حرب الخلافة الإسپانية

عودة للموسوعة

حرب الخلافة الإسپانية

حرب الخلافة الأسبانية
جزء من الصراع على الخلافة الأسبانية

معركة دينان 1712
التاريخ 1701 - 1714 م
المسقط
أوروبا وأمريكا الشمالية وجزر الهند الغربية
النتيجة معاهدة اوترخت
معاهدة راستات 1714
فيليپ، دوق أنجواُعترف به ملك اسبانيا ولكن يتنازل عن أي مطالبة بعرش فرنسا. اسبانيا وبريطانيا يسقطان أسيينتو.
التغيرات
الإقليمية
Spain cedes the Spanish Netherlands, Kingdom of Naples, Duchy of Milan and Sardinia to the ملكية هابسبورگ, Sicily to the Duchy of Savoy, and Gibraltar and Minorca to Britain.

France is guaranteed all its former conquests but recognizes British sovereignty over أرض روپرت and Newfoundland, and cedes Acadia and its half of Saint Kitts to بريطانيا العظمى.

الجمهورية الهولندية تحتفظ بعدة حصون في هولندا الجنوبية، وتضم جزءاً من گلدرز.
الخصوم

 ملكية هابسبورگ

بريطانيا العظمى
 هولندا
Duchy of Savoy
Kingdom of Prussia
Kingdom of Portugal
Kingdom of France
Kingdom of Spain
Electorate of Bavaria
Hungarians
القادة والزعماء

Eugene of Savoy
Margrave of Baden
Count Starhemberg
Duke of Marlborough
Marquis de Ruvigny
George Rooke
Count Overkirk
Marquês das Minas

Victor Amadeus II

Duc de Villars
Duc de Vendôme
Duc de Boufflers
Duc de Villeroi
Comte de Tessé
Duke of Berwick
Marquis de Châteaurenault
Maximilian II Emanuel
Marquis of Villadarias

  Francis II Rákóczi
القوات

232,000 The Dutch Republic 102,000
The Empire 90,000

Great Britain 40,000

France 255,000

Spain 18,000 in 1701

حرب الخلافة الأسبانية هي حرب نشبت في (1701- 1714) وتضمنت حرب الملكة آن في أمريكا الشمالية

كانت حرب الخلافة الأسبانية صراعا أوربيا كبيرا بدأت بوادره بالظهور عام 1701 مع موت الملك الأسباني كارلوس الثاني وهوآخر ملوك سلالة هابسبرغ. وكان كارلوس قد أورث تام مملكته لفيليب دوق أنجو، وهوحفيد الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، فأصبح ملك اسبانيا باسم فيليب الخامس.

بدأت الحرب ببطء عندما شرع رأس الامبراطورية الرومانية المقدسة ليوبولد الأول بالمطالبة بأنه الأحق بعرش اسبانيا. وكان لويس الرابع عشر يقوم بتوسيع أراضيه في أوروبا بعنف، مما دفع جيرانه وعلى الأخص انكلترا وجمهورية هولندا للدخول في حلف مع الامبراطورية الرومانية المقدسة لضبط التوسع الفرنسي، وكان للأنكليز سببا إضافيا في ذلك وهوحماية الملكية الانغليكانية في بلادهم.

انضمت دول أخرى لذلك النزاع وامتدت المعارك من أوروبا لأمريكا الشمالية، وأصبحت تعهد بين المستوطنين الإنكليز في العالم الجديد بحرب الملكة آن. استمرت الحرب أكثر من عقد من الزمن لمع فيها نجم الكثير من القادة والجنرالات من كلا الطرفين، مثل دوق فيلار ودوق بيرويك من فرنسا، ودوق مارلبورومن إنكلترا، والأمير يوجين من النمسا. وانتهت الحرب بتوقيع معاهدة أوتريخت عام 1713 ومعاهدة راستات عام 1714.

ونتيجة لذلك بقي فيليب الخامس ملكا لاسبانيا ولكنه أزيح من سلسلة خلافة العرش الفرنسي، وذلك لتجنب حدوث أي اتحاد مستقبلي بين مملكتي اسبانيا وفرنسا، وفازت النمسا بمعظم إقطاعيات اسبانيا في إيطاليا وهولندا، ونتيجة لذلك انتهت الهيمنة الفرنسية على القارة الأوربية، وأصبحت فكرة إيجاد توازن للقوى الدولية آنذاك حقيقة واقعة بفضل معاهدة اوترخت.


خلفية تاريخية

Charles II, the last Habsburg King of Spain. His death precipitated the War of the Spanish Succession as France and Austria vied for the Spanish Empire.
King Louis XIV (1638–1715), by Hyacinthe Rigaud, (1701).

عانى الملك الأسباني شارل الثاني عجزا عقليا وجسديا من سن مبكره جدا. وكان من الواضح انه لا يمكن ان ينتج وريثا. إلى غير ذلك، فإن مسألة ميراث الممالك الإسبانيه والتي تضم ليس فقط إسبانيا، ولكن أيضا الأملاك في إيطاليا، والبلدان المنخفضه، والامريكتين, أصبح مثيرا للجدل. شرعت سلالتان بالمطالبة بالعرش : البوربون الفرنسية وسلالة هابسبرغ النمساويه؛ السلالتان كانتا وثيقة الصلة بملك إسبانيا الراحل.

الوريث الأكثر مباشرة ومشروعية كان لويس ، ابن الملك لويس الرابع عشر في فرنسا والاميره الإسبانيه ماريا تيريسا ،اللأخت نصف الشقيقه للملك تشارلز الثاني نفسه. وبالإضافة إلى ذلك، لويس الرابع عشر، كان ابن خالة زوجته ماريا تيريسا والملك تشارلز الثاني كما كانت والدته الاميره الإسبانيه ان من النمسا، اخت الملك فيليب الرابع، والد تشارلز الثاني. اشكالية اختيار لويس ، ابن الملك لويس الرابع عشر ، انه كان وريث العرش الفرنسي والسيطرة على الامبراطوريه الفرنسية والإسبانيه الشاسعه من شأنه ان يهدد توازن القوى الأوروبية.وعلاوة على ذلك، ان ماريا تيريسا تخلت عن حقوقها إلى الخلافة الإسبانيه بعد زقابلم، ولكن التخلي كان ينظر اليه على نطاق واسع بأنة غير سليم، بما انه كان قد يتوقف على دفع إسبانيا لمهر ماريا تيريسا، والذي لم يدفع ابدا.

A family tree showing the relationships of the various claimants to Charles II

المرشح البديل هوالامبراطور الروماني المقدس، ليوبولد الأول، من سلالة هابسبورگ النمساوية. وكان كان ابن خالة ملك إسبانيا الراحل، والدته كانت شقيقه أخرى لفيليب الرابع والد تشارلز الثاني ؛ اشكالية اختيار هذا المرشح، أيضا، تطرح مشاكل انه ليوبولد كان يفترض أن ينجح في جمع ضم الاقوياء امبراطوريه هابسبورگ الإسبانيه-النمساوية - من القرن السادس عشر.


تمهيد

All the participants of the War of the Spanish Succession. Blue: Great Britain, Dutch Republic, Portugal with allies. Green: Spain, France with allies.

كانت جميع أوربا غربي بولندا والإمبراطورية العثمانية، من الناحية الفهمية، مشغولة بهذه الحرب. وانضم إلى التحالف الدنمرك وبروسيا وهانوفر وأسقفية مونستر، وناخباً مينز والبلاتينات وبعض الولايات الألمانية الصغيرة. وانضم إلى هؤلاء في 1703 سافوي والبرتغال، وحشدوا جميعاً 250 ألف جندي، وجمعوا قوة بحرية تفوق كثيراً القوة البحرية الفرنسية عدداً وعتاداً وقيادة. وكان لفرنسا آنئذ مائتا ألف جندي، ولكن هذه القوات كانت موزعة على جبهات مختلفة في إقليم الراين وإيطاليا وأسبانيا. وكان الحلفاء الوحيدون لها أسبانيا وبافاريا وكولون، ثم سافوي لمدة عام واحد. وكانت أسبانيا عبئاً عليها، ترغب من الجيوش الفرنسية حتى تدافع عنها، كما كانت المستعمرات الأسبانية تحت رحمة الأساطيل الهولندية والإنجليزية.

ويجدر بنا ألا نضل في متاهات اللعبة الملكية، الشطرنج البشري، التي أعقبت ذلك، وكانت لعبة دامية إلى حد لم يسبق له مثيل تقريباً. والآن اتىت حملات مالبروويوجين سافوي البارعة المثيرة الملطخة بالدماء. وربما لم تجتمع منذ عهد قيصر عبقرية الحرب وفن الدبلوماسية مثل ما اجتمعا في مالبرو: كان بارعاً في استراتيجية تخطيط العمليات وتحريك الجيوش، وفي أساليب استخدام المشاة والخيالة والمدفعية، مع سرعة في تقدير الموقف واتخاذ القرار، وفق متطلبات المعركة، ومع ذلك فهوأيضاً صبور لبق في التعامل مع الحكومات من ورائه، والشخصيات من حوله، حتى مع العداء اللذين اعتبروه رجل دولة يدرك الحقائق، ذا وزن وقوة ونفوذ. وكان في بعض الأحيان قاسياً لا يرحم، وفي أغلب الأحيان مجرداً من المبادئ الخلقية والإنسانية. وسفك من دماء جنوده أي قدر لازم لتحقيق النجاح، واتصل بجيمس الثاني وجيمس الثالث ليضمن لنفسه نصيراً باسماً مشرقاً إذا عاد آل ستيوارت إلى الحكم. ولكنه كان منظم وصانع النصر.

بداية القتال: 1701–1703

وحيث استوعب لويس الرابع عشر حتى جميع عظمة عصره معلقة في كفة الميزان، وأن النزاع حول أسبانيا بات صراعاً من أجل قارات، فإنه هاب بفرنسا حتى تبعث إليه بأبنائها ومضىها. وما وافى عام 1704 حتى كان لديه 450 ألف رجل مسلحين-قدر ما لدى أعدائه مجتمعين(54). وأملاً منه في التبكير بحسم هذا الصراع الباهظ التكاليف، أصدر أوامره إلى قواته الرئيسية بالتقدم عبر بافاريا الصديقة، ومهاجمة قلعة العدوالأخيرة، ألا وهي فيينا التي عجزت الحشود الهجرية نفسها عن الاستيلاء عليها. وانشغلت القوات الإمبراطورية في الشرق بعصيان مسلح سقط في المجر، وهجرت عاصمتها مجردة من وسائل الدفاع تقريباً. وعلى حين كان مفروضاً حتى يضيق جيش فرنسي بقيادة فيلروا الخناق على مالبروفي الأراضي الوطيئة، فإن القوات الفرنسية بقيادة مارسان وتللارد انضمت إلى قوات ناخب بافاريا، وأسرعت في التقدم إلى النمسا. ومرة أخرى هرب الإمبراطور من فيينا، كما وقع في 1683، إدراكاً منه بأن وقوعه في أيدي الأعداء لا بد حتىقد يكون كارثة على موقف الحلفاء.

الفترة الوسطى: 1704–1709

King Philip V of Spain Making Marshal James Fitzjames Duke of Berwick a Cavalier of the Golden Fleece after the Battle of Almanza, by Jean Dominique Auguste Ingres. Oil On Canvas, Collection Of The Duke Of Berwick And Alba, Madrid, Spain. The 1707 battle was a decisive French victory.

وفي هذه الأزمة، وعلى الرغم من توسلات الجمعية الوطنية الهولندية، ولكن بموافقة سرية من جانب هينسيوس، قرر مارلبروحتى يغامر بوقوع هولندا في يد فليروا، ويجد السير ليلاً ونهاراً من بحر الشمال إلى الدانوب (مايو-يونيه 1704) لينقذ فيينا. وتظاهر بأنه يسعى لعبور الموزل، فسار جنوباً في محاذاة النهر، مغرياً فليروا بحركة موازية على الجانب الآخر. وفجأة عند كوبلنز انعطف شرقاً وعبر الراين على جسر عائم، وسار إلى مينز، وعبر المين إلى هيدلبرج، وعبر نهر نكر إلى راستاد، فأحدث الآن نقاط اتصال هامة مع الإمدادات القادمة من هولندا، ومع جيش إمبراطوري بقيادة يوجين سافوي، ومع جيش آخر بقيادة الحاكم العسكري لمنطقة بادن بادن-لويس وليم الأول-ودهش الفرنسيون والبافاريون ليجدوا مالبروبعيداً عن المواقع التي كان من المتسقط حتى يطبق عليه فليروا فيها. وجمع مارسان وتللارد وناخب بافاريا، 35 ألفاً من المشاة و18 ألفاً من الفرسان بين لوتزنجين وبلنهيم، على الضفة اليسرى للدانوب. وهناك في 13 أغسطس 1704 اشتبك معهم مارلبروويوجين بثلاثة وثلاثين ألفاً من المشاة وتسعة وعشرين ألفاً من الخيالة فيما تحاول فرنسا حتى تنسى فيه معركة هوستاد وما تحتفل به إنجلترا باعتباره النصر في بلنهيم. واخترقت خيالة مارلبروالمتفوقة قلب القوات الفرنسية وساقت جيش تللارد المنهزم إلى بلنهيم، حيث استسلم الأثني عشر ألفاً الباقون منه على قيد الحياة، وأسر تللارد نفسه.


ثم أسرع فرسان مارلبرولنجدة يوجين، وكان في مأزق، إلى اليمين، وعاونوه حتى أجبر مارسان على التقهقر بانتظام، وكانت الخسارة في الأرواح جسيمة، اثني عشر ألفاً من الحلفاء، و14 ألفاً من الفرنسيين والبافاريين. وحطم استسلام سبع وعشرين كتيبة من المشاة واثنتي عشرة سرية من الخيالة سمعة القوات المسلحة الفرنسية. وفر ناخب بافاريا إلى بروكسل. واحتل الجيش الإمبراطوري بافاريا، وأخلى نحوثلاثمائة ميل مربع تقريباً من الأرض من القوات الفرنسية، وعاد ليوبولد في أمان إلى عاصمته.

Prince Eugene of Savoy by Jacob van Schuppen. Prince Eugene was the greatest of the Habsburg commanders. He fought alongside Marlborough at Blenheim, Oudenarde and Malplaquet.
Marshal Villars (1653–1734) rescued the French fortunes in the War of the Spanish Succession. Villars was King Louis' most successful commander in the war.

وفي أربعة أغسطس سجل أسطول إنجليزي هولندي يوماً مشهوداً آخر في التاريخ باحتلاله صخرة جبل طارق المقفرة. وقد حولها الإنجليز إلى قلعة ضمنت لهم السيادة على البحر المتوسط لمدة قرنين من الزمان واستمرت الحرب تسع سنوات أخرى، دون حتى يفطن أحد إلى حتى هذين الإنتصارين قد حددا مصيرها. وفيتسعة أكتوبر 1705 استولى أسطول إنجليزي على برشلونة، وساند أحد جيوش الحلفاء ثورة قامت في قطالونيا ضد فيليب الخامس، وأقام الأرشيدوق كارل في مدريد ملكاً تحت اسم شارل الثالث (25 يونيه 1706). ولكن منظر النمساويين والإنجليز يحكمون البلاد أيقظ الأسبان من سباتهم الروحي، بل حتى رجال الدين أنفسهم حرضوهم على المقاومة. وسلح الفلاحون أنفسهم بأحسن ما وصلت إليه أيديهم، وبتروا خط مواصلات الحلفاء بين برشلونة ومدرية. وقاد دوق برويك الإنجليزي، وجيمس فتز جيمس الابن الشرعي لجيمس الثاني قوة فرنسية أسبانية من الغرب. استردت مدريد لفيليب الخامس (22 سبتمبر) وردت الأرشيدوق ومن معه من المهرطقين الإنجليز إلى قطلونيا.

وفي تلك الأثناء، وبعد حتى تغلب مالبروعلى بعض العقبات السياسية في لندن ولاهاي، جمع هذا القائد جيشاً قوامه ستون ألفاً من الإنجليز والهولنديين والدنمركيين، وتقدم بالجيش الفرنسي الرئيسي المؤلف من 58 ألف جندي بقيادة فليروا عند رامييه بالقرب من نامور. وفي اشتداد وطيس المعركة، ناسياً أنه يجدر بالقواد حتى يموتوا في فراشهم، اندفع إلى مقدمة الصفوف، فأسقط عن جواده. وبينما كان الضابط المرافق له يعاونه على امتطاء ظهر الجواد ثانية، اخترقت رأس الضابط قذيفة، واسترد مالبروعافيته وأعاد تنظيم قواته، وقادها إلى نصر دام آخر. وبلغت الخسائر في جيشه خمسة آلاف رجل، وفي جيش الفرنسيين خمسة عشر ألفاً. وتقدم وسط مقاومة لا تذكر للاستيلاء على أنتورب وبروجز وأوستند. وهناك توفر له خط مواصلات مباشر مع إنجلترا، وكان على مسافة عشرين ميلاً فقط من فرنسا. وآوى فيلروا، وكان آنذاك في الثانية والستين، إلى ضيعته محزوناً، ولكن دون تأنيب من الملك الذي نطق له في أسى وأسف "لن يواتينا الحظ بعد ذلك(55)".

وفي جميع مكان، باستثناء أسبانيا، كان الفرنسيون الآن في خطر، أوكانوا يتقهقرون. وفي فيينا خلف جوزيف الأول، وكان في السابعة والعشرين، أباه على عرش الإمبراطورية (1705)، وشد من أزر قواده بدرجة كبيرة. ورد يوجين سافوي الفرنسيين عن تورين (1706) وعن إيطاليا (1707). وبمقتضى اتفاق ميلان أصبحت دوقيتا ميلان ومانتوا جزاءاً من إمبراطورية النمسا، وانتهى حكم "جونزاجات مانتوا" الذي كان قد بدأ 1328. أما مملكة نابلي التي كان يحكمها نائب الملك الأسباني منذ عهد طويل، فقد ارتمت بدورها في أحضان النمسا، ولوأنها استمرت من الوجهة الشكلية ولاية بابوية، واحتفظت الولايات البابوية بأوضاعها بإذن من الإمبراطور الذي اخترقتها قواته الألمانية ضد إرادة البابا الذي لا حول له ولا قوة(56). واحتفظت فينيسيا وتسكانيا باستقلال مزعزع الأركان.

وكان لويس الرابع عشر رجلاً قد تغير. وكان غرور السلطان قد زال عنه تقريباً، ولكنه احتفظ بالوقار الهادئ لدولته. وفي 1706 عرض على الحلفاء شروطاً للصلح كان يمكن حتى يتقبلوها فرحين مسرورين قبل خمس سنين، وبمقتضاها تهجر أسبانيا للأرشيدوق كارل، ويكتفي فيليب بميلان ونابلي وصقلية، وتعاد أعطى الحدود والحصون إلى السيطرة الهولندية في الأراضي الوطيئة الأسبانية. وكان الهولنديين ميالين إلى التفاوض، ولكن الإنجليز والإمبراطور أبوا. وتولى لويس السأم والضجر، واتجه إلى تجنيد جيوش جديدة وفرض ضرائب جديدة، حتى التعميد والزيجات لا بد حتى يدفع عنها ضريبة حتى تصبح قانونية. فلجأ الفرنسيون الذين أضناهم الفقر إلى تعميد أبنائهم وإلى الزواج دون طقوس دينية، ولوحتى نتاج مثل هذا القران دمغ بأنه غير شرعي من الوجهة الرسمية(57).

وقامت الثورة في كاهور، وفي كرسي، وفي بريجور. واستولت جموع الفلاحين على الحكم في المدن، وعلى قصور الإقطاعيين. وصاحت الهياكل العظمية الحية أي أهالي الذين يتضورون من الجوع، عند أبواب قصر فرساي، مطالبين بالخبز، فصدهم الحرس السويسري. وظهرت اللافتات على الجدران في باريس منذرة لويس بأنه لا يزال في فرنسا رجال يريدون اغتال الملك(58). ومنعت الضرائب الجديدة.

وفي أوائل 1707 نشر مركيز دي فوبان الذي كانت هندسته العسكرية عنصراً أساسياً في الفوزات الفرنسية في الجيل الماضي، نشر وهوفي الرابعة والسبعين، "اقتراحاً بضريبة أعدل". وصف المركيز شقاء فرنسا وبؤسها: "أن عشر السكان تقريباً انحطوا إلى درجة التسول، أما غالبية التسعة الأعشار الباقية منهم فهم أقرب إلى تلقي الصدقات منهم إلى بذلها... يقيناً حتى السوء قد بلغ أقصى مداه. فإذا لم يتخذ أي علاج فلسوف يقع الشعب في براثن فقر لا فكاك له منها أبداً". وذكر الملك بأن "الطبقة الدنيا من الشعب هي التي تثري الملك ومملكته بكدها وجدها، وإسهاماتها في الخزانة الملكية" ومع ذلك فإن "هذه الطبقة، نتيجة لمطالب الحرب وفرض الضرائب على مدخراتها، هي التي تعيش الآن في أسمال بالية وأكواخ متداعية، على حين توقفت الزراعة في أراضيها" لتغيب أبنائها الذين جندوا للحرب(59). ولإنقاذ هؤلاء الناس، وهم أعظم الطبقات إنتاجاً، اقتبس فوبان بعض أفكار بواجلبرت، فاقترح إلغاء جميع الضرائب القائمة، والاستعاضة عنها بضريبة ولج تصاعدية لا تعفي منها أية طبقة، فيدفع ملاك الأرض ما بينخمسة و10% ويدفع العمال ما لا يزيد عن 2slash1 3%. وتحتفظ الدولة باحتكار المح، وتفرض الرسوم الجمركية عند الحدود الوطنية فقط(60). ويصف سان سيمون هذا الكتاب، وكيف استقبله الناس، فيقول:

كان الكتاب زاخراً بالمعلومات والأرقام، مرتبة بأقصى درجة من الوضوح والبساطة والدقة. ولكنه سقط في خطأ جسيم ذلك حتى يبسط منهجاً لواتبع لكان فيه دمار الجيش من الرأسماليين والخطة والموظفين من جميع الأنواع، ولأرغمهم على حتى يعيشوا على حسابهم بدلاً من العيش على حساب الشعب، وقوض أساس هذه الثورات الضخمة التي نراها تنمووتزداد في وقت قصير. وكان هذا شبباً كافياً لسقوط هذا الكتاب.. وتعالت الصيحات من جانب أولئك الذين يهمهم معارضته... ولا عجب إذن، في حتى الملك الذي يلتف حوله هؤلاء الناس، أصغى إلى حججهم، واستقبل المارشال فوبان أسوأ استقبال حين قدم إليه كتابه(61).

وأنبه لويس بأنه رجل حالم، قد يقلب مشروعه مالية البلاد رأساً على عقب، وسط أزمة الحرب. وفي 14 فبراير 1707 صدر قرار من المجلس بمصادرة الكتاب وعرضه في مشهرة. وبعد ستة أسابيع توفي المارشال العجوز، وقذفت في عضده وأحزانه ما أصاب من خزي وعار. وتفوه الملك ببعض حدثات عن أسف اتى متأخراً "فقدت رجلاً كان يحبني حباً شديداً كما يحب الدولة(62)". واستمرت الضرائب والحروب.


الفترة الأخيرة: 1710–1714

وفي أغسطس 1707 انضم فكتور أماديس الثاني دوق سافوي-الذي كان قد بدأ حليفاً لفرنسا-إلى يوجين سافوي وأسطول إنجليزي في حصار طولون. براً وبحراً، حتى إذا سقطت في أيديهم عمدوا إلى مهاجمة مسيليا، فإذا سقطت هذه أيضاً لأصبحت فرنسا معزولة عن البحر المتوسط. وأعد جيش فرنسي حديث وأوفد ليصد الغزاة، وألح في صدهم، ولكن في هذه الحملة بات معظم أراضي بروفانس خراباً بلقعاً. وفي 1706 حشد الملك جيشاً قوامه ثلاثون ألفاً تحت قيادة مارشال فندوم. ودوق برجندي المحبوب ابن الدوفين. وسيره ليوقف تقدم الحلفاء في الفلاندرز فقابله سارلبروويوجين بجيش مماثل في العدد في أودينارد على نهر شلدت (11 يوليه 1708)، ودارت الدائرة على الفرنسيين وخسروا 20 ألفاً بين قتيل وجريح، كما أسر منهم سبعة آلاف. وأراد مارلبروالتقدم إلى باريس، ولكن يوجين أقنعه بمحاصرة ليل أولاً، حتى لا تبتر حاميتها خط مواصلات الحلفاء وإمداداتهم. وسقطت ليل بعد حصار دام شهرين، بخسارة في الأرواح قدرها خمسة عشر ألفاً. وأحس لويس بأن فرنسا لم تعد قادرة على مواصلة القتال. وزاد من بؤس الشعب وشقائه حتى شتاء 1708slash1709 كاد أقسى شتاء وعته الذاكرة، وتجمدت النهار طيلة شهرين، بل تجمدت مياه البحر على طول الشواطئ، إلى حتى العربات ثقيلة الأحمال كان تسير في أمان فوق جليد المحيطات(63). وهلكت جميع المزروعات بما في ذلك أقدر أشجار الفاكهة على احتمال قسوة المناخ، وكل الحبوب في الأرض. كما توفي في هذا الفصل القاسي معظم الأطفال الحديثي الولادة(64). باستثناء ابن حفيد الملك، لويس الخامس عشر فيما بعد، الذي ولد لدوق ارجندي في 15 فبراير 1709. وفي أعقاب ذلك اتىت المجاعة في الربيع والصيف، واختزن المحتكرون الخبز واحتفظوا له بثمن عال. ويذكر سان سيمون، وهوعادة لا يحب الملك، حتى لويس نفسه كان متهماً باقتسام مغانم الاحتكارات(65). ولكن هنري مارتن يقول "أن التاريخ يروي كثيراً إلى حد أنه لا يسلم بالوصف البغيض الكئيب الذي أورده سان سيمون دون شيء من الريبة"(66). وأنقذ الموقف باستيراد 12 مليون كيلوجرام من الحبوب من دول المغرب العربي وغيرها، وزراعة الشعير بمجرد ذوبان الثلوج وعودة الدفء إلى الأرض(67).

جزر الهند الغربية وأمريكا اللاتينية

وأحس لويس الرابع عشر بالذلة والهوان بسبب هزائم جيوشه ونكبات شعبه، فأوفد في 22 مايو1709 المركيز دي تورس إلى لاهاي، يطلب الصلح. وكان دي تورسي مزوداً بالتعليمات ليعرض النزول عن جميع الإمبراطورية الأسبانية إلى الحلفاء، وعن نيوفونلند إلى إنجلترا، وإعادة مدن الحدود إلى الهولنديين، والتخلي عن تأييد حق آل ستيورات في العرش. وحاول المركيز حتى يرشومالبرو، فأخفق(68). وفي 28 مايوقدم الحلفاء إلى دي تورسي إنذاراً نهائياً يطالبون فيه، لا بمجرد التنازل عن جميع أسبانيا وممتلكاتها للأرشيدوق، بل كذلك يطالبون بانضمام الجيش الفرنسي إلى قوات الحلفاء في طرد فيليب من أسبانيا إذا لم يكن قد غادرها في بحر شهرين، وإلا، (كما قدروا) هجرت فرنسا حرة في إعادة تنظيم قواتها الضاربة أثناء انشغالهم في شبه الجزيرة. وأجاب لويس بأنه يعز عليه حتى يطلب منه استخدام القوة لطرد حفيده من أسبانيا التي كانت قد هبت من فورها لمساندة فيليب. ونطق "إذا كان لا بد من مواصلة القتال، فل أقاتل أعدائي، لا أبنائي(96)".

وأثارت مطالب الحلفاء شعور الاستياء في فرسنا. وانضم الرجال عن طيب خاطر إلى القوات المسلحة، وكان جميع همهم حتى يجدوا الطعام، وأوفد النبلاء ما لديهم من فضة إلى دار سك العملة، وراوغت السفن الفرنسية الإنجليز الهولنديين، وأحضرت من أمريكا سبائك تقدر قيمتها بثلاثين ملويناً من الفرنكات. وحشد جيش حديث قواته تسعون ألفاً، وضع تحت إمرة فللار الذي لم يتمكن الحلفاء من هزيمته من قبل. وفي الوقت نفسه جمع مالبرومائة وعشرة آلاف جندي. والتقى الجمعان في مالبلاكيه (على الحدود اللقاءة لبلجيكا) في أعنف معركة في القرن الثامن عشر. وفقد مارلبرو22 ألف رجل في فوزه الأخير، وخسر الفرنسيون 12 ألفاً، من بينهم فللار الباسل، الذي كان في السادسة والخمسين، واندفع على رأس قواته، ثم حملوه من الميدان وقد بترت إحدى ركبتيه قذيفة مدفع. وتقهقر الفرنسيون بانتظام واتجه الحلفاء للاستيلاء على مونز. وخط مارلبروإلى زوجته يقول "الحمد لله والشكر لله، حتى في مقدورنا الآن حتى نحصل على الصلح الذي نريده(70)".

ويبدوحتى الأمر كان كذلك. فمن الواضح حتى فرنسا كانت قد بذلت أقصى ما في جعبتها، فمن أين لها بجيش ثان من بين أسراتها المنهوكة التي استنزفت دماء أبنائها، وكيف تطعمه وحقولها مهجورة مقفرة؟. لقد عمت الفوضى الزراعة والصناعة والنقل والتجارة والمالية-لقد أصاب جميع هذا المرافق دمار وانحلال، يهيئان للأعداء المتقدمين احتلال فرنسا وتمزيق أوصالها. حتى الملك الذي كان يوماً معبود الشعب "الذي بعثه الله إليهم" بدأ يفقد حبهم بل احترامهم له. أنه كان ينأى بنفسه عن باريس، لأنه لن تغب عن ذاكرته جماعة الفروند المعادية، واستاءت المدينة لطول نفوره منها وتباعده عنها، وما أشد ما استهجنت النكات والشتائم والنشرات واللافتات كبرياءه الاستبدادية استهجاناً لاذعاً(71). وتساءل الناس متعجبين، كيف من الممكن أن تكتظ قاعات فرساي، وسط إملاق فرنسا وعوزها، برجال الحاشية المقامرين الخاملين المترفين، على حين حتى الملك وزوجته قد ركنا إلى شيء من التقوى وكبح جماح النفس. "ولم تخفض نفقات الحاشية ولم ينقص عدد موظفيها حتى النهاية(72)". وأنشد بعض الباريسيين الذين لا يجدون الخبز رواية معدلة من "نادىء الرب"، لم يستثنوا فيها لويس ولا زوجته ولا وزير خارجيته وماليته الجديد:

يا إلهنا الذي في فرساي، لم يعد أسمك يقدس، ولم تعد مملكتك عظيمة، ولم تعد مشيئتك تنفذ في البر والبحر، أعطنا الخبز الذي نفتقد في جميع مكان، اغفر لأعدائنا الذين قهرونا، لا لقوادك الذين هيئوا لهم لأن يعملوا ذلك. لا تستسلم لكل إغواءات لامينتنون، ولكن خلصنا من شاميللارد(73).

ونطقت مدام مينتنون ترثى لحال الملك: "أنهم يلومونه ويؤنبونه بسبب نفقاته، أنهم يودون الاستغناء عن جياده وكلابه وخدمه.... أنهم يريدون حتى يرجموني بالحجارة لأنهم يتصورون أني لا أبلغه شيئاً كريهاً خشية إيلامه(74)".

وكان النبلاء لا يزالون على ولائهم للملك الذي أكرمهم وحماهم، ولكن وطنيتهم تزعزت، حين طالب الملك، كآخر سهم في جعبته، بعشر دخولهم (1710). حتى الضريبة العامة التي اقترحها فوبان قبل ذلك بثلاثة أعوام لتحل محل جميع الضرائب الأخرى، أضيفت الآن إلى سائر الضرائب. وكان للفقراء بعض العزاء في حتى يروا جباة الضرائب الكريهون يدخلون بيوت الأغنياء لفحص حساباتهم. وكره الملك حتى يقحم الخزائن السرية الخاصة، ولكن قسيس اعترافه، الأب تلييه، أكد له حتى من رأي أساتذة السوربون "أن جميع ثروة رعاياه ثروته، فإذا أخذها فكأنما يستولي على شيء يخصه(75)". وبالمثل عانت الطبقات الوسطى العليا شيئاً من الخلخلة في الحماسة العسكرية، حيث أنبتر دفع الفوائد عن السندات الحكومية. ونطق سان سيمون: "أن إعادة سك العملة وتخفيض قيمتها: أتاحا للملك بعض الأرباح، ولكنهما جلبا الدمار على أناس بعينهم، كما أديا إلى الخلل في التجارة مما كان فيه توقفها التام(76)". وأعرب كبار رجال المصارف، مثل صمويل برنارد، الإفلاس، فأدى ذلك إلى تعطل جميع العمال في ليون. "كان جميع شيء ينهار شيئاً فشيئاً، واستنزفت المملكة بأسرها، ولم تدفع للجند رواتبهم، على حتى أحداً لم يكن يتصور ماذا عمل بالملايين التي وصل إلى خزائن الملك(77)".

وفي مارس 1710 عاد لويس فطلب إلى الحلفاء عقد الصلح، وعرض حتى يعترف بالأرشيدوق ملكاً على أسبانيا، وألا يقدم أي عون لفيليب، بل حتى يدفع بعض الأموال للعمل على خلعه، وأن يتخلى للحلفاء عن ستراسبورج، وبريزاخ، والالزاس وليل وتورني وايبر ومينن، وفورن ومبرج، ولكنهم لم يعرضوا عليه صلحاً، بل هدنة مدتها شهران، وكان على لويس بقواته الفرنسية وحدها دون أية مساعدة من أي جانب آخر، حتى يطرد فيليب من أسبانيا، فإذا عجز عن تحقيق ذلك في فترة شهرين، استأنف الحلفاء القتال(78).

ونشر لويس هذه الشروط على شعبه الذي اتفقت حدثته على أنها شروط يستحيل قبولها.

وحشدت فرنسا،بطريقة ما جيوشاً جديدة، وعندما غزا الأرشيدوق أسبانيا مرة ثانية بقوات إنجليزية ونمساوية، وشق طريقه لإخراج فيليب من مدريد مرة أخرى، أوفد لويس لحفيده خمسة وعشرين ألف جندي بقيادة دوق فندوم. واستطاع الدوق بمساعدة المتطوعين الأسبان حتى يهزم الغزاة في بريهوجا وفللافيكيوزا (ديسمبر 1710). وبهذا أعاد فيليب بشكل قاطع إلى عرشه، وبقيت أسبانيا تحت حكم البوربون حتى عام 1931.

وفي نفس الوقت كانت ريح السياسة تغير اتجاهها في إنجلترا. وكانت الملكة قد خطت في 1706 "لست أطمع في شيء.. إلا حتى أرى صلحاً مشرفاً، حتى إذا اقتضت مشيئة الله حتى أفارق الحياة، وجدت جميع الارتياح والطمأنينة في حتى اهجر بلدي المسكين وكل أصدقائي في سلام وهدوء(79)". وكانت الملكة آن تلتزم سياسة الحرب تحت تأثير دوقة مارلبروالعنيفة الملتهبة حماسة، ولكن ضعف هذا التأثير الآن، وعزلت الملكة الدوقة (ساره) من خدمتها (1710)، وانحازت صراحة إلى "المحافظين"، وكان التجار والصناع والرأسماليين قد أفادوا من الحرب(80)، وأيدوا "الأحرار" صانعي الحرب. أما ملاك الأراضي فقد خسروا لأن الحرب أدت إلى زيادة في الضرائب وتضخم غي العملة، ومن ثم شجعوا الملكة في تطلعها إلى السلام. وفيثمانية أغسطس عزلت جودولفين، مساعد مارلبروالأيمن، ورأس هارلي وزارة من المحافظين. ومالت إنجلترا نحوالسلام.


ما بعد الحرب

A map depicting Western Europe's borders after the Treaty of Utrecht and the Treaty of Rastatt.

وفي يناير 1711 أوفدت الحكومة الإنجليزية إلى باريس سراً، قسيساً فرنسياً، هوالأب جولثييه الذي كان قد أقام في لندن زمناً طويلاً، وقصد إلى تورسي في فرساي، وسأله "هل ترغب السلام،يا ترى؟ لقد جئتك بوسائل تحقيقه، مستقلاً عن الهولنديين(81)". وتقدمت المفاوضات ببطء، وفجأة، وفي سن مبكرة بشكل يثير الدهشة، سن الثانية والثلاثين توفي جوزيف الأول (17 إبريل 1711) وأصبح الأرشيدوق إمبراطوراً يحمل أسم شارل السادس، ووجد الإنجليز والهولنديين الذين كانوا قد وعدوه بأسبانيا كلها، أنهم يقابلون، نتيجة لفوزاتهم الباهظة التكاليف، إمبراطورية هبسبرجية مترامية الأطراف، تهدد بالخطر الشعوب البروتستنانتية وحريتها، مثلها في هذا وذاك مثل إمبراطورية شارل الخامس. وهنا عرضت الحكومة الإنجليزية على لويس الاعتراف بفيليب ملكاً على أسبانيا ومستعمراتها الأمريكية، مع بعض شروط معتدلة نسبياً: منها الضمانات ضد اتحاد فرنسا وأسبانيا تحت تاج واحد، وحصون على الحدود لحماية المقاطعات المتحدة وألمانية من غزوفرنسا لها في المستقبل، وإعادة الفتوحات الفرنسية إلى وضعها السابق، والاعتراف بحق ارتقاء الملوك البروتستانت إلى العرش في إنجلترا، وطرد جيمس الثالث من فرنسا وتجريد دنكرك من السلاح، وتثبيت ملكية إنجلترا لجبل طارق ونيوفوندلند ومنطقة خليج هدسن، ونقل حق بيع الرقيق للمستعمرات الأسبانية في أمريكا، من فرنسا إلى إنجلترا. ووافق لويس على هذه الشروط مع تعديلات طفيفة. وأبلغت إنجلترا لاهاي أنها تحبذ عقد الصلح على هذه الأسس. ووافق الهولنديين عليها، أساساً صالحاً للمفاوضات، واتخذت الترتيبات لعقد مؤتمر للسلام في أوترخت. وعزل مارلبروالذي كان يرى الحرب أكثر ربحا حقيقياً (31 ديسمبر 1711) وعين مكانه جيمس بتلر، دوق أورمن الثاني، الذي زود بتعليمات تقضي بعدم الاشتباك في أي قتال إلا عند تلقي أوامر جديدة.

معاهدة اوترخت

وعلى حين أنعقد المؤتمر في اوترخت (أول يناير 1712)، واصل القتال يوجين الذي اعتبر الشروط الإنجليزية للصلح خيانة لقضية الإمبراطورية. وتقدم يوماً بعد يوم ليهاجم خط الدفاع الذي أقامه فيللار المجد النشيط. وفي 16 يوليه أبلغت لندن أورمند حتى إنجلترا وفرنسا سقطتا هدنة، وأنه يجب بناء على ذلك انسحاب قواته الإنجليزية إلى دنكرك. وامتثلت هذه القوات للأمر، ولكن الكتائب التي كانت تحت إمرة أورمند في القارة، اتهمت الإنجليز بأنهم آبقون هاربون من الجندية، ووضعت نفسها تحت قيادة يوجين. وكان لدى الأمير آنذاك نحومائة وثلاثين ألفاً، ولدى فللار نحوتسعين ألفاً. ولكن في 24 يوليه انقض المارشال اليقظ على كتيبة قوامها اثني عشر ألفاً من الهولنديين عند دنين (بالقرب من ليل) وأبادها قبل حتى يمكن يوجين من القدوم لنجدتها. وتراجع الأمير عبر الشلدت ليعيد تنظيم جيشه الصعب الانقياد، وتقدم فيللار للاستيلاء على دواي ولي كزنوي، وبوشان، وتشجع لويس وفرنسا، لأن هذه كانت الفوزات الفرنسية الوحيدة على الجبهة الشمالية، ولكنها، بالإضافة إلى فوزات فندوم في أسبانيا أضفت قوة جديدة على المفاوضين الفرنسيين في أوترخت.

وبعد خمسة عشر شهراً من المراسم والشكليات والمناقشات، سقط أطراف النزاع، فيما عدا الإمبراطور، صلح اوترخت (11 إبريل 1713) وتنازلت فرنسا لبريطانيا عن جميع ما وعدت به من قبل في المفاوضات التمهيدية، بما في ذلك احتكار تجارة الرقيق الرائجة، التي تعتبر وصمة عار ذلك العصر. وقدم العدوان القديمان تنازلات متبادلة عن رسوم الواردات، وأعاد الهولنديون لفرنسا ليل واير وبيتون، ولكنهم احتفظوا بالسيادة على جميع الأراضي الوطيئة حتى يتم عقد الصلح مع الإمبراطورية، على حين يستولي ناخب بافاريا على شارلروا ولكسمبرج ونامور، وأعيدت نامور إلى دوق سافوي. واحتفظ فيليب الخامس بأسبانيا وأمريكا الأسبانية. ورفض ثم عاد فوافق (13 يوليه) على التخلي عن جبل طارق ومينورقة لإنجلترا. وواصل يوجين سافوي القتال ضد البريطانيين لشعوره بالمرارة نحوهم لتوقيعهم صلحاً منفرداً. ولكن خزانة الإمبراطورية أصبحت خاوية، ونقص جيشه إلى 40 ألفاً، على حين كان فيللار يتقدم نحوه بمائة وعشرين ألفاً. وأخيراً قبل دعوة لويس الرابع عشر له للقاء فيللار لوضع شروط للصلح. وبمقتضى معاهدة راستات (6 مارس 1714) احتفظت فرنسا بالألزاس وستراسبورج، ولكنها أعادت إلى الإمبراطورية جميع الفتوحات الفرنسية على الضفة اليمنى لنهر الراين، واعترفت بحلول النمسا محل أسبانيا في حكم إيطاليا وبلجيكا.

معاهدتا راستات وبادن

رفض تشارلز السادس، الامبراطور الروماني المقدس توقيع معاهدة أوترخت. وادعى أنه هوالوريث الحقيقي لعرش أسبانيا. لذلك استمرت الحرب بين فرنسا والنمسا، الولاية الرئيسية في الإمبراطورية الرومانية الكاثوليكية حتى عام 1714. وفي هذا العام سقطت الدولتان معاهدتي راستات وبادن اللتين أكدتا معظم الشروط الواردة في معاهدة أوترخت. أسدلت المعاهدتان الستار على حرب الخلافة الأسبانية (1701- 1714). وأنهت معاهدة راستات بشكل خاص النزاع الذي كان قائما بين الملك لويس الرابع عشر ( فرنسا) والإمبراطور شارل السادس ( الإمبراطورية الرومانية المقدسة) وذلك بعد حتى توقفت بقية الحروب بين الأطراف الأوربية الأخرى.

النتائج

وبذلك حققت معاهدتا أوترخت وراستات أكثر قليلاً مما كان يمكن حتى تحققه الدبلوماسية بالوسائل السلمية في 1701. وبعد ثلاثة عشر عاماً من القتل والإبادة والفقر والتخريب. ثبتت هاتان المعاهدتان خريطة أوربا لمدة ستة وعشرين عاماً، كما ثبتتها معاهدات وستفاليا لمدة جيل واحد بعد حرب الثلاثين عاماً. وكانت المهمة في كلتا الحالتين إقامة توازن القوى بين أسرتي هبسبرج والبوربون. وقد تم هذا بالعمل. وقام شبيه لهذا التوازن بين فرنسا وإنجلترا في أمريكا واستمر حتى نشوبحرب السنين السبع (1756-1763).

وأهم الخاسرين في هذا النزاع الدموي حول الوراثة الأسبانية هما هولندا وفرنسا، لقد كسبت الجمهورية الهولندية أرضاً، ولكنها خسرت سيادة البحر، فلم تعد قادرة على مباراة لإنجلترا في حمولة السفن أوفي فن الملاحة أوفي الموارد أوفي الحرب، حتى فوزها استنزفها وأنهكها، فبدأت تضمحل. كذلك ضعفت فرنسا إلى حد يكادقد يكون خطيراً. لقد بقت على مرشحها لعرش أسبانيا، ولكنها أخفقت في الإبقاء على إمبراطوريته سليمة لم تمس، ودفعت ثمناً لهذا النصر القاتم الذي فقد بريقه، حياة مليون من أبنائها بالإضافة إلى ضياع سيادتها على البحار، وانهيار حياتها الاقتصادية بصفة مؤقتة. ولم تكن فرنسا لتفيق وتلتقط أنفاسها من عصر لويس الرابع عشر، قبل ظهور نابليون، ولكن لمجرد حتى تعيد مأساة لويس.

أما الفائزان في الحرب فهما النمسا داخل القارة، وإنجلترا في جميع مكان خارجها. فقد استولت النمسا آنذاك على ميلان ونابلي وصقلية وبلجيكا، وأصبحت أعظم قوة في أوربا حتى ارتقاء فردريك الأكبر العرش (1740). وفكرت إنجلترا في السيادة على البحار أكثر مما فكرت في التوسع في الأرض. وحصلت على نيوفوندلند ونوفا سكوشيا، ولكن كان تحكمها في طرق التجارة أكبر قيمة لديها. وأرغمت فرنسا على تخفيض رسومها الجمركية، وعلى حتى تجرد من السلاح قلعة دنكرك وثغرها اللذين كانا يشكلان خطراً على السفن الإنجليزية. ويفضل جبل طارق في أسبانيا، وبورت ماهون في مينورقة استطاعت إنجلترا حتى تسيطر على البحر المتوسط. ولم يكن لهذه المكاسب مشهد مثير في 1713، ولكن كان لا بد حتى تدون نتائجها في تاريخ القرن الثامن عشر. وفي نفس الوقت أمنت العقيدة البروتستانتية وارتقاء البروتستانت إلى العرش شر العوادي، اللهم إلا نسبة المواليد.

وثمة نتيجة هامة للحرب، تلك هي اشتداد الروح القومية، وروح الكراهية بين الدول، حيث نسيت جميع أمة مكاسبها وتذكرت جراحها. فما كان لألمانيا حتى تغفر اجتياح البالاتينات وتخريبها مرتين. ولم تكن فرنسا لتنسى بسرعة المذابح التي لم يسبق لها مثيل في فوزات مارلبرو، وكانت أسبانيا تعاني جميع يوم عار وقوع جبل طارق في أيد أجنبية. وباتت جميع أمة ترقب حتى تحين الفرصة للانتقام.

إن بعض ذوي النفوس الكريمة الذين اعتقدوا حتى أوربا قارة المسيحيين راودهم حلم الوصول إلى بديل عن الحرب. وكان شارل كاسل، من رهبان كنيسة القديس بطرس قد رافق الوفد الفرنسي إلى وترخت، فلما عاد نشر خطة لتثبيت نادىئم السلام الجديد، وتمنى لوحتى أمم أوربا أتيح لها حتى تتحد في "عصبة أمم" مع مؤتمر دائم من المندوبين عنها، ومجلس للتحكيم في النزاع، ونظام لقانون دولي، وقوة مسلحة مختلطة للوقوف في وجه أية دولة متمردة، وتخفيض أي جيش وطني إلى ستة آلاف رجل، وإيجاد مقاييس وعملة موحدة تستخدم في جميع أنحاء أوربا(82). وقدم الراهب مشروعه إلى ليبنتز، الذي لم يعد يثق بأن هذا أفضل العوالم الممكنة، فذكر الراهب "بأن ثمة قدراً مشئوماً يعترض دوماً طريق الإنسان إلى تحقيق سعادته(83)" فالإنسان حيوان نزاع إلى المنافسة، وخلقه هوقدره.


أصبحت فكرة إيجاد توازن للقوى الدولية آنذاك حقيقة واقعة ، اعترفت معاهدة أوترخت بأنقد يكون فيليب الخامس ملكا لاسبانيا ولكنه أزيح من سلسلة خلافة العرش الفرنسي، على حتى لا تتحد أسبانيا وفرنسا تحت حاكم واحد, وذلك لتجنب حدوث أي اتحاد مستقبلي بين مملكتي اسبانيا وفرنسا، وفازت النمسا بمعظم إقطاعيات اسبانيا في إيطاليا وهولندا، ونتيجة لذلك انتهت الهيمنة الفرنسية على القارة الأوربية، ونتيجة لهذه المعاهدة كسبت بريطانيا المستعمرات الأسبانية، في جبل طارق ومينوركا (إحدى جزر الباليار) كما كسبت عقدًا تقوم بموجبه بإمداد جميع المستعمرات الأسبانية في أمريكا بالمستعبدين الأفارقة وأيضًا منحت فرنسا بريطانيا مقاطعة خليج هدسون، ونيوفاوندلاند، ومنطقة نوفا سكوتيا، بأكاديا.


الهوامش

  1. ^ إنگلترة (1701–6); بريطانيا العظمى (1707–14) The Acts of Union of 1707 united the crowns of England and Scotland, forming the Kingdom of Great Britain. For much of the war, Scottish units were under Dutch pay and operated as part of the army of the Dutch Republic.
  2. ^ Lynn, The Wars of Louis XIV: 1667–1714, p.271. The Allied figure is the strength in 1702: The Empire (90,000), the Dutch Republic (60,000 + 42,000 garrison troops), and England (40,000). It does not include minor German states or navies.
  3. ^ Lynn, The Wars of Louis XIV: 1667–1714, p.271.The French strength is a paper figure; actual combat strength was approximately 255,000. To this must be added forces from Spain and, initially, Bavarian and Savoyard contingents
  4. ^ Simon Barton, "A History of Spain", p.136:"But with her own military strength now but a pale shadow of its former self - at the beginning of the war the Spanish could barely muster 13,000 infantry and 5,000 cavalry"
  5. ^ Star times
  6. ^ Sharq awsat

المصادر

  • Chandler, David (2003). Marlborough as Military Commander. Spellmount Publishers. ISBN .
  • Crouse, Nellis M (1943). The French Struggle for the West Indies, 1665-1713. New York: Columbia University Press.
  • Frey, Linda (1995). The Treaties of the War of the Spanish Succession. Westport: Greenwood Press. ISBN .
  • Hattendorf, John (1987). England in the War of the Spanish Succession. New York: Garland Pub. ISBN .
  • Jongste, Jan A.F. de, and Augustuus J. Veenendaal, Jr. Anthonie Heinsius and The Dutch Republic 1688–1720: Politics, War, and Finance. Institute of Netherlands History (2002).
  • Lynn, John (1999). The Wars of Louis XIV, 1667-1714. New York: Longman. ISBN .
  • Mckay, Derek (1983). The Rise of the Great Powers, 1648-1815. New York: Longman. ISBN .
  • Ostwald, Jamel (2006). Vauban under Siege: Engineering Efficiency and Martial Vigor in the War of the Spanish Succession. Boston: Brill Academic Publishers. ISBN .
  • Symcox, Geoffrey (1973). War, Diplomacy, and Imperialism, 1618-1763. New York: Harper Torchbooks. ISBN  Check |isbn= value: length (help).
  • Tombs, Robert (2007). That Sweet Enemy. New York: Knopf. ISBN .
  • Veenendaal, A. J., Briefwisselling van Anthonie Heinsius, 1702–1720. 19 volumes. Instituut voor Nederlandse Geschiedenis (1976–2001).
  • Wolf, John B. The Emergence of the Great Powers: 1685–1715. Harper & Row, (1962). ISBN 0061397509

وصلات خارجية

  • dating to 1714, at the House of Lords, UK.
  • Journal of the House of Lords: volume 19, 2 August 1715, Further Articles of Impeachment against E. Oxford brought from H.C. Article VI.
  1. ^ according to Thomas Bailey's The American Pageant
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:21:20
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, CS1 errors: ISBN, حرب الخلافة الاسبانية, صراعات القرن 18, حروب خلافة, حروب النمسا, حروب باڤاريا, حروب فرنسا, حروب بريطانيا العظمى, حروب اسبانيا, حروب المقاطعات المتحدة, حروب هولندا, حروب الپرتغال, حروب پروسيا, المطالبون بالعرش الاسباني, نزاعات عالمية, القرن 18 في أوروپا, القرن 18 في النمسا, القرن 18 في فرنسا, القرن 18 في الكاريبي, الحروب الانجليزية الفرنسية, حرب الخلافة الأسبانية, تاريخ كندا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

القبض على 4 بتهمة التلاعب بأسعار الصرف فى العراق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:30
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

شريهان ضيف شرف بأحد مسلسلات السباق الرمضاني المقبل 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:26
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

إردوغان: سأستخدم صلاحياتي لتقريب موعد الانتخابات إلى 14 ماي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

«الداخلية»: تطوير 80 قسم شرطة و138 مركز أحوال مدنية و28 وحدة مرور

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:19
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

روجينا بسالي مخرجة سادس حكايات " في كل أسبوع حكاية "

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

استشهد فى مداهمة عناصر إجرامية.. من هو الشهيد المقدم محمد حسان؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:19
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

شوط أول سلبي بين فاركو وإنبي في الدوري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:07
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

تعادل سلبى بين أسوان والإسماعيلى فى الشوط الأول

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:09
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

ترتيب مجموعة منتخب مصر فى مونديال اليد 2023 قبل مواجهة الدنمارك الليلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:09
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

وزير الرياضة يصطحب عدداً من رؤساء الجامعات في جولة بنادي النادي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:08
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الترم الأول 2023 وضوابط الامتحانات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:04
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

موعد تسجيل استمارة الثانوية العامة 2023 لدخول الامتحانات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

جوزي مورينيو لا يريد تضييع صفقة لاعب المنتخب المغربي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

السلطات القضائية بلبنان تستأنف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-23 15:21:30
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية