تاريخ موريتانيا

عودة للموسوعة

تاريخ موريتانيا

جزء من عن
  • مورطانيا
  • ما قبل الاستعمار
  • الفترة الاستعمارية
  • 1960–1978
  • 1978–1991
  • 1991–الحاضر
بوابة موريتانيا

تعود أول آثار السكن البشري بالمنطقة إلى العصر الحجري. وقد استقرت بها قبائل من السود قادمة من الجنوب ومن الشرق وشكلت أول سكان لموريتانيا، حسب رأي بعض الباحثين، في حين يرى آخرون ان العناصر البربرية كانت هي الأسبق لسكنى المنطقة.

في الألفية الأولى قبل الميلاد هاجرت قبائل بربرية قادمة من شمال أفريقيا إلى موريتانيا وهيمنت على السكان السود. وجلبت هذه القبائل معها الجياد والجمال التي سهلت التبادل التجاري.

ثم في الألفية الأولى بعد الميلاد حل بربر صنهاجة بالمنطقة وسيطروا على الطرق التجارية الصحراوية.

وفي القرن الحادي عشر نشأت حركة المرابطين في موريتانيا وهم فرع من صنهاجة، تفقهوا في الإسلام وبدؤوا الجهاد ضد إمبراطورية غانا 1076م من موريتانيا ونشروا الدين الإسلامي في القبائل الصنهاجية. وعهدت مدن مثل "آودغست" ازدهارا دينيا وفكريا في هذه الفترة. وتوسع المرابطون في جزء من المغرب العربي والأندلس وبعض المناطق من أفريقيا.

في بداية من القرن الثالث عشر اجتاحت قبائل عربية البلاد. ثم في القرن السادس عشر استقرت قبائل بني حسان العربية بموريتانيا وقد اتىت من صعيد مصر لكنها قابلت معارضة شديدة من القبائل البربرية التي تمت السيطرة عليها في النهاية. واختلطت هذه القبائل وأعطت أبرز مجموعة بشرية على مر تاريخ موريتانيا العرب البربر أوالموريين. وقد كان المجتمع الموريتاني القديم ينقسم إلى طبقات هي (الزوايا / العرب / أزناك / الحراطين / المفهمين) وكل طبقة كان لها دور تمتاز به عن الأخرى فالعرب تتولى الدفاع عن الدولة والزوايا تتولى الفهم والتعليم، والحراطين يقومون بالزراعة.

وظل في موريتانيا سكان أفارقة ينقسمون إلى ثلاث مجموعات هي السوننكي، والفلان (الفلاتا)، والوولوف جميع له لغته وقد كانت توجد فيهم أيضا طبقات هي ( الأحرار، الأرقاء، والصناع)

ان لم يكن شنقيط فيه زمزم فلهم في الفهم اصل أقدم /العلامة الكبير الشيخ محمد المامي/الشيخ محمد المامي، من كتابه "نظم الشيخ خليل".

الاحتلال الفرنسي

مقاومة القبائل الصحراوية للاحتلال الفرنسي في الثلث الأول من القرن العشرين


حركة الجهاد في الفترة الأولى 1905-1913

1- فشل مشروع كوبولاني بعد مسلسل طويل من "التدخل السلمي" الذي بناه المستعرب الفرنسي زاڤييه كوپولاني (Xavier Coppolani)، على الدسائس واستغلال المنافسات بين الفرق القبلية، وبين زعماء الدينيين والسياسيين، تمكن الفرنسيون من بسط نفوذهم على منطقة الترارزة والبراكنة بين 1998 و1904. ولما حاول كوبولاني أعطى الاحتلال الفرنسي إلى إقليم تكانت صادف مقاومة عنيدة تزعمها أمير المنطقة الشيخ بكار ولد سويد، شيخ قبائل إدواعيش وزعيم الإقليم منذ 1836. فقد جمع هذا المجاهد الصحراوي الكبير حوله جميع المعارضين لسياسة التوسع الفرنسي شمال نهر السنغال، وحارب المحتلين إلى حتى سقط شهيدا في أبريل 1905(1).

والملاحظ حتى هذه السنة 1905، التي جعلناها بداية للحديث عن جهاد صحراويين، تعتبر ذات دلالة عميقة في تاريخ المغرب، فلقد توترت العلاقات الفرنسية المغربية بشكل كبير خلالها وظهرت عواقب ذلك التوتر في الضغوط العسكرية التي مارسها الفرنسيون في الشمال والجنوب.

وغير خاف حتى توتر العلاقات الفرنسية سنة 1905، يرجع إلى ما أعقب الاتفاق الودي بين أنجلترا وفرنسا سنة 1904 من تطورات. فقد اتهم المغاربة الفرنسيين والإنجليز بالتصرف في مصير الشعب المغربي دون استشارته وترتب عن ذلك رفض المغرب لكل تعاون منفرد مع فرنسا، وأفشل السلطان مولاي عبد العزيز مشروع "الإصلاحات" الذي أرادت فرنسا بواسطة فرض حماية مبكرة على المغرب(2).

ومن مظاهر التوتر في علاقات المغرب مع فرنسا دعوة المغرب لعقد مؤتمر دولي، وتأييد ألمانيا لدعوته بزيارة الإمبراطور الألماني لمدينة طنجة في مارس 1905. أما الرد الفرنسي، فقد اتى متنوعا : صراع دبلوماسي ضد ألمانيا، ضغط عسكري ضد المغرب ظهر في الحدود الجزائرية المغربية، وفي تشجيع الثائر (بوحمارة) في المغرب الشرقي وفي تنشيط التدخل العسكري شمال نهر النهر. أمام هذا التهديد الواضح لمصير المغرب كدولة مستقلة نادى سلطان المغرب شعبة للاتحاد وبذل العون للمخزن، بهدف المحافظة "على توفر القوة الإسلامية وأسبابها" وبين له الأضرار التي ستصيب البلاد والعباد إذ لم يبادر المغاربة للإتحاد والتعاون(3).

وإذا اعتمد المركز على الدفاع السياسي أو"سياسة الدفاع" فإن الشعب حمل السلاح وانتشرت بينه الدعوات المتكررة للجهاد ولقد كان اغتيال زعيم مسلسل "التدخل السلمي" في الصحراء كوبولاني في 12 ماي 1905، من طرف الشريف ولد سيدي مولاي الزين إعلانا بارزا بفشل مشروع التدخل السلمي المزعوم في جنوب المغرب وبداية لحرب طويلة بين المغاربة من جهة، وجيوش الاحتلال الجنبية من جهة أخرى. 2- تصعيد المقاومة الصحراوية بتشجيع من المخزن :

وقد تدخل السلطان مولاي عبد العزيز لمساعدة القبائل الصحراوية لما اتضح عزم الفرنسيين إلى توسيع احتلالهم، إلى غير ذلك أوفد وفدا مخزنيا اتصل بوفود قبائل الترارزة، والبراكنة وتكانت والحوض ووادي المضى والساقية الحمراء، وعقد الاجتماع في السمارة بمقر الشيخ ماء العينين الذي أصبح هوالمنسق لحركة الجهاد في الصحراء مع خليفة السلطان مولاي إدريس بن عبد الرحمان الذي تولى قيادة المجاهدين(4).

وقد حاصر المجاهدون بقيادة مولاي إدريس، الطلائع الأولى للفرنسيين في المراكز المتقدمة بتكانت وأذروهم بضرورة إخلاء تمانت. ثم نشبت معركة شديدة بين الجانبين في شهر نونبر 1906 تسمى معركة النييملان، كبد فيها الصحراويون قوات الاحتلال خسائر فادحة، وإثر هذه المعركة شدد المجاهدون الحصار على مركز تجيكجا مدة شهر. ثم تخلوا عن الحصار بعد وصول قوات فرنسية من السنغال مزودة بالمدفعية والرشاشات(5). فورة الجهاد تعم المغاربة من المتوسط إلى نهر السنغال 1907-1909 :

أ- ظرفية سنة 1907 :

تعرض الذين درسوا الاحتلال الفرنسي للأنطقيم الصحراوية لظرفية الجهاد سنة 1907، فأشاروا إلى هدوء في المقاومة. وذكروا حتى سبب هدوء عمليات الجهاد يرجع بالدرجة الأولى إلى تراجع المجاهدين من أدرار نحوالشمال وإلى تردد كثير من القبائل الصحراوية في حمل السلاح ضد الفرنسيين(6).

والواقع حتى هدوء 1907، يرجع بالدرجة الأولى إلى الضغط الذي مارسته الحكومة الفرنسية على المخزن المغربي. وقد ظهر ذلك الضغط بوضوح عندما دخلت القوات الفرنسية لمدينة وجدة واحتلها في 29 مارس 1907. فبعد هذا الاحتلال الذي سقط بمناسبة مقتل أحد الفرنسيين بمدينة مراكش، تقدمت فرنسا بمطالب تعجيزية للمغرب لقاء الجلاء عن وجدة. وقد اتى في مقدمة تلك المطالب، مطلب سحب الخليفة السلطاني من الأنطقيم الصحراوية، والتوقف عن تحريض القبائل الصحراوية على الجهاد، ومنع إرسال الأسلحة إلى الشيخ ماء العينين.

حاول المخزن حتى يصمد في وجه هذه المطالب أوالتخفيف منها، لكنه اضطر في النهاية إلى قبولها وهويفهم صعوبة تطبيقها، لأن نفوس المغاربة كانت محرصة ضد الاحتلال الفرنسي. لقد تخوف المخزن من تصعيد الاحتلال عبر الحدود الجزائرية، ورغب في جلاء القوات المحتلة عن مدينة وجدة، ولهذا أصدر أمره إلى الشيخ ماء العينين بإرسال مولاي إدريس بن عبد الرحمان إلى فاس للتشاور معه وبتهديء الوضع بالصحراء ريثما تنتهي المفاوضات مع الجانب الفرنسي بالطرق الدبلوماسية(7). ومما اتى في رسالة السلطان إلى الشيخ ماء العينين :

وبعد، فإن الدولة الفرنسية كانت تشتكي بأمور من جملتها، ما يدعونه من الأضرار اللاحقة بهم من رعيتنا السعيدة في نواحي الحدود بالصحراء وغير ذلك، ولما حدثت حادثة الطبيب الفرنسوي القتيل بمراكش إثر حوادث أخرى بالقتل والجرح لبعض الفرنسويين في غيرها من المدن، ظهر منها تشديد في طلب الإنصاف لها في جميع ما تشتكي به ...(8)

هكذا إذن فسبب هدوء الوضع خلال سنة 1907 شمال نهر السنغال يرجع إلى ما كان من تطورات في عاصمة المغرب على أثر احتلال وجدة. وكأن هذا الاحتلال لم يكف الفرنسيين، لما رأوا صمود المغرب، فعمدوا إلى قنبلة الدارالبيضاء وشرعوا في احتلال بلاد الشاوية منذ غشت 1907. إلى غير ذلك أرغموا محزن مولاي عبد العزيز على "التعاون" معهم. وبذلك قضوا على مصداقيته لدى الشعب، الأمر الذي أدى إلى بيعة خليفة السلطان وأخيه مولاي عبد الحفيظ بهدف إخراج المحتلين من الأراضي المغربية(9).

ب- بيعة مولاي عبد الحفيظ وتصاعد حركة الجهاد :

خط الضابط الفرنسي (Gillier) يقول : "بعد هدوء سنة 1907، أعقبته الفترة الأكثر اضطرابا في احتلالنا (للصحراء).

إن عودة السرية التي مضىت تطلب المساعدة من سلطان المغرب اتىت معها إلى أدرار عناصر محبة للحرب ومسلحة جيدا، زادها تحريض ووعظ مرابط سمارة حدة وحماسا. وكانت توافقها جماعة من التلاميذ يتزعمها الشيخ حسانة بن ماء العينين الذي كلف بتنظيم القتال والذي سيؤدي مهمته بكثير من الذكاء والحنكة إذا هذه الجماعة المشاغبة جعلتنا في حالة استنفار طيلة ما يقرب من سنة"(10).

الواقع حتى وفرة الجهاد التي صاحبت بيعة سلطان الجهاد بفاس عمت المغرب من أقصاه إلى أقصاه. إلى غير ذلك نشبت المعارك في حدود المغرب الشرقية "بني يزناسن" وسواحل الغربية "الشاوية" وخاصة في الأنطقيم الصحراوية.

وقد دفع حماس الجهاد الصحراويين، إلى بذل أقصى الجهود والتضحيات بهدف طرد المحتلين، فبين شهر مارس ودجنبر 1908 تعرضت القوات الفرنسية بالصحراء إلى أكثر من 135 هجوما، وبلغ عدد القتلى حسب الروايات الفرنسية 142 جنديا وضابطا وأهم نتيجة لهذه الفورة الجهادية هي انتشار الإشاعات بقرب انسحاب الفرنسيس من الأراضي التي احتلوها(11).

وتشير الدراسات الفرنسية إلى حتى المغاربة ركزوا جهودهم في اتجاهين اثنين خلال هذه المدة :

  • أولهما : حماية أكجوجت بأدرار وكانت اهم نقطة متقدمة في الاحتلال.
  • ثانيهما : الوحدات العسكرية المهارية المتحركة، التي نظمت بتكانت بقيادة الضابط مانجان (Mangin)، الذي كان الصحراويون يقلبونه "بودرس" والذي اشتدت وطأته على المجاهدين بأدرار(12).

وقد توصل المجاهدون الصحراويون بعد معارك عديدة طاحنة، وبعد هجمات موفقة صادروا خلالها جمال القوات الفرنسية، وبعد ضربات متتالية لخطوط التموين وخطوط المواصلات، توصلوا إلى تحقيق الهدفين المشار إليهما. نطق جيليي (Gillier) : "إن المغاربة تمكنوا من تحقيق الهدفين الرئيسيين المحددين : تحطيم مركز أكجوجت العسكري المتقدم، والقضاء على قواتنا المتحركة"(13).

ولإبراز هذه النتيجة علينا حتى نروي ما وقع خلال معركة من المعارك الكثيرة. إذا الأمر يتعلق بمعركة المعينن التي جرت وقائعها يوم 12 يونيو1908.

فقبل حتى ينشب الصحراويون القتال مع القوات الفرنسية، بعثوا برسالة إلى الضابط الفرنسي يقولون فيها : "ما الذي اتى بك إلى أرض الله هذه ... إذا شهرتك تعدت حدود هذه البلاد، أما نحن فلا نخافك وسنقاتلك وجها لوجه وعددا بعدد، إنكم مائة وعشرون وسنكون نحن كذلك مائة وعشرين وسننتصر عليكم بإذن الله"(14).

وقد هاجم المجاهدون والقوة الفرنسية المتحركة بقيادة مانجان وقضوا عليها نهائيا، ثم بتروا رأس مانجان وأوفدوه مع أحد الرماة قائلين له : "امضى وبين للنصارى ما عملنا ببودرس"(15).

إلى غير ذلك كان لبيعة مولاي عبد الحفيظ كسلطان للجهاد، ومساندته للمجاهدين الصحراويين، أثر فعال عظيم في الفوزات التي حققوها سنة 1908 ضد القوات الفرنسية بالأنطقيم الصحراوية الجنوبية، مثلما كان لتلك البيعة من أثر في تشجيع حركة الجهاد بالشاوية. ولمحاصرة حركة الجهاد المغربية، مارست الأوساط الاستعمارية ضغوطا كبيرة على عبد الحفيظ، وامتنعت عن الاعتراف به إلا بعد التخلي عن الدعوة للجهاد. وقد قررت في الوقت نفسه سلوك نهج حديث في الاحتلال بالأنطقيم الصحراوية.

ج- حملة كوروواحتلال أدرار 1909 :

لما تبين للأوساط الاستعمارية بإفريقيا الغربية فشل العمليات العسكرية المحدودة جنوب المغرب أي في الأنطقيم الموريطانية اليوم، قررت تهييئ حملة كبيرة وقوية لاحتلال أدرار أي بلاد شنقيط التي كانت مركزا رئيسيا للمقاومة الصحراوية وإبعاد القبائل المجاهدة نحوالشمال(16).

اعتمدت خطة كورو، وهوايضا الضابط الذي كلف بقيادة الحملة، على نهج خطط عسكرية وسياسية واقتصادية ماكرة، بهدف إرغام القبائل المجاهدة على الخضوع للاحتلال. هكذا تقرر احتلال الواحات والآبار وفرض غرمات كثيرة على سكان الواحات، خاصة من المواد الغذائية ومصادرة بتران الماشية، وبها ثم النقل لتوفير احتياجات الجيش الغازي من الغذاء والمركوب وبالتالي سلب وسائل القوة والصمود من يد القبائل(17)، وفي الوقت نفسه اتبع كوروخطة الحملات المتحركة أي نفس النهج الذي كان يتبعه الرحل، لكي يؤثر في القبائل المجاهدة مع بناء مراكز عسكرية ووضع قوات لحراستها. أما من الناحية السياسية فقد درس قائد الحملة الفرنسية عن تكوين تحالفات سياسية، بهدف استغلال أطراف من السكان ضد أطراف أخرى وكان الهدف من العمل السياسي هومحاولة تخريب الهياكل الاجتماعية القبلية من الداخل(18).

وبعد معارك عديدة خاضتها القبائل المجاهدة بقيادة سيدي أحمد ولد أحمد عيدة أمير أدرار، تمكنت القوات الفرنسية من احتلال مدينة أطار في يناير 1909(19) وقد مثل احتلال أطار ضربة مؤلمة لحركة الجهاد، لأن المدينة كانت عاصمة الإقليم ومركزا للدارة والتنظيم وتموين المجاهدين. وبعد احتلال أدرار أصبحت منطقة وادي المضى الملجأ الآمن لقبائل أدرار حيث كانت تتزود بالمؤن والسلاح، وتنسق عمليات الجهاد مع قبائل المنطقة.

وقد عهدت سنوات 1910-1912 فتورا نسبيا ف عمليات الجهاد وإذا كان احتلال الواحات وأماكن الرعي والآبار قد حرم القبائل الصحراوية من إمكانية التزود بالماء والغذاء بسهولة، ودفعها - أودفع بعضها - إلى مهادنة المحتل والتعايش معه؛ فإن فتور عمليات الجهاد الصحراوي سنتي 1910-1911 لا يجد تفسيره إلا بالوضع الذي كان يسود عاصمة البلاد، وما كان يمر به السلطان عبد الحفيظ من صعوبات خارجية وداخلية.

عملى مستوى العلاقات المغربية الفرنسية، نلاحظ حتى الفرنسيين شغلوا السفارة المغربية التي كان يقودها محمد المقري مدة طويلة في باريز. ورفضوا الجلاء عن وجدة وبلاد الشاوية والدار البيضاء. واشترطوا شروطا ثقيلة على السلطان لقاء إقراض المغرب لتصفية ديونه السابقة(20). وإذا تحدث الفرنسيون عن ضرورة التعاون معهم لحل مشاكل المغرب، فإن إنذارهم للسلطان في فبراير 1910 بضرورة إبعاد المدربين الأتراك من الجيش المغربي، وبضرورة الموافقة على اتفاقيات المخزن مع الحكومة الفرنسية، قد تبين منه عزمهم على إخضاع السلطان عبد الحفيظ لهيمنتهم. يتضح ذلك من المستوى العسكرية التي أقدم عليها جيش الاحتلال بالشاوية في يونيو1910، عندما تدخل في تادلا بهدف إلقاء القبض على الشيخ ماء العينين الذي كان في طريقه من تزنيت إلى فاس(21).

إلى غير ذلك ففي الوقت الذي كان الفرنسيون يتحدثون عن التعاون المزعوم مع السلطان، كانوا يخربون علاقاته مع شعبه. ويجعلون مهمة صموده محالة.

وبالعمل فقد أثاروا قضية أخرى مع المغرب هي قضية زعير التي زادت في تأزيم العلاقات الفرنسية سنة 1911. فمن مشروع احتلال قبائل زعير، تدخلت القوات الفرنسية لاحتلال عاصمة المغرب فاس في ماي 1911، وبهذا الاحتلال فتحت الطريق لفرض الحماية سنة 1912 بعد اتفاق ألمانيا مع فرنسا في نونبر 1911(22).

وعلى الرغم من هذه الوضعية التي كانت تنبئ بقرب نهاية مقاومة المغاربة تحددت عملية الجهاد بأشد ماقد يكون من الحماس والحدة. والواقع حتى احتلال فاس، وعقد اتفاقية الحماية مارس 1912، قد أثار حمية المغاربة للجهاد وخاصة لما انتفضت طوابير الجيش المغربي ضد ضباطها الفرنسيين في أبريل 1912(23). وازداد حماس القبائل للجهاد في الشمال والجنوب لما بويع الشيخ الصحراوي أحمد الهبة بن ماء العينين أميرا للجهاد بسوس غشت 1912 بعد شيوع أخبار تنازل مولاي عبد الحفيظ أوقتله من طرف الفرنسيين(24).

وفي هذه الظرفية تصاعدت حركة الجهاد بالأنطقيم الصحراوية وانسحبت فرق عديدة من القبائل التي كانت قد هادنت المحتلين نحوالشمال لتنضم إلى المجاهدين. وألقى الفرنسيون القبض على أمير أدرار ولد عيدة بتهمة التواطؤ مع المجاهدين بعد الاتفاق مع الفرنسيين على الخضوع.

د- معركة البويرات 1913 : واستجابة لهذه التطورات تزعم الأغظف بن ماء العينين بتنسيق مع أخيه أحمد الهيبة، حركة كبيرة من المجاهدين من قبائل وادي المضى والساقية الحمراء. وقد حاصرت هذه الحركة قوة فرنسية كان يقودها الضابط (Martin)، وقضت عليها واستولت على جميع أسلحتها وجمالها وذخيرتها(25). وقد أثارت هذه الواقعة ضجة داخل فرنسا. وإثرها نظم الفرنسيون حملة عسكرية قوية كان هدفها سحق القبائل بوادي المضى والساقية الحمراء(26). دخلت الحملة الفرنسية بقيادة موري (Mouret) وادي المضى قرب كتلة زمور. كما دخلت الساقية الحمراء لكنها لم تصادف إلا الفراغ. وعندما وصلت إلى مدينة السمارة وخربتها، واضطرت إلى التراجع جنوبا بعد حتى لاحظت أحشاد المجاهدين حواليها. ولم يلبث القتال حتى نشب بين القوة الفرنسية والمجاهدين في معركة شرسة تقابل فيها الجانبان بالسلاح الأبيض احيانا.

وقد أسفرت معركة وادي تكلعيت أومعركة سمارة (1 دجنبر 1913) عن استشهاد حوالي 100 صحراوي وخسر الفرنسيون حوالي 62 بين قتيل وجريح حسب الرواية الفرنسية(27).


حركة الجهاد في الفترة الثانية

1- الجهاد الصحراوي خلال الحرب العالمية الأولى :

عندما نشبت الحرب العالمية الأولى، أصبح المجال الصحراوي من شنقيط إلى سوس بخاصة، والمجال المغربي بصفة عامة مسرحا للنادىيات المتصارعة للحلفاء ودول المحور. فمن جهة حاولت ألمانيا إثارة ثورة عامة في المغرب ضد فرنسا، وفي شمال إفريقيا عامة، وقد استخدمت في سبيل ذلك جميع ما لديها من اتصالات وعلاقات مع زعماء مغاربة. وصرفت الأموال وقدمت السلاح(28). وقد استفاد المجاهدون المغاربة من العون المادي والمعنوي الألماني، خاصة لما دخلت هجريا الحرب بجانب ألمانيا في أكتوبر 1914. والملاحظ حتى النادىية الألمانية القوية، والنشاط السري للمخابرات الألمانية(29) لم يتوج بنزول عسكري في سواحل المغرب الشمالية أوالجنوبية، كما كان منتظرا. وكان بالإمكان، كذلك نجاح نزول ألماني في سواحل الصحراء بالتنسيق مع المجاهدين لوقدمت الأسلحة الثقيلة. ولكن يظهر حتى الألمان انشغلوا أكثر بالتدخل في ليبيا لتهديد الوجود البريطاني في مصر. وبذلك غامروا في منطقة قريبة منهم بعيدة عن تهديد الوجود الفرنسي بالمغرب.

ولم تقف فرنسا مكتوفة الأيدي، بل جندت بدورها - جميع ما ليدها من قوة عسكرية وبشرية بالمغرب لمراقبة السواحل المغربية وإحباط النادىية الألمانية، إلى غير ذلك دفعت المتعاونين معها، إلى نشر فتاوي مضادة للنادىية الهجرية والألمانية "فتوى الشيخ سعد بوه. والشيخ سيديل بابا)، كما عمل الفرنسيون على استمالة الرحل فلم يحاربوهم ولم يمنعوهم من انتجاع الأنطقيم الواقعة شمال نهر السنغال(30).

وقد مارست فرنسا ضغوطا متوالية على الحكومة الإسبانية، واتهمتها بتسهيل مهمة ألمانيا في المغرب، خاصة لما تمت اتصالات بين عملاء ألمان وزعماء الجهاد المغاربة في شمال المغرب وفي سوس وسربت الأموال الألمانية إلى المغرب، إلى غير ذلك بدأ نوع من التنسيق بين الفرنسيين والإسبان في السواحل الصحراوية، واشتد ضغط الفرنسيين على حركة الجهاد بسوس بزعامة أحمد الهبة، ودفعت فرنسا بالقواد الكبار الكنتاوي والكلاوي إلى بذل أقصى الجهود للقضاء على المجاهدين. وأشهر الحملات قادها الضابط الفرنسي دولاموط (De la Mothe) سنة 1917 رد على هزيمة القائد حيدة أميس الذي قتله المجاهدون وكان من أقوى أعمدة السياسة الفرنسية بسوس(31).

وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، عهدت حركة الجهاد الصحراوية بعض الهدوء. ثم استؤنف الجهاد في جميع أنحاء المغرب ابتداء من 1921.

2- حركة الجهاد 1921-1934 : عهدت حركة الجهاد بالأنطقيم الصحراوية خلال الفترة الممتدة من 1920 إلى 1934، عدة تحولات، ويمكن التمييز بين فترتين: الأولى من 1921 إلى 1926، والثانية من 1927 إلى 1934 أي السنة التي تمكنت فيها قوات الاحتلال من فرض مراقبتها على مجموع المغرب. فخلال الفترة الأولى تميزت حركة الجهاد بنوع من الحدة، حيث كثرت الاشتباكات وتعددت المعارك بشكل يسمح بنا بالقول إذا حركة الجهاد بعد الحرب العالمية الثانية، تحولت في الأنطقيم الصحراوية إلى حرب استنزاف طويلة الأمد ضد المحتلين الفرنسيين.

إلى غير ذلك بدأ المجاهدون ينظمون غزوات كبيرة تنطلق من مراكز بعيدة في جنوب سوس أوالساقية الحمراء أومن وادي المضى وتهاجم المحتلين في أدرار وفي الترارزة وفي تكانت، وأحيانا في الحوض والأزائريد. وقد اشتهر خلال هذه الفترة زعماء قادوا حملات أشهرهم محمد تقي الله المعروف بوجاهة، وإسماعيل ولد الباردي ومحمد المامون وأحمد ولد حمادي وغيرهم كثير. ولقد خاض هؤلاء المجاهدون معارك عديدة كبدوا خلالها الفرنسيين خسائر فادحة في الرجال والأموال، وغنموا خلالها الأسلحة وبهائم النقل والركوب(32) وأشهر المعارك التي قادها أولئك الزعماء هي على سبيل المثال لا الحصر :

  • - معركة أشريرك (اشريرق ؟) سقطت يوم 28 نونبر 1923 قادها الوجاهة وسحقت خلالها قوة فرنسية بقيادة الضابط Bedeines(33).
  • - معركة بوكرن فيخمسة ماي 1924 استشهد خلالها الوجاهة.
  • - معركة لقديم في 23 أكتوبر 1924 قادها إسماعيل ولد البارودي وأحمد ولد حمادي وأتباع الوجاهة والوالي بن ماء العينين وانتصر فيها المجاهدون(34).
  • - معركة رأس الرمت قادها ولد المامون. وانهزم فيها المجاهدون في يوليوز 1925.
  • - معركة الطريفية أبريل 1926. دامت حوالي ثلاثة أيام وهي من أكثر المعارك دموية، وقد شاركت فيها جميع القبائل الصحراوية وتميز فيها الرماة من الرقيبات بمهارتهم في التصويب(35).

إن هذه المعارك قد بينت الجهود الجبارة التي بذلها الصحراويون دفاعا عن وحدة بلادهم واستقلالها، كما يمكن حتى نعتبرها من آكد الشواهد على الالتحام الذي كان يجمع بين المغاربة آنذاك، فكل الغزوات كانت تهيأ في الأنطقيم الصحراوية الشمالية بمساندة مادية ومعنوية من المغاربة في الشمال والوسط والجنوب، وبالعمل لقد ربطت التقارير العسكرية الفرنسية هذه المعارك بما كان يجري في الشمال وسوس من صراع بين المغاربة والإسبان والفرنسيين وردت مسببات تصاعد حدة المقاومة إلى تشجيع محمد بن عبد الكريم الخطابي، للمجاهدين بالنادىية والمال والسلاح الذي غنمه من الإسبان(36).

كما أشارت التقارير الفرنسية، إلى ظهور جمعيات إسلامية عملت على تحرير البلدان الإسلامية في شمال إفريقيا كلها منها:

"عصبة تحرير الأهالي في مستعمرات إفريقيا"، تأسست سنة 1924 بموسكوو"لجنة مستقبل الإسلام" تأسست بدورها سنة 1924 بكونيا (Konia)(37).

وقد ألحت جميع التقارير العسكرية على ضرورة التنسيق بين الجيوش الفرنسية المحتلة للجزائر والموجودة بمراكش وبالأنطقيم الصحراوية. وهوالأمر الذي تم سنة 1925 عندما عقد مؤتمر بين قيادات هذه الجيوش في مدينة مراكش في 16 يناير وقرر القيام بأعمال مشهجرة ومنسقة ضد القبائل الصحراوية. وكان الهدف هوبتر جميع الإمدادات الآتية من وسط المغرب والتضييق على حركة الجهاد(38).

أما في الفترة الخيرة الممتدة من 1927 إلى 1934 فنلاحظ ان حدة المعارك قد خفت، ويفسر ذلك التطور بالتضييق الذي مارسته فرنسا وإسبانيا على حركة محمد بن عبد الكريم، التي أنهيت باستسلامه سنة 1926، وبتوغل الجيوش الفرنسية في التخوم الجزائرية ومن مراكش نحوالجنوب الصحراوي، حيث حاصرت المجاهدين بتافيلالت ودرعة والساقية الحمراء، وفي الوقت نفسه تمنكت إسبانيا من هجريز وجودها في السواحل الصحراوية، واذخلت قوات جديدة وأسلحة عصرية كالطائرات. كما سمحت للفرنسيين بملاحقة القبائل في وادي المضى والساقية. وإذا أضفنا لهذه التطورات، ما أصاب الأنطقيم الصحراوية من جفاف وخاصة سنة 1933. فإننا نفهم لما تحولت كثير من الهجمات الجهادية إلى غزوات هدفت إلى اغتال الرجال ومصادرة الأموال. وقد أصابت هذه الغزوات الفرنسيين والقبائل الصحراوية الخاضعة لهم على السوء.

وبعد معارك شهيرة سقطت سنة 1931 و1932 خاصة، تراجعت حركة الجهاد وانتهى الفرنسيون بأن أخضعوا لنفوذهم الرحل كما أخضعوا حركة الجهاد في وسط المغرب وتافيلالت وسوس والجنوب الصحراوي. وقد تميزت الفترة الأخيرة من حركة الجهاد بقتل الفرنسيين للأمير أحمد ولد عيدة سنة 1932 بتهمة الإستمرار في مساندة المجاهدين. وكانت آخر المعارك هي التي خاضعها مجاهدوأولاد الدليم في مركز أطار فيثمانية يناير 1934.

خاتمة

وخير ما نختم به هوجزء من رسالة بعثها البطل الصحراوي المجاهد بكار ولد سويد أحمد إلى أحد قادة جيش الإحتلال، في 20 يناير 1904 يقول فيها :

.... أما بعد، فمن بكار ولد سويد أحمد، أمير تكانت إلى صاحب النصارى في قرية كهيدي موجبه بلغ النصارى مني حتى المسلمين من مغربها إلى مشرقها أمرهم واحد ودينهم واحد وما هم إلا كالجمع الواحد ... وردت عليهم خط القبائل من جميع ناحية في أمرهم ووردت عليهم خط مولانا السلطان المنصور مولاي عبد العزيز ... فالآن كفوا عن المسلمين ولا تعتدوا ببناء ولا غيره ... وافهموا حتى أرض المسلمين ليست لأحد منهم يختلي بها دون الآخر. ولا يعطيها إلا سلطان العامة واتفاق المسلمين. فبهذا فكفوا ... وإلا فقد تعرضتم لنقض العهد ولا يخفى ما فيه(39).


الهوامش

(1) نور الدين أسريدي، مساهمة في دراسة تاريخ موريطانيا، رسالة دبلوم دراسات عليا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط 199. Vuillemin (D), Contribution à l’histoire de la Mauritanie, Dakar, 1962, pp. 130-134 et p. 303.

(2) علال الخديمي، "مجلس الأعيان ومشروع الإصلاحات الفرنسية بالمغرب سنة 1905" في ندوة الإصلاح والمجتمع المغربي خلال القرن التاسع عشر، 1983، نشر كلية الآداب والعولم الإنسانية بالرباط 1986.

(3) رسالة من مولاي عبد العزيز، إلى القبائل مؤرخة في 27 ربيع الثاني 1323 الموافق، 1 يونيو1905. قارن علال الخديمي، التدخل الأجنبي والمقاومة بالمغرب 1894-1910. نشر إفريقيا الشرق، الدارالبيضاء، الطبعة الثانية، صص. 57-60.

(4) محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي المضى، الجزء الأول، ص. 348.

(5) نور الدين أسريدي، المرجع السابق، صص. 240-241.

(6) B. gillier, La pénétration en Mauritanie, Paris 1926, p. 151

(7) علال الخديمي، "الشيخ ماء العينين ومقاومة التدخل الفرنسي بالمغرب 1884-1910". مجلة دراسات، كلية الآداب بأكادير 1987، العدد الأول، ص. 37.

(8) نفسه، وانظر النص الكامل للرسالة في كناش الخزانة العامة رقم د 1695 وهي مؤرخة بثمانية ربيع النبوي 1325 الموافق ل 21 أبريل 1907. وجدير بالذكر حتى الفرنسيين نيقوا ضغطهم على المغرب مع الإسبان. ولهذا أوفدت الدولتان سفنا حربية للشواطئ المغربية لمنع تهريب السلاح إلى المغاربة في الجنوب خاصة. قارن نور الدين بلحداد، التسرب الإسباني إلى شواطئ الصحراء المغربية (1860-1934)، دبلوم دراسات عليا، كلية الآداب بالرباط، 1994، صص. 185-186.

(9) قارن علال الخديمي، التدخل الأجنبي، م.س.، صص. 317-320.

(10) Gillier, op. cit.; p. 155

(11) Ibid., pp. 174-175؛ بلحداد، م.س، ص. 190.

(12) "إن تأسيس المركز العسكري بأكجوجت في يناير 1908 كان مناسبة لأولى خيبات أملنا" Gillier, op. cit., p. 156.

(13) انسحب الفرنسيون من أكجوجت تحت ضغط المجاهدين فيعشرة شتنبر 1908. انظر : جيلي، صص. 163-169.

(14) Gillier, p. 165

(15) نفسه، ص. 166.

(16) Gl Gouraud, Mauritanie Dakar, plon. Paris, 1945

(17) قدم الشيخ سيدي بابا دعما لحملة كوروعلى أكرار في شكل أدلاء وحيوانات للنقل والركوب.

(18) قارن محمد الشيخ الطالب اخيار، صفحات من دفاع المغاربة عن السيادة والوحدة الترابية ما بين 1900-1913، نماذج من الصحراء المغربية؛ ندوة المقاومة المغربية ضد الاستعمار، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، اكادير، 1991، صص. 150-151.

(19) نور الدين أسريدي، م.س.، ص. 266.

(20) علال الخديمي، التدخل الأجنبي والمقاومة، 1994، الفصل الأخير.

(21) علال الخديميم، "الشيخ ماء العينين ومقاومة التدخل الفرنسي"، دراسات، عدد 1، 1987.

(22) علال الخديم، "حادث أكادير والعلاقات المغربية الألمانية، ندوة أكادير الكبرى : المحور التاريخي؛ "حملة فاس 1911، المقاومة والانعكاسات الدولية"، ندوة المقاومة في المنطقة الوسطى الشمالية، فاس، 1955 (تحت الطبع).

(23) Aubert Jacques, Les journées sanglantes de Fés, Casablanca 1926

(24) يتهم ليوطي مولاي عبد الحفيظ بالتواطظ مع أحمد الهبة، وتشير بعض الروايات إلى ان السلطان راسل الهبة وحثه على الجهاد.

(25) Gillier, op. cit., pp. 226-228

(26) قارن أسريدي نور الدين، م.س.، ص. 280.

(27) Gillier, op. cit., pp. 229-235 جدير بالذكر أننا نخط أسماء المعارك بكثير من التحفظ، لأن المصادر الفرنسية لا تنطق في كثير من الأحيان أسماء الأماكن بدقة، زد على ذلك اختلاف المحتلين والمجاهدين في تسمية المعارك، وبهذا تظل الرواية الشفوية ضرورية في هذا المجال.

(28) ركزت ألمانيا في البداية على إثارة انتفاضة عامة انطلاقا من شمال المغرب، واستخدمت في ذلك عبد الملك بن محيي الدين بن الأمير عبد القادر الجزائري، كما نسقت عملها مع مولاي عبد الحفيظ الذي كان موجودا بإسبانيا. وفي هذه الإطار تدخل حركة المجاهد الصحراوي محمد المامون بنواحي تازة وحركة عبد القادر الجزائري منذ 1915 إلى 1918.

(29) Gaulis, La France et le Maroc, Paris, 1921

(30) انظر نور بلحداد، المرجع السابق، وكذلك نور الدين أسريدي، م. س.

(31) قارن محمد المختار السوسي، المعسول، الجزء الرابع من جهاد أحمد الهيبة والقبائل السوسية والصحراوية؛ وعن دور القواد الكبار في المنطقة وكذلك الجزء 20.

(32) راجع نور الدين بلحداد، م. س.، ونور الدين أسريدي، م. س.

(33) Gillier, op. cit., pp. 252-254

(34) Ibidem, p. 262. عن دور إسماعيل ولد الباردي يمكن مراجعة : Sophie Carantini, « Ismaël Ould Bardi, héros de la résistance saharienne », R.O.M.M., n° 41/42, 1987.

(35) جيليي، م. س، ص. 263.

(36) جيليي، م.س، ص. 292.

(37) المرجع نفسه، ص. 293.

(38) المرجع نفسه، ص. 301.

(39) وردت هذه الفقرة في مؤلف نور الدين أسريدي المذكور أعلاه.

الهامش

  1. ^ علال الخديمي (2010-04-30). "مقاومة القبائل الصحراوية للاحتلال الفرنسي في الثلث الأول من القرن العشرين". ديوان اصدقاء المغرب. Retrieved 2010-05-04.
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:09:52
التصنيفات: تاريخ موريتانيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الضاوي ينضم إلى تمارين الأهلي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:53
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

عند منتصف الطريق.. كتاب جديد للكاتب الكبير أحمد الطاهري

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:23:03
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 36%

بدء امتحانات النقل في الإسكندرية وسط إجراءات مشددة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:36
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

في ذكرى وفاته.. عام على رحيل وائل الإبراشي فارس الإعلام المصري (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:09
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

المؤرّخ أوجين روغان يحاضر في بيت الحكمة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:59
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

جولة موسعة لمحافظ بورسعيد لعدد من المشروعات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

تداول 206 آلاف طن بضائع استراتيجية بميناء الإسكندرية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:30
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

منظمة "التعاون الإسلامي" تعقد اجتماعا طارئا غدا الثلاثاء

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:51
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

بسبب الصحة العقلية للشباب مدارس أمريكية تقاضي عمالقة التكنولوجيا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

Desert News:المقصد السياحى المصرى ضمن أكثر 5 وجهات عليها إقبال فى2023

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:23:00
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 44%

أفراح واستقبالات عيد الميلاد بـ ” ناميبيا “

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:28
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

موجة من الطقس السييء تضرب الإسكندرية وسقوط أمطار غزيرة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

“الصبر والبلاء والرضا عند علماء الصوفية” في ندوة ببيت السناري

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:30
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

المركز القومي للترجمة يعلن أسماء الفائزين في مسابقة فؤاد حداد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:06
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

محافظ بورسعيد يتابع سير العمل في إنشاء مجمع الشفاء الطبي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 15:22:35
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية