الصحة في الجزائر

عودة للموسوعة

الصحة في الجزائر

تعتبر الجزائر من أكبر بلدان أفريقيا إذ يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة تقريباً. تتمتع الجزائر بنظام رعاية صحية حكومي، والذي يمكن لجميع الجزائريين الاستفادة منه وبالمجان. هذا النظام ممول من قبل الحكومة الجزائرية. ونظراً لانتشار الشباب بين سكان الجزائر، تُفضل الدولة سياسة الرعاية الصحية الوقائية والعيادات على المستشفيات. تماشياً مع هذه السياسة، تتبنى الحكومة برنامج تحصيني موسع وسياسة تسمح للمواطنين للجزائريين بالحصول على خدمات الرعاية الصحية في المستشفيات، الأدوية والعيادات الخارجية لجميع مواطني الجزائر.

تاريخ الرعاية الصحية في الجزائر

شهدة المنظومة الصحية الجزائرية تطوراً منذ الاستقلال.‎

القضاء على الأوبئة، الطب المجاني، الصحة الجوارية، مكتسبات انتزعت رغم الصعاب لا شك حتى الجزائر عملت منذ الاستقلال على وضع مبادئ أساسية تقوم عليها السياسة الصحية، سعيا منها لتجسيد حق المواطن في العلاج، كما نصت عليه المواثيق والدساتير، والذي اعتبر مكسبا ثوريا. هذه المبادئ عهدت نجاحات وبعض الاختلالات عبر المراحل المتنوعة التي مرت بها البلاد، وكانت وضعية الصحة العمومية للجزائر قبل الاستقلال متردية، حيث كان الشعب الجزائري يعاني الفقر والحرمان ومختلف الأمراض الوبائية، وهذه الأمراض التي كانت ناتجة عن الظروف المعيشية السيئة لأغلبية الجزائريين من جهة، وغياب التغطية الصحية من جهة أخرى.

وبلغة الأرقام غداة الاستقلال، كان في خدمة لعشرة ملايين نسمة قرابة 300 طبيب فقط، مما استوجب تحديد الأولويات والهجريز على سياسة وطنية للصحة، تهدف إلى القضاء على الأمراض الوبائية ومكافحة وفيات الأطفال، وكذا بناء الهياكل وتكوين الإطارات الطبية وشبه الطبية والإدارية. وتمثلت هذه السياسة في المكافحة المكثفة للأمراض الوبائية وتعميم العلاج الوقائي، كالتلقيح، نظافة المحيط، حماية الأمومة والطفولة، النظافة المدرسية وطب العمل وهما الهدفان الرئيسيان اللذان ضمهما البرنامج المسطر لعام 1962. وقد خصصت الوسائل لتطبيق هذا البرنامج الطبي المستعجل كتكوين الأطباء، بناء الهياكل والتجهيزات، وتشجيع التمويل الطبي، إلا أنها لم تكن كافية. وبالرغم من العوائق، فقد حقق هذا البرنامج الكثير من الأهداف، منها التحكم في آفة الأمراض الوبائية من جهة، وظهور معطيات جديدة من جهة أخرى، تمثلت على الخصوص في النموالسكاني وتشبيب الشعب الجزائري. هذه المعطيات السكانية جعلت الهجريز على الحماية كهدف وكأولوية للسياسة الصحية في الجزائر.

وفي هذا الإطار، رسمت الجزائر محاور كبرى للسياسة الصحية، تمثلت في رسم إستراتيجية من شأنها تعديل مواقع الخلل التي عهدها النظام الصحي السابق، وتمثلت هذه الإستراتيجية في عدد من المحاور، هي الوقاية التي تعتبر أفضل طرق العلاج، لتجنب السقم والعمل على عدم وقوعه، وذلك من خلال الحملات التلقيحية وإجراءات النظافة ومحاصرة السقم قبل انتشاره عن طريق التلقيح واحترام معاييره. وبما حتى سياسة التصنيع في الجزائر تعتمد على الصناعات الثقيلة التي تتطلب يدا عاملة كبيرة، وهوما أدى إلى انتشار حوادث العمل بكثرة، واستوجب ذلك تطوير طب العمل لحماية العامل والاقتصاد في آن واحد، كما انجر عن سياسة التصنيع اتساع شبكة الطرقات وتلوث البيئة نتيجة الغازات الصناعية، بالإضافة إلى حوادث المرور والأمراض البيئية.


السياسة الصحية من 1962 إلى 1965

كان النظام الصحي الموروث عند الاستقلال، متمركزا أساسا في كبريات المدن كالجزائر، وهران، وقسنطينة. ويتمثل خاصة في الطب العمومي الذي يتم داخل المستشفيات، وعيادات تشرف عليها البلديات وتقدم المساعدات الطبية المجانية، إلى جانب مراكز الطب المدرسي النفسي التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم. ومن جهة أخرى، هناك الطب الخاص الذي يسهر عليه حوالي 600 طبيب يعملون في عيادات خاصة، جلهم كانوا من الأجانب، لقد عهد قطاع الصحة خلال الحقبة الممتدة من الاستقلال إلى غاية منتصف الستينيات وما بعدها، تطورات كبيرة من حيث المستخدمين والهياكل القاعدية، لكن بمستوى تميز بالبطء مقارنة مع التطور السكاني الذي عهدته البلاد، وكذا بجملة من النصوص والقوانين لتوحيد النظام الموروث عن المستعمر، فقبل سنة 1965، لم تكن البلاد تتوفر إلا على 1319 طبيبا؛ منهم 285 جزائريا فقط، وهوما يعادل طبيبا واحدا لكل 8092 نسمة، و264 صيدليا؛ أي صيدلي واحد لكل 52323 نسمة. أما أطباء الأسنان، فكانوا حوالي 151 طبيبا، أي طبيب أسنان واحد لكل 70688 نسمة، أما من حيث الهياكل القاعدية، فقد كان هناك عجز كبير، حيث كان قبل سنة 1967 قرابة 39000 سرير بالمستشفيات، وما ميز هذه الفترة هوالزيادة النسبية لقاعات العلاج مقارنة بسنة 1962، وتميزت السياسة الصحية خلال هذه الفترة، بمحدودية في خياراتها جراء ضعف الوسائل المتوفرة لها، وكان ينبغي في أول الأمر إعادة إنعاش البنايات والهياكل التي خلفها الاستعمار، قبل توفير أدنى قسط من الخدمات الصحية للسكان، ومن جانب آخر، كانت الدولة عازمة على تنمية سياسية على شكل إعانة تتمثل في الحملات التلقيحية لبعض الأمراض الفتاكة والمعدية، كما تميزت هذه الفترة من جهة، بطب الدولة من خلال المؤسسات الإستشفائية التي تضمن العلاج والاستشفاء، والتي تسيّر من طرف وزارة الصحة والمراكز الصحية التي تضمن المساعدة الطبية المجانية في المدن والبلديات، وتسيّر من طرف البلديات. وأخيرا، مراكز النظافة المدرسية التي تسيّر من طرف وزارة التعليم. ومن جهة أخرى، كان هناك قطاع طبي خاص يقدم علاجا وهوذوطابع لبيرالي في العيادات الخاصة، ولكن بإمكان الأطباء الخواص استعمال المؤسسات العمومية التابعة للدولة، في إطار تعاقد هذا الخليط من الأنظمة، ويتم التنسيق له من طرف مديرية دائرة الصحة.

فترة 1965 – 1979

وإعادة بعث نشاط المعهد الوطني للصحة العمومية مع بداية المخطط الوطني وبداية نشاط المعهد الوطني للصحة العمومية الذي أنشئ عام 1964، وبصدور الأمر المنظم لمهنة الأطباء والصيادلة عام 1966، أخذت الأمور تتحسن شيئا فشيئا من خلال تحسين دفع عجلة التكوين الطبي والشبه الطبي، وكذا إنشاء بعض الهياكل القاعدية بين سنتي1967 و[[1969][. وما ميّز هذه الفترة التاريخية من جهة الهياكل القاعدية، هومضاعفة قاعات العلاج بين سنتي 1969 و1979 محاولة من المسؤولين منح الأولوية العلاج الأولي، وذلك عن طريق توفير قاعات العلاج والمراكز الصحية على مستوى جميع بلدية أوعلى مستوى جميع حي. والهدف من هذه الهياكل القاعدية، هوقبل جميع شيء الوقاية، نظرا لخصوصية المجتمع الجزائري الشاب، وكذلك إنشاء العيادات متعددة الخدمات بداية من سنة 1974، وبما حتى نسبة 37 % من السكان فقط كانت ممونة بالمياه الصالحة للشرب، و23% تتوفر بها قنوات الصرف الصحي، وما تحمله هذه الأرقام من مؤشرات لانتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، لم تقف الدولة موقف المتفرج، بل أخذت التدابير من أجل تطبيق بعض البرامج التي سطرت بهذا الشأن، والتي تعتبر ذات أولوية بالغة مثل؛ التكفل بالطب المجاني للأطفال من طرف الدولة، سواء في إطار مراكز حماية الطفولة والأمومة أوفي إطار الطب المدرسي. كما صدر في هذه الأثناء مرسوم رقم (69 -96)، المؤرخ فيتسعة جويلية سنة 1969 والقاضي بإلزامية التلقيح ومجانيته. هذه الأخيرة التي تعتبر خطوة إيجابية ترمي إلى القضاء على الأمراض المعدية. كما تم إقرار التكفل الكامل من طرف الدولة لمكافحة بعض الأوبئة، مثل سقم السل، من خلال إنشاء المراكز الخاصة بمكافحة سقم السل، ليصبح علاجه مجانيا، ونفس الشيء بالنسبة لسقم الشلل وسوء التغذية، فضلا عن عملية توزيع وتنظيم الولادات بمراكز حماية الأمومة والطفولة، وميز هذه الفترة التاريخية كذلك، بداية الحملات الوطنية للتلقيح 1969 -1970، التلقيح ضد الشلل، ومكافحة الملاريا بداية من سنة 1965 بالمناطق الوبائية، وذلك مع البرامج المسطرة من طرف منظمة الصحة العالمية. كما ضمت هذه المقاييس مكافحة سقم الرمد، والإعلان عنه إجباريا، بالإضافة إلى برنامج الحماية من حوادث العمل ووضع لجان النظافة والوقاية.


الخدمات الصحية المجانية

كان قرار مجانية الطب خطوة أولى في طريق إعطاء فعالية أكثر للقطاع الصحي وتوحيد نظامه ككل، ووضع برامج صحية، لها ارتباط وثيق بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية للأفراد، وذلك بتسخير كافة الوسائل والإجراءات لحماية الصحة وترقيتها، وتعميم مجانية العلاج الصحي.

وانطلاقا من ذلك، أصبح العلاج مهمة وطنية يستوجب اتخاذ إجراءات هامة وحاسمة من أجل تدعيمها، خاصة في مجال التعليم والتكوين، والزيادة في عدد الهياكل القاعدية، مع التطبيق الصارم للتوازن الجهوي في ذلك. بموجب القرار السياسي الخاص بالطب المجاني في جميع القطاعات الصحية، وبالموازاة مع هذا، توحيد النظام الوطني للصحة وتطبيقه، وتبع هذا الإصلاح قرار وزاري مشهجر صادر في جانفي 1974، تم بموجبه تحويل هياكل التعاضديات الفلاحية إلى مصالح الصحة، بالإضافة إلى توحيد الميزانية على مستوى القطاعات الصحية والتكفل المالي بعمال الصحة من طرف الولايات، بعدما كانت تابعة للوزارة، وتحويل جميع المراكز الطبية الاجتماعية التي كانت تابعة لصندوق الضمان الاجتماعي والتعاضديات إلى وزارة الصحة. إلى غير ذلك أصبح النظام الصحي الوطني يضم جميع الهياكل الصحية مهما كانت مهامها أومجال نشاطاتها. وفي هذا الإطار، نص الميثاق الوطني ل 1976، على حق المواطن في الطب المجاني، حيث اتى فيه «الطب المجاني مكسب ثوري وقاعدة لنشاط الصحة العمومية، وتعبير عملي عن التضامن الوطني، ووسيلة تجسد حق المواطن في العلاج». كما دعم دستور 1976 هذا الحق وذلك في المادة 67 منه، والتي تنص صراحة بأن «كل المواطنين لهم الحق في حماية صحتهم وهذا الحق مضمون بخدمات صحية عامة ومجانية وبتوسيع الطب الوقائي». وبالرغم من حداثة الاستقلال والظروف الصعبة التي ميزت الفترة وطنيا ودوليا -استطاعت الجزائر حتى تحقق تطورا في القطاع الصحي، وهذا من خلال تشجيع التنمية البشرية وتكوين الإطارات الطبية وشبه الطبية، وفي لقاء هذا التطور في الموارد البشرية، ظهرت عدة مشاكل تتمثل في هجرة الأدمغة خاصة الأطباء، تمركز الإطارات الطبية في المدن الكبرى، عدم التوازن في المجالات بما فيها الطبية، قلة وتيرة التطور في التنمية البشرية، بحكم الحاجيات والتحديات محليا ودوليا.

أما بشأن تطور الموارد المادية، فتميزت هذه الفترة بنوع من الاستقرار من حيث الهياكل القاعدية، ومع هذا، سُجل ازدياد محسوس في عدد العيادات من متعددة الخدمات، من حيث هي همزة الوصل بين المراكز الصحية وقاعات العلاج من جهة، والمستشفيات والقطاعات الصحية من جهة أخرى.

إن المؤشرات الصحية لعام 1979 مثلا تؤكد بعض التطور المتمثل في معدل الوفيات الإجمالي 1 .15 من الألف، وفيات الأطفال 122 من الألف والولادات 46.5 من الألف، بينما ارتفع معدل العمر إلى 52.5 سنة، كما تميز النظام الصحي في نهاية هذه الفترة (1979) إلى حد ما بلامركزية حقيقية للعلاج، وإيصال واسع للعلاج للمواطن، وهذا بواسطة تدعيم القطاع الصحي في جميع من الدائرة والولاية، والوقاية من الأمراض بالمناطق الريفية مع التكفل بالاستشفاء. وحتى يقوم القطاع الصحي من خلال المستشفى بالمهام المنوطة به، تم اقتراح ما يسمى بالقطاعات الصحية الفرعية، والتي تعد العيادة متعددة الخدمات المقر التقني الإداري لها. وبدأت ثمار إصلاح العلوم الطبية وإعادة ترتيب التكوين شبه الطبي، تظهر بوضوح، حيث لوحظ ازدياد محسوس للسلك الطبي بمختلف رتبهم (كالأستاذ والأستاذ المحاضر، الأستاذ المساعد، الطبيب المختص، والطبيب العام، بالإضافة إلى أعوان شبه الطبي. ففي هذه السنة (1979)، بلغ عدد الهيئة الطبية الجزائرية 3761 طبيبا، لقاء 2320 طبيبا أجنبيا، وهذا المجموع من الأطباء(6081) يضمنون تغطية صحية، تعادل طبيبا واحدا لكل 2960 نسمة، ومن جهة أخرى، فإن عدد أعوان الشبه الطبي وصل إلى 46669 مسقما وعونا بمختلف المجالات والفروع، وهذا ما يمثل تغطية شبه طبية تتمثل في عون شبه طبي واحد لكل 386 نسمة. أما بشأن الموارد المادية، فنلاحظ ظهور هياكل جديدة من نمط العيادة متعددة الخدمات التي اتىت لإيصال العلاج لكل المواطنين عبر تام التراب الوطني، والقضاء على الفواق بين المناطق، بالإضافة إلى بعض البناءات وإنجاز وتوسيع الهياكل القاعدية.


الفترة من 1979 حتى الآن

ما ميز هذه الفترة هوإنشاء هياكل صحية جديدة سنة 1986، وهي المراكز الإستشفائية الجامعية، وفي نهاية الثمانينيات، اتى دستور 23 فيفري 1989 ليحدد تدخل الدولة في مجال الوقاية ومكافحة الأمراض المعدية، كما نصت عليه المادة 51 من الدستور سالف الذكر، والتي تقول أن: «'الرعاية الصحية حق للمواطنين»، تتكفل الدولة بالوقاية من الأمراض المعدية وبمكافحتها، ويؤكد ذلك قانون المالية لسنة 1993، حيث نص على أنه بداية من هذه السنة، فإن مجال تدخل الدولة سيكون في الوقاية والتكفل بالمعوزين والتكوين، مع البحث في العلوم الطبية، أما باقي العلاجات، فتتم وفق اتفاق بين المؤسسات الاستشفائية وهيئات الضمان الاجتماعي، كماعهدت هذه الفترة إعادة تنظيم المؤسسات الصحية من حيث التنظيم والتسيير وذلك سنة 1997، من خلال المراسيم التطبيقية الخاصة بالمؤسسات الاستشفائية المتخصصة والقطاعات الصحية والمراكز الاستشفائية الجامعية، وفي سنة 2007، أعيد تنظيم القطاعات الصحية لتصبح المؤسسات العمومية الاستشفائية والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية أي فصل الاستشفاء عن العلاج والفحص، وهي نوع من اللامركزية هدفها تسهيل الوصول إلى العلاج وتقريب المستشفى أوالمؤسسة الصحية من المواطن. وقد عهدت هذه الفترة تطور عدد الهياكل القاعدية وكذا عدد المستخدمين.

أما المؤشرات الصحية الخاصة بسنة 2005، فقد عهدت تحسنا، لكنه غير كاف، وخير مرشد على ذلك تقرير المنظمة العالمية للصحة بشأن الجزائر، حيث اعتبرت المنظمة أنه بالرغم من المبالغ المالية العمومية المرصودة للقطاع الصحي في الجزائر والمقدرة ب 9.1 ٪ من الميزانية العامة، إلا حتى الخدمات الصحية لا سيما ما يتعلق بوفيات الأطفال، كانت دون المستوى، والسبب في ذلك عدم وجود سياسة واستراتيجية ناجعة، وسوء توزيع الأطباء والتفاوت، فيما يخص الرعاية الصحية. ومن أبرز المؤشرات، نجد وفيات الأطفال الأقل منخمسة سنوات 40.5 من الألف، حسب المنظمة وحسب الجزائر، فهي 35.8 من الألف، بينما بلغ معدل الحياة 74.8 سنة، في الوقت الذي بلغت فيه التغطية التلقيحية ضد الشلل 98% ، الدفتيريا، الكزاز والسعال الديكي ب 87%، التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي 81 %، أما متوسط توزيع الأطباء، فنجد طبيبا واحدا تقريبا لكل ألف مواطن وأقل من سريرين لكل ألفي مواطن... فإذا كانت التغطية الطبية تقارب المتوسط العالمي على المستوى الكلي، عملى المستوى الجزئي، نجد تفاوتا كبيرا بين الولايات والجهات، مما يترجم سوء توزيع الأطباء وعدم التحكم في التوازن الجهوي.

يجمع المتتبعون للقطاع الصحي على حتى هذا الأخير شهد قفزة متميزة من حيث الكم والنوع، بفضل الاهتمام الذي أولته الدولة لهذا القطاع، غير حتى هناك اختلالات مازالت تعتري مجال الصحة، حسب تقديرات المختصين. وكانت العشرية (1992 - 2002) غنية بالإنجازات، حيث شهدت ميلاد عدة مؤسسات دعمت القطاع، على غرار المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية ومعهد باستور (الجزائر) الذي أصبح مخبرا مرجعيا لمنظمة الصحة العالمية في مجال المراقبة والتكوين حول مقاومة الجراثيم للضمادات الحيوية، وتضاف إلى هذه المؤسسات الصيدلية المركزية للمستشفيات والوكالة الوطنية للدم والمركز الوطني لليقظة الصيدلانية والمركز الوطني لمكافحة التسمم والوكالة الوطنية للتوثيق الصحي، كما عهدت هذه الفترة إعادة النظر في النصوص القانونية المسيرة للمؤسسات الصحية، بما فيها المستشفيات الجامعية والمؤسسات المتخصصة والمراكز الصحية، بالإضافة إلى تطبيق النظام المسير للنشاطات الإضافية بين القطاعين العمومي والخاص فضلا عن إعادة بعث البرامج الوطنية، تحديد سياسة للأدوية في مجال الاستيراد والتسجيل، المراقبة والتوزيع، وتخلي الدولة عن احتكارها للمواد الصيدلانية في المجال. وتتمثل الفترة الأخيرة الممتدة بين 2002 و2012 والتي أثبتت محدودية الخدمة بسبب معاناة المؤسسات من عدة اختلالات هيكلية وتنظيمية، مما دفع بالسلطات العمومية إلى اتخاذ مبادرة سياسة إصلاح المستشفيات التي تهدف إلى تخطيط وتنظيم العلاج بها. كما تهدف السياسة الجديدة إلى أنسنة وتأمين الخدمات وعصرنة النشاطات تماشيا مع الطلبات الجديدة، مما يسمح بتوفير خدمة ذات نوعية، مع المحافظة على مبدئي العدالة والتضامن المكرسين من طرف الدولة.

وقد عهد القطاع من جانب آخر، انتنطقا للوضعية الديموغرافية والوبائية للسكان، إلى تعزيز العلاج الجواري من أجل تقريب الصحة من المواطن، حيث باشرت السلطات العمومية في تطبيق تنظيم حديث للمؤسسات الصحية في سنة 2007، يهدف إلى فصل مهام المستشفيات الجامعية عن تلك التي تضمن علاجا قاعديا أسفر عن تأسيس الطب الجواري الذي قرب العلاج من المواطن. كما برز تقسيم حديث للمؤسسات الصحية، على غرار المؤسسات العمومية الاستشفائية والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية التي تضم أيضا قاعات للعلاج والعيادات متعددة الخدمات. واستفاد القطاع من سنة 2005 إلى 2009 من غلاف مالي بقيمة 244 مليار دينار، تم استثماره في إنجاز 800 مؤسسة استشسفائية وجوارية. وبخصوص التغطية باللقاحات، حقق القطاع خلال العشرية الأخيرة عدة مكاسب، تمثلت في تعميم التغطية اللقاحية بنسبة 90 بالمائة، مما ساهم في القضاء على عدة أمراض خطيرة أدت خلال السنوات الأولى للاستقلال إلى الوفيات والإعاقات إلى جانب القضاء على الأمراض المتنقلة وتراجع الوفيات لدى الأطفال إلى معدل حددته المنظمة العالمية للصحة، بالإضافة إلى انخفاض وفيات الحوامل بنسبةخمسة بالمائة جميع سنة. فيما تعزز القطاع بتجهيزات طبية عصرية لعبت دورا هاما في الكشف المبكر والتشخيص الدقيق للأمراض المزمنة التي سجلت ظهورها خلال السنوات الأخيرة، مما يشير على مواكبة المجتمع الجزائري للتحولات التي شهدتها المجتمعات المتقدمة.

الأمراض والأوبئة

الكوليرا 1986

شهدت الجزائر عام 1986 تفشي وباء الكوليرا، حيث أصيب به 4500 إنسان داخل الجزائر.

الكوليرا 2018

في أغسطس 2018، زار وفد مكون من 12 إنسان من منظمة الصحة العالمية الجزائر بعد انتشار وباء الكوليرا فيخمسة ولايات جزائرية. وتنظر وزارة الصحة الجزائرية في عدة تدابير للحيلولة دون انتشار السقم. علاوة على ذلك، يمكن حتى تنفذ عدة تدخلات متعلقة بالمياه والإصحاح والنظافة بسرعة وبتكلفة ميسورة كمعالجة المياه وتخزينها المأمون في مواضع الاستخدام والعمل المجتمعي من أجل وضع حد للتغوط في العراء وتوفير الصابون وتعزيز غسل اليدين. ويبلغ برنامج الرصد المشهجر بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية (المنظمة) عن التقدم السريع الذي أحرزته عدة بلدان منخفضة الدخل على غرار كمبوديا وإثيوبيا في مجالات مثل القضاء على التغوط في العراء الذي تبيّن أنه يحد من أمراض الإسهال بشكل ملحوظ.


انظر أيضاً

  • الرعاية الصحية في الجزائر
  • وزارة الصحة الجزائرية

المصادر

  1. ^ Lamri, Larbi; Gripiotis, Erofile; Ferrario, Alessandra (2014-02-24). "Diabetes in Algeria and challenges for health policy: a literature review of prevalence, cost, management and outcomes of diabetes and its complications". Globalization and Health. 10: 11. doi:10.1186/1744-8603-10-11. ISSN 1744-8603. PMC 3943499. PMID 24564974.
  2. ^ Tiliouine, Habib (2009). "Health and Subjective Wellbeing in Algeria: A Developing Country in Transition". Applied Research in Quality of Life. 4 (2): 223–238. doi:10.1007/s11482-009-9073-y.
  3. ^ قطاع الصحة في الجزائر يحتاج إلى إعادة نظر Archived 31 July 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  4. ^ "كوليرا الجزائر تستنفر منظمة الصحة العالمية". الجزائر. 2018-08-23. Retrieved 2018-09-06.

وصلات خارجية

  • منظمة الصحة العالمية: الجزائر
  • This article contains material from the Library of Congress Country Studies, which are United States government publications in the public domain.- الجزائر
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:58:02
التصنيفات: Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, الصحة في الجزائر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مصر.. التحقيقات تكشف شهادات جديدة لفتيات ضحايا رجل أعمال مشهور

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:25
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 85%

مسؤول سعودي رفيع يدشن "الجواز الإلكتروني"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:35
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 89%

مصر وروسيا تبحثان أزمة شحنة البرتقال المحتجزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:24
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 85%

ستولتنبرغ: جيش أوكرانيا أصبح أقوى بمساعدة الناتو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:30
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 89%

بطولة أمم إفريقيا.. كوت ديفوار بدلا من الجزائر والأخيرة ترد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:37
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 100%

تقرير: مسؤول إسرائيلي رفيع زار تركيا سرا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:28
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 89%

بهاء الحريري يكشف عن حل للانهيار الاقتصادي في لبنان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:34
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 89%

تسجيل حصيلة قياسية لضحايا ألغام الحوثيين في شهر واحد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:43
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 91%

"الناتو": الانتشار العسكري الروسي يمثّل خطراً على أمن أوروبا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:44
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 99%

قوات بريطانية تصل بولندا على خلفية التصعيد حول أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:27
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 99%

تقرير مشرق لـ"أوبك" عن سوق النفط لعام 2022

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:23
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 91%

أداء الاقتصاد الروسي في 2021

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:32
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 95%

برشلونة يدرس التراجع عن اتفاقه مع أستون فيلا بشأن كوتينيو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:36
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 91%

معاناة راموس تتواصل في باريس سان جيرمان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-10 15:16:36
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 92%

تحميل تطبيق المنصة العربية