مستشفى هداسا جبل المشارف

مدخل المستشفى عام 1939.

مستشفى هداسا عام (2009)

مستشفى هداسا جبل المشارف (بالعبرية בית החולים הדסה הר הצופים)، هي مستشفى تقع على جبل المشارف في القدس. المستشفى، في هيئتها الأولى، صممها المعماري اليهودي إريك مندلسون وأُفتتحت للعامة عام 1938. أثناء حرب 1948 هجرت المستشفى واستأنفت نشاطها بعد توحيد القدس في أعقاب حرب 1967 وشهدت أعمال تجديدات ضخمة. اليوم، المستشفى جزءاً من مركز طبي تديره منظمة هداسا الصهيونية في القدس. مديرة المستشفى (من نوفمبر 2017) د. تمار إلرام.

خلفية تاريخية

المستشفى عند تأسيسها عام 1934.

بدأت الأنشطة الطبية لمنظمة هداسا الطبية في القدس بادارة مستشفى مائير روزتشيلد في أعقاب الانتداب البريطاني على فلسطين. قبل ذلك افتتحت المنظمة عيادات ومستشفيات في مدن أخرى بفلسطين.

في العشرينيات، وسعت هداسا أنشطتها في القدس وانتشرت في عدد من المواقع بالمدينة. عام 1929، تم بناء مبنى ناتان شتراوس لهداسا، وكان تخطيط المركز الطبي الحديث ملبياً لاحتياجات المدينة التي أخذت في النموفي أعقاب الحرب العالمية الأولى لتصبح مركزاً حضرياً كبيراً.

تخطيط المؤسسة على جبل المشارف

نحت "شجرة الحياة" (2009).

في 24 يوليو1918، تم إرساء حجر الأساس للجامعة العبرية في القدس. نتيجة لذلك، اتجه حاييم وايزمان لمخطط المدن الشهير پاتريك گيدس فأسند له مهمة عمل مخطط تام للجامعة. في ديسمبر 1919، تم رسم خطة عامة تلخص المخطط التفصيلي للمباني المحيطة بالمبنى المركزي مع قبة تذكارية للمباني الشرقية، شبيهة بقبة آيا صوفيا في إسطنبول. المباني المتفرعة من المبنى الرئيسي كانت تضم كليات مختلفة، منها كلية الطب والمستشفى الملحق بالكلية.

برنامج مندلسون

عام 1934، استقر المعماري إريك مندلسون في إسرائيل، وعام 1935 قدم خطة رئيسية شاملة للجامعة كمباني مستشفي جامعي من المفترض حتى تكون متصلة ببعضها البعض بواسطة قناطر مع تخطيط بيئي دقيق. تم تقديم "خطة مندلسون" للجنة تخطيط المنطقة عام 1936 وتم الموافقة عليها.

التخطيط ومبنى المستشفى

فيما يخص المستشفى، خطط مندلسون لحرم معاصر مرفق بمباني مختلفة. تقع المستشفى بصفة رئيسية فوق هيكلين مستطيلين ضخمين متصلان ببعضهما عن طريق المباني الثلاث اللقاءة. ما بين المبنيين بنيت باحات.

حرب 1948

أدت بداية أحداث حرب 1948 في القدس إلى فصل جبل المشارف عن بقية، والذي يقع في المنطقة الشرقية من المدينة ومحاط بأحياء عربية. في أعقاب قرار التقسيم الأممي الصادر في 29 نوفمبر 1947، كان انتنطق اليهود بين جبل المشارف والقدس غير آمناً.

في أوائل مارس، هدد عبد القادر الحسيني زعيم المقاومة الفلسطينية في القدس بتفجير المستشفى. في الوقت نفسه بدأت الهجمات العربية على القوافل الواصلة للمستشفى.

قافلة هداسا

في 13 أبريل 1948، هاجم أفراد من المقاومة العربية قافلة أطباء، وممرّضات وموظّفين من مستشفى هداسا والجامعة العبرية. وقد هوجمت القافلة من كمين في حي الشيخ جراح وهي في طريقها إلى جبل المشارف. فمنع الجنود البريطانيون الذين شهدوا المجزرة رجال الهاگانا من الوصول إلى القافلة ومساعدتها. استمر الهجوم لساعات طويلة وقد اغتال خلاله ثمانية وسبعين شخصاً (البعثة الطبية لهداسا). جبل المشارف فصل عن القدس والحرم الجامعي أصبح جيباً إسرائيلياً داخل المنطقة الواقعة تحت سيادة الأردن. بعد مرور شهر، هاجمت فيالق أردنية جبل المشارف لكن محاولتها باءت بالفشل.

دُفن بعض من ضحايا الهجوم في مقبرة سانهدريا.

اغلاق المستشفى

بعد الهجوم، تم منع القوافل الأخرى من الوصول لجبل المشارف. تدهورت حالة المستشفى، وأخيرا تقرر إجلائها في أوائل مايو، مع هجر فريق صغير يمكنه التعامل مع 50 مريض. في نهاية مايوتم إغلاق المستشفى بسبب نقص الإمدادات، ولم يبقى سوى عدد قليل من الأطباء والمساعدين. فيسبعة مايو1948، تم التوصل لاتفاقة بين القادة العسكريين الإسرائيليين والقادة العرب لنزع السلاح في جبل المشارف. ظلت الاتفاقية سارية وتم التأكيد عليها في هدنة 1949.