روبرت هاو

روبرت هاويستعرض الحرس السوداني قبيل الاستقلال، 1954.

السير روبرت جورج هاو Robert George Howe ‏ GBE KCMG (ولد في دربي، إنگلترة 19 سبتمبر 1893 - 22 يونيو1981)، دبلوماسي بريطاني، وآخر حاكم عام للسودان (1947-1954).

التعليم

تلقى هاوتعليمه في مدرسة دربي وجامعة كمبردج.

عمله الدبلوماسي

السكرتير الثالث في السفارة البريطانية، كوبنهاگن، 1920
السكرتير الثاني، كوبنهاگن, 1920–1922
السكرتير الثاني، بلگراد، 1922–1924
السكرتير الثاني، ريودي جانيرو، 1924–1926
السكرتير الأول، ريودي جانيرو، 1926
السكرتير الأول، بوخارست، 1926–1929
المخط الأجنبي، 1930–1934
Acting Counsellor at پكين، 1934–1936
Counsellor, Peking, 1936
الوزير البريطاني في ريگا، 1940–1942
الوزير البريطاني في الحبشة، 1942–45
مساعد نائب وزير الدولة، المخط الأجنبي، 1945
الحاكم العام للسودان، 1947–1954
تقاعد من الخدمة الدبلوماسية، 1955
Justice of the Peace، كورنوال، 1955–1968

توديعه السودان

كانت ادناه الحدثة الاخيرة التي ألقاها السير روبرت هاوآخر حاكم عام للسودان ، وكانت في حفل أقيم بمناسبة وداعه قبيل مغادرته للبلاد. لحظتها كان معظمهم فاغرا فمه يسيل لعابه لكي ينال حظه من كعكة الاستقلال..ولم ينتبه احدهم لهذه الحدثة النبؤة حتي يومنا هذا.

هذا حفل شعبي، أحسبه إشارة لطيفة وكرم عظيم منكم، حيث منحتموني هذه الفرصة لأودع الناس هنا. تمثل الخرطوم وأمدرمان والخرطوم بحري قلب السودان النابض، وعند توديعي للحضور في هذا الحفل، فإنني أضع في مخيلتي وذهني أنني أودع بالعمل جميع السودانيين في كافة أراتى البلاد.

إنكم أيها السودانيون شعوب مختلفة في شمال البلاد وجنوبها، وفي غرب البلاد وشرقها. شعوب ذات أصول مختلفة وعادات متباينة. هذه الاختلافات قد تمثل نقطة قوة، وقد تمثل في ذات الوقت نقطة ضعف. قد تمثل نقطة قوة إذ حتى التنوع يولد حيوية عظيمة، وقد تمثل نقطة ضعف، إذ أنها قد تفضي إلى نزاعات مدمرة.

أود حتى الفت نظركم في حدثتي القصيرة هذه إلى اختلافات شعوب السودان. لقد كان من حسن حظي حتى تشرفت بقيادة الحكم في هذا البلاد لأعوام ثمانية كانت هي أخصب سنوات البلاد، وأكثرها غنى بالأحداث التاريخية الهامة. أتيحت لي في سنواتي هنا زيارة جميع مناطق السودان عدا منطقة الناصر وبيبور، وإدراك مدي اتساع الاختلافات والفروقات بين شعوب السودان في مناطقه المتنوعة إدراكا تاما. أستطيع القول هنا إذا هذه الاختلافات والفروقات هي مصدر تحدي كبير للبلاد وحيويتها، وستظل كذلك في ما يقبل من سنوات. تتطلب لقاءة هذه التحديات التزاما صارما ينبذ الأنانية من أجل تحقيق هدف مشهجر هوالتنمية الكاملة للأمة السودانية بكل مكوناتها (واكرر هنا وأؤكد على "كل مكوناتها"). لابد من توفر أكبر قدر من المهنية والتجرد وسلامة المقصد عند الجهات الحكومية والإدارية عند لقاءة هذه الاختلافات بين شعوب السودان. يحتاج حل المشاكل المترتبة على هذه الاختلافات قدرا كبيرا من الحنكة والفهم والتسامح. أنني شديد الثقة في حتى بمقدوركم حل هذه المشاكل. فلتجعلوا من حلها هدفكم الأول من أجل المحافظة على جميع ما تم بناءه من أجلكم في هذه البلاد في السنوات الماضية، ومن أجل ما قمنا بوضعه معا، ومن أجل أطفالكم، والذين وضع مستقبلهم في أيديكم.

خط رجل روماني عظيم قبل عقود طويلة مدونة لقواعد القانون لخصها في الجملة التالية: "فلتجعل الخير في الناس هوقانونك الأساس". هلا وضعتم ذلك كشعار لنا في سنواتكم المقبلة. إنه شعار يؤكد حتى الحرية تترتب عليها التزامات، وإن الحرية دون قانون هي فوضى. قد تودون التفكر في مثل قديم لطالما أثار إعجابي يقول:" ولكن ما الفهم السليم للحرية،يا ترى؟ الحرية هي رخصة لك لعمل الخير". لا يغدوالمرء حرا دون حتىقد يكون عضوا فاعلا في المجتمع، يلتزم بالقانون. لن تهنأ البلاد وتنعم بمستقبل سعيد ومسالم وفخور بنفسه إلا عندما تقرر القبول بتسويات ديمقراطية لكل المشاكل التي تقابلها.

والآن لم يبق لي إلا حتى أودعكم. أشكر لكم بالنيابة عن الليدي هاووشخصي هذه الهدية من مشغولات فضة أم درمان. سنحتفظ في إعزاز بهذه الهدية القيمة التي ستظل تذكرنا في غروب حياتنا بالأعوام الثمانية التي قضيناها في هذه البلاد وسط أناس ما عهدنا عنهم، وما لمسنا منهم إلا اللطف والمجاملة والكرم، حتى في أصعب الأوقات وأقساها. أناس نشعر نحوهم بعاطفة وود عميقين، ونصلي دوما من أجل مستقبل زاهر لهم. فليحفظكم الله ويرعاكم. وداعا.