إنريكوفرمي
إنريكوفرمي Enrico Fermi | |
---|---|
| |
ولدَ في |
روما, إيطاليا |
29 سبتمبر 1901
توفي في | نوفمبر 28, 1954 شيكاغو, إلينوي, الولايات المتحدة |
(عن عمر 53 عاماً)
الجنسية |
إيطاليا (1901-1938) الولايات المتحدة (1944-1954) |
مجال البحث | فيزياء |
المؤسسات |
سكولا نورماله سوپريوره في پيزا جامعة گوتنگن جامعة لايدن جامعة روما لاساپيينزا جامعة كلومبيا جامعة شيكاغو |
خريج | سكولا نورماله سوپريوره |
مشرف الدكتوراه | لويجي پوتشيانتي |
طلاب الدكتوراه |
اوين تشمبرلين Geoffrey Chew Mildred Dresselhaus Jerome I. Friedman Marvin Leonard Goldberger Tsung-Dao Lee إتـّوره ماجورانا جيمس رينواتر مارشال روزنبلوث أرثر روزنفلد Emilio Segrè جاك ستاينبرگر Sam Treiman |
اشتهر بسبب | عناصر مشعة جديدة ينتجها إشعاع النيوترونات تحكم في تفاعل متسلسل نووي, إحصاء فرمي-ديراك نظرية إنحلال بيتا beta decay |
الجوائز | جائزة نوبل في الفيزياء (1938) |
إنريكوفِرمي Enrico Fermi (و.29 سبتمبر 1901 - 28 نوفمبر 1954) فيزيائي إيطالي أمريكي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1938، وكان ضمن الفريق الذي ابتكر أول مفاعل نووي وأول القنبلة الذرية، وقام بإرساء نظرية الكم Quantum Theory.
إنجازاته
كان فيرمي أستاذًا للطبيعة في جامعة روما، شديد الحماس لكشف أسرار الذرة، وذاع صيته في الأوساط الفهمية لبحوثه المدققة التي كشف فيها عن العنصر رقم (93) في الجدول الدوري للعناصر الذي رتبه العالم الروسي مندليف عام 1869. وكان العنصر رقم (92هواليورانيوم الذي أصبح فيما بعد ملء الأسماع لأنه كان سببًا في إنهاء الحرب. وكان مجال البحث الذي شغل به كثير من الفهماء هوتحويل عنصر إلى آخر، كما كان الأمر في القرون السابقة عندما حاولوا تحويل الرصاص إلى مضى، فمضىت جميع محاولاتهم سدى. وقتئذ كانت ماري كوري قد كشفت عن عنصر «الراديوم» المشع، وعهد أنه بسبب هذه الخاصية، يعتبر مناسبًا للتحول إلى عنصر آخر. لكن جامعة روما لم تكن تستطيع حتى تتحمل تكاليف شراء جرام واحد من الراديوم، ليجري عليه فيرمي أبحاثه، إذ كان المطلوب (34) ألف دولار.لكنه لم يتوقف وأجرى محاولاته على الغاز المشع الرادون الذي يتكون من تحلل الراديوم، وهوغاز يتوفر من مصادر طبيعية أخرى، إذ قام بوضعه داخل أنبوب اختبار مع مسحوق آخر، فوجده يطلق إشعاعات لعدة أيام ثم يتوقف، فكان هذا دليلاً على تحلله. واستنتج فيرمي حتى أنبوبه يعمل كبندقية لإطلاق «النيوترونات» التي لا تحمل أي شحنات كهربية، ولذلك أسموها المحايدات، وكان عليه حتى يبحث عن عناصر أخرى يواصل عليها تجاربه. ووجد ضالته بعد عنت في عنصر الفلورين الذي منح إشعاعًا قويًا، فتحول إلى قذف عنصر اليورانيوم - الذي يحمل الرقم (92) في جدول العناصر - فوجد أنه يعطي أكثر من عنصر مشع فظن أنه تحول إلى عنصر حديث غير معروف.
هرب فرمي من يد الفاشية واستبداد النازية إلى أمريكا، فتلقفته جامعة كلومبيا في نيويورك، إذ كانت سمعته قد سبقته بأنه مكتشف العنصر رقم (93)، وخطت صحيفة نيويورك تايمز سيرة الإيطالي الذي حاول تحطيم ذرة اليورانيوم، فاكتشف عنصرًا جديدًا، وقتئذ لم يكن البحث الفهمي قد عهد حتى العنصر الواحد يمكن حتىقد يكون له ثلاث صور متحدة في الخواص الظاهرية ولها خواص أخرى، وهوما أطلقوا عليه النظائر Isotopes. وتبين حتى العنصر (93) ليس غير نظير من نظائر العنصر (92) اليورانيوم، ولذلك فرقوا بينها بأوزانها الذرية، فكانت (يو234، يو235، يو238). ووجد حتى أكثر هذه النظائر قابلية للانشطار عندما يقذف بالنيوترونات هوالنظير (يو235)، لكن كانت العقبة حتى نسبته ضئيلة في خام اليورانيوم ولا تتجاوز (0.7)%، الأمر الذي يعوق استخدامه بحالته الطبيعية، ويلزم حمل هذه النسبة إلى حوالي 4% أو5% فيما يعهد بعملية «التخصيب النووي أوالتثرية» Enrichment، وذلك حتى يسهل توجيه النيوترونات إليه في الآلات التي تقوم بذلك، والتي كانت معروفة منذ عام 1929 باسم المعجل الرحوي Cyclotron، الذي صممه الأمريكي إرنست لورانس، لكي تكتسب الذرات عجلة تسارع بقوى طرد مركزية في مسارات المعجل الحلزونية. لكن مقتضيات الحرب، لم تكن تناسب الولايات المتحدة الأمريكية لبناء معجل، ولا كان لديها قدر كاف من خام اليورانيوم. ولكن لأن الأمر أصبح مبشرًا بقرب تحقيق النجاح، بعدما اقترح فيرمي إمكان الاستغناء عن المعجل الرحوي بما أسماه «الركام» Pile، فقد قام أسطول من الطائرات بنقل قدر كاف من خام اليورانيوم من كندا والكونغوالبلجيكي (زائير حاليًا)، ووضع تحت تصرف فيرمي الذي شرع مع زميله المهاجر المجري زيلارد Szilard في بناء ركام تجريبي ليكون بديلاً للمعجل الرحوي.
لقاءة الركام بذكاء
كانت الفكرة الذكية للركام، هي طوق النجاة الذي أنقذ أبحاث فيرمي، حيث عمد وزميله إلى صف طبقات من اليورانيوم بعضها فوق بعض بحيث تتخللها طبقات أخرى من الجرافيت لتهدئ من سرعة انطلاق النيوترونات عندما تنقسم ذرات اليورانيوم. لكن هذا لم يكن أكثر من انقسام معملي، بينما طموح فيرمي يهدف إلى جعله انقسامًا متسلسلاً في توالٍ، ليتحقق ما نطقه أينشتاين عن انطلاق الطاقة من المادة في عام 1905، فيما عهد بالنظرية النسبية الخاصة.
وقد زكى هذا التوجه ما حملته الأخبار من حتى هتلر أصدر أوامره إلى جميع الفهماء للعمل في بحوث تقسيم الذرة لاستخدامها في الحرب. فشد فيرمي الرحال إلى العاصمة واشنطن، في محاولة لإقناع أي من المسئولين بجدوى تبني فكرة حتى تفجير كمية من اليورانيوم يمكن حتى تكون قوتها أكثر آلاف المرات من أي مفجر آخر. وهداه تفكيره مع زميله المجري إلى حتى أنسب من يدق جرس الإنذار للمسئولين هوأينشتاين نفسه، نظرًا لمكانته الفهمية وصلاته الواسعة، فضلاً عن أنه على دراية بما كان يجري في ألمانيا من بحوث في المجال نفسه. فأعد فيرمي رسالة يحث فيها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على تبني بحوث تفجير الذرة وما وصلت إليه من فترة حاسمة وعرضها عليه، وقد سقط أينشتين الرسالة في أغسطس 1939، بعد حتى أضاف إليها فقرة ذكية، نوهت بأن الألمان قد أوقفوا بيع اليورانيوم إلى الدول الأخرى، دلالة على تقدم بحوثهم عن الذرة، وختم الرسالة بقوله «إن الإنسان لأول مرة في التاريخ، يفترض أن يستخدم الطاقة التي لا تأتي من الشمس».
وعلى الفور قرر الرئيس روزفلت تشكيل لجنة «شئون اليورانيوم»، وبعدها أخذت البحوث الذرية في الولايات المتحدة مسارًا جديدًا، وحشد رهط الفهماء الذين هجروا أوربا هربًا من ديكتاتورية النازي، لاستكمال بحوثهم، بدعم مكثف من السلطات الأمريكية. كان من هؤلاء: اوتوهان الألماني، ونيلز بور الدانمركي، وجيمس شادويك البريطاني، وأوتوفريش وأندرسون السويسريان، وإميليوسيجريه الإيطالي، وإيرين جوليوالفرنسية وليز ميتنر النمساوية. وكل منهم له باع في بحوث الكيمياء والطبيعة الذرية، ولكن كان أكثرهم حماسًا هو«فيرمي» لأنه كان قاب قوسين أوأدنى من تقسيم الذرة بفكرة الركام.
إحصاء فيرمي - ديراك
ففي مطلع القرن العشرين طوِّرت نظرية ميكانيك الكمفي ضوء إخفاق الفيزياء التقيليدية في معالجة أنظمة الجسيمات دون الذرية، فقام جميع من فيرمي وديراك Dirac في الأعوام التي تلت عام 1920 بتطوير نموذج رياضي يصف سلوك عدد من الجسيمات دون الذرية أُطلق عليها اسم الفيرميونات fermions هي الإلكترونات والنترونات neutrons والبروتونات. وقد أُطلق على هذا النموذج الرياضي اسم إحصاء فيرمي ـ ديراك الذي طوِّر خصيصاً لتعليل مبدأ باولي في الاستبعاد Pauli exclusion principle. يُشار إلى حتى هذا المبدأ الأخير يستبعد وجود جسيمين في ذرة يحملان أعداداً كمومية متطابقة، وهي أعداد تصف طاقة الجسيم، واندفاعه الزاوي، والخصائص المغنطيسية له، والسبين.
مفترق طرق
فيسبعة ديسمبر 1941، وقع تحول جذري في مسار الحرب، عندما قامت اليابان بقصف ميناء بيرل هاربر الأمريكي دون سابق إنذار وفي عملية مباغتة ناجحة، انتهت بتحطيم الجزء الأكبر من بتر الأسطول الرابض في مياه المحيط الهادي. كان ذلك بمنزلة صفعة قاتلة لهيبة أمريكا التي كان دورها مقصورًا على دعم الحلفاء، فكانت النتيجة الحتمية، إعلان أمريكا الحرب على اليابان، فسارعت ألمانيا وإيطاليا بإعلان الحرب عليها. وعلى إثر ذلك احتدم السباق بين الجبهتين المتقاتلين، للوصول لأسرار السلاح الذري، لكن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد بترت شوطًا بعيدًا. وكانت نقطة الانطلاق أمام لجنة أبحاث اليورانيوم، هي محاولة تحطيم ذرات اليورانيوم 235، فضلاً عن أنه في عام 1941 نجح العالم الأمريكي إدوين ماكميلان في تخليق نظير اليورانيوم «يو239»، والذي انتهى بعد سلسلة تفاعلات إشعاعية ليصبح البلوتونيوم 239، وتأكد إمكان انشطار ذراته إذا قذفت بالنيوترنات ذات السرعات البطيئة، ولاح بريق الأمل في ابتكار سلاح يمكن حتى يحول دفة الحرب. لذلك اتخذت الحكومة الأمريكية قرارًا بضرورة الحفاظ على سرية الأبحاث الذرية، وشكلت لجنة عسكرية على رأسها الجنرال ليسلي گروڤز L.Groves لتنظيمها وضمان سريتها، وأخذت اللجنة اسما كودياً هومشروع مانهاتن. وقد وضعت اللجنة العسكرية أمامها عدة أهداف رئيسية لتحقيق مهمتها، منها هجريزالبحوث الفهمية في جامعة واحدة، بدلاً من تعددها، واختارت جامعة شيكاغولكي يتجمع فيها جميع الفهماء الأوربيين والأمريكيين، لمواصلة أبحاثهم عن استخدام الطاقة من ذرات اليورانيوم. وفي الوقت نفسه التمويه على مهمتهم، لكي لا يكشفها آلاف الطلبة والأساتذة، والعمل على توفير خام اليورانيوم من مصادره الطبيعية في كندا والكونغو، لتجميع قدر كاف لمواصلة الأبحاث، وكذلك الخامات المساعدة مثل الجرافيت النقي والبورون والكادميوم، ونقل المعامل التي بدأت فيها عمليات فصل نظير اليورانيوم 235، لإنتاج البلوتونيوم اللازم لإجراء أول انشطار نووي متسلسل. وعلى الفور تم نقل ركام «فرمي» التجريبي من جامعة كولومبيا إلى جامعة شيكاغو، ليبدأ عمله في صالة كانت مخصصة للرقص، كما انتشرت حول الجامعة، المعامل والمخازن اللازمة لتجميع اليورانيوم والجرافيت النقي والكادميوم.
ولتصور مدى الحماس في العمل فإن التحكم في الانشطار المتسلسل كان يتم بربط قضبان الكادميوم داخل أكوام اليورانيوم والجرافيت بالحبال، بحيث يمكن شدها للخارج أوللداخل للتحكم في معدل الانشطار. وعندما صدرت الأصوات من عدادات جايجر قرب الركام، كان ذلك علامة على حدوث الانشطار، ونجاح عملية التحكم فيه على الرغم من أنها كانت تبدوبدائية.
الملاح وصل
تم ذلك بعد مرور أقل من شهرين على بداية العمل، وفي يوم 2 ديسمبر 1942 على وجه التحديد، تحقق الأمل المنشود الذي تأكد بالارتفاع الضخم في درجة الحرارة داخل الركام. وكان هذا النجاح هوباكورة نتائج مشروع مانهاتن، وغمرت الفرحة الفهماء، فأبرقوا إلى الحكومة رسالة شفرية نصها: «الملاح الإيطالي وصل إلى الدنيا الجديدة». وأصبح يوم 2 ديسمبر 1942 هوالمولد الحقيقي أوبالأحرى «الأكاديمي» لعصر الذرة وسيطرة الفهماء على طاقتها. وعلى الفور، بدأتطوير ركام فيرمي، ببناء مفاعل تتوافر فيه إمكانات أكثر دقة، منح الاسم الكودي «اكس - 10» (x -10)، لكي يتم فيه تشعيع أوتثرية (Enrichment) اليورانيوم، لإنتاج البلوتونيوم، وجهزت مضخات المياه لتبريد الحرارة العالية التي تصدر منه. وفي الوقت الذي باشر فيه الفهماء عملهم في جامعة شيكاغو، اقتنى الجنرال «جروفز» ثلاث مساحات فسيحة في ثلاث ولايات مختلفة بعيدة عن العمران، وشرع في إقامة مدن سرية وتجهيزها، ووضع الخطط اللازمة لتوفير وسائل العمل والإعاشة والإخفاء والتأمين والترفيه اللازمة.
كانت أولى هذه المدن في ولاية تنيسي بجوار قرية اسمها أوك ريدج Oak Ridge وسط الولايات المتحدة، وأقيمت حولها مجموعة من المصانع اللازمة تحت اسم وهمي هو: «شركة كلينتون الهندسية» (Clinton Engineering Co)، وكانت مهمتها فصل اليورانيوم 235 من اليورانيوم 238 بعملية التثرية. ولتصور ضخامة أداء هذه المصانع، تجدر الإشارة إلى حتى أحدها كلف تصنيع مغناطيس كبير الحجم، وزنه يماثل وزن سفينة كبيرة، والطاقة الكهربائية، التي استخدمها مصنع آخر، كانت تعادل الطاقة التي تستهلكها مدينة نيويورك بكاملها، وكان يعد أكبر المصانع الأمريكية قاطبة. وقد واصل العالم الأمريكي «لورانس» العمل في هذه المصانع حتى توافرت الكمية اللازمة من اليورانيوم 235، بفصله من اليورانيوم 238 بدرجة التثرية المناسبة لتصنيع القنبلة الذرية.
كما أقيمت ثانية المدن السرية في ولاية واشنطن بجوار نهر كولومبيا، في منطقة ليس بها غير قريتين صغيرتين. وقد أقيم في القرية الأولى ركام يتكون من ثلاثة أكوام ضخمة لتحويل اليورانيوم 235 إلى بلوتونيوم. بينما أقيم في القرية الثانية معسكر كبير يتسع لإقامة ستين ألفا من العاملين وأسرهم، تحت مسمى وهمي هو«شركة هانفورد الهندسية». وقد عمل هذا الجمع الكبير تحت إجراءات أمن صارمة. وما إذا انتهى بناء الركام الضخم حتى أخلي معسكر العاملين وقاية لهم من الإشعاع، وللسبب نفسه أحيط الركام بجدران خرسانية سميكة، مبطنة بألواح الصلب، لمنع تسرب الإشعاع خارجه. وكان هذا أول استخدام للدروع الواقية من الإشعاع لأن الأمر أصبح مختلفًا عمّا كان عليه الركام التجريبي الصغير في شيكاغو. ولم يكن يسمح للانشطار حتى يكتمل في الركام، ويوقف بدفع قضبان الكادميوم للتحكم فيه فور ظهور دلائل نجاح الانشطار. كما كانت أكوام الركام الثلاثة مقامة إلى جوار نهر، وعملت مضخات كبيرة لسحب المياه منه، لتبريد أكوام الركام، ثم تحويل المياه للتدفق بعد التبريد إلى المنخفضات المحيطة بالمنطقة لتصبح بحيرات صناعية.
أما ثالثة المدن السرية، فقداكتملت في منطقة جبلية بعيدة عن العمران في شمال نيومكسيكو، وكانت أقرب قرية إليها تقع على بعد 80 كيلومترًا، وأعدت المباني اللازمة لإقامة لفيف الفهماء في مسقط أطلق عليه اسم لوس الاموس Los Alamos، وقد طليت المنشآت باللون الأخضر لكي لا تفرقها الطائرات عن الأعشاب المحيطة بها، وفرضت عليها إجراءات أمن صارمة على مدى سنتين ونصف السنة، حيث تجمع فيها نجوم الفهماء وكان أحدهم فيرمى. وكان تجمع هذه العقول الفذة، في «لوس الاموس» دلالة على حتى المسرح الأمريكي أصبح مهيأ لصنع أول قنبلة ذرية، بتكامل العمل مع ما تم في المدن السرية الأخرى. وبنجاح فصل اليورانيوم 235، وإقامة الركامات الثلاثة، وإنتاج قدر كاف من البلوتونيوم،
أصبحت المهمة الباقية هي الإعداد لتجربة أول تفجير ذري، تتويجًا لمجهودات غير عادية استمرت على مدى ست سنوات، وأنفق عليها ما يربوعلى ملياري دولار. وكان لابد من الابتعاد عن «لوس الاموس» مسافة تقرب من (350) كيلومترًا، في مكان يعهد باسم صحراء الامجوردو، حيث أقيم برج مرتفع من الصلب، وجهز بمعدات لحمل القنبلة الذرية إلى قمته، وكانت القنبلة التجريبية تحوي كيلوجرامًا واحدًا من اليورانيوم 235. وفي فجر يوم 16 يوليو1945 أسقطت القنبلة من فوق البرج، فانطلقت الطاقة منها بعد جزء من الثانية. وخلال لحظات اختفى البرج، مع هدير انفجار مخيف، وضوء أكثر سطوعًا من الشمس. وبعد نصف دقيقة هبت عاصفة هوائية أزاحت قمم الجبال المجاورة، بينما ارتفعت في السماء سحابة كثيفة حتى ازدياد (12) كيلومترا. وخلف الانفجار فجوة في الصحراء قطرها يقرب من كيلومتر، وتحولت مساحات كبيرة من الرمال إلى زجاج، وقدرت قوة الانفجار بأنها تعادل تفجير (20.000) طن من مادة (ت.ن.ت). ولقد بهر الفهماء الذين كانوا يرقبون الانفجار من معسكرهم البعيد، وعبر أكثرهم عن أنهم لمقد يكونوا يتسقطون حتى تكون الطاقة المتولدة بهذا القدر من القوة، وأن تكون نتائجها بهذه البشاعة، وتأكدوا حتى البشرية دخلت عصرًا جديدًا، وعلى الفور كلفت الحكومة الأمريكية عددًا من العسكريين الإعداد لتوجيه ضربة انتقامية لليابان، ردًا على هجوم پيرل هاربر.
القنبلة الذرية
في يوم 26 يوليو1945، وجهت أمريكا إنذارًا إلى اليابان بأن تستسلم خلال يومين، وقد رفض رئيس وزرائها هذا المطلب، فأتى الرد وفي الساعة الثامنة والربع من صباح يومستة أغسطس 1945، استيقظ العالم على كارثة تفجير القنبلة الذرية الأولى، التي حملتها إحدى قاذفات السلاح الجوي الأمريكي من طراز ب - 29، وأسقطتها فوق مدينة هيروشيما اليابانية. ولم تمض غير ثلاثة أيام حتى ألقيت القنبلة الثانية فوق مدينة نجاساكي، وكانت كوارثها أشد وطأة وأكثر بشاعة، وعلى الفور أعربت اليابان الاستسلام.
عمله بعد الحرب
ذكراه وتكريمه
وتكريماً لإسهاماته الفهمية فقد أُطلق على بعض الجسيمات التي تخضع لقوانين إحصاء فيرمي - ديراك اسم فيرميونات، بل لقد سمي كذلك الطول (m10-15m) بالفيرمي لاستخدامه في تقدير الأبعاد في الفيزياء الذرية والنووية، كما أُطلق اسمه ليكون على مخبر في ولاية إلينويز في أمريكا للأبحاث في مجال الفيزياء النووية والجسيمات الأولية، وهوFermi Lab. وبعد وفاته بعام أُطلق اسم الفيرميوم fermium على عنصر تم اكتشافه عام 1952 في مخلَّفات تفجير نووي ورمزه Fm، وتم توليده في المفاعلات لاحقاً، وأطول نظائره عمراً هو 257Fmالذي يبلغ دوره (80) يوماً.
المصادر
- ^ أحمد حصري. "فيرمي (إنريكو-)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-09-01.
مجلة العربي: الملاح الذي بدأ عصر الذرة - سعد شعبان تصريح
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Enrico Fermi. |
- Biography and Bibliographic Resources, from the Office of Scientific and Technical Information, United States Department of Energy
- إنريكوفرمي at Find A Grave
- Nobel prize page for the 1938 physics' prize
- About Enrico Fermi
- Life and works of Enrico Fermi (in Italian)
- Annotated bibliography on Enrico Fermi from the Alsos Digital Library
- The Story of the First Pile
- E-Book Enrico Fermi: The Master Scientist
- Samuel Abraham Goudsmit on the discovery of electron spin
- Fermi Commemorative Events
- Enrico Fermi's Case File at The Franklin Institute with info about his contributions to theoretical and experimental physics.
- Enrico Fermi in America by Valentine L. Telegdi
- by The Feldons
1901: Röntgen 02: Lorentz, Zeeman 03: Becquerel, P.Curie, M.Curie 04: Rayleigh 05: Lenard 06: Thomson 07: Michelson 08: Lippmann 09: Marconi, Braun 10: van der Waals 11: Wien 12: Dalén 13: Kamerlingh Onnes 14: von Laue 15: W.L.Bragg, W.H.Bragg 17: Barkla 18: Planck 19: Stark 20: Guillaume 21: أينشتاين 22: ن. بور 23: Millikan 24: Siegbahn 25: Franck, Hertz 26: Perrin 27: Compton, Wilson 28: Richardson 29: de Broglie 30: رامان 32: هايزنبرج 33: شرودنگر, ديراك 35: Chadwick 36: Hess, Anderson 37: Davisson, Thomson 38: فرمي 39: Lawrence 43: Stern 44: Rabi 45: Pauli 46: Bridgman 47: Appleton 48: Blackett 49: Yukawa 50: Powell 51: Cockcroft, Walton 52: Bloch, Purcell 53: Zernike 54: Born, Bothe 55: Lamb, Kusch 56: Shockley, Bardeen, Brattain 57: Yang, T.D.Lee 58: Cherenkov, Frank, Tamm 59: Segrè, Chamberlain 60: Glaser 61: Hofstadter, Mössbauer 62: Landau 63: Wigner, Goeppert‑Mayer, Jensen 64: Townes, Basov, Prokhorov 65: Tomonaga, Schwinger, Feynman 66: Kastler 67: Bethe 68: ألڤاريز 69: Gell‑Mann 70: Alfvén, Néel 71: Gabor 72: Bardeen, Cooper, Schrieffer 73: Esaki, Giaever, Josephson 74: Ryle, Hewish 75: A.Bohr, Mottelson, Rainwater 76: Richter, Ting 77: Anderson, Mott, van Vleck 78: Kapitsa, Penzias, Wilson 79: Glashow, عبد السلام, Weinberg 80: Cronin, Fitch 81: Bloembergen, Schawlow, Siegbahn 82: Wilson 83: Chandrasekhar, Fowler 84: Rubbia, van der Meer 85: von Klitzing 86: Ruska, Binnig, Rohrer 87: Bednorz, Müller 88: Lederman, Schwartz, Steinberger 89: Ramsey, Dehmelt, Paul 90: Friedman, Kendall, Taylor 91: de Gennes 92: Charpak 93: Hulse, Taylor 94: Brockhouse, Shull 95: Perl, Reines 96: D.Lee, Osheroff, Richardson 97: Chu, Cohen‑Tannoudji, Phillips 98: Laughlin, Störmer, Tsui 99: 't Hooft, Veltman 2000: Alferov, Kroemer, Kilby 01: Cornell, Ketterle, Wieman 02: Davis, Koshiba, Giacconi 03: Abrikosov, Ginzburg, Leggett 04: Gross, Politzer, Wilczek 05: Glauber, Hall, Hänsch 06: Mather, Smoot |