خزانة القرويين

خزانة القرويين هي مخطة جامع القرويين بمدينة فاس. يرجع تاريخ إنشائها إلى منتصف القرن الثامن الهجري.

كانت في البداية مخطة صغيرة أنشئت إلى جانب جامع القرويين لمساندة مهمته في التدريس، إلى حتى قام السلطان المريني أبوعنان فارس بن علي بالاعتناء بها رسميا عام 750 هـ/1349 م، ووضع لها قانونا للقراءة والمطالعة والنسخ وزودها بخط نفيسة في مختلف العلوم والفنون.

مخطة خزانة القرويين تحوي كنوزا ثمينة من المخطوطات النادرة وتشكل موردا عذبا للطلاب والباحثين.

تشكل خزانة القرويين بمدينة فاس تراثا معهديا وحضاريا خصبا ووجهة فهمية فريدة للباحثين العرب والاجانب الذين يشدون إليها الرحال للنهل من فهمها.

ويعود الفضل في اقامة الخزانة العريقة إلى السلطان المغربي أبي عنان المريني سنة 750 هجرية/1349م، وقد زودها برصيد من الخط والمؤلفات القيمة والنادرة. واضاف إليها السعديون خلال القرن الـ16 الميلادي خطا كثيرة نقلوها من الخزانة المرينية بالمدينة نفسها واغنوها بمخطوطات ووثائق فريدة فتجاوزت محتوياتها 32 الف مجلد سنة 1613. كما حافظت المخطة الفريدة بفضل نظامها المحكم على رصيدها الفهمي الذي يضم فيضا من المؤلفات والمخطوطات لكبار فهماء المغرب الإسلامي كابن طفيل وابن رشد الذي اشتهر بمؤلفاته الجمة في العهد المضىي ليعقوب المنصور.

وزينت قبة المخطة بزخارف جصية وخشبية منقوشة على الطراز الفني الاصيل تفصح عن مدى تأثر الفن المعماري المغربي بالإبداع الأندلسي الرفيع الذي يزهر في بيوت ومساجد المغرب الأقصى بتاريخ مجيد. كما تتمتع المخطة بفضاءات ساحرة مزهوة بالزخرفة الإسلامية الصوفية والفسيفساء ما يعطي للمكان قيمة تراثية عالية.

من جانبه نطق محافظ الخزانة حسن هرنان ان الكثير من الطلبة والأكاديميين يترددون على المخطة، ما يؤكد قيمتها الفهمية لدى الباحثين. واوضح هرنان ان المخطة تحتوي حوالي 21 الف عنوان مطبوع و3350 عنوان مخطوط قيم. وتابع ان " قيمة الخزانة تكمن في توفرها على أقدم مخطوط ويعود إلى القرن الثاني الهجري وهوكتاب "الصيغ" لابي اسحاق ابن إبراهيم الفزاري". كما كشف عن وجود نسخة وحيدة في العالم من كتاب في الطب بعنوان "ارجوزة ابن طفيل" وهي تعبير عن خط تتحدث عن الطب بطريقة رياضية.

واضاف هرنان ان من بين الخط النفيسة في المخطة "دوام التحصيل" لابن رشد الجد ويتحدث عن الخلافات الفقهية التي كانت دائرة بين الفقهاء العرب في القرن السابع الهجري. ونطق هرنان أيضا ان "اهمية المخطوط النادر تكمن في كونه مكتوبا على رق الغزال وتوجد به حوالي 365 ورقة وقد انجز في المغرب وطبع في 20 جزءا وهومن الذخائر التي تتوفر عليها المخطة". واشار إلى انه فيما يتعلق بصيانة محتويات المخطة ورصيدها الفهمي النفيس فانها تضم احدث مختبر للترميم على الصعيد العربي وهي الآن تساير التطور العالمي في هذا المجال من اجل الحفاظ على كنزها الثمين مستفيدة من الخبرة الأوروبية لاسيما الألمانية.

وأضاف انه من اجل الحفاظ على تلك المخطوطات القيمة عمد الخبراء إلى تخزينها بطريقة الـ"الميكروفيلم" وهوما يسهل العملية على الباحثين، والحفاظ على تلك النفائس من التلف والضياع. ونطق ان "هناك مشاريع عدة مع جامعات مغربية، خاصة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمدينة من اجل تحويل نسخ الميكروفيلم إلى اقراص تسهيلا للبحث الفهمي ومحاربة القرصنة". واكد ان المخطة مجهزة باحدث الوسائل التكنولوجية للحفاظ على تلك النفائس من الرطوبة والحرائق والسرقة وذلك باعتماد استراتيجية تتماشى والمعايير الدولية. ونطق ان "الخزانة تنفتح على محيطها العالمي وذلك بالمشاركة في تظاهرات ولقاءات تراثية وثقافية دولية بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الدولية في ذلك المجال".