هولدريخ زوينگلي

عودة للموسوعة

هولدريخ زوينگلي

هولدريخ زوينگلي في بورتريه زيتي سنة 1531 بريشة هانز آسپر; Kunstmuseum وينترثور.

هولدريخ زْوينگـْلي Huldrych (أوUlrich) Zwingli (و.1 يناير 1484 - 11 اكتوبر 1531) كان زعيماً للإصلاح في سويسرة. وُلد في زمن بزوغ الحس الوطني السويسري وتصاعد انتقاد نظام المرتزقة السويسريين, وقد التحق بجامعة ڤيينا وجامعة بازل, التي كانت مركزاً دراسياً للنزعة الإنسانية. وقد واصل دراساته بينما كان يعمل قساً في گلاروس ولاحقاً في أينسيدلن حيث تأثر بكتابات إرازموس.

في 1519, أصبح زوينگلي قساً في الدير الكبير (گروس مونستر) في زيورخ حيث بدأ الدعوة لإصلاح الكنيسة. وكان أول جدل عام يثيره في عام 1522, عندما هاجم طقس الصوم أثناء الأربعين يوماً Lent السابقة لعيد القيامة. وفي مطبوعاته, كشف فساد الكهنوت الكنسي, ونادى بزواج القساوسة, وهاجم استعمال الصور في أماكن العبادة. وفي 1525, قدَّم زوينگلي قداساً جديداً لتناول القربان المقدس ليستبدل الصلاة. واصطدم زوينگلي كذلك مع الجناح المتطرف من الإصلاح, وهم القائلون بتجديد التعميد Anabaptists, مما أدى إلى اضطهادهم.

انتشر الإصلاح إلى أماكن أخرى من الكونفدرالية السويسرية, إلا حتى بعض الكانتونات قاومت, مفطلة البقاء كاثوليكية. شكـَّل زوينگلي تحالفاً من الكانتونات الإصلاحية مما قسـَّم الكونفدرالية حسب الإنتماء الديني. وفي 1529, كادت الحرب حتى تنشب بين الجانبين إلا أنه تم تفاديها في آخر لحظة. وأثناء ذلك, وصلت مـُثـُل زوينگلي إلى مارتن لوثر وإصلاحيين آخرين. فتقابلوا في ندوة ماربورگ Marburg Colloquy وبالرغم من اتفاقهم على الكثير من نقاط العقيدة, إلا أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق على عقيدة طبيعة المسيح في القربان المقدس.

في 1531 قام تحالف زوينگلي بفرض حصار فاشل لحظر وصول الطعام إلى الكانتونات الكاثوليكية. تلك الكانتونات ردت بهجوم في لحظة لم تكن زيورخ مستعدة لصده. لقي زوينگلي مصرعه في المعركة عن عمر قدره 47 عاماً. ومازالت ذكراه باقية لليوم في الإعترافات والقداس والتعاليم الكنسية في الكنائس الإصلاحية حتى اليوم.

الخلفية: زمن مولده

خريطة الكونفدرالية السويسرية في 1515.

دعم نجاح المقاطعات السويسرية في صد الهجوم الذي قام به شارل الجسور (1477) اتحادها وأشعل جذوة اعتزازها بقوميتها، وشجعها على مقاومة المحاولة التي قام بها ماكسمليان لإخضاعها اسماً وعملاً للإمبراطورية الرومانية المقدسة، وثارت منازعات على تقسيم الغنائم عقب هزيمة بورگنديا، فدفعت بالمقاطعات إلى حافة الحرب الأهلية، إلا حتى فيلسوفاً ناسكاً بمجلس ستانز النيابي وهونيكولاوس فون ديرفلو- الأخ كلاوس في الذاكرة السويسرية- أقنعها بأن هجرن إلى السلام.

وانضمت مقاطعة إثر مقاطعة إلى الاتحاد، ليزداد قوة، فقبلت فيه فرايبورگ وسولوثورن عام 1481، وبازل وشافهاوزن عام 1501، وابنتسيل عام 1513، وغدا الاتحاد بعد حتى انضمت إليه ثلاث عشرة مقاطعة، تتحدث كلها باللهجات الألمانية- ما عدا فرايبورگ وبرن، فقد كان الحديث يدور فيهما بالفرنسية- جمهورية اتحادية: وكانت جميع مقاطعة تنظم شئونها الداخلية، أما علاقاتها الخارجية فكانت تحكمها سلطة تشريعية عامة. وكانت الهيئة التشريعية الوحيدة للمجلس النيابي الاتحادي تتكون من عدد مماثل من النواب عن جميع مقاطعة. ولم تكن الديمقراطية كاملة، فقد حرمت عدة مقاطعات من التصويت الأقليات من رعاياها، يضاف إلى هذا حتى سويسرا لم تكن نموذجاً يُحتذى في حب السلام.

ولقد انتهزت المقاطعات من 1500- 1512 فرصة تفكك وحدة إيطاليا، واستولت على بلينزونا ولوكارنوولوگانووبعض المناطق الأخرى جنوب الألب، واستمرت في تأجير خدمات الفرق السويسرية- بموافقتها- السلطات الأجنبية. ولكن الاتحاد تخلى عن التوسع الإقليمي بعد هزيمة حملة الحراب السويسرية في مسقطة مارينيانوMarignano (1515)، وتبنى سياسة تتسم بالحياد، ووجه فلاحيه الأقوياء وصناعه المهرة، وتجارة الكثيري الموارد إلى تنمية حضارة، تعد من أعظم الحضارات في التاريخ.

وكانت الكنيسة في سويسرة لينة العريكة وفاسدة، كما كانت في إيطاليا، وأسبغت الرعاية على فهماء الإنسانيات، الذين احتشدوا حول فروبن وأرازموس في بازل، ومنحتهم قسطاً وافراً من الحرية. وأصبح هذا نادىمة من نادىئم التسامح الخلقي، الذي ساد هذا العصر، فاستمتع القساوسة السويسريون بالحظايا(1). وكان أحد الأساقفة السويسريين يتقاضى من رجال الدين التابعين له أربعة جيلدرات عن جميع طفل يولد لهم، وجمع في عام واحد 1522 جيلدر من هذا المصدر(2). وشكا من حتى الكثيرين من القساوسة يقامرون، ويترددون على الحانات، ويثملون علناً(3)، دون حتى يدفعوا رسماً للأسقفية. وبدأت عدة مقاطعات، وبخاصة زيورخ، في الإشراف المدني على رجال الدين، وفرضت الضرائب على أملاك الأديرة. وزعم أسقف كونستانس حتى زيورخ بأسرها إقطاعية تابعة له، وطالب بخضوعها له وبضرائب العشور المفروضة عليها، ولكن البابوية كانت جد مرتبكة باتجاهات السياسة الإيطالية، فلم تستطع حتى تؤيد مزاعمه بالعمل. ولقد وافق البابا يوليوس الثاني في عام 1510 على حتى يدير مجلس المدينة في جنيف الأديرة، وأن يضع قواعد للأخلاق العامة في نطاق سلطته(4)، وذلك لقاء الحصول على بعض الفرق من جنيف. ومن ثم فإن روح الإصلاح الديني كانت قد تحقق في زيورخ وجنيف قبل ظهور أفكار لوثر بسبع سنوات، وهي سيادة السلطة الزمنية على السلطة الدينية وأصبح الطريق ممهداً أمام زونجلي وكالفن لوضع الأسس المتنوعة التي رأوا أنها تزيل هوة الخلاف بين الكنيسة والدولة.


زوينجلي

المنزل الذي وُلِد فيه زوينگلي في ڤيلدهاوز في كانتون سانت گالن الحاضر.

إن زيارة يقوم بها المرء إلى محل ميلاد هولدرايخ، أوأولريخ زوينجلى، لتوحى له بالقاعدة غير المضطردة التي تمضى إلى حتى العظماء من الرجال إنما يولدون في بيوت متواضعة. ولقد استهل أعظم المصلحين الدينيين العقلانيين، الذين جانبهم التوفيق حياته (أول يناير عام 1484) في كوخ صغير بقرية فيلد هاوس، التي تربض في وادٍ جبلي على بعد خمسين ميلاً جنوب شرقي زيورخ في مقاطعة سانت-جولد الحالية، سقف جملوني منخفض، وجدران من ألواح ثقيلة، ونوافذ مقسمة إلى مربعات، وأرضيات مكونة من ألواح مصمتة ضخمة، وسقوف واطئة، وحجرات مظلمة، ودرجات تحدث صريراً، وأسرّة متينة من خشب البلوط، ومنضدة وكرسي ورف للخط؛ وهذا البيت التاريخي يشير على بيئة كان الانتخاب الطبيعي فيها يتم بصورة صارمة، أما الانتخاب الخارق للطبيعة فقد كان يظهر أملاً لا غنى عنه، وكان والد أولريخ كبير القضاة في هذه القرية الصغيرة المغمورة أما أمه فكانت شقيقة قس معتزة بنفسها. وكان الابن الثالث من بين ثمانية أبناء يتنافسون على الظفر بإعجاب شقيقتين، ويبدوأنه قد قدر عليه حتىقد يكون قساً منذ نعومة أظفاره. وأسهم عمه، وهونائب الأسقف في كنيسة قرب فيزين، في تعليمه مع والديه، وكان له الفضل في حتىقد يكون زونجلى نزعة إنسانية اتساع أفق، تميز بها بوضوح عن لوثر وكالفن. وعندما بلغ الصبي العاشرة من عمره أوفد إلى مدرسة لاتينية في باويل، وفي الرابعة عشرة ولج كلية في برن يرأسها أحد الأهلين من أنصار الكلاسية المبرزين. ودرس من السادسة عشرة إلى الثامنة عشرة في جامعة فيينا، في الفترة التي ازدهرت فيها الدراسات الإنسانية، في عهد كونراد سيلتس. وكان يسري عن نفسه ما يلاقيه من عناء بالعزف على العود والقيثار والكمان والناي والسنطير. وفي الثامنة عشرة من عمره عاد إلى بازيل، ودرس اللاهوت على يد توماس فيتنباخ، الذي هاجم قبل الأوان عام 1508 صكوك الغفران وعزوبة رجال الدين والقداس. وحصل زونجلى على درجة الماجستير، وهوفي الثانية والعشرين من عمره، (1506) ورُسم قساً، واحتفل بإقامة أول قداس له في فيلدهاوس وسط الأقارب المبتهجين، واقتنى بمبلغ مائة جيلدر جمعت له وظيفة راعي أبرشية(5) في جلاروس على بعد عشرين ميلاً.

وهناك تابع دراساته في الوقت الذي كان يؤدي فيه واجباته بغيرة وحماسة، وتفهم اليونانية ليقرأ العهد الجديد بلغته الأصلية، وقرأ بحماسة مؤلفات هوميروس وبندار وديموكريتوس وبلوتارك وشيشرون وقيصر وليفي وسينيكا وبلني الأصغر وتاسيتوس، وخط تعليقاً على مؤلف لوسيان الشكاك الفكه، وتبادل الرسائل مع بيكوديلا ميراندولا وإرازموس. ووصف أرازموس بأنه "أعظم فيلسوف وعالم باللاهوت"، وزاره موقراً إياه (1515)، وكان يقرأ له جميع ليلة قبل حتى ينام. وقد درج، مثل أرازموس، على حتى يسلق بلسان لاذع فساد رجال الدين، وأن يسخر بفطرته من التطرف في العقيدة، وأن يرفض بشدة الرأي القائل بأن قدامى الفلاسفة والشعراء يصلون نار جهنم: "وأقسم أنه يؤثر حتى يشاطر سقراط أوسينيكا حظه المقدور ولا يتلقى الأنعام من البابا"(6). ولم يسمح لعهود الكهنوتية بأن تحرمه من ملذات الجسد، فكانت له علاقات مع نساء مترخصات، وظل منغمساً في ملذاته هذه حتى تزوج في عام 1514.

الدير الكبير (گروسمونستر Grossmünster) في قلب المدينة القروسطية زيورخ (موررپلان Murerplan, عام 1576)

ولم تعبأ بأفعاله جموع المصلين عنده، وظل البابوات يدفعون له حتى عام 1520 معاشاً قدره خمسون فلورين، نظير تأييده لهم ضد الحزب المناصر للفرنسيين في جلاروس. واصطحب من عام 1513 إلى عام 1515 فرقة الجنود المرتزقة السويسرية في جلاروس إلى إيطاليا، بصفته واعظاً لها، وبذل أقصى ما في وسعه لكي يحمل الجنود على الحفاظ على ولائهم للقضية البابوية، إلا حتى صلته بالحرب في المعارك التي دارت في نافاروومارينيانو، جعلته يعارض بشدة أي تدبير لبيع شجاعة الجنود السويسريين للحكومات الأجنبية.

وفي عام 1516 فاز الحزب الفرنسي في جلاروس، وأصبحت له اليد الطولى فانتقل زونجلى إلى أبرشية في أينسيدلن بمقاطعة شفيتز، وهنا اصطبغت عظته بصبغة بروتستانتية حتى قبل قيام ثورة لوثر، ونادى عام 1517 باعتناق دين يعتمد على الكتاب المقدس فحسب وأبلغ كبير الأساقفة الكاردينال ماتهويس شينر حتى في الكتاب المقدس إجازة ضعيفة للبابوية، ولقد هاجم في أغسطس عام 1518 مساوئ بيع صكوك الغفران، وحرض رهبان البندكتيين على حتى يحملوا من المزار الذي أقاموه للعذراء، والذي يعود عليهم بالربح الوفير، نقشاً يعدون فيه الحجاج بـ "الغفران الكامل لجميع الخطايا التي اقترفوها واعفائهم من العقاب أيضاً"(7). وعاد بعض الحجاج من زيورخ إلى قساوستهم برواية حماسية عن وعظه. وفي العاشر من ديسمبر عام 1518 قبل الدعوة لتنصيبه "قساً" أو"قسيساً للشعب" في جروسمنستر أوالكنيسة الكبرى في زيورخ أعظم المُدن السويسرية جرأة، وكان في ذلك الوقت يقترب من النضج في الروح المعنوية والتعقل. وقام بإلقاء سلسلة من العظات فسر فيها، من النص اليوناني، العهد الجديد بأسره ما عدا سفر الرؤيا، الذي لم يكن يحبه، وكان يطوي بين جوانبه شيئاً من الصوفية، التي أسهمت في تكوين لوثر. وليس لدينا صورة شخصية له، أخذت إبان حياته، ولكن معاصريه وصفوه بأنه رجل وسيم أصهب صريح النسب، له صوت شجي، يستولي على ألباب جموع المصلين في كنيسته، ولم يكن يضارع لوثر في الفصاحة أوالتفسير، ومع ذلك فإن عظاته كانت مقنعة، لما تتسم به من صدق وصفاء، وسرعان ما استجابت زيورخ بأسرها لتأثيره. وأيده رؤساءه من رجال الدين عندما استأنف حملته ضد بيع صكوك الغفران. وقد اجتاز في أغسطس عام 1518 برنهاردن سمسون الراهب الفرنسكاني من ميلان (Bernhardin Samson) مضيق سانت جوتار، وأصبح تيتزل سويسرا. وقدم صك غفران من البابا ليوإلى الأغنياء على ورق الورشمان نظير ريال، وإلى الفقراء، وقابل بضع بنسات، وبتلويحة من يده أعفى جميع الأرواح التي هلكت في برن من عذاب المطهر. واحتج زونجلى، وظاهره في هذا الاحتجاج أسقف كونستانس، ولما كان ليوالعاشر على فهم بشيء من الأحداث الجارية في ألمانيا، فقد استدعى رسوله المتلاف. وفي عام 1519 انتشر وباء الطاعون في زيورخ، وقضى على ثلث السكان في خلال نصف عام. ولازم زونجلى مقره، وواصل العمل ليلاً ونهاراً في العناية بالسقمى، وأصيب هونفسه بعدوى السقم، واشرف على الهلاك، وما حتى عوفي حتى غدا أعظم شخصية في زيورخ، تحظى بالشعبية، وبعثت إليه بالتهاني بعض الشخصيات المرموقة، التي تقيم بعيداً عنه، من أمثال بيركهايمر وديرر. ونصب عام 1521 كبيراً للقساوسة في جروسمنستر، وأصبح وقتذاك من القوة بحيث استطاع حتى ينادي في سويسرة بالإصلاح الديني.

إصلاح زوينگلى الديني

A rendition of Huldrych Zwingli from the 1906 edition of the Meyers Konversations-Lexikon

ولقد تغيرت شخصية راعي الأبرشية في كنيسته، دون وعي منه تقريباً، وإن كان هذا التغيير نتيجة طبيعية لم تلقاه من تعليم غير عادي... كانت الموعظة قبله هينة الشأن، ويكاد القداس والقربان المقدس حتى يستغرقا معظم الخدمة الدينية، وقد جعل زونجلى الموعظة المسيطرة في إقامة الشعائر الدينية، وأصبح مفهماً لا يقل براعة عنه واعظاً، وحدثا ازدادت ثقته اشتد إقناعه بأن المسيحية يجب حتى تعود إلى بساطتها الأولى في النظام والعبادة. ولقد استفزته ثورة لوثر ورسائله ورسالة هس "عن الكنيسة"، فما حتى حال عام 1520 حتى كان يهاجم علناً الرهبانية والمطهر والتوسل بالقديسين، وبرهم أكثر من هذا على حتى دفع ضرائب العشور للكنيسة يجب حتىقد يكون بمحض الاختيار، كما اتى في الكتاب المقدس. ورجاه الأسقف الذي يتبعه حتى يسحب هذه العبارة، ولكنه أصر عليها وأيده مجلس المقاطعة، بأن أصدر أمراً لكل القساوسة المعينين في نطاق اختصاصه، حتى تقتصر عظاتهم على ما وجدوه في الكتاب المقدس. وفي عام 1521 أقنع زونجلى المجلس بمنع تطوع الجنود السويسريين في صفوف الفرنسيين، وبعد مرور عام امتد الحظر حتى ضم جميع الدول الأجنبية، وعندما استمر الكاردينال شينر في تجنيد الفرق السويسرية للبابا، أوضح زونجلى لجمهور المصلين عنده حتى الكاردينال كان لا يرتدي قبعة حمراء دون داعي لأنها "إذا عصرت لرأيت دم أقرب الأقربين يقطر من ثناياها"(8). ولما لم يجد في العهد نصاً يحرم اللحم في الصوم الكبير، فقد جاز لرعايا أبرشيته بأن يتجاهلوا أوامر الكنيسة الخاصة بهذا الصوم الكبير. واحتج أسقف كونستانس، فرد عليه زونجلى في كتاب عنوانه (بداية ونهاية) تنبأ فيه بثورة عالمية ضد الكنيسة ونصح البطارقة بأن يقلدوا قيصر وأن يطووا حولهم أرديتهم، ويموتوا في جلال ووقار. والتمس، هووعشرة من القساوسة الآخرين، من الأسقف حتى يضع حداً لفجور رجال الدين، وذلك بأن يسمح بزواج رجال الكهنوت (1522). وكان في إبان ذلك العهد يحتفظ بسيدة تنادى أنا راينهارد بصفة عشيقة أوزوجة له في الخفاء. وتزوجها علناً عام 1524 قبل زواج لوثر من كاترين فون بورا بعام.

وقد تجاوز هذا الانفصام النهائي من الكنيسة جدلان ذكرا الناس بمناظرة لوثر وإيك في ليبزج، وكانت لهما أصداء بعيدة في جدل أنصار الفلسفة الكلامية في جامعات العصور الوسطى.

نقش بارز لزوينگلي يخطب من على المنبر, اوتومونش, 1935

ولما كانت سويسرة جمهورية نصف ديمقراطية فلم يروعها رأي زونجلى. الذي يمضى إلى حتى الخلافات بين آرائه وآراء خصومه المحافظين يجب حتى تلقى إذناً صاغية غير متحيزة، وأخذ مجلس زيورخ الكبير على عاتقه باغتباط مهمة الحكم على رجال الدين، فنادى الأساقفة حتى يرسلوا ممثلين لهم فحضروا بكامل أهبتهم واحتشد منهم نحوستمائة في قاعة المدينة، للاشتراك في الجدل المثير (25 يناير سنة 1523).

وعرض زوينجلى سبعة وستين بنداً يدافع عنها: 1- يخطئ جميع مَن يقول حتى الإنجيل لا يساوي شيئاً، إذا لم ترض عنه الكنيسة. 15- يتضمن الإنجيل الحقيقة بأكملها في وضوح وجلاء... 17- المسيح هوالكاهن الأعظم الخالد الوحيد، والذين يزعمون أنهم كهنة عظام، إنما يعارضون في الحقيقة شرف المسيح وجلاله. 18- حتى المسيح الذي ضحى بنفسه يوماً فوق الصليب، قد قام بالتضحية الكافية والدائمة للتكفير عن خطايا جميع المؤمنين، ومن ثم فإن القداس ليس تضحية، وإنما هوتذكرة للتضحية الوحيدة على الصليب... 24- المسيحيون غير مكلفين بأية أعمال لم يأمر بها المسيح، ويمكنهم حتى يأكلوا في جميع الأوقات جميع أنواع الطعام... 28- جميع ما يبيحه الله ولم يحرمه حلال. ومن ثم فإن الزواج مباح لكل الناس. 34- لا أساس للسلطة الروحية التي يطلق عليها اسم (الكنيسة) في الخط المقدسة وفي تعاليم المسيح. 35- إلا حتى السلطة الزمنية تؤيدها تعاليم المسيح وسنته (إصحاح لوقا 2-5 وإصحاح متّى 22،21)... 49- لا أعهد فرية أعظم تحريم الزواج الشرعي على القساوسة، بينما يباح لهم اتخاذ حظايا على شريطة دفع غرامة. ياللعار!. 57- إذا الكناس المقدس لا يعهد شيئاً عن المطهر... 66- على جميع الرؤساء الروحيين حتى يبادروا بالتوبة، وأن ينصبوا صليب المسيح وحده وإلا هلكوا. إذا البلطة موضوعة على الجذر(9).

ورفض جوهان فاير - الأسقف العام لأبرشية كونستانس هذه الآراء تفصيلاً، وطالب بأن تطرح أمام جامعات كبير أوأمام مجلس عام للكنيسة، ورأى زونجلى حتى هذا لا ضرورة له. فبعد حتى أصبح العهد الجديد وقتذاك في متناول الناس باللغات الدارجة، صار في وسع الجميع حتى يحصلوا على حدثة الله ليحكموا على هذه الآراء وهذا يكفي... ووافق المجلس وأعرب حتى زونجلى بريء من الهرطقة، وأمر جميع رجال الكهنوت في زيوريخ بأن تكون عظاتهم مقصورة على ما يجدون له سنداً في الكتاب المقدس، وهنا تولت الدولة أمر الكنيسة كما وقع بألمانيا في عهد لوثر.

وقبل معظم القساوسة - بعد حتى ضمنت لهم الدولة الآن رواتبهم - أمر المجلس. وتزوج الكثيرون منهم وتعمدوا باللغة الدارجة وأغفلوا أمر القداس وتخلوا عن تقديس الصور. وبدأت عصبة من المتحمسين في إتلاف الصور والتماثيل بلا تمييز في كنائس زيوريخ. وانزعج زونجلى من انتشار العنف على هذا النحوفرتب مناظرة أخرى (26 أكتوبر سنة 1523) حضرها 550 من عامة الناس و350 من رجال الكهنوت. وتمخضت عن أمر صدر من المجلس يقضي بأن تتولى لجنة من أعضائها زونجلى، إعداد كتيب يتضمن تعليمات، توضح العقيدة للناس، وأن يتوقف في غضون ذلك العنف بجميع صوره. وألف زونجلى بسرعة "مقدمة قصيرة في المسيحية" أوفدت لجميع رجال الدين في المقاطعة.

واحتجت السلطة الكهنوتية الكاثوليكية، وأيدها في الاحتجاج المجلس النيابي للاتحاد الذي اجتمع في لوسون (26 يناير سنة 1524)، في الوقت نفسه تعهد بالقيام بإصلاح كهنوتي، غير حتى مجلس المدينة تجاهل هذه الاحتجاجات.

وصاغ زونجلى عقيدته بتوسع في رسالتين باللاتينية: "الدين الحقيقي والزائف (De vera et false religione) (1925) (Ratio fidei) (1530) وقبل لاهوت - الكنيسة الأساسي - إله ثلاثي التوحد، وهبوط آدم وحواء من الجنة، وتجسد الأقنوم الثاني، وولادة العذراء والتكفير، ولكنه فسر "الخطيئة الأصلية" لا بأنها لوثة إثم ورثناه من "آبائنا الأوائل" ولكن بأنها نزعة غير اجتماعية، تكمن في طبيعة الإنسان(10). وقد اتفق في الرأي مع لوثر بأن الإنسان لن يستطيع أبداً حتى يحصل على الخلاص بالأعمال الصالحات، بل يجب حتى يؤمن بالقدرة التكفيرية لموت المسيح المقترن بالتضحية. واتفق في الرأي أيضاً مع لوثر وكالفن في موضوع القدر: جميع حادث وبالتالي المصير الأزلي لكل فرد قدره الله، ولابد حتى ينفذ كما قدر سبحانه، ولكن الله لم يقدر اللعنة الأبدية إلا على الذين أعرضوا عن آيات الإنجيل، التي بسطت عليهم، وكل طفل (من أبوين مسيحيين) يموت، وهوطفل، يخط له الخلاص، حتى ولولم يعمد، لأنه أصغر من حتى يرتكب خطيئة. وجهنم حق، أما المطهر فهو"خرافة... مهنة مربحة لمن ابتدعوه"(11) وليس في الكتاب المقدس إشارة عنه، أما القرابين المقدسة فإنها ليست وسائل معجزة بل رموزاً نافعة لرحمة الله. والاعتراف السري لا ضرورة له، وليس في وسع قسيس حتى يغفر لأحد - خطيئته - فالله وحده هوالغفور، وإن كان من المفيد غالباً حتى نسر بمتاعبنا إلى قسيس(12)، وليس العشاء الرباني، أكلاً عملياً لجسد المسيح، ولكنه رمز لاتحاد الروح بالرب والفرد بالجماعة المسيحية.

وحافظ زونجلى على القربان المقدس باعتباره جزءاً من الصلاة التي يقرها الإصلاح الديني، وناول القربان بالخبز والنبيذ معاً، ولكنه لم يناوله إلا أربع مرات في العام. وفي ذلك الاحتفال العرضي أبقى على جانب كبير من القداس، وإن أخذ جمهور المصلين والقس يتلونه باللغة الألمانية في سويسرة. أما في باقي السنة فقد كان يستبدل القداس بالعظة الدينية. وأصبح سلطان الشعيرة على الحواس والتصور تابعاً لتأثير محاورة العقل. وهومقامرة تتسم بالتهور على الذكاء الشعبي وقدرة الأفكار على الثبات، ولما كان من الضروري حتى يستبدل بكنيسة معصومة من الخطأ إنجيلاً لا تشوبه شائبة ليكون نبراساً للعقيدة والسلوك، فإن الترجمة الألمانية للعهد الجديد التي قام بها لوثر، أعدت باللهجة الألمانية في سويسرة، وعهد إلى هيئة من الفهماء ورجال الدين برئاسة قداسة ليوجود إعداد نسخة بالألمانية من الكتاب المقدس بأسره، وقد نشر هذه النسخة كريستيان فروشاوا عام 1534 في زيوريخ، قبل حتى تظهر نسخة لوثر - وهي خير منها - بأربع سنوات.

وفي امتثال صادق للوصية الثانية، ودلالة على عودة المسيحية البروتستانتية إلى تنطقيدها اليهودية الأولى، أمر مجلس مدينة زيوريخ بحمل جميع الصور الدينية ومخالفات القديسين وزينات من كنائس المدينة، بل إذا آلات الأرغن أبعدت عنها، وهجر الصحن الداخلي الفسيح لكنيسة جروسمنستر عاطلاً كئيب المنظر، كما هواليوم. وحقاً حتى بعض الصور كان سخيفاً بصورة لا يقبلها العقل، وبعضها كان مهيباً للاستسلام للخرافة والوهم بحيث يستحق الإتلاف، إلا حتى جانباً منها كان جميلاً، إلى حد دفع هينريخ بولينجر خلف زوينجلى إلى حتى يحزن لفقدها. وكان لزوينجلى نفسه موقف متسامح من التماثيل التي لا تعبد باعتبارها أصناماً خارقة الصنع(13)، ولكنه صفح عن عملية التقويض باعتبارها زجراً لعبادة الأصنام(14)، وسمح للكنائس القروية في المقاطعة بأن تحتفظ بتماثيلها، إذا كانت هذه رغبة غالبية جموع المصلين. واحتفظ الكثالكة ببعض الحقوق المدنية ولكنهم لم يقبلوا في الوظائف العامة وعوقب جميع مَن يحضر القداس بغرامة، وحرم(15) مبدأ أكل السمك بدل من اللحوم يوم الجمعة. وأغلقت أديرة الرهبان والراهبات (باستثناء دير واحد) أوغيرت إلى مستشفيات أومدارس، وبرزت الرهبان والراهبات من الدير لعقد زقابلم، وألغيت أعياد القديسين، واختفت طقوس الحج والماء المقدس والقداسات التي كانت تقام للموتى.


الإصلاح يتقدم في زيورخ (1524-1525)

Above the entrance to the Grossmünster, it is written, "In this House of God, Huldrych Zwingli's Reformation took its start."

وعلى الرغم من حتى جميع هذه التغييرات لم تتم حتى عام 1524 فإن الإصلاح الديني حتى ذلك الوقت، كان قد بلغ درجة من الرقي في عهد زونجلى وفي زيورخ، تفوق ما بلغه في عهد لوثر وفي فيتنبرج، وكان لوثر وقتذاك راهباً أعزب لا يزال يردد القداس.

وشكلت زيورخ مجلساً خاصاً، في نوفمبر عام 1524، يتكون من ستة أعضاء لإعداد الاتفاقات اللازمة لفض المشاكل العاجلة أوالدقيقة، التي كانت تعاني منها الحكومة، وتم بين زوينجلى وهذا المجلس نوع من التفاهم، اتخذ شكلاً ما، إذ سلم له بتنظيم جميع الشئون الخاصة برجال الدين والفهمانيين على السواء. وكان المجلس في جميع من المجالين يتبع قيادته. وأصبحت الكنيسة والدولة في زيورخ منظمة واحدة، على رأسها زونجلى بصفة غير رسمية، وفيها ارتضى الإنجيل (كما هوالحال بالنسبة للقرآن في الإسلام) المصدر الأول والحكم الأخير للشريعة. وتحقق في زونجلى، كما تحقق في كالفن فيما بعد، المثل الأعلى للنبي الذي يرشد الدولة، كما تصوره العهد القديم. وما حتى حقق زونجلى هذا النجاح التام والسريع في زيورخ حتى قلب عيناً متسائلة في المقاطعات التي تدين بالكاثوليكية، وتساءل ألا يمكن كسب سويسرة بأسرها لصف الشكل الجديد للعقيدة القديمة.


الإصلاح في الكونفدرالية (1526-1528)

Statue of Zwingli in front of the Wasserkirche in Zürich

ولقد مزق الإصلاح الديني "الاتحاد" ويبدوأنه قدر له حتى يقضى عليه. وآثرت برن وبازل وشافهاوزن وآبنتسل والجريزونيون حتى تناصر زيورخ، أما باقي المقاطعات فقد ناصبها العداء. وكونت خمس مقاطعات - وهي لوسرن وأورى وشيفتيز وأونترفالدن وتسوج - حلفاً كاثوليكياً لقمع جميع الحركات الهسية واللوثرية والزونجلية (1524)، وحث الأرشيدوق فرديناند النمساوي جميع الولايات الكاثوليكية على حتى تقوم بعمل موحد، ووعدها بتقديم المساعدة. وليس من شك في أنه كان يطمح في حتى يستعيد سلطات آل هامبسبورج في سويسرة. وفي السادس عشر من يوليووافقت جميع المقاطعات باستثناء شافهاوزن على إقصاء زيورخ من المجالس النيابية الاتحادية في المستقبل. وردت زيورخ وزونجلى على هذا بإرسال مبشرين إلى مقاطعة ثورجاوي لإعلان الإصلاح الديني. وقبض على واحد من هؤلاء، إلا حتى بعض الأصدقاء أنقذوه، وساروا في حشد هائج نهب ديراً وأحرقه، وحطم التماثيل في عدة كنائس (يوليو1524)، وأعدم ثلاثة من الزعماء، وثارت روح عسكرية بين الطرفين. وروّع أرازموس، وهاله الظهور في بازيل خشية حتى يرى متعبدين أتقياء يثورون بعد سماع وعظهم ويخرجون من الكنيسة "كرجال تملكتهم جنة، يرتسم الغضب والهياج على أساريرهم... كمحاربين يسيرون وراء قائدهم للقيام بهجوم قوي"(16). وهدد ست مقاطعات بأن تهجر الاتحاد إذا لم يسقط العقاب على زيورخ.

وأشار زوينجلى، وقد أعجبه القيام بدوره الجديد كقائد حربي على زيورخ بأن تزيد من عدد جيشها وطاقة دار صناعة أسلحتها، وأن تنشد التحالف مع فرنسا، وأن تشعل ناراً وراء فرديناند بالتحريض على الثورة في التيرول وبعد تورجاووسان-جال بمنحهما أملاك الأديرة لقاء تأييدهما لها. وعرض على الحلف الكاثوليكي السلام بثلاث شروط:

أن يسلم لزيورخ دير سان-جال الشهير وأن يتخلى عن الحلف النمساوي وأن يسلم إلى زيورخ توماس مورنر الهاتى اللوسرني، الذي طالما وجه نقداً لاذعاً في كتاباته للمصلحين الدينيين. وسخر الحلف من هذه الشروط، فأمرت زيورخ ممثليها في سان-جال بالاستيلاء على الدير فأطاعوا (28 يناير 1529) وخفت حدة التوتر في فبراير إثر أحداث في بازل.

كان زعيم البروتستانت في "أثينا سويسرة" هوجوهانس هاوسشاين، الذي أسبغ على اسمه صفة الهلينية، ومعناه مصباح البيت، وأطلق على نفسه اسم أويكولامباديوس. وقد نظم الشعر باللاتينية، وهوفي الثانية عشرة من عمره، وسرعان ما أتقن اللغة اليونانية فيما بعد، وكان لا يفوقه في إتقان اللغة العبرية إلا رويخلين، وذاع صيته كمصلح ديني وأخلاقي رقيق العاطفة في جميع شيء إلا الدين، وذلك من فوق منبره في كنيسة سانت مارتن، وفي كرسي الأستاذية للاهوت في الجامعة. وما حتى حل عام 1521 حتى كان يهاجم مساوئ كرسي الاعتراف وعقيدة التجسد وعبادة العذراء. وحياة لوثر عام 1523، وتبنى عام 1525 برنامج زونجلى الذي يضم اضطهاد اللامعمدانيين، ولكنه رفض التسليم بالقدر وفهم الناس حتى "خلاصنا يأتي من الله أما هلاكنا فمن أنفسنا"(17). وعندما أعرب مجلس مدينة بازيل، وقد رجحت فيه وقتذاك كفة البروتستانت، حرية العبادة (1528) احتج أويكولامبادموس وطالب بتحريم القداس.

واجتمع فيثمانية فبراير عام 1529 ثمانمائة رجل في كنيسة الفرانسسكان وبعثوا بطلب إلى المجلس التمسوا فيه ضرورة تحريم القداس وعزل جميع الكثالكة من مناصبهم وبسريان دستور أكثر ديمقراطية، وتشاور المجلس في الأمر، وفي اليوم الثاني أقبل مقدموالالتماس إلى السوق، وهم مدججون بالسلاح، وعندما حل الظهر ولم يصل المجلس بعد إلى قرار تحرك الحشد نحوالكنائس بالمطارق. وحطموا جميع التماثيل الدينية التي وجدوها(18). ووصف أرازموس الواقعة في خطاب له بعث به إلى بيركهايمر:

لقد حمل الحدادون والعمال جميع الصور من الكنائس، وانهالوا بالشتائم على تماثيل القديسين والصليب نفسه. بصورة تدعوا إلى الدهشة، لعدم حدوث معجزة، بعد حتى رأينا كيف من الممكن أن اعتاد الناس الكثير منها دائماً عندما يساء إلى القديسين أدنى إساءة. أنهم لم يبقوا على تمثال واحد في الكنائس أوفي الدهاليز أوفي الأروقة أوفي الأديرة. وطمست الصور الجدارية بوساطة تغطيها بطبقة من الجير، وألقي في النار بكل ما يمكن حرقه ودق الباقي حتى استحال إلى شظايا. ولم يستبق شيء بدافع الحب أوالمال(19). وتلقف المجلس التلميح وسوط بإلغاء القداس إلغاء كاملاً، وغادر بازيل أرازموس وبياتوس رينانوس وكل الأساتذة في الجامعة تقريباً. وعاش أويكولمباديوس المظفر حتى شهد اندلاع نيران الثورة، ولكنه لم يعمر إلا سنتين، إذ سرعان ما توفي بعد وفاة زونجلى.

وفي مايوعام 1529 أحرق على الخازوق مبشر بروتستانتي من زيورخ، حاول حتى يقدم عظاته في مدينة شفيتر. وأقنع زوينجلى مجلس مدينة زيورخ بإعلان الحرب، ورسم خطة الحملة، وقاد بنفسه فرق المقاطعة. وأوقفهم رجل يدعى لانديمان أيبلي الجلاروسي في كابيل، التي تقع على بعد عشرة أميال جنوبي زيورخ، وتوسل إليهم حتى يمنحوه، على سبيل الهدنة، ساعة يتفاوض فيها مع الحلف. وساور زوينجلى الشك في حتى الأمر ينطوي على خيانة، وآثر حتى يتقدم بجيشه فوراً إلا حتى حلفاءه من أهل بيرن تغلبوا عليه هم وجنوده الذين تآخوا بالعمل مع جنود العدوعبر الحدود الفاصلة بين المقاطعتين وبين اللاهوتيين، واستمرت المفاوضات ستة عشر يوماً وأخيراً رجحت كفة التعقل بين السويسريين، وسقطت اتفاقية كابيل الأولى للسلام (24 يونية 1529) وكانت شروط الاتفاقية فوزاً لزونجلى، إذ وافقت المقاطعات بموجبها على دفع تعويض لزيورخ، وإنهاء تحالفها مع النمسا، وحظر مهاجمة أي من الطرفين للآخر بسبب الفوارق الدينية، وعلى حتى يهجر للناس في "الأراضي المشهجرة" التابعة لمقاطعة أوأكثر حتى يقرروا بأغلبية الأصوات تنظيم حياتهم الدينية. ومهما يكن من أمر فإن زوينجلى لم يرضَ عن هذا الاتفاق، فقد طالب بإطلاق حرية البروتستانت في الوعظ بالمقاطعات الكاثوليكية، ولم يتلقَ ما يفيد إجاباته إلى طلبه، وتنبأ بوقوع تصدع قريب للسلام.

واستمرت الاتفاقية سارية المفعول ثمانية وعشرين شهراً، وفي خلال هذه الفترة القصيرة بذلت محاولة لتوحيد صفوف البروتستانت في سويسرة وألمانيا. وكان شارل الخامس قد فض نزاعه مع كليمنت السابع، وأصبح جميع منهما وقتذاك حراً في حتى ينضم بقواته لمحاربة البروتستانت، ولكن هؤلاء كانوا يمثلون قوة سياسية عظيمة، فقد كان نصف سكان ألمانيا من أتباع لوثر، وكان كثير من المُدن الألمانية - أولم وأوجسبورج وفيرتمبيرج وماينز وفراكفورت - على - وشتراسبورج - تتعاطف بشدة مع أتباع زونجلى، وعلى الرغم من حتى المناطق الريفية في سويسرة كانت تدين بالكاثوليكية، فإن معظم المُدن فيها كانت تدين بالروتستانتية. وكان من الواضح حتى حماية النفس من الإمبراطوريّة والبابوية قد تطلبت اتحاد البروتستانت ولم يقف في الطريق إلا اللاهوت.


ندوة ماربورگ (1529)

نحت خشبي لندوة ماربورگ, مجهولة الصانع, 1557

وأخذ فيليب لاندجراف الهسي زمام المبادرة بدعوة لوثر وميلانكنون وآخرين من البروتستانت الألمان للقاءة زونجلى وأويكولانبيادوس وآخرين من البروتستانت السويسريين في قصره بماربورج شمالي فرانكفورت. وتقابل الحزبان المتناظران في 29 سبتمبر سنة 1529، وأقدم زوينجلى في سخاء على التسليم ببعض الأمور وأزال ما ساور لوثر من شك في أنه يتشكك في ألوهية المسيح، وقبل العقيدة النيقاوية والممضى القائل بالخطيئة الأصلية. ولكنه لم يتراجع عن رأيه في القربان المقدس باعتباره رمزاً وذكرى أكثر منه معجزة. وخط لوثر بالطباشير على مائدة المؤتمر هذه الحدثات المنسوبة للمسيح: "هذا جسدي" ولم يقبل حتى يفسرها إلا تفسيراً حرفياً. وسقط الطرفان اتفاقاً. تضمن أربعة عشر بنداً، ولكنهما اختلفا في موضوع القربان المقدس (3 أكتوبر) ولم يكن اختلافهما متسماً بالود، ورفض لوثر حتى يصافح اليد التي مدها إليه زوينجلى، ونطق: "إن روحك تختلف عن روحنا". واستخلص اعترافاً لاهوتياً من سبعة عشر بنداً يضم "التجاسد"، وأقنع الأمراء اللوثريين برفض التحالف مع أي جماعة لا تسقط على جميع البنود السبعة عشر(20). واتفق ميلانكتون في الرأي مع أستاذه، وخط يقول لقد أبلغنا أتباع زونجلى إننا عجبنا كيف من الممكن أن تسمح لهم ضمائرهم بأن ينادونا باخوتهم في الوقت الذي يتمسكون فيه بأن عقيدتنا خاطئة(21). وهنا تتضح روح العصر في جملة واحدة. وفي عام 1532 حث لوثر الدوق البرخت البروسي على ألا يسمح لأي إنسان من أتباع زونجلى بالإقامة في أرض بلاده، وإلا حطت عليه اللعنة الأبدية.

وكان كثيراً جداً مطالبة لوثر بأن يجتاز في خطوة واحدة المسافة من العصور الوسطى إلى الحديثة، فقد كان تأثره بدين القرون الوسطى عقيماً جداً، إلى حد أنه لم يستطع حتى يتحمل صابراً أية جحود لأركانه الأساسية؛ وأحس، كأي كاثوليكي متدين، حتى عالمه الفكري يفترض أن ينهار، وأن معنى الحياة بأسره يفترض أن يذوى، إذا خسر أي عنصر أساسي من عناصر العقيدة التي كانت قد صاغته، والحق حتى لوثر كان أقرب المحدثين إلى القرون الوسطى.

وعاد زوينجلى بعد حتى حطمه هذا الفشل إلى زيورخ، التي أصبحت تموج بالاضطراب تحت وطأة دكتاتوريته. وعم الإستياء من قوانين النفقات الصارمة، وعرقلت التجارة بالاختلافات الدينية بين المقاطعات، ولم يرض الحرفيون عن صوتهم الضئيل في الحكومة، وفقدت عظات زونجلى المختلطة بالسياسة إلهامها وسحرها. وكان شعوره بالتغيير قوياً إلى الحد الذي طلب فيه من المجلس الأذن له بالبحث عن أبرشية في مكان آخر، ولكنه أقنع بالبقاء.

وخصص جانباً كبيراً من وقته آنذاك للكتابة، وأوفد عام 1530 رسالته ratio fidei إلى شارل الخامس، الذي لم يبد منه ما يشير على أنه تلقاها.

وفي عام 1531 وجه إلى فرانسس الأول رسالة عنوانها "عرض موجز وواضح للعقيدة المسيحية"، وفي هذه الرسالة عبر عن اقتناعه الإرازموسي بأن أي مسيحي يفترض أن يجد عند وصوله إلى الفردوس كثيراً من اليهود والوثنيين الأجلاء، إنه لن يجد آدم وإبراهيم وإسحق وموسى وإشعيا فحسب... ولكنه سيجد أيضاً هرقل وتيزيوس وسقراط وأرستيد ونوما وكاميلوس وكاتوالكبير والصغير وسيبيوالكبير والصغير، ونطق: "وباختصار ليس هناك رجل صالح ولا عقل مقدس ولا روح مخلصة، منذ بداية العالم إلى نهايته، لن نراها هناك مع الله. ماذا يمكن حتى نتصور أنه أكثر بهجة للنفس ومسرة الفؤاد وسموا بالروح من هذا المنظر". وذعر لوثر لهذه الفقرة إلى حد أنه انتهى إلى حتى زوينجلى لابد حتىقد يكون "وثنياً"(23)، واتفق الأسقف بوسويه في الرأي في هذه المرة مع لوثر، فاستشهد بهذه الفقرة ليثبت حتى زوينجلى كافر لا أمل في إستتابته.

سياسة واعترافات وحرب كاپل الثانية (1529-1531)

The Battle of Kappel, 11 October1531, from Chronik by Johannes Stumpf, 1548

واجتمع في 15 مايوعام 1531 مجلس من زيورخ وحلفائها، وصوت لإكراه المقاطعات الكاثوليكية على السماح بحرية الوعظ على أرضها، وعندما رفضت المقاطعات اقترح زونجلى إعلان الحرب عليها غير حتى حلفاءه آثروا حتى يفرضوا عليها حصاراً اقتصادياً، فما كان من المقاطعات الكاثوليكية إلا حتى أمسكت عن الواردات وأعربت الحرب. وسار من حديث جيشان متناظران، وتقدم زونجلى مرة أخرى وحمل الفهم، وتقابل الجيشان مرة ثانية في كابيل (11 أكتوبر سنة 1531) - جيش الكاثوليك ويضم 8000 رجل وجيش البروتستانت ويضم 1500 - واشتبك الجيشان في هذه المرة وانتصر الكاثوليك. وكان زونجلى البالغ من العمر سبعة وأربعين عاماً من بين 500 رجل قتلوا من أهل زيورخ. ومزق جسده إلى أربعة أجزاء، ثم أحرق على محرقة نصبت فوق الروث(25). وعندما سمع لوثر بموت زونجلى هتف يقول "إن هذا حكم السماء على كافر(26) وفوز لنا"(27) ويروى أنه نطق: "كم أود من أعماق قلبي لوأمكن إنقاذ حياة زوينجلى ولكني أخشى حتى يحدث العكس لأن المسيح نطق إنه: "ملعون جميع مَن يكفر به"(28").

ذكراه

جزء من سلسلة عن
الكالڤينية
(طالع أيضاً البوابة)
جون كالڤن

خلفية
المسيحية
القديس أوگستين
الإصلاح
s
Synod of Dort

السمات المميزة
النقاط الخمس (TULIP)
Covenant Theology
Regulative principle

وثائق

Confessions of faith
Geneva Bible

تأثيرات
تيودور بزا
جون نوكس
هولدريخ زوينگلي
جوناثان إدواردز
Princeton theologians

الكنائس
Reformed
Presbyterian
Congregationalist
Particular Baptist
Anglican

أشخاص
Afrikaners
هوگنوتs
Pilgrims
المتطهرون
الاسكوت

     

وخلف هينريخ بولنجر في زيورخ سلفه زوينجلى، أما في بازيل فقد اضطلع اوزوالد بيكونيوس بالعبء بعد وفاة أويكولامبيادوس، وتجنب بولينجر الخوض في الأمور السياسية، وأشرف على مدارس المدينة، وتستر على اللاجئين من البروتستانت، ووزع أموال البر على المحتاجين، بغض النظر عن الممضى الذي يعتنقونه، وانضم إلى ميكونيوس وليوجود في صياغة أول إقرار للسويسريين البروتستانت من أتباع زونجلى الذي ظل جيلاً كاملاً التعبير الرسمي عن آراء زونجلى، واستخلص مع كالفين اتفاق تيوجورينوس (1549) Consensus Tigurinus الذي حمل زيورخ والبروتستانت من أهالي جنيف على تكوين "كنيسة تؤمن بالإصلاح الديني".

وعلى الرغم من هذا الاتفاق الوقائي فإن الكاثوليكية استعادت في السنين الأخيرة كثيراً من أرضها المفقودة في سويسرة. ويرجع جزء من ذلك إلى فوزها في كابيل، وليس من شك في حتى إثبات قضايا اللاهوت أوعدم إثباتها في التاريخ إنما يتم بالتنافس في المذبحة أوفي إثراء الموارد. واعتنقت الكاثوليكية سبع مقاطعات - وهي لوسرن وأورى وشفيتز وتسوج وأوفترفالدن وفريبورج وسولوثورن. وتمسكت أربع مقاطعات بالبروتستانتية نهائياً... وهي زيورخ وبازل وبيرن وشلافهاوزن، أما بقية المقاطعات فقد ظلت تتأرجح بين العقيدتين لا يستقر رأيها على قرار على مجه اليقين، ووفق فالنتين تشودي، خلف زونجلى في جلاروس، بين وجهتي النظر، بأن نطق بإقامة قداس في الصباح للكاثوليك، وإلقاء عظة حسب تعاليم الكنيسة الإنجيلية - من الكتاب المقدس لا غير - في المساء للبروتستانت، وناقش مبدأ التسامح المتبادل بين الطرفين، وقوبل بالتسامح، وخط مدونة تاريخية، اتسمت بعدم التحيز، إلى حد أنه لا يستطيع امرؤ حتى يجزم بالعقيدة التي كان يؤثرها، فحتى في ذلك العصر كان هنالك مسيحيون.

طالع أيضاً

  • Timeline of Huldrych Zwingli
  • وليام فارل

هامش

  1. ^ Potter 1976, p. 1. According to Potter, "Huldrych" كان التهجي الذي يفضله زوينگلي نفسه. إلا أن, Potter يستعمل "Ulrich", بينما Gäbler, Stephens, and Furcha يستعملون "Huldrych". توقيعه في Marburg Colloquy كان بالصيغة الملتـّنة latinized لاسمه "Huldrychus Zwinglius" (Bainton 1995, p. 251). للمزيد عن اسمه, انظر Rother, Rea. "Huldrych - Ulrich". Evangelisch-reformierte Landeskirche des Kantons Zürich. Retrieved 2008-03-03. (in German only, Reformed Church of Zürich)

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

  • Bagchi, David V. N.; Steinmetz, David Curtis, eds. (2004), The Cambridge Companion to Reformation Theology, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0521776627 .
  • Bainton, Roland H. (1995), Here I Stand: A Life of Martin Luther, New York: Meridian, ISBN 0-452-01146-9 .
  • Chadwick, Owen (2001), The Early Reformation on the Continent, Oxford: Oxford University Press, ISBN 019926578X .
  • Estep, William Roscoe (1986), Renaissance and Reformation, Grand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans, ISBN 0802800505 .
  • Furcha, E. J., ed. (1985), Huldrych Zwingli, 1484-1531: A Legacy of Radical Reform: Papers from the 1984 International Zwingli Symposium McGill University, Montreal: Faculty of Religious Studies, McGill University, ISBN 0-7717-0124-1 .
  • Gäbler, Ulrich (1986), Huldrych Zwingli: His Life and Work, Philadelphia: Fortress Press, ISBN 0-8006-0761-9 .
  • Greenslade, S. L., ed. (1975), The Cambridge History of the Bible, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0521290163 .
  • Locher, Gottfried W. (1981), Zwingli's Thought : New Perspectives, Leiden: E.J. Brill, ISBN 9004064206 .
  • Potter, G. R. (1976), Zwingli, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-20939-0 .
  • Rilliet, Jean (1964), Zwingli: Third Man of the Reformation, London: Lutterworth Press , OCLC 820553.
  • Stephens, W. P. (1986), The Theology of Huldrych Zwingli, Oxford: Clarendon Press, ISBN 0-19-826677-4 .
  • Steinmetz, David Curtis (2001), Reformers in the Wings: From Geiler Von Kaysersberg to Theodore Beza, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0195130480 .
  • Stephens, W. P. (1992), Zwingli: An Introduction to His Thought, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0198263635 .
  • Wandel, Lee Palmer (1990), Always Among Us: Images of the Poor in Zwingli's Zurich, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0521522544 

وصلات خارجية

  • Biography of Anna Reinhard in Leben magazine in PDF
  • (بالألمانية) Website of the Zwingli Association and Zwingliana journal


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:46:36
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Pages with citations using unsupported parameters, مقالات مميزة, الإصلاح البرتستانتي, علماء لاهوت بروتستانت, مصلحون بروتستانت, علماء لاهوت سويسريون, قساوسة روم كاثوليك سويسريون, زيورخ, جنود سويسريون قتلوا في ساحة الوغى, مواليد 1484, وفيات 1531

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

جاسيندا أرديرن تودع شعبها وداعا حارا: "مستعدة لأن أكون أختا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:11
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

الكشف عن مدينة سكنية متكاملة أسفل قصر "يسى أندراوس" بمعبد الأقصر..صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:52
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 40%

استقالة أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني زيلينسكي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:24
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

الرئيس السيسى يصل مقر إقامته بالعاصمة الهندية نيودلهى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:48
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 38%

السويد: أوفينا باتفاقنا مع تركيا للانضمام لحلف الأطلسي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

طقس الغد.. شبورة على الطرق كثيفة أحيانا والصغرى بالقاهرة 11 درجة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:00
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

الرئيس السيسى يصل العاصمة الهندية نيودلهى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:57
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

حكم قضائي برفض دعوى الحكومة ضد ساويرس لسداد 7 مليارات ضرائب

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:33
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

اتحاد الكرة يكشف تفاصيل أزمة كلاتنبرج فى بيان رسمى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:47
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 45%

إكسترا نيوز تذيع لحظة وصول الرئيس السيسي إلى الهند

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:01
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 47%

رئيسة وزراء نيوزيلندا المنتهية ولايتها تشكر الشعب في خطابها

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:32
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

إدانات فلسطينية لحرق متطرف نسخة من القرآن الكريم في هولندا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:06
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

ارتفاع المؤشر الرئيسي للبورصة بنسبة 1.6% بختام تعاملات جلسة الثلاثاء

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:53
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 38%

فاركو يقبل اعتذار إيهاب جلال عن عدم الاستمرار فى قيادة الفريق

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:49
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 42%

إقالة أربعة نواب وزراء وخمسة حكام أقاليم في أوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:18
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

المصري × فيوتشر .. تعادل دون الأهداف بالشوط الأول

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:29
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

توقف حركة القطارات في إحدى محطات باريس بسبب حريق متعمد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:23:28
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

الشعبة العامة للذهب تحذر من سبائك غير مطابقة للمواصفات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-24 15:22:56
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 46%

تحميل تطبيق المنصة العربية