سعد مرتضى

عودة للموسوعة

سعد مرتضى

1980: سعد مرتضى يصل تل أبيب كأول سفير مصري في إسرائيل.

سعد مرتضى ، ديبلوماسي مصري, كان أول سفير في إسرائيل ومضى ليتسلم مهام عمله في 24 فبراير 1980، وهونفس يوم قدوم أول سفير إسرائيلي إلياهوبن إليسار. تم استداءه إبان الغزوالإسرائيلي للبنان عام 1982. شغل أيضا سفيرا لدى الإمارات العربية المتحدة.

وذكر مرتضى في مذكراته، تحت عنوان "مهمتي في إسرائيل"، أنه يتفهم ما أُطلق عليه من خصوم اتفاقية السلام، بأنه قام بالمهمة الملعونة، مستعرضا جميع أفكار من رفضوا السلام بين مصر وإسرائيل، معلنا تقديره واحترامه لكل الذين استنطقوا من عملهم، احتجاجا على ما قام به الرئيس السادات منذ زيارته إلى القدس، في نوفمبر 1977، مثل وزير الخارجية إسماعيل فهمي، مؤكدا أنه اقتنع بما قام به السادات، وآمن به.

ولفت في مذكراته إلى الترحيب الشديد الذي لقيه في إسرائيل، من جميع المسؤولين هناك، حيث تلقى الدعوات من مراكز الأبحاث والصحف، والأحزاب، والكنيست، وقادة إسرائيل، للقاءته، إلا أنه في سبتمبر 1982، وعقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، سحبت مصر سفيرها، سعد مرتضى، احتجاجا على مذابح إسرائيل في صبرا وشاتيلا.

مشكلة دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية في القدس، هي من أكثر القضايا التي حاول السفير سعد مرتضى حلها، حيث استولى الرهبان الأحباش عليه، عام 1970، ولجأت الكنيسة إلى المحكمة العليا في إسرائيل، حيث حكمت بأحقية كنيسة مصر بالدير، إلا حتى الحكومة الإسرائيلية لم تسلمه للكنيسة بدعوى حتى ذلك يعد تدخلا منها في شؤون الأديان داخل تل أبيب.

كتابه

يقول المؤلف في مقدّمة كتابه: “لقد أتاحت لي هذه المهمة حتى أرى إسرائيل من الداخل، وأن ألتقي بالمسئولين فيها، وأن أعهد الكثير من أهلها في غير نطاق العمل الرسمي، كما تجوّلت في مناطق عديدة وتعرّفت على بعض نواحي الحياة فيها”.

ولذلك فهويحاول في هذا الكتاب نقل الانطباعات والمشاعر التي أحسّ بها أثناء هذه الفترة إلى القارئ المصري والعربي، وأيضاً توضيح صورة المهمة التي أدّاها، وبهذا قد يحدث في قراءة تجربته محاولة لإزالة الغموض الذي يحيط بحقيقة الدولة الإسرائيلية.

ويتكوّن الكتاب من 11 فصلاً، تبدأ بردّ على سؤال طالما قابله المؤلف، وهو: لما قَبِل هذه المهمة،يا ترى؟ ثم التمهيد للسفر، كيف من الممكن أن عثر إسرائيل،يا ترى؟ والشخصيات الإسرائيلية التي التقاها، ثم فصل عن المؤسسات مثل الكنيست والكيبوتس وغيرهما وعن حياته ورحلاته في إسرائيل، ثم فصل عن مسيرة التطبيع، وآخر عن محادثات الحكم الذاتي الفلسطيني، وفي الفصل الثامن يتحدّث عن وقوف مصر في جانب الشرعية الدولية، ثم إتمام الانسحاب من سيناء، ثم فصل تحت عنوان “السلام والسلام البارد”، وفي الفصل الأخير يتحدّث عن غزولبنان والذي تزامن مع استنادىئه وعودته إلى مصر بسبب تطوّر الأحداث في ذلك الوقت.

ويحكي “سعد مرتضى” عن البداية والتي كانت في 18 ديسمبر 1979 فيقول: “استنادىني الدكتور بطرس غالي للقاءة في مخطه، وما إذا جلست حتى سألني “ما رأيك في إسرائيل؟”، وارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة، وأضاف وكأنه يشجّعني على القبول: “إنك ستكون بذلك أول سفير لمصر في إسرائيل.. وستدخل التاريخ”، ولم أكن في حاجة للتشجيع على قبول المهمة، وربما لم يكن مما يهمني كثيراً حتى يذكر التاريخ اسمي… إنني تجاوز حتى فكرت في احتمال عرض هذا المنصب عليّ، لكنني عُدت فاستبعدت هذا الاحتمال؛ لاعتقادي حتى المهمة سيكلّف بها أحد ممن شارك في محادثات السلام أوعمل في شئون فلسطين.. لذلك فوجئت بالعرض، ومع ذلك فإن اقتناعي المسبق بفكرة السلام مع إسرائيل دفعني إلى قبول المنصب دون تردّد.

كان شرط اقتناع السفير “سعد مرتضى” بفكرة السلام مع إسرائيل مهمّاً؛ لكي يستطيع القبول بالمهمة الصعبة، فهوليس سفيراً كأي سفير، ولكنه سيتعامل مع شعب يتخيّله معظم العرب كوحوش آدمية ونظام سادي، ولكن “سعد مرتضى” كان يرى شيئاً آخر، فيُؤكّد عبر مذكراته وفي أكثر من موضع “أن المجتمع أوالشعب اليهودي بأسره يودّ حتى يعيش في سلام مع الدول العربية المحيطة به.. إنها ليست رغبة، بل هذه أمنيته التي يأمل حتى تتحقق ولوبعد سنين طويلة”.

ولقد كان وضع السفير المصري في بداية رحلته مميزاً جداً، فيُؤكّد أنه “كانت الحفاوة والترحيب غير عاديين”.. “لقد أمضيت سنوات طويلة في خدمة السلك الدبلوماسي المصري قبل سفري إلى إسرائيل، ولم أرَ خلالها مثل هذا الترحيب وتلك الحفاوة بأي إنسان آخر”.

وبهذا الترحيب بدأ في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي والذي شبّهه بالبوتقة التي انصهرت فيها الكثير من الحضارات والثقافات ورغم تأكيده بأن “الفوارق بين هذه الطوائف واضحة، سواء في ملامح الوجه الأوروبية أوالشرقية، أوفي طريقة المعيشة، وحتى في طريقة نطق اللغة العبرية”؛ فقد استطاعوا حتى يجتمعوا على كون إسرائيل دولة عبرية يهودية.

وفي الأيام الأولى عهد “مرتضى” حتى اليهود يشهجرون مع المسلمين في تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، وأدرك أيضا عندما سافر إلى إسرائيل “أن نحو20% فقط من اليهود هناك هم من يتمسكون بكل تعاليم الدين اليهودي، ولكن جميع اليهود من شعب إسرائيل يحترمون هذه التنطقيد، ويعتبرونها جزءاً من تراثهم وحضارتهم حتى إذا لم يتّبعوها بدقة”.

وعن صفات الشعب الإسرائيلي المميزة نطق: “إن شعب إسرائيل يتمتع بالنشاط والحيوية مع القدرة على التخيّل والابتكار، كما يتصف بالمرونة والتكيف السريع على الظروف الجديدة، ولا يلتزم المفكرون فيه بالنظريات والنصوص التي درسونها في الخط، بل يستخدمون عقولهم وخيالهم.

كما أنهم يطوّرون مراكزهم بسرعة، ويستفيدون من الأوراق الرابحة في أيديهم، ولا يقولون “لا” النهائية في البداية، ولكنهم يدفعون خصومهم إلى الرفض؛ لأنهم مفاوضون مهرة وعنيدون، ولا يعتمدون على الحق وحده، ولكنهم يستندون إلى الأمر الواقع والقوة.

كما حتى الوعي السياسي متقدم في إسرائيل، ويثق الإسرائيلي في إعلامه ومسئوليه؛ لأنهم عادة ما يتحدّثون بحرية وصراحة غير متوفرة في بعض دول المنطقة.. إنهم لا يُخفون الحقائق عن أنفسهم، ويسمّون الأمور بأسمائها الحقيقية، ويعترفون غالباً بالفشل وبخسائرهم العسكرية.

والإسرائيلي لا يسكت على وضع لا يعجبه دون حتى يفصح عن رأيه، كما أنهم يتمتعون بروح النادىبة والفكاهة، ويُطلقون النكات حتى على اليهود ورجال الدين اليهودي.

وللإنسان الإسرائيلي أحاسيسه ومشاعره وهويعبّر عنها في مختلف المناسبات، وقد دفعتنا خلافاتنا وحروبنا معهم وما سقط خلالها من مذابح إلى حتى نتصوّر حتى الإسرائيلي متحجّر القلب.

وأن الفرد الإسرائيلي لا يكتفي بحدثة “لا” ولا يقبلها بسهولة كإجابة لطلبه؛ إذ لا بد حتى يسأل عن السبب، وأن يناقش ويقدّم الحجج ويلحّ حتى يحصل على طلبه، إذا الإسرائيلي لا يعهد معنى “الباب المغلق”؛ فلكل باب طريقة خاصة لفتحه، وإلا فهناك أبواب أخرى يطرقها أويدور حولها دون يأس أوملل.

أما أسطورة “البخل اليهودي” فهي ليست سليمة على إطلاقها، فهناك الكريم والبخيل، ولكن الإسرائيلي عادة لا يبذّر المال، ولا ينفقه على المظاهر”.

كما تحدث الكتاب عن عرب إسرائيل، وكيف يقلّ مستوى معيشتهم عن اليهود ويعمل معظمهم بالزراعة، وعن اليهود والاحتفال بالأعياد والمحلات التجارية والمخطات والسينما والمسرح.

إلى غير ذلك يعتبر كتاب “مهمتي في إسرائيل” (من إصدارات دار الشروق) من الخط القليلة التي تطرّقت إلى تجربة الحياة في قلب إسرائيل، وتحتوي خبرة حقيقية بالمجتمع الإسرائيلي اتفقنا معها أم لا.

وضمت مذكرات مرتضى توضيح سبب قبوله هذه المهمة، وكيف عثر إسرائيل،يا ترى؟ وما الشخصيات الإسرائيلية التي التقاها،يا ترى؟ حيث ذكر حتى الشعب الإسرائيلي لا يعتمد على الحق وحده، ولكن يستند إلى الأمر الواقع والقوة، كما حتى الوعي السياسي يعد متقدما في إسرائيل، ويثق الإسرائيلي في إعلامه ومسؤوليه، ولا يخفون الحقائق عن أنفسهم، ويسمون الأمور بأسمائها الحقيقية، ويعترفون غالبا بالفشل وبخسائرهم العسكرية.


انظر أيضاً

  • قائمة سفراء مصر في إسرائيل
مناصب سياسية
سبقه
-
سفير مصر في إسرائيل
1980 - 1982
تبعه
محمد بسيوني


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:23:37
التصنيفات: سفراء مصر في إسرائيل, دبلوماسيون مصريون, بذرة أعلام مصرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

سياسي / رئيس البرلمان العربي يدين إحراق نسخ من المصحف الشريف بالدنمارك

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:29:07
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

توقيف 4 أشخاص يروجون الممنوعات في أحياء بلدية بني حواء

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:29:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

مارسيليا يعلن عن توصله إلى "اتفاق مبدئي" مع أنجيه لضم أوناحي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:27:11
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

عندما يكون العلقم «سكر»

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:26:35
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

مارسيليا يعلن عن توصله إلى "اتفاق مبدئي" مع أنجيه لضم أوناحي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:27:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

سياسي / استسلام عنصر من حركة الشباب الإرهابية إلى قوات الأمن الصومالية

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:29:08
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

عام / سمو أمير دولة قطر يصل إلى الرياض

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:29:05
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

توقف لب الأرض عن الدوران.. كيف سيؤثر على البشر؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-28 18:26:41
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية