سند بن علي

أبوالطيب سند بن علي المنجم، عالم فلكي ورياضي اشتهر في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد سند لأسرة يهودية تدين بالديانة الموسوية، ولكنه اعتنق الإسلام في عهد الخليفة المأمون الذي قربه إليه.

سيرته

عمل سند في مرصد الشماسية في بغداد الذي أنشأه الخليفة المأمون، وعمل فيه سند مع جميع من العباس بن سعيد الجوهري، ويحيى بن منصور، وأحمد الفرغاني وبنوموسى بن شاكر، وفهم الدين البغدادي، وثابت بن قرة. وقد شارك سند في البعثة الفهمية التي كلفها الخليفة المذكور لقياس محيط الأرض. وخط سند مذكرة عن ذلك وردت فيها أسماء فهماء ومهندسين شاركوا في ذلك العمل منهم خالد بن عبد الملك المروزي، وعلي بن عيسى الأسطرلابي. وقد جرت عملية القياس المذكورة بالقرب من سنجار ما بين واسط وتدمر، وبلغت الدرجة المقاسة (57) ميلا عربيا.

كما كان سند بن علي من المهندسين المتميزين لدى الخليفة المتوكل، وقد كلفه الخليفة بالتحقق بما ترامى له من أخبار عن خطأ قد ارتكبه بني موسى في حفر قناة الجعفري قرب البصرة. وكان بنوموسى قد كلفوا بدورهم الفرغاني بالإنشاء، الذي أخطأ في تقدير منسوب المياه فلم تكن القناة لتمتلئ بالماء إلى العمق المطلوب. وقد توعد المتوكل بني موسى بالعقاب في حالة صحة الخبر. وقد هرع بنوموسى إلى سند بن علي في حتى يساعدهم على إخفاء ذلك الأمر، فاشترط عليهم حتى يساعدهم إذا هم أعادوا للكندي خطه وكان صديقا له، ذلك حتى بني موسى كان بينهم وبين الكندي مشاحنات فألبوا المتوكل عليه واستولوا على مخطته. وقد استجاب بنوموسى لهذا الشرط، ونطق سند بأنه يفترض أن يفهم الخليفة بأنه لا يوجد أي خطأ في حفر القناة لأن نهر دجلة كان في ذروة ارتفاعه ولن يستطيع حتى يلحظ أحد الخطأ طيلة أربعة شهور. ولقد اغتيل المتوكل بعد شهرين ونجا بنوموسى من العقاب.

أما عن إنجازات سند بن علي الأخرى فقد تعاون مع يحيى ابن أبي منصور في وضع زيج فلكي كما كان له بحوث في الثقل النوعي.

مؤلفاته

كان سند بن علي، إضافةً إلى اهتمامه بالأرصاد، يهتم بالعلوم الرياضية وله فيها مؤلفات عديدة منها:

كتاب الحساب الهندي
كتاب الجمع والتفريق
كتاب الجبر والمفارقة
كتاب المنفصلات والمتوسطات في النجوم والحساب.
في الشروح الرئيسية لكتاب إقليدس، شرح "سند" تسع منطقات من كتاب "الأصول في الهندسة" لإقليدس