العلاقات الليبية التشادية النيجرية

عودة للموسوعة

العلاقات الليبية التشادية النيجرية


{ العلاقات الليبيه التشاديه النيجريه عبر التاريخ .. ..

الحلقة الأولى

كانت ليبيا على مدى التاريخ بوابة افريقيا على البحر الابيض المتوسط. وكانت تشاد والنيجر هي عمق لبيا باتجاه افريقيا. وكانت القوافل الليبيه التجاريه تجتاز تشاد والنيجر الى نيجيريا. والكثير من العائلات الميسوره الليبيه لها امتداد داخل نيجيريا والتشاد والنيجر, وحتى تينبكتو. وقد ارسل الرومان حملة عسكريه من مدينة (جرما) الى ماوراء الصحراء. ولازالت قبيلة (زرما) تحكم النيجر وهي احفاد تلك الحملة. وقد عثرت على خريطة جغرافيه لليبيا, حدودها جنوباً الكونغو. اذ كانت التشاد والنيجر تتبع طرابلس, والخريطه منشوره في كتاب (جهاد الليبيين ضد فرنسا في الصحراء الكبرى-محمد القشاط). وقد تم نشر الدين الاسلامي في هذه المناطق من قبل التجار الليبيين والفهماء الذين كانوا يرافقون القوافل. وبالتالي فان الدين الاسلامي لم ينتشر في افريقيا بحد السيف, كما يزعم البعض, بل كان بالحوار والاقناع وحسن المعاملة. وقد وصل بعض الفهماء الليبيين الى مالي ونشروا الدين الاسلامي بها. امثال الشيخ علي يخلف التينميجاري, وهومن منطقه الرحيبات بالجبل الغربي. حيث وصل الى مالي ونشر الدين الاسلامي بها وتحكي السيرة ان سلطان تلك المنطقة كان شعبه يئن من الجفاف وقلة الامطار. فدعى السلطان الشيخ علي وطلب منه ان يدعوالله لأن يجلب المطر للمنطقه, حينها سيدخل السلطان الدين الاسلامي هووشعبه. وقام الشيخ علي بعد ان توضأ, وطلب من السلطان ان يتوضأ هوالاخر. ويؤمن على مايقول واختار منطقه بعيدة عن الناس ليلاً وصار يصلي ويدعوا الله والسلطان يؤمن عليه. واستجاب الله جل جلاله لدعوات الشيخ وانزل المطر. اعلن السلطان اسلامه وكذلك شعبه في المنطقه. وعندما زرت مالي في عام 1991, والتقيت بالاستاذ درامي وهواديب ومهتم بالتاريخ ومن اصل حضرمي كما نطق لي. اخبرني السيرة ونطق ان هناك قريه قرب باماكولازالت تدين بالممضى الاباضي من جراء دعوة الشيخ علي التينميجاري. .

وقد كان الولاة في مناطق التشاد والنيجر يعينون من طرابلس, وقد تم تعيين الشيخ محمد الامين الكانمي على منطقة كانم في جنوب تشاد , وهومن منطقة الجفرة بليبيا. وعندما ثارت عليه الامارات المجاوره له مثل (باقرمي) وغيرها. ارسل يستنجد بالوالي في طرابلس, وكان وقتها يوسف القره مانلي. فارسل اليه حمله بقيادة إنسان يسمى الاصفر من وسط ليبيا عام 1817. ثم حمله اخرى بقيادة عبدالجليل سيف النصر عام 1824, وايضا عام 1826. وكانت حملة عبدالجليل سيفالنصر تتألف في غالبها من قبائل اولاد سليمان, وورفله, والقذاذفه. وبقيت منهم مجموعات كبيره لحماية سلطان كانم منذ ذلك الزمن. .

وفي اواخر القرن التاسع عشر, رأت الدعوة السنوسيه ان تنقل ثقلها الى تشاد والنيجر. فتم تكليف الشيخ محمد بن عبدالله السني لنشر الدعوة هناك وتأسيس مجموعة من الزوايه الاسلاميه سنة 1896. وقد استطاع هذا الشيخ العظيم ان يدخل الاف الناس في الاسلام. وان يؤسس مجموعة من الزوايه انتقلت لها الحركه بانتنطق شيخها المهدي السنوسي الى تشاد وكان برفقته 1066 من الفهماء حفظة القران من الليبيين. وكان معه مجموعه من كبار الفهماء تولوا ادارة الزوايا القرانية التي تفهم الدين وتحفظ الناس القران وتفهمهم الزراعه في الاراضي التي تتبع الزاويه لتسبب لها الاكتفاء الذاتي. كان من هؤلاء الشيوخ, سيدي عبدالله الطوير, وسيدي البراني الساعدي, وسيدي ابوعقيله الزوي, وسيدي صالح بوكريم, وسيدي محمد السني, وسيدي محمد المهدي السني وغيرهم. وكان الاوروبيون يرسلون البعثات التبشيريه المدعومه من الكنيسه. ولكن هؤلاء الشيوخ الافاضل بالرغم من قلة ذات اليد, وشح المعونات استطاعوا ان يثبتوا ركائز الاسلام في المنطقة, مع انعدام الماديات. واسسوا عشرات الزوايا في تشاد والنيجر وكسبوا الاف الاتباع وقد اشتكت البعثات التبشيريه من نشاطهم. وقد قام الليبيون بحفر مجموعه من الابار في طريق القوافل المتجهه الى تشاد منها بئر الساره وبئر بشاره وغيرها لتؤمن لهم المياه في رحلاتهم الى تشاد والنيجر. وتعرض الشيخ مؤسس الطريقه السنوسيه, السيد محمد بن علي السنوسي الى قوافل العبيد التي اشتراها وفهمهم القران, بعد ان ادخلها الاسلام وتم عتقهم وارسالهم الى بلدانهم كنادىة للدين الاسلامي. وقد عاشت مجموعات القبائل الليبيه في تشاد والنيجر مع المواطنين الموجودين في المنطقه. وتصاهروا معهم واندمجوا, واصبحوا شعبا واحداً واسرة واحده. وفي عام 1899, بدأت طلائع الاستعمار الفرنسي تصل الى المنطقه.


الحلقة الثانية

وصل الى منطقه كانم رابح فضل الله السوداني, الذي انشق عن الزبير باشا الذي استنادىه خديوي مصر وسجنه. وكذلك ابنه سليمان الذي سلم نفسه للخديوي بامر الانجليز. رابح استطاع ان يوحد الامارات في جنوب تشاد, ويسيطر عليها بعد حروب استمرت اكثر من سنتين. ولما وصلت القوات الفرنسيه الى جنوب التشاد 1899, اصطدمت مع رابح الذي خاض معارك شرسه مع الفرنسيين وقد التحم معه الليبيون الذين كانوا في منطقه كانم من اولاد سليمان وورفله والقذاذفه. وفي يوم 22 ابريل 1900, استشهد رابح في معركه مع الفرنسيين كما اغتال امر القوة الفرنسيه (لامي). الذي خلده الفرنسيون بان اطلقوا اسمه على العاصمه التشاديه (فورت لامي). حاول ابنه فضل الله ان يسد فراغ والده, ولكنه اغتال بعد سنه من الصدام عام 1901. واصبح الليبيون وجهاً لوجه مع الفرنسيين. وخاضوا معهم معارك شرسه, سقط فيها شيخ اولاد سليمان (غيث سيف النصر). كما تم اغتال قائد الفرنسيين (الكابتن اليوت). ودافع الشيخ البراني الساعدي بكل ضراوة عن زاوية بئر العلالي التي لم يستطع الفرنسيون اقتحامها لمدة سنتين. ولقد نطق الكابتن اليوت عن هذا الشيخ البطل: "اننا امام خصم عنيد, يظهر فجأة ويختفي فجأة, وخبير في حرب العصابات ومن الصعب التغلب عليه." وقد انحازت مع الاسف بعض القبائل مع الفرنسيين. من ضمنها شيخ قبيله التمامه الليبية في المنطقة, المدعوشرف الدين, بسبب خلاف له مع سيف النصر, شيخ اولاد سليمان. تم نقل الشيخ البراني الساعدي الى زاوية عين كلكا. وتم تعيين الشيخ ابوعقيلة الزوي الذي هاجم القوات الفرنسيه خارج الحصن (بئر العلالي) ليلة 4-5 ديسمبر 1902. واستمرت المعركة الى اليوم التاليخمسة ديسمبر حيث استشهد قائد المجاهدين ابوعقيلة الزوي عليه رحمه الله. واسولى الفرنسيون على حصن بئر العلالي. وسقط 100 شهيد ليبي في المعركة. . وقد كان المجاهدون يقاتلون الفرنسيين في النيجر ايضاً. حيث استطاعوا يوم 23 ابريل 1905 هزم القوات الفرنسيه وارغامها على التقهقر وطهرومدينة (اقدز) من الفرنسيين. كان تقدم الفرنسيين بطيئاً نحوالشمال, اذ كان المجاهدون الليبيون يعرقلون تقدمهم. واخيرا وصلوا الى ام العضام, التي كان يرأس زاويتها الشيخ سيدي عبدالله الطوير الذي خاض معهم معركة شرسة واستشهد فيها عشرات الليبيين على رأسهم الشهيد عبدالله الطوير ومجموعة من الفهماء منهم الحاج عبدالرحيم الدلاليه, وصالح بن علي بن احمد بن الشريدات, واحمد بن علي بن احمد, وعبدالله العقاب, وحموده عبدالله ابوبكر, ومحمد النايفي المقرحي, والشيخ عفيف العبيدي, وبوعويضه البرعصي, وعبدالسلام الجويفي. تقدم الفرنسيون وهاجموا عين كلكا, الذي كان يدير زاويتها الشيخ البراني الساعدي عام 1907. وتصدى لهم المجاهدون في معركه شرسه. استشهد فيها قائد المجاهدين, سيدي البراني الساعدي رحمه الله, والشيخ الثني الغدامسي ومجموعه من المجاهدين. واصبح المجاهدون الليبيون ومعهم احرار المنطقة, يخوضون معارك في جميع شمال تشاد وشمال نيجر. ويبطشون بالتجمعات الفرنسيه, اذ هاجموا (بيلما) في شمال النيجر 31 يوليو1909 وقتلوا الملازم (ادروماردو) قائد المسقط. وهاجموا (ايمي مدما) في شمال النيجر. استطاع المجاهد صالح بوكريم, شيخ زاويه وداي, من تمزيق ضم الفرنسيين الذين اغاروا على وداي وانتصر عليهم فوزا ساحقا. وبدا الفرنسيون يرتبون غارات لاستياق ابل المجاهدين من مراعيها. فاستاقوا ابل المجاهد محمد السملالي ولكن المجاهدين استطاعوا تحطيم الحمله الفرنسيه واسترجاع الابل. وفي اغسطس 1910, تشكلت حملة من المجاهدين من فزان وهاجموا (بركو) وانزلوا بالعدوخسائر فادحة. في أربعة ديسمبر 1911, سقط صدام بين المجاهدين الليبيين والفرنسيين في منطقة شمال (افروان), وهاجم المجاهدون منطقة (كوار), كما هاجموا شمال النيجر واستولوا على قرية (دمرقو). وفي عام 1913, انسحب الاتراك من شمال تشاد, من تيبستي. حيث كان لهم مركز صغير يديره شاويش وكانت هذه المجموعه مرسله من طرابلس. زحف الفرنسيون مرة ثانيه على عين كلكا 17 نوفمبر 1913. ومنها الى فايا التي يرأس زاويتها الشيخ محمد المهدي السني, ودافع المجاهدون عنها دفاع الابطال, وسقط منهم مجموعه من الشهداء. كان المجاهد الشيخ محمد عبدالله السني يرأس زاويه (قرو). فهاجمها الفرنسيون يوم 14\12\1913. وسقطت بها معركه كبيرة, واستطاع قائد المجاهدين محمد السني ان يتخلص من الحصار وكاد ان يقع في الاسر. واسر الفرنسيون افراد عائلته, وولديه, واستشهدت زوجته وابنته وابنه عبدالله, وابنه الصغير. انسحب المجاهدون الليبيون الى الشمال باتجاة (القفرة). اذ ان ايطاليا قامت بغزوليبيا منذ اكتوبر 1911, ليستأنفوا الجهاد ضدها مع استمراريه الجهاد ضد الفرنسيين في تشاد والنيجر ومالي.

الحلقة الثالثة

رجع الليبيون من تشاد للدفاع عن بلدهم ليبيا ضد الغزوالإيطالي , وعاد مئات المجاهدين من حربهم ضد الفرنسيين الى منطقة ( القفره ) , وتحركوا للدفاع عن وطنهم. رجع عمر المختار الذي جرح في حرب تشاد الى الجبل الاخضر , ورجع محمد عبدالله السني وابنه محمد المهدي الى الـ( قفره ) ورجعت مئات الأسر الليبيه , والأيتام والأرامل الذي فقدوا معيلوهم في تشاد , كما عاد معهم مجموعات من التشاديين للدفاع عن ليبيا , وكان على رأس هؤلاء ( عبدالله قجمه ) الذي قاد الكثير من المعارك في الجبل الاخضر , ومناطق جدابيه وغيرها , ولم يهنأ لليبيين بال وتشاد والنيجر تحت الاحتلال الفرنسي , فبعد ان استطاع المهدي السني من تأسيس حركة للجهاد استطاعت ان تطرد الايطاليين من فزان 1915 , قام الليبيون بتشكيل حملة جهادية بقيادة المجاهد النيجري محمد كاوسن , كان تعدادها 400 مجاهد , وانطلقت من ( واو) . كان محمد العابد السنوسي هوالذي اشرف على تجهيز الحمله وتكليفها بمهاجمة ( اقدز ) في شمال النيجر وتحريرها من الفرنسيين . كانت الرسائل تصل الى زعماء توارق شمال النيجر والى سلطان اقدز ( عبدالرحمن تاقامه ) تطالبهم بالثورة .

انطلقت الحملة باتجاه غات , وكانت جانت القريه التي تقع الان في جنوب غرب الجزائر من الاراضي الليبيه واقتطعها الفرنسيون واحتلوها عام 1908 وطردوا منها السلطان احمد آمود الذي كان يقيم بها وله عشرات المزارع بها والبيوت . هاجمت الحملة جانت 1916 وحررتها من الفرنسيين ونصبت كمينا للفرنسيين في الطريق القادمة من ( عين صالح ) وأبادتها , واستمرت في رحلتها الى النيجر , وقد خاطب كاوسن سلطان ( الهقار ) ومسماه ( موسى اق اما سطان ) يدعوه فيها للثورة ضد الفرنسيين ولكن موسى اعطى الرساة للفرنسيين وكان معهم . وصلت الحملة الى اقدوز , وحاصرتها ثلاثه أشهر , وخاضت مجموعة من المعارك خارجها للنجدات التي كانت ترغب فك الحصار عنها , وتم سحقها .

تحركت القوات الفرنسية من تشاد والجزائر ومالي , لمهاجمة المجاهدين الليبيين في اقدز , وبعد ثلاثة اشهر استطاع الفرنسيون ان يفكوا الحصار على اقدز , وتنسحب الحملة الى جبال آير في شمال النيجر , لتحول حربها الى حرب عصابات استمرت الى عام 1920 حيث استشهد آخر المقاتلين وهوسلطان والليمدن عبدالرحمن تاقاما , حيث قتله الفرنسيون في السجن , اما رئيس الحملة محمد كاوسن , فلقد عاد عام 1919 الى فزان , ولكنه عثر الأمور تغيرت , فلقد استولى خليفة الزاوي على مرزق , وطرد السنوسيين منها , فتصدى لهم مع مجموعته في ( تجرهى ) واستمر الحرب بينهم شهرين كاملين , أما كاوسن فلقد مضى الى ( واو) للقاءه ( عابد السنوسي ) ويطلب منه الدعم , ولكنه عند عودته الى جماعته الذين هجرهم في ( تجرهى ) تصدى له ( احمد العياط البوسيفي ) في ( ام العظام ) وقتله .. ورجعت مجموعته الى النيجر وحاولت ان تشن حرب عصابات من جبال ( تيبستي ) ولكنها لم تستمر طويلا , وقضى الفرنسيون عليها بمساعدة الخونه من سكان المنطقه , إلى غير ذلك هي الخيانه تكسر ظهر المقاومة . لقد استشهد الكثير من الليبيين في النيجر وتشاد دفاعا عن المنطقة التي يعتبرونها منطقتهم , كما استشهد الكثير من التشاديين والنيجريين دفاعا عن ليبيا التي يعتبرونها وطنهم .


الحلقة الرابعة

رجع الليبيون من تشاد والنيجر , وبقيت مجموعات منهم هناك , وذلك للدفاع عن وطنهم الذي غزته ايطاليا , واشهجروا في معارك 1915 , حيث استطاعوا بقيادة المهدي السني من تشكيل محلة كبيره للمجاهدين , وان يطردوا الطليان من فزان , وسقطت الشعرات من المعارك في سبيل ذلك , وتم حصر الطليان في المدن الساحليه ولمدة سبع سنوات , غير ان الايطاليين اعادوا الكره من حديث بعد الحرب العالميه الاولى 1922 , وتقدموا نحوالجنوب بعد ان جندوا الألاف من الليبيين للقتال معهم , وسقطت عشرات المعارك في الحماده الحمراء , والوسط والجنوب , انتصر الليبيون في بعضها وانكسروا في بعضها الاخر , وقد استخدم الايطاليون الدبابات والطيران والغازات السامه , ودفعوا بالاف الارتريين للقتال في جيشهم طيلة السنوات 1922-1931 , ووصل الايطاليون الى الجنوب وهاجموا مخيمات الليبيين المجاهدين في صحراء غات , وفي ( واو) 1931 , وانفرط عقد الدفاع الليبي لقلة الذخيره ونقص الاسلحة ونقص التموين بل وانعدامه في كثير من الاحيان وعند اكثر العائلات , وتفوق الآله العسكريه الايطاليه . بعد الهجوم على غات هاجرت الاف العائلات الى الجزائر , حيث استقبلهم الفرنسيون وسلموا اسلحتهم وكدسوهم في ( وادي تيهاوت ) لعدة اشهر , ضاقوا فيها جميع انواع الفاقة والاحتياج وقلة التموين في جنوب غرب الجزائر , اما مجموعات ( واو) , فلقد هاجمها الطيران ثم اكتسحتها القوات الزاحفة , فخرجت الناس من خيامها التي احترقت تاركة قتلاها وجرحاها وما يملكون , مشتتين على الاقدام باتجاه تشاد . الرجال , والنساء , والاطفال .. يسيرون على اقدامهم في ظروف صعبة , بدون طريق حسب الاتجاه , ستة ايام كامله بلياليها , هذا الحشد البائس يسير باتجاه ( اوزو) , وتساقط الكثيرون من العطش في الطريق , وحدثت مآسي تدمي القلب للذين هجروا اولادهم في الطريق , ولم يستطيعوا حملهم , وللذين هجروا اقرباءهم في الطريق ينتظرون ساعة الموت من العطش . مئات الأسر وصلت الى تشاد , اغلبها من القبائل التي آلفت تشاد اوجاهدت فيها , من اولاد سليمان , والقذاذفه , وورفله , وحسون , وغيرهم من قبائل اخرى . استقر المهاجرون في شمال تشاد , وداي , وفايا , واوجنقه , وعين كلكا , وقرو, وكانم , بعد ان سلم الفرنسيون اسلحتهم . وقد انتقل الحسون من فايا الى النيجر بسبب مأزق سقط بينهم وبين المجابره , فهجرهم الفرنسيون الى النيجر 1951 , واستطاعت القبائل المهاجره حديثا ان تختلط بأبناء عمومتها التي سبقت للهجرة , وتنسجم معها , ويعتبر هؤلاء المهاجرين ان النيجر وتشاد هي اراضيهم وهي موطنهم , غير ان الفرنسيين يرون غير ذلك , فقاموا بتخطيط الحدود بين ليبيا التي تستولي عليها ايطاليا , وتشاد التي تستولي عليها فرنسا , وخطط الخبراء الحدود عند رؤوس جبال تيبستي , الأمر الذي رفضته ايطاليا لانها تطالب بالمناطق التي كانت تديرها هجريا , والتي تضم في اخر حكم الاتراك .. وداي , وفايا , وبرداي , وزائري . لم تسقط ايطاليا على الحدود التي سقطت عليها فرنسا واعتمدتها , واصبحت قمة سلسلة جبال تيبستي هي الحد الفاصل بين الدولتين , واوزوآخر القرى الليبيه بإتجاه تشاد .


الحلقه الخامسة

استقر الليبيون المهاجرون من جور الطليان عام 1931 في تشاد , بين اهلهم وذويهم واندمجوا في مجتمعهم يمارسون التجارة والزراعه ويملكون الابل والحيوانات , ويقيمون افراحهم واتراحهم في بلدهم وينتقلون بخيامهم ومنتجعاتهم حيث يتوفر الكلأ لحيواناتهم .

قامت الحرب العالميه الثانيه اواخر عام 1939 , وسقطت فرنسا تحت جنازر القوات الالمانية في بحر شهرين من الحرب , واعلن الجنرال ( بيتان ) تعاونه مع الالمان , واسس حكومة مواليه للعدوواتخذ من مدينة ( فيشي ) الفرنسية عاصمة لها , فسميت حكومة ( فيشي ) , وهرب الجنرال ( ديقول ) الى بريطانيا واعلن تأسيس جبهة للمعارضة بإسم ( فرسنا الحرة ) , واستنجد بالمستعمرات الافريقيه وشمال افريقيا , حيث اسعفته برجالها ومدته بآلاف الرجال الذين قاتلوا مع فرنسا حتى اعادوها وحرروها من الالمان , وقاتل العرب من شمال افريقيا والافارقة مع فرنسا وانقذوا سمعتها وانتشلوها من السقوط.

كان يدير تشاد الجنرال ( لكلير ) الفرنسي , الذي انضم الى فرنسا الحره واستنجد بالليبيين المقيمين بتشاد , والمهاجرين فيها وطلب من السيد ( احمد سيف النصر ) ان يجهز قوة من الليبيين ليهاجموا الطليان في ليبيا , وهي امنية يترقبها جميع الليبيين , فتكونت قوة من المجاهدين الليبيين , ساعدتها فرنسا بالسلاح والاليات وتقدمت الى الجنوب حيث سحقت القوات الايطاليه المتواجده في مرزق وغات وسبها وغدامس , واستولت فرنسا على جنوب ليبيا عام 1943 , واصبحت فزان تحت الاداره العسكريه الفرنسية , التي تحكم تشاد والنيجر والجزائر , وكل مناطق غرب افريقيا , كما ان برقه وطرابلس , اصبحت تحت الاداره البريطانيه , وتم تعيين ( احمد سيف النصر ) من قبل الفرنسيين حاكما لفزان , حيث اصبح فيما بعد يسمى ( والي ) عند اعلان ليبيا استقلالها عام 1952 , وتقسمت الى ثلاث ولايات هي : طرابلس , برقه , وفزان .

كان الليبييون يطالبون برحيل الاستعمار من ليبيا سواء اكان الفرنسي اوالانجليزي , واستطاع إنسان يدعى ( عبدالقادر مسعود ) مع مجموعة من الشباب ان يقتحم قلعة سبها , ويستولي عليها بأسلحة بسيطه في احدى ليالي عام 1948, ولكن الفرنسيين في الصباح رجعوا الى رشدهم ورجعوا الى القلعه , وحاصروا الشباب , وقبضوا عليهم , واعدموهم حرقا بالنار بعد ان سكبوا عليهم الوقود . كان الفرنسيون يشعرون بأنهم سيهجرون ليبيا , ويخرجون منها , خاصة بعد التنافس بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية , وكانت فرنسا تتسقط انها لن تخرج من الجزائر , وكذلك من الدول التي تحت سيطرتها في غرب افريقيا , ومنها تشاد والنيجر , ولهذا صارت تزحزح الحدود الليبية الى الداخل وتكسب اراضي شاسعة منها لصالح دول الجوار : تونس , الجزائر , نيجر, وتشاد .

وانزلت الحدود من قمة جبال تيبستي , الى الصحراء المنبسطة في ليبيا , بحيث اصبحت قرية اوزوالليبية , تتبع تشاد .. ومسافة اكبر من 500 كيلومتر باتجاه الحدود مع السودان , وبعرض 100 كيلومتر تقريبا , عهد هذا بشريط اوزو, الذي ستصبح له ضجة عالمية فيما بعد .

قامت مظاهرات في طرابلس تطالب برحيل فرنسا , وترفض ترسيم الحدود الجديده , وكنت انا طالبا بمعهد المفهمين , فاشهجرت في هذه المظاهرات التي تسببت في قفلمعهد المفهمين 50 يوما , وكان رئيس الوزراء الليبي ( مصطفى بن حليم ) هوعراب هذا التعديل , وقيل انه اخذ رشوة لقاء ذلك من فرنسا , وعرض الموضوع على مجلس النواب الذي وافق عليه , وتم عرضه على الملك الذي اعتمده . اخبرني السيد ( العربي عبدالقادر ) ناظر العدل فيما بعد بفزان , نطق :

" كنا لجنة لترسيم الحدود , واجتمعنا لنعطي رأينا , ولكن مصطفى بن حيم لم يحضر الاجتماع واتىنا الامر منه بأن ننهي الاجتماع اذ تمت الموافقه على الحدود , وتزحزحت الحدود الليبية الى الداخل , من جهة تشاد ومن جهة الجزائر". في اواخر عام 1956 .. قررت فرنسا الانسحاب من فزان بعد مفاوضات مضنية , وتم تكليف الضابط الشجاع ( ادريس العيساوي ) باستلام فزان من الفرنسيين , على رأس كتيبة من الجيش , والاشراف على ترحيل الفرنسيين , ولكنه عندما وصل الى الجفرة وصلته برقية من قيادة الجيش الليبي تطلب منه عدم التقدم الى سبها والرجوع الى طرابلس , ولكنه رفض ذلك وجمع جنود كتيبته , وخطب فيهم قائلا لهم : " اننا خرجنا امام النساء الليبيات لاستلام فزان وطرد القوات الفرنسية منها , واتىتني الان برقية تطلب مني الرجوع , انا لن ارجع !.. وانتم احرار , من اراد ان يمضى معي فليتفضل , ومن اراد ان يرجع , ايضا فليتفضل ".

هتف الجنود الليبيون الابطال انهم لن يرجعوا جميعا , وسيخوضون الحرب مع فرنسا في سبها , حتى ولوتم سحقهم جميعا , واصل العيساوي زحفه الى سبها , واستقر بكتيبته في جبل ( بن عريف ) وكان في جميع ليله يرسل الدبابات القليله لتبيت في الطريق بين ( سمنو) و( سبها ) وفي الصباح تلتحق بجبل ( بن عريف ) ليوهم الفرنسيين ان امدادات تأتيه جميع يوم , وهنا قرر الفرنسيون الانسحاب , وانسحبوا ليلا .. دون ان يسلموا القلعه تسليما رسميا , وكان العيساوي يبيت جميع ليله قريبا من القلعه يستطلع ماذا يعمل الفرنسيون , فسبقهم الى الطريق واوقفهم وطلب منهم العوده لاقامة طقوس التسليم والاستيلام , وانزال فهمهم وحمل الفهم الليبي وتحيته , ونطق لهم :

" ان القوات الليبيه اذا لم يعملوا ذلك , هي في طريقها اليهم لمهاجمتهم " فكر الضابط الفرنسي قليلا , ثم ارجع سريه من الجيش الى سبها , رفقة العيساوي .. وازالت الالغام التي غرسوها تحت ابواب القلعه , واصلحوا سارية الفهم التي كسروها , وانزلوا الفهم الفرنسي وحملوا الفهم الليبي وحيوه وانسحبوا , تتبعهم العيساوي بمفرزة من جنوده الى ان اجتازوا غات اواخر عام 1956 , واستقلت فزان من فرنسا والتحقت بالمملكه الليبية كولايه من ولاياتها .


الحلقة السادسة

انفجرت الثورة الجزائرية عام 1954 في أول نوفمبر , واستمرت تنمووتكبر , ولم تستطع فرنسا بالرغم من جميع أساليب البطش والتنكيل والتعذيب والحرق والابادة ان تخمد هذه الثورة , واتى الجنرال ( ديجول ) للحكم , وفكر في اخراج فرنسا من هذه الورطة التي سقطت فيها ببقية من ماء الوجه لفرنسا . فرنسا التي استطاعت ان تحيّد تونس من الثورة وتمنحها استقلالا داخليا رضي به بورقيبه , وان تحيّد المغرب بارجاع السلطان محمد الخامس من المنفى . رأى ( ديجول ) ان يجري استفتاء في الدول التي تقع تحت سيطرة فرنسا بنعم اولا .. اي نعم للاستقلال عن فرنسا , اولا للاستقلال , وصوتت النيجر وتشاد بنعم للاستقلال عام 1960 وتكوّن في تشاد مجلس برلمان , واجتمع ليقرر الدستور ويقرر نظام الحكم والفهم واللغه , والدين . كانت فرنسا من وراء الستار تدير الاحداث , خاصة انها عندما احتلت تشاد والنيجر اهتمت بالجنوبيين الزنوج , وادخلت الالاف منهم في الدين المسيحي , وفهمتهم اللغه الفرنسية , ومكنتهم من ادارة الحكم , بعكس الشماليين العرب , الذين ناصبوها العداء وقاتلوها , واعتبروا الدخول الى مدارسها محرم .

في مجلس البرلمان .. رأى الجنوبيون ان تكون لغة البلاد فرنسية , ولكن الشماليين رفضوا ذلك , ورأووا ان تكون لغة البلاد هي العربية , خاصة وان الذين يتحدثون العربية هم اكثر عددا من الذين لا يتحدثونها , كما طالبوا بانظمام تشاد للجامعة العربية .

تدخلت فرنسا , وفرضت اللغة الفرنسية على مستعمراتها بما فيها تشاد , وخرج الشماليون من المجلس وقاطعوه , وامتشقوا السلاح وتكونت جبهة تحرير ( فارولينا ) , ولجأ والد ( كوكني وداي ) الى ليبيا , اذ كان حاكم ( وداي ) فأهانه الفرنسيون , فخرج مهاجرا الى ليبيا واستقر في مدينة الزاوية , حيث تفهم ابنه ( كوكني ) في المدارس الليبية , كما لجأ كثير من الشماليين الى ليبيا , وبدأوا يشتغلون في الكثير من الاعمال , ويتسللون الى مناطقهم , ليدعموا الثورة التي كانت تتأجج احيانا وتخفت احيانا اخرى .

كانت ليبيا تعطف على الشماليين , باعتبارهم من اصول ليبيه , وجميعهم من اتباع الطريقه السنوسية , التي يعتبر الملك ادريس راعيها بعد هجرة المجاهد احمد الشريف , وتسليمه قيادتها له , ولم يكن شمال تشاد وحده يتبع هذه الطريقه , بل كان شمال نيجيريا يأتي رؤساءه الى ليبيا , لاستشارة الملك ادريس واخذ الرأي منه , ويتبركون بزيارته باعتباره شيخ الطريقه , وكان ( احمدواوبيلو) من قيادات شمال نيجيريا يأتي الى ليبيا بين الحين والاخر لهذا السبب ايضا , وكانت ليبيا تغض الطرف عن دخول مواطني شمال تشاد الى اراضيها , والخروج منها للتزود بالتموين , والعمل بليبيا ولتوفير ما يدعم اهلهم وحركتهم , ولم يكن في فهمي ان ليبيا دعمت حركة ( فارولينا ) بالسلاح في ايام المملكه , بعكس موقفها من ثورة الجزائر التي كانت تدعمها بالمال والسلاح وحتى التدريب , وكذلك ثورة تونس التي لم يطل بها الزمن اذ وافق الحبيب بورقيبه , على منحه الاستقلال الداخلي بدل من استمرارية الثوره الداعمة لثورة الجزائر وبالتالي كشف ظهر الثورة الجزائريه للفرنسيين , مع بقاء دعم الشعب التونسي للثورة الجزائرية .

في هذه الاثناء .. كانت ثورة شمال تشاد تقوى وتخبوحسب ظروفها في المنطقة , ولم تستطع الحصولعلى الدعم الذي يجعلها تزحعملى العاصمة خاصة وان فرنسا تدعم الحكومة المركزيه التي نصبتها في ( انجامينا ) , فالدول العربية جميعا غير مهتمة بالعرب , ولا بعروبة تشاد والنيجر اومالي , بل هم مع الحكومات الموجوده مهما كان شكلها اوتوجهها , ومن المعلوم ان مالي اوبالاحرى شمال مالي , كان على اتصال بليبيا , وعلى علاقة مع المجاهدين الليبيين في تشاد والنيجر , وقاتل الفرنسيين بالتنسيق مع الليبيين , وكان ( عابدين الكنتي ) احد زعماء الجهاد في شمال مالي , زار الجغبوب ونسق مع قيادة الحركة السنوسية . استمر القتال في شمال مالي مع استمرار القتال في شمال تشاد والنيجر , وعندما ضعفت المقاومة في هذين البلدين , ضعفت في شمال مالي , واستولى الفرنسيون عليها , وجعلوا منطقة العرب والتوارق والتبو, في شمال النيجر وتشاد ومالي , مناطق عسكرية , يعاملون بكل قسوة وبطش واغتال وتعذيب وتهجير , وحتى عندما استقلت مالي , في استفتاء نعم اولا , عام 1960 , وترأسها ( موديبوكيتا ) استمر شمال مالي منطقة عسكريه , قاس فيها السكان جميع صنوف التعذيب والقتل والتشريد , فثار شمال مالي عام 1963 , بقيادة الامير ( زيد ابن الطاهر ) والامير ( محمد علي الانصاري ) على الظلم الذي يقع على مواطنيهم , وكانت ثورتهم عند استقلال الجزائر التي كانوا يدعمونها وكان هناك مجموعة من قيادة جبهة التحرير الجزائري , يقيمون في شمال مالي , حيث يدعمهم التوارق والعرب , وكان من بينهم ( احمد درايه ) و( عبدالعزيز بوتفليقه ) الذي كان اسمه الحركي ( عبدالقادر المالي ) .

الحلقة السابعة

استقلت الجزائر 1962 وهجرت فرنسا مشاكل الحدود لها مع الجيران , فالجزائريون يرون ان الحدود الموروثة عن الاستعمار القرار الي وضعته منظمة الوحدة الافريقية هوالذي يجب ان يتبع , ولكن الجيران العرب يرون عكس ذلك , فتحركت القوات التونسية للاستيلاء على الاراضي التي ترى انها من املاكها , وتصادمت مع جيش التحرير الجزائري شمال غدامس في ( قارة الهامل ) , ولم تحقق تونس غرضها .. اما ليبيا فانها هجرت المسألة للحوار بين الاشقاء , وتقدمت القوات المغربية لاحتلال منطقة الساورة ( بشار وتندوف ) وسقطت حرب بين الفريقين عهدت باسم ( حرب الرمال ) عام 1963 , وتقدم ( موديبوكيتا ) رئيس مالي للوساطة بين البلدين , واستدعى الملك حسن الثاني والرئيس احمد بن بله للاجتماع في ( باماكو) عاصمة مالي , وقبل الاجتماع قام الملك الحسن الثاني بالقبض على ( محمد علي الانصاري ) المتواجد بالمغرب وسلمه لحكومة مالي , وهواحد قادة الثورة في شمال مالي , كما قام الرئيس احمد بن بله بالقبض على الامير ( زيد ابن الطاهر ) واثنين من قيادات الثورة الماليه وسلمهم الى حكومة مالي , وقد كانوا موجودين في منطقة ( توات ) بجنوب الجزائر لبيع ابلهم ليمضىوا الى الامم المتحده لشرح قضيتهم لممثلي العالم , كما قبض على الضابط الجزائري ( شعبان شعباني ) المتعاطف معهم واعدمه , لهذا السبب اولغيره . قد زرت هؤلاء السجناء عام 1972 في سجن باماكو, وهرب احدهم فيما بعد وهو( اللادي بشير ) واتىنا الى ليبيا .

كما قام الرئيس جمال عبد الناصر بدعم الجيش المالي بسيارات مصفحة لمحاربة عرب وتوارق الشمال , وجاز الرئيس احمد بن بله بدخول القوات الماليه الى الحدود الجزائريه لمطاردة الثوار , اما السودان التي هي تجاور حركة تحرير تشاد فانها منشغله بثورة جنوب السودان التي كان الانجليز يفصلها طيلة حكمها للسودان , وعملوا على نشر الدين المسيحي بين مواطنيها , وجعلوا ادارتها منفصله عن الشمال , وكانوا يمنعون الاختلاط بين الشماليين والجنوبيين , ولما رحل الانجليز واستقلت السودان عام 1955 , تفجرت ثورة الجنوب , واستمرت بدعم الغرب لها تقلق السودان الشمالي وتشغله وتنهك قواه , ولقد زرت هذه الثورة عام 1973 , وهي حينها بقيادة ( جوزيف لاقو) وتجولنا ما بين ( جوبا ) و( واو) و( مالاكال ) وهي اهم مدن الجنوب , وكنا وفدا صحفيا يقيم الوضع في المنطقه , وخرجنا برأي ان السودان لن يستطيع القضاء على هذه الثورة , المهم ان السودان لم تهتم بعروبة المنطقة ولا باسلامها في شمال النيجر ولا شمال تشاد الا مؤخرا . في عام 1963 .. عادت الكثير من العائلات الليبية التي كانت مستوطنة في تشاد والنيجر , من اولاد سليمان .. وورفله .. والقذاذفه .. والحسون .. والمجابره , وانخرط اولادهم في المدارس واصبحوا موضفين في مفاصل الدولة الليبية , وفي القوات المسلحة مع بقاء مجموعة كبيره من اقربائهم وابناء عمومتهم في تشاد والنيجر , ووصل بعضهم الى وظائف كبيره في هاتين الدولتين , وكان التواصل مستمر بين المجموعتين في داخل ليبيا وداخل تشاد والنيجر , ووصل بعض الليبيين الى مجلس البرلمان في تشاد وكان منهم ( محمد الطوير ) ابن المجاهد الشهيد ( عبدالله الطوير ) , ووصل بعضهم الى الوزارة في النيجر , وكما هوالحال بين القبائل العربية المتجاورة يقع الاحتكاك بينها بسبب المرعى اوالماء اولاسباب اخرى , وهنا سقط احتكاك بين قبيلة ( الومله ) من القذاذفه وقبيلة ( القرعان ) التشادية ,وسقط عدة قتلى من الطرفين , هذا الاحتكاك سيلقي بظلاله على العلاقات بين القبيلتين في المستقبل خاصة عندما اصبح ( حسين هبري القرعاني ) مسؤولا على احد فصائل حركة تحرير تشاد واصبح رئيسا لتشاد فيما بعد.


الحلقة الثامنة

تفجرت الثورة في ليبيا عام 1969 , وكان من أوائل اهتماماتها الوقوف مع حركات التحرير في العالم , ودعم الاسلام والمسلمين ودعم العرب واللغة العربية. وفي هذا الاطار قامت بدعم حركة فرولينا وقام الرئيس التشادي فرانسوا تومبلباي بزيارة طرابلس في اطار تحسين العلاقات بين البلدين , والتوسط الليبي بين حركة فرولينا في الشمال وبين الحكومة التشادية واعترافاً بأحقية ليبيا في شريط اوزو، قام الرئيس التشادي بالتنازل عنه , وارجاع الحدود الى مسقطها الاصلي رؤوس جبال تيبستي وسحب ادارته من اوزووتم تسليمها لليبيا. واقتناعا من الرئيس التشادي بالاسلام قرر اعلان إسلامه، وتسوية الاوضاع مع العرب والمسلمين في الشمال. وقام الليبييون بدعم ( تومبلباي ) بمبلغ 60 مليون دولار كمساعدة لاقتصاد الدولة التشادية. غير حتى فرنسا لا يرضيها التقارب الليبي التشادي فما حتى عاد تومبلباي إلى تشاد حتى دبرت انقلابا ضده ورجعت الامور في العلاقات الليبية التشادية إلى مربعها الأول. وتتالت الانقلابات في تشاد ووقفت فرنسا مع الانقلابين وضد التقارب الليبي التشادي ,ووقفت ليبيا مع جبهة تحرير فرولينا، وقامت بدعمها ماديا ولوجستياً. وقامت فرنسا بدعم الحكومة التشاديه التي اتت بها الى السلطه وانزلت قوات عسكرية مدعومة بالطيران في تشاد. ورأى الليبييون دعم جبهة تحرير فارولينا بدعم اكبر , وان تتحرك القوات الليبية لدعم الجبهة وأن تدخل تشاد لمناصرة العرب والمسلمين وكان هذا من الاخطاء التي سقطت فيها القيادة الليبية , اذ كان من المفروض دعم الحركة وعدم الدخول مباشرة في الحرب , واستطاعت القوات الليبية ان تصل الى العاصمة التشادية انجامينا وتنصب گوكوني وداي رئيسا لتشاد ومن صدف التاريخ ان قائد القوات الليبية التي سيطرت على تشاد بقيادة اللواء عبد الكبير الشريف الذي استشهد جده في معركة عين كلكا عام 1907 ضد الفرنسيين دفاعا عن تشاد. كما ان هناك مئات الجنود والضباط من احفاد المجاهدين الليبيين ضد فرنسا في تشاد .. ولكن , فرنسا استدعت كوكني لزيارتها وهناك صرح بأن يطلب من القوات الليبية الانسحاب من تشاد بعد ان اعلن الاتحاد مع ليبيا قبل ذلك وامام ردة العمل انسحبت القوات الليبيه في انسحاب يعتبر الاول من نوعه في التاريخ من ناحية السرعة. اذ استطاعت القوات بما تملك من معدات ثقيله ان تبتر الصحراء الكبرى راجعة الى ليبيا في بحر اسبوع. وكان حسين هبري المنافس لگوكوني والمنشق عن الحركة يتربص في الحدود السودانية مع تشاد فتقدم بقواته المدعومة من فرنسا والسودان. واستطاع حتى يستولي على العاصمة التشادية ويطرد گوكوني وداي من السلطة، وحسين هبري من القرعان، الذين لهم ثارات مع القذاذفة، وأصبح الآن رئيساً لتشاد.

الحلقة التاسعة

اصبح حسين هبري رئيسا لتشاد. وهويحمل حقده الشخصي على الليبيين, لان أحد الضباظ الليبيين صفعه على وجهه عندما كان معهم. وانشق منذ ذلك التاريخ عن الحركه (فارولينا) التي هي على اتفاق مع ليبيا. كما كان يحمل ضغينة المناوشات التي سقطت بين قبيلتة القرعان, وقبيلة الومله من القذاذفه حيث سقط فيها عدة قتلى. وكانت في بداية الستينات من القرن الماضي. وحاول محمد سيف النصر ان يدعم الومله بمجموعة من البنادق ورشاشتين. ولكن الذي حمل هذا السلاح لم يستطع الدفاع عنه فاخذه منه القرعان؟ وكانت فرنسا تبحث عن اي إنسان يثير القلاقل لليبيا. ويقلق راحة معمر القذافي الذي اثار لفرنسا واوروبا الكثير من المشاكل ووجدت ضالتها في حسين هبري. فقامت بدعمه كما قام بدعمه جميع من العراق, ومصر, والمغرب, والسودان. وبدأ بمهاجمة الشمال مطالبا باسترجاع اوزومدعوما الى جانب الدول التي ذكرتها سابقا من جميع من امريكا وفرنسا, ولكل دولة لها مبرراتها لمعادات القذافي.

واستطاع حسين هبري ان يحتل اوزوبقواتة المدعومه وتحركت القوات الليبية لاسترجاعها. واصبحت القضيه قضية وطن, وقضية كرامه. وتطوع الاف الطلاب الليبيين من الثانويات التي اوقفت التدريس فيها, والاف المتطوعين الذين استماتوا في الدفاع عن اوزو. حيث تم تحريرها في اغسطس 1987. وحاول هبري تشتيت جهود الليبيين. اتخذ ضدهم حرب العصابات. وهاجم معسكر (الساره) الذي كانت به مجموعة قليله من الجنود لحراسته. واستطاعت قواته ان تعبث بالمعسكر. والتقى العقيد القذافي بالرئيس الفرنسي في قبرص حيث اتفقا على ان تتواجد القوات الليبية شمال خط 16 شمالا ويبقى جنوبه لفرنسا التي وضعت فيه جنودها وطيرانها, إلى غير ذلك تم تقسيم النفوذ في تشاد. وهنا انشأت ليبيا قاعدة للامداد في تشاد بوادي الدوم, وانشأت عدة معسكرات في ازائري, وفايا, وبرداي, وبعض المناطق الاخرى. وتم تكليف العقيد خليفه حفتر قائدا لهذة القوات, وهومن الضباط الوحدويين الاحرار. والضابط الذي تم تكليفه على رأس جنوده بدعم مصر بحربها ضذ اسرائيل عام 1973, ومن الضباط المشهود لهم بالشجاعة وحسن قيادة الجنود.

وهاجمت فرنسا بطائراتها رادارات وادي الدوم وحطمتها وشوشت على الاتصالات. بحيث تمكنت بعدها القوات التشاديه من احتلال القاعدة بمساعدة لوجستيه وفنيه من الدول الداعمة وهي امريكا وفرنسا والعراق ومصر والمغرب والسودان.

سقط قائد قوات الليبيه في الاسر مع قرابة الخمسمائة جندي وضابط من الليبيين. وفوجئ الليبيون والعالم باعلان العقيد خليفة حفتر الانشقاق عن النظام, هل تراه باتفاق مع آسريه قبل الاسر واحتلال القاعده, ام ان ذلك تم تحت ضغط الاسر. ان السر يملكه خليفة حفتر. شكلت امريكا معسكرا من الاسرى الليبيين المعارضين لدولتهم تدربهم فيه للهجوم على ليبيا من الجنوب بقيادة خليفة حفتر.

وصار المنضوين تحت لواء هذا المعسكر يضغطون على الاسرى الليبيين الاخرين للانضمام اليهم. انسحبت القوات الليبيه من شمال تشاد الى حدودها الدولية. والتي من بينها (اوزو). وقامت ليبيا بدعم ادريس دبي الذي يتمركز بقواته من قبائل الزغاوه على الحدود السودانيه, حيث تقدمت بدعم ليبي واستطاعت ان تحرر العاصمه التشاديه من حسين هبري وقواته, ويخرج منها مطرودا. حسين هبري هذا الحاقد على ليبيا والليبيين, قام وهومنسحب من انجامينا بقتل مجموعة من الاسرى الليبيين والموجودين عنده في الاسر ورفضوا الانضمام لمخطط امريكا لضرب بلادهم ومثل بجثثهم. وعلى رأس هولاء الضابط الشجاع العقيد عبدالسلام سحبان, الذي تم اسرة قبل وادي الدوم والذي كان قائدا للمتطوعين الليبيين في حربهم ضد اسرائيل عند هجومها على لبنان. قامت امريكا بشحن خليفه حفتر ومجموعته في طائرات نقل الى امريكا لتدريبهم هناك لمهاجمة ليبيا. وشكلت فرنسا معسكرا في جنوب المغرب لتدريب الخونه والعملاء من اسمونفسهم بالمعارضين .الليبية, كما عمل السودان نفس العمل. ولم نستطع ان نعبئ الشعب الليبي اعلاميا بان اوزوهي جزء من بلاده, فالكثيرون يعتبرونها من تشاد وغير مقتنعين بالدفاع عنها وذلك من تأثير الاعلام الغربي. عند اجتماع القمة لمنظمه الوحدة الافريقية بالعاصمة الحبشية (اديس ابابا). رأى القذافي امام المعطيات الدولية وتكالب الدول على ليبيا واتخاد شريط اوزوالورقه التي يتخدونها لمهاجمة ليبيا. خاصة وان المنطقة تم اكتشاف اليورانيوم فيها, وليبيا تعمل على امتلاك القنبلة النووية. اذن لابد من حرمانها من شريط اوزو. رأى القذافي ان يجنب بلادة ويلات حرب, ولقاءه مع امريكا وفرنسا والدول العربية وان تنسحب ليبيا ببقية ماء الوجه. فاعلن القذافي لمنظمه الوحدة الافريقية ان ليبيا قررت عرض قضية شريط اوزوامام محكمة العدل الدوليه والقذافي يعهد وكذلك الليبيون القريبين من مصدر القرار ان المحكمه ستحكم فيها لتشاد, ارتكازا على قرار حكومه مصطفى بن حليم الليبية وموافقة البرلمان الليبي وتصديق الملك عام 1956. فقانونيا اوزولتشاد. وعملا اصدرت المحكمة حكمها بان اوزولتشاد. وانسحب الليبيون منها, وبقي المواطنون الذين يعتبرون انفسهم ليبيين داخل تشاد حتى الان يعانون معضلة الجنسية. واستطاعت ليبيا رغم جميع الظروف ان تساعد عرب الشمال التشادي والمسلمين في فرض لغتهم العربيه كلغة وطنيه في الدستور التشادي. كما تقدمت التشاد بتشجيع ليبي بطلب الانظمام للجامعة العربية, ولكن السعودية ودول الخليج عارضوا دخولها للجامعة بحجة انها ليست عربية, مع الفهم ان السكان العرب في تشاد اكثر عدد من جميع عرب الامارات العربيه والبحرين وقطر والكويت مجتمعين....

الحلقة العاشرة

لم تهجر فرنسا العلاقات التشادية النيجرية مع ليبيا كما تقضي اواصر القرابة الاجتماعية والتاريخية والجغرافيه , بل منذ استعمارها لهذه المناطق عملت على فصلها عن لحمتها الاجتماعية , وفصلت بينها وبين جيرانها من عرب شمال افريقيا , بل ووضعت حاجزا يتمثل في مناطق عسكرية في الشمال , تدير مناطق العرب والتوارق وتضغط عليهم وتقيد حركتهم , وتبطش بهم لاتفه الاسباب , وتحاول ان تخلق من منطقة الصحراء الكبرى حاجزا بين الشمال العربي والجنوب الافريقي وقد كانت هذه المناطق الافريقيه تستخدم اللغة العربية في دواوينها , والحرف العربي في كتابة لهجاتها , فقرر حاكم غرب افريقيا الفرنسي عام 1910 في داكار باعتماد الحروف الفرنسية والغاء الكتابة بالعربية , ومع ذلك .. لازالت المحاضر والمدارس القرآنية في افريقيا جميعها تستخدم الحرف العربي حتى الان , وقد زرت بعض هذه المحاضر في السنغال فوجدتها تخط بالحروف العربية , وفي اطار التخطيط الفرنسي لتأزم العلاقات بين هذه الدول وليبيا , قامت مظاهره في النيجر عام 1980 , واحرقوا فيها الفهم الليبي , واستاء الليبييون من ذلك , وكان هناك اضطهاد مبرمج ضد العرب والتوارق في شمال مالي وشمال النيجر , والسبب هوجهادهم مع الليبيين ضد فرنسا عند دخولها للمنطقة فجعلت مناطقهم مناطق عسكرية وتم اضطهادهم والتنكيل بهم واغتال المئات منهم وشردت عائلاتهم , هنا اعلن العقيد القذافي احتضان ليبيا للتوارق المضطهدين وفتح حدودها لهم , واعتبار ليبيا وطنا لهم , كان ذلك في 16-10-1989 , وتم تكليف محرر هذه السطور بالاهتمام بهم واستقبالهم وادخال ابناءهم للمدارس والعمل على استقرار عائاتهم وادخال الشباب في العمل بليبيا بما فيه القوات المسلحة الليبية , واعتبرت النيجر ( حسين كونشي ) هذا العمل موجه ضدهم , غير ان حسين أصيب بالسقم , وارسل وهوبالمستشفى رسالة شفهية للاخ القائد يقول فيها :

"قولوا لإبن عمي يسامحني فأنا الآن بين يدي الله ".

واهالي قبيلة زوما يقولون للعرب أبناء عمومتنا وكذلك الفلان والهوسا ولبمباره وكيتا , لأنهم يرون في انفسهم من اصول عربية .

توفي حسين كونشي , واتى بعده على شعيب الذي زار ليبيا , وطالب بتحسين العلاقات كما وعد بتوفير العمل للشباب العربي والتارقي النيجري المتواجدين بليبيا , وسهلنا لهم لقاءة علي شعيب واتفقوا معه على العودة الى النيجر واعددنا طائرات لنقل الراغبين منهم بالعودة , غير انهم بعد عودتهم لم يجدوا العمل ولا الوعود التي وعدها بهم علي شعيب , فقاموا بانتفاضة في منطقة ( شين براضن ) في شمال النيجر , ولكنها سحقت من قبل القوات النيجريه , وقتل العشرات من التوارق والعرب , وقام العقيد القذافي بتأسيس تجميع الساحل والصحراء , والذي كانت نواته تشاد والنيجر , وبدأت دول المنطقة تتكتل حوله حتى وصلت الى اربعة عشر دولة هي نواة الوحدة الافريقيه , وقامت امريكا بتضييق الخناق على ليبيا ومحاصرتها ذلك الحصار الذي كان بذريعة اسقاط طائرة امريكية فوق مدينة ( لوكوربي ) البريطانية , واتهام ليبيا باسقاطها , لم يتذكر العالم اسقاط طائرة الركاب الليبية المدنية عام 1972 من قبل اسرائيل فوق سينا , وعلى متنها 107 أشخاص من ضمنهم وزير الخارجية الليبي المرحوم ( صالح مسعود ) , استمر الحصار عشرة اعوام , وكان اول من طبق الحصار علينا هي دول الجوار العربي , فمصر عندما صدر قرار الحصار كانت طائرة الخطوط الجوية الليبية فوق اجواء القاهرة فمنعتها مصر من النزول , وكذلك عملت تونس .

الحصار ضم جميع شيء , ولم نستطع شراء لوازم ليبيا الا من السوق السوداء , واذا ما انتبه المسئولون في البلاد العربية بمرور شحنة من بتر الغيار أوالادوية اوغيرها باراضيهم يصادرونها , وادارت ليبيا الحصار بمنتهى الدقه والنجاح , فلم يحس الشعب الليبي بالمجاعة ولا بنقص المواد الضرورية ولم تفقد الخزينة الليبية احتياطاتها , ولم تستدن ليبيا من احد أوبحاجة الى احد . اجتمع الافارقة في ( اوقادوقوا ) ببوركينا فاسو, وقرروا انهاء الحصار عن ليبيا , واتى الرؤساء الافارقة على متن طائراتهم الى طرابلس ليخترقوا الحصار ويبطلونه , وكانت تشاد والنيجر على رأس هذا التجمع المناصر لليبيا .


المصادر

  • زنقتنا ...منتديات شباب ليبيا الاحرار: http://www.zangetna.com/t72264p10-topic#ixzz44E43xnE7
تاريخ النشر: 2020-06-04 17:46:25
التصنيفات: العلاقات الخارجية الليبية, العلاقات الخارجية التشادية, العلاقات الخارجية النيجرية, العلاقات التشادية الليبية, العلاقات الليبية النيجرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تعرف على قصة عيد الختان في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:25:56
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

تفكيك شبكة إجرامية لتهريب "القرقوبي" إلى المغرب

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

«داكر» يثمن توجيهات السيسي بضروة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:39
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

موسم جني الفراولة.. العاملات المغربيات يتوافدن على إسبانيا

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:27
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

الصحة تُعلن عن رصد 8338 إصابة جديدة بكورونا

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:20
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

رئاسة الوزراء البريطانية تعتذر لقصر باكنجهام

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

لليوم الثاني على التوالي... إصابات كورونا الجديدة تفوق 8000 حالة بالمغرب

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:26:15
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 73%

العراق تتصدر ترتيب الدول العربية فى إصابات كورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:19
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

وفاة عاملين وإصابة 10 فى حريق بمصفاة الأحمدى بالكويت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:17
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

تسجيلات صوتية لبن على تكشف تفاصيل آخر لحظات قبل هروبه من تونس

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:28:45
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

تونس.. تظاهرة في ذكرى سقوط بن علي.. والشرطة تفرق المحتجين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:28:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

المغرب وبوركينافاسو يتفقان على توسيع نطاق التعاون إلى مجالات جديدة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:46
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 84%

إحراق جثمان مواطن مغربي بألمانيا.. الخارجية المغربية تتحرك وتتدخل

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:29:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

الرجال بالكمامات أكثر جاذبية للنساء

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:28:42
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

الكنيسة القبطية: إيليا النبي صعد إلى السماء حيا ولا يزال حتى الآن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:25:52
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

«البيت المحمدي» تستأنف شرح كتاب الفلاح ومصباح الأرواح.. اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:25:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

المغرب يطلق العلامة "Morocco Tech".. طموح نحو أمة رقمية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:29:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

تعرف على أعرض وأسباب التعب المزمن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:26:30
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

وزيرا خارجية الصين وسلطنة عمان يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:23
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

برلمانى: توصيات منتدى شباب العالم أسهمت فى تعزيز الحوار

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-14 17:24:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية