هشام بن عبد الرحمن الداخل
| |||||||||||||||||||||||||||||||
|
أبوالوليد هشام الرضا بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، المعروف بهشام الرضا (139 هـ/1 مارس 757 - أبريل 796/180 هـ) ثاني أمراء الدولة الأموية بالأندلس.
سيرته
ولد هشام الرضا في قرطبة في أربعة شوال 139 هـ، وهوابن عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، من جاريته حلل. ولاّه أبوه ولاية ماردة، ثم عهد إليه بالولاية رغم حتى أخاه سليمان كان أسن منه. وقبل وفاة والده، أوصى عبد الرحمن الداخل ولده عبد الله بأخذ البيعة لهشام الذي كان في ولايته في ماردة.
وفي 24 ربيع الآخر 172 هـ توفي الداخل، فأخذ البلنسي البيعة لهشام الذي ولج قرطبة في أول جمادى الأول 172 هـ. لم يرض أخاه الأكبر سليمان بولايته، فنادى لنفسه في طليطلة التي كان والده قد ولاه عليها، ثم سرعان ما لحق أخاه عبد الله البلنسي بأخيهما سليمان في طليطلة. فبعث هشام بجيش إلى طليطلة لإخماد ثورتيهما، وهزمهما ففر سليمان إلى كورة تدمير، وآثر البلنسي العودة إلى قرطبة وطلب العفومن هشام فعفا عنه. ثم بعث هشام بجيش بقيادة ولده معاوية، لمطاردة أخيه سليمان، فإضطر سليمان لطلب العفووالأمان، فاجابه هشام إلى ذلك على حتى يعبر ببنيه إلى المغرب، ثم لحق به البلنسي لينتهي بذلك تمرد أخويه عام 174 هـ.
وفي عام 175 هـ، ثار سعيد بن الحسين الأنصاري في طرطوشة، ومطروح بن سليمان الأعرابي في برشلونة، فأخضعهما هشام بجيشين سحقا تمردهما. وفي عام 176 هـ، بعد تحرش الجليقيين وحلفاؤهم البشكنس بالحدود الشمالية للإمارة، أوفد هشام جيشًا قوامه 40 ألف مقاتل بقيادة عبيد الله بن عثمان لغزوألبة والقلاع، فاجتاح جليقية وهزم جيشًا من الجليقيين والبشكنس بقيادة برمودوالأول ملك أستورياس. ثم أتبعه بجيش آخر قيادة يوسف بن بخت في نفس العام هزم جيش برمودوفي معركة نهر بوربيا. كما أوفد هشام جيشًا بقيادة عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث عام 176 هـ لغزوالفرنجة، فعبر جبال البرانس واجتاح سبتمانيا، وعاد محملاً بالغنائم.
وفي عام 178 هـ، ثار عليه البربر في رندة، فأوفد إليهم جيشًا أخمد ثورتهم. وفي عام 179 هـ، أوفد هشام آخر غزواته حيث بعث بجيش حديث بقيادة عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث إلى جليقية هزم جيشًا بقيادة ألفونسوالثاني ملك أستورياس، وعاد بالغنائم. وفي ثلاثة صفر 180 هـ، توفي هشام بن عبد الرحمن الداخل، ودفن في قصر قرطبة، بعد حتى صلى عليه ابنه الحكم.
صفته وشخصيته
وصفه ابن عذاري بأنه كان «أبيض مشربًا بحمرة، في عينيه حول» ونطق عنه صاحب كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس: «كان خيرًا فاضلاً جوادًا كريمًا، حسن السيرة ... وكان ينفق الأموال الطائلة في افتداء أسرى المسلمين، حتى لم يبق في عهده منهم في قبضة العدوأحد، وإن توفي أحد جنوده في القتال، ألحق أولاده بديوان الأرزاق». وقد بلغت سيرته مالك بن أنس، فنطق: «وددت حتى الله زيّن موسمنا به». وكان نقش خاتمه «بالله يثق عبده هشام وبه يعتصم»
كان هشام يطوف شوارع قرطبة مختلطًا بالرعية يسمع المظالم بنفسه، ويعود السقمى، ويشهد الجنائز. وكان يلقي بصرر المال في الليالي المظلمة والممطرة لمن يحضر الصلاة في المساجد، يريد بذلك تعمير المساجد بالمصلين. كما كان يرسل رجاله إلى الولايات ليسأل الناس عن حال ولاته، ومن بلغه إسائته للرعية، عزله.
ورغم رفقه وتواضعه، كان حازمًا صارمًا لم يتردد في حبس ابنه الأكبر عبد الملك، عندما ثبُت له ائتماره به، وظل عبد الملك في محبسه إلى حتى توفي في سجنه في زمن أخيه الحكم. وقد أنجب هشام من الولد ستة أولاد منهم عبد الملك والحكم والوليد ومعاوية، وخمس بنات.
أعماله
أكمل هشام بناء جامع قرطبة الذي أسسه أبيه، كما اهتم بعمران قرطبة، وأصلح قنطرتها التي أصابها العطب من جراء سيل شديد، وأشرف على إصلاحها بنفسه. كما أمر هشام بتدريس اللغة العربية في معاهد المسيحيين واليهود، فكان لذلك دوره في التمازج بين أصحاب الديانات المتنوعة في الأندلس. وفي عهده، ذاع ممضى مالك في الأندلس، بعد حتى عاد به زياد بن عبد الرحمن اللخمي وعيسى بن دينار وسعيد بن أبي هند ويحيى بن يحيى الليثي من المدينة المنورة بهذا الممضى وبكتابه الموطأ، فانتشرت المالكية في الأندلس بعد حتى كان الممضى السائد فيها ممضى عبد الرحمن بن عمروالأوزاعي.
الهامش
- ^ ابن الأبار 1985, p. 42
- ^ عنان 1997, p. 224
- ^ ابن عذاري 1980, p. 61
- ^ ابن عذاري 1980, p. 64
- ^ ابن عذاري 1980, p. 63
- ^ . Marcial Pons Historia. p. 112.
- ^ ابن عذاري 1980, p. 64-65
- ^ ابن عذاري 1980, p. 65
- ^ مؤلف مجهول 1989, p. 109
- ^ مؤلف مجهول 1989, p. 110
- ^ ابن عذاري 1980, p. 66
- ^ عنان 1997, p. 228
- ^ ابن حزم1 1982, p. 95-97
- ^ المقري 1968, p. 334
- ^ عنان 1997, p. 229
إسلام أون لاين: هشام الرضا تصريح
هشام بن عبد الرحمن الداخل
بنوأمية
فرع أصغر من بني قريش
| ||
سبقه عبد الرحمن الداخل |
أمير قرطبة 788 - 796 |
تبعه الحكم الأول |