معركة درنة
| ||||||||||||||||||||||||||||||
معركة درنة Battle of Derne كانت نصراً حاسماً لجيش من المرتزقة بقيادة كتيبة من مشاة وجنود الجيش الأمريكي ضد قوات طرابلس أثناء حرب الساحل البربري الأولى. وكانت أول معركة بحرية مسجلة خاضتها الولايات المتحدة فيما وراء البحار.
خلفية
عام 1804، عاد قنصل تونس السابق، وليام إيتون، إلى البحر المتوسط بلقب العميل البحري للولايات البربرية. حصل إيتون على تصريح من حكومة الولايات المتحدة لدعم انادىء حامد القرهمانلي. كان حامد القرهمانلي الوريث الشرعي لعرش طرابلس وخلعه شقيقه يوسف القرهمانلي. لدى عودته للمنطقة، درس إيتون عن حامد القرهمانلي الذي كان منفياً في مصر. أثناء البحث عنه، قدم إيتون اقتراحاً بإعادته على العرش. وافق حامد القرهمانلي على خطة إيتون.
الكومودور صمويل بارون، القائد البحري الجديد في البحر المتوسط، أمد إيتون بدعم بحري بالسفن ، . كانت السفن الثلاثة توفر الدعم بالقصف البحري. كانت السفينة نوتيلوس تحت قيادة اوليڤر هازارد پري، وكانتهورنت تحت قيادة صمويل إيڤنز، وكانت أرگوس تحت قيادة إيزاك هول.[]
وكانت كتيبة المارينز الأمريكية تحت قيادة ملازم أول پرسلي اوبانون. اتخذ إيتون وهول من الإسكندرية قاعدة لعملياتهم العسكرية. غادر وليام إيتون الولايات المتحدة ومعه سبعة جنود أمريكان واتجهوا إلى الإسكندرية بمصر، حيث تمكنوا من تجنيد 250 شخصاً من مقاهي الإسكندرية من الطليان واليونان والعرب. وشكلوا ما سمي لاحقاً مشاة البحرية الأمريكية. ثم هبط إيتون إلى القاهرة حيث قدم رشوة إلى والي مصر العثماني خورشيد باشا، وكانت أول رشوة لشخص أجنبي توافق عليها الحكومة الأمريكية. وأبلغ إيتون خورشيد برغبته في اقناع أحمد القرة مانلي بالتوجه مع القوة الأمريكية إلى ليبيا ليحل محل أخيه في حكم طرابلس. فسمح خورشيد باشا لإيتون وقوته بالبحث عن أحمد القرة مانلي. ما حتى وصلت أخبار درس القوة الأمريكية عن أحمد القرة مانلي، حتى تولى الرعب قلب أحمد ظناً منه أنهم يريدون قتله. فطاردوه إلى الصعيد حتى ألقوا القبض عليه في أسيوط، وهدأوا من روعه بإخباره أنهم لا يريدون به سوءاً، وبل يريدون تنصيبه حاكماً على طرابلس. فوافق ومضى معهم للهجوم على الجمهورية الطرابلسية.
وجهزت قوة من المرتزقة بقيادة ضابط الجيش الاميركي وليام إيتون وتعتبر هذه الفرقة هي أول فرقة مشاة بحرية أمريكية (مارينز). وهاجمت شرق ليبيا وغزت مدينة درنة النائية وهي مدينة صغيرة على البحر المتوسط وقريبة من الحدود المصرية وتبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من ألف كم، فقاومها الأتراك وأوفد الباشا قواته الانكشارية إلى درنة، وسقطت هذه المدينة في يد القوة الغازية وحمل فهم الولايات المتحدة على قلعتها. وبذلك اعتبرت أول بترة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.
فيستة مارس 1805، بدأ الجنرال إيتون قيادة جيشه في رحلة بتر خلالها 800 كم عبر الصحراء الليبية. كان هدفهم مدينة درنة الساحلية، عاصمة اقليم برقة. وُعد المرتزقة بالعطايا والأموال عند وصولهم المدينة. في اليوم الخمسين للرحلة، أصبح إيتون مهتماً بالعلاقة بين المترزقة المسيحيين والمرتزقة المسلمين في قواته، وكان عددهم 200 أو300 شخص. تعرضت التجريدة لخطر التمرد عدد من المرات. بينعشرة مارس و18 مارس، تمرد حادوالجمال العرب عدة مرات قبل الوصول إلى المسوعة. من 22 مارس إلى 30 مارس، كان قام المرتزقة العرب بعدة تمردات تحت قيادة الشيخ الطاهيب. فيثمانية أبريل، عند اجتياز الحدود من مصر إلى طرابلس الليبية، نجح الجنرال إيتون في قمع تمردات المرتزقة العرب. وأخيراً وصلت القوات إلى مدينة البمبة في أواخر أبريل، قرب ساحل درنة، حيث السفن أرگوس، نوتيلس وهورنت والكابتن هول في انتظار وصول القوات. هناك حصل إيتون على الإمدادات والأموال لدفعها للمرتزقة.
المعركة
في 27 أبريل، بعد يومين من وصول القوات إلى البمبمة، فتحت سفن هول نيرانها وقصفت بطاريات الصواريخ في درنة لمدة ساعة. قسم الجنرال إيتون قواته للقيام بهجومين منفصلين. قاد حامد العرب إلى الجنوب الغربي لبتر الطريق المؤدي إلى طرابلس ثم للهجوم على الجانب الأيسر من المدينة واقتحام قصر الحاكم، ذوالدفاعات الضعيفة؛ في الوقت نفسه، قام إيتون برفقة ما تظل من مرتزقة ومارينز باهلجوم على حصن الميناء، بينما فتح هول والسفن الأخرى نيرانها على مدافع الميناء الحصينة. في الساعة 2.45 مساءاً بدأ هجوم الملازم اوبانون وقوات المارينز. تم تعزيز دفاعات الميناء وتوقف المهاجمون لبرقة؛ جاز هذا بإرسال المرتزقة العرب لبتر الطريق المؤدي لطرابلس مما يسمح بالهجوم على القطاع الغربي من المدينة.
قاد إيتون القوات تجاه الأسوار في الوقت الذي كان يعاني فيه من جراح بالغة في المعصم جراء إصابته بشظية مسكيت. فر المدافعون بسرعة تاركين مدافعهم معبأة وجاهزة للإطلاق. حمل اوبانون الفهم الأمريكي بينما مضى إيتون للاستيلاء على مدافع المدينة وأطلق نيرانها. في الوقت نفسها كانت قوات حامد قد استولت على قصر الحاكم وأمنت الجانب الغربي من المدينة. استمر الكثير من المدافعين عن الميدان في التراجع صوب المدينة. في الساعة الرابعة مساءاً سقطت المدينة بالكامل. للمرة الأولى، يحمل الفهم الأمريكي على تحصينات على هذا الجانب من المحيط الأطلسي.
كان يوسف على فهم بالهجوم على درنة وكان قد أوفد تعزيزات للمدينة. في الوقت الذي وصلت فيه التعزيزات كانت المدينة قد سقطت بالعمل. وكانت القوات لا تزال تقاتل وتستعد لاستعادة المدينة. على الفور قام إيتون بتعزيز مسقطه الحالي. أقام حامد في قصر الحاكم وقامت قواته العربية بحراسة المناطق النائية من المدينة. ظلت القوات التي أوفدها يوسف تنتظر في جنوب المدينة. في 13 مايو، قامت تلك القوات بالهجوم على المدينة وطردت قوات حامد العربية خارجها، واستردت قصر الحاكم. أطلقت السفينة نيران مدفعياتها على المهاجمين، الذين فروا تحت القصف المستمر. بحلول المساء، عاد كلا الجانبين إلى مواقعهم الأصلية. في الأسابيع التالية سقطت مناوشات ومحاولات لاستعادة المدينة، لكن المدينة ظلت تحت سيطرة القوات الأمريكية. من درنة، بدأ إيتون في التخطيط للتحرك عبر الصحراء والهجوم على طرابلس براً. في أثناء مسيرته أُبلغ بمعاهدة تم التوقيع عليها بين توبياس لير ويوسف القرهمانلي. في منتصف الطريق أمر إيتون قواته بالعودة إلى مصر مع حامد القرهمانلي.
انتهاء الحرب
عقب معركة درنة فرضت القوات العثمانية حصارا على القوة الغازية الموجودة فيها فعمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات وتم توقيع معاهدة انهاء الحرب فيعشرة يونيو1805 عهدت ب إتفاقية طرابلس. وطلب باشا ليبيا يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار مضىا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا، وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1812م، حيث سدد القنصل الأمريكي في هجريا 62,000 دولار مضىاً، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.
كانت معركة درنة أول معركة برية مسجلة للولايات المتحدة على أرض خارجية بعد الحرب الثورية الأمريكية. كانت المعركة من المعارك الحاسمة في حرب الساحل البربري الأولى، بالرغم من حتى إيتون كان غاضباً مما وصفه بأنه 'خيانة' تمت بين القنصل لير والباي. عاد حامد إلى مصر ولم يأخذ المترزقة مسحقاتهم بالكامل. عاد وليام إيتون إلى الولايات المتحدة كبطل قومي. حصل الملازم أول اوبانون على سيف مملوكي من حامد، الذي أصبح نائب السلطان العثماني، فيثمانية ديسمبر 1805، كبادرة احترام وثناء على أداء المارينز، ومُنح في وقت لاحق سيف الشرف على الطراز المملوكي، من ولاياته الأم [ڤرجينيا]] (الأمر الذي أدى لاعتماد السيف من قبل جميع ضباط المارينز ليومنا هذا). وكان الهجوم على المدينة مصدر إلهام في جزء من قصيدة غنائية باسم ترنيمة المارينز اتى فيها عن "سواحل طرابلس".
المصادر
- ^ Lambert, Frank. The Barbary Wars: American Independence in the Atlantic World. Hill and Wang, 2005, p. 150.
- ^ Lambert, Frank. The Barbary Wars: American Independence in the Atlantic World. Hill and Wang, 2005, p. 152.
- ^ Robert Allison (2000). Crescent Obsecured: The United States and the Muslim World, 1776-1815. University Of Chicago Press.
- ^ "Battle of Derna". US Marine Corps. Archived from the original on July 22, 2011.
- ^ "First Lieutenant Presley Neville O'Bannon". Who's Who in Marine Corps History. US Marine Corps. Archived from the original on August 6, 2007.
- ^ Kelly, Jack (April 12, 2009). "Kill the pirates". Pittsburgh Post-Gazette. Retrieved 2009-04-14.
المراجع
- "Wars of the Barbary Pirates". About.com.
- "William Eaton". Virtualology.
- "Tripolitan War". Yahoo! Education.
قراءات إضافية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Battle of Derna. |
- London, Joshua E. Victory in Tripoli: How America's War with the Barbary Pirates Established the U.S. Navy and Shaped a Nation New Jersey: John Wiley & Sons, Inc., 2005. ISBN 0-471-44415-4
- Zacks, Richard. The Pirate Coast: Thomas Jefferson, the First Marines, and the Secret Mission of 1805. New York: Hyperion, 2005. ISBN 1-4013-0003-0.