ألدومورو
ألدومورو | |
---|---|
رئيس وزراء إيطاليا رقم 39 | |
في المنصب 4 ديسمبر 1963 – 24 يوليو1968 | |
الرئيس |
Antonio Segni Giuseppe Saragat |
نائب | پييترونني |
سبقه | جيوڤاني ليونه |
خلفه | جيوڤاني ليونه |
في المنصب 23 نوفمبر 1974 – 29 يوليو1976 | |
الرئيس | جيوڤاني ليونه |
نائب | اوگولا مالفا |
سبقه | ماريانورومور |
خلفه | جوليوأندريوتي |
وزير العدل الإيطالي | |
في المنصب 6 يوليو1955 – 15 مايو1957 | |
رئيس الوزراء | Antonio Segni |
سبقه | Michele De Pietro |
خلفه | Guido Gonella |
وزير التعليم الإيطالي | |
في المنصب 19 مايو1957 – 15 فبراير 1959 | |
رئيس الوزراء |
أدونه زولي أمينتوره فانفاني |
سبقه | Paolo Rossi |
خلفه | Giuseppe Medici |
وزير الشئون الخارجية الإيطالي | |
في المنصب 28 ديسمبر 1964 –خمسة مارس 1965 | |
رئيس الوزراء | نفسه |
سبقه | Giuseppe Saragat |
خلفه | Amintore Fanfani |
في المنصب 5 مايو1969 – 29 يوليو1972 | |
رئيس الوزراء |
Mariano Rumor Emilio Colombo Giulio Andreotti |
سبقه | Pietro Nenni |
خلفه | Giuseppe Medici |
في المنصب 7 يوليو1973 – 23 نوفمبر 1974 | |
رئيس الوزراء | Mariano Rumor |
سبقه | Giuseppe Medici |
خلفه | Mariano Rumor |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد |
23 سبتمبر 1916 Maglie, Apulia، إيطاليا |
توفي |
9 مايو1978 روما، Latium، إيطاليا |
القومية | إيطالي |
الحزب | الحزب الديمقراطي المسيحي |
الدين | رومانية كاثوليكية |
ألدو مورو Aldo Moro (و. 23 سبتمبر 1916 –تسعة مايو1978)، هوسياسي إيطالي وكان رئيس وزراء إيطاليا من أربعة ديسمبر 1963 حتى 24 يونيو1968، ومن 23 نوفمبر 1974 حتى 29 يوليو1976.
حياته
- كان أستاذاً للقانون في جامعة باري في بداية الحرب العالمية الثانية.
- تولى عدة حقائب وزارية مثل العدل (1955-1957)، والتعليم العام (1957-1959)، والخارجية (1970-1972).
- اختطفته منظمة الألوية الحمراء في 16 مارس 1978، ثم أعدمته فيتسعة مايو.
نشاطه السياسي
وُلد موروفي 21 سبتمبر عام 1916 في مدينة باري في جنوبي إيطاليا، وكان والده موظفاً في وزارة التعليم. نشأ ألدومورونشأة دينية صارمة. وفي عام 1945 انضم ألدوموروإلى الحزب الديمقراطي المسيحي، وانتخب نائباً عن مدينته، وقد حافظ على هذا المنصب طوال حياته. ترأس حكومة بلاده مرتين، من 1963-1968، ثم من 1974-1976. كما شغل منصب وزير الخارجية مرتين، من 1969-1970، ومن 1973-1974.
المساومة تاريخية
في عام 1971 فتح ألدوموروباب الحوار مع الحزب الشيوعي الإيطالي، وتوصل معه إلى اتفاق يمتنع بموجبه الحزب الشيوعي عن معارضة الحكم في البرلمان، ولكن دون حتى يؤيده. وفي عام 1978 كان له لقاءان مع الشيوعيين كان يفترض فيهما حتى يؤديا إلى وضع سياسة الحزب الشيوعي المعروفة باسم المساومة التاريخية موضع التطبيق، أي حتى يفتحا الباب أمام مشاركة الشيوعيين في الحكم.
اختطافه واعدامه
في 16 أبريل 1978، اختطفته منظمة الألوية الحمراء لغرض المساومة على الإفراج عن بعض سجنائها السياسيين. واحتفظت به لمدة خمسة وخمسين يوماً، وأقاموا له ما يشبه المحكمة وصدر الحكم بإعدامه فيتسعة مايو1978.
رسائله أثناء اختطافه
عُثِرَ على 95 رسالة خطها آلدوموروخلال فترة اختطافه في مخبأ لتنظيم الألوية الحمراء. عمدت منشورات تالاندييه الفرنسيّة إلى جمعها وتبويبها ونشرها في كتاب صدر في باريس في 15 أبريل 2005.
في سجنِه الذي أطلق عليه المختطفون اسم سجن الشعب، خط مورورسائلَ إلى أسرتِه، إلى أصدقائه، إلى رفاق دربِه، إلى زملائه. كما خط رسائل إلى البابا بولس السادس. بعض هذه الرسائل وصل إلى أصحابِه، وبعضها نُشِر في الصحافة.
في مطلع سبتمبر عام 1978، اهتدي رجال الشرطة إلى الشقّة التي كان محتجزا فيها. وعثروا على ثماني وعشرين رسالة، وأجزاء من مذكّرات مورو، وهي تعبير عن جردة شخصيّة وسياسيّة دبّجت بطلبٍ من سجّانيه بغية استكمال استجوابه. بمضيّ اثني عشر عاماً، لم تعد الشقّة المذكورة تحت أمر التحفّظ القضائي، فيقرّر مالكها حتى يجري عليها بعض الإصلاحات. أثناء أعمال الترميم والتجديد، عثر أحد العمّال، فيتسعة أكتوبر 1990، على مخبأ سرّي لا يحجبه سوى لوح خشبٍ مثبّت بأربعة مسامير (لم يُعثَر عليه خلال تفتيش المكان عام 1978.). واتضح أنه يحتوي على بندقية رشّاشة، وعلبة صواعق، ومسدّس مع ذخائره؛ بالإضافة إلى جرابٍ يحتوي على 60 مليون لير إيطالي وعلى إضبارة كرتون.
تبيّن أنّ الوثائق التي عُثِرَ عليها في شارع مونتي نيفيسوهي مجموعة من النصوص المطبوعة على الآلة المحررة ونسخٌ عن أوراق أصليّة لم يتمّ العثور عليها. كثير من الغموض يحيط بالتحقيقات والاستقصاءات التي أجريت حول اغتيال آلدومورو. إذ لم يُعثَر إلى اليوم، على سبيل المثال، على محاضر التحقيقات التي أجريت معه والتي يفهم الجميع حتى أعضاء الألوية الحمر قد دوّنوها بعناية انطلاقاً من تسجيلات بقيت هي الأخرى مفقودة. نظراً للشوائب المهمّة (في التحقيق والاستقصاء)، والتأجيل المتعمّد لإعلان بعض النصوص، والطابع المنقوص لبعض هذه النصوص، كان من البديهيّ حتى يفترض الناس وجودَ وثائق أصلية محفوظة بعيداً عن متناول الأعين الفضولية. أين،يا ترى؟ ومن قبل مَن،يا ترى؟ ولأي غرض،يا ترى؟ أسئلة ما زالت إلى اليوم من دون إجابة. أسئلة لم تسلّط عليها الضوء خمس محاكمات متتالية أجريت بهذا الشأن. فيتسعة أيار 2004، أي بمضيّ 24 عاماً على العثور على آلدوموروجثّةً هامدة، أعرب جياني ليتّا، مساعد وزير الدولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء، حمل "الطابع السرّي" عن المحفوظات. لذا من المؤمّل حتى يُتاح الإطلاع على هذه الوثائق التي تنتظر منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن حتى تصبح علنيّة وفي متناول الناس. ومع ذلك تظل قضيّة موروأشبه بالمحرّم. لأنّها تنطوي على مساءلة لعدد كبير من الناس.
رسالة إلى زوجته
في 27 آذار 1978 وتحت مراقبة مشدّدة من قبل الخاطفين، يخط آلدومورورسالة إلى أليونورا، زوجته.
أشياء كثيرة أودّ حتى أقولها لك، ولكنني سأكتفي بالجوهريّ منها. أنا هنا في صحّة جيّدة بفضل المعاملة الإنسانية، وكذلك الرعاية الحسنة، اللتين أحظى بهما. الطعام وفير وصحّي (ازداد قليلاً معدّل تناولي المعجّنات)، كما لا أعاني نقصاً في العقاقير التي أحتاجها. تفهمين كم أنا مشتاق إليكم جميعاً وكيف أقضي ساعات وساعاتٍ أتخيّلكم، وألاقيكم، وألمسكم. أرجوحتى أكون حاضراً ولوفي خاطرةٍ من خواطركم أنتم أيضاً، ورجائي ألاّقد يكون ذلك مبعثاً لأساكم. هذه هي المرّة الأولى، منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، التي لا نكون فيها معاً لنعيّد أحد الفصح، وفي غضون أيام قليلة، في احتفال ذكرى زواجنا الثالثة والثلاثين سيكون أحدنا بعيداً عن الآخر. أذكر كنيسة مونتيمارشيانوالصغيرة، وحفل الاستقبال المتواضع الذي أقمناه لأصدقائنا الفلاّحين. ولكن عندما نخلّ على هذا النحوِ بسياق هذه الأمور، فإنّ هذه الأمور، برغم بساطتها، تشعّ كأنّها مضى العالم كلّه. فيما يعنيني أنا، لست في وارد التوقّع أورسم خطط للمستقبل، لكنني أضع ثقتي كاملةً في الربّ الذي، على مرّ الاختبارات الصعبة التي عشتها، أبداً لم يخذلني. أحسب أنّ آخرين غارقون في الألم. أحسب ذلك، غير أنني لا أودّ حتى أسلكَ قُدُماً دربَ القنوط. امتناني ومحبّتي لجميع الذين أحبّوني وما زالوا، بصرف النظر عمّا إذا كنت أستحقّ حبّهم ولا فضل لي به، اللهمّ إلاّ من خلال قدرتي على مبادلة حبّ بحبّ. لا أدري كيف من الممكن أن ستعملين ذلك، ولكن طيّبي الذكْرَ إذا أتى ذِكرٌ لي على مسمع الجَدّة. فكيف لها حتى تتفهّم غيبَتي؟»
رسالة لأمين الحزب الديمقراطي المسيحي
في 31 مارس يخط آلدومورو، المختطف منذ خمسة عشر يوماً، رسالةً إلى السكرتير القومي للديموقراطيّة المسيحيّة، بينينيوزاكانييني. ومن خلاله يخاطب تلك المجموعة من زعماء الحزب التي أكّدت عشيّة ذلك اليوم رفضها أي تفاوض مع الخاطفين: منتهجين بذلك خطّ التصلّب والحزم. كما يأتي من جهة أخرى على ذكر الحزب الشيوعي وأمينه العام، أنريكوبرلنغوير، الذي كان توصّل معه إلى "التسوية التاريخيّة".
عبر رسالتي إليك، إنما أخاطب أيضاً بيكولي وبارتولومي وغالوني وغاسباري وفانفاني وأندريوتي وكوسيغا: كلّ الذين أدعوك لأن تتحمّل المسؤوليات معهم، والتي هي مسؤوليات فردية وجماعيّة في آن معاً. أتحدّث في المقام الأول عن الديموقراطية المسيحيّة التي توجّه إليها الاتهاماتٍ والتي أدفع ثمنها أنا وحدي، والثمن هوالحكم عليّ بالموت. لا شكّ في أنّ أحزاباً أخرى معنية بالمسألة هي أيضاً، غير أنّ قضيّة ضمير بمثل هذه الفظاعة إنما تعني أولاً حزب "الديموقراطية المسيحيّة" الذي يتوجّب عليه حتى يخرج من جموده، مهما نطق، أومهما قد يقول في الوقت الراهن، الآخرون. أتحدّث في المقام الأول عن الحزب الشيوعي الذي لا يُعقَل حتى ينسى أنّ اختطافي المفاجئ، لغرض مقايضتي بسجناء، قد جرى فيما كنّا متوجّهين إلى مجلس النواب للتصديق على الحكومة التي سعيت إلى تشكيلها بعد الجهد الجهيد. وأذكر أنّ برلينغوير قد صرّح بأن ردّ عمل الألوية الحمر قد يحدث في ذروة حدّته إذا ما أبرم الاتفاق. وهذا ما جرى، وها إنّي أدفع الثمن.
غير أنّ من واجبي، في استعراضي الموقف المؤسف الذي أجدني فيه، حتى أذكّر بالتحفّظ الكبير والمتمادي والمبرّر الذي أبديته حيال الاضطلاع بالمسؤولية التي عرضتها عليّ (مسؤولية رئاسة الديموقراطيّة المسيحيّة) والتي تنتزعني اليوم من كنفِ أسرتي، في الوقت الذي هي فيه بأمسّ الحاجة إليّ. معنوياً، أنتَ هوالموجود في مكاني، هنا حيث الآن أنا موجود مادياً. وفي الختام إنّه لمن واجبي حتى أضيف أنّه لولم تكن المواكبة التي ترافقني، في تلك اللحظة الدقيقة، ولأسبابٍ إدارية، أقلّ بكثير مما تتطلّبه الظروف التي نمرّ بها حقاً، ربّما لما وجدت نفسي حيث أنا الآن. ما سبق، كلّه، هوماضٍ. أمّا في الوقت الحاضر، فإني أخضع لمحاكمة سياسيّة عنيفة، صدر الحكمُ المسبق عنها بأنني مذنب. إني رهينة، جعلها قراركم المباغت بوضع حدّ نهائي لأي نقاش حول تبادل السجناء رهينةً مُربكةً لا نفعَ منها. الوقت يمضي بسرعة ولا متّسعَ فيه، للأسف الشديد. في كلّ لحظة تمرّ قد يحدث فات الأوان. إنّ فحوى النقاش هنا تكمن في تساؤل لا ينبع من نطاق القانون المجرّد بل من نطاق السانحة الإنسانيّة والسياسيّة: ألا يمكن القبول بتبادل من شأنه إنقاذ أرواح بريئة كما من شأنه، عبر إبعاد عدد من الأشخاص عن الأراضي الإيطالية، الحدّ من التوتّر والعودة بالشرط الخاص لظاهرة سياسيّة إلى نصابه ،يا ترى؟ قد يظهر الرفض أكثر مواءمة للظرف المذكور؛ ومع ذلك فإنّ التنازل ليس أعدل وحسب، بل هوالأجدى سياسياً. وكما ذكّرتُ مراراً أقول إنّه على هذا النحوالمتمدّن تنحوالكثير من الدول. دول أخرى لا تملك الشجاعة للقيام بذلك،يا ترى؟ على "الديموقراطية المسيحيّة" حتى تتخذ القرار! إذ تتيح لها حساسيّتها حتى تجد الحلول التي تمكّنها من لقاءة أشدّ المواقف صعوبة. وإذا كان للمخرج حتىقد يكون مختلفاً فإنما ذلك لأنكم أردتموه، وحينئذٍ، وأقولها بلا ضغينة، سيقع وِزر دمي على الحزب وعلى الأشخاص. وبعد ذلك تنطلق دوّامة أخرى أشدّ فظاعة وكسابقتها من دون مخرج. أصدقائي الأعزّاء، مصيري بين أيديكم. وليلهمكم ربّ السماوات ـ من دون إبطاء؛ فالحاجة ملحّة. لكم منّي آيات المودّة.»
رسالة الوداع
في 15 مارس، توزّع الألوية الحمر بياناً تعلن فيه فراغها من استجواب السجين والحكم عليه بالموت. عندئذ يوجّه مورورسالة وداع إلى جميع أفراد أسرته. زوجته، بناته، ابنه، وحفيده لوكا...
لا أدري متى ستُقرأ عليك، قراءة مصحوبة بشرحٍ لبعض الأمور، رسالتي هذه التي يرسلها إليك من كنتَ تسمّيه "جدّو". فإذ ذاك تكون الصورة قد بهُتَت من دون شكّ. جدّ الخوذة، وجدّ الشطرنج، وجدّ رجال الإطفاء في ساحة أسبانيا، وملابس مصارع الثيران، وطبول الصفيح. إنّه الجدّ، ولعلّك تذكر، الذي كان يحتضنك بين ذراعيه كما لوكنتَ قدس الأقداس، والذي كان حريصاً على مواقيت حملك إلى المبولة، والذي كان يرتّب بعناية أغطية سريرك، ويُعينك على النوم وقد ارتسمت على ثغرك ابتسامة عريضة، ابتسامة كان يحبّها، ويعود تكراراً لكي يتأمّل فيها أثناء نومك. الجدّ الذي كان يُلبِسُكَ المبذل عند الصباح، ويناولك البيتزا، والذي كان يُجلِسُكَ على ركبتيه لكي يُطعِمَك. الآن، جدّك بعيد بعضَ الشيء، غير أنّ بعده هذا لن يحول دون احتضانه إيّاكَ بالفكرِ وضمّك إلى صدره، ودون اعتباره أنّك أثمن ما في الحياةِ التي أعطيت له _ لكي تؤخذَ منه بعد ذلك على نحوٍ بائس. لوكا الصغير، لوكا الحبيب، إلى جانبِ جدّك الغائب الآن، كثيرون هم من يحبّونك. وأنت تحيا، وتنام محاطاً بهذا الحبّ كلّه. ابقَ، كما أنتَ، مهذّباً صالحاً منظّماً حريصاً على الآخرين. وابقَ إلى جانب أبيك وأمك وجدّتك الحبيبة، التي بحاجة إليك اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. وعندما يأتي الصيف، امضى إلى الشاطئ راكضاً حافيَ القدمين! وعند المساء، لدى تلاوة صلواتك لا تنسَ حتى تطلب من يسوع حتى يُبارك هؤلاء جميعاً، وخاصّة جدّك، الذي يحتاج إلى مباركته أكثر من أي وقت مضى. وليباركك ربّ السماوات أنتَ أيضاً، وليبارك وجهك الحبيب، وشعرك الأشقر الذي أداعبه من بعيد، بغامرِ حبّي. جدّك آلدويقبّلك بقوّة.»
رسالة البابا بولس السادس
تؤجّل الألوية الحمر تطبيق حكم الإعدام. ويُسمح لآلدوموروحتى يخط رسالة يناشد فيها البابا.
حاضرة الفاتيكان
في هذه الأوقات العصيبة، أجيز لنفسي، وبكثير من الاحترام والراتى العميق، بأن أناشد قداستك: باسم السلطة المعنوية السامية التي تمثّلها مهتدياً بمشاعر مسيحيّة إنسانية، أناشدك التدخّل لدى السلطات الحكومية الإيطالية المختصّة، لكي يتمّ السعي وراء حلّ عادلٍ لمسألة تبادل السجناء السياسيين، ولكي أعود إلى عائلتي التي هي بأمسّ الحاجة، وللضرورات القصوى، لأن أكون حاضراً معها وسنداً لها. قداستك، هوالوحيد القادر على لقاءة مقتضيات الدولة، التي يمكن تفهّمها على ضوء المنطق الخاص بها، بحجج الأخلاق والحقّ في الحياة. مع امتناني البالغ ورجائي واحترامي المخلص. المخلص لك، آلدومورو.
تصل هذه الرسالة إلى الجهة المعنية بها في ليل العشرين من شهر أبريل 1978. ويهمّ الحبر الأعظم بنقلِ فحواها إلى رئيس الجمهورية الإيطالية، غير أنّ اتصالات شخصيّة برئيس مجلس الوزراء، جوليوأندريوتي، تحول دون ذلك. ويكتفي بولس السادس بتدبيج نداء موجّه "إلى رجال الألوية الحمر" يناشدهم فيه "ساجداً" إطلاق سراح "مورومن دون قيد أوشرط"، بحسب ما أوصى به أندريوتي.»
رسالة أخرى لأمين الحزب
في 20 أبريل ، ثمّ في 24 أبريل، يوجّه آلدومورومجدداً رسالةً إلى السكرتير القومي للديموقراطيّة المسيحيّة، زاكانييني. وقد أُرفِق برسالته الأخيرة بيان للألوية الحمر يطالب بإطلاق سراح ثلاثة عشر منضوياً تحت لوائها لقاء الإفراج عنه...
أودّ حتى أتوقّف لبعض الوقت هنا لكي أعقد مقارنةً بين أوجه الخير التي نحن بصددها: من جهة هناك خسارة ليست من الخسائر التي لا يمكن تعويضها، وإن تطلّب استردادها ثمناً باهظاً ـ فما هوعلى المحكّ هنا هوالحريّة؛ ومن الجهة الأخرى، خسارة يمكن تعويضها: فما هوعلى المحكّ هنا هوالحياة. فأي معنى للعدالة، وأي شرعةٍ للمِثلِ جرى التذرّع بها قد أتاحت للدولة، بما برهنت عنه من شلل وخبث وانعدام الحسّ التاريخي لديها، حتى تقبل، لأجل حرية عقدت العزم على رفضها، حتى تقبل إذاً، وكأنّ الأمر تحصيل حاصل، أخطر أحكام الإعدام التي لا يمكن الرجوع عنها،يا ترى؟ هذه نقطة جوهرية? فبهذه الطريقة يعودون مجدداً إلى تطبيق عقوبة الإعدام، تلك العقوبة التي عمد بلد متمدّن مثل بلدنا إلى استبعادها ورفضها منذ عهد بيكاريا كما انتزعها من قوانيننا لحقبة ما بعد الحرب بوصفها العلامة الأولى لصدقيّة مسيرتنا الديموقراطية المستعادة. فبعمل شللها، ومواقفها المتراجعة، باسم منطق الدولة، تُصدِر منظومة الدولة حكماً بالإعدام، وذلك، إذا نحّينا التوهّم والأفكار المسبقة، لأنّ هناك حالة اعتنطق، تكتسب الأولوية، وينبغي حمايتها. إنّها كبيرة من الكبائر. تفترض لقاءتها بادرة شجاعة، لا ترضخ للتأثير من أي جهة أتى التأثير. أنتَ يا زاكانييني، لقد انتخبك المؤتمر. ولا يقدر أحد على انتقاد قراراتك وأفعالك. قولك هوالحاسم. فارفض الشكوك، ولا تتردّد، لا تستسلم! برهِن عن جرأة وعن صفاء كما كنتَ في عهد شبابك!
أمّا أنا، فأكرّر بأنني لا أقبل بالقرار الجائر والجاحد الذي صدر عن الديموقراطية المسيحيّة. وأكرّر: ليس في نيتي حتى أحلّ أحداً من ذنبه أوحتى أبرّر صنيع أحد. ما من سبب سياسي أوأخلاقي قد يرغمني على ذلك. إلى صراخي ينضمّ صراخ عائلتي المصابة في مقتل، والتي أرجوحتى تتمكّن من التعبير عن نفسها بحرية واستقلالية. ولا تحسَبَنَّ الديموقراطية المسيحية أنّها حلّت المشكلة بتصفية مورو. إني باقٍ ها هنا، مرجعاً عنيداً للاعتراض وللنهج البديل، للحيلولة دون تحويل الديموقراطية إلى ما آلت إليه اليوم. لهذا، وبسبب التنافر البديهيّ، أوصي بأن لا يشارك في جنازتي لا سلطات الدولة ولا أي شخصيّة من شخصيّات الحزب. وأوصي بأن يسير وراء نعشي فقط تلك القلّة، القليلة، ممن أحبوني حقا ويستحقّون بالتالي حتى يشيّعوني بصلواتهم وحبّهم. مع المودّة.
آلدومورو.
ملاحظة: أتحدّاكم بأن تتخذوا قرارات خارج هيئات الحزب المختصّة.»
رسالة أخرى لزوجته
اليوم الأربعون، رهنَ الاحتجاز. لقد أثار بيان الألوية بشأن تبادل السجناء إجماعاً في ردود العمل: كلّ القوى السياسيّة، بما في ذلك الحزب الاشتراكي، تجمع على رفض الابتزاز. يخط آلدومورورسالة إلى أليونورا، لن تبلغها...
أعتقد حتى هذه الرسالة هي حقاً الأخيرة. لأسباب غامضة، يظهر لي أنه ممنوع عليّ الأمل. لا أحد يدري، ولا يبلغنا خبرٌ، ولوتلميحاً، عمّا يجري، وعمّا آلت إليه مختلف المبادرات التي جرى الحديث عنها في وقت ما. ألا يستطيع البابا حتى يعمل شيئاً، ولوتظاهراً، في هذه الحالة،يا ترى؟ لماذا،يا ترى؟ كان لنا أصدقاء كثر، حشد من الأصدقاء. إلى يومنا هذالم يرتفع صوتٌ واحدٌ، على ما أفهم. من قِبلكِ أنتِ بلغتني رسالة واحدة هي الرسالة التي نشرت في صحيفة:(Giorno) وددتُ لوأحفظها بجوار قلبي، لكي تؤنسني لحظة موتي. لكنها فُقِدَت خلال تنظيف الزنزانة. وبرغم سؤالي المتكرّر لم يبلغني شيء آخر. حتّى راودني الشعور بأنني اقترفتُ ذنباً ما، معيباً. غير أنّ الأمر لا يعدوكونه أوالية تلقائية، عملى هذا النحوينبغي للأمور حتى تكون. ولا بدّ أنهم نصحوكِ (منعوك) ألاّ تبدي احتجاجاً، زاعمين أنّ احتجاجك لن يُجدي نفعاً؛ سوى حتى احتجاجك كان ليبرهن لهم أنّ ثمّة من لا يزال يحبّني. ببرودة تامّة تقرّر كلّ شيء.
اجعليني عابراً في خاطرك، أرجوك. مزاجي كئيب وأشعر بأنني مشوّش بعض الشيء. أعتقد انه لنقد يكون يسيراً عليّ حتى أتعلّم كيف من الممكن أن أنظر وكيف أتحدّث إلى الله وإلى من كانوا أعزّاء على قلبي. ولكن لم يبق لي حتى أرجوأمراً آخر،يا ترى؟ أحياناً أمعن التفكير في الخيارات التي تبنيّتها فأجد أنني أخطأت مراراً؛ كما أمعن التفكير في الخيارات التي لم يستحقّها آخرون. ثمّ أقول في سرّي إنّ الأمر سيّان، لأننا نرضخ جميعاً لتصاريف القدر. وعندما تأتي ساعة الرحيل عن كلّ شيء، يبقى الحبّ، الحب الكبير، الحب العظيم الذي أكنّه لك ولثمرات السعادة التي كانت قسمتنا، السعادة الهائلةً، التي لا تصدّق، المحالة.
فليبقَ شيء من كلّ هذا. أقبلك بقوّة يا نوريتايَ. وقد أموت مغتبطاً لولاحت لي علامة على حضورك. إنّي موقن من وجودها، ولكن ما أبهى حتى أبصرها بعينيّ!
ليباركك الله، وليبارككم جميعاً.
بمضيّ بضعة أيام يوصيها ألاّ "ترمي ملابسه. تصرّفي كأنني ما زلت هنا، ولا تشغلي بالك بالضريح...".»
فيخمسة مايوتعلن الألوية الحمر: "ننهي المعركة التي بدأناها في 16 أبريل بتطبيق الحكم الذي صدر في حقّ آلدومورو".
عقب لحظة من التفاؤل المتمادي، لعلّه وليد سوء فهمٍ لما أنا فيه ـ لم أفهم جيّداً ما كان يُنطق لي ـ وصلنا، الآن، على ما أعتقد، إلى لحظة الختام. لا يظهر لي من اللائق خوضي في نقاش هذا الأمر، أوهذا الطابع الغرائبي لحكمٍ صدرَ لمعاقبة رقّتي واعتدالي. لا شكّ في أنني أخطأت، لاعتقادي بأنني حسناً أعمل، في التوجّه الذي وسمتُ به حياتي. ولكن من الآن فصاعداً ما عاد ممكناً تغيير ذلك. لذا حريٌّ بي حتى أقرّ بأنّكِ كنتِ على حقّ. أولنقُل فقط أننا ربّما كنّا لنعاقبٍ بطريقةٍ أخرى، نحن وأولادنا وأحفادنا. أريد حتى تكون واضحةً ومعلنةً على الملأ مسؤولية الديموقراطيّة المسيحيّة الكاملة، والتي تصرّفت بمنتهى العبث وعلى نحوٍ لا يُصدَّق. هذه المسؤولية يجب حتى تؤكّد بحزم، كما قد يحدث من اللائق رفض أي مبادرة محتملة لمنحي الوسام الذي يُمنح عادة في ظروفٍ مماثلة. الحقيقة حتى عدداً كبيراً من الأصدقاء (غير أني لا أجهل أسماءهم)، سواء لأنهم خُدِعوا بالفكرة القائلة إنّ أي تصريح من قبلهم قد يضرّ بي، أولأنّهم حرِصوا على الحفاظ على مواقعهم الشخصيّة، لم يلتزموا الدفاع عن قضيّتي كما ينبغي. مئة توقيع لا غير ـ هي كلّ ما اقتضى جمعه لإرغامهم (أي الحكومة) على المفاوضة. ولكن كفانا تقليباً لمواجع الماضي. أمّا المستقبل، فقوامُه لحظة الحنان اللامتناهي الذي أكنّه لكم، لحظة الحبّ الضخم الزاخر بالذكريات التي تبدوفي الظاهر تافهةً غير أنها لا تقدّر بثمن. إذ توحّدكم ذكرى حضوري بينكم، ألا فلتعيشوا تحت السقفِ نفسِه. وإذ ذاك يتراءى لي بأنني أحيا معكم. مغدقاً قبلاتي ولمساتي التي كم أودّ حتى أمنحها، على كلّ وجه، على كلّ جفن، على كلّ ضفيرة. لكلّ منكم كلّ حناني الذي يتسلّل منّي عبر يديكِ أنتِ. كوني مقتدرةً يا عَذْبَتي، في خضمّ هذا الاختبار العبثي الذي يعصى على الفهم. إنها سُبُل الربّ. بلّغي كلّ الأهل والأصدقاء أحسن ما لديّ عنهم من الذكرى، وبلّغيهم مودّتي. لكِ، للجميع، قبلة حارّة، عربون حبّ أبدي. أودّ حتى أفهم? كيف من الممكن أن لي، بعينيّ الفانيتين هاتين، حتى أراكم، بعد ذلك،يا ترى؟ لوكان ثمَّ نورٌ لكان غاية في الروعة. يا حبّي، سأبقى دائماً بجوارك، عانقيني. قبلاتي لكلّ من فيدا وديمي ولوكا (الكثير الكثير منها للوكا) وآنا وماريو، الذي سيولد، وآنييسي وجيوفاني. كم أشعر بامتنانٍ لكل ما بذلوه.
كلّ شيء باطل إذا لم يشأ المرء حتى يفتح الباب.
البابا بولس السادس لم يبذل إلاّ القليل من الجهد؛ لعلّه يندم بعض الندامة. لعلّه يندم ولوبعضَ الندم.»
اعدامه
فيتسعة مايو1978 ،وجدت جثة موروفي صندوق سيارة من نوع رنوأربعة حمراء اللون في إحدى شوارع روما، بين مقر حزب الشيوعي الايطالي ومقر حزب الديمقراطي المسيحي الذي يترأسه ألدومورو.
المصادر
- ^ مورو، ألدو، المقتبل
- ^ رسائل ألدومور الأخيرة، إيلاف
- ^ ايطاليا تحيي ذكرى اغتيال "ألدومورو"، الحدث پرس
المراجع
- دائرة المعارف البريطانية، طبعة عام 2002.
- Interview with Giovanni Moro, Aldo Moro's son by La Repubblica, March 16, 1998.
- Giovanni Fasanella, Secret of State. The truth from Gladio to the Moro case (with G. Pellegrino, Einaudi, 2000)
- Giovanni Fasanella and Giuseppe Roca, The Mysterious Intermediary. Igor Markevitch and the Moro case (Einaudi, 2003)
- Gianfranco Sanguinetti, On Terrorism and the State
- Emmanuel Amara, Nous avons tué Aldo Moro, Paris: Patrick Robin, 2006, ISBN 2352280125.
قراءات إضافية
- Richard Drake (1996). The Aldo Moro Murder Case. Boston: Harvard University Press. ISBN .
- "ROME: GANGSTER ENTOMBED IN A PAPAL CRYPT. The Vatican, the Central Intelligence Agency, Emanuela Orlandi and the Entombment of Enrico De Pedis" by B.W. Spear, at Lulu.com.
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع ألدومورو. |
- : Moro's letters and +
- Memorial Moro on strategy of tension
- Buongiorno, notte, 2003 film about the kidnapping
- Piazza Delle Cinque Lune, 2003 film about the kidnapping
- Italian document March 2, 1987
مناصب سياسية | ||
---|---|---|
سبقه Michele De Pietro |
وزير العدل الإيطالي 1955–1957 |
تبعه Guido Gonella |
سبقه Paolo Rossi |
Italian Minister of Public Instruction 1957–1959 |
تبعه Giuseppe Medici |
سبقه Giovanni Leone |
رئيس وزراء إيطاليا 1963–1968 |
تبعه Giovanni Leone |
سبقه Giuseppe Saragat |
وزير خارجية إيطاليا-بالإنابة 1964–1965 |
تبعه Amintore Fanfani |
سبقه Amintore Fanfani |
وزير خارجية إيطاليا-بالإنابة 1965–1966 |
تبعه Amintore Fanfani |
سبقه Pietro Nenni |
وزير خارجية إيطاليا 1969–1972 |
تبعه Giuseppe Medici |
سبقه Giuseppe Medici |
وزير خارجية إيطاليا 1973–1974 |
تبعه Mariano Rumor |
سبقه Mariano Rumor |
رئيس وزراء إيطاليا 1974–1976 |
تبعه Giulio Andreotti |
Assembly seats | ||
سبقه None, Parliament re-established |
Member of Parliament for Bari Legislatures: CA, I, II, III, IV, V, VI, VII 1946 - 1978 |
تبعه Title jointly held |
مناصب حزبية | ||
سبقه Amintore Fanfani |
زعمي الحزب الوطني الديمقراطي 1959–1964 |
تبعه مارينورومور |