الإسكندر الأكبر

عودة للموسوعة

الإسكندر الأكبر

الاسكندر الثالث، الأكبر
ملك مقدونيا وسيد الرابطة الهلينية وشاه فارس وفرعون مصر
الإسكندر يقاتل الملك الفارسي داريوس الثالث. من فسيفساء الإسكندر, من پومپي, نابولي, المتحف الأثري الوطني.
Reign 336 ق.م.-323 ق.م.
وُلد 20 يوليو, 356 ق.م.
پلا, مقدون
توفي 10 يونيو, 323 ق.م.
Predecessor فيليب الثاني
Successor الإسكندر الرابع
Consort روكسانا من بكتريا
ستاتيرا من فارس
الأنجال الإسكندر الرابع
الأب فيليب الثاني من مقدونيا
الأم اولمپياس من إپيروس

الإسكندر الثالث ( Μέγας Ἀλέξανδρος ميگاس ألكساندروس باليونانية) الإسكندر الأكبر أوالإسكندر المقدوني، حاكم مقدونيا، قاهر امبراطورية الفرس وواحد من أذكى وأعظم القادة الحربيين على مر العصور.

النشأة

نحت لرأس الاسكندر

ولد الأسكندر في پلا، العاصمة القديمة لمقدونيا. ابن فيليبّوس الثاني ملك مقدونيا وابن الأميرة اولمپياس أميرة إپيروس. تتلمذ على يد [[أناكسيمينس من لامپاسكوس|أناكسيمينس]] مفهم البلاغة، كما كان أرسطوالمفهم الخاص للإسكندر. حيث درّبه تدريبا تام في الأدب وحفزه للاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة.

كان الإسكندر مولعاً بعصر البطولات والأبطال الأسطوريين وأبطال حرب طروادة حيث زار في طريقة للفتوحات، أماكن الحرب وقبر أخيل بطل الحرب الطروادية. ومن هذا الإقتداء أراد الإسكندر حتى يصنع إمبراطورية وسيادة العالم.

في صيف (336) قبل الميلاد اُغتيل فيليپ الثاني فاعتلى العرش ابنه الإسكندر فوجد نفسه محاطاً بالأعداء من حوله ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج. فتخلص مباشرة من المتآمرين وأعدائه من الداخل بالحكم عليهم بالاعدام. ثم انتقل إلى ثساليا حيث حصل حلفائه هناك على استقلالهم وسيطرتهم. وباستعادة الحكم في مقدونيا. قبل نهاية صيف 336 ق.م.، أعاد تأسيس مسقطه في اليونان وتم اختياره من قبل الكونگرس في كورينث قائداً.

حيث كان شديد التعلق بأمه [أليمبياس]]، التى كان لها تأثير روحى كبير في حياتة. كما ورث عن أبيه صفات مناقضة. وفى أكبر الظن أنه لم يكن له يد في مصرع فليب ولم يعهد على وجه اليقين من الذى قتله.

لقد توصل الإسكندر إلى حقيقة جعلته يسود الفهم ويمتلك إمبراطورية عالمية وجعل من فتوحاتة للشرق بداية عصر حديث وهوالعصر الهلنستى الذى تور فيه جميع شىء في العالم الشرقي وهى "أن البشر جميعهم سواسية وأبناء إله ويجب إحترام عقائد البشر في أي مكان في العالم".


لقد كانت حياة أرسطوالعقلية بعد حتى غادر تلميذه الملكي مماثلة لحياة الإسكندر العسكرية؛ ذلك حتى كلتا الحياتين تعبر عن نزعة الفتح، والبناء، والهجريب. وربما كان الفيلسوف هوالذي غرس في عقل الشاب تحمسه الشديد للوحدة وهوالتحمس الذي حمل بعض الشيء من قدرات الإسكندر؛ لكن أرجح من هذا حتى هذا التحمس قد انحدر إليه من مطامع أبيه، ثم أحاله دم أمه إلى ولع وهيام. وإذا شئنا حتى نفهم الإسكندر على حقيقته، وجب علينا حتى نتذكر على الدوام حتى عروقه كان يجري فيها نشاط فليب العارم وحدة ألمبياس الهمجية؛ يضاف إلى هذا حتى ألمبياس كانت تدعي الانتساب إلى أخيل، ومن أجل هذا كان الإسكندر يهوى الإلياذة ويفتتن بها؛ وكان يفسر عبوره الهلسبنت بأنه تتبع لخطوات أخيل نفسه واستيلاءه على آسيا الغربيا بأنه إتمام للعمل الذي بدأه جده الأعلى في طروادة. وكان في خلال حملاته العسكرية كلها يحتفظ معه بنسخة من الإلياذة عليها شروح بقلم أرسطو؛ وكثيراً ما كان يضعها تحت وسادته أثناء الليل بجوار خنجره، كأنه يرمز بهذا إلى أداته وهدفه. وعنيليونداس Leonidas وهومولوسي Molosian صارم بتربية الغلام الجسمية، وفهمه ليسمخوس الأدب، وحاول أرسطوحتىقد يكون عقله. وكان فليب الثاني يرغب في حتى يفهم ولده الفلسفة "حتى لا يعمل أشياء كثيرة من نوع الأمور التي عملتها أنا والتي آسف على عملها"، كما نطق فليب نفسه. وقد أفلح أرسطوإلى حد ما في حتى يجعل منه رجلاً هلينياً؛ ذلك حتى الإسكندر كان طوال حياته يعجب بالأدب اليوناني ويحسد اليونان على حضارتهم؛ وقد نطق مرة لرجلين يونانيين كانا يجلسان معه أثناء المأدبة الوحشية التي اغتال فيها كليتوس: "ألا تشعران حين تجلسان في صحبة هؤلاء المقدونيين بأنكما أشبه بإلهين بين خلائق من الهمج".

وكان الإسكندر من الناحية الجسمية شاباً مثالياً. وذلك أنه كان يجيد جميع ضروب الألعاب الرياضية: كان عداءً سريعاً، وفارساً جريئاً، ومبارزاً ماهراً؛ وكان يجيد الرماية بالقوس، ولا يرهب أي شيء في الصيد. ولما رغب إليه أصدقاؤه حتى يشهجر في سباق العدوفي أولمبيا أجاب بأنه لم يكن يمانع في ذلك لوحتى المتبارين معه كانوا ملوكاً. ولما عجز غيره عن تذليل بوسفلس Bucephalus الجواد الجامح الجبار، نجح الإسكندر في هذا العمل؛ فلما رأى ذلك فليب، كما يقول بلوتارخ، حياه بتلك الألفاظ التي كانت أشبه بنبوءة بما يخبؤه له القدر: "أي بني، إذا مقدونية لا تتسع لك، فابحث لنفسك عن إمبراطورية أوسع منها، وأجدر بك"). وكان حتى في أثناء زحفه يصرف بعض نشاطه في حتى يرمي بالسهام بعض ما يمر به من الأهداف، أوينزل من مركبته ثم يعود فيركبها وهي تجري بأقصى سرعتها. وكان إذا تراخت الحرب خرج إلى الصيد وقابل بمفرده وهوواقف على قدميه وحشاً ضارياً؛ وسمع ذات مرة بعد حتى فرغ من قتال أسد بعضهم يقول إنه كان يحارب الأسد كأنه يبارزه لتقرر نتيجة البراز أيهماقد يكون هوالملك، فسر من هذا القول أيما سرور. وكان مولعاً بالعمل الشاق والمغامرات الخطرة، ولم يكن يطيق الراحة. وكان يسخر من بعض أصدقائه الكثيري الخدم ويقول إنهم لا يجدون ما يعملون. ومن أقواله لهم: "عجيب أمركم، كيف لم تدلكم تجاربكم على حتى من يعملون ينامون نوماً أعمق من نوم من يعمل لهم غيرهم، وهل لا تزالون بحاجة إلى من يدلكم على حتى أعظم ما نحتاجه بعد فوزنا هوحتى نتجنب الرذائل وأسباب الضعف التي كان يتصف بها من غلبناهم على أمرهم". وكان يؤلمه ما يضيع من الوقت في النوم ويقول: "إن النوم وعملية التناسل هما أبرز ما كان يشعره بأنه آدمي فان". وكان معتدلاً في الطعام، وظل إلى آخر سني حياته معتدلاً كذلك في الشراب، وإن كان يحب حتى يطيل المكث مع أصدقائه على كأس من الخمر. وكان يحتقر الأطعمة الدسمة، وقد رد مشهوري الطهاة الماهرين الذين عرضوا عليه، ونطق حتى مشي ليلة كفيل بأن يقوي شهوته للفطور، وإن فطوراً خفيفاً يقوي شهوته للغداء. ولعل هذه العادات هي التي جعلت وجهه وضاء إلى حد كبير، وجعلت رائحة جسمه ونفسه "زكية تفوح من ملابسه التي على جسمه". وإذا ما أخذنا بأقوال معاصريه وضربنا صفحاً عن ملق الذين رسموا صوره أونحتوا تماثيله أونقشوا رسمه، حكمنا بأنه كان وسيماً بدرجة لم يسبقه إليها أحد من الملوك الذين قبله: كان ذا معارف قوية التعبير، وعينين زرقاوين رقيقتين وشعر غزير أصحر. وهوالذي ساعد على إدخال عادة حلق اللحية في أوربا، وحجته في ذلك حتى اللحية تمكن العدومن القبض على صاحبها. ولعل أكثر آثاره في التاريخ هوهذا الأثر التافه.

تمثال رأس الإسكندر الثاني المقدوني, والد الإسكندر الكبير.


أما من الناحية العقلية فقد كان شديد التحمس للدرس، لكن التبعات التي ألقيت عليه قبل الأوان لم تهجر له فسحة من الوقت ينضج فيها عقله. وكان يحزنه ما يحزن الكثيرين من رجال الجد والعمل وهوأنه لا يستطيع حتىقد يكون أيضاً مفكراً. ويقول بلوتارخ إنه "كان شديد الشغف بالفهم، شغفاً يزداد على مر الأيام...وكان مولعاً بجميع أنواع المعارف محباً لقراءة جميع أنواع الخط". وكان من مسببات سروره بعد حتى يقضي يوماً في السير أوفي القتال حتى يسهر إلى منتصف الليل يتحدث إلى الطلاب والفهماء. وقد خط إلى أرسطويقول: "خير لي حتى أتفوق على غيري في العلوم من حتى أتفوق عليهم في اتساع المُلك وقوة السلطان". ولقد أوفد بعثة لارتياد منابع النيل -وقد يحدث هذا بإيعاز أرسطو- وأعان بالمال كثيراً من البحوث الفهمية. وليس في وسعنا حتى نحكم أكان إذا امتد به أجله يبلغ ما بلغه قيصر من صفاء الذهن أوما بلغه نابليون من دقة الفهم. لكن مشاغل المُلك أدركته وهوفي العشرين من عمره، واستغرقت شئون الحرب والإدارة جميع وقته وجهده، ومن أجل هذا بقي ناقص التعليم إلى آخر أيام حياته. نعم إنه كان متحدثاً لبقاً، ولكنه كان يتورط في مئات الأغلاط إذا تطرق الحديث إلى شئون السياسة والحرب. ويلوح أنه رغم حروبه الكثيرة لم يعهد من الجغرافية ما كان في مقدور ذلك الفهم في أيامه حتى يمده به. وكان عقله في بعض الأحيان يسموعن الآراء الضيقة التحكمية، ولكنه بقي إلى آخر أيام حياته عبداً للخرافات والأوهام، شديد الثقة بالعرافين والمنجمين الذين تزدحم بهم حاشيته. ولقد قضى الليلة السابقة لواقعة أربيلا يقوم بمراسم سحرية مع الساحر أرستندر Aristander ويقرب القربان إلى إله الخوف. وكان هذا الرجل الذي قابل الناس والوحوش بشجاعة ونشوة "يرتاع لأقل النذر الموهومة" ارتياعاً يحمله على تغيير خططه(10). وكان في مقدوره حتى يقود آلاف الرجال، ويهزم الملايين منهم، ويحكمهم، ولكنه لم يكن يستطيع السيطرة على طبعه. ولم يتفهم قط الاعتراف بما يرتكب من خطأ أوبما فيه من نقص، وكان يغتر بالثناء اغتراراً يطغى على حكمته ويفسدها. وقد عاش طول حياته في جومن الانفعال والمجد يكاد يمضى بعقله، وكان يحب الحرب حباً استحوذ على عقله فلم يهجر له ساعة ينعم فيها بسلام.

وكانت أخلاقه تحوم حول أمثال هذه التناقضات. فقد كان في قرارة نفسه عاطفياً سريع الانفعال، تستبقه عبراته، شديد التأثر بالشعر والموسيقى، وكان في أيام شبابه الأولى يعزف على القيثارة ويتأثر بأنغامها أشد التأثر. ولما عنفه فليب على هذا هجر تلك الآلة، ورفض من ذلك الوقت حتى يستمع لغير النغمات العسكرية؛ ولعله أراد بهذا حتى يتعود السيطرة على حواسه. كذلك كان يستمسك بالفضيلة من الناحية الجنسية، ولم يكن ذلك من مبدأ يدين به، بل لأن مشاغله كانت تحول بينه وبين الانحراف إلى هذه الناحية. ذلك حتى نشاطه الدائم، وسيره الطويل، وحروبه الكثيرة، وخططه المعقدة، وأعبائه الإدارية، كانت تستنفذ جميع قواه، ولا تهجر إلا القليل من شهوة الحب. وكانت له زوجات كثيرات، ولكن زقابل بهن كان تضحية منه قضت بها شئون السياسة والحكم؛ وكان شهماً ذا مروءة في معاملته للنساء، ولكنه كان يفضل عليهن صحبة قواده. واتىه رجاله ذات مرة إلى خيمته بامرأة جميلة بعد حتى مضى من الليل أكثره، فسألها "لم تأخرت إلى هذا الوقت؟" فردت عليه بقولها: "كان علي حتى أنتظر حتى أنيم زوجي". فصرفها الإسكندر وعنف خدمه ونطق لهم إنه كاد بأعمالهم حتى يصبح زانياً. وكان فيه كثير من صفات اللوطيين، وكان يحب هفستيون Hephaestion إلى حد الجنون؛ لكنه حين اتىه ثيودورس التاراسي Theodorus of Taras يعرض عليه حتى يبيعه غلامين بارعي الجمال، طرد ثيودورس من مجلسه وطلب إلى أصدقائه حتى يفحصوا له عما أظهره من سفالة وخسة نفس تحملان إنساناً ما على حتى يتقدم إليه بهذا العرض الدنيء. وكان يستمسك بصداقة الأصدقاء ويهبهم ما يهبه معظم الناس إلى المحب من اشتياق ورقة وعاطفة؛ وليس بين من نعهد من السادة، دع عنك القواد، من فاقه في صدق القول الخالي من التكلف أوفي الصداقة الوفية القوية، أوفي إخلاصه في حبه وغرضه، أوفي كرمه لمعارفه وأعدائه دع عنك أصدقائه. وفي ذلك يقول بلوتارخ "وهوينتهز أقل الظروف ليخط الخطابات لخدمة الأصدقاء". وقد كسب حب جنوده بعطفه عليهم؛ وكان يخاطر بحياتهم ولكنه لم يكن يعمل ذلك جزافاً من غير ميالاة، كأنه كان يحس بجميع جراحهم؛ وكما عفى قيصر عن بروتس وشيشرون، وكما عفى نابليون عن فوشيه Foche` وتليران Talleyrand، كذلك عفى الإسكندر عن هربالس Harpalus صاحب بيت المال الذي اختفى بما في عهدته منه ثم عاد إليه يرجوعفوه؛ وقد أدهش الشاب الفاتح الناس جميعاً بأن أعاده إلى منصبه، ويبدوأنه أصلحه بذلك العمل. وسقم الإسكندر في طرسوس عام 333 فعرض عليه طبيبه فليب شراباً مسهلاً. وفي تلك اللحظة وصلت إلى يد الملك رسالة من برمنيويقول فيها إذا دارا قد رشا فليب ليدس له السم، فما كان من الإسكندر إلا حتى عرض الرسالة على فليب، بينما كان الطبيب يقرؤها استهلك الإسكندر الدواء - ولم يصب بسوء. وقد كان اشتهاره بالنبل والكرم عوناً له في حروبه؛ فقد كان كثيرون من أعدائه يلقون بأنفسهم أسرى بين يديه، وكانت المدن تفتح أبوابها إذا اقترب منها لأنها تخشى على أنفسها من النهب. لكنه كان فيه شيء من الشراسة المولوسية، وقد شاء القدر القاسي حتى يقضي عليه ما كان ينتابه أحياناً من نوبات القسوة. مثال ذلك أنه لما استولى على غزة بعد حتى حاصرها واقتحم أسوارها واستفزته بطول مقاومتها أمر بأن تخرق قدما باتيس Batis قائدها الباسل، وأن توضع فيهما حلقات من نحاس. ثم أسكرته ذكرى أخيل، فشد القائد الفارس بعد موته إلى العربة الملكية بالحبال، وجرت به بأقصى سرعتها بالمدينة. وكان إدمانه الخمر إدماناً متزايداً ليهدئ به أعصابه مما دفعه في سنيه الأخيرة إلى كثير من أعمال القسوة العمياء التي أخذت تزداد على مر الأيام، وكانت تتلوها نوبات من الندم الصامت وتوبيخ الضمير العنيف.

وكان من صفاته صفة لها الغلبة على ما عداها ونعني بها الطموح. فقد كان وهوشاب يتبرم من فوزات فليب، حتى لقد شكا مرة إلى أصدقائه من حتى "أباه سيفرغ من جميع شيء قبل حتى نستعد نحن، ولن يهجر لي أولكم فرصة نعمل فيها شيئاً عظيماً خطيراً". وقد دفعته هذه الرغبة الشديدة في العمل العظيم إلى محاولة القيام بكل واجب واقتحام جميع خطر. ففي يوم قيرونيا مثلاً كان هوأول من هجم على "العصبة الطيبة المقدسة"؛ وفي يوم غرانيقوس أطلق العنان لما كان يسميه رغبة في ملاقاة الأخطار". وقد أصبحت هذه الرغبة هي الأخرى شهوة جامحة، فكان صوت الحرب ومنظرها يسكرانه، فينسى في ذلك واجبات القائد ويندفع إلى معمعان القتال، وكثيراً ما كان جنوده يلحون عليه حتى يرتد إلى المؤخرة لخوفهم حتى يفقدوه. على أنه لم يكن قائداً عظيماً، بل كان جندياً باسلاً أوصله جَلَده وعناده وعدم مبالاته بالعقبات التي كانت تبدومحالة التذليل إلى فوزات مؤزرة لم يسبقه أحد إلى مثلها. وكان هوالملهم لجنوده، أما قواده الذين كانوا من أقدر الرجال فالراجح أنهم هم الذين كانت تقع عليهم أعباء التنظيم والتدريب والكر والفر والفنون الحربية. وكان يقود جنوده بخياله الوضاء، وفصاحته الطبيعية غير المتكلفة، واستعداده لمقاسمتهم صعابهم وأحزانهم استعداد المخلص الوفي. ولا جدال في أنه كان إدارياً حازماً؛ وقد حكم الأملاك الواسعة التي افتتحها بقوة السلاح حكماً رفيقاً حازماً؛ وكان يفي بالعهود التي يبترها على نفسه لقواد الجند المهزومين وللمدن المغلوبة، ولم يسمح قط لموظفيه حتى يظلموا رعاياه أويستبدوا بهم، ولم يكن وهويخوض غمار القتال والهياتى مشتجرة والأرض متزلزلة يغفل قط عن هدفه الأسمى الذي لم يحل موته إنجازه: وهوضم البحر المتوسط الشرقي في وحدة ثقافية جامعة، تسيطر عليها وتسموبها حضارة بلاد اليونان الآخذة في الانتشار.


بداية حكمه

الإسكندر يصارع أسد آسيوي مع صديقه كراتروس (تفصيلة). القرن ثلاثة ق.م. فسيفساء، متحف پلا.

في عام (335 ق.م.) وكحاكم على جيش اليونان وقائد الحملة ضد الفرس وكما كان مخطط من قبل أبيه. قام بحملة ناجحة إلى نهلا دانوبا وفي عودته سحق في أسبوع واحد الذين كانوا يهددون أمنه من الإليريين (Illyrians ) مرورا بطيبة اللتين تمردتا عليه حيث قام بتحطيم جميع شيء فيها ما عدا المعابد وبيت الشاعر اليوناني پندار واستعبد السكان الناجون وكانوا حوالي 8,000. سرعة الإسكندر في القضاء على طيبة كانت بمثابة عبرة للولايات اليونانية الأخرى التي سارعت إلى اعلان رضوخها على الفور.


فترة الفتوحات

خريطة امبراطورية الإسكندر.

لما ارتقى الإسكندر العرش ألفى نفسه على رأس دولة متصدعة؛ فقد ثارت القبائل الشمالية الضاربة في تراقية وإليريا؛ وخرجت من طاعته إتوليا، وأكرنانيا، وفوسيس، وإليس، وأرجولس، وطرد الأمبراقيوتيون Ambarciotes الحامية المقدونية من بلادهم؛ وكان أرتخشتر الثالث يفخر بأنه هوالمحرض على اغتال فليب، وأن بلاد الفرس لا تخشى شيئاً من هذا الحدث المراهق الذي ورث المُلك وهوفي العشرين من العمر. ولما حتى وصلت البشائر إلى أثينة بأن فليب قد توفي زُينَ دمستين بأفخر الثياب وتوج رأسه بإكليل من الزهر، واقترح على الجمعية حتى تضع تاجاً على رأس قاتله بوسنياس تكريماً له. وفي مقدونية نفسها كانت عشرة أحزاب أوأكثر تأتمر بحياة الملك الشاب. وقابل الإسكندر هذه الصعاب كلها بهمة قعساء وعزيمة ماضية قضى بهما على المقاومة الداخلية وخطا المستوى الأولى نحومستقبله العظيم. ولما حتى ألقى القبض على زعماء المتآمرين في داخل البلاد وقتلهم اتجه بجيوشه جنوباً نحوبلاد اليونان (336ق.م.) وبلغ طيبة بعد بضعة أيام. وأسرعت بلاد اليونان فقدمت له ولاءها وبعثت إليه أثينة معتذرة عما فرط منها، وعرضت عليه تاجين، ومنحته ما تمنحه الآلهة من مراسم التكريم. فلما هدأت ثورة الإسكندر أعرب إلغاء جميع الحكومات الدكتاتورية في بلاد اليونان، وأمر حتى تعيش جميع مدينة حرة حسب قوانينها. وثبت له المجلس الأمفكتيوني جميع الحقوق التي منحها فليب، واجتمع في كورنثة مؤتمر من جميع دول اليونان ما عدا إسبارطة وأعربه قائداً عاماً لجميع اليونان، ووعد حتى يعينه بالمال والرجال في حروبه الآسيوية المرتقبة. ثم عاد الإسكندر إلى بلا، ونظم شئون العاصمة، واتجه بعدئذ نحوالشمال ليقلم أظفار الفتنة التي أوقدت نارها القبائل المتبربرة (335). وزحف على رأس جنوده بسرعة نابليونية حتى وصل إلى موضع مدينة بخارست الحالية، وحمل فهمه على ضفة الدانوب الشمالية. ثم ترامى إليه حتى أهل إلريا يزحفون على مقدونية فاجتاز مائتي ميل في قلب بلاد الصرب وفاجأ مؤخرة الغزاة، وهزمهم، ورد فلولهم إلى جبالهم.

خريطة القتال لمعركة خيرونيا

لكن إشاعة راجت وقتئذ في أثينة بأن الإسكندر قد اغتال وهويحارب عند نهر الدانوب. فأخذ دمستين يدعوإلى حرب لنيل الاستقلال، ولم ير حرجاً في حتى يقبل مبالغ طائلة من الفرس يستعين بها على تطبيق خططه. واستجابت طيبة إلى تحريضه فخرجت من طاعة الإسكندر، وقتلت الموظفين المقدونيين الذين هجرهم فيها الملك الشاب، وحاصرت الحامية المقدونية المعسكرة في حصن الكدميا. وأوفدت أثينة المدد إلى طيبة، ودعت بلاد اليونان والفرس إلى التحالف على مقدونية. وثارت ثائرة الإسكندر لهذا العمل الذي لم يكن الدافع إليه في نظره رغبة اليونان في الاستقلال، بل كان غدراً منها وكفراً بفضله عليها؛ فزحف بجنوده المتعبين نحوالجنوب وهاجم بلاد اليونان مرة أخرى. ووصل إلى طيبة بعد ثلاثة عشر يوماً، وشتت ضم جيش سيرته ليصد زحفه؛ ثم هجر مصير هذه المدينة المجردة من وسائل الدفاع إلى أعدائها الأقدمين - بلاتيه، وأركمنوس وثسبيا، وفوسيس؛ فقررت هذه المدن حتى تُحرق طيبة عن آخرها وأن يباع أهلها أرقاء. وأراد الإسكندر حتى يلقي درساً على غيرها من المدن فأمضى هذا القرار، ولكنه اشترط ألا يمس الجنود الظافرون بيت بندار بسوء، وأن يبقوا على قيد الحياة الكهنة والكاهنات وجميع الطيبين الذين يثبتون أنهم قاوموا الثورة. وقد ندم فيما بعد على هذا الانتقام العنيف وعده سبة له "ولم يكن يتردد في حتى يعطي أي طيبي ما يطلبه إليه". وقد كفّر عن بعض ذنبه بمعاملته اللينة لأثينة، فقد عفا عن نكثها ما بترته على نفسها من عهود في السنة السابقة، ولم يتشدد في طلبه تسليم دمستين وغيره من الزعماء الذين قاوموا المقدونيين، وظل إلى آخر حياته يظهر لهم دلائل الاحترام والحب، فوهب الأكربوليس كثيراً من الغنائم التي ظفر بها في فوزاته الآسيوية، ورد إلى أثينة تمثالي قاتلي الطغاة اللذين نهبهما خشيارشاي، ونطق عقب حملة حربية مجهدة: "أيها الأثينيون، هل تفهمون أي أخطار أعرض نفسي لها لأكون خليقاً بحمدكم".


الإمبراطورية المقدونية في 336 ق.م.

وبعد حتى أعربت جميع الدول اليونانية ما عدا إسبارطة عن ولائها للإسكندر عاد إلى مقدونية وأخذ يستعد لغزوآسية. وقد عثر حتى خزائن الدولة تكاد حتى تكون خاوية، بل عثر أنها مثقلة من عهد فليب بعجز يبلغ مقداره خمسمائة وزنة (نحو000ر000ر3 ريال أمريكي)، فاقترض ثمانمائة وشرع يتغلب على ديونه قبل حتى يتغلب على العالم. وكان قد عقد النية على محاربة بلاد الفرس بوصفه بطل هلاس وناصرها، ولكنه عهد حتى نصف بلاد اليونان كان يرجوحتى يلاقي حتفه. ونقل إليه عيونه حتى في مقدور الفرس حتى يحشدوا لقتاله ألف ألف رجل؛ أما هوفلم تزد قوته التي سيرها لقتالهم على ثلاثين ألف من المشاة، وخمسة آلاف من الفرسان. بيد حتى هذا الأخيل الجديد لم يعبأ بهذا الفرق الهائل، وهجر اثني عشر ألف جندي بقيادة أنتباتر Antipater لحراسة مقدونية ومراقبة بلاد اليونان، وبدأ عام 334 أجرأ وأعجب مغامرة روائية في تاريخ الملوك. وعاش بعد ذلك إحدى عشرة سنة ولكنه لم ير من ذلك اليوم بلاده أوأوربا. وبينما كان جيشه يعبر الهلسبنت من لسبوس إلى أبيدوس اختار هوحتى ينزل إلى البر عند رأس سجيوم Sigeum ويسير في الطريق الذي كان يعتقد حتى أجممنون سار فيه إلى طروادة. وكان في جميع خطوة يذكر لرفاقه فقرات من الإلياذة، فقد كان يحفظها كلها تقريباً عن ظهر قلب. ولما اتى إلى قبر أخيل المزعوم صب عليه الزيت تكريماً له ووضع عليه تاجاً من الزهر، وسعى عارياً حوله كما كان يعمل الأقدمون، وصاح قائلاً: "ما أسعد أخيل إذ كان له في حياته هذا الصديق الوفي، وبعد مماته ذلك الشاعر العظيم ليمجده ويخلّد ذكره". وأقسم في تلك الساعة حتى يواصل ذلك الكفاح الطويل بين أوربا وآسية الذي بدأ عند طروادة حتى نهايته المظفرة.

صورة تجسد للأسكندر في أحد الحروب

وليس من غرضنا في هذا الكتاب حتى نعيد ذكر فوزاته. وحسبنا حتى نقول التقى بأول جيش فارسي عند نهر غرانيقوس وهزمه. وفي هذه الواقعة أنقذ كليتس Cleitus حياة الإسكندر بأن بتر يد جندي فارسي أوشك حتى يضرب الإسكندر من خلفه. وليس من دأبنا حتى نعمل ما يعمله بعض المؤرخين الخياليين فنفترض الفروض ونبني التاريخ على أمثال هذه الحوادث العارضة أونتخذها أساساً لهذه الفروض. وبعد حتى أراح رجاله بعض الوقت واصل السير إلى أيونيا، وأنشأ في المدن اليونانية حكومات ديمقراطية تحت حمايته. وقد فتحت له معظم المدن أبوابها من غير مقاومة. والتقى عند إسوس بجيش الفرس الرئيسي، وكان يبلغ 000ر600 مقاتل يقودهم دارا الثالث. وكسب المعركة مرة أخرى باستخدام فرسانه للهجوم ومشاته للدفاع. وفر دارا من الميدان وهجر وراءه أمواله وأسرته، وشكر له الإسكندر هديته الأولى وعامل الهدية الثانية معاملة الرجل الشهم الكريم. وبعد حتى استولى على دمشق وصيدا من غير قتال حاصر صور، وكان بها أسطول فينيقي قوي أستأجره الفرس لخدمتهم في القتال. وقاومته المدينة القديمة مقاومة طويلة غضب لها الإسكندر أشد الغضب؛ ولما حتى استولى عليها آخر الأمر ركب رأسه فهجر رجاله يذبحون ثمانية آلاف من أهلها، ويبيعون منهم ثمانين ألفاً بيع الرقيق. واستسلمت له أورشليم بلا مقاومة فأحسن معاملتها، وحاربته غزة حتى قُتل جميع رجل في المدينة وسُبيت جميع امرأة. وواصل المقدونيون زحفهم المظفر مخترقين صحراء سيناء إلى مصر، وفيها كان الإسكندر حكيماً، فعظم آلهتها ورحب به أهلها، ورأوا فيه منقذاً أوفدته الآلهة ليحررهم من نير الفرس. وعهد الإسكندر حتى الدين أقوى من السياسة فاخترق صحراء أخرى إلى واحة سيوة، وقدم الطاعة إلى الإله آمون - وهوأبوه نفسه إذا جاز لنا حتى نصدق ألمبياس. وتوجَّه القساوسة المرنون فرعوناً، وأقاموا له الطقوس القديمة، ومهدوا بعملهم هذا الطريق لأسرة البطالمة. فلما تم له ذلك عاد إلى وادي النيل وبدا له حتى يقيم عاصمة جديدة، أولعله وافق على إقامتها، عند أحد مصاب نهر النيل الكثيرة؛ وربما كان اليونان المقيمون في نقراطس (نقراش) القريبة من هذا المكان قد أشاروا عليه بإنشائها لأنها بمسقطها هذا تكون مستونادىً أحسن من نقراطس للتجارة اليونانية الكبيرة التي كان يرجى حتى تتبادل بين مصر وبلاد اليونان. وخطط الإسكندر محيط أسوار الإسكندرية وحدود شوارعها الرئيسية، ومواضع الهياكل التي اعتزم حتى يقيمها لآلهة المصريين واليونان، ثم هجر ما عدا هذا من التفاصيل لمهندسه دنقراطيس.

خريطة امبراطورية الإسكندر والمسارات التي سلكها

ثم عاد بجيشه إلى آسية والتقى عند جوكميلا قرب أربيلا بجيش دارا المؤلف من خليط من الأمم، وارتاع لكثرة عدده، وكان يعهد حتى هزيمة واحدة كفيلة بأن تمضى بجميع ما سبقها من فوزات. لكن جنوده هدّأوا روعه ونطقوا له: "طب نفساً أيها السيد المعظم، ولا ترهبك كثرة عدد الأعداء، أوأيديهم أوآذانهم أوفقأوا عيونهم. وأبصرهم الإسكندر فبكى من فرط التأثر وأبترهم أرضاً زراعية وخصهم بأتباع يغرسونها لهم.

ولم يكتف الإسكندر بما نال من مجد فحاول حتى يعمل ما عجز عن عمله قورش - وهوإخضاع القبائل التي كانت تحوم حول تخوم بلاد الفرس من الشرق، ولعله كان يأمل لقلة معلوماته الجغرافية حتى يجدوا وراء الشرق الغامض المجهول ذلك الأقيانوس الذي يصلح لأنقد يكون حداً طبيعياً للدولة العظيمة التي أقامها بسيفه. ولما ولج سجديانا مر بقرية يسكنها أبناء البرنشيدي Branchidae الذين أسلموا لخشيارشاي قرب ميليطس كنوز هيكلهم. وتملكته فكرة الانتقام للإله الذي انتهب ماله، فأمر بأن يُقتل جميع أهلها بما فيهم النساء والأطفال - فاقتص بهذا العمل من الآباء بعقاب الجيل الخامس من الأبناء. وكانت حروبه في سجديانا، وأريانا، وبكتريانا، وحشية لم يجن منها نفعاً، فقد نال فيها النصر، وعثر في أعقابها على بعض المضى، وهجر من ورائه أعداء في جميع مكان. وقبض رجاله قرب بخارى على بسوس Bessus قاتل دارا. وأقام الإسكندر نفسه فاتىه مطالباً بدم الملك العظيم، فضُرب بسوس بأمره بالسياط حتى كاد يقضي عليه، وجدع أنفه وصلمت أذناه، ثم أوفد إلى إكباتانا حيث قٌتل بأن ربط ذراعاه في إحدى الأشجار وساقاه في شجرة أخرى، وكانت الشجرتان قد ضمتا بالحبال، فلما بترت حبالهما مزقت الشجرتان جسمه(27). إلى غير ذلك الإسكندر حدثا بعد عن بلاد اليونان قلت فيه صفات اليونان وزادت نزعته الهمجية. ونراه في عام 327 يخترق جبال الهملايا لينقض على الهند. وكأن غروره وتشوفه كانا يأتمران به ليقوداه إلى هذا الصقع النائي.

فسيفساء الإسكندر، تبين معركة إسوس، من House of the Faun، پومپيي
حملات ومحطات غزوالإسكندر لشبه القارة الهندية.


في سنة 327 ق.م، عبر اسكندر الأكبر جبال هندوكوش آتياً في طريقه من فارس، وهبط على بلاد الهند؛ ولبث عاماً يجول بحملته بين دول الشمال الغربي من الهند، التي كانت جزءاً من أغنى أجزاء الإمبراطورية الفارسية وأخذ يجمع منها المؤن لجنوده والمضى لخزائنه؛ وعبر نهر السند في الجزء الأول من سنة 326 ق.م. وشق طريقه بالقتال بطيئاً، متخللا "تاكْسِلا" و"روالبندي" متجهاً نحوالجنوب والشرق، والتقى بجيش الملك بورس حيث هزم من جيش المشاة ثلاثين ألفاً، ومن الفرسان أربعة آلاف، ومن العربات الحربية ثلاثمائة، ومن الفيلة مائتين، وقتل اثني عشر ألف رجل، فلما حتى أسلم "بورس" بعد حتى قاتل حتى استنفذ جهده، أمره الإسكندر حتى يقول على أي نحويريده حتى يعامله، ذلك لأنه أحب بشجاعته وقوامه وجمال قسماته؛ فأجابه "بورس": "عاملني يا اسكندر معاملة تليق بالملوك" فنطق الإسكندر: "سأعاملك معاملة الملوك بالنسبة إلى نفسي، وأما بالنسبة إليك أنت، فمر بما تريد" ، لكن "بورس" أجاب بأن جميع شئ يريده متضمن فيما طلب أولاً؛ وأعجب الإسكندر بهذا الجواب إعجاباً شديداً، ونصب "بورس" ملكاً على الهند المفتوحة كلها، باعتباره تابعاً خاضعاً لمقدونيا، ولقد وجده بعدئذ حليفاً نشيطاً أميناً(1)؛ وأراد الإسكندر حتى يتقدم بجيوشه حتى يبلغ البحر من ناحية الشرق، لكن جنوده احتجوا على ما أراد؛ وكثر في ذلك بينهم القول وازداد التجهم، فخضع الإسكندر لمشيئتهم وقادهم- خلال قبائل معادية له إشفاقا على أوطانهم من اعتدائه، مما اضطر جنود الإسكندر حتى يحاربوا في سيرهم عند جميع قدم من الطريق، أوكادوا- قادهم حذاء "هِداسب" وإلى جوار الساحل؛ حتى اخترق بهم "جدروسيا" إلى بلوخستان؛ فلما وصل "سوزا" بعد عشرين شهراً من عودته بعد فتوحه لم يعد جيشه أكثر من فلول منهوكة من الجيش الذي كان قد ولج به الهند قبل ذلك بثلاثة أعوام.

وكان هوأول من تسلق أسوار ماليا Mallia؛ وبعد حتى قفز هوواثنان من جنده إلى داخل المدينة، تحطم السلم الذي صعدوا عليه، ووجد هووزميلاه أنفسهم يحيط بهم الأعداء من جميع جانب. وحارب الإسكندر حتى سقط على الأرض مثخناً بالجراح، وكان جنوده في هذه الأثناء قد اقتحموا أسوار المدينة، وأخذوا واحداً بعد واحد يضحون بحياتهم دفاعاً عن مليكهم الملقى على الأرض. فلما انتهت المعركة، حُمل الإسكندر إلى خيمته، والجند يقبلون ثيابه وهومار بهم. وبعد حتى قضى ثلاثة أشهر في دور النقاهة بدأ الزحف من حديث بمحاذاة نهر السند حتى وصل آخر الأمر إلى المحيط الهندي. ومن هنا أوفد قسماً من جيوشه بطريق البحر إلى بلاده بقيادة نيارخوس Nearchus، واستطاع هذا القائد الماهر حتى يقوم بهذه الرحلة بعد حتى اخترق بحاراً لا عهد له بها. وقاد الإسكندر بنفسه بقية الجيش متجهاً به نحوالشمال الغربي بمحاذاة ساحل الهند، ومخترقاً صحراء جدروسيا Gedrosia (بلوخستان)؛ وقاسى جنوده فيها ما قاسته جنود نابليون في أثناء ارتدادهم من موسكو، فقد آلاف منهم من شدة الحر، وهلك من العطش أكثر من هؤلاء؛ ثم وجدوا قليلاً من الماء، وجيء به إلى الإسكندر، فصبه متعمداً على الأرض(28). ووصلت فلول جيشه إلى السوس بعد حتى اغتال منهم عشرة آلاف، واختلت موازين عقل الإسكندر نفسه من كثرة ما لاقاه من الأهوال.


وفاته

مفكرة فلكية (ح. 323–322 ق.م.) تسجل وفاة (المتحف البريطاني، لندن)
تفصيلة للإسكندر في تابوت الإسكندر
تمثال نصفي لسلوقس الأول نيكاتور، الذي خلف الإسكندر على فتوحاته الشرقية

وكان قد قضى حتى ذلك الوقت تسع سنين في آسية، أحدث فيها من التأثير بفوزه أقل مما أحدثته هي بأساليبها الشرقية. ذلك حتى أرسطوقد فهمه حتى يعامل اليونان معاملة الأحرار وأن يعامل "البرابرة" معاملة العبيد. ولكنه دهش إذ عثر بين أشراف الفرس مستوى من الرقة وحسن الخلق لم يره كثيراً في الديمقراطيات اليونانية المضطربة؛ وأعجب بالكيفية التي نظم بها الملوك العظام إمبراطوريتهم، وارتاب في مقدرة المقدونيين الغلاظ على حتى يحلوا محل حكام هذه الإمبراطورية، وأدرك حتى السبيل الوحيدة إلى تثبيت فتوحه واستقرارها بعض الاستقرار هي حتى يسترضي أشراف الفرس حتى يقبلوا زعامته، فإذا عملوا استخدمهم في المناصب الإدارية. وزاد سروره برعاياه الجدد يوماً بعد يوم، فتخلى عن فكرته القديمة وهي حتى يحكمهم بوصفه ملكاً مقدونياً، وخال نفسه إمبراطوراً يونانياً - فارسياً يحكم دولةقد يكون فيها الفرس واليونان أكفاء، وتمتزج ثقافتهم ودماؤهم امتزاجاً سلمياً، فينتهي النزاع الطويل بين أوربا وآسية بذلك الاقتران السعيد بين حضارتيهما.

وكان آلاف من جنوده قد تزوجوا من نساء البلاد المفتوحة، وأخذوا يعاشرونهن؛ فلم لا يعمل هوأيضاً عملهم،يا ترى؟ فيتزوج بابنة دارا ويسوي النزاع بين الأمتين بأن يلد لهما ملكاً يجري في عروقه دم الأسرتين. لقد تزوج قبل ذلك الوقت ركسانا الأميرة البكترية، ولكنه لم يكن يرى حتى هذه عقبة تقف في طريقه، وعرض الفكرة على ضباطه وأشار عليهم حتى يتخذوا لهم أزواجاً فارسيات. وتبسموا ضاحكين من فكرة توحيد الأمتين، ولكنهم كانوا قد قضوا زمناً طويلاً بعيدين عن ديارهم، وكانت نساء الفرس ذوات جمال بارع. ومن ثم أقيم عرس عظيم في السوس (324) تزوج فيه الإسكندر استاتيرا Statira ابنة دارا الثالث، وبريساتس Parysatis ابنة أرتخشتر الثالث، وبهذا ربط نفسه بفرعي الأسرة المالكة الفارسية، واتخذ ثمانون من ضباطه لهم زوجات فارسيات. وحذا حذوهم بعد زمن يسير آلاف من الجنود فتزوجوا من فارسيات. ووهب الإسكندر جميع ضابط من ضباطه بائنة قيمة وأدى ما على الجنود الذين تزوجوا من ديون - وقد بلغت هذه الهبات (إذا جاز لنا حتى نأخذ بأقوال أريان Arrian) عشرين ألف وزنة (000ر000ر120ريال أمريكي(29)). وأراد حتى يزيد هذا الاتحاد بين الشعبين قوة، ففتح أراضي الجزيرة وفارس للمستعمرين اليونان؛ وخفف بهذا العمل ضغط السكان في بعض الدول اليونانية وقلل من حدة الطبقات. ومن ذلك الوقت بدأت تقوم تلك المدن المتأغرقة الآسيوية التي صارت فيما بعد جزءاً هاماً من الإمبراطورية السلوقية Seleucid Empire وجمع في الوقت نفسه ثلاثين ألفاً من شباب الفرس وفهمهم على الطريقة اليونانية ودربهم على فنون الحرب اليونانية.

ولعل زوجاته كن من مسببات ميله إلى الأساليب الشرقية، أولعل هذا الميل كان خطأ سقط فيه لشدة تواضعه، أولعله كان جزءاً من خطة موضوعة. وفي ذلك يقول بلوتارخ: "فلما كان في فارس بدأ يلبس الثياب "البربرية" (أي الأجنبية) ولعله أراد بذلك حتى ييسر تحضير الفرس لأن أكبر ما يؤثر في الناس هواتباع عاداتهم...بيد أنه لم يتبع عادات الميديين...بل اختط خطة وسطاً بين الأساليب الفارسية والمقدونية، وكيف عاداته بحيث خلت من التفاخر الذي هومن مميزات الأولين، ولكنها كانت أكثر أبهة وفخامة من الآخرين".

وكان جنوده يرون هذا التغيير استسلاماً من الإسكندر للشرق، ويحسون أنهم بذلك قد خسروه، وفقدوا ما كانوا يرونه من أدلة العناية والعطف التي كان يضفيها عليهم في جميع حين. وأظهر له الفرس فروض الطاعة والولاء، وأرضوه بضروب الملق والدهان؛ وشرع المقدونيون، بعد حتى رقق الترف الشرقي طباعهم يظهرون استياءهم من الواجبات الثقيلة التي كان يفرضها عليهم، ونسوا إحسانه لهم، وأخذوا يتهامسون بالفرار من الجيش، بل إنهم شرعوا يأتمرون به ليقتلوه. وبدأ هويفضل صحبة عظماء الفرس على صحبة اليونان. وكان أكبر شاهد على ارتداده عن دينه أوعلى حسن سياسته هوجهره بألوهيته؛ وذلك أنه بعث في عام 324 إلى جميع الدول اليونانية ما عدا مقدونية (لأن ما في الرسالة التي بعث بها من إهانة لفليب قد يثير غضب أهلها) يبلغها أنه يرغب في حتى يعترف به من ذلك الوقت ابناً لزيوس - أمون. وصُدعت معظم الدول بما أمرت، ولم ترَ في الأمر أكثر من لقب صوري، بل إذا الإسبارطيين المعاندين أنفسهم لم يخرجوا على الأمر ونطقوا في أنفسهم: "فليكن الإسكندر إلهاً إذا شاء".

ولم يكن تأليه إنسان ما، بمعنى لفظ الألوهية عند اليونان، ليحمل من شأنه كثيراً؛ ذلك حتى الهوة التي تفصل بين الإنسانية والألوهية لم تكن وقتئذ واسعة كما أضحت في الأديان الحديثة. ولقد جمع كثيرون من اليونان بين الصفتين، ومن هؤلاء هبوداميا، وأوديب، وأخيل، وإجينيا، وهلن. كذلك كان المصريون يحسبون فراعنتهم آلهة؛ ولوحتى الإسكندر غفل عن حتى يضع نفسه في هذا الموضع لكان من المحتمل حتى يغضب المصريون لخروجه هذا الخروج العنيف عن السوابق المقررة عندهم. ولقد أكد كهنة سيوة، وديديما Didyma، وبابل، وهم الذين يعتقد الناس فيهم حتى لديهم مصادر خاصة يستقون منها أمثال هذه الأنباء، أنه من نسل الآلهة. أما حتى الإسكندر قد افترض بحق (كما يظن جروت(31)) أنه إله بأكثر من المعنى المجازي لهذا اللفظ فأمر بعيد الاحتمال. نعم إنه بعد حتى أله نفسه أصبح سريع الغضب متغطرساً، وإن سرعة غضبه وغطرسته أخذتا تزدادان على مر الأيام. ولسنا ننكر أيضاً أنه جلس على عرش من المضى، وارتدى ثياب كهنوتية، وزين رأسه في بعض الأحيان بقرني أمون(32). ولكنه حين لم يكن يظهر ألوهيته لأغراضه الدنيوية كان يسخر من هذه العظمة التي يدعيها لنفسه؛ ولما حتى جرحه سهم نطق لبعض أصدقائه: "هاأنتم هؤلاء ترون حتى هذا دم لا غذيذة كالتي تسيل من جراح الآلهة المخلدين"(33). وما من شك في أنه لم يكن يحمل سيرة والدته عن الصاعقة محمل الجد، ذلك واضح من غضبه الشديد على أتلس حين نطق ما نطق عن مولده، ومن قوله هوعن حاجته إلى النوم الذي يميز البشر عن الآلهة. وحتى أولمبياس نفسها قد ضحكت ساخرة حين سمعت حتى الإسكندر قد سجل قصتها الخرافية في السجلات الرسمية، وسألت قائلة: "ألم يأن للإسكندر حتى يمتنع عن التشنيع عليّ عند هيرا"(34)،يا ترى؟ ولقد ظل الإسكندر نفسه بالرغم من ربوبيته يقرب القرابين إلى الآلهة، وهوعمل لم نسمع قط بأن إلهاً قد أتى به. ولم يكن بلوتارخ وأريان وهما الرجلان اللذان يستطيعان حتى يحكما في هذه المسألة لأنهما يونانيان، يشكان في حتى الإسكندر قد أله نفسه ليتخذ ذلك التأليه وسيلة تيسر له حكم سكان إمبراطوريته المختلفي الأجناس والذين يؤمنون بالخرافات(35). ولا ريب في أنه كان يحس حتى مهمة توحيد العالمين المتعاديين تُيَسَّر له إذا قبلت الطبقات العليا من أهلهما دعوى ربوبيته وعظمته الطبقات الدنيا وقدسته. ولعله قد فكر في حتى يتغلب على ما تثيره الأديان المتنوعة في الإمبراطورية من نزعة انفصالية بأن ينشر فيها حول شخصيته أسطورة مقدسة وديناً عاماً تؤمن به جميع شعوب هذه الإمبراطورية. ولم يكن في مقدور المقدونيين حتى يسبروا غور خطط الإسكندر السياسية. ذلك أنهم وإن تأثروا بالروح اليونانية إلى الحد الذي تحررت به عقولهم من الاسترقاق الفكري، لم يرقوا إلى درجة التسامح الفلسفي؛ ورأوا حتى ما طلبه إليهم من السجود له حين يقتربون منه لا يرضونها لأنفسهم. ومن أجل ذلك دبر فيلوتاس Philotas ، وهوضابط من أشجع ضباطه ابن قائد من أكفأ قواده وأحبهم إليه، بالاشتراك مع القائد برمنيوParmenio مؤامرة لقتل الإله الجديد. ووصلت أنباء المؤامرة إلى مسامع الإسكندر، فأمر بالقبض على فيلوتاس وانتزع منه بضروب التعذيب اعترافاً باشتراك أبيه مع المتآمرين. وأرغم على حتى يكرر هذا الاعتراف أمام الجند، فرجموه من فورهم بالحجارة حتى مات، وكانت هذه عادتهم في مثل هذه الحالة. أما برمنيوفقد أعدم بأمر الملك لأنه مجرم في أغلب الظن، وأنه على جميع حال عدولا يؤمن جانبه. وتوترت العلاقات بين الإسكندر وجيشه من ذلك الحين - فأخذ الجنود يزدادون غضباً واستياء، وأخذ الملك يزداد في جميع يوم ريبة وقسوة وعزلة.

وحمله تساميه، وعزلته، وكثرة مشاغله المطردة الزيادة، على حتى يحاول إغراق همومه في الشراب. وقد وقع في مأدبة أقيمت في سمرقند حتى استهلك كليتس الذي أنقذ حياة الإسكندر في يوم غرانيقوس حتى فقد وعيه، فنطق للإسكندر: إذا ما نال من النصر يرجع الفضل فيه إلى جنوده لا إليه، وإن أعمال فليب أعظم من أعماله. وكان الإسكندر هوالآخر ثملاً فقام ليضربه، ولكن بطليموس لاجوس ptolemy Lagus (الذي أصبح بعد قليل والياًعلى مصر) أخرج كليتس من مكان المأدبة. بيد حتى كليتس كان يريد حتى يقول أكثر مما نطق، فعاد ليواصل طعنه. فرماه الإسكند بحربة أردته قتيلاً. وندم الإسكندر بعدئذ على عمله هذا ندماً حمله على حتى يعتزل الناس ثلاثة أيام كاملة، امتنع فيها عن الطعام، وانتابته نوبات هستيرية، حاول فيها حتى ينتحر. ولم يمض بعد ذلك ألا قليل من الوقت حتى قام هرمولوس Hermolaus ، وهوخادم من خدم الإسكندر عاقبه في يوم من الأيام عقاباً ظالماً، بتدبير مؤامرة أخرى لقتله. وقبض على الغلام وعُذب حتى أتى باعتراف اتهم فيه كلستانس Callisthenes ابن أخي أرسطو. وكان كلستانس هذا يرافق الحملة بوصفه مؤرخاً رسمياً لها، وكان قد أغضب الملك لأنه أبى حتى يسجد له، وأخذ ينتقد أساليبه الشرقية، ويتباهى بأن الخلف لن يعهد الإسكندر إلا عن طريق كلستانس المؤرخ. وأمر به الإسكندر فسجن حتى توفي بعد سبعة أشهر من ذلك الوقت . وقضت هذه الحادثة على ما كان بين الإسكندر وأرسطومن صداقة، وكان الفيلسوف قد ظل عدة سنين يعرض حياته لأشد الأخطار بدفاعه عن قضية الإسكندر في أثينة.

وظل سخط الجيش يزداد حتى أوشك حتىقد يكون في آخر الأمر تمرداً علنياً. ولما أعرب الملك في يوم من الأيام أنه يريد حتى يرجع إلى مقدونية أكبر الجنود سناً بعد حتى يمنح كلاً منهم جائزة سنية نظير خدمته ، هاله حتى يسمع الجند يتهامسون بأنهم يحبون حتى يفصلهم جميعاً من سلك الجندية، لأنه وهوإله لا حاجة له بالناس ليحققوا أغراضه. فلم يكن منه إلا حتى أمر بقتل زعماء الفتنة، ثم ألقى على الجنود خطبة مؤثرة(39) (ولكنها في أغلب الظن مشكوك في صحتها) ذكر فيها جميع ما عملوه من أجله، وكل ما عمله هومن أجلهم، وسألهم هل فيهم مَن يستطيع حتى يظهر في جسده من الجروح أكثر مما فيه هو،يا ترى؟ وهل فيهم رجل مثله في جسمه أثر من جميع سلاح من أسلحة القتال،يا ترى؟ ثم أذن لهم جميعاً في آخرها حتى يعودوا إلى ديارهم ونطق لهم: " عودوا إلى أوطانكم وقولوا للناس إنكم تخليتم عن مليككم، وهجرتموه في حماية الأجانب المغلوبين". ثم آوى إلى حجرته وأبى حتى يقابل أحداً من الناس. فندم جنوده أشد الندم، وأقبلوا على قصره، وألقوا بأنفسهم على الأرض أمامه، وأعربوا أنهم لن يغادروا أماكنهم حتى يعفوعنهم ويعيدهم إلى جيشه. ولما حتى ظهر أمامهم في آخر الأمر، أجهشوا بالبكاء وأصروا على حتى يقبلوه، فلما رضي عنهم عادوا إلى معسكرهم ينشدون أناشيد الحمد والثناء.

واغتر الإسكندر بمظاهر الحب هذه، فأخذ يحلم بمواصلة الحروب والفوزات، ووضع الخطط لفتح بلاد العرب الغامضة، وأوفد بعثة لارتياد أنطقيم بحر قزوين، وفكر في الاستيلاء على أوربا حتى أعمدة هرقل. غير حتى تعرضه للأجواء المتنوعة وإدمانه الشرب كانا قد أضعفا بنيته القوية، كما حتى مؤامرات ضباطه وتمرد جنوده كانا قد أوهنا قوته النفسية. وبينما كان الجيش في إكبتانا سقم هفستيون Hephaestion أعز أصدقائه وقضى نحبه. وكان الإسكندر يحبه حباً بلغ من شدته أنه حين دخلت زوجة دارا خيمة الملك الفاتح وانحنت أولاً لهفستيون احترماً له لظنها أنه هوالإسكندر، نطق لها الملك الشاب في رقة ولطف: "إن هفستيون هوأيضاً إسكندر"(40) وكأنما أراد بقوله هذا أنه هووهفستيون رجل واحد. وكثيراً ما كان الرجلان يشهجران في خيمة واحدة، وكانا في الحرب يقاتلان جنباً إلى جنب. وأحس الملك بعد موته حتى نصفه قد انتزع منه، فأحزنه ذلك وفت في عضده، وقضى عدة ساعات ملقى على جثة صديقه يبكي وينتحب؛ واقتلع شعره من فرط الحزن، وأبى حتى يتناول شيئاً من الطعام عدة أيام متوالية، وحكم بالإعدام على الطبيب الذي هجر الشاب المريض ليشهد الألعاب العامة، وأمر حتى تكرم ذكرى هفستيون بإقامة محرقة جنائزية ضخمة بلغت نفقاتها كما يقولون عشرة آلاف وزنة (000ر000ر60 ريال أمريكي) وبعث يسأل مهبط الوحي من أمون هل يجوز حتى يُتخذ هفستيون إلهاً يُعبد،يا ترى؟ وأمر في الوقائع الحربية التي دارت بعدئذ حتى تقتل قبيلة على بكرة أبيها قرباناً لروح هفستيون. وكانت الفكرة التي تراوده وهي حتى أخيل لم يعش طويلاً بعد موت بهجرلس تقض مضجعه كأنها حكم عليه بالإعدام.

ولما عاد إلى بابل زاد انغماسه في الشراب شيئاً فشيئاً. وبينما كان يشرب مع ضباطه ذات ليلة إذ عرض عليهم حتى يتباروا في استهلك الخمر. فتجرع برامكس نحوثلاثة جالونات وفاز بالجائزة وهي وزنة من المضى، ومات بعد ثلاثة أيام. وأقيمت مأدبة أخرى بعد أيام قلائل استهلك فيها الإسكندر خابية تحتوي نحوجالون ونصف من الخمر، وعاد في الليلة التالية إلى الشراب، ثم اشتد البرد فجأة فأصيب بالحمى وآوى إلى فراشه. ولم تفارقه الحمى عشرة أيام كاملة ظل في أثنائها يصدر الأوامر إلى جيشه وأسطوله. ثم توفي في اليوم الحادي عشر في السنة الثالثة والثلاثين من عمره (323). ولما سأله قواده لمن يهجر ملكه أجابهم بقوله: "إلى أعظمكم قوة"(41).

وقد عجز الإسكندر كما عجز أكثر العظماء عن حتى يجد رجلاً جديراً بأن يخلفه على عرشه، وكان قد قضى نحبه قبل حتى يتم عمله. على حتى هذا العمل رغم هذا لم يكن جليلاً فحسب بل كان فوق ذلك أبقى على الدهر مما يظنه الناس عادة. فكأن الضرورات التاريخية قد اختارت الإسكندر لتغيير الأوضاع السياسية القائمة في ذلك الوقت، فقد قضى على عهد دول المدن، وأنشأ بعد التضحية بقسط غير قليل من حرية هذه المدائن نظاماً أوسع رقعة وأعظم استقراراً من أي نظام عهدته أوربا قبل عهده. وقد ظلت الفكرة التي قامت بذهنه عن الحكم، الحكم الاستبدادي الذي يستعين بالدين لفرض السلم على أمم مختلفة الأجناس والألوان، نقول ظلت هذه الفكرة هي المسيطرة على أوربا حتى العصر الحديث عصر القومية والديمقراطية. وقد حطم الحواجز القائمة بين اليونان و"البرابرة" ومهد السبيل لعالمية العصر الهلنستي؛ وفتح آسية الدنيا للاستعمار اليوناني، وأنشأ في بلاد الشرق مستعمرات يونانية وصلت في هذا الاتجاه إلى بكتريا، وجمع عالم البحر الأبيض المتوسط الشرقي في نظام تجاري موحد واسع النطاق شجع التجارة وأطلقها من قيودها؛ ونقل الآداب والفلسفة والفنون اليونانية إلى آسية، ومات قبل حتى يدرك أنه مهد السبيل لذلك الفوز الديني العظيم الذي ظفر فيه الشرق بالغرب. ولقد كان ارتداؤه الملابس الشرقية وتحوله إلى الأساليب الشرقية بداية انتقام آسية من أوربا.

ولقد كان من الخير للإسكندر حتى يموت وهوفي عنفوان مجده؛ ولوأنه طال به العمر لتكشف له أنه كان مخدوعاً في كثير من الأمور، ولعله لوعاش لأقضت مضجعه الهزائم والآلام ولأحب السياسة - وكان قد بدأ يحبها - أكثر مما يحب الحرب. لكنه أجهد نفسه فوق طاقته، وأكبر الظن حتى ما كان يتطلبه حفظ دولته العظيمة قوية موحدة، ومراقبة أجزائها المتنوعة بأجمعها، قد بدأ يحدث الاضطراب في عقله المشرق النير. ذلك حتى الجد ليس إلا نصف العبقرية، أما نصفها الآخر فهوالسيطرة على أعنة هذا الجد وتملك ناصيته؛ ولكن الإسكندر كان كله جداً ونشاطاً. وكان يعوزه - وإن لم يكن من حقنا حتى نتطلب منه - نضج قيصر الهادئ أوحكمة أغسطس ودهاؤه. ونحن نعجب بنابليون لأنه لاقى بمفرده نصف العالم، ولأنه يشجعنا على حتى نؤمن بما في نفوس الأفراد من قوة كامنة لا يكاد الإنسان يؤمن بوجودها فيها. ونحن نشعر بعطف طبيعي عليه رغم إيمانه بالخرافات والأوهام وتصديقه ما لا يصح لمثله حتى يصدقه، وذلك لأننا نعهد حتى أقل ما يمكن حتى ينطق فيه أنه كان شاباً كريم النفس قوي العاطفة، كما كان رجلاً قديراً باسلاً لا يكاد يدانيه أحد في قدرته وبسالته، وأنه كان يكافح ليتخلص مما في دمه من تراث من الهمجية يمضى بالعقل الحصيف، وأنه فيما خاض من المعارك العنيفة وفيما أهرق من الدماء الغزيرة لم يغب عنه قط حلمه العظيم وهونشر نور أثينة في عالم أوسع منها رقعة.

مذكرات الإسكندر. تأليف نسطور ماتساس، ترجمة الطاهر قيقة.

لما فهمت بلاد اليونان بموت الإسكندر اندلع لهيب الثورة على سلطان مقدونية في جميع أنحائها. ونظم أهل طيبة المنفيون في أثينة قوة من الوطنيين وحاصروا الحامية المقدونية المرابطة في كدميا. وفي أثينة نفسها، حيث كان الكثيرون يتضرعون إلى الآلهة حتى تقضي على الإسكندر، توج أعضاء الحزب المعادي للمقدونيين رءوسهم بأكاليل الغار حين أحسوا بأن نادىءهم قد استجيب، وأخذوا يقصفون ويمرحون لموت مَن كانوا قبل موته يتخذونه إلهاً يُعبد، وينشدون، كما يقول بلوتارخ "أناشيد النصر كأنهم قد فازوا عليه بشجاعتهم"(42).

وكان دمستين في هذه اللحظة القصيرة في ذروة مجده؛ ذلك حتى أموره في خلال حروب الإسكندر لم تكن كما يحب: فقد اتهم بأنه قبل رشوة كبيرة من هرپالوس Harpalus وزج في السجن، ثم سُمح له بالفرار وعاش تسعة أشهر يقاسي آلام النفي في تريزن Troezen. فلما توفي الإسكندر استدعى من منفاه وأوفد في مهمة سياسية إلى البلوبونيز ليعقد حلفاً لأثينة يعاونها في حرب الاستقلال والحرية. وزحفت قوة متحدة نحوالشمال والتقت بجيش أنتباتر عند كرانون Crannon ودارت عليها الدائرة. وفرض الجندي الطاعن في السن، الذي لم يكن كالإسكندر يشعر بشيء من العطف على الثقافة الأثينية، أفدح الشروط على المدينة المهزومة، فطلب إليها حتى تتحمل جميع نفقات الحرب، وأن تقبل فيها حامية مقدونية، وتلغي دستورها الديمقراطي ومحاكمها، وتُحرم من حق الانتخاب، وتنقل إلى المستعمرات الخارجية جميع المواطنين (000ر12 من 000ر21) الذين تقل قيمة ممتلكاتهم عن ألفي درخمة، وأن تسلم دمستين، وهبريدز، واثنين غيرهما من الخطباء المعادين للمقدونيين. فلما سمع دمستين بهذه الشروط فر إلى كالوريا Calauria ولجأ إلى حمى أحد الهياكل. ولما أحاط به مطاردوه المقدونيون تجرع ملء قارورة من السم، ومات قبل حتى يستطيع جر نفسه من البهوالمقدس.

وشهدت هذه السنة المشئومة نفسها خاتمة حياة أرسطو. لقد كان منذ زمن طويل غير محبب للأثينيين: فقد كان المجمع الفهمي ومدرسة إسقراط يحقدان عليه لأنه كان ينقدهما وينافسهما، بينما كان الوطنيون يعدونه زعيماً للحزب المناصر للمقدونيين. وانتهز أعداؤه فرصة موت الإسكندر فاتهموا أرسطوبالمروق من الدين، وجيء بفقرات من خطه دالة على كفره بالآلهة تأييداً لهذه التهمة؛ واتُهم أيضاً بأنه كرم الطاغية هرمياس Hermeias بما يكرم به الآلهة، وكان هرمياس هذا عبداً رقيقاً ومن ثم لم يكن في مقدوره حتى يصبح إلهاً. وغادر أرسطوالمدينة في هدوء وهويقول إذا نفسه لا تطاوعه حتى يتيح لأثينة فرصة أخرى ترتكب فيها الإثم في حق الفلسفة(43). ولجأ إلى بيت أسرة والدته في خلقيديا وأوصى ثيوفراسطوس Theophrastus حتى يعنى بشئون اللوقيون. وحكم عليه الأثينيون بالإعدام، ولكن الفرصة لم تسنح لهم لتطبيق الحكم، كما أنهم لمقد يكونوا في حاجة لتطبيقه. ذلك حتى أرسطوقضى نحبهُ بعد بضعة أشهر من مغادرته أثينة؛ وقد يحدث سبب موته سقماً أصيب به في معدته واشتد عليه بسبب فراره، وقد يحدث سببهُ كما يقول بعضهم أنه تجرع السم. وكان وقت وفاته في الثالثة والستين من عمره، وكانت وصيته مثلاً أعلى في الحنان والتقدير لزوجته الثانية، وأسرته، وعبيده.

وبعد فقد كان موت الديمقراطية اليونانية موتاً عنيفاً وطبيعياً في وقت واحد. وكان أبرز مسببات هذا الموت ما أصاب هذا النظام من اضطراب تغلغل في كيانه، ولم يكن سيف مقدونية إلا الضربة الأخيرة التي أجهزت عليه وهويلفظ آخر أنفاسه. لقد تبين حتى دولة المدينة لا تستطيع حل مشاكل الحكم: فقد عجزت عن حفظ النظام في الداخل، وصد الأعداء في الخارج؛ ولم تهتد إلى وسيلة توفق بها بين الاستقلال وبين الاستقرار القومي وقوة السلطان رغم نداء گورگياس، وسقراط وأفلاطون لهذه المدن بأن تستعين بشيء من التنظيم الُّدوري القوي لتكبح به جماح الحرية الأثينية. هذا إلى حتى حب دولة المدينة للحرية لم يقف قط في سبيل نزعتها الإمبراطورية. يضاف إلى هذا حتى حرب الطبقات قد اشتدت حتى أفلت زمامها من أيدي الزعماء، وجعلت الديمقراطية سباقاً إلى الانتهاب عن طريق التشريع. وانحطت الجمعية التي كانت هيئة شريفة في أحسن أيامها فأصبحت هيئة من الرعاع الصخابين تكره جميع سلطة فوق سلطتها، وترفض جميع قيد يحد من هذه السلطة، تقسوعلى الضعيف وتخضع ذليله للقوي، توافق على جميع ما تنال من ورائه النفع لنفسها، وتفرض على الأملاك من الضرائب الفادحة ما من شأنه حتى يقضي على الابتكار والنشاط والادخار. إذا فليب والإسكندر وأنتباتر لمقد يكونوا هم الذين قضوا على الحرية اليونانية، بل إذا هذه الحرية هي التي قضت على نفسها بنفسها؛ ولقد أبقى النظام الذي أقاموه حضارة لولاه لقضى عليها ما فيها من عناصر الفوضى الاستبدادية، ونشر هذه الحضارة في مصر والشرق.

ومع هذا كله فهل استطاعت الألجركية أوالملكية المطلقة حتى تعمل خيراً مما عملتهُ تلك الديمقراطية،يا ترى؟ إذا حكومة "الثلاثين" قد ارتكبت في الشهور القلائل التي استولت فيها على أزمة الحكم من الفظائع ضد الأنفس والأموال أكثر مما ارتكبته الديمقراطية في مائة السنين السابقة لهذا الحكم(45). وبينما كانت الديمقراطية تخلق الفوضى في أثينة كانت الملكية تخلق الفوضى في مقدونية؛ وهل ثمة فوضى أكثر من حروب تربى على عشر جر إليها النزاع على العرش، ومائة من الاغتيالات، وألف من القيود على الحرية، وذلك كله من غير حتى يصحب هذه الفوضى شيء من المجد الأدبي أوالفهمي أوالفني يخفف من فظاعتها،يا ترى؟ ولقد كان ضعف الدولة وصغرها في بلاد اليونان نعمة كبرى على الفرد، نعمت بها روحه بلا ريب إذا لم ينعم بها جسمه؛ ذلك حتى هذه الحرية، وإن كلفته كثيراً، قد أمكنت العقل اليوناني من حتى يقوم بجلائل الأعمال. إذا الفردية تقضي في آخر الأمر على الجماعة، ولكنها قبل حتى تقضي عليها تقوي الشخصية، والكشف العقلي، والإبداع الفني. ولسنا ننكر حتى الديمقراطية اليونانية أضحت فاسدة عاجزة يجب حتى تموت؛ ولكن الناس أدركوا بعد موتها ما كانت عليه من الجمال في أيام مجدها، وكانت الأجيال القديمة التالية على بكرة أبيها ترنوببصرها إلى عهود پركليس وأفلاطون وتعدها أعظم العهود التي شهدتها بلاد اليونان بل أحسن العهود في التاريخ كله.


الثقافة

تمثال نصفي للإسكندر (نسخة رومانية لتمثال صنعه ليسيپوس، متحف اللوڤر). فحسب پلوتارخ، فإن تماثيل ليسيپوس تميزت بأنها الأكثر أمانة.
منظر العالم الهليني بعد الإسكندر: خريطة العالم القديم من إراتوستينس (276-194 ق.م.), تضم معلومات من حملات الإسكندر وخلفائه.
لوحة من شارل لوبرون تصور الإسكندر وپورس (پورو) أثناء معركة الهيداسپس

قامت هوليوود بإصدار فيلم عام 2004 عن حياة الأسكندر الكبير، الفلم تعرض للكثير من النقد حيث عرض الأسكندر الكبير في بعض مقاطع الفلم بأنه يقوم بممارسات جنسية شاذة.

لقطة من الفيلم


قيل عنه

كان عدوه ومنافسه الوحيد هوإمبراطورية الفرس، حيث أراد فليب غزوإمبراطوريه الفرس التى كانت من قبل تغير على مقدونيا وبلاد اليونان. حيث ان إمبراطورية الفرس التى كانت تسبب خطرا شديد على اليونان.

لقد هزم الإسكندر إمبراطورية الفرس عدة مرات. كان أولها في معركة نهر جرانيكوس بإقليم ميسيا بأسيا الصغرى عام 334ق.م ثم حشد قوادة في گورديوم بإقليم فريجيا في العام التالى 333 ق.م. في هذه المعركة كاد الإسكندر حتى يلقى مصرعه لولا مبادرة صديقه كليتوس الذى تلقى الضرب عنه. ومنها سار الى إقليم قيلقية وبعد إذن عبر ممر جبال حماه في شمال سوريا حيث أحرز في معركة إسوس إنتصاره الثاني على دارا الثالث ملك الفرس في نوفمبر عام 333 ق.م. وفر دارا بعد الهزيمة تاركا أسرته التى سقطت في يد الإسكندر.

وقد عامل الإسكندر زوجته وبنات الملك الفرس معامله حسنة وقل لهم "إننى لا أحارب إنسان دارا ولكني أحارب من أجل ملكة فقط" والدليل على ذلك انة تزوج من فارسية وأمر قواده حتى يتزوجوا من فارسيات. وبعد فترة كان بقلد الفرس في جميع العادات والسلوكيات وطريقة الزينة. كما أنه أسس مدناً كثيرة تحمل اسمه ، أهمهم مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط، التي أصبحت عاصمة مصر الهلينية.

مأثورات عنه

أنا لا أخشى جيشاً من السباع يقود خروف، ولكني أخاف جيشاً من الخراف يقوده أسد.

—الإسكندر الأكبر

الهوامش

 i: See for instance
 ii:  By the time of his death, he had conquered the entire Achaemenid Persian Empire, adding it to Macedon's European territories; according to some modern writers, this was most of the world then known to the ancient Greeks (the 'Ecumene'). An approximate view of the world known to Alexander can be seen in Hecataeus of Miletus's map, see Image:Hecataeus world map-en.svg.
 iii: Only Polyaenus hints at a possible defeat.
 iv: For instance, Hannibal supposedly ranked Alexander as the greatest general; Julius Caesar wept on seeing a statue of Alexander, since he had achieved so little by the same age;Pompey consciously posed as the 'new Alexander';; the young ناپليون بوناپرت also encouraged comparisons with Alexander; etc.
 v: The have been, since the time, many suspicions that Paunsanias was actually hired to murder Philip. Suspicion has fallen upon Alexander, Olympias and even the newly crowned Persian Emperor, Darius III. All three of these people had motive to have Philip murdered.

المراجع

مراجع أولية

  • Arrian, Anabasis Alexandri (The Campaigns of Alexander)
    • Translated by Aubrey de Sélincourt . Penguin. 1976. ISBN . Missing or empty |title= (help)
  • Curtius Rufus, Historiae Alexandri Magni (History of Alexander the Great)
  • Diodorus Siculus, Bibliotheca historica, (Library of History)
    • Perseus online version [1]
    • Translated by C.H. Oldfather (1989)
  • Justin, Epitome of the Philippic History of Pompeius Trogus
    • Online version: [2] (إنگليزية)
    • Translated by Rev. John Selby Watson (1853)
  • Plutarch, Alexander
    • Perseus online version [3]
    • Translated by Bernadotte Perrin (1919)
  • Plutarch, Moralia, Fortuna Alexandri (On the Fortune or Virtue of Alexander)
    • Online version: [4] (إنگليزية)
    • Translated by Bill Thayer

مراجع ثانوية

  • Barnett, C. (1997). Bonaparte. Wordsworth Editions. ISBN .
  • Beazley JD & Ashmole B (1932). Greek Sculpture and Painting. Cambridge University Press.
  • Bose, Partha (2003). Alexander the Great's Art of Strategy. Allen & Unwin. ISBN .
  • Bowra, Maurice (1994). The Greek Experience. Phoenix Books. ISBN .
  • Danforth, Loring M. (1997). The Macedonian Conflict: Ethnic Nationalism in a Transnational World. Princeton University Press. ISBN .
  • Durant, Will (1966). The Story of Civilization: The Life of Greece. Simon & Schuster. ISBN .
  • Bill Fawcett, ed. (2006). How To Loose A Battle: Foolish Plans and Great Military Blunders. Harper. ISBN .
  • Gergel, Tania (editor) (2004). The Brief Life and Towering Exploits of History's Greatest Conqueror as Told By His Original Biographers. Penguin Books. ISBN .CS1 maint: extra text: authors list (link)
  • Green, Peter (1992). Alexander of Macedon: 356–323 B.C. A Historical Biography. University of California Press. ISBN 0520071662. 
  • Green, Peter (2007). Alexander the Great and the Hellenistic Age. Orion Books. ISBN 9780753824139. 
  • Greene, Robert (2000). The 48 Laws of Power. Penguin Books. p. 351. ISBN .
  • Grimal, Nicolas (1992). A History of Ancient Egypt (reprint ed.). Blackwell Publishing. ISBN  Check |isbn= value: checksum (help).
  • Gunther, John (2007). Alexander the Great. Sterling. ISBN .
  • Hammond, N. G. L. (1989). The Macedonian State: Origins, Institutions, and History. Oxford University Press. ISBN .
  • Holland, T. (2003). Rubicon: Triumph and Tragedy in the Roman Republic. Abacus. ISBN .
  • Holt, Frank Lee (2003). Alexander the Great and the mystery of the elephant medallions. University of California Press. ISBN .
  • Keay, John (2001). India: A History. Grove Press. ISBN .
  • Lane Fox, Robin (1973). Alexander the Great. Allen Lane. ISBN 0860077071. 
  • Lane Fox, Robin (1980). The Search for Alexander. Little Brown & Co. Boston. ISBN 0316291080. 
  • Goldsworthy, A. (2003). The Fall of Carthage. Cassel. ISBN .
  • Luniya, Bhanwarlal Nathuram (1978). Life and Culture in Ancient India: From the Earliest Times to 1000 A.D. Lakshmi Narain Agarwal. LCCN 78907043.
  • McCarty, Nick (2004). Alexander the Great. Penguin. ISBN .
  • Murphy, James Jerome (2003). A Synoptic History of Classical Rhetoric. Lawrence Erlbaum Associates. p. 17. ISBN . Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Nandan, Y & Bhavan, BV (2003). British Death March Under Asiatic Impulse: Epic of Anglo-Indian Tragedy in Afghanistan. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Narain, AK (1965). Alexander the Great: Greece and Rome–12.
  • Daniel Ogden (2009). "Alexander's Sex Life". In Alice Heckel, Waldemar Heckel, Lawrence A. Tritle (ed.). Alexander the Great: A New History. Wiley-Blackwell. ISBN .CS1 maint: multiple names: editors list (link)
  • Pratt, James Bissett (1996). The Pilgrimage of Buddhism and a Buddhist Pilgrimage. Laurier Books. ISBN .
  • Pomeroy, S. (1998). Ancient Greece: A Political, Social, and Cultural History. Oxford University Press. ISBN . Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Renault, Mary (2001). The Nature of Alexander the Great. Penguin. ISBN .
  • Trudy Ring, Robert M. Salkin, K. A. Berney, Paul E. Schellinger (1994). Taylor & Francis (ed.). International dictionary of historic places. ISBN  Check |isbn= value: checksum (help).CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Sabin, P; van Wees, H; Whitby, M (2007). The Cambridge History of Greek and Roman Warfare: Greece, the Hellenistic World and the Rise of Rome. Cambridge University Press. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Sacks, David (1995). Encyclopedia of the Ancient Greek World. Constable and Co. ISBN .
  • Stoneman, Richard (2004). Alexander the Great. Routledge. ISBN .
  • Studniczka, Franz (1894). Achäologische Jahrbook 9.
  • Tripathi, Rama Shankar. History of Ancient India.
  • Trudy Ring, Robert M. Salkin, K. A. Berney, Paul E. Schellinger (1994). International dictionary of historic places. Taylor & Francis. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Wilcken, Ulrich [1932] (1997). Alexander the Great. W. W. Norton & Company. ISBN 0393003817. 
  • Worthington, Ian (2003). Alexander the Great. Routledge. ISBN 0415291879. 
  • Worthington, Ian (2004). Alexander the Great: Man And God. Pearson. ISBN 9781405801621. 

المصادر

Coin of Alexander bearing an Aramaic language inscription.
A mural in Pompeii, depicting the marriage of Alexander to Barsine (Stateira) in 324 BC. The couple are apparently dressed as Ares and Aphrodite.
  • ترجمة من موسوعة ميكروسوفت انكارتا
  1. ^ نطقب:قضة الحضارة
  2. ^ "Source". Henry-davis.com. Retrieved 2009-03-22.
  3. ^ Pomeroy et al.
  4. ^ Hammond, pp. 12–13.
  5. ^ A. R. Burn, Alexander the Great and the Hellenistic Empire, Macmillan, 1948
  6. ^ George Cawkwell, Philip of Macedon, Faber & Faber, London, 1978
  7. ^ Francois Chamoux, Hellenistic Civilization, Blackwell Publishing Professional, 2002
  8. ^ Victor Ehrenberg, The Greek State, Methuen, 2000
  9. ^ Malcolm Errington, A History of Macedonia, University of California Press, February 1993
  10. ^ John V.A. Fine, The Ancient Greeks: A Critical History, Harvard University Press, 1983
  11. ^ Robin Lane Fox, Alexander the Great
  12. ^ Jonathan M. Hall, Ethnic Identity in Greek Antiquity, Cambridge University Press, 1998
  13. ^ N G L Hammond, A History of Greece to 323 BC, Cambridge University, 1986
  14. ^ Archer Jones, The Art of War in Western World, University of Illinois Press, 2000
  15. ^ Robin Osborne, Greek History, Routledge, 2004
  16. ^ Chester G. Starr, A History of the Ancient World, Oxford University Press, 1991
  17. ^ Arnold J. Toynbee, The Greeks and Their Heritages, Oxford University Press, 1981
  18. ^ Ulrich Wilcken, Alexander the Great
  19. ^ Ian Worthington, Alexander the Great, Routledge, 2002.
  20. ^ Danforth, pp38, 49, 167
  21. ^ Stoneman, p2
  22. ^ Polyaenus, Stratagemata IV, 3.13
  23. ^ Goldsworthy, pp. 327–328.
  24. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Plutarch, Caesar, 11
  25. ^ Holland, pp. 176–183.
  26. ^ Barnett, p. 45.
  27. ^ Fox, The Search For Alexander, p. 72–73.
  • Arrian, The Campaigns of Alexander, English translation by Aubrey de Sélincourt (1971, first published 1958) Penguin Classics published by the Penguin Group, London ISBN 0-14-044253-7.
  • Green, Peter. Alexander of Macedon: 356–323 B.C. A Historical Biography. Berkeley and Los Angeles: University of California Press, 1992. ISBN 0-520-07166-2.
  • Lane Fox, Robin, Alexander the Great, London (Allen Lane) 1973, ISBN 0-86007-707-1.
  • Lane Fox, Robin, The Search for Alexander, Little Brown & Co. Boston, 1st edition (October 1980). ISBN 0-316-29108-0.
  • Renault, Mary. The Nature of Alexander, 1st American edition (November 12, 1979), Pantheon Books ISBN 0-394-73825-X.
  • Wilcken, Ulrich, Alexander the Great, W. W. Norton & Company; Reissue edition (March 1997). ISBN 0-393-00381-7.
  • Worthington, Ian, Alexander the Great, Routledge; 1st edition (February 1, 2003). ISBN 0-415-29187-9.

قراءات اضافية

  • Alexander the Great in Fact and Fiction, edited by A.B. Bosworth, E.J. Baynham. New York: Oxford University Press (USA), 2002 (Paperback, ISBN 0-19-925275-0).
  • Baynham, Elizabeth. Alexander the Great: The Unique History of Quintus Curtius. Ann Arbor: University of Michigan Press, 1998 (hardcover, ISBN 0-472-10858-1); 2004 (paperback, ISBN 0-472-03081-7).
  • Brill's Companion to Alexander the Great by Joseph Roisman (editor). Leiden: Brill Academic Publishers, 2003.
  • Cartledge, Paul. Alexander the Great: The Hunt for a New Past. Woodstock, NY; New York: The Overlook Press, 2004 (hardcover, ISBN 1-58567-565-2); London: PanMacmillan, 2004 (hardcover, ISBN 1-4050-3292-8); New York: Vintage, 2005 (paperback, ISBN 1-4000-7919-5).
  • Dahmen, Karsten. The Legend of Alexander the Great on Greek and Roman Coins. Oxford: Routledge, 2006 (hardcover, ISBN 0-415-39451-1; paperback, ISBN 0-415-39452-X).
  • De Santis, Marc G. “At The Crossroads of Conquest.” Military Heritage, December 2001. Volume 3, No. 3: 46-55, 97 (Alexander the Great, his military, his strategy at the Battle of Gaugamela and his defeat of Darius making Alexander the King of Kings).
  • Fuller, J.F. C; A Military History of the Western World: From the earliest times to the Battle of Lepanto; New York: Da Capo Press, Inc., 1987 and 1988. ISBN 0-306-80304-6
  • Gergel, Tania Editor Alexander the Great (2004) published by the Penguin Group, London ISBN 0-14-200140-6 Brief collection of ancient accounts translated into English
  • Larsen, Jakob A. O. "Alexander at the Oracle of Ammon", Classical Philology, Vol. 27, No. 1. (Jan., 1932), pp. 70–75.
  • Lonsdale, David. Alexander the Great, Killer of Men: History's Greatest Conqueror and the Macedonian Way of War, New York, Carroll & Graf, 2004, ISBN 0786714298
  • Pearson, Lionel Ignacius Cusack. The Lost Histories of Alexander the Great. Chicago Ridge, IL: Ares Publishers, 2004 (paperback, ISBN 0-89005-590-4).
  • Thomas, Carol G. Alexander the Great in his World (Blackwell Ancient Lives). Oxford: Blackwell Publishers, 2006 (hardcover, ISBN 0631232451; paperback, ISBN 063123246X).

وجهات نظر غير اغريقية ولاتينية

  • A. Shapur Shahbazi, "Iranians and Alexander", American Journal of Ancient History n.s. 2 (2003), 5–38: the Persian side of the story.
  • R.J. van der Spek, "Darius III, Alexander the Great and Babylonian scholarship" in: Achaemenid History 13 (2003), 289–346: an overview of several Babylonian sources
  • Two chapters of Jona Lendering's Dutch book Alexander de Grote, which uses the cuneiform sources, are available in translation. In this chapter, he argues that at Gaugamela, Alexander attacked a Persian army that was looking for an excuse to run away; and in this chapter, he offers a Babylonian perspective on Alexander's final days.

وصلات خارجية

مصادر أساسية

  • Alexander the Great: An annotated list of primary sources from Livius.org
  • Alexander the Great Alexander the Great forum, articles, and referenced information.
  • Wiki Classical Dictionary, extant sources and fragmentary and lost sources
  • (إنگليزية)
  • (إنگليزية)
  • (إنگليزية)
  • (Latin)
  • Alexander The Great in the French museum Le Louvre
  • Alexander, The Great Mystery by T. Peter Limber in "Saudi Aramco Magazine"

مشروعات

  • Alexander the Great on the Web, a comprehensive directory of some 1,000 sites
  • Pothos.org: Alexander's Home on the Web
  • Alexander Tells History from his perspective; broken down into 33 segments, covering his childhood, education, upbringing, influences, strategy, leadership, friendship as well as the numerous clashes he had against Darius of the Persian Empire.
  • Alexander the Great Coins, a site depicting Alexander's coins and later coins featuring Alexander's image
  • Alexander III the Great, entry in historical sourcebook by Mahlon H. Smith

روايات بالتواتر

  • Alexander the Great of Macedon, a project by John J. Popovic

خط

  • PDF: A Bibliography of Alexander the Great by Waldemar Heckel (please note that Heckel ignores the Babylonian sources and publications on these sources; cf. this review)
الإسكندر الأكبر
الأسرة الأرگية
وُلِد: 356 ق.م. توفي: 323 ق.م.
سبقه
فيليپ الثاني
ملك مقدونيا
336 ق.م.-323 ق.م.
تبعه
فيليپ الثالث والإسكندر الرابع
سبقه
داريوس الثالث
الملك العظيم (شاه) فارس
330 ق.م.-323 ق.م.
فرعون مصر
332 ق.م.-323 ق.م.



تاريخ النشر: 2020-06-06 13:32:29
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Pages with citations lacking titles, CS1 maint: extra text: authors list, CS1 errors: ISBN, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 maint: multiple names: authors list, CS1 maint: multiple names: editors list, الإسكندر الأكبر, ملوك مقدونيون, قادة مقدونيون قدماء, ملوك فارس, Pharaohs of the Argead dynasty, Hellenistic individuals, City founders, مومياوات, Nine Worthies, Adoptees, Cause of death disputed, 356 BC births, 323 BC deaths, LGBT royalty

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تدشين مشروع ربط السوق الخليجية للكهرباء مع العراق الثلاثاء المقبل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:25:33
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

هل يلحق الهلال بأحد؟ السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:23:51
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

بن زية يهاجم بلماضي ويرفض تجاهله المتواصل من طرفه 

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:24:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

حدث سعودي فريد بكرة السلة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:23:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

هل استخدمت حماس أسلحة أمريكية قادمة من أوكرانيا ضد إسرائيل؟ السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:23:50
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

إسرائيل تعلن حالة تأهب قصوى في جميع سفاراتها حول العالم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:26:35
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

لخضر بلومي: سعيد باستدعاء ابني الى المنتخب الأول  

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:24:19
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

توقعات الجزيرة كابيتال لأرباح الربع الثالث 2023

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:24:08
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 40%

بلماضي: اسعى دائما لإسعاد الشعب الجزائري  

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:24:26
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

السعودية تؤكد على ضبط النفس وترفض استهداف المدنيين في غزة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:23:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

نصف مليون جوائز الهواة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:23:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

العميد في مكة والراقي بالطائف السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:23:53
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

إسرائيل تعلن حالة تأهب قصوى في جميع سفاراتها حول العالم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:26:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

إدارة دورتموند تقرر معاقبة بن سبعيني ماليا

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 18:24:22
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية