الزيني بركات (رواية)

عودة للموسوعة

الزيني بركات (رواية)

الزيني بركات
غلاف الطبعة الثانية, 1994
المؤلف جمال الغيطاني
البلد مصر
اللغة العربية
الناشر دار الشروق
الإصدار ط1: 1989, ط2: 1994
عدد الصفحات 287

الزيني بركات بالإنجليزية alzini brkat ، هي رواية من تأليف المحرر جمال الغيطاني ونشرت لأول مرة في السبعينيات وأعيد نشرها أكثر من مرة. وتدور أحداث الرواية حول الظلم والذى يتماثل في الأزمنة المتنوعة، والظلم في تاريخ السلطة وتحولاته، والإنسان الذى لا يعيش زمانه إلا خوفاً. وذلك من خلال محاولة توحيد الحاضر والماضى وذلك من خلال شخصية الزيني بركات بطل الرواية.

فكرة الرواية

الزيني بركات هي رواية تراثية تندرج ضمن التخييل التاريخي ، وتتخذ من زمن المماليك قناعا رمزيا لإدانة الحاضر السياسي. وهي – بالتالي- رواية طليعية وجديدة لبنيتها السردية التراثية التي تقوم على خلخلة البناء المنطقي والزمني للأحداث واللجوء إلى تعدد الرواة والرؤى السردية والإثراء اللغوي الأسلوبي لخلق رواية بوليفونية ، وتوظيف الوثائق والخطابات السردية وعتاقة الأسلوب التراثي لخلق حداثة سردية وصوت فني متميز.

ولا تعتبر رواية زيني بركات رواية تاريخية ، وهي لم تعتبر كذلك رواية تاريخية في جميع اللغات التي ترجمت إليها هذه الرواية سواء في الروسية أم الفرنسية أم الإنگليزية ، لم يعاملها أحد على أنها رواية تاريخية ، إنما عوملت على أساس أنها رواية ضد القمع وضد قمع الإنسان في أي زمان ومكان ". ومن ثم ، فرواية الزيني بركات رواية التخييل التاريخي تستعير التاريخ مادة وصياغة لتحويله إلى أسئلة وأجوبة باستقراء العلاقة الموجودة بين المتسلط والمحكوم من النواحي النفسية والاجتماعية والإنسانية وافتراض مجموعة من العلاقات خاصة ما يتعلق بالجوانب الجنسية والشذوذ والحب والإجرام وزيف الدين ، وفهم النواحي الخفية عند السلاطين والأمراء والمستبدين ونقط ضعفهم إلى غير ذلك من الأمور التي لا تذكر في التاريخ الرسمي ، ويركز عليها التاريخ الشعبي والمجتمعي على حد سواء.


أقسام الرواية

  • المقدمة: لكل أول آخر ولكل بداية نهاية (12 صفحة).
  • السرادق الأول: ما جرى لعلي بن أبي الجود وبداية ظهور الزيني بركات بن موسى (شوال 912هـ).
  • السرادق الثاني : شروق نجم الزيني بركات ، وثبات أمره ، وطلوع سعده ، واتساع حظه (58 صفحة).
  • السرادق الثالث: وأوله: وقائع حبس علي بن أبي الجود (56 صفحة ).
  • السرادق الرابع: (بدون عنوان ) (36 صفحة ).
  • السرادق الخامس: (بدون عنوان ) ( 49 صفحة).
  • السرادق السادس: ( كوم الجارح ) (سبعة صفحات ).
  • السرادق السابع : ( سعيد الجهيني : آه ، أعطبوني ، وهدموا حصوني …).
  • الخاتمة : خارج السرادقات : مقتطف أخير من مذكرات الرحالة البندقي فياسكونتي جانتي – 913 هــ ( ثلاث صفحات ).

وتبلغ عدد صفحات الرواية مائتين وسبعا وثمانين (287) صفحة من الحجم المتوسط. ويتبين لنا حتى الغيطاني لم يقسم روايته إلى فصول ، بل اختار السرادقات بمثابة لوحات فنية مستقلة يمكن بسهولة تقطيعها وهجريبها في مونتاج روائي يخلخل السرد ويكسر خطية الزمن واستمراريته الرتيبة لخلق أفق حديث لقارئ الرواية. وقد أخذ الغيطاني كيفية تقسيم المتن إلى السرادقات من ابن إياس الذي وزع كتابه تاريخ مصر المشهور بـــاسم"بدائع الزهور في عجائب الدهور" حسب السرادقات . أما لما اختار الغيطاني ابن إياس دون غيره من المؤرخين لمحاكاته والتخييل من خلال ما خطه،يا ترى؟ فيرجع ذلك إلى سببين ، الأول : إذا ابن إياس كان يتمتع باستقلال الرأي نظرا لأنه ميسور الحال، كما أنه لم يتقلد وظيفة من وظائف السلطنة ، كما أنه كان ينحدر من أصل جركسي ما سهل له الاتصال برجال الدولة وكبرائها. والثاني : حتى ابن إياس " ينفرد عن غيره من مؤرخي ذلك العصر في أنه عاش عصرين وشهد أحداث جيلين : أواخر العصر المملوكي ومستهل العصر العثماني . وكان شاهد عيان لما سقط فيهما من أحداث، وتمتد الفترة التي أرخ وقائعها من سنة 872 م /1468هــ إلى سنة 928م/1522هــ " .

أحداث الرواية

قرر السلطان حتى يتولى بركات بن موسى نظارة الحسبة الشريفة للقاهرةوالوجه القبلي ، حيث سيكون مسئولا أمام السلطان عن أحوال السكان المدنية والدينية – كمراقبة الأسعار والنظر في المكاييل والموازين ، وفهم ما يتردد على أفواه الناس ، والتصدي للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - ، كما أنعم السلطان عليه بلقب الزينى يقرن باسمه بقية عمره. ولكن الزينى مضى للسلطان متضرعا وباكيا راجيا إعفاءه من هذه المسؤولية الجسيمة فهو عبد فقير لا يطيق الوصاية على إنسان يريد انقضاء عمره في أمن وسلام ، ولن يستطيع حتى ينام ليله لوكان هناك مسلم مظلوم في مكان ما سيحاسب عنه يوم القيامة وهولا يفهم به .وحار كبير البصاصين الشهاب زكريا بن راضى في الأمر فالمعلومات المتوفرة لديه من جهازه الرهيب تقول بأن بركات دفع ثلاثة ألاف دينار إلى الأمير قاني كي يشترى بها هذا المنصب ، وزادت حيرته عندما لم يجد أية معلومات في أرشيفه عن هذا الرجل بينما وظيفته ككبير للبصاصين حتى لا يفوته أي أمر من أمور مصر وحتى يعهد جميع شي عن أي إنسان ، ولكن جميع ما وجده في الصفحة المخصصة لبركات هذا فقط ” بركات بن موسى ، له مقدرة الاطلاع على النجوم ، أمه اسمها عنقا” .سمع الناس برفض بركات للمنصب وتعجبوا، ثم بدأ تعلقهم به ، وانتشر لغط عظيم بين الحارات والأزقة وأروقة الأزهر ، بين مشايخ الحرف والأعيان وأصحاب الحرف ، وتحركت جماهير الناس – كأن يد خفية تنسق تحركها – وطلبت من شيوخ الأزهر الضغط على بركات بن موسى بقبول هدا المنصب وأنهم لايرضون عنه بديلا ، وعندما توجه بركات إلى السلطان مرة أخره متذللا وقابلا تولى مسؤولية الحسبة الشريفة إرضاء لجماهير الشعب ، تنفس الناس الصعداء وأملوا بداية عهد مجيد كله عدل ورخاء ، وأصبح كبير البصاصين الشهاب زكريا حسب الأصول نائبا له .بدأ الزينى بركات عمله بإصدار القوانين لتنظيم أمور الناس وإنصاف المظلومين وإحقاق الحق وإلغاء الاحتكار والحد من ظلم رجال الأمراء المماليك للعامة من الناس وفتح بيته لتلقى المظالم من الناس ، وزاده السلطان قانصوة الغوري تشريفا بتعيينه واليا للقاهرة بالإضافة منصب الحسبة الشريفة للقاهرة والوجهين القبلي والبحري . أهتم الزينى من جهته بإنشاء جيش من البصاصين يتبع له مباشرة ومنح توجيهاته لكبير البصاصين بأن يبدأ في فتح ملف لكل إنسان في السلطنة منذ ولادته وحتى يعطى رقما خاصا وحتى يعهد عنه جميع شي من ميلاده إلى ساعة وفاته ، وهذا يضم فهم ميوله وأهواءه ومكامن الخطر فيه ونقاط ضعفه ، فالأوقات صعبة والأعداء – أي بني عثمان - يتربصون بمصر وهم ينتظرون الوقت الملائم للانقضاض عليها . وهاهوكبير البصاصين أخيرا يقتنع برئيسه الزينى بركات ويجد فيه قائدا ملهما قل نظيره رغم جهله عن تاريخه السابق ومن أين اتى .

يحدث هذا في مصر في وقت كان التاريخ يخط فيه صفحات جديدة من تاريخ المشرق ، حيث كانت دولة المماليك في أفول ودولة بني عثمان في شروق نجم مجدها . ويقودنا جمال الغيطاني في روايته عن الزينى بركات في تداخل عجيب بين الأزمنة ، فتشعر عندما تقرا كأنك في رحلة عبر الزمان ، وكأنه يحدثنا بإحداث الحاضر بلغة الماضي ، وتقول في نفسك – نعم - لعل هناك أزمنة أكثر رداءة من هذا الزمن العربي الردى الذي نعيش والذي نسمى فيه صورة طفلة بريئة في السابعة من عمرها تبيع – السمسمية – على رصيف شارع الثورة بدمشق بينما تحاول حتى تؤدى فروضها المدرسية ، بعنوان الفهم والعمل ، بدلا من القهر والظلم .

البناء الأدبي للرواية

البنية المناصية

ترتكز الرواية ذات العنونة الشخوصية على الزيني بركات باعتباره شخصية مركزية تحوم حولها الشخصيات الأخرى وتلتقي عندها الأحداث المتشابكة لتصوغ بنية روائية متوترة.

وتنبني الأحداث السردية المتعلقة بالزيني بركات على النحوالتالي: أ- تعيين الزيني بركات واليا للحسبة الشريفة بعد إعدام علي بن أبي الجود.

ب- الزيني بركات يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.

ج- الزيني يخطب جميع مرة في المسجد لتبرير ولايته وأعماله.

د- الزيني يعلق الفوانيس في القاهرة.

هـ- الزيني ينضم بتنسيق مع منافسه زكرياء بن راضي إلى جهاز البصاصة.

و- حدة الصراع بين الزيني ونائب الحسبة وكبير البصاصين زكرياء بن راضي حول التفرد بالسلطات.

ز- مظالم الزيني بركات وقمعه للرعية لإرضاء السلطان والأمراء.

ح- ازدياد سلطات الزيني بركات الدينية والمدنية والعسكرية على حساب الشعب.

ط- هزيمة السلطان الغوري أمام السلطان سليم قائد الجيش العثماني.

ي- موالاة الزيني بركات للعثمانيين ومساندة الأمير خايربك خائن سلطان المماليك والخروج عن طاعة الأمير طومانباي.

ك- تعيين الزيني بركات بن موسى محتسبا للقاهرة من حديث في عهد الدولة العثمانية وإحلال العملة العثمانية الجديدة بدل العملة المملوكية القديمة.

والزيني لقب أطلقه السلطان على موسى بن بركات ليصاحبه مدى حياته دلالة على ورعه وتقواه وتفانيه في خدمة السلطان وامتناعه عن تولية الحسبة إلا بتدخل علي بن أبي الجود باعتباره شيخا عارفا بالأصول والفروع يمثل السلطة الدينية والصوفية . وتعتبر تزكية علي بن أبي الجود شهادة كبرى في حق تعيين موسى بن بركات واليا للحسبة على القاهرة. ومع ذلك نجد حتى هذا الامتناع الوهمي الذي شاع بين الناس يغطي حقيقة جوهرية وهي حتى الزيني بركات اقتنى هذا المنصب بثلاثة آلاف دينار رشوة بعد حتى تدخل له أحد الأمراء عند السلطان . وبالتالي ، فكل أعماله الدالة في الظاهر على الخير كتعليق الفوانيس وتسعير البضائع ، والضرب على يد المحتكرين والوسطاء وإزالة الضرائب وتثبيت الاستقرار والأمن …. والتي تزين صورته بين الخلق حتى اعتبر شخصية أسطورية خارقة مثالية ، انقلبت إلى الشر والظلم وايذاء الرعية وتخريب بيوت الأبرياء وتعذيب الفلاحين ونشر الرعب والخوف بين الناس بجهازه الخطير في البصاصة وقمع المثقفين (سعيد الجهيني) والتنكيل بالمظلومين بدون قضاء ولا محاسبة . إنه رمز السلطة القمعية والإرهاب السياسي والعنف والطغيان والاستبداد والتضحية بالشعب من أجل خدمة السلطة والمصالح الشخصية. وقد بني المتن الروائي على سبع سرادقات ومقدمة وخاتمة. والسرادق هوالمكان الذي تعقد فيه الحفلات مثل خيمة يجمع فيها الناس، وهذا إذا دل على شيء فإنما يشير على الهجريب السينمائي لهذه الرواية ، إذ يمكن توزيعها إلى سبع مناظر مشهدية أوفصول درامية إما أنها متعلقة بالمكان (كوم الجارح في السرادق السابع ) أوالشخوص (ظهور الزيني بركات في السرادق الثاني والسرادق الأول والسرادق الرابع ) أوالأحداث (انعقاد مؤتمر البصاصين في القاهرة في السرادق الخامس …).


البنية الدلالية

تنقل لنا الرواية " الزيني بركات " جوانب تاريخية وإنسانية ومجتمعية . فمن الناحية التاريخية، ترصد لنا الرواية مصر إبان سلاطين المماليك في القرن العاشر الهجري من 912 هــ إلى 923هـ أي (12سنة) من فترة تعيين الزيني بركات محتسبا إلى زمن هزيمة المماليك ودخول العثمانيين إلى القاهرة للاستيلاء عليها بعد القضاء على المقاومة الشعبية وإخمادها . كما تبين الرواية صراع الأمراء المماليك فيما بينهم حول السلطة وتجسس البعض منهم على الرعية والسلطان لصالح الأتراك ( خايربك) وتهافتهم حول جمع المال وتكديسه واحتكار الاقتصاد وتقوية جهاز البصاصة لخدمتهم وخدمة السلطنة للتحكم في رقاب الشعب عن طريق الاستبداد والقمع والعنف السياسي والبيروقراطية وتخريب البيوت الآمنة والقضاء على جميع إنسان يحمل وعيا ثوريا مثل سعيد الجهيني . كما تذكر الرواية الهزيمة وأسبابها، إذ لا يهم السلطان ( الغوري) والأمراء سوى جمع المال وتجويع الشعب خاصة الفلاحين والتنكيل بهم ونشر الرعب في قلوب الناس لتثبيت الاستقرار وحكم السلطنة ، وذلك عبر خلق جهاز للتجسس حيث جميع فرد في هذا النظام يبص على الآخر لانعدام الثقة ، والرغبة في الحفاظ على السلطة عبر إقصاء الآخرين وتصفية أجسادهم . وخير من يمثل هذا الجهاز الخطير الزيني بركات ونائبه زكريا بن راضي باعتبارهما أداتين لاستغلال الشعب واستنزاف ثروات البلاد وقمع الأهل والمثقفين والمتطلعين إلى الحرية باستعمال وسائل جهنمية في المحاسبة والتصفية كالبص والزيف والانادىء والإيقاع بالصيد وتقييده في السجن أوالتشهير به وتجريحه وتعذيبه نفسيا وجسديا وقتله أوإعدامه ، فأدوات التعذيب وطرق البص غاية في البشاعة والحقارة. لذلك اختار جمال الغيطاني " الزيني بركات " لإدانة أجهزة القمع والاستبداد في العهد المملوكي التي تماثل أجهزة المخابرات المصرية في حاضر الغيطاني في مصر الستينيات ، مصر الناصرية ونكسة حزيران 1967م أمام الاحتياج الإسرائيلي لأراضي مصر .

وإذا عدنا إلى متن الرواية لفهم تمفصلاته السردية إذا شكلا وإن دلالة ، سنجد استهلال الرواية بمثابة مبتر وصفي خارجي ينقل فيه الرحالة الايطالي البندقي فياسكونتي جانتي مشاهداته للقاهرة في فترة حكام المماليك المستبدين في القرن العاشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر الميلادي ، حيث تبدلت أحوال القاهرة وتغيرت ملامحها بسبب الجفاف وانتشار وباء الطاعون وفوز العثمانيين على السلطان الغوري، وفي نفس الوقت اختفى والي الحسبة ( الزيني بركات) عن أنظار الناس وما كان يطرحه اختفاؤه من أسئلة محيرة باعتباره شخصية غامضة ومتناقضة في سلوكها ومعتقداتها وأقوالها بشكل غريب جدا.

ويجلسنا المحرر في السرادق الأول لنشاهد الظروف التي تولى فيها الزيني بركات منصب الحسبة سنة 912 هـ ليتولى منصب علي بن أبي الجود كبير البصاصين المكلفين بحراسة السلطنة ومن أبرز عيونها وآذانها. لكن السلطان قرر إقصاءه بعد تماديه في سلطته وتحمله على الأمراء وجبروته بين الناس واعتدائه على ممتلكاتهم بسبب استغلاله لسلطته. إلى غير ذلك ولج عليه الجنود المملوكيون وهو– دائما- يستمتع بأجساد نسائه وجواريه التي لا تعد ولا تحصى ليشهر به في المدينة وهوراكب على ظهر الدابة عقابا له على حيفه وأكل حقوق الناس ظلما وعدوانا. وقد عين السلطان نيابة عنه بركات بن موسى الملقب بالزيني ليتولى حسبة القاهرة بمرسوم سلطاني على الرغم من رفضه المسبق لهذا المنصب خوفا من جسامة المسؤولية وانتشار الفساد برا وبحرا وكثرة الحيف بين الرعية ، وأنه غير مؤهل لتحمل هذه الأمانة الثقيلة خوفا من عقاب الله والتفريط في هذه المهمة المقدسة الملقاة على عاتقه. وفي نفس الوقت، نفهم جيدا كيف من الممكن أن اقتنى الزيني هذه المهمة العظيمة بارتشاء أحد الأمراء المماليك . ومن ثم، تظهر شخصية الزيني من خلال تقارير ومدونات زكرياء بن راضي كبير بصاصي السلطة على أنها شخصية غامضة محيرة حيث لا يعهد عنها شيء على الرغم من كونه يقيد جميع صغيرة وكبيرة في صحائفه الكثيرة عن الإنسان المصري منذ حتى يولد طفلا حتى يهجر الحياة ومن فيها. وهكذا صمم زكريا حتى يتولى مهمة التجسس على الزيني بنفسه وحتى يجد في فهم الأخبار عن هذه الشخصية التي أثارت إعجاب القلعة وإعجاب الناس وطلبة الفهم ولاسيما الأزهريين ومريدي الشيخ أبي السعود الذي يتخذ (كوم الجارح ) مكانا للعبادة وإلقاء الدروس في الأصول والفروع وفن الوجد والتأويل المناقبي.

هذا ، وقد فكر الشهاب زكريا حتى يصل إلى الزيني عبر سعيد الجهيني ، وذلك بتكليف عمروبن العدوى لمراقبته والبص على طلبة الفهم والبحث عن تلك المرأة البدينة التي لعنت الزيني وأشبعته لوما وسبا وشتما من خلال زغرودة السخرية والفضح. ويوضح لنا السرادق كيف من الممكن أن أضفى الشيخ أبوالسعود على ولاية الزيني قبس المشروعية الدينية وأسبغ عليه نفحات زكية من رضاه وبيعته واعترافه به محتسبا أمينا وعادلا والتأكيد لمريديه مدى استحقاقه لهذا المنصب ؛ لأن الزيني رفضه أمام السلطان بكل إباء وتحمل وامتناع . فلولا هذا الولي الصالح الذي فرض عليه قبول هذه المهمة لما استجاب لطلب السلطان حبا لهذا الولي وتقديرا له.

وفي الأزهر أمام جمع غفير من المصلين والناس أعرب بركات بن موسى أمام الشيخ الزاهد منظوره للحسبة والمهام المنوطة به . وإنه عازم على الإكثار من البصاصين لإقامة العدل والنهي عن المنكر والضرب على أيدي المارقين من المحتكرين والمطففين والغشاشين من التجار.

وقد خشي زكريا منافسة الزيني له في السلطة بسبب تقرب الناس إليه ورضاهم عنه وحبهم له . وهذا يمكن حتى يسبب في فتنة ما، وأنقد يكون لذلك أثر سيء على وظيفته الأساسية وهي البص على الرعية لخدمة السلطنة والحفاظ على مصالحها واستقرارها . ويتصف زكريا وكذلك رئيس البصاصين بالشذوذ الجنسي خاصة مع الغلام شعبان حيث أوداه قتيلا ، وجاريته الرومية الشقراء (وسيلة) التي أوفدت إليه جاسوسة من قبل الزيني وهولا يدري بذلك ، وقد حولته إلى إنس شبقي يعصر جسدها الفتي ويمصه على نحوغريب ينم عن غرابة أطواره وشذوذه.

ومع تولية الزيني منصب الحسبة واتخاذه فرقة خاصة من البصاصين ازداد قلق زكريا لأنه لم يعهد في حياته حتى المحتسب في يوم من الأيام سيتخذ فرقة للبص من غير فرقة جهاز الحكومة المتخصص في تتبع أنفاس الشعب داخل البيوت وخارجها.

إذاً، يقلق الزيني بركات الشهاب زكريا ويثير حيرته عندما جعل لنفسه أتباعا يخدمونه سرا ويضاهون بصاصي السلطنة ويترأسهم زكريا بن راضي في القدرة والدراسة ، لذلك خط زكريا رسالتين: الأولى إلى الزيني بركات يحاول فيها حتى يبرز دوره بأنه كبير بصاصي السلطنة ، وحتى عليه حتى يعود إليه في أمور البص ويخط له جميع التقارير عن المخالفين لأوامر المحتسب ، وبالتالي يلومه على ما استحدثه من نظام البصاصة غير معهود في تاريخ الدولة. وفي الرسالة الثانية عدد زكرياء للسلطان بعض الأخطاء التي سقط فيها الزيني بركات . وجميع هذا يبين لنا الصراع الذي بدأ يحتد بين الطرفين الحاكمين حول الانفراد بالسلطات.

وفي السرادق الثاني ، يستعرض المحرر شروق نجم الزيني بركات ، وثبات أمره ، وطلوع سعده واتساع حظه ، وتبيان أعماله ومنجزاته كوضع الفوانيس وتعليقها في الشوارع لإضاءة القاهرة ليلا وفتح داره لتقبل الشكايات وتسلم المظالم وإلغاء الضريبة وتسعير البضائع وحمل الاحتكار الحاصل على الخضر إلى جانب إجراءات اقتصادية ردعية أخرى ومحاولة استخلاص أموال علي بن أبي الجود لردها إلى خزينة الدولة لحاجة السلطنة لتوفير الموارد والأموال لردع الأعادي والغزاة . أاما معاكسه الشهاب زكريا فيحاول بدوره الإطاحة به عن طريق مهاجمته وفضحه والإيقاع به مستخدما جميع الطرق الملتوية مستغلا جميع سلطته وذلك بتجنيد جميع من يراه صالحا للقيام بالمهمة سواء أكان تاجرا أم عجوزا ، امرأة أم طالبا أوأي إنسان كان ولوطفلا صغيرا . ومن يرفض القيام بالمهمة يعرض نفسه لأنواع شتى من العقاب والرعب والتعذيب النفسي والجسدي مستخدما في ذلك جميع الطرق الجهنمية في الاستنطاق والتحقيق والتقويل المعروفة وغير المعروفة (كيفية تعذيب زكريا للجاسوس الرومي مثلا، وتعذيب الغلام شعبان وقتله بعد ذلك): " ليس من الأمان بقاء شعبان حيا ، وغيره من المساجين، أي إنسان يبقى هنا ، حتى حقير الهيئة، مبتور الأصل فاقد النسب أومجهول الهوية من صغار المنسر والحرامية ، سيعلوشأنه وقتئذ، يطلق العامة والخاصة التشنيعات المهولة، يحطون في حقه جميع قبيح ، زكريا يحبس خلق الله ، زكريا لديه سجن تحت بيته، ترى كم من الأرواح أزهق ؟! أي الطرق سلك في تعذيب أجساد خلقها الله ، وقتها يقوم الكارهون ، الأمراء ، أولاد الناس ، مساتير الناس ، مشايخ الطرق، طلبة الأزهر والمجاورون ، سيرون في المحابيس ، جميع من أمسكهم زكريا مساكين ، أرواحهم بريئة ، لم تجن ذنبا ، لم يتآمر أصحابها ، لم يسرق بعضهم ، لم يقل سبابا في طريق عام ضد أمير أوكبير ، الآن ، يفتش السجن بنفسه ، يتناول المشعل من مبروك ، ينبش تجاويف السجن بعينيه ، عطن ونتن يتصاعد إلى أنفه ، العفن لزج ، لكن صبرا ، ما قام به يدفع بالرضا إلى روحه ، لتحل التجاويف من الآهات والتأوهات والأنات ليال معدودات ، لن تتردد أسئلة المتحشرجين إذ يسأل بعضهم البعض عن أسمائهم ، عن قراهم وبلادهم ، الأسباب التي جاؤوا من أجلها ، زكريا عندما رأى المحابيس تعجب ، رأى وجوها لا يذكر أصحابها، كأنهم اتىوا بدون فهمه، نسيهم لتعاقب السنين وكثرة المشاغل "

وأعد زكريا عدة خطط لتشويه صورة منافسه عند الأمراء والسلطان مثل: إشعاله الفتنة حول تعليق الفوانيس وذلك بتحريك الفقهاء والقضاة والأمراء لإخبار السلطان برفض الناس لها؛لأنها بدعة مستحدثة لا علاقة لها بالإسلام تفضح أسرارهم وتهتك أعراضهم وتفسد أخلاق الشباب وتمس حرمة النساء . كما عمل زكريا على إثارة الإحن والقلائل بين الأمير طشتمر وخايربك ليعقد مأمورية الزيني وسعيد الجهيني وآراء الناس في والي الحسبة ونائبه بشكل دقيق ومشروح يومئ إلى تطور ظاهرة البص وتعقدها في المجتمع المملوكي وما لها من آثار سلبية على المجتمع مثل: نشر القلق والخوف والهلع والرعب وعدم الثقة والاطمئنان والقمع والطغيان الاستبداد والاستغلال والاحتكار والرشوة والزج بالأبرياء في السجون المظلمة بدون محاكمة افتراء وعدوانا . وهذا يبين بكل جلاء مدى عنف السلطة وقيامها على إذلال الشعب واسترقاقه وإخضاعه بالقوة ناهيك عن أكل عرق جبين المواطن المسكين بفرض الضرائب الفاحشة والإتاوات التي لا أصل لها ولا فرع في شريعة المجتمعات العادلة : "صمتوا، في العيون راتى أخرس ، خوف موغل في الأعماق ، في الطريق على مهل أليم. مضى طابور من سجناء الفلاحين مربوطين من أعناقهم بسلاسل حديدية ، يظهر أنهم متجهون إلى سجن من سجون ، أخرج طفل لسانه مرات عديدة – يقول الرحالة الايطالي فياسكونتي جانتي – دق طبل سعيد ، من الممكن يغادر الفلاحون عالمنا بعد قليل ، مشيت قربهم ، عيونهم زائغة ، يتمنون لواحتووا جميع ما يمر بهم ، نفس ما رأيته في طنجة ، طابور رجال يعبرون أسوار المدينة البيضاء مشدودين إلى بعضهم البعض برباط الهلاك الأبدي ، في العيون نفس النظرة ، هذا الرجل المسوق إلى الإعدام في تلك الجزيرة الصغيرة بالمحيط الهندي" .

فإذا كان الزيني يتظاهر بإصلاح المجتمع بهد أركان الظلم والفساد والقضاء على الاحتكار والنهب والاغتصاب ولقاءة حيف الأمراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فان زكريا بن راضي يحاول فضحه وكشف زيفه وإزالة القناع عنه ، وذلك بعرقلة إصلاحه ونسفه من القصر وخارجه وتحطيم الزيني لإذلاله وتلويث شرفه لينفرد بالرتب السنية والأوسمة السلطانية والحسبة الرفيعة عن طريق إثارة الصراعات والفتن بين الأمراء والفهماء والرعية وجميع هذا انتقاما من ذلك اللعين البصاص"الزيني" الذي دس "وسيلة" الجارية في بيته للتجسس عليه حيث لم يكتشف هويتها إلا في الأخير.

ويستعرض الغيطاني في السرادق الثالث وقائع حبس علي بن أبي الجود والطرق التي اتبعها الزيني لتعذيب سجينه ليكشف عن حقيقة أمواله المسروقة من المسلمين لإرجاعها إلى خزينة الدولة. وهذه الطرق المتبعة لا يمكن حتى ينطق عنها إلا أنها شيطانية وحشية بشعة مرعبة تصادر حرية الإنسان وحقوقه المشروعة في الدفاع عن نفسه لقاء حصول الزيني على مراتب عليا ، لذلك رقي بعد نجاحه في مهمته إلى مرتبة والي القاهرة إلى جانب حسبته.

وقد تعجب الرحالة الايطالي أيما تعجب من ذلك المشهد الدرامي أثناء زيارته الأولى للقاهرة عندما عرض علي بن أبي الجود على الناس تشهيرا وتعذيبا وتنكيلا . وقد أثارته شخصية الزيني بركات بغموضها ومظهرها الخارق للعادة ، وقد توطدت – في هذا السرادق – علاقة حذرة بين الزيني وزكريا بعد اللقاء الثنائي الذي جمعهما قوامه التهديد المتبادل بينهما ولاسيما حتى الزيني فهم بقتل زكريا لشعبان وكثير من المساجين بطرق وحشية شاذة، لذلك ألح عليه بأن يخبره عن مكان أموال علي بن أبي الجود حتى يعيدها إلى الخزينة وحتى ينصاع كذلك لأوامره وحتى يطيعه في جميع صغيرة وكبيرة ما دام هدفهما واحد وهوإقامة العدل وخدمة الدولة ، لذا لابد من التعاون بينهما قصد تحقيق الأهداف المسطرة . وبعد ذلك ، اقترح الزيني على زكريا طريقة جديدة للعمل والسيطرة على زمام الأمور . إذ اقترح نظاما من البص يوازي هرمية المجتمع ، أي لكل فئة من الناس نوع خاص من البصاصين، حتى السلطان والأمراء يخضعون بدورهم للبص إلى جانب إجراءات مسطريه عملية مثل: إعداد الكشوف والسجلات والبطائق واستخدام حبر خاص ، وجميع هذا للتحكم في المجتمع والتصنت على أنفاسه وهذيانه وأحلامه . وقد تم الهجريز كذلك على مراقبة طلبة الأزهر والمثقفين خاصة سعيد الجهيني وعلاقته بالشيخ ريحان البيروني وابنته سماح وعلاقتهما ببيوت الخطأ وتجنيد عمروبن العدوى لمراقبة هؤلاء المثقفين والتنصت عليهم وفهم آرائهم في الحكومة ومراقبة رجال البص والحسبة .

وينتهي السرادق الرابع بخروج السلطان من القاهرة لمحاربة العثمانيين، ويبتدئ السرادق بمشروع إقامة مؤتمر عالمي للبصاصين في القاهرة يترأسه الزيني بركات ومساعده زكريا بن راضي لإفادة المدعوين والاستفادة من طرائفهم ووسائلهم في البص والتعذيب واتخاذ نظام البصاصة في مصر نموذجا رائعا للحفاظ على الأمن والاستقرار الحكومي . ويعدد زكريا بن الراضي في هذا المؤتمر من خلال السرادق الخامس مفهومه للبصاص الحقيقي المتمكن وطرائق البص والأدوار المنوطة بالمكلف بالبص والوسائل التي ينبغي استعمالها في الوصول إلى الحقيقة الأولية وكيفية تطويع الظروف وإعداد طعام المساجين وطرق نومهم وأفضل اللحظات اللازمة لإقلاق راحتهم ، والوسائل المقترحة لترقيم الناس بدلا من الأسماء ، وكيفية التنصيص على فتاوى شرعية تبيح هذا في سائر الأديان وكيفية الرقابة على الرقابة ، أي كيف من الممكن أن يرصد البصاص بصاصا آخر وكيفية إقناع الناس بوجود ما غير موجود ، علاوة على شرح كيفيات التعذيب المادي والنفسي.

وعندما كان جيش السلطان الغوري يذوق مرارة الهزيمة في معركة مرج دابق بفوز جيش سليم العثماني بسبب خيانة الأمراء وجيش المماليك له ، نجد الشيخ أبا السعود الجارحي العارف بالله يدعوالزيني بركات ليذيقه الشتائم وألعن السباب منهيا ذلك بحجزه قصد التشهير به بين الناس للتخلص منه ومن جبروته وجوره :" وعندما ولج إليه أجلسه بين يديه ، مال الزيني عليه ، لكن الشيخ لم يراع هذا ، ونتر في وجهه ، يا كلب …. لما تظلم المسلمين ،يا ترى؟ لما تنهب أموالهم ، وتقول كلاما تنسبه إلي. أبدى الزيني دهشة حاول الانصراف . لكن الشيخ قام، نادى أحد مريديه ( درويش اسمه فرج )….. أمر بخلع عباءة الزيني عنه ، تجمع حوله الدراويش أحاطوا به ، أمر الشيخ فضرب رأس الزيني بالنعال حتى كاد يهلك ، ثم أمر بشك الزيني في الحديد ، ثم أوفد إلى الأمير علان….. وأفهمه حتى هذا الكلب يؤذي المسلمين ، وفي الحال طلع الأمير علان الدوادار الكبير إلى نائب السلطنة ، وأيقظه ، وأبلغه بما جرى ونطق الأمير طومابناي ليعمل الشيخ أبوالسعود ما يظهر له ، وحتى ساعة كتابة هذا – يقول مقدم بصاصي القاهرة – ما زال الزيني بركات بن موسى محتجزا عند الشيخ أبوالسعود" .

ولما قرر الشيخ أبوالسعود التشهير بالزيني بركات واستخلاص أمواله وقتله أخيرا بموافقة الأمير ، تدخل زكريا لينقذ صديقه من الموت المحقق نظرا لعملهما المشهجر في البص وفهم الزيني خبايا زكريا ويمكن حتى يفصح بها ويضر بذلك زكريا . وربما زكريا هوبدوره قد يقع فيما سقط فيه الزيني، فينقذه حليفه من الورطة كما أنقذه هو، وجميع ذلك اعتراف حقيقي من أحدهما بجميل الآخر وحتى هدفهما واحد هوالحفاظ على سلطتهما وتحقيق المصالح المشهجرة . وبعد ذلك نسمع في هذا السرادق نداءات الخنكار العثماني يطالب المصريين بتقديم جميع المعلومات عن المماليك وأموالهم ونسائهم وجواريهم ومكان الأمير طومانباي والشيخ أبوالسعود الجارحي ودراويشه اللذين وقفوا صامدين في وجه الجيش العثماني أثناء دخوله إلى القاهرة للاحتلال العملي لأراضي مصر .

وفي السرادق ما قبل الأخير ، يقصد ( كوم الجارح ) سعيد الجهيني ليرى مولاه الشيخ العارف ، لكن البصاصة تحاول جاهدة استمالته إلى صفها وتطالب منه التقرب من حديث بالشيخ مولاه العظيم ومطالبته بإعطاء لائحة مفصلة عن الشباب القادرين على الجهاد لرد هجوم الأتراك .

وينهي المحرر روايته بسرادق تعبير عن نهاية مفتوحة ليلحقها بمقتطف للرحالة الايطالي السابق ليصور ما لحق القاهرة من وباء وخراب من قبل العثمانيين بعد احتلالهم لمصر وعاصمتها، وما بذله الشيخ ومريدوه من جهود جبارة للقاءة الغزاة ، وقد ظهر الزيني في ذلك الوقت للم الشباب لمجاهدة ابن عثمان ، بيد حتى الناس بدؤوا يشكون فيه ويفهمون كذبه ( خاصة سعيد الجهيني )، وما هوفي الحقيقة سوى بصاص للعثمانيين ولخايربك؛ مما سيجعل العثمانيين يعينونه من حديث واليا للحسبة في القاهرة مع إعلان استبدال العملة القديمة بالعملة العثمانية


البنية السردية في الرواية

تتكئ هذه الرواية على بناء معماري دائري يبتدئ بالهزيمة وينتهي بالهزيمة ذاتها . وتتمثل البداية في استعراض مقتبس للرحالة الإيطالي يصور القاهرة بعد هزيمة المماليك على أيدي العثمانيين، وهذه البداية ذات طابع مأساوي. أما المتن الداخلي فيتجسد في تعيين الزيني بركات واليا للحسبة في القاهرة بعد إعدام علي بن أبي الجود وممارسة وظيفته حاكما وبصاصا، ولقائه بالشهاب زكريا والاتفاق على التعاون بعد صراعهما الحاد حول التفرد بالسلطات وجلاء صورة الزيني الحقيقية بعد انكشاف المستور وسقوط القناع باعتباره ظالما متجبرا وخائنا للدولة المملوكية وواليا جديدا للعثمانيين.

وتنتهي الرواية كذلك بنهاية مأساوية حينما يصور الرحالة الإيطالي القاهرة بعد هزيمة المماليك على أيدي العثمانيين. ومن ثم، فالرواية ذات منظور معماري دائري مغلق مشحون بالتوتر والدرامية والحزن والتشاؤم. هذا، وترتكز الرواية على محورين دلاليين متداخلين: محور الزيني بركات ومحور الحرب والهزيمة.

ويلاحظ حتى الأحداث غير متسلسلة منطقيا لتعدد السرادقات وتداخلها عبر تكسير خطية الزمن وتداخل الأزمنة. كما حتى الأحداث الرئيسية في الرواية تاريخية ، لأن الهزيمة في معركة مرج دابق سقطت حقيقة كما هي مأخوذة من كتاب ابن إياس، والزيني بركات شخصية تاريخية معروفة في تلك الفترة ، ويعتمد المحرر في ذلك على مؤرخين عرب آخرين مثل المقريزي والجبرتي في نقله للأحداث التاريخية والحياة اليومية آنذاك. "إذاً، فقد تتوخى الغيطاني الدقة التاريخية ، وكان أمينا في تصوير حياة الناس في قاهرة المماليك ، من حيث عاداتهم وتنطقيدهم ومشكلاتهم ( مثل احتكار بعض السلع الضرورية كالملح والخيار ) وأفراحهم ، وإطلاق الزغاريد ، وإعطاء البقشيش ، وحياة المجاورين في الأزهر ، وارتياد المساجد المقاهي وبيوت الخطيئة الخ. ولكن الدقة هنا لا يصاحبها الجفاف والجمود ، بل تتحول إلى مادة حية يقدمها المحرر في إيقاع يسرع ويبطئ وفقا لمتطلبات الموقف . وباختصار أقول: يحس القارئ بنكهة مصرية صرف تتخلل النص ونمتد أثارها إلى قاهرة اليوم ".

ومعظم الشخصيات النامية والرئيسية في النص تاريخية حقيقية تحمل أبعادا إنسانية واجتماعية وأخلاقية ونفسية وتاريخية يمكن إسقاطها عل الحاضر. فالزيني بركات بن موسى " شخصية حقيقية في تاريخ مصر المملوكي . تولى بركات بن موسى حسبة وولاية القاهرة طوال أحد عشر عاما أثناء حكم السلطان الغوري . ولما سافر السلطان لملاقاة العثمانيين في حلب جعل من الزيني بركات متحدثا في جميع أمور السلطنة وعندما ولج العثمانيون مصر تعاون الزيني بركات معهم فاحتفظ بمناصبه الكثيرة، بل وزاد نفوذه حتى أصبح مدير المملكة وناظر الذخيرة ، وصار – في قول ابن إياس – " عزيز مصر " . ويعتمد الغيطاني في رسمه لشخصية الزيني بركات على الكثير من الفقرات التي وردت بشأنه في كتاب " ابن إياس " بدائع الزهور في عجائب الدهور " . وبركات بن موسى كما يصوره ابن إياس سيثمن اللحم والدقيق والخبز والجبن خوفا من المماليك ثم يعود فيفرض الضرائب الباهظة ، والناس حين يخفض الأسعار يدعون له ، وحين يحملون يدعون عليه "

البنية العاملة

المرسل إليه المرسل دولة المماليك أولا ، والعثمانيين ثانيا السلطة والاستبداد الموضوع الذات السلطة الزيني بركات المعاكس المساعد الشيخ أبوالسعود + سعيد الجهيني + الأمير طومانباي زكريا بن راضي + البصاصون + عمروبن العدوى + خيربك

وتقع أحداث الرواية في القاهرة المملوكية ، قاهرة الاستبداد والقمع والظلم كفضاء أساسي في الرواية، إلى جانب فضاء ثانوي هوفضاء حلب فضاء الهزيمة النكراء.

وقد صور جميع من المحرر والرحالة الايطالي القاهرة تصويرا مفجعا دلالة على المأساة التي تعرضت لها بسبب الاستبداد وهزيمة المماليك واجتياح العثمانيين أراضي مصر حتى كأن القاهرة أصابها وباء وطاعون خطير يهلك الرعية ويقضي على أنفاس الأحياء :" تضطرب أحوال الديار المصرية هذه الأيام ، وجه القاهرة غريب عني ليس ما عهدته في رحلاتي السابقة ، أحاديث الناس تغيرت ، أعهد لغة البلاد ولهجاتها ، أرى وجه المدينة مريض يوشك على البكاء ، امرأة مذعورة تخشى اغتصابها آخر الليل حتى السماء نحيلة زرقاء ، صفاؤها به كدر ، مغطاة بضباب قادم من بلاد بعيدة ".

ويؤكد سواد الطبيعة المأساة التي تنخز الشعب المصري والمصير المهول الذي يتجرعه الناس من شدة الظلم الذي آل إلى الهزيمة الشنيعة . وأضحت القاهرة عاصمة المماليك مقهورة مريضة بداء الذل والانكسار والعار، تجر ذيول الخيبة ومرارة القهر والظلم. وتتراءى داخل هذا الفضاء العام الفضاءات البشعة وفضاءات القمع والبص والإرهاب مثل : السجون وأماكن الحبس والشنق والإعدام وقصور التجبر وقلاع الاستبداد والفساد السياسي والإداري. وصارت المقاهي والمساجد والزوايا فضاءات مخيفة خاضعة للمراقبة والبص والتجسس. إنه فضاء المخابرات البوليسية والقمع السياسي والبيروقراطية المميتة .إن فضاء (الزيني بركات ) فضاء تاريخي مغلق ببشاعة جهاز البص والمراقبة وتتبع الأنفاس الآدمية والأرواح البشرية، إنه فضاء العتبة حيث يتداخل فيه الداخل والخارج والأعلى والأسفل .

ويتقابل الحاكمون والمحكومون على مستوى نوع الحلول الفضائي تقابلا تراجيديا ، فالمماليك في بروج وقصور وقلاع عالية، بينما الرعية في أفضية عارية منبسطة يسهل كشف أسرارها بفوانيس البص وجس النبض . وبين العلوي والسفلي جهاز المخابرات الذي يشكل صراطا للتعذيب وخندقا للموت يخدم العلوي تارة ويخونه تارة أخرى ، ويقصي السفلي وينهب خيرات مستضعفيه. إذاً ، الفضاء المديني هوالمهيمن في النص ، ويظهر الفضاء القروي في صور استرجاعية ( سعيد الجهيني ) حين يتم تقييد الفلاحين في طوابير لقتلهم وإعدامهم .

وقد استند المحرر في روايته إلى تقنية الوصف لتسليط الأضواء على الأمكنة والشخوص والأمور والوسائل بطريقة مشهديه أوتقريرية جافة وحرفية تتخللها أحيانا سمات بيانية وبديعية مثل: وصف القاهرة ووصف الزيني بركات ووصف " وسيلة " ووصف طرائق التعذيب والتصفية الجسدية .

ومن حيث الرؤية السردية، نلاحظ تعددا في الرواة على غرار الرواية البوليفونية مع الاستعانة بالمنظور السردي الخارجي ، منظور الرحالة الايطالي الذي يستخدم ضمير التحدث، ومنظور جمال الغيطاني المحرر المعاصر الذي يهاجر إلى الماضي لينقل الأحداث من خلال الرؤية من الخلف إلى جانب المنظور السردي الداخلي عبر تقارير ورسائل زكريا بن راضي. ويعني هذا حتى الرواية تمتاز بتعدد الرواة والرؤى السردية وتعدد اللغات (العامية / اللغة الرسمية / الفصحى / اللغة الدينية….)، والخطابات التناصية ( الخطاب المناقبي – الخطاب الديني – الخطاب العجائبي – الخطاب الغرائبي – الخطاب التاريخي- خطاب الرحلة- الخطاب السياسي- خطاب المستنسخات…)، وتشغيل خطاب الوثائق ( التقارير / النداءات / المراسيم …)؛ وهذا ما يجعل ( الزيني بركات ) رواية طليعية وجديدة بسبب هذه التعددية وحوارية الأصوات والبنية السردية التراثية .

ومن المعلوم حتى فتحي غانم يعد الروائي المصري الأول الذي خط الرواية البوليفونية المتعددة الأصوات وذلك في رباعيته (الرجل الذي فقد ظله )، ونشرها ما بين عامي 1960 و1962، وهناك كذلك نجيب محفوظ في روايته" ميرامار" التي صدرت سنة 1967 م، ومحمد يوسف القعيد في "الحداد "( 1960 م)، حيث روي جميع عمل من هذين العملين من خلال أربعة رواة. وفي " باطن الأرض " لإبراهيم عبد المجيد ( 1972 م ) رواها راويان، وفي "السنيورة " لخيري شلبي (1978 م) نجد سبعة رواة سراد، و" لعبة النسيان" للروائي المغربي محمد برادة القائمة على تعدد الرواة والسراد، بينما "الزيني بركات" رواها ثلاثة سراد ( الرحالة – المحرر – زكريا بن راضي )

ونجذ في رواية الزيني بركات ساردا خارجيا عن الحكي (الرحالة)، وساردا داخليا راويا ( المحرر )، وساردا مشخصا (زكريا بن راضي ). وبالتالي، تقدم الرواية رؤية تفضح الاستبداد والقمع وتدين أجهزة المخابرات والبص وتطرح قضية الديمقراطية والتناقض بين الشعار والممارسة .

وعلى مستوى البنية الزمنية، نلاحظ تكسير البناء الزمني وخطيته بتبني تقنية الاسترجاع أوفلاش باك وتقطيع المتن إلى أزمنة متداخلة بطريقة جدلية حيث تتداخل البداية مع النهاية والنهاية مع البداية، كما يتداخل الماضي مع الحاضر والعكس سليم، وكل ذلك من أجل استشراف المستقبل المعروف . وتمتد الرقعة الزمنية للسيرة على مسافة 12 سنة من 912هـ إلى 923 هــــ

البنية المرجعية

يستهدف جمال الغيطاني من خلال هذه الرواية فضح أنظمة الاستبداد في العالم الثالث بصفة عامة والنظام المصري بصفة خاصة. تلك الأنظمة التي تستند إلى المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات لقمع الشعب وتعذيب الرعية من أجل حتى يتفرد الحكام وأعوانه بالسلطة ويمنع الحوار والجدال وإبداء الرأي الآخر ، فالأنا داخل مملكة "التسلطن" والقهر لا تتوادد إلى الأخر ولا تعقد معه أدنى تواصل أوتعارف إنساني، فالسلطة تبدد جميع شيء، والغاية تبرر الوسيلة . وتكشف الرواية أيضا زيف السياسيين المقنعين ( الزيني بركات مثلا ) الذين يحاربون الديمقراطية ويتشدقون بالشعارات لكن ممارساتهم العملية تعاكسها وتناقضها .

ويريد الغيطاني من خلال روايته حتى يبين حتى الاستبداد يولد الهزيمة والمأساة ، وحتى لكل بداية نهاية . لذلك عاد الغيطاني إلى الماضي ليطل على مصر المماليك في القرن العاشر ليبحث عن مسببات الاستبداد ومظاهره ونتائجه الوخيمة مقارنا ذلك بمصر الحاضر ، مصر الناصرية إبان الستينيات حيث الاستبداد وجهاز المخابرات ينشر الرعب والإرهاب بين الناس باسم السلطة والحفاظ على مكاسب الثورة، حتى أدى هذا القمع إلى هزيمة مصر جمال عبد الناصر في حزيران 1967م أمام الإسرائيليين الذين دخلوا مصر واحتلوا سيناء . وهكذا لم يستفد المصريون من عبر الماضي الذي يحضر بكل حمولاته في الحاضر . إنه زمن الهزيمة والاستبداد ولاسيما حتى الغيطاني خط الرواية ما بين 1970 و1971م بعد وفاة جمال عبد الناصر في عام 1970 م. وإليكم أوجه التشابه بين الماضي والحاضر :

مصر الناصرية مصر المماليك القرن 20 هـ ( الستينيات ) القرنعشرة هـ ، الحاضر الماضي جمال عبد الناصر وجهاز المخابرات الزيني بركات وجهاز البص التجسس الداخلي والخارجي البص الداخلي والخارجي ، الاستبداد وزيمة 1967 م في مصر الاستبداد وهزيمة 920 هـ في معركة مرج دابق فوز الاسرائليين ومأساة المصريين فوز العثمانيين ومأساة المصريين

نستنتج، إذاً ، حتى المحرر يسقط الماضي على الحاضر ويؤكد نتيجة أساسية حتى استبداد الناصريين هوالسبب في الهزيمة 1967 م وفوز إسرائيل على مصر واحتلالهم لسيناء ، فالقمع والإرهاب يولدان الظلم والجور واستكانة الشعب وجوعه ، وفي نفس الوقت يثير فيهم الثورة المكبوتة والتمرد الداخلي والاستعداد للانتفاض حدثا حانت الفرصة . وبالتالي ،لم يحكم جمال عبد الناصر مصر إلا بجهاز المخابرات والمؤسسة العسكرية ، حسب دلالات الرواية وتصريحات المحرر نفسه ، وأدى ذلك إلى الفساد السياسي والهزيمة المعروفة مسبقا ، لأن مصر لم تكن مستعدة لخوض الحرب . ويقول جمال الغيطاني مشيرا إلى أبعاد الرواية السياسية مقارنا نفسه بابن إياس الشاهد على استبداد المماليك :" هناك وجوه اتفاق بين حياتي وواقعي وحياة بن إياس وواقعه ، ولكن هناك وجوه اختلاف وتباين كذلك (…). وقد شهد ابن إياس هزيمة المماليك أمام العثمانيين ، وشهدت هزيمة بلادي أمام الإسرائيليين .على حتى هناك أشياء أكثر عمقا من هذا ، ففي فترة الستينيات كانت المشكلة الديمقراطية بالغة الحدة ، حتى إذا نجيب محفوظ نفسه استخدم الرمز " .

دوافع الكتابة

ويسرد المحرر الأسباب والدوافع التي دفعته إلى كتابة (الزيني بركات ) بهذه الصيغة التاريخية التراثية والتي أرجعها إلى انتشار المخابرات وتتبع أجهزة أمن الدولة للمثقفين والمعارضين والتنكيل بحرية الصحافة والإبداع وتكميم أفواه الشعب وتتبع أنفاس الرعية : " وكنت أشعر بوطأة القهر البوليسي ، وبحصاره للمثقفين وأفراد الشعب عموما ، كنت في رعب من الأجهزة الأمنية . ومنذ بداية الستينيات وأنا أشعر بالمصادرة ، بالرغم من أني لست رجل سياسة، ولهذا حاولت حتى أعهد جميع شيء عن هذه الأجهزة وهجريبها الداخلي . وحينما بدأت أخط " الزيني بركات " كنت أحاول حتى أخط سيرة إنسان انتهازي ، فقد استرعى انتباهي في الستينيات وجود نموذج للمثقف الانتهازي الذي يبحث عن شخصية كبيرة يحتمي بها أويصاهرها كأن يتزوج ابنة شقيقها أوشقيقتها مثلا ، وهوانتهازي سهل إذا ما قورن بنموذج انتهازي السبعينيات . لقد التقت هذه الملاحظة مع ما خطه ابن إياس عن شخصية انتهازي خطير هو" الزيني بركات بن موسى" وبعد إذا انتهيت من كتابة الرواية فوجئت بها تتحول من رواية انتهازي إلى رواية "بصاصين ".

كان العصر المملوكي عصر قهر رهيب، ولوقرأت أوصاف السجون وأبشعها "المقشرة" الموجودة بباب النصر لاقشعر بدنك، كان يلقى فيه الإنسان طوال عمره دون ذنب جناه أومحاكمة تقضي بذلك . وفي "الزيني بركات " التقى القهر المملوكي بقهر الستينيات ".

وسواء أكان الزيني بركات رمزا للانتهازية والوصولية أورمزا لقمع البصاصين، فإنه يشير كذلك على المستبدين الناصريين الذين دفعوا الشعب إلى حرب فاسدة وحصدوا الهزيمة قبل حتى يشاركوا فيها ليشربوا بعد ذلك كؤوس المرارة والعار والذل المحلي والقومي والعنف السياسي .

لقراءة الرواية

اضغط
هنا لتحميل نسخة PDF كاملة من الكتاب
.
(معلومات)


انظر أيضا

  • الزيني بركات

المصادر

  1. ^ دار الشروق
  2. ^ ديوان العرب
  3. ^ يا ماكان
  • جمال الغيطاني: الزيني بركات، دار الشروق، القاهرة، مصر، بيروت، القاهرة ط1 ، 1989.
تاريخ النشر: 2020-06-04 19:04:10
التصنيفات: كتب بنسخة PDF, كتب عربية, روايات عربية, إصدارات دار الشروق, 2005, جمال الغيطاني

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

نصائح لمرضى الكوليسترول خلال رمضان

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

هل على الصم والبكم حفظ القرآن والصلاة والصوم؟..«الإفتاء» تُجيب 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:13
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

مرصد الأزهر يدعو إلى تعزيز الانتماء للحد من ظاهرة التطرف

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:08
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

انتظام امتحانات رابعة ابتدائي.. ولا شكاوى من أسئلة الدراسات الاجتماعية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:10
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

متى يجب توقف مريض الربو عن الصيام.. طبيب يُجيب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:10
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

ماكرون يؤيد فرض عقوبات جديدة على روسيا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

لماذا يرتكب البعض المعاصي في رمضان والشياطين مسلسلة؟.. «الإفتاء» تجيب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:11
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

فيروس كورونا: إغلاق شنغهاي يهز اقتصاد الصين والعالم

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:17
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 82%

37 مليون مستخدم استفادوا من خدمات "طرق دبي" خلال "إكسبو 2020"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:33
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

زيلينسكي: القوات الروسية اغتصبت وخنقت وقتلت النساء أمام أطفالهن

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:31
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

«عبد الغفار» يستقبل ممثل الـ«يونيسيف» لتعزيز التعاون في القطاع الصحي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

جامعة حلوان توضح أهمية ممارسة الرياضة في شهر رمضان 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:07
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

"BYD" الصينية تتوقف عن إنتاج السيارات العاملة بالبنزين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:32
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

رجل جامع زوجته قبل الفجر ولم يغتسل.. فما حكم صومه؟

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:12
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

الأردن..الأمير حمزة بن الحسين يعلن التخلي عن لقبه

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:16
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 72%

معلومات الوزراء: القاهرة الأولى إفريقيًّا في مؤشر مدن الأعمال العالمي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:06
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

تداول 26.5 طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:11
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

طقس الاثنين..أمطار وتساقطات ثلجية في مناطق المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:18
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 71%

الحكومة: لا صحة لتداول عبوات زيت مستعملة وغير صالحة للاستهلاك بالأسواق

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:09
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

موائد إفطار الصائمين تعود إلى ساحات المسجد الحرام.. صور

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:30
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

نصف مليون لتر من ماء زمزم لإفطار الصائمين بالمسجد الحرام

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:31
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

الاتحاد الأوروبي يتهم روسيا بتنفيذ أعمال وحشية في أوكرانيا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-04 12:17:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية