توماس ونت‌وورث رسل

عودة للموسوعة

توماس ونت‌وورث رسل

توماس رَسِل
"راسل پاشا"
Thomas Russell
وُلِد (1879-11-22)22 نوفمبر 1879
ولاتون ركتوري، إنگلترة
توفي 10 أبريل 1954(1954-04-10) (عن عمر 74 عاماً)
لندن
أسماء أخرى راسل پاشا
سنوات النشاط ح. 1902–1946
الجنسية إنگليزي

سير توماس ونت‌وورث رَسِل Sir Thomas Wentworth Russell (و. 1879 - ت. 1854)، وشهرته راسل پاشا، هوضابط شرطة إنگليزي خدم فى الشرطة المصرية بدءًا من سنة 1902، ثم عمل مفتشاً للداخلية فى عدة محافظات قبل حتى يتولى منصب نائب حكمدار الإسكندرية ثم حكمدار القاهرة في الفترة من 1918 حتى 1946. تفهم فى كامبريدج بعض العلوم الإنسانية وبرع فى الرياضة فاستعان به ابن عمه ليعمل ضابط شرطة فى شرطة مصر أثناء الاحتلال.

بصفته مديراً للمخط المركزي لمخابرات المخدرات، أصبح راسل پاشا من أنصار مكافحة المخدرات عندما استوعب حتى الأفيون والهيروين والكوكايين والحشيش يتم تهريبها إلى مصر بكميات كبيرة ومتزايدة.

سيرته

درس توماس في مدرسة تشيام، كلية هيلي‌بري، وكلية الثالوث، كمبردج ما بين 1899 حتى حصوله على البكالوريوس عام 1902. بعد تخرجه، نادىه أحد أبناء عمومته لزيارة مصر، والذي كان مستشاراً لوزير الداخلية المصري. عاد إلى وطنه للتخرج، ثم التحق بخدمة الشرطة المصري في أكتوبر 1902. وفرت له فترة التدريب التي امتدت لعشر سنوات فهماً جيداً للمجتمع المصري وكذلك الظروف والعادات التي تشكل حياة الفلاحين المصريين.


الشرطة المصرية

راسل پاشا.

بعد فترة تدريب مع خفر السواحل بالإسكندرية، عُين راسل مفتشاً محلياً بوزارة الداخلية في يناير 1902. عمل لاحقاً مفتشاً في عدة محافظات مصرية، واكتسب فهم كبيرة بالمسئولين المحليين، بينما كان يدير أنشطة الشرطة المتنوعة. عام 1911 عُين نائباً لحكمدار للإسكندرية، ثم نائباً لحكمدارا للقاهرة عام 1913.

في 1911 تزوج من إيڤلين دوروثيا تمپل (توفيت 1968)، وأنجبا ابناً واحداً، جون (الذي أصبح سفيراً لبريطانيا لدى إسپانيا عام 1969) وابنة واحدة، كاميلا جورجيانا، التي تزوجت من المحرر كريستوفر سكايز.

حكمدار الإسكندرية والقاهرة

عام 1917 عُين راسل حكمداراً لمدينة القاهرة برتبة فريق أول ومُنح لقب پاشا. بعد عام 1922 كان قد خدم تحت قيادة 21 وزيراً مختلفة للداخلية في مصر. ومع ذلك، هجرزت مواهبه تدريجياً على مكافحة انتشار وإدمان المخدرات في مصر. في عام 1929 تأسس مخط المخابرات المركزي المصري للمخدرات، وعُين راسل مديراً له. ظل في منصبه هذا حتى عام 1946. في تلك الفترة كان راسل قد اكتسب فهماً أعمق للمجتمع المصري الذي كان يمكن حتى يوفره عمل الشرطة الروتيني. فيما يتعلق بتأسيس مخط المخابرات المركزي المصري للمخدرات، خط رسل پاشا في مذكراته:

عند بداية عام 1929 أصبح محمد محمود باشا، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، منزعجاً مثلي بسبب التأثير المدمر لإدمان الهيروين، ليس فقد على المدن، لكن أيضاً على جميع القرى المصرية. كانت القرى السعيدة والهادئة التي أفتش عليها مليئة بالمخدرات ولم تتخذ اجراءات رادعة لمنع ذلك. إذا كان الضرر محصورًا في الطبقات العليا والمتفهمة في المدن، فلا أعتقد حتى ذلك كان سيشكل دافعاً قوياً لتحركي، لكن عندما جمعت أرقاماً موثوقة تمكنت من الحصول عليها ومقارنتها بإجمالي عدد السكان الذي كان يبلغ 14.500 مليون نسمة، أدركت حتى هؤلاء قد أصبحوا الآن عبيداً لإدمان المخدرات، وهم العمود الفقري للأرض، وأدركت أنه هناك عملاً يجدر القيام به، وكان ذلك بدعم من رئيس الوزراء.

بينما كان هجريزه الرئيسي على الجرائم المتعلقة بالمخدرات، إلا أنه تعامل مع مجموعة كبيرة من الجرائم الأخرى خلال فترة عمله في الشرطة التي امتدت إلى 44 عاماً. ضمت: الكثير من جرائم القتل الشائعة (التي تحدث في المتوسط ثماني مرات يومياً في مصر، والتي يرتكبها غالباً الفلاحون لأسباب متعلقة بأعمالهم أولخلافات شخصية)، بالإضافة إلى بعض الاغتيالات السياسية الكبرى في القاهرة.

الحرب على المخدرات

في مذكراته وصف رسل پاشا الحشيش والأفيون "كمخدرات سوداء، ووصف الكوكاكيين، المورفين، والهيرويون "كمخدرات بيضاء". ونطق رسل على المخدرات البيضاء أنها المواد الكيميائية "الأكثر خطراً على البلاد" ونطق أنه "إذا تجاهلنا حركة المخدرات السوداء لبعض الوقت، فسوف نصل إلى المخدرات البيضاء"..

إن وجهة نظر رسل پاشا بشأن المخدرات والأفكار المتعلقة بكيفية التعامل مع معضلة المخدرات مستوحاة بلا شك من سياسة الحشيش البريطانية في الهند. تم احتكار زراعة القنب في الهند وفرض الضرائب على زراعته وبيعه وترخيصه. نظر المسؤولون البريطانيون في مصر باستمرار في إمكانية تطبيق هذه السياسة نفسها في الهند. طالب ثلاثة دبلوماسيون بريطانيون بارزون في مصر، في السنوات التي سبقت تأسيس مخط المخابرات المركزي المصري للمخدرات، بتطبيق سياسات مماثلة لتلك التي طُبقت في الهند لتطبيقها في مصر. وكان هؤلاء الدبلوماسيين : ألفرد كيلار پاشا، مدير عام الجمارك البريطاني في مصر. وإڤلين بارنگ (اللورد كرومر) واللورد كيتشنر، كان كلاهما القنصل العام البريطاني. لقد رأوا أنه، كما هوالحال في الهند، يتم استخدام الحشيش على نطاق واسع لدرجة أنه سيكون من الصعب القضاء على استخدامه بالكامل وبدلاً من ذلك يجب تنظيمه. تمت صياغة قانون قائم على قانون الهند لتنظيم وتسجيل وترخيص تصنيع وبيع واستيراد الحشيش، ولكنه لم يدخل حيز التطبيق أبداً.

مخط المخابرات المركزي المصري للمخدرات

خط رسل پاشا في مذكراته أنه قد تم الموافقة على طلبه بتأسيس مخط المخابرات المركزي المصري للمخدرات بعدما قدم دليلاً لرئيس الوزراء بأن هناك ما يقارب من منصف مليون مصري، من بين إجمالي عدد السكان الذي يبلغ 14.500 مليون، مدمنين للمخدرات.

كانت الاختصاصات موسعة. كنت سأتقلد منصب المدير، ولدي الحق في اختيار أفراد الشرطة المتخصصين، مع إمكانية الوصول المباشر إلى جميع إدارات الحكومة المصرية وسلطات الأمن العام الأجنبية، وأنقد يكون تحت تصرفي ميزانية قدرها 10.000 جنيه إسترليني سنوياً.

كما أوضح عن شعوره بالامتنان حيال "فريق الضباط ورجال الشرطة المصريين الأكفاء بطريقة استثنائية" الذي تمكن من اختيارهم. وأورد رسل مهام المخط في مذكراتها كالتالي:

  1. تتبع مصدر المخدرات التي تدمر مصر حالياً، في أوروپا أوفي أي مكان آخر.
  2. تقديم الحقائق لعصبة الأمم.
  3. ملاحقة ومحاكمة تجار المخدرات في مصر.
  4. وضع، بأي وسيلة ممكنة، الصعوبات في طريق ترويج المخدرات مما سيحمل ثمن التجزئة في مصر فيجعل من الصعب شرائها من قبل الفلاحين.


الحشيش

أثناء الحملة الفرنسية على مصر 1798-1901، حظر ناپليون تحضير وإستخدام الحشيش سبب انتشار استخدامه بين صفوف الجيش الفرنسي، ولم يحقق نجاحاً كبيراً في هذا الإطار. كانت حكومة مصر في عهد محمد علي (بدءاً من عام 1803) هجرز على تحديث البلاد، وخاصة فيما يتعلق بالصحة. كان من الممكن حتى تؤثر فكرة تحديث الطب على المواقف العدائية تجاه الحشيش لكنها لم تتضمن تدابيراً تنظم استخدام المخدرات. كان الحشيش محظوراً في مصر ما بين عام 1868 و1884. محمد علي بك، طبيب بارز (الذي أصبح فيما بعد رئيساً لمدرسة الطب ورئيس تحرير أول جريدة طبية مصرية يعسوب الطب)، نشر تقريراً مفصلاً عام 1868 أدى إلى منع زراعة واستخدام واستيراد الحشيش. عام 1874 كان الحشيش يستورد بعد دفع الرسوم المقررة، ولكن في نوفمبر 1877 صدر امراً من السلطان العثماني في إسطنبول ينص على التخلص من جميع الحشيش الذي أُدخل مصر. في مارس 1879، حظرت الحكومة المصرية زراعة وتوزيع واستيراد المخدرات في مصر.

يمكن اعتبار هذا الحظر على الحشيش في مصر كرد على صورة بدأت في الشيوع بين الرحالة الأوروپيين والمثقفين المصريين الغربيين المحليين: من الطبقات الدنيا المصرية على أنهم مدمنون كسالى، خاملون، غير منطقيون وغير منتجين، وأن الشوارع المصرية تحمل رائحة حلوة وموهنة لدخان الحشيش. كان حظر الحشيش خطوة في الاتجاه نحوحتى يصبح المجتمع المصري متحضراً وطريقة لرد الطبقات الدنيا إلى العقلانية. تاريخياً، لجأ المصريون إلى المخدرات كبديل للنبيذ. كان النبيذ، على الرغم من أنه مُحرم في الإسلام، معروفاً بأنه شراء الأغنياء لأنه كان أغلى ثمناً، بينما كان الحشيش الأقل تكلفة معروفاً بأنه مخدر الفقراء.

في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بدأ تهريب الحشيش إلى مصر من اليونان. رداً على الضغوط البريطانية، زادت اليونان من جهود الحظر، وتولى الموردون السوريون واللبنانيون تهريب الحشيش، ونقلوه إلى مصر عبر فلسطين.

رأي رسل پاشا في الحشيش

اعتبر راسل پاشا استهلاك الحشيش عادة غير ضارة نسبياً، مقارنة "بوباء" تعاطي الهيروين والكوكايين، الذي أصبح شائعاً بعد الحرب العالمية الأولى. وبالمثل، أعرب بارون هاري دي إرلانگر، مساعد راسل، حتى الحشيش لم يكن أكثر من "فشل الحانقين في الكثير من أفراد الطبقات الأكثر فقراً".. حسب دي إرلانگر، يعتبر رسل تشريع المخدرات، سيحوله إلى سلعة تدر عائداً، ومن ثم الحفاظ على التمويلات الوطنية، التي سيتم إنفاقها على المنتجات المزروعة محلياً بدلاً من استيرادها من الخارج. يدعم هذا الآراء الخاصة بكيلار، كرومر وكتشنر، بناءً على السياسة التي اتبعتها بريطانيا في الهند. خط نحاس حتى المسؤولين البريطانيين، ولا سيما رسل، لم يهتموا بما يكفي بالمخدرات لأنهم رأوا حتى استهدام الحشيش هو"تعبير موحد عن مزاج ضعيف شرقي وحالم". على الرغم من حتى الكثير من المسؤولين البريطانيين دعموا تقنين المخدرات، إلا أنهم استمروا في فرض الحظر وحراسة الحدود والموانئ والشواطئ المصرية للسيطرة على الكميات الصغيرة من الحشيش التي وجدت طريقها في نهاية المطاف إلى المستهلكين المصريين.

الهيروين، "المخدر الذي كاد حتى يقتل مصر"

خط رسل پاشا في مذكراته:

في عام 1916 بدأ الكوكايين في الظهور لأول مرة في القاهرة، ثم تبعه الهيرويون الأكثر قوة وفاعلية، ولكن لم هناك الكثير مما يمكننا عمله في ذلك الوقت عندما كان الاتجار أوالحيازة مجرد انتهاك بعقوبة قصوى تصل إلى غرامة 1 جنيه إسترليني أوالسجن لمدة أسبوع.

وعن تلك الأيام الخوالي خط:

كانت الأسعار في تلك الأيام منخفضة نسبياً، ولم تكلف الطلقة سوى بضعة شلنات، وأبقت التجارة الحكيمة في جيلها الثمن منخفضاً حتى انتشرت الرذيلة وسيطرت على أعداد كبيرة من السكان. حتى حتى لدينا حالات يدفع فيها أرباب الأعمال الرواتب لعمالهم هيروين.

لكن بعد ذلك بدأ الوضع يصبح مقلقاً:

حوالي عام 1928 بدأت استوعب حتى شيئاً ما كان يحدث وهوإنتاج حي فقير حديث في القاهرة لم نشهده من قبل. لأول مرة سمعنا عن طريقة الحقن الوريدي للهيروين وسرعان ما صادفنا ضحاياها. في غضون وقت قصير وجدنا عنصراً جديداً في أحياء بولاق [القاهرة]. في الماضي كان سكان هذا الحي المزدحم من القاهرة يتألفون إلى حد كبير من نوع العمال القادمين من صعيد مصر الذين استقروا في القاهرة بعد هجرتهم السنوية من قراهم الجنوبية الجنوبية (حيث لم يكن هناك عمل أثناء فيضان النيل) إلى الإسكندرية والدلتا للعمل الموسمي. لقد كانوا يشكلون طبقة تعيش في ظروف قاسية لكنهم أصحاء وأقوياء.

الآن بدأنا نجد حطاماً بشرياً ممدداً في حارة بولاق، من الواضح حتى الجثث ذات الوجه الشاحب ليست من نوعية سكان بولاق، حيث كانوا يستخدمون اللغة العربية الفصحى أوحتى الإنگليزية واعترفوا بأن إدمان الهيروين هوالذي أوصلهم إلى هناك. كان الهيروين في السوق لا يزال نقياً وبالتالي كان تأثيره قوياً، وسرعان ما امتلأت حفرة بولاق بالحطام البشري من جميع فئات المجتمع المصري.

علاج المدمنين

كما ذكر رسل پاشا في مذكراته، فإن إحدى سمات إدمان المخدرات في مصر كانت الرغبة الشديدة للعديد من المدمنين في الشفاء:

في الأيام الأولى من حملتنا كان لدي آمالاً بإقناع الحكومة بإنشاء مراكز علاج خارج القاهرة على غرار مغرسة لكسينگتن في أمريكا، لكنني لم أنجح في ذلك، ويمكن للمرء حتى يفهم التردد في محاولة إصلاح آلاف الأشخاص الذين يعانون من سقم لا يمكن علاجه إلا من خلال خدمات طبيب متخصص في جميع حالة على حدة. جميع ما يمكن حتى يعمله المرء هواعتبار الإدمان والحيازة جريمة جنائية وإدانة الضحايا بأحكام بالسجن لفترة طويلة بما يكفي لثنيهم عن هذه العادة تماماً قبل حتى يعودوا مرة أخرى إلى حياتهم القديمة وما يتعرضون له من مغريات. غالباً ما تعرضنا لانتقادات من قبل السلطات الطبية في إنگلترة وجنيڤ بسبب هذا العلاج الوحشي على ما يظهر لما هويعتبر عملياً حالة عقلية وليست حالة جنائية، لكنني أشعر أنه في ظل هذه الظروف، كان هذا العلاج أمراً حتمياً وحتى مبرراً بالنتائج التي تمخض عنها.


التقدم بحلول عام 1931

أصبح الاتجار الدولي بالحشيش (القنب الهندي) غير قانونياً للدول التي جرمته في اتفاقية الأفيون لعام 1925، بعد اقتراح قدمته مصر. أقرت عصبة الأمم هذا "الجهد الإنساني" معتقدة أنه بالتعاون الدولي يمكن حتى تساعد في شفاء الأمراض الجسدية والاجتماعية في العالم. تم تمرير تقارير راسل باشا عن المخدرات والحشيش إلى وزارة الداخلية في لندن حول اللجنة الاستشارية لعصبة الأمم في عام 1929. إدراكاً لأهمية فحص الحقائق في تلك التقارير، شارك رسل پاشا في اللجنة في جنيپ كمندوب مصري.

في يناير 1931، في اتصال باجتماع اللجنة الخاصة لعصبة الأمم في جنيڤ، حيث كان رسل پاشا يمثل "المملكة المصرية"، خط:

في تقريري العام الماضي، رسمت بألوان قوية لكنها حقيقية، الحالة المروعة لآلاف السكان المصريين نتيجة لإدخال رذيلة المخدرات البلاد. لقد مر عام منذ ذلك الحين. سليم، إنه وقت صغير جدً في التاريخ أوفي حياة أي بلد، ولكنها اثني عشر شهراً من القيمة الحيوية عندما نتعامل مع تسميم المخدرات للأمة. أنا في وضع سعيد لأتمكن من الإبلاغ عن التقدم. من السهل حتى تنأوبنفسك بالتفاؤل ورؤية الأمور كما يريد المرء رؤيتها، ولكن مع ذلك، في ظل قتامة الواقع الصارم، أنا مقتنع بأن إدمان المخدرات بين الفلاحين في مصر قد انخفض بنسبة 50 في المائة. إذا كان الرقم الذي رصدته في العام الماضي وهونصف مليون مدمن من أصل أربعة عشر مليون نسمة سليماً، فلا تزال هناك حقيقة مروعة بأن هناك 250.000 إنسان من العبيد وضحايا إدمان المخدرات.

وبحسب ملاحظاته فإن غالبية تجارب المخدرات في مصر في ذلك الوقت كانوا من "اليونانيين والأتراك واليهود الفلسطينيين". ويقول رسل:

لحسن حظنا،، فإن الكثير من هؤلاء اليونانيين هم من الرعايا المحليين فيما يتعلق بالولاية الجنائية، وكذلك الأتراك والفلسطينيين، ويمكن مثولهم أمام المحاكم الجنائية المصرية.

كان رسل پاشا محظوظاً لأنه لوكان هؤلاء التجار رعايا أجانب، لكان سيتم تسليمهم ليحاكموا أمام المحاكم القنصلية التابعين لها، ويستثنوا من أحكام القضاء المصري.

فيما يتعلق بسجن تجار المخدرات، خط في مذكراته أنه حتى لونص قانون السجون المصري على أنه يمكن الإفراج عن السجين المحكوم عليه في جريمة بموجب حسن السير والسلوك بعد قضاء ثلاثة أرباع مدة عقوبته، فإن هذه الميزة لا تسري على هؤلاء.

حياته الشخصية

ورد في النعي كُتب بعد وفاة رسل پاشا عام 1954:

بالنسبة لجميع الأشخاص المرتبطين بمكافحة المخدرات، لم يكن رسل پاشا شخصية أسطورية فحسب، بل كان رجلاً معروفاً منذ أيام اللجنة الاستشارية لعصبة الأمم حيث، منذ ظهوره لأول مرة في يناير 1930، أثار إعجاب جميع أولئك الذين كان له الشرف والامتنان للعمل معه بذكائه الكبير، ومعهدته العميقة بكل ما يتعلق بالمخدرات وحسه الفكاهي الذي أظهر فهماً عميقاً للطبيعة البشرية.

مذكرات راسل پاشا

مذكرات توماس راسل، خطها راسل عام 1949، ونُشرت ترجمتها العربية في سنة 2020.
  • الخدمة المصرية: 1902–1946 (1949)، أومذكرات توماس راسل. خطها عام 1949 عن فترة وجوده فى مصر منذ عام 1902 وحتى عام 1946. قام بترجمتها مصطفي عبيد.

تكشف مذكراته تطور الجرائم المتنوعة فى المجتمع، من خلال إطلالة تفصيلية فى نحو300 صفحة على عادات الثأر، جرائم تهريب المخدرات، مجتمع النادىرة، السطو، السحرة والدجل، مجتمع الغجر، فضلا عن قراءة مستفيضة فى عادات المصريين فى ذلك الوقت، وإطلاله ساحرة على الصحارى المصرية.ويمثل الكتاب مرشد حقيقى لرجل الشرطة المصرى فى الوقت الحاضر، إذ يقدم تفاصيل غريبة حول كيفية تتبع المجرمين والإيقاع بهم من خلال قص الأثر حتى على الأسطح الصلبة وهى مهارة خاصة تميز بها بدومصر وبرعوا فيها حتى إنهم كانوا يحددون عمر ووزن ونوع صاحب الأثر على البلاط ليتم حصر المشتبه فيهم.

كذلك يحكى كيفية الاستعانة بالكلاب البوليسية وتدريبها فى تتبع المجرمين ويقدم قصص أسطورية لكلب بوليسى يدعى هول ساهم فى كشف 170 قضية.

ويحكى باستفاضة عن رحلة المخدرات فى مصر وكيفية التطور التشريعى والأمنى للوصول إلى تأسيس مخط مخابرات المخدرات سنة 1929 وهوالذى تحول بعد ذلك لمخط مكافحة المخدرات. لقد كان من الغريب حتى نصف المصريين بالضبط يتعاطون مخدر الهيروين أوالكوكايين والذى بدأ فى مصر على يد كيميائى يونانى سنة 1916 ولم يكن مجرما. ويقدم توماس راسل بيانا غريبا، إذ يؤكد حتى إحصائيات الوزارة سنة 1927 أكدت حتى نحوستة ملايين من أصل 14 مليونا هم عدد السكان يتعاطون هذا المخدر القاتل.

ويكشف حتى انتشار الهيروين فى مصر فى بدايات العشرينيات كان بسبب الأرباح الهائلة التى يحققها لأصحابها مشروحا حتى ثمن كيلوالهيروين فى القاهرة 120 جنيها، وأن ثمن إنتاجه فى أوروبا يبلغعشرة جنيهات، ويتم بيعه للمهرب عند باب المصنع بـ17 جنيها. وبنهاية سنة 1925 قفز الثمن فى القاهرة إلى نحو300 جنيه وانتشر التعاطى فى مختلف البلد، لذا فقد تم تعديل القانون مرة أخرى لتصبح العقوبة السجن خمس سنوات، والغرامة ألف جنيه.

ويتعرض حكمدار القاهرة فى فصل واحد لثورة 1919 حاكيا جوانب مروعة من غضب المصريين وقتل كثير من الجنود والموظفين الإنجليز، ولا يتعرض لضحايا المصريين خلال مظاهراتهم، غير أنه يؤكد حتى المظاهرات لم تكن سلمية، وأنها كانت تخرج عن نطاق السيطرة وتتحول إلى فوضى. لكنه يرى حتى السلطات البريطانية أخطأت فى منع سفر سعد إلى مؤتمر الصلح، كما أنها سامت جموع الشعب ويلات عديدة خلال فترة الحرب العالمية الأولى خاصة الفلاحين الذين كانت تأخذ مواشيهم لتستخدمها فى الحرب.

وفى المجمل، فإن صاحب المذكرات يتجنب الخوض فى السياسة ويؤكد حتى عمله كان أمنيا واستهدف الحد من الجرائم بما يعود بالنفع على المصريين ويعتقد طبقا لأرقام الجريمة أنه نجح فى مسعاه.

التقاعد والسنوات اللاحقة

تقاعد رسل پاشا عام 1946 وكرس بقية حياته لصيد سمك السلمون. توفي في لندن يومعشرة أبريل 1954.

المصادر

  1. ^ "لأول مرة.. ترجمة "مذكرات توماس راسل حكمدار القاهرة" إلى العربية".
  2. ^ HE CRUSADED AGAINST DRUGS, The Straits Times, 23 May 1954, Page 24
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة oxford
  4. ^ SYMES, STEWART. "Russell Pasha " 12 May 1949 " The Spectator Archive." The Spectator Archive. N.p., n.d. Web. ثلاثة October 2015.
  5. ^ MALONE, /JOSEPH J. " "The Muslim World" " 57 no أربعة October 1967, p 338
  6. ^ Russell, Thomas W., Egyptian Service, 1902–1946. London: Murray, 1949.
  7. ^ Russell, Egyptian Service, 1902–1946, p. 225.
  8. ^ "Russell Pasha—Enemy Of World's Dope Ring." The Sunday Herald 24 July 1949:تسعة Supplement: Sunday Herald Features. Web.ستة October 2015 <http://nla.gov.au/nla.news-article28668178>
  9. ^ Kozma, Liat (2001) 'Cannabis Prohibition in Egypt, 1880–1939: From Local Ban to League of Nations Diplomacy', Middle Eastern Studies, 47:3 443–460.
  10. ^ Russell, Egyptian Service, 1902–1946, p. 226.
  11. ^ Mills, James H. "Colonial Africa and the International Politics of Cannabis: Egypt, South Africa and the Origins of Global Control." Drugs and Empires: Essays in Modern Imperialism and Intoxication, C.1500–c.1930. Ed. James H. Mills and Patricia Barton. Basingstoke: Palgrave Macmillan, 2007.
  12. ^ Ram, Haggai. "Traveling Substances and Their Human Carriers: Hashish-Trafficking in Mandatory Palestine." A Global Middle East: Mobility, Materiality and Culture in the Modern Age, 1880–1940. Ed. Liat Kozma, Cyrus Schayegh, and Avner Wishnitzer. p. 204
  13. ^ B.H. D'Erlanger, The Last Plague of Egypt (London: L. Dickson & Thompson, 1936), p.12; quoted in Kozma, Liat (2001) 'Cannabis Prohibition in Egypt, 1880–1939: From Local Ban to League of Nations Diplomacy', Middle Eastern Studies, 47:3 443–460
  14. ^ Nahas, 'Hashish in Egypt'; quoted in Kozma, Liat (2001) 'Cannabis Prohibition in Egypt, 1880–1939: From Local Ban to League of Nations Diplomacy', Middle Eastern Studies, 47:3 443–460
  15. ^ Russell, Egyptian Service, 1902–1946, p. 223.
  16. ^ Russell, Egyptian Service, 1902–1946, p. 223–224.
  17. ^ Russell, Egyptian Service, 1902–1946, p. 234.
  18. ^ Kozma, Liat. "The League of Nations and the Debate over Cannabis Prohibition." History Compass 9.1 (2011): 61–70.
  19. ^ Mills, James H. "Cannabis Nation: Control and Consumption in Britain, 1928–2008", OUP Oxford, 29 November 2012, p. 39
  20. ^ PASHA, T. W. R. (1931), "Drug addiction in Egypt", British Journal of Inebriety. Substance of a Communication to the League of Nations Special Committee Meeting in Geneva, January 1931, the author representing the Kingdom of Egypt.
  21. ^ "Sir Thomas Wentworth Russell", UNODC – Bulletin on Narcotics, 1954 Issue ثلاثة – 007, Page 76
  22. ^ "«مذكرات توماس راسل».. شهادة حية من قلب المجتمع المصرى فى بدايات القرن العشرين".
  23. ^ "Russell Pasha will chase salmon—not drug gangs", The Singapore Free Press, 24 April 1953, Page 6
تاريخ النشر: 2020-06-09 15:31:12
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, مواليد 1879, وفيات 1954, بريطانيون مغتربون في مصر, إنفاذ القانون في مصر, تاريخ مكافحة المخدرات, القنب في مصر, المخدرات في مصر, أشخاص تعلموا في كلية تشيام, أشخاص تعلموا في كلية هالي‌بري والخدمة الملكية, خريجو جامعة كمبردج, الاحتلال البريطاني لمصر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ياسين بونو أفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:27:37
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 81%

الكاظمي يعلن انتهاء مهام قوات التحالف الدولي وانسحابها من ال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:29
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

عمرو دياب متهم و"ستروين" بالتحريض على التحرش.. فيديو

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:09
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

تدريبات عسكرية روسية بيلاروسية مشتركة أوائل العام المقبل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:32:01
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

قسنطينة: حجز أزيد من 100 كلغ من اللحوم غير الصالحة بماسينيسا

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:31:44
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

تنسيقية شباب الأحزاب تعقد اجتماعا مع منظمة الصحة العالمية حو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:55
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

استبعاد قادة تيجراي من مفوضية الحوار الإثيوبي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:41
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

تفاصيل "التلاعب" بمحاكمة صدام حسين... دبلوماسي أميركي يكشف الحقائق الخفية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:15
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

رئيس الجمهورية ينصب رئيس وأعضاء المرصد الوطني للمجتمع المدني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:02
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

"الحشيش" في صدارة المخدرات الأكثر تعاطيًا في مصر خلال 2021

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:03
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

أفضل غذاء يقلل مخاطر الإصابة بمرض السكري

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:01
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

حكم نفقة يحرم أستراليا من مغادرة إسرائيل قبل 31 ديسمبر 9999.. اعرف القصة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:29:44
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 44%

فرنسا تعلن عن تسجيل رقم قياسي جديد في إصابات كورونا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:27:48
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 85%

النائب العام يحيل 4 متهمين فى قضية رشوة مسئولين بوزارة الصحة للجنايات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:29:51
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 44%

مجلس جامعة الأزهر يصدق على إطلاق 2022 عام البيئة والمناخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:27:12
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

التموين: دعم رغيف الخبز بـ65 قرشًا.. ومخزون القمح يتجاوز 5 أشهر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:29:56
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 42%

تواصل عملية التلقيح بقطاع التضامن الوطني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:31:08
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

رقم قياسي جديد.. فرنسا تسجل أعلى معدل إصابة يومية بكورونا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:31:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 68%

12 طالبا يشتكون بأستاذ عرض شريط "بورنو" على زميلتهم أثناء الحصة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:32
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

لفئات محددة.. بوتين يقدم مشروع قانون للبرلمان لتسهيل الحصول

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:31:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

تسونامي كورونا في فرنسا.. 208 آلاف إصابة بيوم واحد

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:30:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

وفاة 100 شخص نتيجة مرض غريب فى جنوب السودان.. اعرف الأعراض

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:29:53
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 40%

قتلت بين ذراعي والدتها.. وفاة مراهقة برصاصة طائشة من الشرطة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-29 17:31:11
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية