إيڤا-ليسا مانر
إيڤا-ليسا مانَّر Eeva Liisa Manner (عاشتخمسة ديسمبر 1921، هلسنكي -سبعة يوليو1995، تامپره)، شاعرة ومحررة مسرحية فنلندية بارزة في تيار الحداثة Modernism الفنلندية.
السيرة
ولدت في العاصمة هلسنكي Helsinki وأمضت شبابها في ڤيبورگ. وتوفيت في مدينة تامپره Tampere. تلقت تعليمها في مدارس العاصمة ودرست العلوم الإنسانية في جامعتها. أتقنت اللغتين السويدية والإنكليزية إلى جانب الفنلندية الأم وقامت برحلات عدة إلى بلدان أوربا الغربية والشرقية. كانت في التاسعة عشرة من عمرها عندما نظمت ديوانها الشعري الأول «أسود وأحمر» Mustaa ja punaista، وقد حالت ظروف الحرب العالمية الثانية دون نشره حتى عام 1944، فلفت إليها أنظار القراء والنقاد على حد سواء بجدة مفرداته وصوره وغنائية قصائده. وبعد خمس سنوات صدرت مجموعتها الثانية بعنوان «كما الريح والغيوم» Kuin tuuli tai pilvi (1949) مرسخة سمات الغنائية مع نزوع جليّ نحوتجديد البنية الشعرية، مما يشي بتأثرها بتيار الحداثة الأوربية الذي ظهرت بداياته في فنلندا بعد الحرب العالمية الثانية مع انتعاش الحركة الثقافية في شتى ميادين الحياة اليومية. وعندما صدرت مجموعتها الثالثة «هذه الرحلة» Tämä matka (1956) عدّها النقاد إنجازاً طليعياً في إطار هذا التيار، إذ امتازت قصائدها بتطور لافت في بنائها وبغنى وعمق في إيحاءاتها وقدرتها على توليد التداعيات، وبزخم الصور التي بدت وكأنها تنهل من نبع بكر، إضافة إلى خصوصيتها الموسيقية النادرة. وكان موضوع قصائدها الرئيسي يصب دائماً في نقد ثقافة المجتمع الحديث باندفاعته الآلية وتعقد علاقاته؛ مما ولَّد نوعاً من الاستلاب والعزلة الاجتماعية القاتلة. وفي لقاءة ذلك دعت مانَّر إلى استعادة البراءة الأولى مصدراً للتجدد البشري بالمعنى الإنساني على صعيد القيم.
فاجأت مانَّر الوسط الثقافي الفنلندي عام 1957 بنشر كتاب نظري بعنوان مثير للفضول، هو: «موسيقى افتتاحية من أجل فرس النهر الصغير» Kävelymusiikkia pienille virahevoille، تضمن مجموعة منطقات أشارت في بعضها إلى ضرورة الاهتمام بفلسفات الشرق القديم، وأبرزت منها الطاوية الصينية نموذجاً لخلق التوازن ما بين التنظيم الصارم والفوضى، ومخرجاً من المأزق الذي يعيشه المجتمع الغربي. كما تجلى اهتمام الشاعرة بالفلسفات الشرقية في ديوانها «أناشيد أورفيَّة» Orfiset laulut (1960) الذي يرشح من قصائده شعور غامر بالقدر المشؤوم الذي يقابله الغرب إذا لم يتدارك خطر الهاوية التي ينحدر إليها.
أصدرت مانَّر عام 1964 مجموعة شعرية حملت عنوان «هكذا تتتالى الفصول وتتبدل» Niin vaihtuivat vuoden ajat، وابتعدت في قصائدها عن معضلة الحضارة الغربية، لتصور بلغة بسيطة وأنيقة في آن معاً ظاهرة الطبيعة دليلاً على الانسجام الداخلي الذي يضم الكون بأسره. أما مجموعتها الأخيرة «هرة رهيبة» Kamala Kissa (1976) فتكشف عن الجانب الفكاهي في شخصية الشاعرة، الذي تبدى بجلاء في سيرتها الذاتية حول فترة طفولتها التي نشرتها عام 1951 بعنوان «طفلة تعبر الجسر إلى الجنة» Tyttö taivaan laiturilla .
لم تكن مانر شاعرة وحسب، بل عُرفت أيضاً بكتاباتها المسرحية المتنوعة، سواء للإذاعة أم لخشبة المسرح، وسواء على صعيد المسرحية الشعرية كما في «إروس وبسيشِه» أي (إله الحب الجنسي والروح) Eros ja Psyche (1959) ذات الموضوع الأسطوري، أم في المسرحيات النثرية الواقعية التي تستمد مادتها من الحياة اليومية المعاصرة كما في «البرتنطقة المحروقة» Poltettu Oranssi (1968).
المصادر
- ^ م. ن.ح. "مانَّر (إيڤا ليسا ـ)". الموسوعة العربية.
وصلات خارجية
- Britannica Online Encyclopedia
- Books From Finland
- Enchanting Beasts: An Anthology of Modern Women Poets in Finland