ولاية (إسلام)
[]
الأولياء الصالحون أوالولي الصالح أوالولاية مصطلح إسلامي أكد عليه القرآن الكريم في عدد من الآيات الكريمة فقد ذكر الله لنفسه الولاية على المؤمنين فيما يرجع إلى أمر دينهم من تشريع الشريعة والهداية والإرشاد والتوفيق ونحوذلك كقوله تعالى:
- اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
- إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ
- إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ
- وفي هذا المعنى قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
فهذا ما ذكره الله من ولاية نفسه في كلامه، ويرجع محصلها إلى ولاية التكوين وولاية التشريع، وإن شئت سميتهما بالولاية الحقيقية والولاية الاعتبارية.
الولاية
الولایة فی اللغة
نطق ابن المعصوم : الولایة بالفتح والکسر النصرة والمحبة وقیل هي بهذا المعني بالفتح واما بالکسر فهي بمعنی الأمارة. وفي المجلد الرابع من کتابه یصرح بأن الولایة بالفتح والکسر لغتان بمعنی النصرة والإعانه وبالکسر فقط بمعني السلطان حکاه الجوهري عن ابن السکیت ونطق السیبویه الولایة بالفتح والکسر مثل الامارة والنقابة لأنه اسم لما تولّیه أصل هذه اللغة یعني "الولي" اطلق بمعان کثیرة منها المحب والتابع والمعین والناصر والصدیق والعتیق وکل من یتولی الانسان وینضم الیه ویکون من جملة اتباعه والناصرین له فهوولیه وفی الاخیر یشیر بکلام ابن الاثیر فی النهایة، کأن الولایة تشعر بالتدبیر والقدرة والعمل یقول الطریحی فی تفسیر آیه 44 سورة الکهف: الولایة هي الربوبیة والولایة ایضاً النصرة وبالکسر الامارة مصدر ولیت وینطق هما لغتان بمعنی الدولة وفی النهایة: هی بالفتح المحبة وبالکسر التولیة والسلطان ومثله الولاء بالکسر عن ابن السکیت. والولي: الوالي وکل من ولي أمر أحد فهوولیه والولي الذي یدیر الامر ینطق ولي المرأة إذا کان یرید نکاحها والسلطان ولي امر الرعیة ومنه قول الکمیت في حق علي ابن أبي طالب (علیه السلام) ونعم ولي الأمر بعد ولیه ومنتجع التقوی ونعم المقرب نطق العلامه الطباطبائي: الولایة فی الاصل ملک تدبیر أمر الشيء. مولی الصغیر اوالمجنون اوالمعتوه هوالذی یملک تدبیر امورهم وامور اموالهم. ثم استخدم وکثر استعماله فی مورد الحب لکونه یستلزم غالباً تصرف کل من المتحابین فی امور الآخر لافضائه الی التقرب والتأثر عن ارادة المحبوب وسائر شؤونه الروحیة فلا یخلوالحب عن تصرف المحبوب فی امور المحب فی حیاته والولایة بمعنی قرب المحبة والخلطة تجمع الفائدتین اعنی فائدة النصرة والامتزاج الروحي فهوالمراد نطق الراغب في المفردات: الولاء بفتح الواووالتوالي بمعنی حتى يحصل شيئان فصاعداً حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولي الأمر، وقيل: الولاية والولاية بالفتح والكسر واحدة نحوالدلالة وحقيقته تولي الأمر، والولي والمولى يستعملان في ذلك، جميع واحد منهما ينطق في معني الفاعل أي الموالي بكسر اللام ومعني المفعول أي الموالى بفتح اللام ينطق للمؤمن: هوولی الله عز وجل ولم يرد مولاه، وقد ينطق: الله ولی المؤمنين ومولاهم. وقولهم: تولى إذا عدي بنفسه اقتضى معني الولاية وحصوله في أقرب المواضع منه ينطق: وليت سمعي كذا، ووليت عيني كذا، ووليت وجهي كذا أقبلت به عليه نطق الله عز وجل: "فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" وإذا عدي بعن لفظا أوتقديرا اقتضى معنى الإعراض وهجر قربه
الولایة هی الإمامة
أن الإمامة خلافة الله عز وجل. تجاوز حتى معنى الإمامة حقيقة وراء حقائق النبوة والرسالة والخلافة. نطق ابن المعصوم: قیل الولي هوالمطلع علی الحقائق الإلهیة وفهم ذاته تعالی وصفاته وأفعاله کشفاً وشهوداً من الله خاصة من غیر واسطة ملك اوبشر. وقیل من ثبتت له الولایة التی توجب لصاحبها التصرف فی العالم العنصري وتدبیره بإصلاح فساده وإظهار الکمالات فیه لإختصاص صاحبها بعنایة إلهیة، توجب له قوة فی نفسه یمنعها الاشتغال بالبدن عن الاتصال بالعالم العلوي واکتساب الفهم الغیبي فی حالة الصحة والیقظه بل تجمع بین الامرین لما فیها من القوة التی تسع الجانبین والولایة بهذا المعنی مرادفة للامامة عندنا. ومفتاحها العبودية، كما يشير عليه قوله تعالى: إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ .،أي اللائقين للولاية. حسب تعبیر العلامة الطباطبائي: من اخذه الله لتدبیر امره واقبل الیه بالربوبیه وهواسلم وجهه لربه وفی کل شؤونه وابعاد وجوده کان هوعبدا حقیقةً لأنه من كان عبدا في نفسه وعبدا في فکره وارادته وعمله، فهوالعبد حقيقة. ومن اتخذه الله عبدا اقبل اليه بالربوبية التی هی الولاية، اعني تولی الربّ أمر عبده.
اذا تحقق فی العبادة مسألتین فیصیر عابد تلک العبادة ولیاً: اولاً ان تکون عبادته خالصة لله وثانیاً حتى تکون عبادته حباً له تعالی. فقوله تعالی: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . وبه يظهر حتى إتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحبة الله متلازمان فمن إتبع النبي أحبه الله ولا يحب الله عبدا إلا إذا كان متبعا لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم). ولکن بالنظر إلى مسقط الآیه، فهي اتىت بعد الآيات الناهية عن اتخاذ الكفار أولياء وارتباطها بما قبلها یشیر لنا إذا هذا الحبّ هی الولاية لكونها تستدعي في تحققها تحقق الحب بين الإنسان وبين من يتولّى. بشهادة أنّ الآية ناظرة إلى دعوة الناس باتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولإنّ لا ولاية إلا باتباع وولاية الله لا یتحقق ولايتم الا باتّباع نبيه في دينه كما نطق تعالى: "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يفهمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإذا الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولی المتقین. إلتفت فی الآیه کیف جمع فی کلامه بین التبعیة والولایة وإنتقل من معني الإتباع إلى معني الولاية کما في الآية الحبّ فی سورة آل عمران انتقل من معني الحب الی معني اتّباع نبیه. هذا یفهمنا اولاً انّ الولایة والاتباع متلازمان وثانیاً من الواجب على من يدعي ولاية الله وحبّه حتى يتّبع الرسول حتى ينتهي ذلك إلى ولاية الله وحبّه.
أنواع الولاية
- الولاية التشريعية
- الولاية التكوينية
- الولاية الروحية والهداية بالأمر
ولاية الإمام
مراجع
- ^ الميزان في تفسير القرآن، محمد حسين الطباطبائي، ج6، ص13
- ^ سید علی خان المدني،ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج1، ص 104 وج 2، ص141
- ^ سید علی خان المدنی،ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج4، ص145
- ^ سید علی خان المدنی، ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج4، ص152
- ^ سید علی خان المدنی،ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج5، ص227
- ^ الطریحی، مجمع البحرین، ج4، ص 553-554 مع تلخیص.
- ^ محمد حسین، طباطبائی،المیزان فی تفسیر القرآن، ج3، ص 151
- ^ محمد حسین، طباطبائی، المیزان فی تفسیر القرآن،ج5،ص269
- ^ محمد حسین، طباطبائی، المیزان فی تفسیر القرآن،ج5، ص213
- ^ طبرسی،مجمع البيان ج1، ص341
- ^ سید علی خان المدنی، ریاض السالکین، ج1، ص 407
- ^ سورة الأعراف7 : 196.
- ^ محمد حسین،الطباطبائی، المیزان فی تفسیرالقرآن،ج1، ص160
- ^ سورة آل عمران3: 31.
- ^ محمد حسین، طباطبایی،المیزان في تفسیر القرآن، ج3، ص 79 مع التلخیص والتصرف