كشكول الجمسي
فى بداية عام 1973 عندما اقترب موعد الهجوم على إسرائيل قامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء / محمد عبد الغني الجمسي بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية, حتى توضع أمام الرئيس المصري السادات والرئيس السوري حافظ الأسد لإختيار التوقيت المناسب للطرفين. وتقوم الدراسة على دراسة الموقف العسكري للعدووللقوات المصرية والسورية, وتضمنت الدراسة:
- أولا: المواصفات الفنية لقناة السويس, المد والجزر وسرعة التيار وإتجاهاته, ساعات الإظلام وساعات ضوء القمر, حالة البحرين الأبيض والأحمر, أفضل توقيت يناسب الجبهة المصرية والسورية في نفس الوقت للهجوم بحيث يتحقق أفضل إستخدام للقوات المصرية والسورية بالعملية الهجومية بنجاح ويحقق أسوأ الظروف لإسرائيل, تحديد طول الليل يوميا لإختيار ليل طويل بحيثقد يكون النصف الأول من الليل في ضوء القمر والنصف الثاني في حالة إظلام حتى يسهل هجريب وإنشاء الكباري في ضوء القمر ويكون اجتياز القوات والأسلحة والمعدات في الظلام.
- ثانيا: دراسة الأعياد والعطلات الرسمية في إسرائيل وتأثيرها علي إجراءات التعبئة في إسرائيل حيث القاعدة العريضة من الجيش الإسرائيلي هي القوات الإحتياطية, ويستدعي الإحتياطي بوسائل علنية عن طريق الإذاعة والتليفزيون وأخري غير علنية, أفادت الدراسة حتى يوم كيبور في إسرائيل (6 أكتوبر) هواليوم الوحيد خلال العام الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تنطقيد هذا العيد, أى حتى استنادىء قوات الجيش الإسرائيلي الإحتياطي بالطريقة العلنية غير مستخدمة, وبالتالي يستخدمون وسائل أخري تتطلب وقتا أطول لإستنادىء الإحتياطي.
- ثالثا: دراسة الموقف الداخلي لإسرائيل, وجدت الدراسة حتى انتخابات اتحاد العمال في شهر سبتمبر , وإنتخابات البرلمان الإسرائيلي يوم 28 أكتوبر 1973 والمعروف حتى الحملة الإنتخابية تجذب إهتمام أفراد الشعب الذين هم الجيش الإحتياطي.
نتيجة لهذه الدراسة أتضح حتى هناك ثلاثة توقيتات تعتبر أنسب التوقيتات للهجوم هي النصف الثاني من مايو، ثم شهر سبتمبر، ثم شهر أكتوبر.
وكان يومستة أكتوبر هوأحد الأيام المناسبة الذي توفرت فيه الشروط الملائمة للهجوم. يقول المشير الجمسي في كتابه (مذكرات حرب أكتوبر): سلمت هذه الدراسة بنفسي مكتوبة بخط اليد لضمان سريتها للفريق أول أحمد إسماعيل الذي نطق أنه عرضها وناقشها مع الرئيس السادات في برج العرب بالأسكندرية في أوائل إبريل 1973 وبعد عودته أعادها لي باليد ونقل إنبهار وإعجاب الرئيس السادات بها, وعبر الفريق أول أحمد إسماعيل عن شكره لهيئة عمليات القوات المسلحة لمجهودها في إعداد هذه الوثيقة الهامة بقوله :( لقد كان تحديد يوم الهجوم عملاً فهمياً علي مستوى رفيع, إذا هذا العمل يفترض أن يأخذ حقه في التقدير, وسوف يدخل التاريخ الفهمي للحروب كنموذج من نماذج الدقة المتناهية والبحث الأمين). كانت هذه الوثيقة هي التي أشار إليها الرئيس السادات في أحاديثه بعد الحرب بحدثة (كشكول الجمسي). وهنا لابد ( والكلام مازال للمشير الجمسي) "أن أسجل فضل العقول المصرية في هيئة عمليات القوات المسلحة مع العقول الأخرى في تخصصات مختلفة بالقوات المسلحة التي ساهمت بفهم وإقتدار في درس نواح فهمية وفنية كثيرة إستدعتها هذه الدراسة, والتي لولاها لما أمكن تحديد أنسب شهر وأفضل يوم لشن الحرب. وحتى منح الفضل لأصحابه فأنى أقول حتى هذه الوثيقة هي ( كشكول هيئة عمليات القوات المسلحة) التي أعتز وأفخر أني كنت رئيسا لها في فترة هامة من تاريخ القوات المسلحة وتاريخ مصر."
تساؤلات
- هل شارك أحد اللواء الجمسي في كتابة "كشكول الجمسي" الذي كان تفاصيل تطبيق الخطة بدر؟
- لماذا كان الجمسي من قام بكتابة الكشكول، في حين حتى تلك هي صميم عمل فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة؟
- لماذا لم يدلي أي عسكري بأي شهادة حول كشكول الجمسي؟
المصادر
- ^ عبد الغني الجمسي، "مذكرات حرب اكتوبر"، القاهرة: دار الشروق، 1990. 150 صفحة.