البابا بطرس الأول ( بطرس خاتم الشهداء) بابا الإسكندرية بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية السابع عشر (300 - 311). قديس في الكنيسة الارثوذكسيه الشرقية والكنيسة الارثوذكسيه المشرقية والكنيسة الكاثوليكيه . وهوثمرة صلوات أمه صوفيا زوجة الكاهن الإسكندري ثيؤدوسيوس، إذ طلبت من الله في عيد الرسل حتى يهبها ثمرًا، وفي الليل ظهر لها شخصان يلبسان ثيابًا بيضاء يعلنان قبول الله طلبتها، وبالعمل وُلد بطرس في عيد الرسل التالي.

بعد ثلاث سنوات قدماه الوالدان للبابا ثاؤنا لكي يباركه، وفي الخامسة أُرسل ليتفهم الدين، وقد أقيم في السابعة أغنسطسًا، وفي الثانية عشرة شماسًا يخدم الله بروح تقويّ نسكي، وكان ملازمًا الكنيسة ليلاً نهارًا، منكبًا على الدراسة، سالكًا في اتضاع، فأحبه الجميع، وسيم قسًا في السادسة عشرة من عمره.

قيل أنه كثيرًا ما كان يرى السيد المسيح نفسه يناول المؤمنين بيد البابا ثاؤنا. عهد القس بطرس كيف من الممكن أن ينسحب من وقت إلى آخر للدراسة في الكتاب المقدس حتى تأهل حتىقد يكون عميدًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية ويُلقب "المفهم البارع في المسيحية". وعندما اتى سابليوس القائل بأن الله أقنوم واحد يظهر تارة في شكل الآب وأخرى في شكل الإبن وأيضًا في شكل الروح القدس، أوفد له البابا ثاؤنا القس بطرس فاستصغره لكن سرعان ما أفحمه بل وقيل إنه أُصيب بسقم خطير ومات في الحال وتشتت أتباعه. هذا وقد وهب الله هذا الكاهن عطية إخراج الشياطين وشفاء السقمى.

على كرسي مارمرقس

إذ كان البابا ثأونا في سقم الموت رأى السيد المسيح يطمئنه على الخدمة، قائلاً له: "أيها البستاني للحديقة الروحية، لا تخف على البستان ولا تقلق، سلمه إلى بطرس الكاهن يرويه، وتعالْ أنت لتستريح مع آبائك". فأبلغ البابا تلميذه الذي بكي لشعوره بعظم المسئولية. وفي أول أمشير سنة 18ش (25 يناير302م) سيم القس بطرس بابا الإسكندرية (17).

حياته

كان أبواه تقيان خائفين من الله ولكنهما لم يرزقا ولداً. تشفعت أمه صوفيا زوجة الكاهن الإسكندري ثيؤدوسيوس، بالقديس بطرس الرسول في الخامس من شهر أبيب ( عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس ) وفى تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس وأفهماها حتى الرب قد قبل صلاتها وسوف يعطيها ولداً تسميه بطرس ، وأمرها حتى تمضى إلى البطريرك ليباركها ولما استيقظت أبلغت زوجها ومضىت للبابا فصلى وباركها .

بعد قليل رزقت بهذا القديس وفى كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا كصموئيل في العهد القديم فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية فتفهم وبرع في الوعظ ، ثم كرسه البابا شماساً فقساً.

على سرير موته وأوصى البابا ثاؤنا زعماء الكنيسة حتىقد يكون الأب بطرس خلفاً له على الكرسى المرقسى وهوما عملوه.

جلس على الكرسى المرقسى أول أمشير 18 للشهداء - 25 يناير 302 للميلاد لمدة الأقامة على الكرسي :تسعة سنوات وعشرة أشهر تاريخ النياحة : 29 هابور 28 للشهداء - 25 نوفمبر 311 للميلاد

محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة : المرقسية بالأسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : الملكين ديوكلتيانوس ومكسيميانوس

الانقسام الميلاتي

بدأ البابا بطرس خدمته كبطريرك وسط عاصفة الاضطهاد العنيفة التي أثارها الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس. لكن ما أرهق البابا بحق هوالانقسام الداخلي الذي خلقه مليتيس Meletius أسقف ليكوبوليس (أسيوط). يظهر حتى هذا الأسقف بخر للأوثان، ولما أراد البابا تأديبه رفض، فعقد البابا مجمعًا بالإسكندرية وجرده، أما مليتوس فأخذ موقف العنف إذ خلق انشقاقًا وضم إليه بعض الأساقفة، بل وعند سجن البابا مضى إلى الإسكندرية وصار يرسم كهنة بالإسكندرية. هذا ما ذكره القديس أثناسيوس، أما القديس أبيفانيوس فيقول حتى مليتوس أخذ موقف العنف من المرتدين بسبب الاضطهاد الراجعين، رافضًا توبتهم خاصة الكهنة، أما البابا فأراد حتى يبقى الباب مفتوحًا لكل نفسٍ راجعة، مكتفيًا بتقديم التأديب. وقد سُجن البابا بطرس ومليتوس، وبسبب الخلاف وضعا ستارة بينهما داخل السجن حتى لا ينظر بعضهما البعض، فقد فضل البابا حتى يخسر الأسقف ومن معه عن حتى يفقد الراجعين إلى الله بالتوبة راتىهم. عُرضت قضية هذا الانشقاق الميلاتي في المجمع المسكوني بنيقية عام 325م، إذ بلغ عدد التابعين لمليتوس 28 أسقفًا، وقد تساهل المجمع معه، إذ قبله كأسقفٍ شرعيٍ في حدود إيبارشيته على ألا يسيم أساقفة أوكهنة فيما بعد، أما الذين تجاوز فسامهم من الكهنة فيُعاد تثبيتهم من حديث ويعملوا تحت سلطان أسقف الإسكندرية. وفي حالة احتياج أسقفية ما إلى أسقف تعاد سيامة أحد الأساقفة الذين سامهم مليتوس، كما أمر المجمع ألا يُسام أسقف في المستقبل دون حضور ثلاثة أساقفة على الأقل واشتراكهم في السيامة. مع آريوس خطورة الانشقاق المليتي حتى آريوس منكر لاهوت السيد المسيح (سبق الحديث عنه في عرضنا لسيرة البابا أثناسيوس) قد عثر في هذا الانشقاق فرصته، إذ انضم إليه ليس من جهة الفكر اللاهوتي وإنما من جهة معاندته ضد الكنيسة.

فى أيامه ظهر أريوس المخالف ، فنصحه القديس فلم يقبل فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة.

مع آريوس

خطورة الانشقاق المليتي حتى آريوس منكر لاهوت السيد المسيح (سبق الحديث عنه في عرضنا لسيرة البابا أثناسيوس) قد عثر في هذا الانشقاق فرصته، إذ انضم إليه ليس من جهة الفكر اللاهوتي وإنما من جهة معاندته ضد الكنيسة. عقد البابا بطرس مجمعًا في الإسكندرية وحرم أريوس، وقد استمر الأخير في نشر تعاليمه.

في داخل السجن

أُلقيّ القبض عليه وأودع في السجن إما لظهور أول مؤلفاته ضد الوثنية، التي اعتبرها الإمبراطور تحديًا شخصيًا له، وإما بسبب شكوى قدمها سقراطيس، أحد أشراف إنطاكية إلى الإمبراطور. سقراط هذا كان صديقًا للشهيد أبادير، أنكر الأول الإيمان إرضاءً لدقلديانوس، فسألته زوجته التقية حتى يسافر معها إلى الإسكندرية لتعميد ابنيهما هناك فرفض خشية غضب الإمبراطور عليه. سافرت الزوجة ومعها الابنان وغلامان، وفي الطريق إذ هبّت عاصفة شديدة خشيت حتى يموت الولدان بلا عماد، فبسطت السيدة يديها وحوّلت وجهها نحوالشرق وصلت، ثم جرحت ثديها اليمني ورشمت جبهتيهما بدمها وغطستهما في الماء، وهى تقول: "أعمدك باسم الآب والإبن والروح القدس".

وإذ هدأت الريح وبلغت الإسكندرية قدمت الابنين للبابا بطرس، فكان حدثا أراد حتى يغطسهما تتجمد مياه المعمودية. وإذ روت السيدة له ما وقع اكتفي البابا بالصلاة على الولدين ورشمهما بالميرون. شتكى سقراط امرأته أمام الإمبراطور فاستنادىها وأمر حتى تُربط من خلفها ويوضع الولدان على بطنها ويُحرق الثلاثة بالنار. بعد ذلك أمر الإمبراطور بالقبض على البابا الذي عمّد الولدان. وقد سجن عام 311م.

مساعي آريوس

أدرك آريوس حتى البابا بطرس في طريقه للاستشهاد، لذا في مكرٍ أسرع لينال منه الحل طامعًا حتى يعتلي الكرسي من بعده، فأوفد جماعة من الأراخنة يشفعون فيه، أما البابا فأكد حرمان آريوس . استدعى البابا تلميذيه الكاهنين أرشلاوس والكسندروس وأبلغهما حتى الأول سيعتلي الكرسي من بعده، يخلفه الثاني، محذرًا إياهما من قبول آريوس في شركة الكنيسة، قائلاً لهما إنه رأى السيد المسيح بثوبٍ ممزق في المنتصف، ولما سأله عن سبب التمزيق، أجابه حتى آريوس هوالذي مزقه.

حب مشهجر

إذ فهم شعب الإسكندرية بسجن باباهم المحبوب تجمهر الكل حول السجن يريدون إنقاذه دون استخدام أية وسيلة عنيفة بشرية، مشتاقين حتى يوقفوا قتله ولوتعرض الكل للموت. اضطر القائد حتى يؤجل تطبيق الحكم يومًا خشية حدوث ثورة. وإذ حلّ الليل لم ينصرف الجمهور فارتبك القائد. استوعب البابا حتى احتكاكًا لا بد حتى يحدث في الصباح بسببه، وإذ لم يرد حتى يُصب أحد من شعبه بسوءٍ، استدعى أحد الأراخنة الموثوق فيهم ليبلغ الوالي حتى يدبر إرسال البعض إلى السجن من جهة الجنوب عند أسفل الحائط وسوف يقرع البابا لهم من الداخل فينقبوا الحائط ويخرج إليهم لينفذوا فيه الأوامر الصادرة إليهم. وبالعمل تم ذلك، وخرج البابا سرًا، وهويقول: "خير لي حتى أسلم نفسي فدية عن شعبي ولا يُمس أحد بسوء".

سُمح له بزيارة مقبرة القديس مارمرقس الرسول لينال بركته، حيث صلى لله مستودعًا إياه الشعب، سائلاً حتىقد يكون هوآخر شهيد في جيله. وكان بالقرب من القبر عذراء ساهرة تصلي سمعت صوتا ًيقول: "بطرس آخر شهداء هذا الاضطهاد". تقدم البابا للجند فكان وجهه كملاكٍ، ولم يجسر أحد من الخمسة جنود حتى يقتله، عندئذ قدم جميع واحدٍ منهم بترة مضىية ليأخذ من يضرب رقبته الخمس بتر، فتجاسر أحدهم وضربه، وكان ذلك في 29 هاتور سنة 28ش (سنة 311م). في الصباح استوعب الشعب ما قد حدث، فوضع جسده على كرسي مارمرقس إذ لم يجلس عليه قط جميع أيام بطريركيته، وكما نطق لكهنته انه حدثا أراد الجلوس شاهد قوة شبيهة بالنور حالة في العرش فكان يكتفي بالجلوس أسفله.

كتاباته

1. أهمها "الرسالة الفصحية"، تُسمى "الرسالة الخاصة بالقوانين"، أصدرها بعد الاضطهاد الذي أثيرعام 302م، تحوى 14 قانونًا خاصة بتأديب الإخوة الجاحدين، الراجعين بالتوبة، وهي تحذر من إثارة الوالي للاضطهاد بقصد نوال إكليل الاستشهاد. وُضعت عام306م، تجاوز لنا ترجمتها ونشرها. له أيضًا "رسالة فصحية ثانية".

2. الرسالة إلى الإسكندرانيين، يحذرهم فيها من مليتوس.

3. منطقات: "عن مجيء مخلصنا"، "عن القيامة من الأموات"، "عن اللاهوت"، "عن النفس".

الاستشهاد

استدعى البابا تلميذيه الكاهنين أرشلاوس والكسندروس وأبلغهما حتى الأول سيعتلي الكرسي من بعده، يخلفه الثاني، قبض رسل الملك مكسيميانوس الوثنى على البابا ... وبتروا رأسه بحد السيف بعد حتى صلى قائلاً : " ليكن بدمى انقضاء عبادة الأوثان ، وختام سفك دماء المسيحيين " وقد سمعت عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان صوتاً من السماء ويقول : آمين .

تعيد الكنيسة بنياحته في التاسع والعشرين من شهر هاتور.

ودُفن مع القديس مارمرقس، لكنه إذ كان قد بني لنفسه مقبرة في موضع ينطق له: "لوكابتس" نُقل إلى هناك ورافقته معجزات كثيرة. وكان السكندريون يحتفلون بعيده سنويًا، يقضون الليل في التسبيح لينتهي بقداس إلهي يقيمه بابا الإسكندرية، يعقبه وجبة أغابي "وليمة محبة" على شاطئ البحر.

عيده

مصادر

General

• "Petros I (300–311)". Official web site of the Greek Orthodox Patriarchate of Alexandria and All Africa. Retrieved 2011-02-08.

Specific

• [2]

وصلات خارجية

• Hieromartyr Peter the Archbishop of Alexandria Eastern Orthodox icon and synaxarion