معاهده إسطنبول أوكما تذكرها بعض المصادر القديمة باسم معاهده أدرنا (على اسم أدرنا هي المدينة العثمانية التي جرى توقيع المعاهدة فيها وتعهد اليوم بمدينة أدرنة)، والتي سقطت بين أرشيدوقية النمسا والدولة العثمانية في 19 يونيه عام 1547 وسقطت في إسطنبول وهذه الاتفاقية ضمت أيضا الإمبراطورية الرومانية المقدسة، بعد الكثير من الصراعات التى دارات بين الطرفين، سقطت الهدنة التي استمرت 18 شهر في ديسمبر 1545، وبعد هذه الاتفاقية بفترة، أوفدت الامبراطورية الرومانية رسولًا لعاصمة العثمانيين إسطنبول ودخلت النمسا مع الامبراطورية الرومانية في معاهدة استمرت خمس سنوات، وهذه الوثيقة تحمل نتيجة لأول اتفاقية مكتوبة بين الدولتين، وكان أرشيدوق النمسا فرديناند الأول والامبراطور كارلوس الخامس والسلطان سليمان القانوني قد ابدوا رغبتهم بفرض سيطرتهم علي المجر. ومن أجل الحفاظ علي أراضي المجر وافق هايسبرغ علي إعطاء 30 ألف دوقة كضريبة للدولة العثمانية ،وأيضًا وفقا للاتفاقية فإن الدولتين لن تهاجما بعضهما البعض ،ولكن في عام 1551 قامت القوات النمساوية بنقض المعاهدة بهجومها علي أدرنا التي كانت تابعة للدولة العثمانية.

خلفية

في شهر يناير عام 1525 وصل الرسول الفرنسي جين فرنجفاني إلى عاصمة الامبراطوية العثمانية إسطنبول ,في 24 فبراير بعد معركة بافيا طلبت الملكة الفرنسية الأم لويزا مي سافوالمساعدة من السلطان سليمان القانوني من أجل الملك الفرنسي فرانسسوالأول الذي سقط أسيرًا للامبراطورية الرومانية ، وقد أعطاها سليمان وعد بالمساعدة في خطاب مكتوب ,وأنه إذا أطلق سراح فرانسسو,فإنه قرر القيام بحملات علي المجر، وقد أوفد أولا الصدر الأعظم إبراهيم باشا إلى المجر ,وفي 23 إبريل عام 1526 اتجه السلطان سليمان علي رأس الجيش الي المجر. وقد خرج الجيش المجري تحت قيادة ملك المجر لويس الثاني وقد قامت الحرب في 29 أغسطس عام 1526 وقد انتصر الجيش العثماني ،أما لويس فقد فر من الحرب مع بعض جنوده وتوفي في مستنقع. بعد الفوز في هذه المعركة قامت المملكة المجرية بالارتباط بالدولة العثمانية ,وقد عين يانوش زابوليا من قبل سليمان باشا حاكم أدرنا علي المجر. ولكن امبراطور الامبراطورية الرومانية كارلوس الخامس أعرب أخاه فرديناد هوملك المجر بدلا من يانوش زابوليا الذي لا يعهده شخصيا، وقام فرديناند بمحاربة قوات يانوش ودخل إلي بودا في 20 أغسطس عام 1527 وقد أراد دفع ضريبة للدولة العثمانية لقاء الاعتراف به ملكًا علي المجر. وقد رفضها السلطان سليمان وخرج في حرب جديدة فيعشرة مارس عام 1526 وفي ثلاثة سبتمر حاصر بودا وفيسبعة سبتمبر سلمت بودا وأعطاها مره أخري ليانوش. وقد سيطر الجيش العثماني علي أماكن مختلفة، وفي 23 سبتمبر ولج إلي الأراضي النمساوية وبعد ذلك في 27 سبتمبر حاصر فيينا، وقد تم حمل الحصار في 16 أكتوبر ،وفي 16 يناير عام 1529 عاد الجيش إلي إسطنبول. بعد حصار فيينا الذى أوفد به فرديناد ,أعطي سليمان الرفض للرسولين بإعطائه مملكة المجر، ولهذا السبب أخذ فرديناد بعض المدن من الدولة العثمانية وقد قام بحصار بودا في الفتره مابين أكتوبر وديسمبر 1530 وانتهى ذلك الحصار بالفشل. التطورات التي حدثت جعلت السلطان سليمان والصدر الأعظم إبراهيم باشا يغادرا إسطانبول علي رأس الجيش في 25 أبريل عام 1532. وقد فرضت القوات العثمانية سيطرتها علي بعض الأماكن من خلال الحروب، وانتهي بالعودة إلى إسطنبول في 21 نوفمبر. وبعد عده أشهر ,في تاريخ 22 يونيوعام 1533 سقطت اتفاقيه مكتوبة بين النمسا والدولة العثمانية وبقاء منطقة صغيرة في الغرب مع فرديناند وقد أدعت المجر حتى حق الملك ليانوس وقبلت دفع ضربية 30 ألف دوقة سنوية للامبراطورية العثمانية. بعد وفاة يانوس في 22 يوليوعام 1940 تبعته زوجته ايزابيلا ،فقبل وفاته بعدة أيام حصل ابنه الصقر جون سيمجوند علي الموافقة من سليمان علي حتىقد يكون واصي علي العرش. وفي هذه الأحداث ,قام فرديناد مره أخري في أكتوبر عام 1540 بحصار بودا ولكنه فشل في الحكم علي القوات المجرية. وفي العام التالي تحرك فرديناد بجيش إلى بودا ،وفي ثلاثة مارس عام 1541 اتى الجيش للمدينة وفي أربعة مارس قام بمحاصرتها. وقد أوفد سليمان قوات لبودا بقيادة صقللي محمد باشا الوزير الثالث أما قبله فقد كان Divane Hüsrev Paşa وأولا كان اياله الروملي, وفي 23 يونيوعام 1541 خرح مع الجيش بحملة. في البداية وصلت القوات العثمانية إلى بودا فيعشرة يوليه عام 1541. وكان الحصار قد انتهي في يوم 21 أغسطس وبدأت قوات فرديناد بالتراجع. في 27 نوفمبر عاد الجيش إلى إسطانبول بعد انتهاء الحرب. في عام 1542 قرر فرديناد الخروج في حملة مرة أخري علي المجر ,ولكن سليمان قام بمحاصرة بودا وبشت. وبعد حتى أتم سليمان الاستعدادات في إسطانبول تحرك لادرنا في 17 يناير عام 1542, وبعد حتى مر الشتاء خرج مباشرة إلى صوفيا في 23 إبريل عام 1543. وهذه الحملة أسفرت عن سيطرة الدولة العثمانية علي بعض المدن ,وفي النهاية وصل سليمان إلى إسطانبول في يوم 16 نوفمبر. في شهر نوفمبر عام 1545 قام فرديناد بإرسال هيئة المفاوضية إلى إسطانبول بعد إجراء هدنة بين الدولتين لمدة 18 شهر. وفي يونيه عام 1547 أوفد كارلوس الخامس رسول لبدء مباحثات السلام بين الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الرومانية.

المحتوى

وفي 19 يونيه عام 1547 سقطت الوثيقة في إسطنبول وكانت تلك أول اتفاقية مكتوبة بين الدولتين. وقد خط باللغة العثمانية الهجرية ووضع الطرف العثماني الشروط متمثلا في سليمان، وقد تجاوز فرديناد وكارل الخامس عن ذلك. ووفقا لتلك الاتفاقية التي مدتها خمس سنوات، فإن الأراضي المجرية التي كانت تحت سيطرة العثمانين فإنها تبقي لديهم ،وأن الاماكن التي تقع تحت سيطرة النمسا وموجودة في المجر سترسل ضريبة سنوية 30 ألف دوقة للدولة العثمانية ،وأن الطرفين لن يهاجما بعضهم البعض خلال فترة الهدنة،وأنهم يفترض أن يمارسوا التجارة الحرة بين الطرفين بعد دفع الضريبة المحددة المعروفة في القوانين التجارية. وأن الامبراطورية العثمانية وعلاقتها الإيجابية مع المملكة الفرنسية وجمهورية فينسيا داخل الاتفاقية وقد وافق كارل في يوم 1 أغسطس، وثمانية أكتوبر سليمان، و26 أغسطس فرديناد.

بعد ذلك

وقد أوفدت إيزابيلا مع ابنها إلى Lipova بعد حتى أعطت لنفسها حكم أدرنا. اما György Martinuzzi فقد تم اختياره ملك للمجر من قبل البرلمان باعتباره الوصي هنا، وأنه في 1549 قام فرديناد بعمل اتفاقية سرية مع رجال إيزابيلا وفي يوليوعام 1551 عمل فرديناد اتفاقية مع إيزابيلا ليصبح ملكًا علي أردنا والمجر ,وقد بدء بأعمال مباشرة لدخول أدرنا في حماية أدرنا. وجنود Avusturya قد نقضوا معاهدة إسطانبول بهجومهم علي أدرنا التابعة للدولة العثمانية، وقد أمر سليمان أفلاق وبوغدان بحماية أدرنا من الهجوم المضاد عليها، وقد أسرت قوات Avusturya بعض الأشخاص خلال هجوم منظم علي أدرنا. بعد هذه الأحداث أٌرسل لأدرنا الروميل الصقلي محمد باشا الذي استولي علي 12 قلعة بجانب بيتشي (المعروفة اليوم باسم صربيا) وBeçkerek (المعروفة اليوم باسم Zrenjanin) وÇanad (المعروفة اليوم باس Cenad ) وأعاد Lipova تحت سيطرته مرة أخري ,أما عن حصار تيميشوارا، فأنه لم ينجح فيه وفي النهاية عاد إلى إسطنبول.

مصادر