جورج دانتون

عودة للموسوعة

جورج دانتون

جورج دانتون
حسب المرجع، "كان دانتون ضخم البنية، مما أهله ليصبح رياضياً، وكان مميز للغاية، غليظ الطباع، بادي الاستياء؛ ذوصوت جهوري".
أول رئيس للمؤتمر الوطني
في المنصب
25 يوليو1792 –ثمانية أغسطس 1793
عضولجنة السلامة العامة
في المنصب
6 أبريل 1793 –عشرة يوليو1793
وزير العدل
في المنصب
10 أغسطس 1792 –تسعة أكتوبر 1792
عضوthe المؤتمر الوطني التشريعي Parliament
عن السين
في المنصب
6 سبتمبر 1792 –ثمانية أغسطس 1793
تفاصيل شخصية
وُلِد جورج جاك دانتون
26 أكتوبر 1759
آرسي-سور-أوب، فرنسا
توفي 5 أبريل 1794
باريس، فرنسا
القومية فرنسي
الحزب الجبليون
اليعاقبة
المهنة محامي وسياسي
الدين مسيحي
التوقيع

جورج جاك دانتون Georges Jacques Danton (بالفرنسية: [ʒɔʁʒ dɑ̃tɔ̃]؛ عاش 26 اكتوبر 1759 -خمسة أبريل 1794) كان شخصية بارزة في المراحل المبكرة من الثورة الفرنسية وأول رئيس للجنة السلامة العامة. ويثور جدل حول دور دانتون في بدء الثورة؛ فيصفه الكثير من المؤرخين بأنه "القورة الرئيسية في الاطاحة بالملكية وتأسيس الجمهورية الفرنسية الأولى". ولتأثيره الداعي للاعتدال على اليعاقبة، فقد أُعدِم بالگيلوتين على يد نادىة الارهاب الثوري بعد اتهامه بالفساد والرأفة تجاه أعداء الثورة.

خلال هذه الأسابيع المتشنجة امتنع غالب أعضاء الجمعية التشريعية (ممثلوالحقوق) عن الحضور إلى مقر الجمعية فبعد العاشر من أغسطس لم يعد يحضر إلا 582 عضوا من مجموع الأعضاء البالغ عددهم 547. وصوت هذا المجلس التشريعي المبتور (الناقص) على حتى يجعل الأمور في يد مجلس تطبيقي به ممثلون للدوائر (المحافظات) المتنوعة ليحل محل الملك ومستشاريه، واختارت الأغلبية جورج دانتون ليرأس هذا المجلس وزيراً للعدل، وأنقد يكون رولان وزيرا للداخلية وجوزيف سرڤان وزيرا للحرب. وكان اختيار دانتون في جانب منه محاولة لتهدئة أهل باريس إذ كان له شعبية بينهم بالإضافة إلى أنه كان في ذلك الوقت أقوى شخصيات الحركة الثورية وأكثرهم قدرة.

جورج جاك دانتون. متحف كرنڤاليه، پاريس

حياته

ولد دانتون في أرسي-سور-أوب في شامپاني وحذا حذوأبيه في الاشتغال بالقانون، وازدهرت أحواله محامياً في باريس لكنه فضل حتى يعيش في المبنى نفسه مع صديقه كاميل ديمولان في حي الطبقة العاملة المنتمية لتنظيم الكوردليير (نادي الرهبان الفرنسسكان أونادى جمعية أصدقاء الإنسان والمواطن) وسرعان ما أصبح هووصديقه أعضاء بارزين في هذا النادي الآنف ذكره (الكوردليير). وكانت شفتاه وأنفه مشوهة بسبب حادثة سقطت له في فترة الطفولة، وكان بجلده آثار الجدري لكن قليلين كانوا يدركون ذلك نظراً لطوله الفارع ورأسه الكبير ولشعورهم بقوة أفكارة الحاسمة الحادة المتبصرة خاصة عند سماعهم خطبه العاصفة وهويهدر كالرعد في الاجتماعات الثورية لنادي اليعاقبة أوالحشود البرولتيارية، وغالبا ما كان يتعرض في خطبه تلك لما يمس المقدسات.

ولم تكن شخصيته قاسية وحشية أومستبدة كوجهه أوصوته. وكان قادراً على التجرد من مشاعره ليكون فظا غليظ القلب في أحكامه كما تدل على ذلك مذابح سبتمبر ومع هذا فقد كانت به بعض الرقة الكامنة ولم يكن حقودا كامن الحقد، فقد كان سريع العطاء سريع الصفح، وكان معاونوه يدهشون عندما يجدونه يتراجع عن أوامره الظالمة أويحمي ضحايا تعليماته القاسية، وسرعان ما فقد حياته لأنه جسر على القول بأن الإرهاب قد أمعن وتطرف كثيرا وأنه قد حان وقت الرحمة. وكان على عكس روبيسبير الرزين، فقد كان يستطيب الفكاهات ويحب المباهج الدنيوية، كا كان مقامراً عاشقا للنسوة الحسان وقد كون ثروة وأقرض واقتنى منزلا جميلا في أرسي كما اقتنى جزءاً كبيرا من ممتلكات الكنيسة، وقد تعجب أناس كثيرون كيف من الممكن أن حصل مبالغ تفوق حاجاته الضرورية وشكوا في أنه تقاضى مبالغ مالية كرشوة لحماية الملك. وكانت البراهين التي تؤكد ذلك هي السائدة ولم تكن في غير صالحه). ومع هذا فقد كان ثوريا من الطراز الأول وبدا كأنه لم يخن أبداً أيا من مصالح الثورة الحيوية، لقد أخذ أموال الملك ومع هذا فقد عمل لصالح البرولتياريا، ومع هذا فقد كان يفهم حتى دكتاتورية البرولتياريا أمر ينطوي على التناقض ولا يمكن حتىقد يكون إلا للحظة في التاريخ السياسي (غير مستمر).

دانتون يخطب في المؤتمر الوطني

وقد تلقى تعليما كثيرا جعلته يوتوبيا (يوطوبيا - أي من أنصار المدن أوالحكومات المثالية)، وكانت مخطته (التي كان يأمل حتى يعود إليها بسرعة بعد خلاصه من مهامه السياسية) تضم 175 مجلدا باللغة الفرنسية و27 بالإنجليزية و25 بالإيطالية إذ كان يستطيع قراءة الإنجليزية والإيطالية بلا عناء، وكان لديه من مؤلفات فولتير 19 مجلدا و61 لروسو، كما كان لديه موسوعة ديدروكاملة وكان ملحدا لكنه كان متعاطفا على نحوما مع فكرة حتى الدين إنما هوللفقراء. فلنقرأه وهويقول في سنة 1790 ما نطقه موسى بعد ذلك بجيل:

«من ناحيتي، أعترف أنني لا أعهد إلا إلهاً واحدا - إلهاً لكل الكون والعدالة... لكن الرجل في الحقول يضيف إلى هذا أوهاما... لأنه في شبابه وفترة رجولته وفترة كهولته مدين للكاهن (القسيس) بلحظات السعادة القليلة التي تمر به.. لندعه لهذا الوهم.

فهمه أيها القس إذا شئت... لكن لا تجعل الفقير يخشى فقدان الشيء الوحيد الذي يربطه بالحياة.»

وهو- دانتون - كزعيم ضحى بكل شىء حتى النهاية لحماية الثورة من الهجوم الأجنبي ومن الفوضى الداخلية. ولهذه الأغراض كان مستعداً للتعاون مع أي إنسان - مع روبيسبير، ومارا والملك، والجيرونديين، لكن روبيسبير كان يحقد عليه، وكان مارا يتهمه، وكان الملك لا يثق به وكان الجيرونديون حذرين منه بسبب وجهه وصوته وكانوا يرتجفون من تعبيراته المنطوية على الازدراء. ومع هذا فلم يكن أي من هؤلاء بقادر على حتى يتجاهل وجوده فقد نظم أمور الحرب وتفاوض من أجل السلم وكان يزأر كالأسد وهويتحدث عن الرحمة وحارب من أجل الثورة وساعد بعض الملكيين على الهرب خارج فرنسا.

وكوزير للعدل عمل على توحيد جميع الفصائل الثورية كلها لرد الغزاة، وتحمل مسئولية إثارة الجماهير في 1 أغسطس فالحرب في حاجة لدعم هذه الأرواح المثمرة فمنهم يمكن تجنيد جنود متوقدين حماسة، لكنه لم يشجع المحاولات غير الناضجة لدعم الثورات على الملوك الأجانب (الملوك خارج فرنسا) فهذا قد يؤدي إلى اتحاد الملكيات في عدائها ضد فرنسا. وقاوم اقتراح الجيرونديين بانسحاب الحكومة والجمعية إلى ما وراء اللوار The Loire فمثل هذا التراجع لا بد حتى يحطم معنويات الشعب. لقد انقضى وقت المناقشات وحان وقت العمل لبناء قوات مسلحة جديدة وتحصين أفرادها بالروح العالية والثقة، وفي 2 سبتمبر سنة 1792 ألقى خطابا مشحونا بالعواطف والأنفعالات وردت فيه فقرة حركت المشاعر في فرنسا ودوت في هذا القرن العامر بالاضطرابات. ودخلت القوات البروسية النمساوية فرنسا وحققت نصرا تلونصر، واضطربت باريس وترددت بين الاستجابة العازمة المصممة والخوف المربك. وتحدث دانتون للمجلس التطبيقي ومضى إلى الجمعية لبث الحماس في أعضائها وفي الأمة كلها كي يتشجعوا ويتحركوا:

"إنه لأمر سقم لوزير في دولة حرة حتى يعلن لهم حتى بلادهم قد نجت فالكل مستثار والكل متحمس، والكل تواق للنضال... فجانب من شعبنا سيحرس حدودنا وجانب آخر سيقيم الحصون ويسلحها، وجانب سيدافع عن داخل مدننا بالرماح... إنني أطالبكم بإعدام أي إنسان يرفض تقديم ما يقدر عليه سواء خدماته الشخصية أم تزويد القوات المسلحة بما يحتاجه.... إن ناقوس الإنذار الذي سنسمعه ليس إشارة إلى الخطر وإنما هويأمر بالهجوم على أعداء فرنسا. لا بد حتى نكون قادرين على التصدي للهجوم... لا بد حتى نجسر على ذلك، لا بد دائما حتى نجسر على ذلك - عندهاقد يكون قد تم إنقاذ فرنسا".

— دانتون

لقد كان خطابا قويا وتاريخيا لكن في اليوم نفسه بدأت أكثر الأحداث مأسوية في فرنسا بشكل غير متسقط.


المذبحة: 2-6 سبتمبر 1792

يعود الهياج العاطفي الذي بلغ ذروته في 2 سبتمبر في بعض أصوله البعيدة التي أعطته حرارته إلى الصراع المتزايد بين الدين والدولة والجهود التي بذلت لإحلال عبادة الدولة بديلاً للدين أوبتعبير آخر إزاحة الدين لتكون عبادة الدولة عوضاً عنه.

وكانت الجمعية التشريعية قد قبلت الكاثوليكية ديناً رسمياً، وتعهدت بدفع رواتب للقسس كموظفي الدولة، لكن الراديكاليين الذين كانت لهم السيادة في كمون باريس لم يجدوا سببا لتمويل الحكومة أفكاراً يعتبرونها من خرافات الشرق (يقصدون المسيحية) طالما تحالفت مع الإقطاع والملكية. ووجدت وجهات نظر هؤلاء الراديكاليين قبولاً في النوادي كما وجدت قبولاً آخر الأمر في الجمعية التشريعية. وكان نتيجة ذلك سلسلة من الإجراءات جعلت العداوة بين الكنيسة والدولة تمثل تهديدا متكررا للثورة.

فبعد ساعات قليلة من عزل الملك عن عرشه أوفد كمون باريس إلى الأحياء المتنوعة فيها قائمة بالقسس المشكوك في أهدافهم والمشكوك في حتى لديهم مشاعر معادية للثورة، وكان عدد كبير منهم - كما يفهم - قد أوفدوا إلى السجون المتنوعة لذا فقد كانوا ضحية أساسية في أثناء المذبحة.

وفي 11 أغسطس أنهت الجمعية التشريعية أي إشراف للكنيسة على التعليم، وفي 21 أغسطس منع الكومون ارتداء الثياب الكنسية علناً، وفي 81 أغسطس جددت الجمعية التشريعية هذا الأمر بإصدار مرسوم لمنع ارتداء هذه الملابس الدينية على مستوى فرنسا كلها، وحلت التنظيمات الدينية الباقية كلها، وفي 82 أغسطس دعت لترحيل جميع القسس الذين لم يقسموا يمين الولاء للدستور المدني للإكليروس على حتى يمنحوا مهلة أسبوعين لمغادرة فرنسا، وبالعمل فقد هرب 000.52 قسيس إلى بلاد أخرى وراحوا يساندون هناك نادىيات المهاجرين (الذين هجروا فرنسا بسبب وقائع الثورة)، ولأن الإكليروس كانوا حتى الآن يحتفظون بسجلات المواليد وحالات الزواج والوفيات في الدوائر المتنوعة، فقد كان على الجمعية حتى تنقل هذه المهمة إلى سلطات فهمانية (غير إكليريكية). ولأن معظم السكان كان يؤمن بارتباط حالات الولادة والزواج والوفيات بطقوس دينية، فإن محاولة استبعاد هذه الطقوس القديمة قد وسعت الخرق (الثغرة) بين إيمان الناس من ناحية، وفهمانية الدولة من ناحية أخرى(82). وقد اتفق الكوميون واليعاقبة والجيرونديون والجبليون Montagnards) بالمعنى السياسي السابق الإشارة إليه) على أنهم يأملون حتىقد يكون الإخلاص للجمهورية الشابة سيصبح هودين الشعب، فستحل مبادىء : الحرية والمساواة والإخاء محل الآب والابن والروح القدس وأن تعزيز هذا الثالوث الجديد يمكن حتىقد يكون هوالهدف المهيمن للنظام الاجتماعي والمعيار النهائي للأخلاق.

وأجل الافتتاح الرسمي للجمهورية الجديدة إلى 22 سبتمبر أول يوم من العام الجديد. وفي هذه الأثناء التمس بعض المستقبليين المتطلعين من الجمعية حتى تمنح الجمعية لقب "مواطن فرنسي" لكل الفلاسفة غير الفرنسيين الذين أيدوا بشجاعة قضية الحرية فاستحقوا عن جدارة "رضا البشرية" وذلك كإيماءة إلى أحلامهم في تحقيق الديمقراطية العالمية. وفي 62 أغسطس استجابت الجمعية فأعطت المواطنة الفرنسية لكل من جوزيف پريستلي وجرمي بنتام، ووليام ولبرفورس وأناكارسيس كلوتس ويوهان پستالوزي وثاديوس كاوشيسكووفريدريش شيلر وجورج واشنطن، وتوماس پين وجيمس ماديسون وألكسندر هاملتون. وقدم ألكسندر فون همبولت إلى فرنسا، وكان من بين ما نطقه: "لقد أتيت إلى فرنسا لأتنسّم نسيم الحرية ولأعاون في طعن الحكم المطلق الاستبدادي" وبدا حتى الدين الجديد ينشر فروعه بمجرد وضع جذوره.

وفي 2 سبتمبر ارتدت فرنسا أبهى حللها (وكأنها في يوم أحد (Sunday Clothes وعبرت عن ولائها (للدين الجديد) بطرق مختلفة، فقد تجمع الشباب ومن هم في منتصف العمر في نقاط التجنيد ليتطوعوا للخدمة في الجيش، وراحت النسوة يخطن لهم عباءات تدفئهم، ويعددن الضمادات لمن قد يصاب بجروح منهم في المعارك، وأقبل الرجال والنساء والأطفال إلى مراكز أحيائهم لتقديم الأسلحة والجواهر والنقود لإنفاقها لأغراض الحرب. وتبنت الأمهات الأطفال الذين يعولهم جنود أومسقمات سيغادرون إلى جبهة القتال، ومضى بعض الرجال إلى السجون لقتل القسس وغيرهم من أعداء العقيدة الجديدة.

ومنذ إعلان الدوق برونسفيك (يوليوسنة 2971) كان القادة الثوريون يعملون كرجال يميلون إلى العمل عندما تكون حياتهم مهددة. ففي 11 أغسطس أوفد أعضاء اللجنة العامة في دار البلدية ملاحظة غريبة إلى أنطوني سانتير الذي كان وقتئذ هوالقائد العسكري لقوات أحياء باريس : "لقد فهمنا حتى خطة توضع للمرور على سجون باريس لنقل السجناء كلهم لتطبيق حكم العدالة فورا فيهم. إننا نرجوك حتى يضم إشرافك الحصون الصغيرة والبوابات وقوات الشرطة "- والمقصود مراكز الحجز الثلاثة الرئيسية في باريس(13). ولا ندري كيف من الممكن أن فسر سانتير هذه الرسالة، ففي 41 أغسطس عينت الجمعية أعضاء "محكمة استثنائية " لمحاكمة أعداء الثورة كلهم لكن ما ورد في المرسوم كان أقل بكثير من حتى يرضي مارا، ففي جريدته "صديق الشعب" في عددها الصادر في 91 أغسطس نطق لقرائه: "إن أفضل طريق ننهجه وأحكمه هوحتى نمضى مسلحين إلى الأباى (الحدثة تعني الدير، وقد استخدم كسجن فالمقصود إذن هوالتوجه لهذا السجن) لنجرجر الخونة خاصة الضباط السويسريين [من أفراد الحرس الملكي] وشركاءهم ونعمل السيف في رقابهم فما أغبى حتى نحاكمهم !" وانجرافا مع هذا الحماس جعل الكومون من مارا المحرر الرسمي لنشراته وجعل له مكانا في غرفة اجتماعاته وضمه إلى لجنة الرقابة التابعة له (للكومون).

وإذا أصاخت الجماهير السمع إلى مارا وأطاعته بكل طاقاتها فما ذلك إلا لأنها كانت بدورها مرتجفة مرعوبة ممتلئة كرها وخوفا. وفي 91 أغسطس عبر البروس الحدود بقيادة الملك فردريك وليام الثاني ودوق برونسفيك بصحبة قوات صغيرة من المهاجرين (الفرنسيين الذين هجروا فرنسا بسبب أحداث الثورة) الذين يطالبون بالانتقام من الثوار. وفي 32 أغسطس استولى الغزاة على حصن لونجواى، وكان هناك انادىء حتى ذلك ما كان ليحدث لولا ضلوع ضباط الحصن الأرستقراطيين في هذا الأمر. وفي 2 سبتمبر وصلوا إلى ڤردوووصل إلى باريس خبر مبتسر (قبل الأوان) بسقوط هذا الحصن المنيع في الصباح لكنه في الحقيقة لم يسقط إلا بعد الظهر، والآن لقد أصبح الطريق إلى باريس مفتوحا للعدوفلم يكن هناك أي جيش فرنسي في هذا الطريق لإيقافه، وبدت العاصمة تحت رحمة الغزاة وتسقط الدوق برنسفيك حتى يتناول عشاءه بعد قليل في باريس.

وفي هذه الأثناء اندلعت ثورة مضادة (ثورة على الثورة) في المناطق النائية في فرنسا مثل الفيندى ` والدوفينى، وكانت باريس نفسها تضم آلاف البشر المتعاطفين مع الملك المخلوع؛ ومنذ أول سبتمبر كانت توزع نشرة تحذر من مؤامرة لإطلاق سراح السجناء وقتلهم على يد الثوريين. ودعت الجمعية والكومون جميع الرجال القادرين للالتحاق بالجيش لملاقاة قوات العدوالمتقدمة، لكن كيف من الممكن أن يستطيع هؤلاء الرجال حتى يخرجوا للقتال تاركين نساءهم وأطفالهم تحت رحمة الملكيين والقسس ومعتادي الإجرام ممن هم في سجون باريس، فقد يتمكنون من الخروج بأعداد كبيرة،يا ترى؟ فصوتت بعض أحياء باريس على حل مؤداة ضرورة اغتال جميع القسس والأشخاص المشكوك في ولائهم للثورة قبل خروج المتطوعين لقتال العدو.

وفي الساعة الثانية بعد ظهر يوم الأحد الموافق 2 سبتمبر اقتربت ست عربات حاملة القسس الذين لم يؤدوا يمين الولاء للدستور الجديد من سجن أباى (الحدثة تعنى دير، ذلك حتى هذا السجن كان في أصله ديرا)، فصاحت بهم الجموع مستهزئة وقفز رجل من الجموع إلى سلم العربة فضربه قس بعصا فسبت الجموع القس وتزاحمت وتضاعف عددها وراحت تهاجم السجناء عند توقف العربات عند البوابة بل وانضم حراس السجناء إلى المهاجمين، فتم اغتال ثلاثين سجينا، واندفعت الحشود - منتشية بمنظر الدماء ونشوة القتل غير المنسوب إلى أحد بعينه - إلى مبنى دير الكرمل وقتلوا القسس المحتجزين هناك، وفي المساء، بعد قضاء فترة راحة، كانت الحشود قد تزايد عددها الآن فانضم إليها كثير من المجرمين وغلاظ الأكباد وجنود الأفواج الفدرالية القادمة من مارسيليا وأفينون وبريتاني وعادوا إلى أباى (الحدثة تعني ديرا لكن المقصود سجن يحمل هذا الاسم لأنه كان في الأصل ديرا) وأجبروا السجناء كلهم على الخروج والجلوس لسماع الحكم عليهم، وأسلموا الغالبية العظمى منهم، - أي سويسري أوقس أوملكي أوأي إنسان كان في خدمة الملك أوالملكة - إلى رجال متعطشين لقتلهم، فقتلوهم بالسيوف والسكاكين والرماح والهراوات.

وفي البداية كان القتلة مثاليين فكانوا يكتفون بالقتل ولا يسرقون المقتولين فقد كانوا يجردون الضحايا من مقتنياتهم القيمة لنقلها إلى السلطات الثورية في الكمون لكن في آخر الأمر راح هؤلاء القتلة الذين اعتراهم التعب يحتفظون من قتلاهم بتذكارات، وكان جميع قاتل يتلقى ستة فرنكات في اليوم لقاء عمله بالإضافة إلى ثلاث وجبات وكل ما يريده من النبيذ، وأظهر بعضهم شيئا مـن الرحمة فهنأوا أولئك الذين تمت تبرئتهم واستضافوا المميزين منهم في بيوتهم، وكان بعضهم متوحشا قاسيا فأطالوا من معاناة المتهمين بتعريضهم للسخرية أمام المشاهدين، وقام واحد من المتحمسين بعد حتى نزع السيف من صدر الجنرال لالوبدس يده في الجرح وانتزع القلب ووضعه في فمه كما لوكان يريد حتى يأكله - وهي عادة كانت شائعة وفي وقت من الأوقات في أيام الهجمية-.

وكان جميع قاتل، عندما يعترية التعب يأخذ قسطا من الراحة ويتجرع خمرا ثم يواصل عمله حتى تم القضاء في أمر سجناء الأباى كلهم إما إلى الموت وإما إلى الأمان.

وفي ثلاثة سبتمبر انتقل الجلادون (منفذوالقتل) والقضاة إلى سجون أخرى - سجن ثكنات الشرطة وسجن البوابة. حيث استمرت المذبحة في ضحايا جدد وبجلادين جدد.

وهنا كانت توجد سيدة مشهورة، إنها الأميرة دى لامبال التي كانت ذات يوم ثرية ورائعة الجمال وكانت محبوبة لمارى أنطوانيت وأثيرة لديها، وكانت قد اشهجرت في مؤامرة لإنقاذ الأسرة الملكية. إنها الآن في الثالثة والأربعين من عمرها عندما بترت رأسها وبترت أطرافها ونزع قلبها من جسدها وأكله الجمهوريون المتحمسون، وحملوا رأسها على رمح ولوحوا به عارضين إياه من نافذة زنزانة الملكة في سجن تمبل (المعبد The Temple). وفي أربعة سبتمبر تحرك القتلة إلى سجون تور سانت بيرنار، وسانت فيرمي والحصن الصغير سجن مخزن ملح البارود وهناك كانت النسوة الشابات يخيرن بين إتيانهن أوقتلهن، فكن يؤتين. وكان من بين نزلاء سجن بيستر ملجأ للمجانين والمختلين علقيا تتراوح أعمارهم بين سبعة عشر عاما وتسعة عشر عاما، وعددهم ثلاثة وأربعون شابا أنزلهم - في غالبهم - آباؤهم في هذا المكان لتلقى العلاج، وقد قتلهم الثوار جميعاً.

واستمرت المذبحة يومين آخرين في باريس حتى وصل عدد الضحايا بين 1247. و1368، وانقسم الناس في الحكم على الأحداث : فالكاثوليك والملكيون اعتراهم رعب شديد لكن الثوريين حاجّوا بأنه كان لا بد من هذه الاستجابة العنيفة بسبب تهديدات برونسفيك ولضرورات الحرب، واستقبل بيتيورئيس بلدية باريس الجديد الجلادين كوطنيين بذلوا جهدا كبيرا وأنعشهم بتقديم النبيذ لهم. وأوفدت الجمعية التشريعية بعض الأعضاء إلى سجن الإباى (سجن الدير) ليوصوا بالتزام القانون وعادوا ليقرروا حتى المذبحة لا يمكن إيقافها، وأخيرا وافق زعماء الجمعية - من الجيرونديين والجبليينـ حتى هذا الاتجاه الأكثر أمنا واحتياطا (المذبحة) أصبح محل موافقة. وأوفد كميون باريس ممثلين عنه للمشاركة في منح الحصانة للقضاة، وكان بيلو- فارين - المحامي المندوب عن الكوميون ممن شهدوا ما وقع في سجن أباى وقد هنأ القتلة: "إنكم مواطنون زملاء، إنكم تدمرون أعداءكم، إنكم تؤدون واجبكم" وبارك مارا بفخر العملية برمتها. وعند محاكمة شارلوت كورداى بعد ذلك بعام، سئلت: "لماذا قتلت مارا؟" فأجابت "لأنه كان هوالسبب في مذبحة سبتمبر" ولما طالبوها بالدليل أجابت: "ليس لدي دليل، انه رأي فرنسا كلها".

وعندما طلب من دانتون حتى يوقف المذبحة هز كتفية: "سيكون هذا محالاً ثم أردف معللا" ثم لما نوقفها،يا ترى؟ هل أزعج نفسي بسبب هؤلاء الملكيين والقسس الذين كانوا لا ينتظرون سوى اقتراب الأجانب الغزاة لذبحنا؟... لا بد حتى نرعب أعداءنا." ومع هذا فقد سحب دانتون سراً أكثر من واحد من أصدقائه وأخرجهم من السجون، بل إنه أخرج حتى بعض أعدائه الشخصيين. وعندما اعترض عضومن زملاء دانتون في المجلس التطبيقي على عمليات القتل، نطق له دانتون: "إجلس، فهذا أمر ضروري". وعندما سأله شاب: "كيف تستطيع حتى تساعد ما يسمى إرهابا؟" أجابه: "إنك أصغر من حتى تفهم هذه الامور... انه لا بد حتى يفيض نهر الدم بين أهل باريس والمهاجرين (الذين هجروا فرنسا بسبب أحداث الثورة)".

فقد كان يعتبر حتى أهل باريس قد أصبحوا الآن عاهدوا الثورة، وأن المتطوعين للحرب الذين كانوا يغادرون لملاقاة الغزاة يعهدون الآن أنهم لن يرحمهم العدوإذا هم استسلموا، إنهم سيحاربون دفاعا عن حياتهم بكل ما في الحدثة من معنى.

وكان يوم 2 سبتمبر أيضا هواليوم الذي صوتت الجمعية التشريعية للدعوة إلى انتخاب عام لمؤتمر وطني لتضع دستورا جديدا يتلاءم مع ظروف فرنسا الجديدة ومع متطلبات الحرب، ذلك لأن الجمعية أحست حتى مسيرة الأحداث قد أحدثت دمارا في الدستور الحالي الذي جرى اختيار أعضائها لتطبيقه، ولأنه منذ دعي الفلاحون والبرولتياريا والبورجوازية - على سواء - للدفاع عن وطنهم فقد بدا من غير المقبول حتى أيا مهما كان سواء أَكان دافع ضرائب أم لا يحق منعه من حق الانتخاب (إبعاده عن صناديق الاقتراع).

إلى غير ذلك حقق روبيسبير أول فوز كبير له، فالمؤتمر الوطني الذي سيلعب فيه دورا كبيرا جرى انتخابه من الراشدين الرجال كلهم أي أنه كان انتخابا عاماً.

وفي 20 سبتمبر أنهت الجمعية التشريعية دورتها الأخيرة ولم يكن أعضاؤها يفهمون أنه في اليوم نفسه التقى الجيش الفرنسي بقيادة دومورييه وفرنسوا-كريستوف كلرمان بالجيوش المحترفة البروسية والنمساوية بقيادة دوق برونسفيك ، عند قرية ينطق لها ڤالمي بين فردووباريس، وأن الجيش الفرنسي أرغم أعداءه على الانسحاب - لقد كان نصرا مؤثرا حتى إذا ملك بروسيا أمر قواته المهاجمة بعد المعركة بالتراجع وتخلى عن فردوولونجواي وهجر الحدود الفرنسية. أما فريدريك وليام الثاني فلم يكن يتحمل الإزعاج الذي تسببه له فرنسا البعيدة الآن فقد كان يتنافس مع جارتيه ؛ روسيا والنمسا للاستيلاء على أكبر جزء عند تقسيم بولندا، وأكثر من هذا فقد كان جنوده يعانون من الإسهال الذي أصابهم نتيجة تناولهم أعناب شامبان.

وكان حاضرا في هذه المعركة جوته Goethe ضمن العاملين مع دوق ساكسه-فايمار فنطق (كما أبلغت) ملاحظة شهيرة: "منذ الآن ومن هذا المكان تبدأ فترة جديدة في تاريخ العالم".


اعدامه - الثورة تأكل أبناءها

كاميل ديمولان (1760-1794)، "Man of 14 July," the friend of Danton and Robespierre. At the end of 1793, he will, with Danton and those who support them, Indulgent , stop terror and negotiate peace. He wrote in his journal ( Vieux Cordelier , No. 4): "Open prisons 200,000 citizens you call suspects, because in the Bill of Rights, there are no houses suspected ... You want to exterminate all enemies by the guillotine! But was there ever greater madness! Believe me ... the freedom would be consolidated and conquered Europe if you had a Committee of Mercy! '

كانت قوة هوبير تعتمد على شريحة العوام من السانز-كولوت التي يمكن تنظيمها وحشدها عن طريق إدارات الأحياء في باريس وعن طريق الصحافة الراديكالية لاجتياح المؤتمر الوطني واستعادة حكم باريس على سائر الجمهورية الفرنسية أما قوة روبيسبير التي كانت تعتمد سابقا على جماهير باريس فقد اصبحت الآن تعتمد على لجنة الأمن العام التي سيطرت على المؤتمر الوطني من خلال تسهيلات كبرى في المعلومات والقرارات والإنجاز .

جاك-رينيه هيبير (1757-1794)، ناشر Père Duchesne، صحيفة سانز-كولوت، أراد حتى يخلف مارا. أراد الهيبيريون حتى يدعموا الاقتصاد بالراديكالية والارهاب. فلفوا حركة السانز-كولوت وتحكموا في نادي الكوردليير، وزارة الحربية، التي كان وزيرها الجنرال ڤنسان، والجيش الثوري الباريسي، برئاسة رونسان. كما ضم المؤيدون جميع من : الكوميونة، ممثلة في عمدتها پاش، والمدعي شوميت وقائد الحرس الوطني هانريو.

وفي نوفمبر 1793 كانت لجنة الأمن العام في ذروة شهرتها ومجدها، وكان هذا يعود في جانب منه إلى نجاحها في حشد الجماهير وتجنيدهم، لكن السبب الأساسي لهذه الشهرة والمجد كان يرجع على نحوخاص للفوزات العسكرية على مختلف الجبهات، فالجنرالات الجدد - جوردان وكلرمان وكليبر (اوكليبه) وهوش وبيشرجو- كانوا أبناء للثورة غير مقيدين بالنظم والتكتيكات القديمة، ولم تكن ولاءاتهم قد تناقصت بمرور الوقت، وكانوا يقودون مائة مقاتل كانوا - رغم كونهم ناقصي السلاح والتدريب - مفعمين حماسا وشجاعة فماذا يمكن حتى يحدث لهم ولأسرهم إذا اخترق العدوخطوط القتال الفرنسية،يا ترى؟ حقيقة لقد جرى صدهم عند كايزرسلاوترن لكنهم استعادوا تقدمهم واستولوا على لاندووسبير . وقد أجبروا الإسبان على التراجع عبر جبال البرانس وأعادوا الاستيلاء على طولون بمساعدة الشاب نابليون .

تمثال دانتون في تارب

ومنذ 26 أغسطس استولت على طولون ذلك الميناء المهم ذوالمسقط الاستراتيجي على ساحل البحر المتوسط قوات متعددة إنجليزية وإسبانية ونابلي (قادمة من نابلي في إيطاليا) يحميها أسطول إنجليزي إسباني مشهجر ويؤازرها المحافظون المحليون (غير المؤازرين للثورة)، وظل جيش الثوار يحاصرها ثلاثة أشهر بلا جدوى، وكان هناك رأس هوكشريط محدد للطرفين (رأس أوجوليت Cap L`Aiguillette) والحدثة في القواميس الفرنسية تعنى الرأس أوالشريط أوالقنة الداخلة في البحر) يقسم الميناء ويشرف (من عل) على الترسانة، والقوات التي تستولي على هذا المسقط تتحكم في الميناء لكن البريطانيين كانوا قد أغلقوا الطريق إلى هذا الرأس من ناحية البر بحصن جيد التسليح ومتين جدا حتى إنهم أطلقوا عليه جبل طارق الصغير . وكان من رأي بونابرت وكان عمره 42 سنة أنه إذا أمكن إجبار الأسطول المعادي على مغادرة الميناء، فإن الحامية التي تحتل المدينة ستفقد المؤن والمدد اللذين يأتيانها من البحر، مما يجبرها على التخلي عن المدينة . ووجد نابليون - بعد عملية استطلاع تنطوي على المخاطرة والتصميم - داخل دغل مسقطا يمكنه منه - بشيء من الأمن - حتى يطلق مدافعه على الحصن الذي يتحصن به الأعداء، وعندما دمرت قذائق المدافع جدرانه شنت القوات الفرنسية هجوما عاصفا على الحصن، فقتلت المدافعين عنه واستولت على ما به من بنادق وحولت القوات الفرنسية المهاجمة جهودها لضرب أسطول العدو، فأمر اللورد هود الحامية بمغادرة المدينة وأمر سفنه بمغادرة الميناء . وفي 91 ديسمبر سنة 3971 استرد الجيش الفرنسي مدينة طولون . وخط أوغسطين روبيسبير المبعوث المفوض المحلي من لجنة الأمن العام إلى أخيه مادحاً جهود نابليون مبينا "الجدارة التي تفوق الحد" لقائد المدفعية الشاب . وبدأت ملحمة جديدة.

هذه الفوزات الآنف ذكرها وفوزات كليبر في الفندي أطلقت يد لجنة الأمن العام في التعامل مع المشاكل الداخلية . لقد كان هناك زعم بوجود "مؤامرة أجنبية" لاغتيال قادة الثورة وإن لم يوجد مرشد على ذلك . وانتشر الفساد (خراب الذمم) في مجال إنتاج المؤن للجيش وتسليمها له "ففي جيش الجنوب فقد 000.03 زوج من السراويل (البناطيل) - فكانت أكثر الفضائح خزيا" وساعدت المضاربات على عمليات التلاعب في السوق مما أدى إلى ازدياد الأسعار بشدة. ولم تعد الأسعار التي حددتها الحكومة (حددت لها سقفا) تسري إلا على المنتجات المهمة، ولكن المنتجين اشتكوا من أنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بهذا السقف (الحد الأقصى للأسعار كما حددته الحكومة) إذا لم يتم ضبط أجور العمال أيضا .

وجرت لقاءة التضخم لفترة، ولكن الفلاحين والصناع والتجار خفضوا الإنتاج وزادت البطالة بينما الأسعار ترتفع وراحت المؤن تقل وراحت ربات البيوت يقفن في الصفوف للحصول على الخبز والحليب واللحم والزبد والزيت والصابون والشموع وخشب التدفئة . وراحت الصفوف تبدأ منذ منتصف الليل ليكون لمن فيها السبق في الحصول على المواد المطلوبة، فراح الرجال والنساء ينطرحون عند مداخل المحلات على الممرات انتظارا لفتح المحلات لأبوابها، وتحرك الصفوف للحصول على المؤن . وهنا وهناك راحت المومسات الجائعات يعرضن بضاعتهن على الواقفين في الطابور. وفي حالات كثيرة كانت جماعات قوية مسلحة تقتحم المخازن لتحمل معها ما ترغب من بضائع وتدنت الخدمات البلدية وانتشرت الجرائم وكان عدد أفراد البوليس قليلا، وامتلأت الشوارع بالقمامة، وأفسدت جوالمدن، واعترت ظروف مماثلة روان وليون ومارسيليا وبوردو.

ونقل عوام باريس (السانز-كولوت) ولاءهم من روبيسبير إلى هيبر وشومت لأنهم اعتبروا حتى لجنة الأمن العام قد أساءت إدارة الاقتصاد وأن المستغلين والمتربحين قد حاصروا "سفينة" الدولة وراح عوام باريس يصغون بشغف ورغبة إلى اقتراحات بتأميم الثروات والممتلكات كلها أو- على الأقل - الأراضي . واقترح أحد زعماء الأحياء (أقسام باريس) معالجة المحنة الاقتصادية بقتل الأثرياء كلهم. وبحلول عام 4971 كانت هناك شكوى عامة بين العمال من حتى البورجوازية قد سرقت الثورة (جعلتها لصالحها).

وفي نهاية 1793 ظهرت تحديات جديدة للجنة الأمن العام سببها زعيم ثوري قوي وصحفي لامع . فرغم الشراسة الظاهرة التي يبديها دانتون فقد كان به لمسة محببة لدرجة أنه جفل عند إعدام الملكة وبسبب العنف الشديد في فترة الإرهاب، فعند عودته من أرسيز Arcis حكم بأن طرد الغزاة من فرنسا وإعدام معظم أعداء الثورة النشيطين لم يعد يهجر مسوغا معقولاً للحرب أوالإرهاب وعندما عرضت بريطانيا السلام أوصى بقبوله، أما روبيسبير فقد رفض وكثف من الإرهاب على أساس حتى الحكومة ما تزال تقابل العقبات التي يضعها غير الموالين والمتآمرين والمفسدين . أما كامبل ديمولان الذي كان في وقت من الأوقات سكرتيرا لدانتون وصديقه المعجب به وقد كان مثله ينعم بزواج سعيد، فقد أسس جريدة هي "الكوردليري العجوز Le Vieux Cordelier" (الحدثة كوردليير تعنى الراهب الفرنسسكاني لكن هذا ليس هوالمعنى المقصود فقد تم إنشاء ناد ثوري كما ذكرنا في سياقات سابقة في مقر دير للرهبان الفرنسسكان بعد طرد الرهبان منه، فعهد بنادي الكوردليير) جعلها المتحدث الناطق باسم المتسامحين أونادىة السلام، ونادى من خلالها إلى إنهاء حكم الإرهاب:

"الحرية ليست إحدى عذراوات الأساطير اللائى يشاهدن في الأوبرا، وليست غطاء رأس (كاب) أحمر وليست قميصا قذرا أوأسمالا . إنما الحرية هي السعادة والعقل والمساواة والعدالة، وإعلان حقوق الإنسان الذي هودستوركم الأعلى الذي لا يزال يدعوإلى التحرر .

أتريدونني حتى أعترف بهذه الحرية (بمعناها الثاني الذي أقره) وأخر عند قدميها وأسفك دمي من أجلها،يا ترى؟ إذن أفتح السجون وأخرج منها من بلغ عددهم 000.002 ممن تسمونهم المشتبه فيهم ... لا تظنوا حتى في هذا الإجراء نهاية للجمهورية . إذا العكس هوالسليم. إنه إجراء أكثر ثورية مما تظنون . أتريدون إبادة أعدائكم كلهم ببتر رقابهم بالمقصلة،يا ترى؟ أهناك جنون أكثر من هذا،يا ترى؟ أيمكنكم حتى تنهوا حياة إنسان من غير حتى توجدوا لأنفسكم عدوين من بين أسرته وأصدقائه،يا ترى؟

إنني مختلف تماما مع أولئك القائلين بضرورة الإبقاء على الإرهاب كنظام لهذه الفترة، إنني على ثقة من حتى الحرية ستتأكد وأن فرنسا ستفتح أوربا حالما تصبح لجنتكم لجنة للرحمة والاعتدال.

وانزعج روبيسبير - الذي كان حتى الآن صديقا لديمولان - من دعوته لفتح السجون، فهؤلاء الارستقراطيون والقسس والمضاربون والبورجوازيون المنتفخون، ألن يواصلوا - إذا ما أطلق سراحهم - بغير تردد مشروعاتهم لاستغلال الجمهورية وتدميرها،يا ترى؟ لقد كان روبيسبير مقتنعا حتى خوفهم من القبض عليهم وإدانتهم إدانة سريعة، وشبح الموت المتراقص أمامهم، هي وحدها القوة التي تبعدهم (أعداء الجمهورية) عن حبك المؤامرات ضدها والعمل على إسقاطها .

لقد شك روبيسبير في حتى تحول دانتون المفاجىء إلى سياسة الرحمة إنما هوخدعة لينقذ من نصل المقصلة بعض الذين قبض عليهم مؤخرا لقيامهم بأعمال محظورة ممن لهم علاقه به، ولحماية نفسه (دانتون) إذا افتضحت علاقته (أي دانتون) بهم. وكان بعضهم - فابر دجلانتين وفرنسوا شابو- قد حوكما في 71 يناير سنة 4971 واتضح أنهما مذنبان. وانتهى روبيسبير إلى حتى دانتون وديمولان يميلان إلى التخلى عن مقعديهما وإنهاء أعمال لجنة الأمن العام. وخلص روبيسبير إلى أنه لنقد يكون آمناً أبدا طالما ظل صديقاه القديمان هذان على قيد الحياة .

وعمل (روبيسبير) على ألا يتحد أعداؤه وعمل على تحويل معارضتهما له إلى معارضة جميع واحد منهم للآخر فقد شجع هجوم دانتون وديمولان على هيبر (إيبير) ورحب بمساعدتهما في شجب الحرب على الدين، وعول هيبير على شغب أهل المدن بسبب غلاء أسعار الطعام وندرته . ووجه النقد لكل من الحكومة وجناح المتساهلين المطالبين بالتسامح وإنهاء الإرهاب، وفي أربعة مارس 4971 أدان روبيسبير وذكره بالاسم، وفي 11 مارس هدد أتباعه في نادى الكوردليير (لأن هذا النادي أصبح أعضاؤه يجتمعون في مقر دير سابق للرهبان الفرنسيسكان - الكوردليير) صراحة بعصيان مسلح . واتفقت غالبية لجنة الأمن العام مع روبيسبير على حتى الوقت قد حان لاتخاذ إجراء، فتم القبض على هيبر وكلوت وعدد آخر غيرهما وحوكموا بتهمة ارتكاب أعمال محظورة عند توزيع المؤن على الناس، وكانت تهمة ماكرة لأنها جعلت العوام من السانس كولوت يتشككون في قادتهم الجدد، وقبل حتى يستطيع هؤلاء المتهمون إثارة الناس، جرى اتهامهم واقتيادهم بسرعة إلى المقصلة (في 42 مارس)، وانهار هيبير وبكى، أما كلوت، فبقى باردا هادئا - بكيفية تيوتونية منتظرا دوره ليموت، وخاطب الجماهير قائلا: "يا أصدقائي لا تخلطوا بيني وبين هؤلاء الأنذال".

ولا بد حتى دانتون قد تحقق أنه كان قد استخدم كأداة ضد هيبير وأنه أصبح الآن قليل القيمة بالنسبة للجنة لجنة الأمن العام، ومع هذا فقد استمر في محاولاته في تحويل اتجاه اللجنة إلى الرحمة والسلام . وهي سياسة تتطلب من الأعضاء نبذ الإرهاب الذي حافظوا من خلاله على مقاعدهم، ونبذ الحرب التي بررت دكتاتوريتهم.

الأمر بالقبض على دانتون وأصدقائه، من لجنة السلامة العامة ولجنة الأمن العام في 30 مارس 1794. الأرشيف الوطني، باريس. كارنونطق أثناء توقيعه على الأمر : « فكروا جيداً، فرأس كرأس دانتون ستؤدي إلى رؤوس أخرى عديدة. » من لجنة السلامة العامة، الوحيد الذي رفض التوقيع على الأمر كان لنديه.

وحث دانتون على إنهاء عمليات القتل فنطق: "دعونا نهجر شيئا لذبح الآراء (بدلا من البشر)" وظل يخطط لمشروعات تعليمية وإصلاحات قضائية . وظل جريئاً متحديا إذ نطق له أحدهم إذا روبيسبير يخطط للقبض عليه، فأجابه "إذا ظننت حتى مجرد فكرة كهذه في رأسه فسأجعل قلبه يذوب حسرات"(001) فحكم الإرهاب قد حول فرنسا في غالبها إلى دولة من دول الطبيعة فغدا معظم الناس يشعرون أنه يجب عليهم حتى "يأكلوا قبل حتى يؤكلوا". وحثه أصدقاؤه حتى يأخذ المبادرة ويهاجم لجنة الأمن العام أمام المؤتمر الوطني، لكنه كان مرهقا جدا معتل الإرادة فلم يشأ حتى يعقب اجتماعاته التاريخية بحماقة . لقد استنفدت مقاومة أمواج الثورة طوال أربع سنوات طاقته وقد هجر الآن الأمواج التحتية (غير الظاهرة) تحمله بعيدا دون مقاومة . لقد نطق "لأن تبتر المقصلة رقبتي أفضل عندي من حتى أبتر رقاب الآخرين" (لم يكن أمره كذلك دائما) "بالإضافة إلى أنني سئمت البشر".

وكان من الواضح حتى بيلو- فارين - هوالذي أخذ المبادرة بالتوصية بالقضاء على حياة دانتون، واتفق معه كثيرون من أعضاء لجنة الأمن العام لأن معنى السماح باستمرار سياسة المتسامحين هوتسليم الثورة لأعدائها في الداخل والخارج .

وكان روبيسبير لفترة يعارض فكرة "اختصار" حياة دانتون، لكنه شارك أعضاء اللجنة الآخرين الاعتقاد بأنه - أي دانتون - جاز لجزء من أموال الدولة بالتسرب بين أصابعه، لكنه أدى خدمات للثورة، وكان روبيسبير يخشى حتى يؤدي الحكم بالإعدام على واحد من أكبر زعماء الثورة إلى عصيان مسلح في أحياء باريس وفي الحرس الوطني.

وخلال فترة تردد روبسبير هذه كان دانتون يزوره لمرتين أوثلاثة لا ليدافع عن ذمته المالية فحسب، وإنما ليحول هذا الوطني العنيد (روبيسبير) إلى سياسة السلام وإنهاء حكم الإرهاب، لكن روبيسبير ظل غير مقتنع بذلك بل وزادت شراسته، فساعد سان - جوست (الذي كان دانتون كثيرا ما يسخر منه) في إعداد التهمة ضد منافسه الكبير (دانتون). وفي 03 مارس جمع لجنة الأمن العام ولجنة الضمان العام لاتخاذ قرار مشهجر (واحد) ليضمن إصدار المحكمة الثورية حكما بالإعدام على دانتون وديمولان واثني عشر شخصا أدينوا مؤخراً بالاختلاس . ونقل واحد من أصدقاء هذا الجبار الأخبار إليه وحثه على مغادرة باريس والاختباء في إحدى المحافظات، لكن "الجبار" (المقصود دانتون) رفض العرض. وفي صباح اليوم التالي قبض عليه البوليس الذي قبض أيضا على ديمولان الذي يعيش في طابق فوق الطابق الذي يسكن فيه دانتون في البناية نفسها .

وسجن دانتون ومن معه في الكونسير جيري (غرفة البواب في قصر التوليري) فأبدى ملاحظة "ذات يوم مثل يومنا هذا نظمتُ المحكمة الثورية .... إنني أسأل الله والبشرية حتى يسامحاني على هذا ... في الثورات يظل قابضا على السلطة من هوأكثر نذالة"(201).

وفي أول أبريل اقترح لويس ليجندر على النواب حتى يسمح لدانتون بالدفاع عن نفسه أمام المؤتمر الوطني فقد أوفد يطلب ذلك من سجنه وأنه - لويس ليجندر الذي كان معيناً حديثا مبعوثاً مفوّضاً للجنة الأمن العام - قد وافق، لكن روبيسبير أوقفه عن مواصلة حديثه بحملقة مشئومة منذرة بسوء وصاح قائلا: "دانتون غير مميز ... يفترض أن نرى هذا اليوم ما إذا كان كان المؤتمر الوطني قادراً على تدمير وثن (إله زائف) ..."(301) عندئذ قرأ سان - جوست قائمة الاتهامات التي كان قد أعدها سلفا فأمر النواب - وكان جميع واحد منهم متنبهاً لسلامته الشخصية - بتحويل دانتون وديمولان للمحاكمة فورا .

وفي 2 أبريل قيد دانتون وديمولان ليمثلا أمام المحكمة . وربما لخلط الأمور، كانا ضمن دفعة من المتهمين بمن فيهم فابر ديجلانتين ومتآمرون أومختلسون آخرين، وهيرول دى سيشل (وقد أدى هذا إلى دهشة عامة ودهشة دانتون) وكان هيرول هذا عضوا مهذبا دمثا في لجنة الأمن العام لكنه متهم الآن بالتعاون مع أتباع هيبير وبالتورط في مؤامرة خارجية ودافع دانتون عن نفسه بقوة وأمعن في السب وتوجيه التهم مما أثر في اللجنة والحاضرين لمشاهدة المحاكمة وسماعها. لدرجة حتى فوكييه تينفيل أوفد يطلب من لجنة الأمن العام قرارا بإسكات الدفاع واضطرت اللجنة لأن ترسل للمؤتمر الوطني تتهم أتباع دانتون ديمولان - وفقا على ما وصلها من معلومات - بأنهم يتآمرون لإطلاق سراحهما بالقوة، وعلى هذا الأساس أعرب المؤتمر الوطني حتى كلا الرجلين لم يعودا تحت حماية القانون وهذا يعني أنه يمكن إعدامهما دون إجراءات قانونية . وعندما تلقى أعضاء المحكمة هذا القرار أعربوا أنه قد اصبح لديهم أدلة كافية وأنهم مستعدون لإصدار الحكم . وأعيد المسجونان إلى سجنهما وتم صرف من حضروا لمتابعة المحاكمة . وفيخمسة أبريل صدر حكم بإجماع أعضاء المحكمة بإعدام المتهمين كلهم، وعندما سمع دانتون بالحكم تنبأ قائلا: "قبل حتى تنقضي هذه الشهور سيمزق الشعب أعدائي إربا ". ونطق: "حقير أنت يا روبيسبير ! إذا المقصلة تناديك أنت أيضا. إنك ستتبعني". وخط ديمولان من سجنه إلى زوجته: "حبيبتي لوسيل! . لقد ولدت لأقرض القصائد وأدافع عن سيئي الحظ... يا عزيزتي اهتمي بصغيرك . عيشي لحبيبي هوراس ، وحدثيه عني... يداي المقيدتان تعانقانك".

وبعد ظهر الخامس من أبريل حمل المتهمان في عربة إلى ميدان الثورة، وفي أثناء الطريق تنبأ دانتون مرة أخرى قائلا: "إنني أهجر الأمور مشوشة متخبطة . ليس من رجل فيهم لديه فكرة عن الحكم، إذا روبيسبير سيتبعني إلى المقصلة . لقد جروه إلى المقصلة وجعلوني أسبقه". وعلى سنطقة المقصلة كان ديمولان هوالثالث في طابور من ينفذ فيهم حكم الإعدام وكانت أعصابه تكاد تتحطم، وكان دانتون في آخر الطابور وفكر دانتون أيضا في زوجته الشابة وراح يتمتم ببعض الحدثات ذكرها فيها ثم أمسك ونطق لنفسه: "أقبل دانتون، لا تضعف" وبينما كان يقترب من نصل المقصلة، نطق لجلاده (منفذ الحكم) "اعرض رأسي على الشعب. إنه جدير به". لقد كان وقت إعدامه في الرابعة والثلاثين من عمره وكذلك ديمولان، لكنهما عاشا أعماراً كثيرة منذ ذلك اليوم في شهر يوليوالذي نادى فيه كاميل أهل باريس للاستيلاء على الباستيل. وبعد موتهما بثمانية أيام تم إعدام لوسيل ديمولان مع أرملة هيبير وشومت.

لقد بدت الساحة ممهدة فكل الجماعات التي كانت قد تحدت لجنة الأمن العام قد تم التخلص منها أوقمعها، فالجيرونديون إما ماتوا أوتفرقوا، والعامة من السانس كولوت إما قسموا أوأرغموا على الصمت، وتم إغلاق النوادي ما عدا نادي اليعاقبة وأخضعت الصحافة والمسارح لرقابة صارمة، وتخلى المؤتمر الوطني خوفا منه وجبنا عن القرارات الكبرى كلها للجنة الأمن العام . وأقر المؤتمر الوطني - بتوصية من لجانه الأخرى - قوانين ضد المضاربين والمحتكرين (خازني البضائع Hoarders) وقوانين لمجانية التعليم الابتدائي وإتاحته للجميع، وإنهاء القنانة (عبودية الأرض) في المستعمرات الفرنسية وتأسيس دولة الرفاهية مع الأمن الاجتماعي (الضمان الاجتماعي) وقوانين تنص على تقديم إعانة لغير العاملين (إعانة بطالة) ومساعدات طبية للفقراء ومساعدات لكبار السن . وقد أدت الحرب والفوضى الداخلية إلى حد كبير بالإسراع في هذه القرارات لكنها بقيت كأفكار تلهم الأجيال ا لمتتالية .

أما روبيسبير الذي كانت يداه مخضبتين بالدم لكنهما طليقتان - فإنه الآن يعمل على إرجاع "الله" إلى فرنسا، فمحاولة إحلال "الممضى العقلي" محل المسيحية أثارت الفرنسيين ضد الثورة، ففي باريس كان الكاثوليك ثائرون لإغلاق الكنائس وإزعاج القسس بالغارات المستمرة عليهم، وشيئا فشيئا بدأت تزداد أعداد أفراد طبقة العوام والطبقة الوسطى التي تمضى لحضور قداس الأحد . وقدم روبيسبير البراهين في إحدى خطبه البليغة (7 مايو4971) على حتى الوقت قد حان لعقد وفاق بين الثورة وجدها الأعلى روسوالذي نقلت رفاته إلى البانثيون - (مدفن العظماء) في أربعة أبريل فـــلا بد للدولة حتى تدعم الدين النقي البسيط - خاصة ذلك الذي اعتنقه Savoyard Vicar في كتاب إميل - القائم على الإيمان بالله واليوم الآخر، والدعوة إلى الفضائل المدنية والاجتماعية كأساس لقيام الجمهورية . ووافق المؤتمر الوطني على ذلك على أمل إرضاء الأتقياء والتخفيف من حدة الإرهاب، وفي أربعة يونيوانتخب روبيسبير رئيساً له .

وترأس روبيسبير فيثمانية يونيو4971 في سياق هذا التوجه ا لرسمي مهرجانا للاحتفاء "بالموجود الأسمى Fast of the superme Being " حضره مائة ألف رجل وامرأة وطفل في ساحة دي مار وعلى رأس موكب كبير (يضم النواب المتشككين) امتد مسافة طويلة كان هذا المستقيم غير القابل للفساد أوالرشوة (المقصود روبيسبير) وقد حمل في يده الورود وسنابل القمح . وكانت هناك عربة محملة بحزم القمح يجرها ثور أبيض بلون الحليب، وخلفها سار الرعاة من رجال ونساء يمثلون الطبيعة (في فطرتها الأولى) باعتبارها - أي الطبيعة - هي هجريبة واحدة وهي صوت الله ، وفي حوض يزين ساحة دي مار، أقام ديفيد David الفنان الفرنسي الرائد في هذا العصر تمثالاً من خشب يمثل الإلحاد وقد قام على الرذيلة وتوج بالجنون، وإلى الأعلى في لقاءة هذا التمثال جعل الحكمة المنتصرة تحمل إصبعها في لقاءة الإلحاد والرذيلة والجنون . ووضع روبيسبير - الذي هوتجسيد للفضيلة - المشعل ناحية الإلحاد (ليحرقه) لكن ريحا تعسه غيرت اللهب إلى "الحكمة". ووضع نقش يشير إلى المبادىء الجديدة ويتسم معناه بالسماحة: "إن الشعب الفرنسي يؤمن بالموجود الأسمى وخلود الروح" وجرى إقامة احتفالات مماثلة في مختلف أنحاء فرنسا .

وكان روبيسبير سعيداً لكن بيلوفارين نطق له: "لقد بدأت تضجرني مع موجودك الأسمى". وبعد ذلك بيومين حث روبيسبير المؤتمر الوطني على إصدار مرسوم يدعم - بشكل مثير للدهشة - حكم الإرهاب، لقد بدا روبيسبير وكأنه يجيب دانتون ويتحداه (رغم حتى دانتون كان قد أعدم بالمقصلة) عندما أقام مهرجانا لتكريم "الموجود الأسمى" كما بدا وكأنه يوبخ هيبير ، فالقانون الصادر فيعشرة يونيو4971 (22 بريريال بالتقويم الجمهوري) نص بهدف شجب الملكية والدفاع عن الجمهورية والرقي بها - على إعدام جميع من يسيء للأخلاق أويروج أخبارا كاذبة أويسرق المال العام أويتربح ويستغل أويختلس أويعوق نقل الطعام أويعوق باي شكل مسار الحرب، وأكثر من هذا فإن هذا القانون خول المحاكم حتى تقرر ما إذا كان المتهم في حاجة إلى محام أومستشار أوشهود، إذا ظهر برهان إدانته. ونطق واحد من المحلفين: "بالنسبة لي شخصيا، فإنني مقتنع بذلك دائما ففي ظل الثورة، يعد جميع من يمثل أمام هذه المحكمة مدانا".

وكان ثمة تبريرات لهذا الإرهاب المكثف . ففي 22 مايوجرت محاولة للاعتداء على حياة كولودربوا، وفي 32 مايوجرى وقف شاب حاول - بشكل واضح - اغتيال روبيسبير . وأدى الاعتقاد في وجود مؤامرة خارجية إلى حتى أصدر المؤتمر الوطني مرسوما بالتعامل بغير رحمة مع أسرى الحرب البريطانيين والهانوفريين . وكان في سجون باريس نحوثمانية آلاف من المشكوك في ولائهم، وكان لا بد من إرهابهم حتى لا يفكروا في إثارة الاضطرابات أوالهروب.

لهذا ظهر على نحوخاص ما يسمى "الإرهاب الأعظم Great Terror " واستمر من 01 يونيوإلى 72 يوليوسنة 4971، ففي أقل من سبعة أسابيع بترت المقصلة رقاب 683.1 رجل وامرأة، هذا بالإضافة إلى 551 كان قد جرى إعدامهم خلال الواحد والستين أسبوعا، بين مارس 3971 و01 يونيو4971. ولاحظ فوكييه تينفيل - حتى الرؤوس تتدلى من السقف كألواح الاردواز"(411). ولم يعد الناس يمضىون لمشاهدة تطبيق أحكام الإعدام فقد أصبح المشهد معادا مكررا، وإنما راحوا يعكفون في منازلهم يتحسسون أي حدثة ينطقون بها. وتوقفت الحياة الاجتماعية تقريبا، وكادت المواخير وبيوت النادىرة والحانات تكون خاوية على عروشها. بل وتقلص عدد الحضور في المؤتمر الوطني نفسه، فمن بين 057 عضوا لم يعد يحضر - الآن - سوى 711، وحتى هؤلاء امتنع كثيرون منهم عن التصويت حتى لا يورطوا أنفسهم، وحتى أعضاء اللجنة عاشوا في رعب من حتى يقعوا تحت نصل هؤلاء الثلاثة (المتحكمين الجدد) روبيسبير، وكوثووسان جوست.

وربما كانت الحرب هي التي أدت إلى حتى يتبوأ الصدارة أفراد أقوياء عمدوا إلى هجريز السلطة في أيديهم بشكل مثير. وفي أبريل سنة 4971 كان الأمير ساكس كوبرج قد قاد جيشا آخر داخل فرنسا، وكانت أي هزيمة تلحق بالدفاعات الفرنسية كفيلة بإثارة الفوضى والخوف في باريس، وحاول البريطانيون من خلال فرض الحصار البحري منع الإمدادات الأمريكية عن فرنسا ولولا نجاح الدفاعات الفرنسية في إلحاق الهزيمة بالأسطول البريطاني في أول يونيوما وصلت الحمولات الغالية الثمن إلى برست واستطاع الجيش الفرنسي حتى يصد الغزاة بالقرب من شارلروي (52 يونيو) وبعد ذلك بيوم قاد سان جوست قوة فرنسية لإحراز نصر حاسم في فلورس. وانسحب كوبرج من فرنسا، وفي 72 يوليوعبر جوردا وبيشجروالحدود لإقامة الحكم الفرنسي في أنتورب وليج وقد يحدث الفوز الذي تحقق بصد الغزوة الكبيرة، مما ساهم في تدمير روبيسبير، فأعداؤه الكثيرون كانوا يشعرون حتى الدولة والجيش قد يعملان على تفجير صراع مكشوف في قلب الحكومة، صراع لا هوادة فيه.

فلجنة الأمن العام كانت على خلاف مع لجنة الضمان العام بسبب التنازع على السلطة السياسية. وفي هذه اللجنة الأخيرة كان بيوفارين وكولودربوا وكارنوفي حالة ثورة متزايده ضد روبيسبير وسان - جوست. فلما شعر روبيسبير بعداوتهم الشديدة له تحاشى حضور اجتماعات اللجنة في الفترة من أول يوليوإلى 32 من الشهر نفسه لعل هذا يؤدي إلى تخفيف حساسيتهم من زعامته، لكن غيابه هذا أعطاهم الفرصة ليخططوا لإسقاطه. وأكثر من هذا فإن استراتيجيته راحت تضطرب وتترنح: ففي 32 يوليوأحال المؤيدين له إلى أعداء بتسليمه لنواب السهل (المعتدلين) من رجال الأعمال بتوقيعه مرسوما بتحديد سقف الأجور (الحد الأقصى للأجور)، ومـن الناحية العملية، وبسبب انخفاض قيمة العملة، خفض المرسوم بعض الأجور إلـى النصف.

وكان هناك الإرهابيون الذين عادوا من الدوائر أوالمحافظات - فوشي وفريرووتاييه وكاريه - الذين وجدوا حتى حياتهم متوقفة على إقصاء روبيسبير، فقد كان هوالذي استنادىهم إلى باريس طالباً منهم تقارير عن مهامهم لقد نطق متسائلاً: "تعال يا فوشي وأبلغنا من الذي فوضك لتقول للناس إذا الله غير موجود؟" وفي نادي اليعاقبة اقترح روبيسبير التحقيق مع فوشي فيما يتعلق بعملياته في طولون وليون أوسحب العضوية منه، ورفض فوشى حتى يجيب عن مثل هذا الاستجواب، وانتقم لنفسه بإشاعة قائمةً بأسماء أشخاص زعم حتى روبيسبير اعتزم إعدامهم بالمقصلة . أما بالنسبة لتاييه فلم يكن في حاجة إلى من يحرضه ضد روبيسبير فقد كان هذا الأخير قد أمر بالقبض على خليلته الجذابة في 22 مايو. وتقول الإشاعات أنها أوفدت إلى تاييه خنجرا، فأقسم حتى يحررها (يخرجها من المعتقل) مهما كلفه ذلك.

وفي 62 يوليوألقى روبيسبير آخر خطاب له أمام المؤتمر الوطني الذي كان نوابه معادين له لأن كثيرين منهم كانوا معارضين للتسرع في إعدام دانتون ولام كثيرون منهم روبيسبير لتقليله من شأن المؤتمر الوطني. وحاول روبيسبير حتى يدفع هذه التهم عن نفسه:

«أيها المواطنون... أريد حتى أفتح قلبي، وأنتم في حاجة إلى سماع الحقيقة... لقد أتيت إلى هنا لأصحح أخطاء فظيعة . لقد أتيت لأبطل الأيمان المغلظة التي أقسمها بعض الرجال بقصد العصيان والتي راحوا يملأون بها معبد الحرية هذا ... أي أساس لما هوموجود من نظام إرهابي بغيض،يا ترى؟ وأي أساس لهذا القذف والتشهير بالسمعة،يا ترى؟ ألكم أنتم نبدي أنفسنا مرعبين،يا ترى؟ إنهم الطغاة والأنذال هم الذين يخشون بأسنا لا الوطنيون وذووالنوايا الطيبة . ألم نضرب الإرهاب في المؤتمر الوطني،يا ترى؟ لكن من نكون نحن بغير المؤتمر الوطني،يا ترى؟ إننا نحن الذين دافعنا عن المؤتمر الوطني مخاطرين بحياتنا . نحن الذين وقفنا أنفسنا للحفاظ عليه، بينما يعمل فرقاء بغيضون على التآمر لتدميره كما ترون جميعا،يا ترى؟ ... إلى من توجه سهام التآمر في المقام الأول،يا ترى؟ إننا نحن المقصودون. إننا نحن الذين يطلقون علينا سوط فرنسا أوسبب نكبها .. منذ فترة أعربوا الحرب على بعض أعضاء لجنة الضمان العام (تسميها بعض المراجع العربية أيضا لجنة السلامة العامة.

وأخيرا بدوا يعملون على تحطيم رجل واحد ... إنهم يسمونني طاغية، إنهم يودون على نحوخاص حتى يثبتوا حتى محكمة الثورة إنما هي محكمة دم أنشأتها أنا وحدي وأسيطر عليها وحدي سيطرة مطلقة لقتل ذوي النوايا الطيبة كلهم....

إنني لا أجسر على تسمية هؤلاء المتهمين هنا والآن . إنني لا أستطيع وحدي حتى أزيح بشكل تام الحجاب الذي يغطى الألغاز العميقة لهذه الجرائم . لكنني أؤكد بشكل جازم حتى من بين حابكي هذه المؤامرات ممثلين لجهاز فاسد مرتشٍ يدفعه الأجانب لتدمير الجمهورية ... إذا الخونة موجودون هنا مختبئون تحت مظهرهم الكاذب الزائف. إنهم سيتهمون من يوجه لهم الاتهامات وسيضاعفون خداعهم .. ليضربوا وجه الحقيقة . إذا هذا جزء من مؤامرة . وأريد حتى أنهي حديثي هنا بأن الطغيان يحكم بيننا، لكن ليس لهذا يجب حتى أصمت. كيف من الممكن أن يمكن لأي إنسان حتى يلوم رجلاً الحق بجانبه، ويعهد كيف من الممكن أن يموت في سبيل وطنه.»

وثمة بعض الاضطراب في هذا الخطاب التاريخي فقد كان روبيسبير حتى لحظة إلقاء خطابة يشق طريقة بحذر بين أشراك السياسة، والسلطة تفقد العقل أكثر مما تسبب الفساد، والاحتفاظ بالسلطة يحتاج العمل السريع (اتخاذ إجراءات سريعة أكثر مما يحتاج تأملا). إذا لهجة الخطاب التي لا تكتفي بالدلالة على البراءة وسلامة الطوية فقط، وإنما تشير إلى أنه "رجل يقف الحق بجانبه".... مثل هذا الكلام لا يصلح إلا حتىقد يكون على لسان سقراط بعد حتى بتر نصف الطريق عملا إلى الموت.

إنه لمن الصعب حتى ندخل في باب الحكمة ما قام به من حث لأعدائه على معاداته، وإثارة غيظهم وحنقهم بتهديدهم بفضح أخطائهم وكشفها - وهذا يعني الحكم عليهم بالإعدام. لقد كان من غير الحكمة حتى يؤكد حتى المؤتمر الوطني متحرر من الخوف والإرهاب، عندماقد يكون معروفاً حتى هذا غير سليم . والأسوأ من جميع هذا رفضه حتى يسمي الأشخاص الذين سيتهمهم (يقدمهم للمحاكمة) مما ضاعف من أعداء الأعضاء الذين قد يعتبرون أنفسهم ضحايا في المستقبل لغضبه . لقد تلقى المؤتمر الوطني اتهامه ببرود وأحبط حركة نادت بطبع خطابه وكرر روبيسبير خطابه هذا المساء في نادي اليعاقبة فقوبل بتصفيق حاد، وفي النادي أضاف لخطابه الآنف ذكره هجوما واضحا على بيلو- فارين وكولودربوا اللذين كانا حاضرين فخرجا من النادي إلى حجرات لجنة الأمن العام حيث وجدا سان - جوست يخط ما ذكره لهما بجسارة وهوقرار توجيه الاتهام لهما.

وفي صباح اليوم التالي 72 يوليو(التاسع من شهر ثيرميدور حسب التقويم الجمهوري) هب سان - جوست ليقدم هذا الاتهام المكتوب إلى المؤتمر الوطني الذي أعمت العدوانية بصائر أعضائه وأرعبهم الخوف . وكان روبيسبير يجلس أمام منصة الخطابة مباشرة. وكان دبلي وضيفه المخلص قد حذره من تسقط اضطرابات، لكن روبيسبير أعاد من حديث تأكيده لمن تنبأ بذلك (دبلي) بأن "المؤتمر الوطني سائر على خط الأمانة والإخلاص، والجماهير مخلصة كلها". ولسوء الحظ كان الضابط الرئيسي (رئيس الضباط) في هذا اليوم من أعدائه (أي أعداء روبيسبير) الذين أقسموا حتى يتخلصوا منه - إنه كولودربوا. وعندما بدأ سان جوست يقرأ قائمة الاتهامات، تسقط تاييه حتىقد يكون من بينهم، فاندفع إلى المنصة وأزاح الخطيب الشاب جانبا، وصاح قائلا: "إنني أطالب بإزاحة الستارة" يقصد كشف حقيقة الأمور. وحاول جوزيف ليباس الموالي لسان - جوست حتى يأتي لنجدته لكن حدثاته ضاعت إذ أسكتته مئات الأصوات، وطلب روبيسبير الفرصة ليسمعوه، فحمل تاييه السلاح الذي أوفد إليه عاليا وأعرب: لقد سلحت نفسي بخنجر سيتغلغل في جسده إذا لم يكن لدى المؤتمر الوطني الشجاعة الكافية لإصدار قرار باتهامه".

وسلم كولوالمقعد لثريوالذي كان من أنصار دانتون، واقترب روبيسبير من المنصة صائحا، لكن جرس ثريوبعثر معظم حدثات روبيسبير، واعتلى أحدهم موجة الفتنة ونطق: "لآخر مرة يا زعيم الحشاشين سيكون كلامي بالإذن منك" وارتفعت أصوات أعضاء المجلس الوطني معبرة عن عدم رضائها عن هذه الطريقة في الخطاب، ونطق أحد الأعضاء بحدثات كأنها قدر نزل: "إنني أطالب بالقبض على روبيسبير" فقام أوغسطين روبيسبير يتحدث كرجل روماني "إذا كان أخي مذنبا فإنني مذنب معه، إنني أشهجر معه في فضائله، فليكن اسمي مدرجا في قراركم بالقبض عليه" وطلب ليباس الطلب نفسه، وبالعمل فقد ناله. وجرى التصويت على القرار فقبض البوليس على الروبيسبيرين (روبيسبير وأخيه) وسان - جوست، وليباس وكوثون وأسرع بهم إلى سجن لكسمبورگ.

وأمر محافظ باريس (رئيس بلديتها) فلوريو- ليكوبنقل السجناء إلى دار البلدية فتلقاهم كضيوف مكرمين وبسط عليهم حمايته، وأمر رؤوس الكومون (أولوالأمر فيه) هانريورئيس الحرس الوطني في العاصمة - حتى يأخذ جنودا وأسلحة من التوليري وأن يحاصر أعضاء المؤتمر الوطني حتى يسحبوا قرارهم بالقبض على روبيسبير والآخرين الذين قبض عليهم معه لكن هانريوكان ثملا لإفراطه في الشراب فلم ينفذ هذه المهمة. وعين نواب المؤتمر الوطني بول بارا ليكون على رأس قوة من قوات الدرك (الجندرمة) والتوجه إلى دار البلدية ليعيد القبض على السجناء، ونادى رئيس المجلس البلدي هانريومرة ثانية فوجده قد جمع بشكل ارتجالي مجموعة من عوام السانس كولوت، بدلا من رجال الحرس الوطني (الأهلي) الذين لم يستطع جمعهم، وكان أفراد الطبقة الدنيا قد أصبحوا الآن لا يحبون كثيرا الرجل (روبيسبير) الذي خفض أجورهم وقتل هيبير وشومت ودانتون وديمولان، وثمة سبب آخر وهوحتى الأمطار كانت قد بدأت تسقط فانصرفوا إلى منازلهم وأعمالهم، واستطاع بارا - وجنود الدرك الذين معه - حتى يحاصر دار البلدية بسهولة .

وحاول روبيسبير الانتحار عندما رآهم، لكن الطلقة التي أطلقها بيده غير الثابتة اخترقت وجنته ولم تحطم غير فكه(. أما ليباس فقد كانت يده أكثر ثباتا فقد أطلق النار على رأسه فشقها وخرج مخه، أما أوغسطين روبيسبير فقفز من النافذة في محاولة لم تنجح للهروب فكسرت ساقه أما كوثون المشلول (الذي لا يحس بساقيه) فقد دفع تحت السلالم وظل هناك لا أحد يقدم له مساعدة حتى حمله الجنود إلى السجن فأودعوه إياه مع روبيسبير وأخيه وسان - جوست.

وبعد ظهيرة اليوم التالي (82 يوليو1794) نقلت أربع عربات هؤلاء السجناء الأربعة بصحبة فلوريووهانريوHanriot (وكان لا يزال ثملا) وستة عشر آخرين إلى المقصلة التي نصبت فيما يعهد الآن - ويا للعجب - بميدان الوئام Place de La Concorde، وفي الطريق سمعوا من المت


طالع أيضاً

  • جيمس بارثولوموبلاك‌ول - جندي ثوري من القرن 18-19

المصادر

  1. ^ . Printed for R. Griffiths. 1814. Retrieved 2009-02-25.
  2. ^ "Georges Danton (French revolutionary leader)—Britannica Online Encyclopedia". Britannica.com. Retrieved 2009-02-20.
  3. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  4. ^ Hippolyte Carnot, Mémoires sur Carnot par son fils, édition de 1893, T.1, p.375

وصلات خارجية

  • أعمال من Georges Danton في مشروع گوتنبرگ
مناصب سياسية
سبقه
إتيان دجولي
وزير العدل
1792
تبعه
دومنيك جوزيف گارا
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:08:33
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Articles containing non-English-language text, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1759, وفيات 1794, أشخاص من أوب, نواب في المؤتمر الوطني الفرنس, People executed by guillotine during the French Revolution, أشخاص من الثورة الفرنسية, قتلة الملك لويس السادس عشر, Executed French people

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مفوضة روسية تنفي الحديث عن تبادل كبير للأسرى مع أوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:17:29
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 92%

حكم بنصف مليون دولار لأردني من ضحايا "حادثة السفارة الإسرائيلية"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:17:03
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

وزير الشباب يلتقى أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:21:07
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

بدء إجراءات محاكمة إيلون ماسك بتهمة الاحتيال

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:17:00
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 85%

هولندا تنضم لأميركا وألمانيا.. ستزود أوكرانيا بصواريخ باتريوت

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:17:28
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 85%

كريمونيزي يقصي نابولي من كأس إيطاليا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:18:42
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

القمر يعانق النجم الأحمر العملاق فى سماء مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:21:02
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

270 فرصة عمل جديدة للشباب من «القوى العاملة».. تعرف على التفاصيل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:21:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

لقطات مرعبة لعملية خطف عاملة مقهى عبر "درايف ثرو"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:18:33
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 92%

هل سمعت بـ "الإثنين الأزرق".. تعرف على أكثر أيام العام كآبة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:18:36
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 100%

وثائق بايدن.. البيت الأبيض يصف موقف الجمهوريين بمسرحية سياسية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:18:08
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 95%

حالة من الاستقرار في درجات الحرارة على كافة انحاء الجمهورية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:19:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

"لجنة التعاون الإسرائيلي المغربي" تجتمع في الرباط

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:17:01
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 96%

وفاة أكبر معمرة فى العالم عن عمر يناهز 118 عام

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:20:57
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

حظك اليوم لمواليد الأبراج المائية الأربعاء 18 يناير 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:20:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

«خنوم» رحلة مثيرة في مصر القديمة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:19:34
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

وفاة الفرنسية الأكبر سنا في العالم عن 118 عاما

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:18:47
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 85%

واشنطن تغرّم شركة طيران حلّقت طائراتها في الأجواء العراقية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:17:04
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب إحدى جزر إندونيسيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:20:59
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

إطلالة جديدة لـ سلاف فواخرجى فى شوارع تونس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:20:55
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

لن تصدقوا.. ضبط 10 مضيفات بالفلبين حاولوا تهريب هذه السلعة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:18:38
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 89%

بلومبرج: هولندا تبحث تزويد أوكرانيا بأنظمة «باتريوت» للدفاع الجوي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-18 03:19:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية