على الرغم من حتى غالبية السكان المسلمين في نيجيريا هم من السنة، إلا حتى هناك أقلية شيعية كبيرة، لا سيما في ولايتي كانووسوكوتوالشماليتين. إلا أنه لا توجد إحصائيات واقعية تعكس تعداد الشيعة في نيجيريا، ويعتقد حتى حتى نسبة 5% من إجمالي السكان المسلمين النيجيريين مرتفعة للغاية "بسبب الخلط الروتيني للشيعة مع السنة الذين يعبرون عن تضامنهم مع البرنامج الثوري الإيراني، مثل برنامج الإخوان بزعامة الزكزاكي".

دخول الإسلام الشيعي إلى نيجيريا

النشأة والتطور

كانت بداية ظهور التشيع في نيجيريا بين طلاب المدارس والجامعات. الذين هم في الغالب يدرسون في تخصصات غير العلوم الشرعية كالطب والقانون، والاقتصاد وغيرها. قليل منهم من يفهم العلوم الشرعية؛ ولذلك كانوا قليلي الفهم بالإسلام وتاريخه وعقائده، وسائر علوم الشريعة الأخرى، وإن كانوا من المتدينين المحافظين على الصلوات المنخرطين في الدعوة والأنشطة الدينية التي عادة ما يقوم بها الطلاب في الجامعات والمدارس. وهذا بطبيعة الحال ما جعل مثل هؤلاء الطلبة لقمة سائغة أمام الدعوات المتنوعة، والتيارات العقدية والفكرية المنتشرة في البيئة الدراسية، وخصوصاً الجامعية. ومن هذه التيارات التيار الشيعي الرافضي الوافد من إيران بعد ثورتها العارمة التي أطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي. لقد كان من أهداف الثورة الإيرانية نشر الممضى الشيعي، فكانوا يوزعون المنشورات والخط مجاناً، ويحملون الشعارات البرّاقة اللمّاعة، من تأسيس الجمهورية الإسلامية، وتحرير المسجد الأقصى من أيدى اليهود، ومقارعة أعداء الله وحمل الظلم عن الشعوب المستضعفة، إلى غير ذلك من الشعارات البراقة التي خدعت كثيراً من شباب المسلمين قليلي الخبرة والتعليم، وألقت بهم في غياهب التشيع والرفض. وكان من بين هؤلاء المخدوعين شاب يدعى إبراهيم الزكزاكي.

الزكزاكي وانتشار التشيع في نيجيريا

برز اسم الزكزاكي في أوائل الثمانينيّات من القرن العشرين بعدما تخرّج في جامعة أحمدوبلوبمدينة زكزك لرفضه أداء الخدمة الوطنية الإجبارية التي يؤديها خريجوالجامعات، زاعماً حتى هذه الخدمة إنما هي في الحقيقة عبادة لصنم حديث اسمه "الوطن". وعلى الرغم من سوء الفهم وضيق الأفق الذى يشير عليه موقف الزكزاكي هذا إلا أنه اكتسب بسببه شعبية واسعة ولاسيما في أوساط الشباب من طلاب الجامعات، وطلاب المدارس الذين تمتلئ قلوبهم بالحماسة الدينية مع قلة فهمهم الشرعي؛ وأصبح إبراهيم الزكزاكي بين عشية وضحاها يعد من قيادات الشباب الذين لهم ميل إلى التديّن والنّشاط الدّيني في نيجيريا. كانت إيران في أثناء حربها الدامية مع العراق تدير حرباً إعلاميّة واسعة لاستمالة قلوب المسلمين، وكسب الرّأي العام الإسلامي إلى جانبها، وكانت تستضيف عدداً من الرؤساء والفهماء والزعماء وقيادات الطلاب والشباب من أنحاء العالم الإسلامي المتنوعة لحضور المهرجان السنوي لذكرى فوز الثورة الإيرانية. تجنب الإيرانيون في اختيار من يستضيفونه من نيجيريا الفهماء وأصحاب الثقافة الدينية، وركَّزوا على الشباب المتحمس ممن قلّت بضاعته في العلوم الشرعية وقلّت خبرته في الشئون الدنيويّة والمعيشيّة مثل إبراهيم بن يعقوب الزكزكي. الذي وجدوه خالي الذهن من أبسط مبادئ الإسلام فأفرغوا فيه تعاليم التشيع وعقائد الرفض وبنوا شخصيته تدريجياً على مر السنين. بينما عثر الزكزكي هوالآخر أتباعاً متحمسين للإسلام، ولكنهم على غير فهم، فاستلهاهم بشعارات الثورة الإيرانية البراقة، واستخف عقولهم بخطبه الحماسية في القضايا العامة، وخاصة السياسية. فكبُر الزكزكي في أعين هؤلاء الشباب السذَّج واعتبروه عالماً ربانياًّ مجاهداً، وإماماً معصوماً، يجب على جميع المسلمين اتباعه والانقياد لأوامره ونواهيه، ومن لم يعمل فهوخارج عن الإسلام وإن توفي على ذلك توفي ميتة جاهلية؛ لأنه توفي على غير بيعة وعلى غير الجماعة! وهنا شعر قلّة من الفهماء والدّعاة بخطورة الموقف وتفاقم الخطر وخاصة بعد ما بدأ أتباع الزكزكي يخرجون في مظاهرات حاشدة في المناسبات الشيعيّة، مثل: يوم عاشوراء، والجمعة الأخيرة من رمضان التي جعلها قائد الثورة الايرانية آية الله روح الله الخميني يوماً لتحرير المسجد الأقصى والتضامن مع الفلسطينيين المضطهدين من قبل اليهود. وقد سقطت في بعض هذه التظاهرات اشتباكات مع رجال الشّرطة أدت إلى إصابات وخسائر في الأرواح والممتلكات. عندها هبّ بعض الفهماء ينذرون بخطورة انتشار التشيع في نيجيريا، وينصحون الشباب بعدم الانخراط في حركة الزكزكي، وأن هذه الحركة قد تجرّهم الى اعتناق عقائد الرافضة المناقضة للإسلام. ولكن الرجل فيما يظهر قد بدأ يتقن فنّ "التقية" الذى هوأحد ركائز عقيدة الرافضة، فكان دائماً يطمئن أتباعه ويؤكِّد لهم بأنه ما يربطه مع حكام إيران وفهمائهم إلا الثورة، والجهاد، والنضال ضد قوى الاستكبار العالمي والطواغيت المحليين. إلى غير ذلك ظل إبراهيم الزكزكي يستغل سكوت أكثر الفهماء، ويكسب الأتباع وينشر تعاليم الشيعة وعقيدة الرفض طول الثمانينيات وصدراً من التسعينيات. وظل الأمر كذلك إلى حتى سقط حادث غيّر مجرى الحركة وتاريخها إلى الأبد، ذلك حتى إحدى المجلات التى تطبع في إيران وتوزع مجاناً على القراء في نيجيريا وغيرها من البلدان، نشرت منطقاَ فيه نيل من الصحابي الجليل أبي هريرةواتهام له بالكذب ووضع الحديث للخلفاء والسلاطين حرصاً على الدّنيا، فلم يستطع كثير من أتباع الزكزاكي حتى يتحمل ذلك، نظراً لما اشتهر به مسلمونيجيريا من حب النبي محمد وصحابته الذى اكتسبوه من عقيدتهم السنية العريقة، فهبّ هؤلاء وطالبوا الزكزاكي بأن يدين هذه الموضوعة علناً وأن يعلن براءته من ممضى الرافضة، ولكن الرجل رفض، فكان هذا بمثابة تحقيق للاتهامات الموجهة إليه بأنه يعتقد الرفض ويمارس التقيّة. ونتج من هذا الحادث حتى انشقت طائفة من أتباع الزكزاكي وكبار تلاميذه ومريديه، وأعربوا البراءة منه، ومن ممضىه الشيعي، وذلك بعد مشاجرات واضطرابات داخل الجماعة ظلت سنين طويلة. وفي سنة 1995 انفصلت هذه الطائفة، وأسست تنظيماً باسم جماعة التجديد الإسلامي بزعامة أحد تلاميذ الزكزاكي المقرّبين لديه، وهوأبوبكر مجاهد. وبهذا خرجت جماعة الزكزاكي من طور التقية إلى دور الإعلان بهويتها الحقيقية والجهر بعقائد الرافضة، من بغض أصحاب رسول الله وسبهم وتكفيرهم، واعتقاد تحريف القرآن الكريم، والقول بالأئمة الاثني عشر المعصومين، وغير ذلك من منطقات الرافضة المعروفة.

الاضطهاد

في بعض الحالات، تعرض أعضاء الجالية الشيعية النيجيرية للاضطهاد، لكن في حالات أخرى كان برفقتهم الحركة الإسلامية في نيجيريا. Cleric Sheikh Ibraheem Zakzaky is a primary figure in the movement.

يقف وراء اضطهاد المسلمين الشيعة في نيجيريا السياسيون والمنظمات السنية وأجهزة الأمن النيجيرية المرتبطة بالسعودية.جمعية إزالا، هي جماعة سلفية قريبة للرياض وأبوكا وقناتها الفضائية المنارة وعادة ما تبث الپروپاگهندا الطائفية المناهضة للشيعة.

لقد استجابت حكومة ولاية سوكوتولظهور الإسلام الشيعي في البلاد من خلال اتخاذ تدابير مثل هدم المركز الإسلامي عام 2007. علاوة على ذلك، فقد اندلعت مصادمات بين السنة والشيعة بعد اغتيال الإمام السلفي عمرودانمايشيا، الذي اشتهر بعظاته الملتهبة المناهض للشيعة.

عام 2014، سقطت مذابح يوم القدس في زاريا. عام 2015، اغتال الجيش النيجيري أثناء مذبحة زاريا 348 مسلم شيعي.

في أبريل 2018، انلدعت اشتباكات عندما أطلقت الشرطة النجيرية الغاز المسيل للدموع على المحتجين الشيعة الذين كانوا يطالبون بإطلاق سراح الشيخ إبراهيم الزكزاكي، الذي كان مسجوناً لسنتين دون محاكمة. خلفت الاشتباكات قتيل واحد على الأقل والكثير من المصابين. بالإضافة إلى ذلك، فقط اعتقلت الشرطة النجيرية ما لا يقل عن 115 متظاهر.

في أكتوبر 2018، اغتال الجيش النجيري ما لا يقل عن 45 متظاهر شيعي سلمي. بعد حتى بدأ الجنود بإطلاق النار، استهدفوا المتظاهرين الفارين من الفوضى. أصيب الكثير من المصابين في الظهر أوالساقين.

انظر أيضاً

• الحركة الإسلامية (نيجيريا)
• مذابح يوم القدس في زاريا
• الشيعة في البحرين

المراجع

للاستزادة

• Muhammad Mansur Nigeria’s Zaria city crammed with mourners of Imam Hussain Jafariya News, January 29, 2007.
• Mohamed Ali Mosques vandalised in (Abuja) Nigeria clashes Jafariya News, June 10, 2004.
• Nigerian Echoes of the Israeli-Palestinian Conflict^[]
• Elise Aymer Nigeria: Clash of Religions The Yale International Forum, Winter 1996.
• سيرة الزكزاكي

وصلات خارجية

• Islamic Movement in Nigeria –Nigeria's foremost Shi'a organization.