كونتا حاجي
الشيخ منصور كونتا حاجي كيشي (بالشيشانية: Киши КIант Кунт-Хьаж؛ وُلِد 1826 في ملتشا خي، الشيشان - 1867 في أوستويژنا، نوڤوگراد گوبرنيا، حالياً في اوبلاست ڤولوگدا، روسيا)، هوصوفي مسلم شيشاني،[] ومؤسس إحدى المذاهب الصوفية المسماة بالذِكر، وعقيدة اللاعنف والمقاومة الإيجابية. عادة ما يشار إليه بمهاتما غاندي الشيشاني. كان من أتباع الطريقة القادرية الصوفية السنية.
سيرته
كونتا-حاجي كيشييڤ (حرفياً، ابن كيشي) وثلد في قرية إيستي-سوالشيشانية، التي تُعهد أيضاً باسم ملتشا-خي. انتقلت عائلته لاحقاً إلى قرية إلسخان-يورت الجبلية في قلب الشيشان. تميز في شبابه بعمله الكادح وحواسه العقلية الحادة. تلقى كونتا تعليماً دينياً قوياً وكان من أتباع الشيخ گزي-حاجي من قرية زانداك. بدأ كونتا حضور حلقات الذكر.
وفقاً للأسطورة،[] فقد كان الإمام تام قلقاً من هذه الممارسة غير العادية وأمر بالوقوف على مدى إلمام الشباب بالقرآن.[] بعد اجتياز كونتا الاختبار، هجره تام بمفرده. وفي رواية أخرى بنفس الأسطورة،[] فقد منعه تام من الذكر وهدد بإعدامهم إذا استمر في ذلك. وفي أسطورة أخرى حتى تام نفى كونتا إلى مكة ولم يسمح له بالعودة.
بحلول نهاية عقد 1850 أدى كونتا فريضة الحج (تبعاً لمصطفى إلديبييڤ (فقد حج كونتا لأول مرة وهوفي الثامنة عشر من عمره، أي عام 1848). لم تقتصر رحلة كونتا في الشرق الأوسط على مكة فحسب بل قام أيضاً بزيارة ضريح عبد القادر الجيلاني في بغداد، وأصبح من الأتباع المخلصين للطريقة القادرية، إحدى الطرق الصوفية السنية التي طور تعاليمها عبد القادر الجيلاني. أصبح كونتا مؤيداً قوياً للسلم واللاعنف. في غضم حرب القوقاز الدموية، خط للشيشان من مكة:
- إن الحرب وحشية. إنئى بنفسك من أي شيء [يذكرك] بالحرب إذا لم يأتِ العدوليدحض إيمانك وشرفك. قوتك هي الحكمة والصبر والإنصاف. لن يتحمل العدوهذه القوة، وعاجلاً أم آجلاً يفترض أن يعترف بهزيمته. ليس هناك من يملك القوة لهزيمتك، وحقيقتك إذا لم تتخلى عن طريق إيمانك — الطريقة.[]
و
- اخواني! بسبب الحروب المستمرة، تقلصت أعدادنا بطريقة كارثية. لا أؤمن بالمساعدة من هجريا، حتى السلطان الهجري يريد تحريرنا وإنقاذنا. إنه نفس القيصر الروسي المستبد. صدقوني: لقد رأيت ذلك بأم عيني وكذلك طغاة الشرعية من البلدان العربية. الله لا يرضيه المزيد من الحرب. إذا طلبوا منك الذهاب إلى الكنيسة - امضى ، فهذا مجرد مبنى. إذا طلبوا منك ارتداء الصلبان - ارتديها، فإنهم يقومون فقط بتسوية الأمور. فأنت لا تزال مسلماً في قلبك وروحك. لكن إذا اغتصبوا نسائك، أجبروك على نسيان ثقافتك وتنطقيدك، فقم فقط بالتمرد والقتال حتى آخر رجل.
- اهزم الأشرار بطيبتك ومحبتك
- اهزم الجشع بكرمك
- اهزم الخيانة بإخلاصك
- اهزم الكفار بولائك
بعد سقوط الإمام تام عاد كونتا-حاجي إلى الشيشان. انتشرت تعاليمه بشكل كبير بين الأشخاص الذين سئموا من حرب القوقاز التي استمرت قرابة الخمسين عام. وصل عدد مريديه إلى خمسة آلاف شخص. لم يكن كونتا-حاجي يطلب من مريديه إلا أداء الصلوات الخمس المفروضة في اليوم فحسب، لكنه كان يطلب منهم ترديد لا إله إلا الله ما لا يقل عن مائة مرة في اليوم والمشاركة في حلقات الذكر.
على الرغم من رفض كونتا-حاجي المستمر للقب إمام إلا أنه كان يعتبر تهديداً للسلطات الامبراطورية وللنسخة الرسمية من الإسلام المدعومة من السلطات الروسية. بطلب من ادارة القيصر، عقد رجال الدين الإسلامي الرسميين (على سبيل المثال عبد القادر خورداييڤ ومصطفى عبد اللهييڤ) مناقشات لاهوتية عامة مع كونتا-حاجي في محاولة لإثبات حتى تعاليمه تتناقض مع الإسلام. واستمر تأثير كونتا-حاجي في النمو. لاعتباره كونتا-حاجي يمثل تهديداً فقد أمر الحاكم العام لهجر بالقبض عليه. في يناير 1863 تم القبض على كونتا-حاجي وشقيقه، موڤسار، واقتيادهم إلى سجن نوڤوخركاسك.
تسبب اعتنطقهم فيما عُرف بـانتفاضة الخناجر (أوdelo pod Shali)، عندما خرج ثلاثة آلاف من مريدي كونتا-حاجي مسلحين بالخناجر محاولين تحرير مفهمهم. قامت القوات النظامية للجنرال تومانوڤ بتفريق المحتجين وقُتل منهم 160 شخص.
لفترة طويلة لم يكن هناك معلومات عن مصير كونتا-حاجي. عام 1928 عُثر على وثائق تؤكد حتى كونتا-حاجي قد توفي في المنفى ببلدة أوستيوژنا (هي حالياً نوڤوگراد گوبرنيا، في اوبلاست ڤولوگدا).
مصير تعاليمه
على الرغم من تعرضهم للاضهاد بشكل مستمر، وإرسال أتباعها في معظم الأحيان إلى سيبريا، إلا حتى الطريقة القادرية قد شقت طريقها في القوقاز على يد كونتا-حاجي، وأصبحت ديانة غالبية الشيشان (تختلف التقديرات الدقيقة: 60% أو70-75%). يعتقد أتباع كونتا-حاجي حتى مفهمهم هوأحد القديسين الـ360 الذين يبقون العالم على قيد الحياة وأنه سيعود للأرض في وقت لاحق. ضريح خيدا، والدة كونتا-حاجي، يعتبر مكاناً مقدساً باعتبارها الربيع القريب الذي يعتقد أنه اتى عندما دفع كونتا-حاجي بعصاه إلى الأرض.
أصبح ضريح والدة كونتا-حاجي السبب الرئيسي للنزاع بين أتباع الوهابية والقادرية في حكومة أصلان ماسخادوڤ. كان الوهابيين يريدون تدمير الضريح (حيث يعتبرون حتى تبجيل خيدا نوع من الوثنية) لكن أتباع القادرية بقيادة أحمد قدريوڤ (الذي كان مفتي الشيشان في ذلك الوقت) تمكنوا من إنقاذ الضريح، لكن النزاع أدى في النهاية إلى تحالف قدريوڤ مع الحكومة الروسية ضد حكومة ماسخادوڤ.
ذكراه
المراجع
- ^ About Great Chechen Sufi: Kunta-haji Kishiev (بالروسية)
- ^ History of Goodness Krotov Library (بالروسية)
- ^ Evlia Kunta Haji: Chechen Mahatma Gandhi
- ^ Schaffer, Robert. . ABC-CLIO. p. 71. Retrieved 9 February 2016.
- ^ Krotov Library (بالروسية)
- ^ (بالروسية)
- ^ Translation from Robert Schaefer, Insurgency and Chechnya (Washington, Potomac Books: 2008)
- ^
- ^ (بالروسية)
- ^ "Orientalists tell about Kunta-haji's role in preserving Islam in the Caucasus". Caucasian Knot. 2019-07-10.
