المعاهدة الأنگلو-حبشية 1897

عودة للموسوعة

المعاهدة الأنگلو-حبشية 1897

وصول بعثة رنل رود إلى أديس أبابا.

المعاهدة الأنگلو-حبشية 1897 Anglo-Ethiopian Treaty of (أحياناً تسمى معاهدة رود Rodd Treaty) كانت اتفاقية تفاوض عليها الدبلوماسي السير رنل رود من بريطانيا العظمى والامبراطور منليك الثاني من الحبشة أساساً حول الحدود بين إثيوپيا وأرض الصومال البريطاني. وقد وُقِعت في 14 مايو1897 لكي "تقوي أواصر الصداقة وتجعلها أكثر فعالية ونفعاً للمملكتين"، حسب الفقرة التمهيدية فيها.

خلفية

عزل الجنرال باراتيري حاكم مستعمرة إرتريا الايطالية بعد هزيمته في عدوه (222)، واستبدل به الجنرال بالداسيري، كما استنطق رئيس الوزراء الايطالي كريسبي وخلفه دي روديني (223). وقد دخلت ايطاليا في مفاوضات مع منليك انتهت بعقد معاهدة صلح في 26 أكتوبر سنة 1896 أنهت حالة العداء بين الدولتين وألغت معاهدة أوتشيالي التي كانت سبب هذا الصراع، والتي كان لها تأثير كبير في العلاقات بين دول هذه المنطقة والدول الأوروبية ايطاليا وفرنسا وإنجلترا، ورسمت بصفة مؤقتة الحدود بين إريتريا وأثيوبيا وعلى خط أنهار المأرب – بيليسيا – مونا (224). وفي نفس الوقت ظلت أثيوبيا مسرحا للنشاط الفرنسي الروسي، الأمر الذي أقلق الحكومة البريطانية وجعلها تخشى حتى يسعى وكلاء الدولتين إلى تشويه أغراض الإنجليز في حوض النيل بصورة قد تستنفر منليك ضد المطامع البريطانية (225). ويعتقد أنها موجهة ضده.

وكان فوز إثيوبيا في عدوة قد لفت أنظار دول أوروبا إليها فسعت إلى صداقتها (226). ولقد أوفدت فرنسا في ديسمبر سنة 1896 سفيرها ليون لاجارد في بعثة إلى أديس أبابا ودعمته بأموال طائلة وكميات كبيرة من الأسلحة لاستخدامها في تقوية النفوذ الفرنسي في أثيوبيا والحصول على موافقة منليك على تسهيل مرور حملتين فرنسيتين في بلاده الأولى برئاسة كلوشيت وكان وقتها في اثيوبيا. والثاني رياسة بونفولووكان منتظرا وصوله في أية لحظة، ومهمتها الوصول إلى النيل. واستطاع السفير الفرنسي هذا حتى يعقد معاهدة تجارية وأخرى سياسية تتعلق بتخطيط الحدود بين الصومال الفرنسي وأثيوبيا، ثم اتىت أثيوبيا بعثة فرنسية أخرى ليست لها صفة رسمية يرأسها الأمير الفرنسي السابق هنري دورليان. وكان هناك اعتقاد بأن الغرض من مجيئه إلى أثيوبيا هوالوصول إلى أعالي النيل للقاءة حملة مارشان القادمة من منطقة الأوبانجي العليا إلى النيل (228). وكانت روسيا قد أوفدت بعثاتها أيضا بهدف تدعيم صداقتها مع امبراطور أثيوبيا، التي ازدادت بعد فوزه في عدوة (229).

كان هذا النشاط الفرنسي الروسي المتزايد في أثيوبيا بالاضافة إلى الوفاق بين منليك والمهديين، اذ حتى منليك كان يعتقد حتى الإنجليز هم الذين شجعوا الايطاليين على غزوبلاده، لذلك أوفد إلى التعايشي يلفت نظره الى الخطر الإنجليزي الذي ولج بلاده واستولى على دنقله وأن عدوه هوعدومنليك وأنهما يدا واحدة في تجاه المهديين في الحرب المنتظرة مع الانجليز بنفس الدور الذي قامت به جميع من فرنسا وروسيا تجاه أثيوبيا في صدامها مع ايطاليا وذلك بمد المهديين بالسلاح والمستشارين عبر الأراضي الأثيوبية ولما كانت بريطانيا تسعى إلى منع أي تعاون بين أثيوبيا والمهديين كما ترغب في الحصول على معلومات عن الحالة الداخلية في أثيوبيا نفسها أوفدت بعثة رنل رود إلى منليك في أوائل سنة 1897 (230) وبناء على اقتراح قدمه كرومر في ديسمبر سنة 1896 باراسل هذه البعثة الى منليك ردا على بعثة فرنسا ولابعاد شكوكه عن العمليات الحربية التي تقوم بها مصر في السودان (231).

وقد أصدرت الحكومة البريطانية في أوائل فبراير سنة 1897 تعليماتها إلى رنل رود بالذهاب إلى أديس أبابا ليوضح لمنليك حتى العمليات العسكرية التي تقوم بها حكومة مصر في السودان تستهدف استرداده، كما كان من قبل، وأنه ليس لهذه العمليات الحربية أية نوايا عدائية نحوأثيوبيا. وتؤكد بريطانيا بمقتضى هذه التعليمات أنها لا تعارض في الاعتراف بتخطيط الحدود الأثيوبية بين خطي عرض 15 شمالا مما لا يتجاوز منطقة النفوذ التي أعطيت لايطاليا بمقتضى اتفاق 15 أبريل الذي يقع بين كركوج وفامكه، في حالة ما اذا كان الامتداد ضروريا على ألا يلحق هذا الامتداد أذى بالمصالح المصرية في لقاء الحصول على محالفة منليك وتعاونه ضد المهديين (232).


المعاهدة

وقد تقابل رود مع منليك يوم وصوله أديس أبابا (28 أبريل) حيث قدم نفسه إليه وأبلغه بأنه موفد من قبل ملكة بريطانيا حاملا اليه رسالة ود وصداقة وتأكيد لنوايا بلاده السلمية والرغبة الصادقة في حتى تسود العلاقات الطيبة بين البلدين، ثم سلم رود منليك رسالة الملكة فيكتوريا وأخرى من الخديوي عباس وثالثة من البطريرك (233). وقد جاء هذه اللقاءة من جانب رجال الامبراطور منليك مستشاره الخاص ألفريد إيلج وأعضاء البعثات الأجنبية. وعلى رأسهم بونفولووهنري دورليان الفرنسيين وليونتيف الروسي، وقد عهد رود حتى البعثة الفرنسي برياسة كلوشيت قد وصلت إلى أديس أبباا قبل وصوله بأسابيع قليلة، وأن كلوشيت لا يزال يعيد تنظيم حملته في مكان بعيد عن أديس أباب استعدادا لاستنئاف الزحف صوب النيل حتى يقابل الحملة التي يقودها مارشان من الغرب (234). ولكنه لم يستطع حتى يحصل على معلومات كافية عن وفد المهديين هذا الا أنه فهم حتى الغرض هواقامة العلاقات الودية مع منليك في الوقت الذي كان متسقطا فيه حتى يستأنف المصريون زحفهم جنوبي دنقلة. وقد افترض رود حتى منليك قد اتخذ موقف الحياد عندما أجاب رئيس البعثة المهدية (محمد عثمان ودحاج خالد) بأنه لا يرغب في تجديد الحرب والعداء ضد المهدية – ولكنه لا يريد في الوقت نفسه حتى يعد بمساعدة الخليفة، واعتقد رود أيضا بأن البعثة المهدية حددت اقامتها أثناء وجودها في أديس أبابا فسمح لها بالنزول في منزل المطران متاؤس المصري ومنعت من الاتصال بأحد، وهذا ما اعتقده رود بخصوص البعثة المهدية (235).

والواقع حتى بعثة التعايشي هذه كانت ردا على رسالة منليك التي حذره فيها من الزحف الانجليزي المصري القادم الهي من الشمال. وقد استقبل منليك البعثة المهدية استقبالا طيبا حيث تسلم من رئيس البعثة محمد عثمان رسالة التعايشي الذي ذكر فيها قبوله مبدئيا العرض المقدم من منليك لعقد الصلح بينهما ولكنه أبدى تحفظات معينة، فهويؤكد لمنليك بأن لا صلة له بالأوروبيين وليس بينه وبينهم الا الحرب. وطلب من منليك حتىقد يكون كذلك وأن يمنع جميع الأوروبيين من الدخول إلى بلاده، واذا وافق عليه حتى يرسل شخصا من طرفه لعقد الصحل. وقد تلقى منليك الرسالة بسرور ووافق على طلبات التعايشي وكان متحمسا لعقد الصلح ورأى حتى الخلافات الدينية لا تهم كثيرا، بل اقترح انشاء مواصلات منتظمة بين البلدين. وقد صحبت البعثة المهدية بعثة سلام من منليك مكونة من عشرة أشخاص، وقد وصلت البعثتان إلى أم درمان، وسلمت التعايشي رسالة منليك الذي أوضح له أنه لا توجد بينه وبين الأوروبيين أي علاقة ما عدا التجارة وهي ضرورية لبلاده وللسودان معا، وأن وقفها يضر بالبلدين، وأعرب عن استعداده لقبول أي شروط أخرى وتقديم أي مساعدة من مال وعتاد، وفي حالة أي غزوأوروبي ضد السودان، إلى غير ذلك فقد كاد التحالف يتم عملا بين منليك والتعايشي لكن ذلك لم يحدث، من الممكن لأن الغزوالبريطنيا شغل التعايشي، ولعله كذلك قد صرف منليك عن الخليفة المهدي (236).

وتتابعت اللقاءات بين رود ومنليك وأوضح الأول للثاني حتى بريطانيا ترغب تنظيم الحدود الشرقية للسودان وحماية مصالحها التجارية، كما أنها ترغب في الوصول إلى تفاهم مع منليك فيما يتعلق بمصالح مصر بشأن بعض الأراضي وأنه على أثيوبيا بمقتضى معاهدة عدوه سنة 1884، حتى تحيل إلى الحكومة البريطانية جميع المنازعات التي تحدث بينها وبين مصر، ولكن منليك اعترض ونطق حتى هذه المعاهدة ألغيت بعد حتى أحضرت بريطانيا الايطاليين الى مصوع في فبراير سنة 1885 وقد نفى رود مسئولية بريطانيا عن ذلك لأن ايطاليا دولة مستقلة ليس لها سلطان عليها ولعدم استطاعة مصر انهاء الاحتلال وقتها، كما حتى ذلك لا يعني الغاء اواضعاف هذه المعاهدة، بدليل حتى أثيوبيا لا تزال تحتل بوجوس بمقتضاها، أما بخصوص معاهدة أوتشيالي فان بريطانيا قبلتها بالصورة التي أبلغتها بها ايطاليا ولم تفهم انجلترا إلى مؤخرا حتى أثيوبيا لا تعترف إلا بالنص الأمهري للاتفاقية. وتحدث رود مع منليك في مسائل شتى منها مكافحة تجارة الرقيق ومنع مرور الأسلحة الى السودان ، وأوضح له حتى المهديين أعداؤه مثلما هم أعداء الإنجليزي. وتناول رود موضوع بعثة كلوشيت ونفى منليك أنها تحمل سلاحا، وطلب السماح لاثيوبيا بنقل الاسلحة من زيلع فودعه رود بأن تبحث حكومته ذلك. وفيما يتعلق برسم الحدود بين مصر (السودان) وأثيوبيا، فقد اكتشف رود حتى منليك قد أصدر منشورا إلى جميع الدول لم يفهم به اطلاقا وهوالخاص بمد حدود أثيوبيا إلى الخرطوم وبحيرة نيانزا. وهذه المناطق اعتبرها منليك حدوده الغربية. وقد عثر رود حتى ما يقدمه الى منليك والذي سمحت به حكومة برطيانيا نظير عقد محالفة صريحة معه، يقل كثيرا عن التوسع الذي يريده منليك في هذه المنطقة. وعلى ذلك فقد رأى رود من الحكمة تأجيل جميع المسائل المتعلقة برسم الحدود في هذا الجانب الغربي إلى ما بعد استرجاع الخرطوم وتأسيس السيطرة المصرية في حوض النيل (237).

وفي 14 مايوسنة 1897 استطاع رنل رود حتى يسقط معاهدة مع منليك عهدت باسم معاهدة أديس أبابا، وبعدها غادر أثيوبيا إلى لندن (238). وتكونت هذه المعاهدة من ست مواد. نص فيها على حرية التجارة والانتنطق لرعايا الدولتين واستيراد الأسلحة والذخيرة عن طريق المستعمرات البريطانية ، على حتى تكون هذه الأسلحة خاصة بالامبراطور. كما تعهد منليك لملكة بريطانيا بأن يمنع بكل ما لدية من قوة مرور الأسلحة من أرضه وكل أملاكه إلى المهديين، ويعلن أنهم أعداء امبراطوريته (239).

  • Article II: defined the geographical boundaries between Ethiopia and British Somaliland.
  • Article III: specified keeping open the caravan route between Harar and the colonial port of Zeila.
  • Article IV: Ethiopia granted Great Britain favoured rights in respect to import duties and taxes.
  • Article V: allowed Ethiopian import of military equipment through British Somaliland.
  • Article VI: dealt with problems concerning Sudanese Mahdists.

وعلى ذلك تكون بعثة رنل رود قد أحرزت بعض النجاح في مهمتها التي أوفدت من أجلها، فقد استطاعت حتى تزيل الى حد ما سوء التفاهم بين بريطانيا ومنليك بسبب موقف الأولى من معاهدة أوتشيالي ومؤازرتها للايطاليين في مشروعاتهم التوسعية في اريتريا، وذلك باتصالها به مباشرة وليس عن طريق ايطاليا كما كانت من قبل. كذلك استطاعت هذه البعثة حتى تنتزع تعهدا من منليك بعدم مساعدة المهديين واعتبارهم أعداء لبلاده. واتفق على تسوية مشاكل الحدود التي قد تنشأ بين السودان وأثيوبيا عندها يستأنف الزحف إلى الجنوب لاسترداده. وبذلك أصبح الطريق ممهدا للجيش المصري لاستمرار الزحف (240).

على حتى هذه البعثة فشلت في حتى تحدد الحدود بين السودان وأثيوبيا وهجرتها للمستقبل، وذلك لأن منليك تمسك بمنشوره الدوري الصادر فيعشرة أبريل سنة 1891، وكان تمسك منليك بهذا المنشور منتظرا ما تسفر عنه الأيام مستقبلا. وربما كان وراء ذلك، حتى مبعوث فرنسا لاجارد عندما زار أديس أبابا قدم له مزايا عديدة أكثر من مبعوثي الدول الأخرى وأكثر مما قدمه رنل رود، فقد أعترفت فرنسا بسلطة منليك على طول النقطة التي تبعد 100 ميل جنوبي الخرطوم، كما تعهدت بمساعدته في اقامة سلطته على الضفة الشرقية من هذه النقطة وحتى لادر جنوبا. والتي اعتبرتها فرنسا منطقة أثيوبيا، وذلك في لقاء وعد من منليك حتى يؤيد البعثات الفرنسية القادمة من الغرب كما يحمي ويسمح للبعثات الفرنسي من المرور عبر بلاده لكي تصل إلى أعالي النيل (241). وبالطبع فان شروط هذه المعاهدة الفرنسية التي تتفق مع رغبات منليك وتحقق الى حد ما منشوره التوسعي، تجعله يؤجل التفاوض مع بريطانيا فيما يتعلق بتحديد الحدود بين السودان وأثيوبيا.

وربما ساهم في هذا التأجيل كذلك حتى الفوضى المنتشرة في السودان وانشغال المهديين بزحف المصريين قد تعطيه الفرصة للتوسع في السودان، وبالتالي يؤكد منشوره التوسعي، الذي لم يستطع حتى يحققه حتى لا يصطدم بالثور المهدية، وقد يترتب على اصطدامه هذا هزيمة أخرى مثل هزيمة يوحنا الرابع. لذلك فقد تمسك بمشنوره هذا أمام رنل رود حتى يوهمه بتوسعاته في السودا، التي قد يحققها سواء بمعاونة الفرنسيين أويقوم هوبها منتهزا الفوضى الناشبه في دولة السودان المهدية، ووقتها يستطيع حتى يضع بريطانيا ومصر أمام الأمر الواقع وذلك عندما يتم لهما القضاء على المهديين. ومما يؤكد ذلك حتى منليك انتهزر فرصة طلب التعايشي منه حتى يعاونه في اخضاع ولد نور الغوري حاكم بني شنقول المتمرد عليه، فزحف منليك بحدوده غربا نحوالنيل الأزرق، كما أوفد حملة أخرى نحوالنيل الأبيض بغرض وقف الزحف الاوروبي على النيل، وخط إلى التعايشي مشروحا تلك المستوى بقوله : "أقول لك حتى الأوروبيين الموجودين حول النيل الابيض مع الإنجليز قد خرجوا من الشرق والغرب وقصدوا حتى يدخلوبلادي وبلادك والآن أمرت جيوشي بأن تصل إلى النيل الابيض، ولربما تسمع خبرا من التجار أوغيرهم وتعتقد في شئ آخر، لذلك خطت إليك لكي تعهد القصد وأنت من جهتك تحفظ ولا تدع الأفرنج يدخلون بيننا وتشدد لأنه اذا ولج الأفرنج في وسطنا يصير تعب عظيم لنا واذا كان يحضر عندك أحد من الأفرنج عابر طريق اعمل جميع اجتهادك حتى تصرفه بالمحبة". وعندما أخذت جيوش كتشنر تقترب من أم درمان، بعث منليك برسالتين إلى التعايشي يطلب منه حتى يفتح عينيه حذرا من الأوروبيين كما أوفد له فهما فرنسيا لكي يحمله على حدوده اذا هاجمه الإنجليز، ولكن التعايشي رفض حمل الفهم وأعاده ثانية الى منليك (242).

ويتضح مما تجاوز مدى دهاء منليك ، فقد أراد حتى يصرف نظر التعايشي عن تحركاتها الحدودية، كما أراد حتى يخدع الانجليز عندما يرون فهما فرنسيا مرفوعا على أم درمان بكل ما قد ينتج من اشكالات دولية توقف زحف الجيش المصري عندها، وفي هذه الأثناء يتم وصول البعثات الفرنسية إلى أعالي النيل وتتم أيضا سيطرة منليك على الضفة الشرقية للنيل ويضع مصر وبريطانيا أمام الأمر الواقع (243). كذلك يتضح حتى منليك بالرغم من قصده من تعهده بعدم التحالف مع المهديين فقد ظل على اتصال بهم، بل حاول حتى يستغلهم لصالحه ضد الانجليز والمصريين في تقدمهم لاسترداد السودان. وواضح جدا حتى منليك قد أوفد أربع حملات بعد رحيل بعثة رنل رود، إلى النيل الابيض والأزرق وبحيرة رودلف لمد نفوذه إلى هذه المناطق، وأنه بالتالي لا يثق في بريطاينا، ولذلك نستطيع حتى نقول حتى رود لم يحصل على ضمان قوي يمنع من تحالف منليك مع المهديين ، سوى تعهده في المعاهدة المعقوة بينهما والتي كان يمكن حتى ينقضها امبراطور أثيوبيا اذا ما ساعدته الظروف على ذلك (244).


ولقد شعر رود بأطماع منليك هذه المدعمة بتأييد فرنسا له. ولما كان المبعوث الانلجيزي أوسولسبوري لا يستيطع حتى يقدم عرضا أفضل من عرض فرنسا هذا ، كما حتى الحملة الزاحفة على السودان هي لاسترداده لتحكمه وليس معناها استبدال حكم التعايشي بحكم منليك ومعه حلفاؤه الفرنسيون، كما واضحا لرود ومن معه حتى هذه المشكلة لن تحل الا بمعركة كبيرة، وأنه عندما يشق كتشنر قائد حملة الاسترداد طريقه إلى الخرطوم وتسيطر بريطانيا على النيل حتى فاشوده جنوبا فان منليكقد يكون أكثر ادراكا لعدالة الهدف البريطاني (245). ولذلك فقد خط رود إلى سولسبوري يوم توقيع المعاهدة 14 مايوسنة 1897 "أنه اذا حصل حتى تقرر اعادة الاستيلاء على أم درمان، وقام أسطول قوي من البواخر بأعمال الرقابة على امتداد النيل الطويل الذي يجري دون عقبات من الخرطوم إلى فاشودة فسوفقد يكون لدينا تلك القوة الأدبية التي تسندنا عند بيان مطالبنا ومطالب مصر في عبارات واضحة صريحة وهوالشئ الذي نفتقده الآن تماما " (246).

كذلك لم توفق البعثة في مسعاها لوقف نشاط البعثات الفرنسية أووقف زحفها غربا أوالحصول من منليك على وعد بألا يقدم اليها اية مساعدات قد تساعد على تحقيق أهدافها في الوصول إلى أعالي النيل من أثيوبيا أومن جهة الغرب (247).

وبالرغم من فشل رود في ذلك، فان البعثات الفرنسية التي اتخذت من أثيوبيا ميدانا لها قد صادفها سوء الحظ مما أدى إلى فشلها. وساعد على ذلك غرور لاجارد المبعوث الفرنسي وحبه للسيطرة عليها. وكان عدم تعضيد لاجارد بونفولوسببا في فشله في الاتفاق مع منليك، مما دفعه إلى العودة إلى فرنسا، تاركا قيادة البعثة إلى نائبه بوتشامب وفي النهاية استطاع الأخير حتى يحصل على المرشدين وخطاب توصية إلى الدجزماتش حاكم جوري في أعالي نهر السوباط، وعندما وصل بوتشماب اليها كان لكوشيت يصارع الموت فيها. ويبدوحتى منليك لم يؤيد هذه البعثة فأمدها بمرشدين نجحوا في تضليلها، كما حتى تساما عرقل نشاطها وتحركاتها وقد أدى ذلك إلى عودة بوتشامب إلى أديس أبابا ليطلب تدخل منليك الشخصي حتى تنجح البعثة في انشاء مراكز خاصة به على النيل.

وفي ذلك الوقت كان لاجارد قد عاد إلى أديس أبابا في بعثة أخرى من فرنسا، وقام بعد عودته بضم بعثة بوتشامب مع ما تظل من بعثة كلوشيت في بعثة واحدة وذلك لاتمام مهمتها. وكان على بوتشامب حتى يسير إلى جانب الضفة اليسرى لنهر السوباط حتى النيل ويقيم قلعة اثيوبية على الضفة اليمنى وأخرى فرنسية على الضفة اليسرى . كما زود منليك بمذكرة يخوله فيها حمل فهم أثيوبيا والاتفاق مع الأهالي، كما أمده بأكثر من رسالة ايجابية إلى تساما. وبالعمل فقد تغيرت سياسة تساما تجاه البعثة الفرنسية وتمكن بوتشامب من حتى يبدأ رحلته واتخذ الطريق الذي رسمه لاجارد، وقام بعقد محالفات مع الزعماء الوطنيين على طول الطريق باسم منليك وليس باسم فرنسا. وكان الطريق شاقا كما قابلتها صعوبات قاسية أجبرتها على العودة بعد حتى وصلت إلى ملتقى السوباط والاجوبا في أواخر ديسمبر سنة 1897، وكانت تبعد عن فاشودة مائة ميل.

وفي أثناء عودتها قابلت حملة كبيرة بقيادة تساما ومعه أحد المغامرين الروس ويسمى آرتامنوف المفوضية لاروسية في آديس أبابا. وقد اهتم بعض أعضاء بعثة بوتشامب الى هذه الحملة الأثيوبية التي كان هدفهخا انقاذ بوتشامب وتثبيت النفوذ الأثيوبي في وادي نهر السوباط حتى النيل. وقد استمرت هذه الحملة في سيرها في مارس سنة 1898، واستطاعت حتى تصل الى النقطة التي يلتقي فيها السوباط بالنيل في 22 يونية سنة 1898 قبل وصول مارشان بستة عشر يوما، وانتظرت مارشان ولكنه لم يكن قد وصل بعد. وكان سوء الأحوال المناخية والطبيعية الأثيوبيين سببا في عودتها إلى مواقعها واخلائها هذه المنطقة، وان كانت تقد هجرت ما ينم عن وصولها إلى هذا المكان. وكانت حملة تساما هذه جزءا من عملية واسعة النطاق، فهي احدى الحملات الأربعة التي أوفدها منليك ليدعم مطالبه الخاصة بالحدود المبينة في منشوره سنة 1891، فبالاضافة إلى هذه، الحملة كانت الحملة التي وجهت الى شمال بحيرة رودلف، ثم أعقبتها حملة أخرى الى هذه المناطق لتأكيد تبعيتها الى منليك وأخيرا وأهمها حملة الراس ماكونين والتي تقدمت في منطقة النيل الأزرق في ربيع سنة 1898 (248).


واقعة فاشودة

وعلى أي حال فقد وصلت بعثة مارشان فاشودة فيعشرة يولية سنة 1898 وحملت الفهم الفرنسي فوق أطلال القلعة المصرية القديمة. ومع أنه لم يجد أحدا في انتظاره من الفرنسيين أوالأثيوبيين، فقد ظل مارشان في مسقطه حتى اتىه كتشنر قائد الحملة المصرية الإنجليزية المكلفة باسترداد السودان (249). وزاء هذا النشاط الفرنسي وفشل رود في ايقافه اشتد قلق سولسبوري، وحثه رود عندما وصل لندن على حتى يسرع بارسال حملة من اوغندا تسير بحذاء النيل الى فاشودة أملا في الوصول قبل مارشان. على حتى حملة ماكدونالد التي أوفدت من اوغندا لهذا الغرض فشلت في الوصول إلى فاشودة بسبب ثورة جنود الحملة السوادنيين الناتجة من ارهاقهم وعدم دفع مرتباتهم. وعندما قام برحلته أخيرا في صيف 1898 لم يصل الا الى مسافة مائة ميل من لادو، وعهدت وزارة الخارجية البريطانية في نوفمبر سنة 1897 حتى ماكدونالد لن يستطيع حتى يصل الى فاشودة في الوقت المناسب (250).

وازداد الموقف خطورة في السودان مع بداية عهام 1898، فقد فشلت محاولة الوصول الى فاشودة من الجنوب، كما حتى منليك والفرنسيين يواصلون محاولاتهم للوصول الى أعالي النيل وتدعيم سلطة الامبراطور الأثيوبي في هذه المناطق واستيلائه على بني شنقول والروصيرص. لذلك قررت بريطانيا استنئاف الزحف في السودان حتى الخرطوم. وبالعمل زحف كتشنر حتى وصل أم درمان، حيث هزم المهديين في معركة أم درمان الفاصلة في 2 سبتمبر سنة 1898 وفر بعدها التعايشي وزالت دولة المهديين في السودان بهذه الهزيمة (251).

وقد اقترح كرومر بعد فوز كتشنر في معركة أم درمان حتى يرسل حملتان احداهما بقيادة السردار كتشنر في النيل الأبيض لوقف الفرنسيين، والأخرى في النيل الأزرق لوقف الأثيوبيين الذين وصلوا الى بني شنقول، وأن يقتصر عمل رجال العملتين على اتخاذ موقف الدفاع فقط اذا تقابلتا مع فرنسيين أوأثيوبيين وألا يعملوا على استفزاز هؤلاء لمهاجمتهم. وفي حالة حمل الفرنسيين فهمهم على بقعة من النيل يحتج قائد الحملة على ذلك ويطالب باسترداد هذه الأرض باسم الخديوي (252). وقد قررت حكومة بريطانيا الأخذ باقتراح كرومر هذا. كما تقرر حمل الفهمين المصري والإنجليزي على الخرطوم بعد الاسترداد، وأصدرت أوامرها الى كتشنر بأن يقود حملة النيل الابيض وألا يظهر منه عند تعامله مع السلطات الأثيوبية أوالفرنسية ما يفهم منه بالقول أوبالعمل الاعتراف باي حق في النيل لفرنسا أوأثيوبيا. كما أوصى كتشنر بألا يصطدم بأية قوة أثيوبية وأن عليه حتى يحيل أي نزاع إلى الحكومتين الإنجليزية والأثيوبية. ويوضح لقائد القوة الفرنسية التي يجدها بأن بقاءه في وادي النيل اعتداء صارخ على حقوق مصر وبريطانيا. وكانت الأخيرة قد أوضحت لحكومة فرنسا أنها لا تعترف بحق أي دولة أوروبية غير بريطانيا في امتلاك أي جزء من وادي النيل إلى غير ذلك فقد أشركت بريطانيا نفسها مع مصر في حق السيادة على وادي النيل منذ حتى اعترف ايطاليا ضمنيا بذلك في اتفاق 15 أبريل سنة 1891. وقد تدعم هذا الاشتراك بالمساهمة في عملية استرجاع السودان مع مصر صاحبة الحقوق الشرعية عليه (253).

وبالعمل فعندما تأكد وجود الفرنسيين في فاشودة، زحف كتشنر على راس حملة صاعدا النيل الأبيض حتى وصل فاشودة في 21 سبتمبر سنة 1898 فوجد حملة مارشان التي وصلت هذا المدينة فيعشرة يولية سنة 1891 أي قبل سقوط أم درمان (254). وفي 21 سبتمبر تقابل مارشان وكتشنر في فاشودة وأصلا كلاهما على موقفه فقد كان مارشان قد أوضح له في رسالته التي رد بها على رسالة كتشنر اليه بأنه انما اتى الى هذا المكان بناء على أوامر من حكومته وانه قد احتل منطقة بحر الغزال حتى مشرع الرق والى ملتقى بحر الجبل بالاضافة الى بلاد الشلك الواقعة على الضفة اليسرى للنهر حتى فاشودة، وانه عقد اتفاقية مع ملك لاشلك قبل بموجبها وضع بلاده تحت الحماية الفرنسية، وكان مارشان قد أوفد يطلب مددا من فرنسا عن طريق أثيوبيا وبحر الغزال. وأوضح لكتشنر بأنه نتيجة لحضوره ان تغير الموقف وانه لا يستطيع حتى يبرح المكان دون تعليمات أخرى من حكومته (255)ز

وكان هذا هوموقف مارشان الذي أصر عليه، أما موقف كتشنر فقد كانت الأوامر الصادرة اليه هواسترجاع هذه المنطقة الى السلطة المصرية، ثم أخيرا اتفقا على حتى يمضى مارشان الى القاهرة ليستطلع رأي حكومته في هذا الموقف. على حتى كتشنر كان قد حمل الراية المصرية بموافقة مارشان وهجر السردار قوة عسكرية في فاشودة في لقاءة القوة الفرنسية ثم غادرها الى أم درمان وهجر الموقف كله في أيدي الحكومتين الفرنسية والإنجليزية (256). وأخيرا حلت هذا لمشكلة وديا وانسحب مارشان بحملته من المنطقة عائدا الى بلاده (257). وقد ساعد على حل معضلة فاشودة حتى منليك انشغل بثورة منجاشا حاكم تيجري، التي تم اخضاعها في نفس الوقت الذي وصل فيه مارشان إلى أديس أبابا عائدا من فرنسا (258). وبانسحاب الفرنسيين من فاشودة تم القضاء على جميع المحاولات الفرنسية والتي تهدف الى الوصول إلى أعالي النيل وأصبح النفوذ الانجليزي هوالنفوذ السائد القوي في هذه المنطقة وضعف النفوذين الفرنسي والايطالي (259). واستردت مصر مدينة كسلا من الايطاليين في آخر سنة 1897 (260).

وازاء تحركات الإثيوبيين، أوفد كتشنر عند وصوله الى فاشودة قوة صعدت نهر السوباط واحتلت الناصر ولما عاد الى أم درمان أوفد قوة أخرى في النيل الأزرق بقيادة هنتر للوقوف في وجه الأثيوبين (261)، واحتل سنار والروصيرص والقضارف والقلابات والجزيرة وفازوغلي وتأسست نقطة في فامكة. أما بني سنقول فقد بقيت في يد الأثيوبيين، وبذلك سيطرت مصر وبريطانيا على السودان (262). وعادت مرة أخرى الحدود المشهجرة بين مصر وأثيوبيا. ولما كانت بريطانيا تحتل مصر فقد نصبت نفسها حامية لمصالحها في السودان وأعالي النيل كما أنها اشهجرت في حكم السودان مع مصر بموجب الاتفاق الثنائي المسقط في سنة 1899، وكانت هناك محاولة لتحديد الحدود بين السودان وأثيوبيا ولكنها أرجئت بسبب تمسك منليك بمنشوره الصادر في سنة 1891 مما جعل رنل رود يطلب تأجيلها مستقبلا في ظروف تسمح بذلك، وعليه فقد كانت المستوى التالية بعد استرداد السودان هي تحديد الحدود بينه وبين اثيوبيا (263).

الهامش

المصادر

  • Excerpts from the "British Embassy, Addis Ababa" by Richard Pankhurst
تاريخ النشر: 2020-06-04 19:37:17
التصنيفات: 1897 في إثيوپيا, 1897 في المملكة المتحدة, معاهدات إثيوپيا, معاهدات المملكة المتحدة (1801–1922), معاهدات 1897, العلاقات الإثيوپية البريطانية, Treaties extended to British Somaliland, الحدود الإثيوپية الصومالية, العلاقات الإثيوپية المصرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

انهيار كارثي يصيب اقتصاد أفغانستان.. و97% تحت خط الفقر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:57
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 89%

طقس الخميس..ضباب مع أمطار في مناطق مختلفة من المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:18:33
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 85%

باشينيان يلتقي علييف وأردوغان في براغ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:36
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 95%

من هما المسؤولان الحوثيان المدرجان في قائمة العقوبات الأممية؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:17:23
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

بوشلين: الوضع في مدينة كريمينايا آخذ بالاستقرار

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:39
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 98%

إشبيلية يقيل مدربه لوبيتيغي بعد الخسارة برباعية أمام دورتموند

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:44
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 97%

تجدد الاحتجاجات الليلية في إيران.. والنار تلتهم صور خامنئي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:17:21
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 98%

بكين: الولايات المتحدة تسمم الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:38
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 100%

"العالم يستهزئ بنا".. ترامب ينتقد "توسل" بايدن لزيادة إنتاج النفط

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:42
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 98%

ابراهيم تراوريه يتولى رسمياً منصب رئيس بوركينا فاسو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:40
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 98%

فى الذكرى 49 لنصر أكتوبر.. خبير آثار يرصد ملامح العسكرية فى مصر القديمة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:18:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

أنتونوف: العلاقات بين موسكو وواشنطن في حالة يرثى لها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:16:37
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 87%

مجلس الأمن يضيف مسؤوليْن حوثييْن على قائمة العقوبات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:17:24
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 99%

مدرس ينهال بالضرب على «قفا» تلميذ بالصف الخامس الابتدائي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:18:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

بريطانيا..شركة طيران تعتزم الرفع من قدراتها في المغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-06 03:18:34
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 76%

تحميل تطبيق المنصة العربية