وادي عارة
وادي عارة נחל עירון هي منطقة عربيّة تقع شماليّ مركز إسرائيل في منطقةِ المُثلّث الشّمالي، يمرُّ بها "شارع 65" ليربُطَ بين السهل الساحلي والجليل الأسفل. يقع على إمتدادِ شارع وادي عارة بلداتٌ عربيّة أشهرُها مدينة أُمّ الفحم وغيرها الكثير من القُرى، مثل: كفر قرع، عارة، عرعرة، مُصمُص، مشيرفة والبيّاضة.
التسمية
سُميّ الواد على إسمِ " تلّ عارة" الكنعانيّ الّتي تقع عليهِ قرية عارة اليوم، وقد ذُكر إسمهُ في رسائلِ تلّ العمارنة الفرعُونيّة بكونهِ الممرّ الّذي عبر فيهِ تحوتمس الثاني خلال الحُروب الّتي قام بها في بلادِ الشّام.
التاريخ
منذ فجر التاريخ البشري كان يستخدم طريق وادي عارة كممر اجتياز رئيسي بين السهل الساحلي والجليل. حيث كان متصلاً بطريق البحر إلى داخل فلسطين، نحوسوريا وبلاد ما بين النهرين. لوادي عارة أهميّة تاريخيّة بكونهِ ممرًا إستراتيجيًّا مُنذ الفترة الكنعانيّة وحتّى يومنا هذا.
وادي عارة يربط بين السهل الساحلي بفلسطين التاريخية (إسرائيل اليوم) وبين الجليل الأسفل. سمي الواد على اسم تل عارة الكنعاني التي تقع عليه قرية عارة اليوم. تنبع اهمية وادي عارة بكونه ممراً استراتيجيا منذ الفترة الكنعانية وحتى يومنا هذا. وقد ذكر في مخطوطات تل العمارنة الفرعونية بكونه الممر الذي عبر فيه تحتمس الثاني خلال الحروب التي قام بها في سوريا. اقيمت على امتداد الوادي قرى ومدن عربية متعددة مثل مدينة أم الفحم وقرية عرعرة وقرية كفر قرع ولهذا يعتبر من التجمعات الاساسية للعرب داخل الخط الأخضر.
في سنوات الثمانينات اقيمت الكثير من المستوطنات اليهودية على امتداد الوادي من اجل منع التتابع الجغرافي لسكان عرب وادي عارة مع السكان العرب بالضفة الغربية بسبب قربه للضفة الغربية. مع ذلك، تسمع اصوات من كبار المسؤولين الاسرائيليين وذالك منذ منتصف التسعينات بضم منطقة وادي عارة إلى منطقة نفوذ السلطة الفلسطينية بلقاء اقرار بعض المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية كمستوطنات تتبع للسيادة الاسرائيلية في حالة التوصل إلى اتفاق دائم بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين.
الجغرافيا
تتسم منطقة وادي عارة بجغرافية مميزة، فهي تعبير عن سلسلة من الجبال والهضاب تمتد على الجانبين على طول ما يقاربعشرة كيلومترات، حيث جبال عرعرة والخطاف وجبال أم الفحم من الجنوب والشرق، وهضبة الروحة تحاذي وادي عارة من الشمال عند كفر قرع وعارة، ومن الغرب عند مصمص ومشيرفة. ويتكون بين هاتين السلسلتين وادٍ طويل بنفس المسافة مع سهل ضيّق على جانبي الوادي، يصبح أكثر ضيقًا حدثا اتجهنا من الجنوب إلى الشمال، حيث ينغلق وادي عارة عند طلعة البياضة. وعادة ما يمتلئ هذا الوادي بالمياه لكثرة الأمطار الغزيرة وعيون الماء الجارية من ينابيع الروحة.
يتكون خط توزيع المياه في الوادي لقاء عين إبراهيم، حيث هناك ينفصل جريان المياه في الوادي جنوبًا في وادي عارة باتجاه السهل الساحلي، وهناك أيضًا تجري المياه شمالاً في الوادي مارًا في زلفة باتجاه مرج بن عامر. يكوّن الوادي على جانبية منطقة خصبة بالأشجار والخضار، كما أنّ هذه المنطقة تحوي العشرات من عيون الماء والآبار التي تتوزع على جانبي الوادي تبدأ من عيون الأساور الغزيرة عند منفذ الوادي الجنوب غربي وبير الدوادار وتنتهي عند عيون اللجون وواديها في منفذ وادي عارة الشمالي، مثل عين الحجّة وعين إمّ الرزّ وعين الستّ وغيرها، والتي كانت تشكل مصدر حياة للحيوانات والبشر، وممرًا تجاريًا وعسكريًا هامًا عبر العصور. لذا ليس غريبًا حتى هذه المنطقة كانت مقرًا هاماً للسكنى في العصور المتنوعة، حيث تنتشر الكثير من المغر والكهوف في هذه الجبال المحاذية، والتي تم حفرها منذ عصور قديمة وسكنها الإنسان.
السكان
يُعتبر وادي عارة من التجمعات الأساسية داخل الخط الأخضر، حيث يسكنه جزء من المُواطنين العرب الّذين يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة. ويبلغُ تعدادهم ما يزيد عن 100,000 نسمة. وأكبر تجمّع سُكّاني فيها هي مدينة أُمّ الفحم، حيث يبلغ عدد سُكّانها حوالي 52,000 نسمة.
طالع أيضًا
- المثلث الشمالي
- أم الفحم
المصادر
- مصطفى الدباغ ، بلادنا فلسطين ، كفر قرع : دار الشفق 1988
- محمد عقل ، المفصل في تاريخ وادي عارة ، القدس : منطقة الشرق العربية ، 199
المراجع
- ^ "قرى وادي عارة". مسقط أرشيف أم الفحم ووادي عارة.
- ^ "قرية عارة". مسقط أرشيف أم الفحم ووادي عارة.
- ^ "جغرافيا وادي عارة". مسقط أرشيف أم الفحم ووادي عارة.
وصلات خارجيّة
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Wadi Ara. |
- مبتر ڤيديوعلى مسقطِ إحنا TV: يُصوّر طريق وادي عارة من البيّاضة وحتّى كُفر قرع مُرورًا بمشيرفة، مُصمُص، أُمّ الفحم، عرعرة وعارة.