الحرب الإسبانية المغربية (1859)

عودة للموسوعة

الحرب الإسبانية المغربية (1859)

الحرب الاسبانية المغربية
Spanish-Moroccan War

تصويرماريانوفورتوني لمعركة تطوان، زيت على كانڤاس.
التاريخ 22 اكتوبر, 1859 - 26 أبريل, 1860
المسقط
شمال المغرب
النتيجة معاهدة طنجة: اعتراف المغرب بسيادة اسبانيا على سبتة ومليلة، التنازل عن سيدي إفني لإسبانيا، ودفع تعويضات حرب قدرها 100 مليون پزيتا إسپانية.
الخصوم
 المغرب  إسپانيا
القادة والزعماء
محمد الرابع من المغرب خوان پريم
ليوپولدواودونل
القوات
140000 35,000-40,000
الخسائر
6,000 قتلى وجرحى 4,000 قتلى وجرحى

الحرب الاسبانية المغربية سنة 1859، وتـُعهد باسم الحرب الافريقية في اسبانيا (بالاسپانية: La Guerra de África)، كانت حرباً من 1859-1860. وقد بدأت بصراع على حدود المستعمرة الاسبانية سبتة ودارت رحاها في شمال المغرب.

بعد النصر الاسباني في معركة تطوان، سعى المغرب للسلام.

خط أحمد بن خالد الناصري (ت. 1897) عن الحرب الإسبانية المغربية التي سقطت ما بين1859 ـ1860 قائلا: "وسقطة تطوان هذه هي التي أزالت حجاب الهيبة عن بلاد المغرب واستطال النصارى بها وانكسر المسلمون انكسارا لم يعهد لهم مثله وكثرت الحمايات ونشأ عن ذلك ضرر كبير". انضافت "حرب تطوان"، التي أضفى عليها الأسبان بسرعة طابع الحرب القارية La guerra de Africa ، للفجوة المفتوحة في المغرب سنة 1844 ـ 1845 إضافة إلى الالتزامات المفروضة على المغرب سنة 1856، لتشكل المنعطف الأكثر تأثيرا في تاريخ المغرب خلال القرن التاسع عشر.


أهداف أسبانيا من الحرب

كانت إسبانيا تعتقد بأن لها "حقوقا جغرافية تاريخية" وضعية خاصة بالمغرب بحكم ماضي وجودها بالأراضي الأفريقية. ففي سنة 1848، عمدت إلى احتلال الجزر الجعفرية الواقعة على مصب نهر ملوية بدون حتى تستعمل القوة. وقد شجعتها على القيام بذلك الفوزات التي حققتها فرنسا بالمنطقة وتزايد التأثير البريطاني، مما جعل طموحاتها قريبة من التحقيق فأخذت تتحين الفرصة السانحة للعب دور سياسي على الرقعة المغربية.

ولم تتأخر الفرصة المنتظرة من الظهور، إذ كانت الغارة التي شنتها قبائل أنجرة الريفية ضد الأسبان إثر قيامهم بإنشاء مترس حديث على الجهة الخارجية لسور مدينة سبتة في صيف 1859 كافية لاستغلالها كمبرر من أجل إعلان الحرب على المغرب. وقد مثلت هذه الحرب بالنسبة لرئيس المجلس الحربي، الجنرال أودونيل امتيازا آخر لمواصلة احتلال مزيد من الأراضي حتى يتم شغل الرأي العام الأسباني بقضية "حرب إفريقيا" وتحويل أنظاره عن المشاكل الاقتصادية العميقة التي كانت تتخبط فيها أسبانيا من قبيل المضاربات المالية وفضائح القصر التي كانت تهدد استقرار العرش.

معركة تطوان بريشة ديونيسيوفييروس ألڤاريز. زيت على كانڤاس، 1894.

شكلت وفاة السلطان مولاي عبد الرحمان بمكناس يوم 28 أغسطس 1859 ظروفا ملائمة إضافية لتمكين إسبانيا من مرادها. فبالاستناد على مبررات ودسائس معتادة، صعدت أسبانيا من وعيدها للمغرب. فقد ألحت على تسليم ثلة من أعيان قبيلة أنجرة، التي حملتها مسؤولية الهجوم الذي قامت به القبائل الريفية المحاذية لسبتة ضدا على إحداث المترس. وحرصا منه على تفادي أي صدام محتمل غير محمود العواقب، حاول السلطان الجديد سيدي محمد بن عبد الرحمان (1859 ـ 1873) وبمساعدة من إنجلترا اقتراح تقديم تعويضات مادية لأسبانيا وصلت إلى حد الاستعداد إلى إعادة رسم الحدود مع مدينة سبتة، والتي كانت إسبانيا تصر منذ مدة بعيدة حتى تلحق إليها الأراضي الواقعة بأعالي منطقة بليونيش. غير حتى حكومة مدريد رفضت ملتمس السلطان وأعربت الحرب على المغرب يوم 24 أكتوبر 1859، وقامت بإنزال حوالي 50.000 جندي بمدينة سبتة، وبدأت بقنبلة المراسي المغربية.


مراحل الحرب الرئيسة

كانت القوات المغربية تتكون من 5.600 مقاتل نظامي تحت رئاسة مولاي العباس أخ السلطان، وبجانبها انضم بعض المتطوعين الذين تم استنفارهم من قبائل معددة باسم الجهاد للقاءة الضغط العسكري الذي كثفت إسبانيا من حدته على المستويين البحري والقاري.

ففي بداية اللقاء بين الطرفين المتقاتلين، دارت الحرب على المغاربة بشكل دفع بالجنرال الإسباني إلى نهج أقسى الطرق القتالية من أجل تحقيق ما كان يعتبره قصاصا في حق منازليه. ومن جهة المغاربة، فقد راعهم هول النزال من جراء الكثرة العددية لعدوهم المتسلح بعتاد حربي لا قبل لهم به فتشتت ضمهم وبشكل سريع. وأمام العجز الصارخ عن توحيد الصفوف واستجماع قوتهم، لم تتمكن الجيوش المغربية من استغلال فرصة الإجهاد الذي نال من عدوهم ومن انتهاز العثرات اللوجيستيكية التي قابلتهم، ومن معاناتهم من المطر الذي عاق سيرهم، ومن انتشار سقم الكوليرا في صفوفهم. لقد تمكن جنود أودونيل من التقدم داخل التراب المغربي والزحف على مدينة تطوان وأجبروا مولاي العباس على التراجع واللجوء إلى المنطقة الجبلية الواقعة بين تطوان وطنجة.

الجنرال خوان پريم في معركة تطوان عام 1860

أمام الهلع والاضطراب العام الذي أعقب تشتت جيش الخليفة والجلاء السريع عن تطوان، عاش سكان هذه المدينة ليلة مرعبة (5 فبراير)، اتسمت بانتشار أعمال النهب بأحياء المدينة وملاحها. واستسلمت المدينة أمام تهديد الجنرال أودونيل يومستة فبراير1860، فدخلتها جيوشه. ولم يكن احتلالها إيذانا بنهاية الحرب، فقد فتح مولاي العباس قنوات للتفاوض ابتدأت أولاها يوم 11 فبراير 1860 وتوجت بلقاء مع أودونيل يوم 23 فبراير. غير حتى شروط الصلح القاسية التي كان هذا الأخير يسعى إلى إملائها على الطرف المغربي، قد أجبرت الخليفة على مواصلة القتال لحمل العدوعلى تليين مواقفه وبتر طريق طنجة أمامه. واندلعت مناوشات ضارية بين الطرفين يوم 23 مارس بـ Oued Ras، تمكن فيها الأسبان من التفوق نتيجة استعانتهم بالمدفعية. وتنازل الإسبانيون خلال المفاوضات الجديدة التي أعقبت هذه المعارك عن شرط تسليم تطوان، وذلك نتيجة الخسائر التي تكبدوها.


نتائج الهزيمة على المستوى الترابي والمالي

دفعت الإجراءات الأولية لاتفاقيات وقف إطلاق النار المسقطة يوم 25 مارس 1860 ومعاهدة الصلح التي أعقبتها يوم 26 أبريل 1860 المغرب إلى قبول أداء غرامة 100 مليون بسيطة لأسبانيا، وسمحت لهذه الأخيرة بتوسيع حدود نفوذها بسبتة ومنحها حق الصيد بالجنوب المغربي (سيدي إفني)، إضافة إلى التمتع بنفس الامتيازات التي منحت لبريطانيا سنة 1856. وقد اعترضت السلطان صعوبات حادة أثناء أداء الشطر الأول من الغرامة البالغ قدره 25 مليون بسيطة. ولأداء الشطر الثاني، كان عليه إحداث جبايات جديدة بجانب اللجوء إلى اقتراض مبلغعشرة مليون بسيطة من إنجلترا. قبل الأسبان الجلاء عن تطوان بموجب الاتفاق المعقود في أكتوبر سنة 1861، جاز لهم بتثبيت موظفين في بعض المواني المغربية لاقتطاع نسب معينة من العائدات الجمركية لفائدة حكومتهم.

حسب لغة الأرقام، وصل المبلغ المالي الذي التزم المغرب بأدائه إلى 119 مليون بسيطة. وقد تم أداؤه بالعملة المعدنية الخالصة من بتر المضى والفضة. وأحدثت هذه الغرامة " استنزافا قويا لم يخلف فقط خرابا للدولة، وإنما أحدث نزيفا دائما أضر بالاقتصاد المغربي، الذي كان يومها اقتصاداً ما قبل رأسماليا سمته ضعف الناتج القومي

الهامش

  • ويكيبيديا

المصادر

  • (World History at KMLA)
  • Moroccan War 1859-1860
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:30:00
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, Articles containing non-English-language text, حروب اسبانيا, حروب المغرب, غزوات, صراعات في 1859, تطوان, العلاقات الاسبانية المغربية, All stub articles, بذور معركة إسپانية, بذرة المغرب

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ميسي يرفض التجديد لباريس سان جيرمان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:27:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

ترامب يرد على ترشّح “بايدن” لولاية ثانية بكلمات حادّة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:27:01
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

380 مستفيدة من برنامج "التسريع الأكاديمي" في جامعة الأميرة نورة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:25:33
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

الصراع في السودان يشكل مخاطر ائتمانية على اقتصادات المنطقة 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:25:31
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

ميسي يرفض التجديد لباريس سان جيرمان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:27:50
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

محرز ضمن قائمة أفضل هدّافي العالم في 2023

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:25:38
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

عدد زبناء اتصالات المغرب يتجاوز 75 مليون حتى نهاية مارس 2023

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:27:59
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

كوستاريكا تدعم ترشيح المملكة لاستضافة إكسبو 2030

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:25:24
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

أمانة الشرقية توزع الورود على الموظفين ابتهاجا بعودتهم للعمل

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:25:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

بن عياد يقود الترجي التونسي للفوز في كلاسيكو تونس ضد النجم الساحلي

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:25:31
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

عدد زبناء اتصالات المغرب يتجاوز 75 مليون حتى نهاية مارس 2023

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:28:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

لا تفوتك.. 7 أنشطة ترفيهية مميزة في حديقة الملك عبد الله بالرياض

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-26 15:25:27
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية