أنور المعداوي

عودة للموسوعة

أنور المعداوي

وُلِد 3 مايو1920
معدية مهدي ، محافظة كفر الشيخ ، مصر
توفي 1965
الوظيفة ناقد فني، صحفي
اللغة اللغة العربية
الإقامة مصر
العرق مصري

أنور المعداوي ناقد مصري ولد في ثلاثة مايو1920م في قرية معدية مهدي التي تقع في شمال شرق الدلتا فكان لانور أخ شقيق واحد وهوباهي واربع بنات وله اخوان محمد ومحمود غير شقيقين وتدل رسائله وأوراقه على أنه تلقى ثانوي|الدراسة الثانوية بالمدرسة الخديوية ثم واصل تعليمه الجامعي بقسم اللغة العربية في كلية الآداب - جامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حاليا) حيث حصل منها على ليسانس الآداب عام 1945م ثم عمل بوزارة المعارف.

العمل الصحفي

على صفحات مجلة الرسالة لصاحبها أحمد حسن الزيات تألق الأستاذ أنور المعداوي وخاصة بين عامي 1948 - 1952م وتميزت كتابته بالجرأة والصراحة والعمق. كان يخط في الأربعينات والخمسينات زاوية أسبوعية في مجلة الرسالة التي يصدرها الزيات بعنوان (تعقيبات). ارتبط بعلاقات عاطفية مع عدد من المثقفات والفنانات في عصره مثل الشاعرة المصرية ناهد طه عبد البر والشاعرة الفلسطسنية فدوى طوقان. له رسائل موجهة لفدوى طوقان في الفترة من 1951 - 1954 جمعها وعلق عليها الناقد المصري راتى النقاش في كتاب (صفحات مجهولة في الأدب العربي).


سقمه

في عام 1952م بدأت رحلة الأستاذ أنور المعداوي مع الأمراض الجسدية والنفسية، لقد تألق سريعاً وانطفأ نجمه بنفس السرعة التي تألق بها، واستمر المعداوي يعاني الأزمات وخاصة سقم ازدياد ضغط الدم الخبيث حتى توفي عام 1965م. من أحب الأمور حتى الشعراء الذين كان أنور المعداوي ينقدهم ويصارحهم برأيه كانوا يحبونه حباً عظيماً ويتواصلون معه على المستوى الشخصي. ومن الذين تناولهم بالنقد الشاعر السوري نزار قباني ومع ذلك تظهر المراسلات حب القباني للناقد الكبير. يقول نزار قباني في رسالة أوفدها عام 1948م للأستاذ أنور المعداوي يقول فيها:

"الحبيب أنور الريشة التي ترتجف بهواك. مدادها من عروق المعزب الرمادي وتلاحينها ولهاثها على الورق من بكاء النهوند وحنين الرصد. بيتي على منحنى أزرق تستحم على قرميده الأضواء والنجوم وتختبئ في شقوقه قبضة من العصافير هربت من رذاذ الثلج وموقدتي يضطرب في جوفه الحطب ويجري دمه لينفسح عليَّ خيوطاً من الدفء واللذة القريرة وهنا كومة من الدخان المطيب المعجون بالمسك والعنبر أحرقها وفي عروقي كما في عروقك نزعة ملتفة بوشاح من النور تعبر المدى وتهجر على الثلج آثار أصبع ناحلة. هجرت مصر بعد حتى أجهدت الهاتف بحثاً عنك لأمنحك حبي ولكن هاتف وزارتكم لم يجبني طيلة أسبوع ...إن أيامي معك في مصر اعتبرها من أكثر أيام عمري أناقة والليل الذي طرزناه بأشواقنا في طريق الجيزة. لم يزل يسأل عنك وأنا كبير الثقة بأنني وجدت في مصر تلك الروح الشاعرة التي استطاعت حتى تنفذ إلى عتمة ظنوني وسحيق آفاقي وتستخرج النور من صميم الظلمة"

.

ارتبط بصداقة مع الشاعر السوري نزار قباني وساعده في نشر أولى قصائده في مصر في مجلة الرسالة ووقف بجانبه بعد نقد عنيف تعرض له نزار قباني من الشيخ علي طنطاوي صدر لأنور المعداوي في حياته كتابين هما: نماذج فنية من الأدب والنقد وكتاب علي محمود طه الشاعر والإنسان. أما كتابه الثالث حدثات في الأدب فقد صدر بعد وفاته. أعتقد أننى يفترض أن أنهى حياتى كلها، طالت أم قصرت، قبل حتى أنهى قائمة المستبعدين والمظلومين من الكتّاب والمبدعين المصريين، هؤلاء الكتّاب الذين كانوا فى يوم من الأيّام ماثلين فى المشهد الثقافى والفكرى والإبداعى والنقدى بشكل كبير، وبالطبع لا مجال هنا لإعداد هذه القائمة، لأنها بالعمل طويلة، ومثيرة للأسى، رغم حتى القائمين على أمر الثقافة فى مصر يدركون قيمة من تتضمنهم هذه القائمة، وعلى رأس هؤلاء الناقد الراحل الكبير أنور المعداوى، الذى كانت حياته عزف أوتار درامية حادة، الذى فتح أبوابا واسعة للأدباء المصريين والعرب إلى طريق الشهرة والتحقق والمجد، والذى يطالع المجلد الضخم الذى أعدّه الناقد الراحل أحمد محمد عطية، ويتضمن هذا الكتاب مجموعة كبيرة من رسائل الشعراء والمبدعين العرب، سيدرك كم كان المعداوى مرموقا وملاذا لكثير من هؤلاء المبدعين الذين صاروا نجوما فى سماء الأدب والثقافة، ومن هؤلاء نزار قبانى وسهيل إدريس ومحمد مفتاح الفيتورى وعبد الوهاب البياتى ومحمد عفيفى مطر وغيرهم، وتلك الرسائل كانت ترسل إليه عندما كان يعمل فى مجلة «الرسالة» بين أعوام 1948 و1952، وكان قد صعد نجم المعداوى بشكل صاروخى فى تلك السنوات، وأصبح من أبرز النقاد فى تلك السنوات، كما يخط تلميذه وصديقه الناقد الراحل راتى النقاش، ولا ينسب النقاش هذه الأهمية إلى غياب النقّاد الكبار لأسباب متعددة، لكن لأن المعداوى الذى كان يخط بابا ثابتا فى مجلة «الرسالة» تحت عنوان «تعقيبات»، كان قد اتى بوجهة نظر فى الأدب أحدثت أثرا كبيرا، وردود عمل، اتفاقا أوخلافا، كثيرة، ودخل فى معارك لا حصر لها، للدرجة التى كان قلمه عنيفا، ويطال كثيرا من الأدباء والمفكرين المصريين الكبار، الذين بدورهم لم يكفهم الرد عليه بالقلم، بل وصلت شكاواهم إلى النيابة فى بعض الأحيان، ومن هؤلاء كان الدكتور أحمد فؤاد الأهوانى، الذى تعرض لهجوم كاسح من المعداوى، ولم تكن هذه المعارك إلا وقودا للإضاءة على وجوه المعداوى النقدية والفكرية الفاعلة فى ذلك الوقت، وكان هويتعامل مع نفسه كأحد فرسان الحروب فى ذلك الوقت، ويدخل فى سجالات مع مثقفى اليسار واليمين فى آن واحد، ولم ينتسب فى يوم من الأيام إلى أى من الفريقين، وهناك معركة واسعة قد خاضها عند نشر رواية «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوى، واعتبرها المبشّرون بالاتجاه الواقعى، الرواية الأهم والأروع والأبدع فى عالم الرواية المصرية، وأنها تتفوق على جميع الروايات المصرية التى ظهرت فى مصر، وكان المعداوى له رأى نقيض تماما، حيث اعتبرها نوعا من المنشورات السياسية، وما هى إلا ريبورتاج صحفى مطول، ولا يصح حتى تهدر قيمة الإبداع الفنية، لكى تمرّ الفكرة السياسية، وقد فنّد ذلك كله الناقدان راتى النقاش فى كتابه «بين المعداوى وفدوى طوقان»، وعلى شلش فى كتابه «أنور المعداوى»، وفى كتاب راتى النقاش الذى نشر فيه سبع عشرة رسالة من المعداوى إلى «حبيبته» الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، سنلاحظ حتى أهمية الرسائل لا تقتصر على الجيشان العاطفى، الذى يرسله المعداوى إلى فدوى، بل لأن الرسائل تكشف عن «المعمل» الداخلى للحياة الثقافية المصرية والعربية فى ذلك الوقت، ففى رسالة كان قد أوفدها المعداوى إلى فدوى بتاريخستة أغسطس عام 1952، يبوح لها بما تهيم به روحه من مشاعر وأعباء، ثم يخبرها عن سقمه وعن العملية الجراحية التى أجراها، وسوف يعود إلى مسقط رأسه، حيث والدته التى ترعاه ويرعاها، ويرتبطان ببعضهما ارتباطا ملحوظا، وهوكثيرا ما يتحدث عنها، وفى سياق الرسالة يكشف لنا المعداوى عن كواليس النشر والثقافة ومفردات الحياة الثقافية المركبة فى تلك الفترة، وكذلك عندما يهتم ناقد كبير ومهم ومسموع الحدثة مثله، بشاعرة جيدة مثله، فهذا يعنى دفعا لهذه الشاعرة، وكثير من النقاد الآخرين يتابعون الاهتمام بها، وبالعمل فاسم فدوى طوقان أصبح كبيرا بعد الدعم الذى قدمه لها أنور المعداوى، وبمعاونته راحت الصحف تنشر الأخبار والموضوعات عن ديوانها «وحدى مع الأيام»، ولم يكن اهتمام المعداوى بفدوى مبنيا على كونه يحبها ويرتبط بها عاطفيا، لكنه كان مقتنعا بها كشاعرة، وإن كان راتى النقاش أجرى مقارنة بين سيرة المعداوى وفدوى، وسيرة مى وجبران، فكلا التجربتين لم تتم، وافتقدت إلى البعد الجسدانى، وظلت تسبح فى جوّ روحانى فقط، فضلا عن الأبعاد الأدبية والثقافية التى تسم التجربتين بميسم متشابه، لذلك فرسائل المعداوى تعد أحد إبداعاته النوعية والرقيقة فى الأدب العربى. وبعيدا عن ذلك لم ينشر المعداوى فى حياته سوى كتابين، هما «نماذج فنية» عام 1951، و«على محمود طه» بمعاونة الناقد العراقى محيى الدين إسماعيل عام 1965، ونشر فى وزارة الثقافة العراقية، وبعد رحيله نشرت دار الآداب البيروتية كتابا عنوانه «حدثات فى الأدب»، كان الدكتور غالى شكرى جمعه وقدمه للنشر، وما عدا ذلك، فهناك حشد من الموضوعات والدراسات والأبحاث والتعقيبات والمداخلات النقدية والشذرات الفنية، منشورة فى بطون المجلات والصحف، وتكفى لأكثر من خمسة مجلدات على الأقل، ما زال هذا الحشد من المواد الفكرية والثقافية يصرخ بنا لإنقاذه، وأعتقد حتى ناقدا كبيرا مثل الدكتور جابر عصفور، لا تخفى عليه الأهمية الفكرية والتاريخية لكتابات المعداوى، ودونها لن نستطيع حتى ندرك تطور النقد الأدبى فى مصر والعالم العربى فى تلك الفترة، لذلك فأنا أهيب به بأن يقوم بتكليف إحدى المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، بجمع هذا التراث، ونشره لتعم الفائدة على الأجيال التى لم تتعهد على ناقد عظيم مثل أنور المعداوى.

الوفاة

توفي عام 1965م عن عمر يناهز 45 عاماً نتيجة معاناة من سقم عضال.


المصادر

  1. ^ Empty citation (help)
  2. ^ Empty citation (help)
  3. ^ Empty citation (help)
تاريخ النشر: 2020-06-06 00:05:30
التصنيفات: Pages with empty citations, Portal templates with redlinked portals, خريجو جامعة القاهرة, صحفيون مصريون, مواليد 1920, نقاد مصريون, وفيات 1965

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

محلل سياسي فلسطيني لـ”الأيام 24″: لا توجد هدنة في قطاع غزة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:10:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 83%

بيان ريال مدريد عن إصابة حارس مرماه كيبا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:08:15
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 93%

صديقة نيمار تكشف تفاصيل عملية السطو على منزل عائلتها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:08:13
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 95%

سانشيز يخضع لشروط الانفصاليين مقابل تشكيل الحكومة الإسبانية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:10:12
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 79%

الأهلي يصل الغردقة استعدادا لمواجهة الجونة في الدوري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:09:28
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 45%

المغرب يسجل 77 إصابة جديدة بفيروس كورونا دون تسجيل وفيات

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:09:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

نتنياهو: الجيش الإسرائيلي سيبقى في قطاع غزة حتى بعد الحرب

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:08:49
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 88%

تحذير في إسرائيل من "شقوق مخيفة مع مصر"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:08:47
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

عاجل.. وفاة المطرب الشاب شريف شاكر بعد صراع مع مرض السرطان - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:20:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

بحضور أخنوش.. بدء أعمال القمة الاقتصادية السعودية الإفريقية بالرياض

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:09:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

العراق يؤكد دعمه والتزامه اتفاق "أوبك+"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:08:08
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 85%

بعد عزل مبديع.. فشل انتخاب رئيس جديد لجماعة الفقيه بنصالح

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-10 18:09:59
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 78%

تحميل تطبيق المنصة العربية