الأدب الإثيوبي
الأدب الجعزي
AlanSussman-700x413 الأدب الجعزي هوالأدب الإثيوبي المكتوب باللغة الجعزية، وقد استمرت اللغة الجعزية حتى فترة متأخرة باعتبارها وسيلة التعبير الأدبي الأساسية في إثيوبيا ، وذلك بعد حتى قدمتها المسيحية وروجَّت لها في عام 340 م. وقد تمت ترجمة الكتاب المقدس وعدد من الخط الدينية الأخرى إلى اللغة الجعزية ، إلا أنه مع انتشار الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن الصلة بين إثيوبيا وبين مصر وسوريا اعتراها الاضطراب وذلك لأن الكتابات المسيحية كانت ترد من هاتين الدولتين. كما حتى الأنطقيم الساحلية الإثيوبية كانت قد اعتنقت الإسلام في تلك الفترة ؛ وتعرضت المسيحية التي تعايشت مع غيرها من الأديان في الأنطقيم الداخلية إلى الذوبان. وكنتيجة لذلك فإنه منذ عام 700 م أخذ تطور الأدب الجعزي في التراجع واستمر ذلك التراجع حتى القرن الثالث عشر عندما بدأ الأدب الجعزي في الانتعاش والازدهار مرة أخرى.
geez_bible600
الأدب فى القرون (14-17م )
أما القرون التالية والتي تغطي الفترة الممتدة من القرن الربع عشر إلى القرن السابع عشر فيمكن حتى تُقسم إلى الفترات الأدبية التالية :
1 ـ في القرن الرابع عشر : وُضعت خط في موضوعات غير دينية ، ومن أشهر الخط التي ظهرت في هذه الفترة كتاب “مجد الملوك” أو“كِبرا نجست” Kibre negest . والهدف الأساسي من هذا الكتاب هوإضفاء شرعية الحق الإلهي لنسل الأسرة السليمانية باعتبارهم المستحق الوحيد للعرش. ويحتوي هذا الكتاب على السيرة الدرامية لرحلات ملكة سبأ، “ماكيدا”، إلى أورشليم ولقاءها مع الملك سليمان. وعلى الرغم من حتى الموضوع ليس ذا صبغة دينية خالصة إلا حتى معالجته مُشربة بمسحة روحانية دينية وهذا أمر متسقط لأنه من المفترض حتى سلطة الملوك مستمدة من الرب ولهذا فإن دور الكنيسة وتأثيرهاقد يكون أمراً ضرورياً. وفي الحقيقة يمكن اعتبار هذه المسحة الدينية إحدى الخصائص العامة المميزة لمعظم إنتاج الأدب الجعزي.
ومن أعمال هذه الفترة أيضاً “أخبار الإمبراطور عمدا صهيون ”Amde tsion والتي تحكي عن معاركه وبطولاته، وكذلك من الأعمال الأصيلة في هذه الفترة “سيرة الإسكندر الأكبر ”Zena Eskinder والتي تحتوي على الكثير من الأعمال البطولية الخيالية التي لا تستند إلى أساس تاريخي.
ومن الخط الفهمانية التي ظهرت في هذه الفترة كتاب “صراطا منجست” Sirate mengist والذي ينطق حتى عمدا صهيون هوالذي خطه بنفسه، ويصور الكتاب نظام الحكومة والحقوق المطلقة للإمبراطور وامتيازات الطبقة الحاكمة.
وخلال هذه الفترة أيضاً تم وضع وترجمة عدداً من الخط الدينية، وهذه الخط تختلف عن الخط الدينية التي صدرت في العصور السابقة، والفارق الأساسي بينها يتمثل في حتى هذه الخط لم تترجم عن اليونانية أوالسريانية بل ترجمت عن العربية. ومن أكثر هذه الخط شهرة كتاب “مصحف سنكسار” Mesthafe sinksar أو“سيناكساريوم” Synaxarium الذي لا يزال يحظى بتقدير من كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوپية.
وتتميز هذه الفترة أيضاً بظهور اللغة الأمهرية على الساحة الأدبية، وأمهرية هذه الفترة تختلف تماماً عن الأمهرية المعاصرة حيث أنها تقترب أحياناً من اللغة الجعزية. ورغم مرور هذه الفترة الطويلة من الزمن إلا حتى هناك بعض الأعمال المحدودة للغاية التي بقيت من تلك الفترة حتى الآن، منها بعض القصائد التي تمجد فوزات وفتوحات الإمبراطور عمدا صهيون.
الهامش
- ^ عمر عبد الفتاح (2017-01-25). "الأدب الإثيوبي من النشأة إلى الثورة 1 : الأدب الجعزى". أفريقيا بوست.