أحمد باشا الخائن

عودة للموسوعة

أحمد باشا الخائن

أحمد باشا الخائن والي مصر العثماني تولى الولاية لمدة عام انتهى بقتله فيستة مارس 1524/930 هـ.

ولايته لمصر

ولاه الصدر الأعظم إبراهيم باشا الفرنجي ولاية مصر سنة 1524 بعد عزل مصطفى پاشا چوبان الذي بقي والياً على مصر لمدة عام واحد فقط.


أسباب توليته لمصر

ثمة سببٌ أدّى إلى تولي أحمد باشا ولاية مصر، فقد أسهم المذكور في الفتوحات العثمانية في أوروبا، خاصةً في البلقان، وطمِع في تولي منصب الصدارة العظمى بسبب السقم العضال الذي ألمّ بالصدر الأعظم بيري محمد باشا، فأعجزه عن الحركة وطلب إعفائه من الخدمة، وعيَن السلطان إبراهيم باشا مكانه، وكان أحمد باشا أقدم منه وكان يتسقط حتى يتولى هوالمنصب، غير حتى منافسه إبراهيم باشا نجح في الحصول على هذا المنصب رغٌم عدم كونه من وزراء الديوان ؛ ولكي يُبعِد أحمد باشا عن الآستانة، عيّنه والياً على مصر بعد موافقة السلطان تعزيةً له عن المنصب الأهم ـ الصدارة العظمى، ويبدوحتى هذا التعيين لم يمنع حالة العداء المستحكم بين الرجلين لفارق الأهمية بين منصبيهما.

تمرده على اسطنبول

بدأ بمطالبته بحقه في سلطنة مصر وإصراره على امتيازاته الملكية في ذكر اسمه في خطبة الجمعة وسك اسمه على العملة.وطلب من الإنكشارية التي تحصّنت في قلعة القاهرة بالانصياع له، فلما رفضت فرض عليها الحصار، وأمام قسوة الحصار اضطر هؤلاء من شق طريقهم عن طريق نفقٍ سري تحت الأرض داخل الحصن، فسقطت القلعة بيد أحمد باشا فيسبعة شباط (فبراير) 1524 م، ثم أعرب نفسه سلطاناً في الثاني عشر من الشهر نفسه، وذكر اسمه في الخطبة وعلى السكّة. وأمام تفاقم الأوضاع في مصر وتدهورها وخشية السلطة المركزية العثمانية من فقدان أبرز ولاياتها في الشرق الإسلامي عمدت إلى استخدام سلاح لا يقل خطورة عن السلاح الذي يُستخدم في المعارك الحربية؛ إذا لم يضاهه أهميةً ويفوقه وهوسلاح النادىية (أوما يُطلق عليه في أيامنا باسم حرب الشائعات). ويبدوحتى العثمانيين نجحوا في استخدامه إلى حدٍّ بعيد، حيث أشاع العثمانيون في القاهرة حتى أحمد باشا الذي تم تلقيبه بالخائن على علاقةٍ وطيدة بالصفويين الذين يحكمون في بلاد فارس ويعتنقون الممضى الشيعي، وأنه تحت إغراء ظهير الدين الأردبيلي تحوّل عن الممضى السّنّي، وأصبح من أتباع الشاه إسماعيل الصفوي. وكان ظهير الدين الأردبيلي قد استقر في إحدى المقاطعات العثمانية وتظاهر بولائه للممضى السُنّي وقد رأى الأردبيلي حتى من المناسب الكشف عن سرّه وماهيته وإظهار حقيقة أمره لكي يُحوّل أحمد باشا إلى اعتناق الممضى الشيعي، وليؤكّد بأن أملاك السنة قد أصبحت غنائم شرعية.

وكان من النتائج التي ترتبت على هذه النادىية انهيار قوة أحمد باشا بشكلٍ فُجائي وعلى نحوٍ دراماتيكي؛ إذ وقع انقلابٌ مضاد تم تخطيطه من جانب الأمير جانم الحمزاوي الذي نجح في فك أسره مع أحد المسئولين العثمانيين إضافةً لأحد الأعيان المماليك، فنصبا سنجقاً (رايةً) سلطانياً، وناديا من أطاع الله ورسوله والسلطان فليقف تحت هذا الصنجق، وتمكنا من جمع الكثير من الأهلين وفاجأوا أحمد باشا في 23 شباط (فبراير) 1524 م/930 هـ، وهوفي الحمّام. وبينما كانت قواتهم تشتبك مع مؤيديه نجح في الفرار من خلال الأسطح ولم يكن بعد قد أتمّ حلاقة رأسه.

القضاء على التمرد وإعدام أحمد باشا

تسارعت الأحداث فيما بعد بصورةٍ حثيثة وأوفدت الحكومة الجديدة التي تم تعيينها في القاهرة حملة صغيرة لإلقاء القبض على أحمد باشا، لكنها باءت بالفشل، مما اضطر الأمير جانم الحمزاوي لقيادة حملة عسكرية مؤلفة من ألف مقاتل مع تسعة مدافع للقاءة المتمردين. ويبدوحتى تلك الحملة ساعدها الحظ في النجاح بسبب الانشقاق الذي دبّ بين الجماعات العربية المنشقة المنافسة التي ترامى لمسامعها حتى نحوألف من الجند الإنكشارية قد نزلوا إلى الإسكندرية وأن إبراهيم باشا يقود حملة بنفسه للقاءته ، فحثّ كلاً من والد الشيخ عبد الدايم وأحد أبنائه، عبد الدايم عن التخلي عن أحمد باشا لكي يحفظوا أنفسهم من الدمار والقتل الذي سيلحقه بهم العثمانيون.وأمام إلحاح أقاربه اضطر الشيخ عبد الدايم للإذعان، فأخذت قوات أحمد باشا بالتلاشي تدريجياً، مما أدّى إلى إلقاء القبض عليه في أثناء القتال وبتر رأسه فيستة مارس 1524م/930 هـ، وحُملت رأسه إلى القاهرة وتم تعليقها على باب زويلة، وبعد فترة تم إرسالها إلى الآستانة ليتأكد السلطان من الإجهاز على تمرده، ويعتبر أحمد باشا الأول من عدة ولاة حمل لقب ثابت وبارز هوالخائن.

المراجع

  1. ^ الإسحاقي، المرجع السابق، والصفحة نفسها، ورافق، المرجع السابق، ص85-86، والشهابي، حيدر: تاريخ الأمير حيدر الشهابي. علّق على حواشيه: د. مارون رعد، أربعة أجزاء، ج3، دار نظير عبود، بيروت 1993، ص789.
  2. ^ حركات التمرد في مصر في بداية العهد العثماني (1517-1524 م) والنتائج المترتبة عليها د. أسامة محمد أبونحل
مناصب سياسية
سبقه
مصطفى پاشا چوبان
والي مصر العثماني
1523–1524
تبعه
قاسم پاشا گوزلجه
ألقاب ملكية
لقب حديث
أعرب الاستقلال
سلطان مصر
1523–1524
أخمد التمرد
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:26:02
التصنيفات: أشخاص أعدمتهم الدولة العثمانية بقطع الرأس, باشاوات, تاريخ الدولة العثمانية, عثمانيون, عثمانيون معدمون, معدمون بقطع الرأس, وفيات 1524, ولاة مصر العثمانيون, تمردات مصر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حرب غزة: "بنيامين نتنياهو لن يعتذر" - الفايناشال تايمز

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:07:43
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

مزراوي يتدرب بالكرة قبل يومين من مواجهة غلطة سراي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:07:07
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

"حوار طرشان" بين العرب والغرب بشأن القضية الفلسطينية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:08:20
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 86%

العراق: هجوم بطائرة مسيّرة يستهدف قاعدة عسكرية تضم قوات أمريكية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:08:12
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 100%

حرب غزة: كيف تغيرت لهجة اردوغان مع إسرائيل؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:07:41
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 99%

خروج 10 مستشفيات عن الخدمة في غزة بسبب القصف الإسرائيلي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:08:41
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 85%

سكان غزة يهرعون إلى مستشفى دير البلح للتعرف على جثامين أقاربهم

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:08:15
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 86%

قرغيزستان تنقل من سوريا 83 من نساء وأطفال مقاتلين جهاديين

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:08:23
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

جزر الكناري الإسبانية تشهد وصول أكثر من ألف مهاجر في يوم واحد

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-22 18:08:10
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 94%

تحميل تطبيق المنصة العربية