هودوفوالشاعر المحبوب العميق الذي يقول فيه آرثر ويلي Arthur waley: "من عادة الذين يخطون في الأدب الصيني من الإنجليز حتى يقولوا إذا لي بوأشعر شعراء الصين ؛ أما الصينيون أنفسهم فيقولون إذا دوفوهوحامل لواء الشعراء الصيني". ونحن نسمع به لأول مرة في شانجان حيث أقبل ليؤدي امتحاناً ليتقلد إذا نجح فيه منصباً حكومياً ، ولكنه لم ينجح. على حتى ذلك لم يفت في عضده ، رغم أنه أخفق في مادة الشعر ؛ وأعرب للجمهور حتى قصائده علاج ناجع لحمى الملاريا ، ويبدوأنه جرب هذا العلاج بنفسه. وقرأ بنج هوانج بعض أشعاره ووضع له هونفسه امتحاناً آخر ، وأنجحه فيه وعينه أمين أسرار القائد تسُوَّا. وشجع هذا العمل دوفووأنساه وقتاً ما زوجته وأبناءه في قريتهم النائية ، فأقام في العاصمة وتبادل هوولي بوالأغاني ، وأخذ يتردد على الحانات ويؤدي ثمن خمره شعراً. وقد خط عن لي بويقول:

أحب مولاي كما يحب الأخ الأصغر أخاه الأكبر ،

ففي الخريف وفي نشوة الخمر ننام تحت غطاء واحد، وفي النهار نسير معاً يداً بيد.


عمل هذا في أيام كان منج ليانج يحب جوي - في فأخذ دويتغنى بهذا الحب كما يتغنى غيره من الشعراء ؛ فلما شبت نار الثورة وأغرقت الأحقاد والمطامع بلاد الصين في بحر من الدماء حول شعره إلى موضوعات حزينة ، وأخذ يصور الناحية الإنسانية من الحرب:


في الليلة الماضية صدر أمر حكومي

بتجنيد الفتيان الذي بلغوا الثامنة عشرة.

وأمروا حتى يعاونوا على الدفاع عن العاصمة

أيتها الأم! وأيها الأبناء! لا تبكوا هذا البكاء!

إن هذه الدموع التي تذرفونها تضر بكم.

وحين تقف الدموع عن الجريان تبرز العظام

ووقتئذ لا ترحمكم الأرض ولا السماء.

وهل تعهدون حتى في شانتونج مائتي مقاطعة قد استحالت صحاري مجدبة،

وأن آلافا من القرى والمزارع قد غطاها الحسك والشوك،يا ترى؟

وأن الرجال يذبحون ذبح الكلاب، والنساء يسقن كما يساق الدجاج...

ولوأنني كنت أعهد ما مخبأ للأولاد من سوء المصير

لفضلت حتىقد يكون أطفالي كلهم بنات...

ذلك حتى الأولاد لا يولدون إلا ليدفنوا تحت العشب الطويل.

ولا تزال عظام من قضت عليهم الحرب في الماضي البعيد مدفونة بجوار البحر الأزرق تراها وأنت مار.

فهي بيضاء رهيبة تراها العين فوق الرمال.

هنالك تجتمع أشباح الصغار وأشباح الكبار لتصيح جماعات ،

وإذا هطل المطر وأقبل الخريف وهبت الريح الباردة ،

علت أصواتهم حتى فهمتني كيف من الممكن أن تقتل المرء الأحزان...

إن الطيور تتناغى في أحلامها وهي تحلق فوق الماء

والبراعة تشع بضيائها في غسق الليل.

فلم يقتل الإنسان أخاه الإنسان ليعيش،يا ترى؟

إني أتحسر خلال الليل في غير طائل؟.


وقضى الشاعر عامين خلال عهد الثورة يطوف بأنحاء الصين تقاسمه إملاقَه زوجته وأبناؤه، وقد بلغ من فقره أنه كان يستجدي الناس الخبز، ومن ذلته أنه خر راكعاً يدعوبالخير للرجل الذي آوى أسرته وأطعمها حيناً من الزمان. ثم أنجاه من بؤسه القائد الرحيم ين ووفعينه أمينا لسره، وغفر له أهواؤه وأطواره الشاذة، وأسكنه كوخاً على ضفة "مجرى غاسل الأزهار" ، ولم يطلب إليه أكثر من حتى يقرض الشعر. وعاش الرجل حينئذ سعيداً طروباً يتغنى بالأمطار والأزهار والقمر والجبال:


وماذا تجدي العبارة أوالمقطوعة الشعرية الجميلة،يا ترى؟

إن أمامي جبالاً وغابات كثيفة سوداء فاحمة.

وإن نفسي لتحدثني بأن أبيع تحفي وخطي

وأعب من الطبيعة وهي صافية عند منبعها...

فإذا قدمت على مكان بهذا الجمال

مشيت رويداً. وتمنيت حتى يغرق الجمال روحي.

أحب حتى ألمس ريش الطير.

وأنفخ فيه بقوة حتى أكشف عما تحته من الزغب

وأحب حتى أعد إبر النبات أيضاً ،

بل أحب حتى أعد لقاحه المضىي ،

ألا ما أحلى الجلوس على الكلأ ،

ولست بحاجة إلى الخمر حين أجلس عليه، لأن الأزهار تسكرني..

أحب الأشجار القديمة حباً يسري في عظامي ، وأحب أمواج البحر التي في زرقة اليشب.


وأحبه القائد الطيب القلب حباً أفسد على الشاعر راحته ، لأنه حمله إلى منصب عال في الدولة، إذ جعله رقيباً في شانجان، ثم توفي القائد فجأة ، وثارت الحرب حول الشاعر، فأمسى وحيداً لا سند له إلا عبقريته، وسرعان ما ألفى نفسه فقيراً معدماً، وأخذ أطفاله وقد أمضى عقلهم الجوع يسخرون منه لقلة حيلته، وكان في آخر أيامه شيخاً مهدماً بائساً وحيداً، "يؤذي العين منظره" ، وأطاحت الريح بسقف كوخه، وسرق الأطفال قش فراشه، وهوينظر إليهم ولا يستطيع لضعفه حتى يقاومهم ، وشر من هذا كله أنه فقد لذة الخمر، ولم يعد في وسعه حتى يحل مشاكل الحياة كما يحلها لي بو. ثم لجأ آخر الأمر إلى الدين ووجد سلواه في البوذية، وعاجلته الشيخوخة ولم يتجاوز التاسعة والخمسين من عمره، فحج إلى جبل هون المقدس ليزور فيه معبداً ذائع الصيت، وهناك عثر عليه حاكم من الحكام قد قرأ شعره ، فآواه إلى منزله وأقام وليمة تكريماً له، صُفَّت فيها صحاف الشواء وكؤوس الخمر. ولم يكن دوفوقد رأى ذلك من عدة سنين فأكل أكل الجياع. ثم طلب إليه مضيفه حتى ينشد الشعر ويغني، فحاول حتى يجيبه إلى ما طلب ، ولكنه خارت قواه وسقط على الأرض ومات في اليوم الثاني.


النثر

ليس شعراء تانج إلا فئة من شعراء الصين ، وليس الشعر إلا جزءاً من الأدب الصيني ، وإنه ليصعب علينا حتى ندرك حقيقة ما كان في هذا العصر من وفرة في الأدب ومن سعة انتشاره بين كافة طبقات الشعب. وكان عدم وجود قانون للملكية الأدبية عاملاً من العوامل التي ساعدت على رخص أثمان المطبوعات ، ولذلك كان من الأمور العادية ، قبل دخول الأفكار الغربية في البلاد ، حتى يجد الإنسان مجموعات جديدة مجلدة من عشرين كتاباً تباع الواحدة منها بريال أمريكي ، وأن يرى موسوعات مؤلفة من عشرين مجلداً تباع جديدة بأربعة ريالات ، وأن تباع جميع روائع الأدب الصيني القديم كلها بريالين.

وأصعب مما تجاوز حتى نقدر نحن قيمة هذا الأدب ، وذلك لأن الصينيين يضعون الشكل والأسلوب فوق المادة حين يحكمون على كتاب ما ، وليس في وسع أية ترجمة مهما بلغت حتى تظهر جمال الشكل أوروعة الأسلوب. ليس من حقنا حتى نلوم الصينيين حين يقولون إذا آدابهم أرقى من أية آداب أخرى عدى الآداب اليونانية ، ولعلهم حين يستثنون آداب اليونان إنما يعملون هذا من قبيل المجاملات المأثورة عن الشرقيين. والصينيون لا يعدون القصص فرعاً من فروع الأدب ، وهم في هذا يختلفون عن الغربيين حيث يحمل القصص من شأن المؤلفين ويذيع أسمائهم في سرعة وسهولة. ولذلك فإنا قلما نجد له ذكراً في بلاد الصين قبل حتى يدخلها المغول بل إذا أدباء الصين لا يزالون إلى هذا اليوم يعدون خير الروايات القصصية مجرد تسلية شعبية غير خليقة بأن تذكر في تاريخ الآداب الصينية. لكن سكان المدن الصينية السذج لا يبالون بهذه الفروق ، ويهجرون أغاني بوجوي ، ولي بوفي غير تحرج ، ويفضلون عليها الروايات الغرامية التي لا حصر لها، والتي يخطها مؤلفون يخفون عن القراء أسماءهم ، وينشرونها باللهجات الشعبية التي تخط بها المسرحيات.

وهي تصوّر للصينيين في وضوح ما في ماضيهم من أحداث روائية رائعة ؛ ذلك حتى جميع الروايات الصينية الشهيرة، إلا القليل النادر منها، روايات تاريخية ، وقلّ حتى يوجد فيها ما واقعي النزعة ، وأقلّ منه ما يحاول فيه مؤلفوه ذلك القرب من التحليل النفساني أوالاجتماعي الذي يرقى "الإخوة كرمزوف" The Brothers Karamazov و"الجبل المسحور" The Magic Mountain و"الحرب والسلم" War and Peace و"البائسون" Les Miserables إلى مستوى الأدب الرفيع. ومن أقدم الروايات الصينية رواية شوي هوجوان أو"سيرة حواشي الماء" التي ألفها رهط من الكُتاّب في القرن الرابع. ومن أكبر هذه الروايات حجماً رواية "هونج لومن" أوحلم الغرفة الحمراء (حوالي 1650 م) وهي رواية في أربعة وعشرين مجلداً ؛ ومن أحسنها كلها رواية لياوجاي جبىْ أوقصص عجيبة (حوالي 1660 م) وهي التي يجلها الصينيون لجمال أسلوبها وأناقة عبارتها. وأشهرها كلها رواية ساق جورجي ياق إي أو"رواية الممالك الثلاث" وهي رواية منمقة الأسلوب في ألف صفحة ومائتين خطها لوجوان - جونج (1260-1241م) في وصف الحرب والدسائس التي أعقبت سقوط أسرة هان ، وكلها شبيهة بالروايات الطويلة التصويرية التي كانت منتشرة في أوربا في القرن الثامن عشر.

وكثيراً ما تجمع هذه الروايات (إذا جاز لنا في مثل هذه الموضوعات حتى ننقل إلى القارئ ما يتحدث به الناس عنها) بين تصوير الأخلاق الفكه اللطيف الذي تراه في رواية تم جونز Tom Jones وبين القصص الشائق الذي نراه في جل بلاس Gil Blas. وهي أصلح ما تكون لأن يقرأها الشيوخ الطاعنون في السن ليبتروا بها أوقات فراغهم.

والتاريخ أجل الآداب شأناً في الصين ، وهوكذلك أحبها إلى الصينيين ، وليس ثمة أمة ظهر فيها من المؤرخين عدد يوازي ما ظهر منهم في الصين ، وما من شك في أنه ليس بين الأمم جميعهاً أمة خطت في التاريخ بقدر ما خطت الأمة الصينية. وذلك حتى أقدم عصور الملوك كان لها كتابها الرسميون ، يسجلون أعمال الملوك وأحداث الأيام ؛ ولقد دام منصب مؤرخ البلاط إلى أيامنا هذه ، وأوجد في الصين قدراً من الأدب التاريخي لا نرى له مثيلاً في طوله ولا في ملله في جميع بلاد العالم. وحسبنا حتى نضرب بعض الأمثلة ليدرك القارئ طول هذه التواريخ. فمنها أربعة وعشون كتاباً في "تواريخ الأسر" وهوتاريخ رسمي نشر في عام 1747م في 219 مجلداً ضخماً. وأخذت كتابة التواريخ تخطوخطى سريعة في الصين مبتدئة بالشو- جنج أو"كتاب التاريخ" الذي هذبه كنفوشيوس أحسن تهذيب ، وبالدوز - جواق وهوشرح لكتاب المفهم الكبير وإحياء له خط بعد مائة عام من ذلك الوقت وحوليات خط الغاب التي وجدت في قبر أحد ملوك ويه ، حتى أخرجت في القرن الثاني قبل ميلاد المسيح أعظم خط التاريخ الصينية على الإطلاق ، وهوكتاب السجل التاريخي الذي جمعه زوماتشين وبذل في جمعه جهوداً جبارة.

ذلك أنه لما خلف زوما أباه في منصب منجم البلاط بدأ عمله بإصلاح التقويم ، ثم وجه جهوده للعمل الذي بدأه أبوه وهورواية تاريخ الصين من عهد الأسرة الأولى الأسطورية إلى العصر الذي كان يعيش فيه. ولم يكن زوما مولعاً بجمال الأسلوب ، بل جميع ما كان يهدف إليه حتى يجعل سجله هذا كاملاً. وقد قسم كتابه هذا خمسة أقسام هي:

- حوليات الأباطرة.

- الجداول التاريخية.

- ثمانية فصول في المراسم ، والموسيقى ، وموازين النغمات ، والتقويم ، والتنجيم ، والقرابين الإمبراطورية ، والمجارى المائية ، والاقتصاد السياسي.

- حوليات أمراء الإقطاع.

- تراجم عظماء الرجال.

ويبلغ طول العهد الذي تُؤرّخ له هذه الخط كلها نحوثلاثة آلاف عام ، وقد سجلت في 000ر526 متر صيني نقشت بقلم مدبب على ألواح من الغاب في صبر طويل. ولما فرغ زوماتشين من وضع كتابه هذا الذي قضى فيه حياته كلها أوفده إلى الإمبراطور وإلى العالم ولم يضف إليه إلا هذه المقدمة المتواضعة: "لقد وهنت الآن قوة خادمك الجسمية ، وضعف بصره وأظلمت عيناه ، ولم يبق من أسنانه إلا العدد القليل ، وضعفت ذاكرته حتى أصبح ينسى حوادث الساعة حين تدبر عنه ، ذلك حتى قواه كلها قد استنفدها إخراج هذا الكتاب. وهولهذا يرجوحتى تصفح جلالتكم عن محاولته الجريئة التي تشفع لها نيته الخالصة ، وأن تتفضل في لحظات الفراغ بلقاء نظرة قدسية على هذا الكتاب حتى تعهد من مسببات قيام الأسر السابقة وسقوطها سر نجاح هذه الساعة وإخفاقها، فإذا ما استخدمت هذه الفهم لخير الإمبراطورية ، فإن خادمكقد يكون قد حقق غرضه ومطمعه في الحياة ، وإن ثوت عظامه في الينابيع الصفراء".

ولسنا نجد في صفحات كتاب زوماتشين شيئاً من تألق تين Taine ، ولا ثرثرة ساحرة أوقصصا طريفة مكتوبة بأسلوب هيرودوت ، ولا تعاقبا للعلة والمعلول كما نجدها في توكيديد Thucydides ، ولا نظرة واسعة الآفاق في لغة موسيقية كما نجد في ِجبُن Gibbon. ذلك حتى التاريخ قلما يرتفع في الصين من صناعة إلى فن.

وقد ظل المؤرخون الصينيون من أيام زوماتشين إلى أيام سميه زوما جوانج الذي حاول بعد أحد عشر قرناً حتى يخط مرة أخرى تاريخاً عاماً للصين ، نقول ظل هؤلاء المؤرخون يكدحون ليدونوا في صدق وإخلاص حوادث أسرة حاكمة أوملك من أسره. وكثيراً ما أضاعوا في هذا العمل جميع ما كان لهم من مال ، بل إنهم أضاعوا فيه أحياناً حياتهم نفسها ؛ وكانوا ينفقون جهودهم كلها في سبيل الحقيقة لا يبغون عنها بديلاً ، ولم يدخروا شيئاً من هذه الجهود ينفقونه في جمال الأسلوب ، ولعهم كانوا في عملهم هذا على حق ، ولعل التاريخ ينبغي حتىقد يكون فهماً لا فناً ، ولربما كانت حوادث الماضي يعتريها الغموض إذا وصلت إلينا في زينة ِجبُن أوفي مواعظ كارليل. لم تخل بلادنا نحن أيضا من مؤرخين ثنطق ، وفي وسعنا حتى ننافس أية أمة من الأمم في عدد المجلدات التي خصصت لتسجيل - وجمع - أتفه الأمور.

أما الموضوعة الصينية فهي أجمل من التاريخ الصيني وأعظم منه بهجة. ذلك حتى الفن فيها غير محرم والفصاحة مطلقة العنان. وأوسع كتاب الموضوعات شهرة هان يوالعظيم الذي يقدر الصينيون خطه أعظم تقدير ، ويجلونها إجلالا بلغ من قدره أنهم يطلبون إلى من يقرؤها حتى يغسل يديه بماء الورد قبل حتى يمسها. وكان هان يووضيع المولد ولكنه وصل إلى أرقى المراتب في خدمة الدولة ، ولم يغضب عليه الإمبراطور إلا لأنه احتج احتجاجاً شديداً صريحاً على تسامحه مع البوذية وما حباها من امتيازات. ذلك حتى هان كان يعتقد حتى الدين الجديد إذا هوإلا خرافة هندية ، وقد آلمه أشد الألم ، وهوالكنفوشي الصميم ، حتى يرضى الإمبراطور عن هذا الحلم الموهن الذي أسكر أهل بلاده. ومن أجل هذا حمل مذكرة إلى الإمبراطور (803 ق.م) نقتبس منها هذه السطور لنقدم للقارئ مثلاً من النثر الصيني ، وإن كانت الترجمة الأمينة قد شوهته: "لقد سمع خادمكم حتى أوامر صدرت إلى جماعة الكهنة بأن يسيروا إلى فنج - شيانج ليتسلموا عظماً من عظام [بوذا] ، وأن جلالتكم ستشرفون من برج عال على دخوله في القصر الإمبراطوري ؛ وأن أوامر أخرى أوفدت إلى الهياكل المتنوعة تقضي بأن يحتفل بهذا الأثر الاحتفال الذي يليق به. وقد يحدث خادمكم أبله ضعيف العقل ، ولكنه يدرك حتى جلالتكم لا تعملون هذا لتنالوا منه نفعاً ، بل تعملونه مسايرة منكم لرغبة الشعب في حتى يحتفل بهذا المجون الباطل في عاصمة البلاد ، في الوقت الذي بلغ فيه الرخاء غايته، وامتلأت جميع القلوب بهجة وانشراحاً. وإلا فكيف تجيز لكم سامي حكمتكم حتى تؤمنوا كما يؤمن عامة الشعب بهذه العقائد السخيفة،يا ترى؟ وعامة الشعب يا مولاي بطيئوالإدراك يسهل التغرير بهم ، فإذا رأوا جلالتكم هجرعون خاشعين أمام قدمي بوذا صاحوا من فورهم: هاهوذا ابن السماء مصدر الحكمة قوى الإيمان ببوذا ؛ فهل يحق لنا نحن عامة شعبه حتى نضن عليه بأجسامنا. ثم يعقب هذا سفع النواصي وحرق الأصابع ؛ وتجمع الناس من جميع صوب يمزقون ملابسهم ، وينثرون أموالهم ، ويقضون وقتهم كله من الصباح إلى المساء يحذون حذوجلالتكم. ونتيجة هذا حتى تتملك الشعب كله ، صغاره وكباره ، هذه الحماسة نفسها فيهمل الناس ما يجب عليهم حتى يعملوه في حياتهم. وتراهم يحجون إلى الهياكل زرافات ، يبترون أيديهم ويشوهون أجسامهم ، ليقدموها قرباناً إلى الإله ، إلا إذا حرمتم عليهم جلالتكم هذا العمل. وبهذا يقضى على عادتنا وتنطقيدنا ، ونصبح مضغة في أفواه الناس وهدفاً لسخريتهم على ظهر الأرض. ولهذا فإن خادمكم ، وقد تجلل بالعار من أفعال الرقباء ، يضرع إلى جلالتكم حتى تهجروا هذه العظام طعمة للنار والماء ، حتى يجتث هذا الشر من منابته فلا يعود أبداً، وحتى يعهد الشعب حتى حكمة جلالتكم أعلى من حكمة عامة الناس. وإذا كان للرب بوذا من القوة ما يستطيع به حتى يثأر لنفسه من هذه الإهانة بالكوارث يصبها على رأس من كان سبباً فيها ، فليصب جام غضبه على إنسان خادمكم ، وهوفي هذه اللحظة يشهد السماء على أنه لن يحيد عن عقيدته".

وبعد فإذا ما قام النزاع بين التخريف والفلسفة فأكبر الظن حتى النصر سيكون حليف التخريف ، ذلك بأن العالم قد أوتي من العقل ما يجعله يفضل السعادة على الحكمة ، ومن أجل ذلك نفي هان إلى قرية في هوانج - تونج حيث كان الناس لا يزالون همجاً سذجاً. ولم يشك من هذا النفي ، بل شرع يهذب الناس ويجعل من نفسه خير قدوة يقتدون بها عملاً بتعاليم كنفوشيوس. وقد بلغ من نجاحه في عمله هذا حتى صورته لا تزال يخط عليها في هذه الأيام تلك الأسطورة "لقد كان ينشر الطهر حيثما مر". ثم استدعي آخر الأمر إلى عاصمة البلاد ، وأدى للدولة خدمات جليلة ، ومات معززاً مكرماً أعظم الإعزاز والتكريم. وقد نصبت له لوحة تذكارية في هيكل كنفوشيوس - وهوالمكان الذي يحتفظ به عادة لأتباع المفهم العظيم أولكبار شرّاحه ؛ وذلك لأنه دافع عن العقائد الكنفوشية دفاعاً لم يبال فيه بما يتعرض له من الأخطار ، وقاوم عقيدة كانت من قبل صالحة نبيلة ولكنها أصبحت الآن منحطة فاسدة.


المسرح

ليس من السهل حتى نقسم المسرحيات الصينية أقساماً جامعة مانعة ، لأن الصينيين لا يقرون حتى التمثيل أدب أوفن ، وليس للتمثيل في الصين منزلة تتناسب مع ما يتمتع به من انتشار واسع بين طبقات الشعب ، وشأنه في هذا شأن كثير من مقومات الحياة. من أجل ذلك لا نكاد نسمع بأسماء كُتاّب المسرحيات ، والممثلون ينظر إليهم على أنهم من طبقة منحطة ولوأنفقوا حياتهم كلها في إعداد أنفسهم لهذا العمل والنبوغ فيه ، ولوبلغوا فيه أعظم ما يبلغه الإنسان من الشهرة. وما من شك في حتى شيئاً من هذا كان من نصيب الممثلين في جميع الحضارات ، وبخاصة في العصور الوسطى ، حين كان التمثيل يكافح للخروج من دائرة التمثيل الديني الصامت المضحك الذي نشأ منه وتفرع عنه. وكان هذا بعينه منشأ المسرح الصيني . فلقد كانت الطقوس الدينية في عهد أسرة جوتضم أنواعاً من الرقص المصحوب بالمخاطر. وينطق حتى هذا الرقص قد حرم فيما بعد لأنه أصبح منادىة للفساد الخلقي ، ولعل هذا التحريم الذي فصل الرقص عن المراسم الدينية هوالذي نشأ منه التمثيل غير الديني.

وشجع منج هوانج قيام هذا النوع المستقل من التمثيل كما شجع كثيراً من الفنون الأخرى ، وذلك بأن جمع حوله طائفة من الممثلين والممثلات أطلق عليهم اسم: "فتيان حديقة الكمثرى". غير حتى المسرح لم يصبح نظاماً قومياً معترفاً به إلا في عهد كوبلاى خان. ذلك أنه لما اختير كونج دوْفو- وهومن سلالة كنفوشيوس - في عام 1031م ليكون مبعوثاً صينياً إلى البلاط المغولي استقبل فيه باحتفال عظيم ضم فيما ضم تمثيل إحدى المسرحيات. بيد حتى الماجن في هذه المسرحية كان يمثل كنفوشيوس. ومن أجل هذا خرج كونج دو- فوغاضبا ؛ لكنه لما عاد إلى الصين هووغيره من الرحالة الذين طافوا بلاد المغول، تحدثوا إلى أبناء وطنهم عن ضرب من التمثيل أرقى كثيراً من جميع ما عهدته بلادهم منه.

ولما حتى فتح المغول الصين أدخلوا فيها السيرة المقروءة والمسرحية ، ولا تزال أرقى المسرحيات الصينية في هذه الأيام هي المسرحيات التي خطت في أثناء حكم المغول. وتقدم فن التمثيل على مهل ، لأنه لم يلق معونة من رجال الدولة ولا من رجال الدين. وكان معظم العاملين فيه ممثلين جوالين، يقيمون طواراً في حقل خال من الغرس ويمثلون ما يشاءون أمام النظارة القرويين الواقفين في العراء. وكان الحكام الصينيون يستخدمون الممثلين أحياناً لإقامة حفلات تمثيلية خاصة في أثناء المآدب ، كما كانت النقابات أحياناً تمثل بعض المسرحيات. وزاد عدد دور التمثيل في أثناء القرن التاسع عشر الميلادي ، ولكنها رغم هذه الزيادة لم يكن منها في مدينة نانكنج الكبيرة أكثر من دارين ؛ وكانت المسرحية الصينية مزيجاً من التاريخ والشعر والموسيقى ، وكانت حبكتها عادة تدور حول حادثة تاريخية روائية ، وكان يحدث في بعض الأحيان حتى تمثل مشاهد من مسرحيات مختلفة في ليلة واحدة ؛ ولم يكن لزمن التمثيل حد محدود ، فتارةقد يكون قصيراً وتارة يدوم عدة أيام ، لكنه في أكثر الأحيان كان يمتد نحوست ساعات أوسبع ، وهوالزمن الذي تستغرقه أحسن المسرحيات الأمريكية في هذه الأيام وكان يتخلل المسرحيات كثير من التفاخر والخطب الرنانة ، وكثير من العنف في الأقوال والأعمال ، ولكن واضع المسرحية كان يبذل غاية جهده ليجعل خاتمتها فوزاً للفضيلة على الرذيلة ؛ ومن أجل ذلك أصبحت المسرحية الصينية أداة للتعليم والإصلاح الأخلاقي ، تفهم الشعب شيئاً من تاريخه ، وتغرس في نفوس أفراده الفضائل الكنفوشية - وأهمها كلها بر الأبناء بالآباء- وكانت تعمل لذلك باطراد ودأب أفسدا عليها غايتها.

وقلما كان المسرح يزين بالمناظر أوالأثاث ، ولم يكن له مخرج للممثلين ، فكان هؤلاء جميعاً ، سواء منهم أصحاب الأدوار وغير أصحابها ، يجلسون على المسرح طوال وقت التمثيل ويقفون إذا ما اتى دورهم ؛ وكان يحدث في بعض الأحيان حتى يقدم الخدم الشاي لهم وهم جالسون ؛ وكان غيرهم من الخدم يطوفون بين النظارة يبيعونهم الدخان والشاي والمرطبات ، ويقدمون لهم القطائل ليمسحوا بها وجوههم في ليالي الصيف ؛ وكان يشربون ويأكلون ويتحدثون حتى تستلفت أنظارهم بترة من التمثيل جميلة أوعالية الصوت ؛ وكثيراً ما كان الممثلون يضطرون إلى الصراخ بأعلى أصواتهم لكي يسمعهم النظارة، وكان في أغلب الأحيان يلبسون أقنعة على وجوههم حتى يسهل على النظارة فهم أدوارهم. ولما حرّم تشين لونج على النساء حتى يظهرن على المسرح كان الرجال يمثلون أدوار النساء ، وقد مثلوها تمثيلاً بلغ من إتقانه حتى النساء حين جاز لهن في أيامنا هذه بالظهور على المسرح من حديث كان لا بد لهن حتى يعملن جاهدات على تقليد مقلديهن حتى يضمنّ النجاح. وكان لا بد للممثلين حتى يتقنوا الرقص والألعاب البهلوانية ، لأن أدوارهم كثيراً ما كانت تتطلب منهم المهارة في تحريك أعضائهم ، ولأن جميع حركة من حركات التمثيل كانت تؤدى طبقاً لقواعد من الرشاقة معينة منسجمة مع النغمات الموسيقية التي تعزف في خلال التمثيل ؛ وكانت حركات اليدين تستخدم رمزاً للكثير من الأعمال ، كما كانت تصحب الكثير من الأقوال ، وكان لابد حتى تكون هذه الحركات دقيقة متفقة مع العهد والتنطقيد القديمة ؛ وكان فن تحريك اليدين والجسم عند بعض كبار الممثلين أشباه ماي لانج - فانج يؤلف نصف ما في المسرحية من شعر. وقصارى القول حتى التمثيلية لم تكن كلها رواية مسرحية ، ولم تكن كلها مسرحية غنائية ، ولم تكن في أكثر أدوارها مرسيرة ، بل كانت مزيجاً من هذا كله تكاد تشبه في صفاتها مسرحيات العصور الوسطى في أوربا ، ولكنها كاملة في نوعها كمال الموسيقى البلسترينائية Palestrina أوالزجاج المصبوغ. وقلما كانت الموسيقى فناً قائماً بذاته عند الصينيين بل كانت تعزومنشأ كثير غيرها من الفنون إلى الإمبراطور الأسطوري فوشي.

وقد احتوى لي جى أو"كتاب المراسم" الذي يرجع عهده إلى ما قبل كنفوشيوس عدة رسائل في الموسيقى وأسماء عدة رسائل فيها ، كما احتوى دزوجوان الذي خط بعد مائة عام من أيام كنفوشيوس وصفاً بليغاً للموسيقى التي كانت تصحب غناء قصائد ويه. وما حتى حل عهد كونج فودزه حتى كان السلم الموسيقى الصيني قد ثبت وتقادم عهده ؛ وحتى كانت البدع التي أخذت تتسرب إليه تقض مضاجع الهادئين المحافظين ، وحتى أخذ هذا الحكيم يضج بالشكوى من الأنغام الداعرة الشهوانية التي بدأت في أيامه تحل محل أيام الماضي المتفقة في رأيه مع الفضائل وكرم الأخلاق . ثم شرع النفوذ اليوناني البكتري والنفوذ المغولي يتسربان إلى الموسيقى الصينية حتى هجرا آثارهما في السلم الموسيقي الصيني المعروف ببساطته. وقد عهد الصينيون تقسيم البعد الكلي في الموسيقى إلى اثني عشر نصفاً من أنصاف النغمات ، ولكنهم كانوا يؤثرون كتابة موسيقاهم في سلم خماسي يطابق على وجه التقريب نغماتنا F.G.A.D.C وكانوا يطلقون على هذه النغمات الكاملة أسماء "الإمبراطور" و"رئيس الوزراء" و"الرعية" و"شئون الدولة" و"صورة الكون". وكانوا يفهمون التوافق في الألحان ، ولكنهم قلما كانوا يعنون به إلا إذا أرادوا ضبط آلاتهم الموسيقية. وكانت هذه الآلات تضم من آلات النفخ الناي والبوق والمزمار والصفارة ، ومن الآلات الوترية الكمان الأوسط والمزهر وغيرهما ، ومن آلات الدق الدفوف والطبول والأجراس والصنوج. وكانت لهم ألواح موسيقية من اليشب والعقيق. وكانت النغمات التي تنبعث من هذه الآلات عجيبة مزعجة لأذن المستمع الغربي ، كما تبدو، في ظننا، أحسن الأغاني الغربية عجيبة مزعجة للمستمع الصيني. ولكن هذه النغمات هي التي أثرت في نفس كنفوشيوس فامتنع عن أكل اللحم ، وأصبح رجلاً نباتياً ، وهي التي جعلت كثيراً من مستمعيها يفرّون من منازعات الحياة واختلاف الأفكار والإرادات ، وهوالفرار الذي لاقد يكون إلا نتيجة الاستسلام إلى الموسيقى الشجية. ومن أقوال هان يوفي هذا: "لقد فهم الحكماء الإنسان لكي يقشعوا ما في نفسه من حزن وغم". وكانوا يؤمنون بقول تخصصه: "لولا الموسيقى لكانت الحياة عبثاً لا خير فيه".

قائمة ببعض الكتاب الصينيين المعاصرين

  • 王韜 Wang Tao (1828–1897)
  • 嚴復 Yan Fu (1853–1924)
  • 劉鶚 Liu E (1857–1909)
  • 梁啟超 Liang Qichao (1873–1929)
  • 王國維 Wang Guowei (1877–1927)
  • 胡適 Hu Shih (1891–1962)
  • 蘇曼殊 Su Manshu (1894–1918)
  • 魯迅 Lu Xun (1881–1936)
  • 梁实秋 Liang Shih-Chiu (1903-1987)
  • 許地山 Xu Dishan (1893–1941)
  • 葉聖陶 Ye Shengtao (1894–1988)
  • 林語堂 Lin Yutang (1895–1976)
  • 茅盾 Mao Dun (1896–1981)
  • 徐志摩 Xu Zhimo (1896–1936)
  • 郁達夫 Yu Dafu (1896–1945)
  • 王統照 Wang Tongzhao (1897–1957)
  • 郭沫若 Guo Moruo (1892–1978)
  • 老舍 Lao She (1897–1966)
  • 朱自清 Zhu Ziqing (1898–1948)
  • 田漢 Tian Han (1898–1968)
  • 豐子愷 Feng Zikai (1898–1975)
  • 聞一多 Wen Yiduo (1899–1946)
  • 冰心 Bing Xin (1900–1999)
  • 巴金 Ba Jin (1904–2005)
  • 沈從文 Shen Congwen (1902–1988)
  • 曹禺 Cao Yu (1905–1996)
  • 錢鍾書 Qian Zhongshu (1910–1988)
  • 何其芳 He Qifang (1912–1977)
  • 林海音 Lin Haiyin (1918–2001)
  • 張愛玲 Eileen Chang (1920–1995)
  • 汪曾祺 Wang Zengqi (1920–1997)
  • 金庸 Jinyong, الاسم المستعار للمحرر الصيني المعاصر لويس تشا Louis Cha, باع بليون نسخة.(1924—)
  • 從維熙 Cong Weixi (1933—)
  • 張賢亮 Zhang Xianliang (1936—)
  • 白先勇 Bai Xianyong (1937—)
  • 高行健 Gao Xingjian, الحاصل على جائزة نوبل للأدب 2000 (1940—)
  • 楊牧 Yang Mu (1940-)
  • 北島 Bei Dao (1949—)
  • 莫言 Mo Yan (1955—)
  • 鐵凝 Tie Ning (1957—)
  • 蘇童 Su Tong (1963—)
  • 吳虹飛 Wu Hongfei (1975—)
  • 王小波 Wang Xiaobo (1952-1997)

أدب صيني من خارج الصين

  • You Jin, سنغافورة

غيرهم

كتاب صينيون يخطون بالفرنسية:

  • 陳季同 تشن جيتونگg (1852—1907)
  • 程抱一 فرانسوا شين (1929—)
  • 戴思杰 داي سيجيه (1954—)
  • 山飒 شان سا (1972—)

كتاب صينيون يخطون بالإنگليزية:

  • 金雪飞 ها جين (1956—)

انظر أيضاً

هذه الموضوعة تحتوي على نصوص بالصينية.
بدون دعم الإظهار المناسب, فقد ترى علامات استفهام ومربعات أورموز أخرى بدلاً من الحروف الصينية.
  • قواميس صينية
  • موسوعة صينية
  • نصوص صينية تقليدية
  • قائمة الكتاب الصينيين
  • قائمة الكتاب التايوانيين
  • قائمة كتاب هونگ كونگ
  • Huainanzi
  • لغة صينية
  • أسطورة صينية
  • ثقافة صينية
  • أدب هونگ كونگ
  • أدب تايوان
  • Tea Classics
  • Dream Pool Essays

هامش

المصادر

  • نطقب:موسوعة الحضارة
  • http://thawra.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=54411181320051012222017
  • Needham, Joseph (1986). Science and Civilization in China: Volume 3, Mathematics and the Sciences of the Heavens and the Earth. Taipei: Caves Books Ltd.
  • China

This article contains material from the Library of Congress Country Studies, which are United States government publications in the public domain.

وصلات خارجية

  • MCLC Resource Center--Literature - bibliography of scholarly studies and translations of modern Chinese literature
  • Chinese Text Project - Early classical texts with English and modern Chinese translations
  • http://www.china-on-site.com/comicindex.php - manhua retellings of old Chinese legends
  • WuxiaWorld - English translations of Wuxia genre novels
  • Renditions - English translations of modern and classical Chinese literature
  • China the Beautiful - Chinese Art and Literature - Early classical texts

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:43:13
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, أدب صيني, تاريخ الأدب, فلسفة صينية, فكر صيني

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البيت الأبيض: الجانب الأمريكي لن يفصح عن شواغله الأمنية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:16:25
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 93%

إسبانيا تعتزم تقليص فترة العزل لمصابي كورونا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 23:59:47
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

 تواصل ارتفاع حالات الإصابة بكورونا في أفريقيا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 23:59:38
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

الرجل الأكثر خسارة في العالم خلال 2021.. فقد 42.3 مليار دولار!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:22:44
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 94%

موجز الرياضة 18 غرينتش

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:21:59
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

قطار مانشستر سيتي يواصل "دهس" خصومه ويضيف برينتفورد لضحاياه

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:14:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

«المونتيور»: قناة السويس تعاملت بمهنية واحترافية مع أزمة كورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

ديمبيلي "يرفض" تجديد عقده مع برشلونة بسبب فيران توريس ويطلب الرحيل!

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:14:50
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

تحدٍّ مميت بين طفلة و"أليكسا".. وتغريدة أم تجتاح تويتر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:22:21
مستوى الصحة: 99% الأهمية: 87%

فاوتشي: البيانات تشير إلى أن "أوميكرون" أقل خطورة من "دلتا"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:16:27
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 85%

الاحترازات من كورونا، حتى لا نعود لنقطة الصفر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 23:59:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

السعودية تعيد فرض ارتداء الكمامة وإجراءات التباعد

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:10:36
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 48%

أول تحليق استطلاعي لطائرة أمريكية فوق شرق أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:16:28
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 96%

أولمبيك آسفي يسقط في فخ الهزيمة أمام الشباب الرياضي السالمي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 00:10:51
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية