الثورة الصناعية

عودة للموسوعة

الثورة الصناعية

A Watt steam engine. The steam engine, fueled primarily by coal, propelled the Industrial Revolution in Great Britain and the world.

كانت الثورة الصناعية هى من الفترة 1750-1850 حيث التغيرات في الزراعة والتصنيع والتعدين، والنقل ، والتكنولوجيا وكان لها تأثير عميق على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الأوقات التى بدأت فيها في المملكة المتحدة ، ثم انتشرت بعد ذلك إلى جميع أنحاء أوروبا الغربية ، أمريكا الشمالية ، اليابان، وأخيرا إلى بقية دول العالم.

الثورة الصناعية تمثل نقطة تحول رئيسية في التاريخ ، وبلغ تأثيرها تقريبا جميع جانب من جوانب الحياة اليومية قد أثرت بشكل ما. وأبرزها، تأثيرها على متوسط ​​الدخل وعدد السكان بشكل دائم لم يسبق له مثيل. في قرنين من الزمان بعد 1800، في ازداد متوسط ولج الفرد ​​في العالم أكثر من عشرة أضعاف ، بينما إزداد عدد سكان العالم أكثر من ستة أضعاف. على حد تعبير الحائز على جائزة نوبل روبرت لوكاس جونيور ، "للمرة الأولى في التاريخ ، فإن مستويات المعيشة للجماهير من الناس العاديين قد بدأت الخضوع لنمومستدام. .. ولم يحدث أي شيء عن بعد مثل هذا السلوك الاقتصاديbefore".

قدمت بريطانيا العظمى الأسس القانونية والثقافية التي مكنت أصحاب المشاريع لتقلد ريادة الثورة الصناعية. تبدأ في الجزء الأخير من القرن 18، وهناك بدأ التحول في أجزاء من بريطانيا العظمى حيث العمالة اليدوية السابقة والعمالة المرتبطة بإستخدام الحيوانت إلى الاقتصاد القائم على إستخدام الآلة القائم على التصنيع. بدأ ذلك مع الميكنة لصناعات الغزل والنسيج، وتطوير تقنيات تصنيع الحديد وزيادة استخدام الفحم المكرر. وقد أمكن التوسع في التجارة من خلال إدخال القنوات و الطرق المحسنة و خطوط السكك الحديدية. مع التحول بعيدا عن الاقتصاد الزراعي القائم على نحووآلة القائم على تصنيع اتى تدفقا كبيرا من السكان من الريف والى البلدات والمدن، والتي تضخم في عدد السكان.

الإبتكارات

المثال الوحيد المتبقى الغزل البغل التي بناها المخترع كرومبتون صموئيل

يرتبط ارتباطا وثيقا ببدء الثورة الصناعية إلى عدد قليل من الابتكارات, التى أحرزت في النصف الثاني من القرن 18:

الثورة الصناعية هي إنتشار وإحلال العمل اليدوي بالميكنة وقد بدات في بريطانيا ب القرن 18. وما زالت مستمرة في أجزاء أخري من العالم . وما يميزها هوتحويل الإقتصاد الزراعي لإقتصاد صناعي . ويدأت السلع التقليدية التي كانت تنتج في البيوت والورش أخذت تنتج علي نطاق واسع في المصانع . ونمت الكفاءة الإنتاجية بشكل سريع من خلال التطبيق الفهمي والمعهدي المنظم ز وأدت الثورة الصناعية في ظهور المدن عندما هاجر القرويون ليعملوا في المصانع .

وكانت الثورة الصناعية أول خطوة في نموالإقتصاد الحديث . وكان النموالإقتصادي في أوربا يواكب التكنولوجيا العسكرية المتفوقة خلال القرنين 18و19 وامتدت للولايات المتحدة الأمريكية . وامتد التصنيع في القرن 20 علي نطاق واسع لأجزاء من آسيا والمحيط الباسفيكي . وحاليا أصبح الإنتاج المميكن والنموالإقتصادي الحديث آخذ في الإنتشار لأماكن أخرى .


التطورات التكنولوجية في بريطانيا

تصنيع المنسوجات

Model of the spinning jenny in a museum in Wuppertal, Germany. The spinning jenny was one of the innovations that started the revolution

فهم المعادن

Coalbrookdale by Night, 1801, Philipp Jakob Loutherbourg the Younger
Blast furnaces light the iron making town of Coalbrookdale
The Reverberatory Furnace could produce wrought iron using mined coal. The burning coal remained separate from the iron ore and so did not contaminate the iron with impurities like sulphur. This opened the way to increased iron production.


Mining

Men working their own coal mines. Early 1900s, USA

تعدين الفحم في بريطانيا، وخاصة في ساوث ويلز بدأ في وقت مبكر. قبل الآلة البخارية ، حفر غالبا ما تكون ضحلة جرس حفرة ق أعقاب التماس من الفحم على طول السطح، والتي تم التخلي عنها كما تم استخراج الفحم. في حالات أخرى، إذا كان في صالح الجيولوجيا، كان يستخرج من الفحم عن طريق وجود ADIT An adit هى مدخل لمنجم تحت الأرض أو الانجراف منجم يساقون إلى جانب أحد التلال.

Shaft mining was done in some areas, but the limiting factor was the problem of removing water. It could be done by hauling buckets of water up the shaft or to a sough (a tunnel driven into a hill to drain a mine). In either case, the water had to be discharged into a stream or ditch at a level where it could flow away by gravity. The introduction of the steam engine greatly facilitated the removal of water and enabled shafts to be made deeper, enabling more coal to be extracted. These were developments that had begun before the Industrial Revolution, but the adoption of James Watt's more efficient steam engine from the 1770s reduced the fuel costs of engines, making mines more profitable. Coal mining was very dangerous owing to the presence of firedamp in many coal seams. Some degree of safety was provided by the safety lamp which was invented in 1816 by Sir Humphry Davy and independently by George Stephenson. However, the lamps proved a false dawn because they became unsafe very quickly and provided a weak light. Firedamp explosions continued, often setting off coal dust explosions, so casualties grew during the entire 19th century. Conditions of work were very poor, with a high casualty rate from rock falls.


أسبابها

لم بدأت الثورة الصناعية أول ما بدأت في إنجلترا،يا ترى؟ لأن إنجلترا قد انتصرت في حروب عظمى على القارة وحفظت في الوقت نفسه أرضها من خراب الحرب؛ ولأنها حققت السيطرة على البحار فظفرت بمستعمرات وفرت لها الخامات واحتاجت إلى السلع المصنوعة؛ ولأن جيوشها، وأساطيلها، وسكانها المتزايدين، هيئوا لها سوقاً متسعة للمنتجات الصناعية؛ ولأن النقابات الحرفية عجزت عن تلبية هذه المطالب المتسعة؛ ولأن مكاسب التجارة المترامية الحدود كدست رأسمال يبحث عن وجوه جديدة للاستثمار؛ ولأن إنجلترا سمحت لنبلائها-ولثرواتهم-بالاشتغال بالتجارة والصناعة؛ ولأن إحلال الرعي تدريجياً محل فلاحة الأرض أجبر الفلاحين على النزوح من الحقول إلى المدن حيث زادوا من عدد العمال المتاحين للصناعة؛ ولأن الفهم في إنجلترا كان يوجهه رجال ذوونزعة فهمية، في حين كان على القارة منصرفاً أغلبه إلى البحث المجرد؛ وأخيراً لأن إنجلترا كان لها حكومة دستورية حساسة لمصالح التجارة، شاعرة على نحوغامض بأن السبق في الثورة الصناعية سيحقق لإنجلترا الزعامة السياسية للعالم الغربي طوال حقبة قرن أويزيد.

أما سيطرة بريطانيا على البحار فكانت قد بدأت بهزيمتها للأرمادا الأسباني؛ وامتدت هذه السيطرة بفضل الفوزات على هولندا في الحروب الإنجليزية الهولندية، وعلى فرنسا في حرب الوراثة الأسبانية؛ ثم اتىت حرب السنين السبع فكادت تجعل المحيط حكراً على بريطانيا، وكان للبحرية البريطانية التي لا تقهر الفضل في تحويل القنال الإنجليزي إلى ما يشبه الخندق المائي الحالي لهذا "الحصن الذي شيدته الطبيعة.. ليدرأ عنها شر السقم وذراع الحرب"(1) (كما نطق شكسبير). فلم يعف الاقتصاد الإنجليزي من نهب الجند المغيرين وسلبهم فحسب، بل غذته وحفزته حاجات الجيوش البريطانية وجيوش الحلفاء المحاربة في القارة، ومن هنا هذا التوسع الزائد في صناعات النسيج والمعادن، والحاجة لآلات تزيد من سرعة الإنتاج ولمصانع تستكثر منه.

وسهلت السيطرة على البحار فتح المستعمرات, وكانت كندا وأغنى بقاع الهند المثمرة التي سقطت من نصيب إنجلترا في حرب السنين السبعة، وأكسبت رحلات كرحلات الكابتن كوك (1768-76) الإمبراطورية البريطانية جزائر أفادتها من الناحية الاستراتيجية في الحرب والتجارة، وثبت فوز رودني على دجراس (1782)-السيطرة البريطانية على جميكا، وبربيدس، وجزر البهاما. ثم ظفرت بنيوزيلنده في 1787، وباستراليا في 1788. وأتاحت تجارة المستعمرات وغيرها من أقطار ما وراء البحار للصناعة البريطانية سوقاً خارجية لا ينافسها فيها منافس في القرن الثامن عشر، وكانت التجارة مع المستوطنات الإنجليزية في أمريكا الشمالية تستخدم 1.078-سفينة و29.000 ملاح(2). وازدهرت لندن وبرستل ولفربول وجلاسجوثغوراً هامة لتجارة الأطلنطي هذه. وأخذت المستعمرات السلع المصنوعة وأوفدت عوضاً عنها الطعام والتبغ والتوابل والشاي والحرير والقطن والخامات والمضى والفضة والأحجار الكريمة. وقيد البرلمان استيراد المصنوعات الأجنبية بفرض الرسوم العالية عليها وثبط تنمية صناعات المستعمرات أوالصناعات الأيرلندية المنافسة لصناعات بريطانيا. ولم تقم مكوس داخلية (كتلك التي عرقلت سير التجارة الداخلية في فرنسا) عقبة في سبيل انتنطق السلع في أراتى إنجلترا وإسكتلندة وويلز؛ وكانت هذه الأنطقيم أوسع منطقة للتجارة الحرة في غربي أوربا. وحظيت الطبقتان العليا والوسطى برخاء عظيم جداً، وبقدرة شرائية كانت حافزاً إضافياً للإنتاج الصناعي.


ولم تكن النقابات الحرفية كفئاً لتلبية حاجات الأسواق المتسعة في الداخل والخارج. لقد أسست أولاً لسد حاجات البلدة وما حولها، وغلت يدها نظم عتيقة ثبطت الابتكار والتنافس والاقتحام، ولم تكن معدة لجلب المواد الخام من مصادر نائية، أوللحصول على رأس المال اللازم للإنتاج الموسع، أولحساب الطلبات من الخارج أوالحصول عليها أوتلبيتها. وحل محل مفهم النقابة الحرفية شيئاً فشيئاً "مقاولون" ومتعهدون يعهدون كيف من الممكن أن يجمعون المال، ويتسقطون الطلب أويخلقونه، ويحصلون على الخامات، وينظمون الآلات والعمال للإنتاج لأسواق في جميع أركان المسكونة.

أما المال فقد اتى من أرباح التجارة أوالأعمال المالية، ومن غنائم الحرب ومراكب القرصنة، ومن التعدين أواستيراد المضى أوالفضة، ومن الثروات الكبيرة التي تحققت في تجارة الرقيق أوفي المستعمرات. كان الإنجليز يرحلون عن بلادهم فقراء، فيعود بعضهم أغنياء. ففي تاريخ مبكر (1744) أتيح لخمسة عشر رجلاً عائدين من جزر الهند الغربية من المال ما يكفي لشراء انتخابهم للبرلمان(3)، وما وافى عام 1780 حتى كان "النوابون" Nabobs الذين أثروا في الهند قوة في مجلس العموم، والكثير من هذا المال المجلوب كان متاحاً للاستثمار. وبينما كان النبلاء ف يفرنسا ممنوعين من الاشتغال بالتجارة أوالصناعة، وكان نظراءهم في إنجلترا معفين من هذا الخطر، ونمت الثروة المتأصلة في الأرض بفضل استثمارها في المشروعات التجارية؛ من ذلك حتى دوق بردجووثر غامر بميراثه في تعدين الفحم. وأودع آلاف البريطانيين مدخراتهم في المصارف التي كانت تقرض النقود بفوائد منخفضة. وانتشر مقرضوالمال في جميع مكان، فقد اكتشف المصرفيون حتى أيسر طرق الإثراء هي التعامل في نقود غيرهم. فكان في لندن عشرون مصرفاً في 1750، وخمسون في 1770، وسبعون في 1800(4). وعد بيرك اثني عشر مصرفاً خارج لندن في 1750؛ وفي 1793 كان هناك أربعمائة(5). وأضافت النقود الورقية إلى اللقاح المخصب، فبلغت في 1750 اثنين في المائة من العملة وفي 1800 بلغت عشرة في المائة(6). وغامرت الأموال المختزنة بالاستثمار حين نشرت التجارة والصناعة أرباحهما المتصاعدة.


واحتاجت الحوانيت والمصانع المتكاثرة إلى رجال. وتعاظم المدد الطبيعي من العمال بفضل العدد المتزايد من الأسر الريفية التي لم تعد قادرة على كسب قوتها من الفلاحة. وطالبت صناعة الصوف المزدهرة بالصوف؛ وانتزع المزيد من الأرض من الفلاحة وخصص للرعي؛ وحلت الأغنام محل الرجال؛ ولم تكن قرية "أوبرن" (التي حزن عليها جولدسمث) القرية المهجورة الوحيدة في بريطانيا. ففي الفترة من 1702 إلى 1760 كان هناك 246 قانوناً برلمانياً يصرح بنزع أربعمائة فدان من الزراعة، ومن 1760 إلى 1810 كان هناك 2.438 قانوناً، تأثرت بها خمسة ملايين فدان تقريباً(7). ولما تحسنت الآلات الزراعية، لم تعد الملكيات الصغيرة مرغوبة، لأنها عجزت عن استعمال الآلات الجديدة أودفع ثمنها؛ فباع الألوف من المزارعين أراضيهم وأصبحوا أجراء في مزارع واسعة أوفي مصانع ريفية أوفي المدن. وأنتجت المزارع الكبيرة المزودة بطرائق وتنظيم وآلات أفضل غلة للفدان أكثر من مزارع الماضي، ولكنها كادت تمحوجميع أثر للمزارعين الأحرار، أوالفلاحين الملاك، الذين كانوا النادىمة الاقتصادية والحربية والأخلاقية لإنجلترا. وزودت أثناء ذلك الهجرة من ايرلنده والقارة أعداد الرجال والنساء والأطفال المتنافسين على الاشتغال في المصانع.

ولم يلعب الفهم إلا دوراً متواضعاً في التحول الاقتصادي الذي طرأ على إنجلترا القرن الثامن عشر. وقد استعان وات ببحوث ستيفن هيلز في الغازات، وجوزف بلاك في الحرارة والبخار، على تحسين الآلة البخارية. وكانت جمعية لندن الملكية يتألف أكثرها من رجال عمليين يحبذون الدراسات التي يرجى تطبيقها على الصناعة. وكذلك كان استعداد البرلمان البريطاني لمراعاة الاعتبارات المادية؛ ومع حتى ملاك الأرض كانوا مهيمنين عليه، فإن الكثير منهم شاركوا في التجارة أوالصناعة، وكان أكثر الأعضاء ميالين إلى قبول الهدايا واستجابة إلى الالتماسات من رجال الأعمال لتخفيف القيود التي فرضتها الحكومات السابقة على الاقتصاد. وظفر المدافعون عن حرية المشروعات وحرية التجارة-وهجر الأجور والأسعار حرة في الصعود أوالهبوط طبقاً لقوانين العرض والطلب-هؤلاء ظفرت بتأييد عدة زعماء برلمانيين، فتحطمت ببطء الحواجز القانونية المعوقة لانتشار التجارة والمصنوعات. إلى غير ذلك تحققت جميع الشروط اللازمة لتفوق إنجلترا في الثورة الصناعية.

البدايات

كان الأوربيون قد إخترعوا واستخدموا ميكنات معقدة ولاسيما في وسائل النقل بظهور السفن السريعة وماكينات الطبع . فظهرت الطبقة العاملة والمدربة علي إستعمال الميكنة وتشجيع تيادل الأفكار وترويج الميكنة والبحث عن الطاقة وفتح السواق التجارية لتصريف الإنتاج للصناعة الحديثة . وكانت تتطاب القوة المحركة للماكينات . وأثناء الثورة الصناعية في بريطانيا كان الطلب متزايدا علي الفحم الحجري .وفي سنة 1709م. بدأإستخدام فحم الكوك في صناعة الصلب بإنجلترا من الحديد .. وفي سنة 1784 م. بدأ الحديد المسحوب في الظهور الذي يمكن تشكيله لأحجام .وكان الحديد المفتاح المعدني للثورة الصناعية حيث كانت تصنع منه الماكينات .والآلات والسفن والبيوت . ودخلت البشرية ثورة عصر البخار منذ القرن 18 م. وفي سنة 1712 قام المهندس الإسكتلندي جيمس وات James Watt قد جعل الآلة البخارية تستخدم في أغراض أخرب غير مناجم الفحم . فجعلها تدير الطواحين والمناشير التي كانت قبله تدار بمسلقط المياه مما جعل إنشاء المصانع في أي مكان وليس بالضرورة بجوار مصادر المياه .

وشارك وات في تكوين مركز إبتكار تقني الذي أصبح حجر الزاوية في الإقتصاد البريطاني و الثورة الصناعية عام 1775م. حيث كان يشارك في حل المشكلات التقنية ونشر أبحاثه علي الشركات البريطانية .وهذا الربط المعلوماتي والتفاعلي زالشيوعي بين هذه الشركات وفر الوقت, وقلل من الأموال التي تنفقها شركة بمفردها علي الأبحاث . مما خقق تطورا سريعا ومتناميا للثورة الصناعية . لأم جميع المصانع كانت مشاركة مشاركة جماعية وتفاعلية معا لتطوير صناعاتها ومنتجاتها وخلق طرق تقنية ومنتجات جديدة . فلهذا دخلت المنتجات الحديدية والآلات البخارية في عدة مجالات كالقوارب البخارية وقاطرات السكك الحديدية البخارية والسفن البخارية . وبد أ عصر الآلة البخارية في الظهور والشيوع معتمدا علي الطاقة البخارية . وقبل الثورة الصناعية كان الغزل والنسيج يدويا وفي البيوت. وكان هذا متبعا منذ عدة قرون . لكن مع ظهور المكوك الطائر flying shuttle الذي إخترعه الإنجليزي جون كاي John Kay كان أبرز إختراع في صناعة الملابس عام 1733 م. لأنه ميكن طريقة النسيج جزئيا . وأعقبه عام 1770 م.


المخترع الإنجليزي جيمس هارجريفز فاخترع المغزل الجيني spinning jenny الذي كان يغزل عددا من الخيوط جملة واحدة . وكان الغزل بتم بالقوة المائبة أوالبخارية لتشغيل مغازل القطن والصوف . وهذا التطور جعل إنجلترا أكبر مصدر للانسجة لدول العالم . وقبل الثورة الصناعية كان ثلاثة أرباع سكان إنجلترا يعيشون في قري صغيرة . لكن في منتصف القرن 19 م.كان نصف سكانها بعيشون في المدن الصناعية المزدحمة . وتحددت الأجور وساعات العمل والعطلات.ونقسيم العمل .


2- مقوماتها

كانت العناصر المادية للثورة الصناعية هي الحديد والفحم والنقل والآلات والطاقة والمصانع. ولعبت الطبيعة دورها بتزويدها إنجلترا بالحديد والفحم وسيولة الطرق. ولكن الحديد على الصورة التي جلب بها من المناجم كانت تتخلله الشوائب التي لا بد من إزالتها بصهره بالنار. وكذلك كان الفحم تختلط به الشوائب التي أزيلت بتسخينه أو"طهوه" حتى يستحيل إلى "الكوك" وتحول خام الحديد المحمي المنقى لدرجات متنوعة بالكوك المحروق إلى حديد مشغول أوزهر أوصلب.

ورغبة في زيادة الحرارة بنى أبراهام درابي (1754 وما بعدها) أفراناً عالية تزود فيها النار بهواء إضافي من منفاخ تشغله ساقية. وفي 1760 استعاض جون سميتن عن المنفاخ بمضخة هواء مضغوط تشغلها المياه من جهة والبخار من جهة أخرى، وحمل تيار الضغط العالي الثابت إنتاج الحديد الصناعي من اثني عشر طناً إلى أربعين طناً للفرن في اليوم(8). ورخص الحديد رخصاً أعطى استعماله في مئات النواحي الجديدة؛ مثال ذلك حتى رتشارد رينولدز بنى في 1763 أول سكة حديد معروفة -وكانت طرقاً حديدية يسرت إحلال المركبات محل خيول الحمل ف ينقل الفحم والحديد.

وبدأ الآن عصر ساد فيه كبار صناع الحديد المشهورون الذين سيطروا على المسرح الصناعي وأثروا ثراء طائلاً باستخدامهم الحديد في أغراض بدت غريبة تمام الغرابة على ذلك المعدن. مثال ذلك حتى جون ولكنسن وأبراهام درابي الثاني أقاما أول قنطرة حديدية على نهر سفرن (1779). وأضحك ولكنسن إنجلترا حين أقترح بناء سفينة حديدية، ونطق بعضهم إنه جن؛ ولكنه وقد اعتمد على المبادئ التي أرساها أرخميدس، ركب بألواح معدنية أول سفينة حديدية عهدها التاريخ (1787). وأقبل رجال الأعمال من الخارج ليشاهدوا ويدرسوا المصانع الكبرى التي أقامها ولكنسن، أورتشارد كرونشي أوانتوني بيكن. وأصبحت برمنجهام القريبة من طبقات هائلة من الفحم والحديد أبرز مراكز لصناعة الحديد في إنجلترا. ومن هذه الورش تدفق إلى ورش إنجلترا ومصانعها الجديد من العدد والآلات الأكثر قوة والأحق بالاطمئنان إليها.

وكان الفحم والحديد ثقيلين إلى النقل إلا بالماء. وأتاح الساحل الغني بالفجوات العميقة للنقل البحري الوصول إلى الكثير من مدن بريطانيا الكبرى. وكان لا بد من إحداث ثورة في وسائل النقل لجلب المواد والمحاصيل إلى المدن البعيدة عن الساحل والأنهار الصالحة للملاحة وظلت حركة البضائع على البر شاقة رغم شبكة الطرق الرئيسية Turnpikes التي بنيت بين 1751 و1771، (وقد اشتق اسمها من الأبواب الدوارة Turnstiles المرشوقة بالمناخس التي تعوق المرور حتى تدفع المكوس)(9). وقد ضاعفت طرق المكوس هذه سرعة العبور ونشطت التجارة الداخلية.

وحل محل خيول الحمل عربات تجرها الخيل، وأخلى السفر على ظهور الخيل مكانه لمركبات البريد. على حتى الطرق الرئيسية هجرت لأصحاب المشروعات الحرة ليصونوها وسرعان ما تدهورت حالها. إذن ظلت حركة التجارة تؤثر الطرق المائية. لذلك ظهرت الأنهار لتحمل السفن الثقيلة، وربطت الأنهار والمدن بالقنوات. وقد تحول جيمس برندلي، الذي لم يكن له حظ من التعليم النظامي أوالفني، من مركب طواحين غير متفهم إلى أشهر مهندس قنوات في جيله، إذ حل بميله الميكانيكي مشاكل تمديد القنوات خلال الأهوسة والأنفاق وفوق السقابات. وفي 1759-61 شق قناة جلبت إلى مانشستر الفحم من مناجم دوق بردجووتر في ورسلي؛ فأنقص هذا إلى النصف ثمن الفحم في مانشستر، ولعب دوراً رئيسياً في جعل تلك المدينة حاضرة صناعية، وكان من أجمل المناظر في إنجلترا القرن الثامن عشر منظر مركب تمخر مياه قناة برندلي-بردجووتر الممتدة بسقاية تعلوتسعة وتسعين قدماً فوق نهر ايرويل في بارتن.

وفي 1766 بدأ برندلي شق قناة الجراند ترنك التي ربطت نهري ترنت ومرزي ففتحت بذلك طريقا مائياً عبر وسط إنجلترا من البحر الأيرلندي إلى بحر الشمال. وربطت قنوات أخرى نهر ترنت بالتيمز، ومانشستر بلفربول، ولم تنقضي ثلاثون سنة حتى خفضت مئات القنوات الجديدة تكاليف نقل التجارة في بريطانيا تخفيضاً كبيراً.

أما وقد توفر للثورة الصناعية المواد والوقود والنقل، فقد بقي عليها بعد ذلك حتى تستكثر من السلع. وكان الطلب على الآلات اللازمة لتعجيل الإنتاج على أشده في المنسوجات. فالناس في حاجة إلى الكساء، والجنود والصبايا كان يجب تموينهم بالأزياء الخاصة بهم. وكان القطن يدخل إنجلترا بمقادير تتزايد بسرعة-ثلاثة ملايين رطل في 1753، واثنان وثلاثون مليوناً في 1789(10)، ولم يكن في طاقة العمل اليدوي حتى يصنع بضائع مصقولة في الوقت الذي يلبي فيه الطلب. إذا تقسيم العمل الذي كان قد تطور في حرف الكساء أوحى باختراع الآلات وشجعه.

وكان جون كاي قد بدأ ميكنة النسيج بفضل مكوكه الطائر (1733)، ولويس بول ميكن الغزل بطريقة البكر (1783). وفي 1765 غير جيمس هرجريفز، وهومن أهالي مدينة بلاكبيرن بلانكاشير وضع عجلة الغزل فجعلها أفقية يشير حتى تكون رأسية، وركبة عجلة فوق أخرى، وشغل ثماني منها ببكرة واحدة وسير، ونسج ثمانية خطوط في وقت واحد، ثم أضاف مزيداً من القوة من المغازل حتى استطاع مغزله Spinning Jenny (وجني هواسم زوجته) حتى ينسج ثمانين خطاً في وقت واحد. وخشي الغزالون اليدويون حتى تفقدهم هذه البدعة حرفتهم وقوتهم، فحطموا آلات هارجريفز فهرب لحياته إلى نوتنجهام حيث أعطى نقص العمال لمغازله حتى هجرب. فلما حلت سنة 1788 كان عددها في بريطانيا قد بلغ عشرين ألفاً، وكانت عجلة الغزل بسبيلها إلى حتى تصبح حلية رومانسية.

وفي 1769 وفق رتشارد آركرايت بناء على اقتراحات ميكانيكيين شتى في تطوير "إطار مائي" تستطيع قوة الماء بواسطته حتى تحرك ألياف القطن بين سلسة متعاقبة من البكرات تجذب وتمد الألياف فتجعلها خيطاً أكثر إحكاماً وصلابة. وحوالي عام 1774 جمع صموئيل كرومتن بين مغزل هارجريفز وبكرات آركرايت في آلة هجين لقبها ظرفاء الإنجليز "بلغة كرومتن": فكانت حركة المغازل المتعاقبة إلى الخلف وإلى الأمام بالتناوب تمد الخيط وتفتله وتلفه فتجعله أحمل وأقوى؛ وقد ظلت هذه الطريقة إلى وقتنا هذا المبدأ الذي تقوم عليه أعقد آلات الغزل والنسيج. وكانت المغزلة القديمة (الجني) والإطار المائي يصنعان من الخشب، أما البقية فقد استخدمت البكرات والعجلات المعدنية بعد 1783، وأصبحت من المتانة بحيث تحتمل سرعة التشغيل الآلي وضغطه.


وكانت الأنوال الآلية التي بالكرانك والأثنطق تستعمل من قبل في ألمانيا وفرنسا، ولكن وقع في 1787 حتى شيد إدموند كارترايت في دونكاستر مصنعاً صغيراً شغل فيه عشرون نولاً بقوة الحيوان المحركة. وفي 1789 استبدل بهذا المحرك آلة بخارية. وبعد عامين اشهجر مع بعض أصدقاء من مانشستر في إنشاء كبير يدار فيه أربعمائة نول بالبخار. وهنا أيضاً ثار العمال، فأحرقوا المصنع وسووه بالأرض وهددوا بقتل مؤسسيه. وبنيت في العقد التالي أنوال آلية كثيرة، وحطم المشاغبون بعضها ونجا بعضها وتكاثر، وانتصرت الآلات.

وكان مما أعان إنجلترا على الصناعة توافر القوة المائية المتولدة في أنهار كثيرة يغذيها المطر الغزير. فأقيمت الطواحين والمصانع في القرن الثامن عشر في الريف أكثر مما أقيمت في المدن على أنهار يمكن بناء سدود عليها تحدث مساقط للمياه لها من القوة ما يكفي لإدارة عجلات كبير. هنا قد يتساءل شاعر ألم يكن من الخير لم يحل البخار قط محل الماء قوة محركة، وان تختلط الصناعة بالزراعة في الريف بدلاً من حتى تحشد في المدن. ولكن وسيلة الإنتاج الأكثر فاعلية وربحا حقيقياً تزيح الوسيلة الأقل، وقد وعدت الآلة البخارية (التي تألقت هي أيضاً-إلى وقت قريب-بوهج رومانسي) بأن تنتج أوتنقل من السلع والمضى أكثر مما شهد العالم في أي زمان مضى.


ولقد كانت الآلة البخارية ذروة الثورة الصناعية لا ثمرة لها تماماً. ولا داعي للرجوع بالذاكرة إلى هيروالإسكندري (200 م؟)، لأن دنتن بابين وصف جميع مكونات ومبادئ آلة بخارية عملية في عام 1690. ثم خلق تومس سافري مضخة يديرها البخار في 1698. وطورها تومس نيوكومن (1708-12) إلى آلة يكثف فيها تيار متدفق من الماء البارد البخاري المولد من الماء المحمي، ويدفع فيها بالتناوب ضغط الهواء كباساً إلى أعلى وأسفل؛ هذه "الآلة الهوائية" ظلت الآلة القياسية حتى حولها جيمس وات إلى آلة بخارية حقيقية في 1765.

وكان وات بخلاف معظم مخترعي ذلك الجيل طالباً كما كان رجلاً عملياً. كان جده مفهم رياضيات، وأبوه معمارياً وبناء سفن وقاضياً في بلدة جرينوك في جنوب غربي إسكتلندة. ولم يحظ جيمس بتعليم جامعي، ولكنه كان ذا تطلع خارق واستعداد ميكانيكي. ويعهد نصف العالم قصته مع عمته التي وبخته قائلة "لم أر قط ولداً خاملاً مثلك... فإنك لم تنطق بحدثة واحدة طوال هذه الساعة، بل نزعت غطاء تلك الغلاية، ثم أعدته إلى مكانه، ثم أمسكت تارة قلنسوة وتارة ملعقة فضية فوق البخار ملاحظاً كيف من الممكن أن يتصاعد من البزبوز، وممسكاً بالقطرات محصياً إياها(11)". وفي السيرة رائحة الأسطورة، ولكن مخطوطاً خلفه جيمس وات بخط يده يصف تجربة فيها "ثبت الطرف المستقيم لأنبوب على بزبوز غلاية شاي"، واتى في مخطوطة أخرى: "أخذت أنبوبة زجاجية ملوية وأدخلتها في فم غلاية الشاي، وغمرت الطرف الآخر في ماء بارد"(12).

وحين بلغ وات العشرين (1756) حاول حتى يبدأ عمله في جلاسجوصانعاً للأدوات الفهمية. أبت عليه نقابات حرف المدينة الرخصة بحجة أنه لم يكمل التلمذة كلها، ولكن جامعة جلاسجوأعطته ورشة داخل أرضها. واختلف إلى محاضرات الكيمياء التي يلقيها جوزيف بلاك، وكسب صداقته ومساعدته، واهتم خاصة بنظرية بلاك في الحرارة الكامنة(13).

ثم تفهم الألمانية والفرنسية والإيطالية ليقرأ الخط الأجنبية بما فيها خط الميتافيزيقا والشعر. وقد راع السير جيمس روبيسون تنوع معلوماته، وكان يعهده في تلك الآونة (1758)، فنطق "رأيت صانعاً ولم أتسقط أكثر من هذا، ولكني وجدت فيلسوفاً"(14). وفي 1763 طلبت إليه الجامعة حتى يصلح نموذجاً من آلة نيوكومن كان يستعمل في تدريس الفيزياء. وأدهشته حتى ثلاثة أرباع الحرارة التي تمد بها الآلة تضيع هباء، فبعد جميع ضربة كباس تفقد الأسطوانة الحرارة من جراء استعمال الماء البارد لتكثيف كمية البخار الجديدة التي تدخل الأسطوانة، فقد كان قدر كبير من الطاقة يتبدد حتى حكم أكثر أصحاب المصانع بأن الآلة غير مجزية. واعتزم وات تكثيف البخار في وعاء منفصل لا تؤثر درجة حرارته المنخفضة في الأسطوانة التي يتحرك فيها الكباس. وزاد هذا "المكثف" كفاءة الآلة في نسبة الوقود المستعمل إلى العمل المؤدي قرابة ثلاثمائة في المائة. ويضاف إلى هذا حتى الكباس بفضل إصلاح وات للآلة أخذ يحركه تمدد البخار لا الهواء؛ لقد خلق وات آلة بخارية لا مراء فيها.


أما الانتنطق من الخطط والنماذج إلى التطبيق العملي فقد أفنى اثني عشر عاماً من حياة وات. ولكي يصنع عينات ويحدث تحسينات متعاقبة في آلته اقترض أكثر من ألف جنيه، وأكثرها من جوزف بلاك، الذي لم يفقد إيمانه به قط. وتنبأ جون سميتن، وكان هونفسه مخترعاً ومهندساً، بأن آلة وات لا يمكن "تعميم استعمالها أبدأ لصعوبة تصنيع أجزائها بالدقة الكافية"(15)، وفي 1765 تزوج وات، وكان عليه حتى يكسب مزيداً من المال، فنحى اختراعه وعكف على أعمال المساحة والهندسة، فرسم تصميمات الثغور والكباري والقنوات. وخلال ذلك قدمه لاك إلى جون روبك الذي كان يبحث عن آلة أكثر فاعلية من آلة نيوكومن لضخ الماء من مناجم الفحم التي تمد بالوقود مصانع الحديد التي يملكها في كارون. وفي 1767 وافق على حتى يدفع ديون وات ويزوده برأس المال اللازم لصنع آلات طبق مواصفات وات، وذلك لقاء ثلثي الأرباح التي تتحقق من الهجريبات أوالمبيعات. ورغبة في حماية استثمارهما طلب وات في 1769 إلى البرلمان براءة اختراع تعطيه دون غيره حق إنتاج آلته، فمنح البراءة حتى عام 1783. وأقام هووروبك آلة بخارية قرب أدنبره، ولكن صنعة الحدادين الرديئة تسببت في فضلها؛ وفي بعض الحالات كانت الأسطوانات التي صنعت لوات أكبر في قطرها ثمن بوصة في طرف منها في الآخر.

وباع روبك نصيبه في الشركة إلى ماثيوبولتن (1773) بعد حتى فتت النكسات في عضده. وبدأ الآن ارتباط ملحوظ في تاريخ الصداقة كما هوملحوظ في تاريخ الصناعة. ذلك حتى بولتني لم يكن مجرد إنسان يجري وراء الربح، فلقد بلغ اهتمامه بتحسين طرائق الإنتاج وميكانيكياته حداً أفقده ثروته في هذا سبيل. ففي 1760 تزوج وهوفي الثالثة والثلاثون من أرملة غنية، وكان في وسعه حتى يتقاعد ويعيش على دخلها، ولكنه بدلاً من هذا بنى في سوهوقرب برمنجهام مصنعاً من أكبر مصانع إنجلترا، يقوم بصنع أنواع كثيرة من الأدوات المعدنية من مشابك الأحذية إلى الثريات. وكلن يعتمد على القوة المائية لتشغيل الآلات في مباني مصنعه الخمسة ثم اعتزم حتى يجرب قوة البخار. وكان على فهم بأن وات أثبت عدم كفاية آلة نيوكومن، وأن آلة وات فشلت بسبب الأسطوانات التي ثقبت بغير دقة، فغامر مغامرة محسوبة مفترضاً حتى هذا العيب يمكن التغلب عليه. وفي 1774 نقل آلة وات إلى سوهو، وفي 1775 لحق به وات. ومد البرلمان أجل البراءة من 1783 إلى 1800.

وفي 1775 أخترع كبير الحدادين ولكنسن قضيب ثقب أسطوانياً مجوفاً مكن بولتن ووات من إنتاج آلات ذات قوة وكفاية لم يسبق لهما نظير، وسرعان ما أخذت الشركة الجديدة تبيع الآلات البخارية لأصحاب المصانع والمناجم في طول بريطانيا وعرضها. وقد زار بوزويل سوهوفي 1776 وخط يقول:

"لقد تفضل على مستر هكتور بمرافقتي لرؤية مصانع مستر بولتن الكبرى... ووددت لوكان جونسن معنا، لأنه كان مشهداً كان يسرني حتى أتأمله على ضوء فهمه. ولقد كانت ضخامة بعض الآلات وتعقدها خليقة بأن تكون تقريعاً لعقله الجبار. ولن لأنسى ما حييت تعبير مستر بولتن التي نطقها لي "إنني يا سيدي أبيع هنا ما يريد العالم كله حتى يملكه-القوة المحركة". وكان يشتغل بمصنعه نحوسبعمائة نفس. وقد رأيت فيه "زعيم قبيلة حديدياً، وبدا أنه أب لقبيلته"(16).

على حتى آلات وات البخارية كانت لا تزال ناسيرة، وقد جاهد على الدوام لتحسينها. ففي 1781 سجل اختراعاً تحول فيه حركة الكباس المتناوبة إلى حركة دوارة، مما جعل الآلة البخارية صالحة لإدارة المكنات العادية. وفي 1782 سجل آلة بخارية ثنائية العمل، يتلقى فيها طرفا الأسطوانة دفعين من الغلاية والمكثف. وفي 1788 سجل اختراع "ضابط على شكل بلية طيارة" ينظم تدفق البخار ليزيد من السرعة المتماثلة في الآلة. وخلال سنوات التجريب هذه كان مخترعون آخرون يصنعون آلات منافسة، وكان على وات حتى ينتظر حلول عام 1783 حتى تسدد مبيعاته ديونه وتبدأ في حتى تؤتي ثمراتها. فلما انتهت فترة براءته اعتزل العمل النشيط، وواصل العمل في شركة بولتن ووات أبناؤهما. وتسلى وات بالاختراعات الصغيرة، واستمتع بشيخوخة رضية، ومات 1819 وقد بلغ الثالثة والثمانين.

وكان هناك اختراعات أخرى كثيرة في هذا العصر الزاخر الذي "يملك جميع مفهم صناعة فيه تقريباً اختراعاً جديداً من بنات أفكاره، ويدخل جميع يوم تحسينات على مخترعات غيره"(17)على حد قول الدين تكر. وتوصل وات نفسه إلى طريقة لاستخراج النسخ المطابقة باستعمال حبر غروي وضغط الصفحة المكتوبة أوالمطبوعة على فرخ مبلل من الورق الرفيع (1780): وطبق أحد موظفيه المدعووليم مردوك آلة وات البخارية على الجر، وصنع نموذجاً لقاطرة سرعتها ثمانية أميال في الساعة (1784)، وقاسم مردوك رجلاً فرنسياً يدعى فليب لوبون امتياز استعمال غاز الفحم في الإضاءة، وأنار بهذه الطريقة خارج مصنع سوهو(1798)، والمنظر المحوري للاقتصاد الإنجليزي في نهاية القرن الثامن عشر هومنظر الآلة البخارية تقود المسيرة وتزيد السرعة، وتسخر نفسها للآلات في عشرات الصناعات، وتصرف مصانع الغزل والنسيج عن قوة الماء إلى قوة البخار (1785 وما بعدها)، وتغير وجه الريف، وتغزوالمدن، وتحجب السماء بغبار الفحم وأبخرته، وتختبئ في أحشاء المراكب لتسبغ قوة جديدة على سيادة إنجلترا على البحار.

واقتضى الأمر عنصرين آخرين لجعل الثورة تامة، المصانع ورأس المال. وكانت مقومات الصناعة-وهي الوقود والقوة المحركة والمواد والآلات والعمال-تتعاون على خير وجه إذا جمعت في مبنى أومصنع واحد، وفي تنظيم وضبط واحد، تحت رئيس واحد. لقد كانت المصانع موجودة من قبل؛ ولكنها الآن تكاثرت عدداً وحجماً لأن السوق الموسعة تطلبت الإنتاج المنتظم الواسع النطاق، وأصبح "نظام المصنع" فهماً على النظام الجديد في الصناعة. فلما أصبحت الآلات الصناعية والمصانع غالية التكاليف، قوى سلطان الرجال والمؤسسات القادرة على جمع رأس المال أوتقديمه، وتسلطت المصارف على المصانع، وأتخذ المركب كله اسم الرأسمالية-وهواقتصاد يسيطر عليه الممولون. أما وقد توافرت جميع حوافز الاختراع والمنافسة، وتحررت المشروعات الصناعية تحرراً متزايداً من قيود النقابات الحرفية والمعوقات التشريعية، فإن الثورة الصناعية تهيأت لتشكل من حديث وجه بريطانيا وسماءها وروحها.

ملابساتها

كان على صاحب العمل والعامل كليهما حتى يغيرا عاداتهما ومهارتهما وعلاقاتهما. فأما صاحب العمل الذي أخذ يتعامل مع عمال لا يفتأ عددهم في ازدياد، وفي دورة أسرع لرأس المال، فقد الصلة الحميمة بهم، واضطر حتى ينظر إليهم لا بوصفهم معارف عاكفين على عمل مشهجر، بل يشتغلون جزئيات في عملية لا يحكم عليها إلا بالأرباح. وكان معظم الحرفيين قبل في ورش النقابات أوفي بيوتهم حيث لا تكون ساعات العمل صارمة 1760 لا تلين، وحيث يسمح بفترات للراحة؛ وفي عهد أسبق كانت هناك عطلات دينية تحرم الكنيسة فيها جميع عمل يأتي بربح. وعلينا ألا نتمثل حال الرجل من عامة الشعب قبل الثورة الصناعية في صورة مثالية؛ ولكن لا نخطئ إذا قلنا حتى المشاق التي تعرض لها آنذاك كانت تخفف منها التنطقيد، والتعود، والهواء الطلق في كثير من الحالات. فلما تقدم التصنيع خفف من عناء العامل تخفيض ساعات العمل، وزيادة أجره، واتساع قدرته على الحصول على نصيب من السلع التي ازداد تدفقها من الآلات. ولكن تصف القرن الذي وقع فيه الانتنطق من الحرفة والبيت إلى المصنع بعد 1760، كان لعمال إنجلترا نصف قرن حافلاً بالذل اللاإنساني الذي كان أحياناً شراً من العبودية.

كان أكثر المصانع في تلك الفترة يشترط اثنتي عشر ساعة إلى أربع عشرة ساعة من العمل في اليوم على مدى ستة أيام في الأسبوع(18). وكانت حجة أرباب العمل أنه لا مفر من الاحتفاظ بالعامل ساعات طويلة لأنه لا يمكن الاعتماد عليه في الحضور بانتظام: ذلك حتى عمالاً كثيرين كانوا يسرفون في الشراب يوم الأحد إسرافا يعوقهم عن الحضور إلى المصنع يوم الاثنين؛ وكان هؤلاء-بعد حتى يشتغلوا أربعة أيام يلزمون بيوتهم في الثلاثة الباقية. وقد فسر آدن سمث هذه الظاهرة فنطق "أن الجهد المفرط خلال أربعة أيام من الأسبوع هوفي حالات كثيرة السبب الحقيقي للتبطل في الأيام الثلاثة الباقية"؛ ونبه إلى حتى إطالة فترة العمل أوالزيادة في سرعته قد تؤدي إلى الانهيار البدني أوالعقلي؛ وأردف "أن الرجل الذي يعتدل في العمل اعتدالاً يمكنه من حتى يعمل باستمرار لا يحتفظ بصحته أطول من غيره فحسب بل أنه على مدى السنة يؤدي أكبر قدر من العمل"(19).

أما الأجور الحقيقية فلا يمكن من طبيعة الحال قياسها إلا مرتبطة بالأسعار. ففي 1770 كان رغيف الخبز الذي يزن أربعة أرطال في نتنجهام يباع بنحوستة بنسات، ورطل الجبن أولحم الخنزير بأربعة، ورطل الزبد بسبعة، وقد حسب آدم سمث حوالي عام 1773 متوسط أجر العامل اللندني بعشرة شلنات، وفي المراكز الأصغر بسبعة، وفي إدنبرة بخمسة(20). ونطق آرثر يونج حوالي عام 1770 حتى الأجر الأسبوعي للعامل الصناعي الإنجليزي يتفاوت جغرافياً من ستة شلنات وستة بنسات إلى أحد عشر شلناً. وظاهر حتى الأجور كانت أقل بالنسبة للأسعار منها الآن، ولكن بعض العمال اشتغلوا بعض الوقت بالعمل الزراعي. وبعد 1793، حين بدأت إنجلترا حربها الطويلة مع فرنسا الثائرة، ارتفعت الأسعار بأسرع كثيراً من ازدياد الأجور، وبات الفقر مدقعاً. وأوصى كثير من اقتصاديي القرن الثامن عشر بخفض الأجور حفزاً للتشغيل المتصل. وحتى أرثر يونج صرح بهذا الرأي، وهوالذي أزعجه ما شهد من فقر في بعض أنطقيم فرنسا: "لا يجهل إلا أبله أنه لا بد من الإبقاء على فقر الطبقات الدنيا وإلا لما نشطت أبداً"(21). أوكما نطق ج.سمث:

" من الحقائق التي يعهدها جيداً جميع خبير بهذا الموضوع حتى العوز، إلى حد ما، يحفز على الاجتهاد، وأن الصانع (أي العامل اليدوي) الذي يستطيع العيش على شغل ثلاثة أيام، سيظل متبطلاً سكران بقية الأسبوع، ويمكننا على العموم حتى نؤكد منصفين حتى خفض الأجور في صناعة الصوف سيكون بركة على الشعب، ولن يضار منه الفقراء حقيقياً. وبهذه الطريقة قد نصون تجارتنا، وندعم دخولنا، ونصلح الشعب بالإضافة إلى هذه المنافع"(22).

واستخدمت النساء والأطفال في المصانع، عادة لأداء العمليات التي لا بحاجة إلى مهارة. وكانت بعض النساجات الماهرات يتقاضين أجوراً لا تقل عن أجور أزقابلن، ولكن الأجور العادية لعاملات المصانع بلغت في المتوسط ثلاثة شلنات وستة بنسات-ولم تزد على نصف أجور العمال إلا فيما ندر(23). وكانت مصانع الغزل والنسيج وحدها في 1788 تشغل 56.000 امرأة و48000 طفل(24). وكان السير روبرت بيل يستخدم نيفاً وألف طفل في مصنعه بلانكاشير(25). ولم يكن تشغيل الأطفال بنادىً في أوربا، فقد كان أمراً مسلماً به في المزارع والصناعة الأسرية. وإذ كان التعليم العام أمراً لم يرض عنه المحافظون لأنه يفضي إلى فائض في المتفهمين وندرة في العمال اليدويين، فإن قلة قليلة جداً من الإنجليز في القرن الثامن عشر هي التي رأت ضيراً في ذهاب الأطفال إلى المصنع بدلاً من المدرسة. وحين كانت الآلات من البساطة بحيث يستطيع الأطفال حتى يقوموا عليها، رحب أصحاب المصانع بالغلمان والفتيات ذوي العوام الخمسة أويزيد. وكان المسئولون في الأبرشيات الذين ضاقوا بالإنفاق على الأيتام أوأطفال الفقراء يجهزونهم لرجال الصناعة مغتبطين، أحياناً في أفواج من خمسين أوثمانين أومائة؛ وفي حالات عدة كانوا يشترطون حتى يأخذ صاحب العمل طفلاً معتوهاً واحداً في جميع عشرين طفلاً(26). وكان يوم العمل العادي للعمال الأطفال يتراوح بين عشر ساعات وأربع عشرة. وكثيراً ما كانوا يسكنون جماعات، وفي بعض المصانع كانوا يعملون في ورديات من اثنتي عشرة ساعة، بحيث ندر حتى توقف الآلات أوخلت الأسرة من شاغليها. وكان النظام يحفظ باللطم أوالركل. وقد عثر السقم ضحايا عاجزين عن درئه في صبيان المصانع هؤلاء؛ وكثير منهم أصابه العمل بتشوهات في جسده أوالحوادث بعاهات مقعدة، ومنهم من اغتال نفسه.

وكان في بعض الرجال من رقة الشعور ما يكفي لذم تشغيل الأطفال هذا، على حتى هذا التشغيل تقلص لا لأن الناس أصبحوا أكثر رحمة، بل لأن الآلات أصبحت أشد تعقيداً.

وأخضع الأطفال والنساء والرجال في المصانع لظروف ونظم لم يعهدوها من قبل. وكانت المباني في حالات كثيرة تشيد على عجل دون توخ للمتانة، مما أعان بتراً على كثرة الحوادث وتفشي السقم. وكانت القواعد صارمة، وانتهاكاتها تعاقب بغرامات قد تفقد العامل أجر يومه(27). وكانت حجة أرباب العمل حتى العناية الواجبة بالآلات وضرورة التنسيق بين مختلف العمليات، والعادات المتسيبة لسكان لم يألفوا النظام أوالسرعة-كل هذا يحتاج ضبطاً صارماً إذا أريد ألا تقضي الفوضى والتبديد على الأرباح وتحمل ثمن المنتجات بحيث تخرجها من السوق في داخل البلاد وخارجها. واحتمل العمال الانضباط لأن الصانع العاطل كان يقابل الجوع والبرد هووأسرته، وكان العامل المشتغل يعهد حتى العمال العاطلين يتوقون إلى أخذ وظيفته، ومن ثم كان من مصلحة رب العمل حتىقد يكون هناك "وعاء" من المتعطلين يأخذ منه البدائل للعمال المقعدين أوالساخطين أوالمرفوتين. وحنى العامل الكفء الحسن السير والسلوك كان يقابل الرفت إذا تشبعت السوق المتاحة بـ "إنتاج زائد" يفوق قدرتها الشرائية، أوإذا وضع السلام نهاية لاستعداد الجيوش المبارك لطلب مقادير متزايدة من السلع واستهلاكها بأسرع ما يمكن.

وكان العمال ف يظل نظام النقابات الحرفية محميين بالأوامر النقابية أوالبلدية، أما في حركة التصنيع الجديدة فلم يجدوا حماية تذكر من القانون أوأي حماية إطلاقاً. وكانت دعوة الفزيوقراطيين لتحرير الاقتصاد من التنظيم قد تقدمت في إنجلترا كما تقدمت في فرنسا؛ وأقنع أصحاب الأعمال البرلمان بأنهم لا يستطيعون مواصلة عملياتهم أوالتصدي للمنافسة الأجنبية ما لم تهجر الأجور لتحكمها قوانين العرض والطلب. وكان قضاة الصلح يحتفظون من قبل ببعض الأشراف على الأجور في مصانع القرى، أما في المصانع بعد 1757، فلم يكن لهم أي إشراف(28). ولم تر الطبقتان العليا والوسطى مبرراً للتدخل في شئون أقطاب الصناعة، وكان فيض الصادرات المتعاظم يفتح أسواقاً جديدة للتجارة البريطانية؛ وكان الإنجليز القادرون على الشراء مسرورين بوفرة المصنوعات.

ولكن العمال لم يصيبوا قسطاً من هذا الثراء فقد ظلوا-رغم تكاثر السلع بفضل الآلات التي يقومون عليها-فقراء عام 1800 كما كانوا قبل قرن(29). ثم أنهم لم يعودوا يملكون أدوات حرفتهم، ولم يكن لهم نصيب يذكر في تصميم السلعة المنتجة، ولم ينالوا كسباً من توسع السوق التي يغذونها. وزادوا فقراً على فقر بمواصلة الإنجاب المرتفع الذي يؤتي ثماره في المغرسة؛ ووجدوا أكبر عزاء لهم في الشراب والجنس، وظلت نساؤهم يقومن بعدد من يلدن من الأطفال. وانتشر الفقر المدقع؛ وارتفعت المصروفات المخصصة لإغاثة الفقراء من 600.000 جنيه في 1742 إلى 2.000.000 جنيه في 1784(30). ولم تستطع الزيادة في الإسكان حتى تساير هجرة العمال الصناعيين أوتكاثرهم، وكثيراً ما أكرهوا على العيش في مساكن متداعية تتزاحم في شوارع ضيقة كئيبة. وعاش بعض العمال في أقباء زادت رطوبتها من مسببات السقم. ولم يحل عام 1800 حتى كانت جميع المدن الكبرى قد قامت فيها أحياء فقيرة مزدحمة باتت ظروف العيش فيها أسوأ من أي ظروف عهدت في تاريخ إنجلترا السابق.

وحاول العمال تحسين ظروفهم بالمشاغبات أوالاضطرابات أوالتنظيم، فهاجموا المخترعات التي تهددهم بالبطالة أوالعمل الشاق والأجر الحقير، وقرر البرلمان في 1769 اعتبار تخريب الآلات جناية(31). ولكن العمال في مصانع لانكاشير تجمعوا رغم ذلك عام 1779 في حشد من الغوغاء تعاظم من خمسمائة رجل إلى ثمانية آلاف؛ ثم جمعوا الأسلحة النارية والذخيرة؛ وصهروا الأطباق البيوترية ليصنعوا منها الأعيرة، وأقسموا حتى يدمروا جميع آلة في إنجلترا. وفي بولتن حطموا مصنعاً وأجهزته تحطيماً تاماً؛ وفي أولذم اقتحموا عنوة مصنع نسيج روبرت بيل (أبي السير روبرت الوزير)، وحطموا أجهزته الغالية. وكانوا في طريقهم للهجوم على مصنع آركرايت في كرامفورد حين لحق بهم الجنود المرسلون من لفربول، ففروا للفور مدحورين. وقبض على بعضهم وحكم عليهم بالشنق. وعلل قضاة الصلح هذا بأن "تدمير الآلات في هذا البلد لن تكون إلا الوسيلة لنقلها إلى البلاد الأخرى... مما يؤذي تجارة بريطانيا(32). وطلب "صديق للفقراء" مجهول الهوية إلى العمال حتى يتحلوا بمزيد من الصبر "أن جميع التحسينات بواسطة الآلات ينجم عنها أول الأمر بعض المصاعب لأشخاص بعينهم... أولم يكن أول أثر للمطبعة هوحرمان الكثير من الناسخين من حرفهم؟"(33).

وحرم القانون تأليف الاتحادات العمالية بهدف المساومة الجماعية؛ ومع ذلك وجدت "جمعيات العمال المهرة" التي يرجع بعضها إلى القرن السابع عشر. وفي القرن الثامن عشر كثر عددها لا سيما بين صناع النسيج. وكانت أولاً أندية أوجمعيات لتبادل المنافع، ولكنها بتقدم القرن أصبحت أكثر عدواناً، ونظمت أحياناً الاضطرابات حين كان البرلمان يرفض ملتمساتها. مثال ذلك حتى السنتين 1767-68 شهدتا اضطرابات للملاحين والنساجين وصانعي القبعات والخياطين وطاحني الزجاج؛ وصاحب الكثير من هذه الاضطرابات العمالية عنف مسلح من الطرفين(34). وقد أجمل آدم سمث النتائج حتى 1776:

"ليس من العسير حتى نتكهن بانتظار أحد الفريقين حتماً" في النزاع في جميع الظروف العادية، وإكراهه الفريق الآخر على الامتثال لشروطه، فأرباب الأعمال يستطيعون لقلة عددهم حتى يتكتلوا بأسهل كثيراً من العمال، والقانون... لا يحرم تجمعاتهم، في حين يحرم تجمعات العمال. وليس لدينا قوانين برلمانية تمنع التكتل لخفض أجور العمال، ولكن القوانين الكثيرة تمنع التكتل لحملها. وفي جميع هذه النزاعات يستطيع أصحاب المصانع الصمود زمناً أطول بكثير... وكثير من العمال لا يستطيعون العيش وهم متعطلون ولوأسبوعاً واحداً، وقليلون يستطيعونه شهراً وندر من يستطيعونه سنة"(35). وأنفذ أصحاب العمل مشيئتهم سواء في المصانع أوفي البرلمان؛ ففي 1799 قضى مجلس العموم بعدم شرعية أي اتحادات ترمي إلى الحصول على أجور أعلى أوإلى تغيير ساعات العمل، أوإلى إنقاص كمية العمل المطلوبة من العمال. ويعاقب العمال الداخلون في تكتلات كهذه بالسجن ويؤمن المبلغون عن هؤلاء العمال(36).


عواقبها

كانت نتائج الثورة الصناعية هي تقريباً جميع شيء تلاها في إنجلترا إذا استثنينا الأدب والفن؛ وليس في الاستطاعة إيفاء هذه النتائج حقها من الوصف إلا إذا خطنا تاريخاً للقرنين الأخيرين. على أننا يجب حتى نلفت النظر ولوإلى القمم البارزة لعملية التغير المستمرة والتي لم تنته بعد.

  1. تغير الصناعة نفسها بتكاثر المخترعات والآلات-وهي عملية من الكثرة بحيث تختلف طرائقنا الحاضرة في إنتاج السلع وتوزيعها عن طرائق عام 1800 أكثر من اختلاف هذه عن الطرائق التي سادت قبلها بألفي عام.
  2. انتنطق الاقتصاد من النقابات الحرفية المنظمة والصناعات الأسرية إلى نظام الاستثمار الرأسمالي والمشروعات الحرة. وكان آدم سمث الصوت البريطاني للنظام الجديد، وأسبغ بت الثاني على النظام التكريس الحكومي في 1796.
  3. تصنيع الزراعة-أي الاستعاضة عن المزارع الصغيرة بمساحات كبيرة من الأرض تدار رأسمالياً، وتستخدم الآلات والكيمياء والقوة الميكانيكية على نطاق واسع لإنتاج الطعام والألياف لسوق قومية أودولية-هذا التصنيع ماض في طريقه اليوم. والمغرسة التي كانت تفلحها الأسرة تنضم إلى النقابات الحرفية في ركب ضحايا الثورة الصناعية.
  4. تشجيع الفهم وتطبيقه وبثه. وقد انصب التشجيع أولاً على البحوث الفهمية ولكن الدراسات في الفهم البحت أفضت إلى نتائج عملية هائلة، ومن ثم فقد مولت البحوث النظرية أيضاً، وأصبح الفهم هوالطابع المميز للحياة الحديثة كما كان الدين للحياة الوسيطة.
  5. أعادت الثورة الصناعية (لا نابليون كما تسقط بيت الثاني) رسم خريطة العالم بضمنها سيادة بريطانيا على البحار وعلى أكثر المستعمرات جلباً للأرباح على مدى 150 عاماً. وقد عززت الإمبريالية لأنها حملت إنجلترا-ثم غيرهم من الدول الصناعية-على فتح أصقاع خارجية تستطيع حتى توفر الخامات أوالأسواق أوالتسهيلات للتجارة أوالحرب. وأكرهت الشعوب الزراعية على التصنيع وتقوية نفسها عسكرياً لتحصل على حريتها أوتصونها، وخلقت روابط اقتصادية أوسياسية أوحربية جعلت الاستقلال وهمياً والتكافل واقعياً.
  6. غيرت إنجلترا طابعاً وحضارة بتكثير سكانها، وتصنيع نصفها، وتحريكها شمالاً وغرباً إلى مدن مجاورة لمناجم الفحم أوالحديد، أوللطرق المائية أوالبحر؛ إلى غير ذلك نمت ليدز وشفيلد ونيوكاسل ومانشستر وبرمنجهام ولفربول وبرستل... وقد غيرت الثورة الصناعية مناطق شاسعة من إنجلترا، ومن غيرها من الدول المصنعة، إلى بقع ملطخة من الأرض تنفث دخان المصانع وتختنق بالغازات والغبار، وأرسبت الخبث البشري في أحياء قذرة مدخنة بائسة.
  7. مكنت الحرب ووسعتها وجردتها من الطابع الشخصي وحملت قدرة الإنسان على التدمير أوالقتل بدرجة هائلة.
  8. فرضت تحسيناً وسرعة في المواصلات والنقل وبهذا يسرت تكتلات صناعية أكبر وسهلت في مناطق أوسع من رأس مال واحد.
  9. ولدت الديموقراطية بحملها طبقة رجال الأعمال إلى مكانة الثراء المهيمن، وإلى التفوق السياسي نتيجة تدريجية لذلك. ولأحداث هذا الانتنطق الخطير للسلطة ورغبة في حمايته، جندت الطبقة الجديدة تأييد قطاع متزايد من الجماهير، واثقة من حتى في الإمكان الاحتفاظ بولائها بالهيمنة على وسائل الإعلام وتلقين المبادئ. ولكن رغم هذه الهيمنة أصبح شعب الدول الصناعية أفضل الجماهير إعلاماً في التاريخ الحديث.
  10. وإذا كانت الثورة الصناعية المتطورة تتطلب مزيداً من التعليم في العمال والمديرين، فإن الطبقة الجديدة مولت المدارس والمخطات والجامعات على نطاق لم يحلم به أحد من قبل. وكان الهدف تدريب الذكاء التقني، وكانت الحصيلة الجانبية توسعاً لم يسبق له نظير في الذكاء الفهماني.
  11. نشر الاقتصاد الجديد السلع وأسباب الرفاهية بين نسبة من السكان تفوق كثيراً أي نظام سابق لم يكن من سبيل أمامه لصيانة إنتاجيته المطردة الارتفاع إلا بقوة شرائية مطردة الاتساع في الشعب.
  12. أرهفت العقل الحضري، ولكنها بلدت الحس الجمالي؛ وأصبحت مدن كثيرة قبيحة المنظر قبحاً يغم النفوس وفي النهاية أقلع الفن نفسه عن نشدان الجمال. وكان من آثار إسقاط الأرستقراطية عن عرشها-زوال حفظة المعايير والأذواق وحكمتها، وهبط مستوى الأدب والفن.
  13. حملت الثورة الصناعية أهمية الاقتصاد ووضعه، وأفضت إلى التفسير الاقتصادي للتاريخ، وعودت الناس على التفكير بلغة العلة والمعلول الماديين، وأفضت إلى نظريات ميكانيكية النزعة في فهم الأحياء فحواها محاولة تفسير جميع عمليات الحياة على أنها أفعال ميكانيكية.
  14. تضافرت هذه التطورات في الفهم، والنزعات الشبيهة في الفلسفة، مع الأحوال الحضرية والثراء المتسع، على إضعاف العقيدة الدينية.
  15. غيرت الثورة الصناعية من الأخلاقية. إنها لم تغير طبيعة الإنسان ولكنها أعطت قوى وفرصاً جديدة لغرائز قديمة نافعة بدائياً، مكدرة اجتماعياً.

وأكدت حافز الكسب إلى حد بدا فيه مشجعاً ومكثفاً لأنانية الإنسان الفطرية. لقد كانت الغرائز غير الاجتماعية تجد كابحاً لجماحها في سلطة الوالدين، وفي التعليم الأخلاقي في المدارس، وفي التلقين الديني. ولكن الثورة الصناعية أضعفت هذه الكوابح كلها. وكانت الأسرة في النظام الزراعي هي وحدة الإنتاج الاقتصادي كما كانت وحدة الاستمرار العرقي والنظام الاجتماعي؛ وكانت تعمل جماعة على الأرض خاضعة للنظام الذي يفرضه الأبوان والفصول؛ وقد فهمت التعاون وشكلت الخلق. أما النزعة الصناعية فقد جعلت الفرد والشركة هما وحدتي الإنتاج، وفقد الأبوان والأسرة الأساس الاقتصادي لسلطتهما ووظيفتهما الأخلاقية. وإذ أصبح تشغيل الأطفال غير مجز في المدن لم يعد الأطفال نفع اقتصادي. وانتشر ضبط النسل، وأكثر انتشاره بين الأفراد الأكثر ذكاء، وأقله بين الأقل ذكاء، مما أحدث نتائج غير متسقطة للعلاقات العرقية والسلطة الثيوقراطية: وإذ حرر تحديد الأسرة والأجهزة الميكانيكية المرأة من هموم الأمومة وواجبات البيت، فقد جذبت إلى المصانع والممحرر؛ وكان التحرير معناه التصنيع.وإذ استغرق الأبناء فترة أطول حتى يصلوا إلى الاعتماد على ذواتهم اقتصادياً فإن الفترة التي طالت بين النضج البيولوجي والاقتصادي جعلت العفة السابقة للزواج أشق، وحطمت الناموس الأخلاقي الذي كان ممكناً في المغرسة بفضل النضج الاقتصادي المبكر، والزواج المبكر، والعقوبات الدينية ووجدت المجتمعات الصناعية نفسها منساقة على غير هدى في فترة فاقدة لحس المسئولية الأخلاقية، بين ناموس أخلاقي يحتضر وآخر حديث لم يتشكل بعد.

وما تزال الثورة الصناعية ماضية في طريقها قدماً، وليس في قدرة عقل واحد حتى يستوعبها في جميع مظاهرها، أوحتى يصدر حكماً أخلاقياً على نتائجها. ولقد مقادير وأنواعا جديدة من الجرائم، وألهمت الفهماء جميع ما اتصف به المبعوثون الدينيون والراهبات من إخلاص وتفان، وأنتجت المباني القبيحة، والشوارع الكئيبة، والأحياء الفقيرة القذرة، ولكن هذه لم تكن مستمدة من صميمها، هوإحلال القوة المكنية محل الجهد البشري. وهي الآن تهاجم شرورها، لأنها وجدت حتى الأحياء الفقيرة القذرة تكلف أكثر من التعليم، وأن التخفيف من الفقر يثري الأغنياء. وفي استطاعة المعمار الوظيفي والبراعة الميكانيكية-كما نرى في الكباري مثلاً-أن يخلقا جمالاً يزاوج بين الفهم والفن. وأخذ الجمال يصبح مجزياً، والتصميم الصناعي يتبوأ مكانه بين فنون الحياة وأسباب تجميلها.


أثرها الاجتماعي

تطلق حدثة ثورة بمعني حتى الثورة تغير المجتمع بشكل ملحوظ وسريع . وخلال تاريخ مسيرة الإنسان شهد ثورات وتغيرات عديدة لها دلالتها كالثورة الصناعية Industrial Revolution (مادة) والثورة النيلوليثية Neolithic Revolution في أواخر العصر الحجري حيث تحرك الأشخاص من نظم إجتماعية بسيطة تقوم علي الصيد والقنص وجمع الثمار إلي مجتمعات بشرية معقدة تعتمد علي الزراعة وتربية الحيوانات . مما أدي لنشوء المستوطنات الحضرية الدائمة والمستقرة وبالتالي ظهرت الحضارات والثقافات . فالثورة الصناعية زحزحت المجتمعات من عصر الثورة النيوليثية لعصر الثورة الصناعية . حيث أصبح فيه التغير الإجتماعي سمة لأن الإقتصاد تحول من الزراعة إلي التصنيع وظهرت مدن كمراكز صناعية كبري وأصبحت مناطق جذب للعمالة . وظهرت مجموعات جديدة من المستثمرين ورجال الأعمال والمديرين . وجلبت الصناعة حياة ومعيشة أفضل للدول الصناعية . إلا حتى التصنيع أسفر عن التلوث البيئي والإفراط في إستغلال الأراضي ، لأن إدخال العلوم والميكنة في الزراعة جعلت الطلب متلاحقا ومتزايدا علي الراضي لزراعتها مماقضي علي حيوانات ونياتات كانت تعيش منذ مئات السنين في مواطنها التي غيرت لنشلطات صناعية وزراعية موسعة . وهذا أظهر خللا بيئيا وجعل الكثير من الأحياء تنقرص أومهددة في بيئاتها منذ عصر النهضة Renaissance ما بين القرنين 14 و17 م.


الثورة الصناعية الثانية

وشهد العالم الثورة الصتاعية الثانية، فلقد كانت الثورة الصناعية الأولي نتيجة الموجة الجديدة للإختراعات في صناعة الحديد والصلب والأقمشة وفي المصانع المركزية القوية وفي تنوع تنظيم العمل والمهام . وفي أواخر القرن 19 نقلت موجة ثانية من التقنية والتقدم المنظم قد جعلت المجتمع الصناعي في مستويات أعلي .فإذا كانت بريطانيا ولدت بها الثورة الصناعية الأولي ،فبقد كانت الولايات المتحدة مهد الثورة الصتاعية الثانية . التي أتت بصناعات جديدة للحديد والصلب ولاسيما طريقة بسمر Bessemer في إنتاجه بالأفران المفتوحة العالية الحرارة للتخلص من خبث الحديد وإنتاجه عال الجودة . وقامت صناعات تكرير البترول والمصانع العملاقة والآلات الحديثة وظهور السيارات . وظهرت بها الميكنة الزراعية لقلة وجود الأيدي العاملة بها . كما إنتشرت الثورة الصناعية في عدة بلدان في القرن 19 م. من بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكاومعظم بلدان أوربا الغربية حبث تفهموا من الإتجليز التقنيات . وكانت فرنسا يتقصها الفحم وأقامت الحكومة بها سكك الحديد بينما في إنجلترا قام بتاسيسها القطاع الخاص وألمانيا لوفرة الفحم والحديد بها ركزت علي التفوق علي بريطانيا .ولعبت الحكومة والبنك المركزي دورا كبيرا في دعم الصناعة الألمانية . وفي روسيا كانت تسير ببطء لإعتمادها علي الزراعة . وطبعا لعب الإستعمار دورا في تاخر الصناعة في الدول المستعمرة . وكانت فقط مصدرا للموا الخام .

المصادر

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة industrial
  2. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة development
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Lectures on Economic Growth
  4. ^ جوليان Hoppit، "الأمة والدولة، والثورة الصناعية الأولى،" مجلة الدراسات البريطانية (أبريل 2011) 50#2 pp p307-331
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة World History: Patterns of Interaction
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Read it
  7. ^ Redford, Arthur (1976), "Labour migration in England, 1800-1850", p. 6. Manchester University Press, Manchester.
  8. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة The Industrial Revolution – Innovations

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بالثورة الصناعية، في فهم الاقتباس.
  • الثورة الصناعية at the Open Directory Project
  • Internet Modern History Sourcebook: Industrial Revolution
  • BBC History Home Page: Industrial Revolution
  • National Museum of Science and Industry website: machines and personalities
  • Factory Workers in the Industrial Revolution
    • The Industrial Revolution – Articles, Video, Pictures, and Facts
  • "The Day the World Took Off" Six-part video series from the University of Cambridge tracing the question "Why did the Industrial Revolution begin when and where it did."
تاريخ النشر: 2020-06-04 19:48:58
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Commons category link is locally defined, الثورة الصناعية, تاريخ صناعي, تاريخ التكنولوجيا, القرن 18 في التكنولوجيا, القرن 19 في التكنولوجيا, بريطانيا المعاصرة المبكرة, أوروپا المعاصرة, التاريخ المعاصر للمملكة المتحدة, ثورات حسب النوع, نظريات التاريخ

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ضربات متبادلة.. التصعيد بين إيران وباكستان يهدد المنطقة باند

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:24
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

الزمالك يبدأ تدريبه الأساسي فى السابعة ونصف مساء اليوم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:22:25
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

وزير الخارجية ونظيره الهندي يبحثان تطورات الأوضاع في غزة وال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:24:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

للحد من ضغوط ارتفاع تكلفة المعيشة .. تثبيت أسعار المواصلات في لندن

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:08
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 40%

هل سيتمكن الأساتذة من تدارك الزمن المدرسي الضائع؟!

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:24:01
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 76%

الرئاسة الفلسطينية: لا أمن واستقرار في المنطقة دون قيام دولة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:24:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

غارات وقصف إسرائيلي على عدد من المناطق جنوب لبنان

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

الدولار يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني مع تراجع توقعات خفض الفائدة

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:31
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 39%

تراجع التضخم في اليابان إلى 2.3 % في ديسمبر

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:19
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 46%

نشوب حريق في مستودع نفط بمنطقة بريانسك الروسية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:33
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

تراجع مبيعات المنازل في تركيا 17.5 % في 2023 بسبب أسعار الفائدة

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:24
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 38%

جيش الاحتلال يعلن ارتفاع عدد القتلى من جنوده في قطاع غزة إلى

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:24:48
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

مبيعات التجزئة البريطانية تتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ مايو 2020

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:23:12
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 47%

الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويعتقل عددًا من الفلسطينيين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-19 12:24:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية