كونفوشيوس

عودة للموسوعة

كونفوشيوس

كونفوشيوس
پورتريه لكونفوشيوس، رسم فنان أسرة تانگ ووداوزي (680–740).
وُلـِد 28 سبتمبر 551 ق.م.
چوفو، أسرة ژو
توفي 479 ق.م. (عن عمر 71–72)
چوفو، أسرة ژو
العصر فلسفة قديمة
المنطقة فلسفة شرقية
المدرسة مؤسس الكونفوشية
الاهتمامات الرئيسية
فلسفة أخلاقية، فلسفة اجتماعية، أخلاق
الأفكار البارزة
الكونفوشية
كونفوشيوس.

كونفوشيوس Confucius (صينية تقليدية: 孔夫子; پن‌ين: Kǒng Fūzǐ; ويد-جايلز: K'ung-fu-tzu), حرفياً: "المفهم كونگ"، و. 551 ق.م. - 479 ق.م.) كان مفكراً صينياً وفيلسوفاً شرقياً, هجرت تعاليمه وفلسفته أثراً عميقاً في الفكر والحياة الصينية, الكورية, اليابانية والڤيتنامية والحياة. وهوأولفيلسوف صيني يفلح في إقامة ممضى يتضمن جميع التنطقيد الصينية عن السلوك الإجتماعي والأخلاقي. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى حتى تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى. وقد ظلت هذه الأفكار تتحكم في سلوك الناس أكثر من ألف عام. ويلقب بنبي الصين.

وكثيراً ما وصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات، وهذا تعبير غير دقيق إذا لم يكن خاطئاً فممضىه ليس ديناً. فهولا يتحدث عن إله أوالسماوات. وإنما ممضىه هوطريقة في الحياة الخاصة والسلوك الإجتماعي والسلوك السياسي. وممضىه يقوم على الحب - حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والأدب في الخطاب. ونظافة اليد واللسان. وأيضاً يقوم ممضىه على احترام الأكبر سناً والأكبر مقاماً، وعلى تقديس الأسرة وعلى طاعة الصعير للكبير وطاعة المرأة لزوجها. ولكنه في نفس الوقت يكره الطغيان والإستبداد . وهويؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة الشعب وليس العكس. وأن الحاكم يجب حتىقد يكون عتد قيم أخلاقية ومثل عليا. ومن الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول: " أحب لغيرك ما تحبه لنفسك ".

وكان كونفوشيوس محافظاً في نظرته إلى الحياة فهويرى بأن العصر المضىي للإنسانية كان وراءها - أي كان في الماضي. وهولذلك كان يحن إلى الماضي ويدعوالناس إلى الحياة فيه .. ولكن الحكام على زمانه لمقد يكونوا من رأيه ولذلك لقي بعض المعارضة. وقد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين ، عندما ولي الصين ملوك أحرقوا خطه وحرموا تعاليمه .. ورأوا فيها نكسة مستمرة . لأن الشعوب يجب حتى تنظر أمامها . بينما هويدعوالناس إلى النظر إلى الوراء .. ولكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس حتى عادت أقوى مما كانت وانتشر تلاميذه وكهنته في جميع مكان. واستمرت فلسفة كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً - أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد.

أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين : أولا أنه كان صادقاً مخلصاً . لاشك في ذلك . ثانياً أنه إنسان معقول ومعتدل وعملي. وهذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني . بل هذا هوالسبب الأكبر في انتشار فلسفته في الصين . وهوبذلك كان قريباً منهم . فلم يطلب إليهم حتى يغيروا حياتهم أويثوروا عليها . وإنما هوأكد لهم جميع ما يؤمنون به فوجدوا أنفسهم في تعاليمه . ولذلك ظلت فلسفة كونفوشيوس صينية . ولم تتجاوزها إلا إلى اليابان وكوريا.

ولكن هذه الفلسفة قد انحسرت تماماً عن الصين. بعد حتى تحولت إلى الشيوعية واتجهت الصين إلى السمتقبل وانتزعت نفسها من هذه الديانة وذلك بالبعد عن الماضي ومسالمة الناس في الداخل والخارج. ولكن تظل فلسفة كونفوشيوس هي التي حققت سلاماً وأمناً داخلياً أكثر من عشرين قرناً للصين . وقد فشلت الكونفوشية حتى تهجر أثراً يذكر خارج الصين.

حياته المبكرة

ولد كونگ- فو- دزه أوكونگ المفهم في عام 551 ق.م. في بلدة شانتونگ، ولاية لوفي شمال الصين. توفي أبوه وهوطفل. فعاش مع أمه في فقر شديد. وعندما كبر عمل موظفاً في الحكومة. ثم اعتزل العمل الحكومي وبعدها أمضى ستة عشر عاماً من عمره يعظ الناس متنقلاً من مدينة إلى مدينة. وقد التف حوله عدد كبير من الناس، ولما بلغ الخمسين من عمره عاد إلى العمل في الحكومة. ولكن استطاع بعض الحاقدين عليه حتى يطردوه من الحكومة، فهجر لهم البلاد كلها. وأمضى بعد ذلك ثلاثة عشر عاماً مبشراً متجولاً. ثم عاد ليقيم في بلدته خمس سنوات الأخيرة من عمره. وتوفى سنة 479 ق.م.

وكان والد كونج في السبعين من عمره حين ولد له ولده، ومات حين بلغ ابنه سن الثالثة. وكان كنفوشيوس يعمل بعد الفراغ من المدرسة ليساعد على إعالة والدته ، ولعله قد تعود في طفولته تلك الرزانة التي هي من خصائص كبار السن ، والتي لازمته في جميع خطوة خطاها طوال حياته. لكنه مع هذا عثر متسعاً من الوقت يحذق فيه الرماية والموسيقى ؛ وبلغ من شدة ولعه بالموسيقى أنه كان يستمع مرة إلى لحن مطرب ، فتأثر به تأثراً حمله على حتى يمتنع عن أكل اللحوم ، وظل بعدئذ ثلاثة أشهر لا يذوق فيها اللحم أبداً. ولم يكن يتفق اتفاقاً تاماً مع تخصصه في حتى ثمة شيئاً من التناقض بين الفلسفة والزواج ، ذلك أنه تزوج في التاسعة عشرة من عمره، ولكنه طلق زوجته وهوفي الثالثة والعشرين، ويلوح أنه لم يتزوج بعدها أبداً. ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره بدأ يشتغل بالتعليم، واتخذ داره مدرسة له ، وكان يتقاضى من تلاميذه ما يستطيعون أداءه من الرسوم مهما كانت قليلة. وكانت الموارد التي يضمها برنامجه ثلاثاً: التاريخ والشعر وآداب اللياقة.

وتقول احدى الروايات الصينية حتى كنفوشيوس نفسه، وهووزير الجريمة في مقاطعة لو، حكم بالاعدام على موظف صيني متمرد بحجة أنه "كان في وسعه حتى يجمع حوله طائفة كبيرة من الرجال؛ وأن آراءه كانت تجد بسهولة من يستجيب لها من العامة، وأن تجعل العناد صفة خليقة بالإكبار والإجلال؛ وأن سفسطته كان فيها من المعارضة والمعاندة ما يمكنها من الوقوف في وجه الأحكام الحقة المعترف بها من الناس". ويصدق زوما- تشين هذه السيرة ولكن بعض المؤرخين الصينيين يرفضونها؛ ونحن نرجوألا تكون سليمة.


أسماؤه

uprightمعبهد كوفوشيوس في كوفو.

ولد كونفوشيوس باسم كونگ- فو- دزه وكان أتباعه وتلامذته يدعونه كونگ المفهم.

الفلسفة

قاعة داچنگ، القاعة الرئيسية في معبد كونفوشيوس في كوفو.
مختارات كونفوشيوس.

طريقة الرجل الأعلى

إذن فالحكمة تبدأ في البيت ، وأساس المجتمع هوالفرد المنظم في الأسرة المنتظمة ، وكان كنفوشيوس يتفق مع جوته في حتى الرُقيّ الذاتي أساس الرُقيّ الاجتماعي ؛ ولما سأله تزه لو"ما الذيقد يكون الرجل الأعلى؟" أجابه بقوله "أن يثقف نفسه بعناية ممزوجة بالاحترام". ونحن نراه في مواضع متفرقة من محاوراته يرسم صورة الرجل المثالي كما يراه هوجزءاً جزءاً- والرجل المثالي في اعتقاده هوالذي تجتمع فيه الفلسفة والقداسة فيتكون منهما الحكيم. والإنسان الكامل الأسمى في رأي كنفوشيوس يتكون من فضائل ثلاث كان جميع من سقراط وتخصصه والمسيح يرى الكمال جميع الكمال في جميع واحدة منها بمفردها؛ وتلك هي الذكاء والشجاعة وحب الخير. وفي ذلك يقول:

"الرجل الأعلى يخشى ألا يصل إلى الحقيقة، وهولا يخشى حتى يصيبه الفقر. وهوواسع الفكر غير متشيع إلى فئة. وهويحرص على ألاقد يكون فيما يقوله شئ غير سليم. ولكنه ليس رجلاً ذكياً وحسب ، وليس طالب فهم ومحباً للفهم وكفى ، بل هوذوخلق وذوذكاء. فإذا غلبت فيه الصفات الجسمية على ثقافته وتهذيبه كان جلفاً، وإذا غلبت فيه الثقافة والتهذيب على الصفات الجسمية تمثلت فيه أخلاق الخطة؛ أما إذا تساوت فيه صفات الجسم والثقافة والتهذيب وامتزجت هذه بتلك كان لنا منه الرجل الكامل الفضيلة. فالذكاء هوالذهن الذي يضع قدميه على الأرض.

وقوام الأخلاق الصالحة هوالإخلاص، وليس الإخلاص الكامل وحده هوالذي يميز الرجل الأعلى. إنه يعمل قبل حتى يتحدث، ثم يتحدث بعدئذ وفق ما عمل. ولدينا في فن الرماية ما يشبه طريقة الرجل الأعلى. ذلك حتى الرامي إذا لم يصب مركز الهدف عاد إلى نفسه ليبحث فيها عن سبب عجزه. إذا الذي يبحث عنه الرجل الأعلى هوما في نفسه؛ أما الرجل المنحط فيبحث عما في غيره. والرجل الأعلى يحزنه نقص كفايته، ولا يحزنه ألا يعهده الناس، ولكنه مع ذلك يكره حتى يفكر في ألاّ يذكر اسمه بعد موته. وهومتواضع في حديثه ولكنه متفوق في أعماله. قل حتى يتحدث، فإذا تحدث لم يشك قط في أنه سيصيب هدفه. والشيء الوحيد الذي لا يدانى فيه الرجل الأعلى هوعمله الذي لا يستطيع غيره من الناس حتى يراه. وهومعتدل في قوله وعمله. والرجل الأعلى يلتزم الطريق الوسط في جميع شيء؛ ذلك حتى الأمور التي يتأثر بها الإنسان كثيرة لا حصر لها؛ وإذا لم يكن ما يحب وما يكره خاضعين للسنن والقواعد تبدلت طبيعته إلى طبيعة الأمور التي تعرض له. والرجل الأعلى يتحرك بحيث تكون حركاته في جميع الأجيال طريقاً عاماً؛ ويكون سلوكه بحيث تتخذه جميع الأجيال قانوناً عاماً، ويتحدث بحيث تكون ألفاظه في جميع الأجيال مقاييس عامة لقيم الألفاظ."

الفضيلة الكاملة

والرجل الأعلى يستمسك أشد الاستمساك بالقاعدة المضىية التي نص عليها هنا صراحة قبل هِلِل بأربعة قرون وقبل المسيح بخمسة: "فقد سأل جونگ جونگ المفهم عن الفضيلة الكاملة فكان جوابه.

己所不欲,勿施於人。
"ما لا تتمناه لنفسك لا تتمناه لغيرك."

الفضيلة الكاملة ألا تعمل بغيرك ما لا تحب حتى يعمل بك". وهذا المبدأ يتكرر مراراً وهودائماً يتكرر في صيغة النفي ، وقد ذكر مرة في حدثة واحدة. ذلك حتى تزه- جونج سأله مرة: أليس ثمة حدثة واحدة يستطيع الإنسان حتى يتخذها قاعدة يسير عليها طوال حياته،يا ترى؟ فأجابه المفهم: أليست هذه الحدثة هي المبادلة؟" ، ولكنه لم يكن يرغب فيما يرغب فيه لوَ دْزَه وهوحتى يقابل الشر بالخير ، فلما حتى سأله أحد تلاميذه: "ما قولك في المبدأ القائل بأن الإساءة يجب حتى تجزى بالإحسان؟" أجاب بحدة لم يألفها تلاميذه منه: "وبأي شيء إذن تجزي الإحسان،يا ترى؟ لتكن العدالة جزاء الإساءة ، وليكن الإحسان جزاء الإحسان". وكان يرى حتى القاعدة الأساسية التي تقوم عليها أخلاق الرجل الأعلى هي العطف الفياض على الناس جميعاً. والرجل الأعلى لا يغضبه حتى يسموغيره من الناس ، فإذا رأى أفاضل الناس فكر في حتىقد يكون مثلهم ؛ وإذا رأى سفلة الناس عاد إلى نفسه يتقصى حقيقة أمره"،يا ترى؟ ذلك أنه قلما توجد أخطاء لا نشهجر فيها مع جيراننا. وهولا يبالي حتى يفتري عليه الناس أويسلقوه بألسنة حداد ، مجامل بشوش لجميع الناس ، ولكنه لا يكيل المدح جزافاً ؛ لا يحقر من هم أقل منه ، ولا يسعى لكسب رضاء من هم أعلى منه ، وهوجاد في سلوكه وتصرفاته ، لأن الناس لا يوقّرون من لا يلتزم الوقار في تصرفاته معهم ؛ متريث في أقواله ، حازم في سلوكه ، يصدر في أعماله عن قلبه ؛ غير متعجل بلسانه ولا مولع بالإجابات البارعة السكاتة ؛ وهوجاد لأن لديه عملاً يحرص على أدائه- وهذا هوسر مهابته غير المتكلفة ؛ وهوبشوش لطيف حتى مع أقرب الناس إليه وألصقهم به ، ولكنه يصون نفسه عن التبذل مع الناس جميعاً حتى مع ابنه.

ويجمع كنفوشيوس صفات رجله الأعلى الكثير الشبه "برجل أرسطوذي العقل الكبير" في هذه العبارة. "يضع الرجل الأعلى نصب عينيه تسعة أمور لا ينفك يقلبها في فكره. فأما من حيث عيناه فهويحرص على حتى يرى بوضوح ، وأما من حيث وجهه فهويحرص على حتىقد يكون بشوشاً ظريفاً ؛ وأما من حيث سلوكه فهويحرص على حتىقد يكون وقوراً ؛ وفي حديثه يحرص على حتىقد يكون مخلصاً ؛ وفي تصريف شئون عمله يحرص على حتى يبذل فيه عنايته ، وأن يبعث الاحترام فيمن معه ؛ وفي الأمور التي يشك فيها يحرص على حتى يسأل غيره من الناس ؛ وإذا غضب فكر فيما قد يجره عليه غضبه من الصعاب ؛ وإذا لاحت له المكاسب فكر في العدالة والاستقامة.


اللاأدرية

فلنحاول حتى نكون منصفين في حكمنا على هذه العقيدة. ولنقرّ بأنها ستكون نظرتنا إلى الحياة حين يجاوز الواحد منا الخمسين من عمره ، ومبلغ فهمنا أنها قد تكون أكثر انطباقاً على مقتضيات العقل والحكمة من شعر شبابنا. وإذا كنا نحن ضالين وشباناً فإنها هي الفلسفة التي يجب حتى نقرن بها فلسفتنا نحن ، لكي ينشأ مما لدينا من أنصاف الحقائق شئ يمكن فهمه وإدراكه. ولا يظن القارئ أنه سيجد في لا أدرية كنفوشيوس نظاماً فلسفياً- أي بناء منسقاً من علوم المنطق وما وراء الطبيعة والأخلاق والسياسة تسري فيه كله فكرة واحدة شاملة (فتحيله أشبه بقصور نبوخذ نصر (بختنصّر) التي نقش اسمه على جميع حجر من حجارتها). لقد كان كنفوشيوس يعلّم أتباعه فن الاستدلال ، ولكنه لم يكن يفهمهم إياه بطريق القواعد أوالقياس المنطقي ، بل بتسليط عقله القوي تسليطاً دائماً على آراء تلاميذه ؛ ولهذا فإنهم كانوا إذا غادروا مدرسته لا يعهدون شيئاً عن المنطق ولكن كان في وسعهم حتى يفكروا تفكيراً واضحاً دقيقاً. وكان أول الدروس ، التي يلقيها عليهم المفهم ، الوضوح والأمانة في التفكير والتعبير ، وفي ذلك يقول: "كل ما يقصد من الكلام حتىقد يكون مفهوما"- وهوتفهم لا تذكره الفلسفة في جميع الأحوال. "فإذا عهدت شيئاً فتمسك بأنك تعهده ؛ وإذا لم تعهده ؛ فأقرّ بأنك لا تعهده- وذلك في حد ذاته فهم".

وكان يرى حتى غموض الأفكار ، وعدم الدقة في التعبير ، وعدم الإخلاص فيه ، من الكوارث الوطنية القومية. فإذا كان الأمير الذي ليس أميراً بحق والذي لا يستمتع بسلطان الإمارة لا يسميه الناس أميراً ، وإذا كان الأب الذي لا يتصف بصفات الأبوة لا يسميه الناس أباً ، وإذا كان الابن العاق لا يسميه الناس ابناً ؛ إذا كان هذا كله فإن الناس قد يجدون في "تزه- لو" ما يحفزهم إلى إصلاح تلك العيوب التي طالما غطتها الألفاظ. ولهذا فإنه لما نطق لكنفوشيوس: "إن أمير وِيْ في انتظارك لكي تشهجر معه في حكم البلاد فما هوفي رأيك أول شيء ينبغي عمله،يا ترى؟ فأجابه كنفوشيوس جوابا دهش له الأمير والتلميذ: "إن الذي لا بد منه حتى تصحح الأسماء".

ولما كانت النزعة المسيطرة على كنفوشيوس هي تطبيق مبادئ الفلسفة على السلوك وعلى الحكم فقد كان يتجنب البحث فيما وراء الطبيعة ، ويحاول حتى يصرف عقول أتباعه عن جميع الأمور الغامضة أوالأمور السماوية. سليم حتى ذكر "السماء" والصلاة كان َيرِدْ على لسانه أحياناً، وأنه كان ينصح أتباعه بألا يغفلوا عن الطقوس والمراسم التقليدية في عبادة الأسلاف والقرابين القومية ، ولكنه كان إذا وجه إليه سؤال في أمور الدين أجاب إجابة سلبية جعلت شرّاح آرائه المحدثين يجمعون على حتى يضموه إلى طائفة اللا أدريين. فلما حتى سأله تزه- كونج ، مثلا: "هل لدى الأموات فهم بشيء أوهل هم بغير فهم؟" أبى حتى يجيب جواباً صريحاً. ولما سأله كي -لو، عن "خدمة الأرواح" (أرواح الموتى) أجابه "إذا كنت عاجزاً عن خدمة الناس فكيف تستطيع حتى تخدم أرواحهم؟". وسأله كي- لو: "هل أجرؤ على حتى أسألك عن الموت؟" فأجابه: "إذا كنت لا تعهد الحياة ، فكيف يتسنى لك حتى تعهد شيئاً عن الموت". ولما سأله فارشي عن "ماهية الحكمة" نطق له:

"إذا حرصت على أداء واجبك نحوالناس ، وبعدت جميع البعد عن الكائنات الروحية مع احترامك إياها أمكن حتى تسمي هذه حكمة".

ويقول لنا تلاميذه إذا "الموضوعات التي لم يكن المفهم يخوض فيها هي الأمور الغريبة غير المألوفة ، وأعمال القوة ، والاضطراب ، والكائنات الروحية". وكان هذا التواضع الفلسفي يقلق بالهم ، وما من شك في أنهم كانوا يتمنون حتى يحل لهم مفهمهم مشاكل السموات ويطلعهم على أسرارها. ويقص علينا كتاب- لياتزه وهومغتبط سيرة غلمان الشوارع الذين أخذوا يسخرون من كنفوشيوس حين أقر لهم بعجزه عن هذا السؤال السهل وهو: "هل الشمس أقرب إلى الأرض في الصباح حين تبدوأكبر ما تكون ، أوفي منتصف النهار حين تشتد حرارتها". وكل ما كان كنفوشيوس يرضى حتى يقره من البحوث فيما وراء الطبيعة هوالبحث عما بين الظواهر المتنوعة جميعهاً من وحدة ، وبذل الجهد لفهم ما يوجد من تناغم وانسجام بين قواعد السلوك الحسن واطراد النظم الطبيعية. ونطق مرة لأحد المقربين إليه: "أظنك يا تزه تعتقد أني من أولئك الذين يحفظون أشياء كثيرة ويستبقونها في ذاكرتهم؟" فأجابه تزه- كونج بقوله: "نعم أظن ذلك ولكني قد أكون مخطئاً في ظني؟" فرد عليه الفيلسوف قائلا "لا ، إني أبحث عن الوحدة ، الوحدة الكاملة" وذلك بلا ريب هوجوهر الفلسفة. وكانت الأخلاق مطلبه وهمه الأول ، وكان يرى حتى الفوضى التي تسود عصره فوضى خلقية ، لعلها نشأت من ضعف الإيمان القديم وانتشار الشك السفسطائي في ماهية الصواب والخطأ. ولم يكن علاجها في رأيه هوالعودة إلى العقائد القديمة ، وإنما علاجها هوالبحث الجدي عن فهم أتم من الفهم السابقة وتجديد أخلاقي قائم على تنظيم حياة الأسرة على أساس صالح قويم. والفقرتان الآتيتان المنقولتان عن كتاب التعليم الأكبر تعبران أصدق تعبير وأعمقه عن المنهج الفلسفي الكنفوشي.

"إن القدامى الذين أرادوا حتى ينشروا أرقى الفضائل في أنحاء الإمبراطورية قد بدءوا بتنظيم ولاياتهم أحسن تنظيم ، ولما أرادوا حتى يحسنوا تنظيم ولاياتهم بدءوا بتنظيم أسرهم ، ولما أرادوا تنظيم أسرهم بدءوا بتهذيب نفوسهم ؛ ولما أرادوا حتى يهذبوا نفوسهم بدءوا بتطهير قلوبهم ، ولما أرادوا حتى يطهروا قلوبهم عملوا أولاً على حتىقد يكونوا مخلصين في تفكيرهم ؛ ولما أرادوا حتىقد يكونوا مخلصين في تفكيرهم بدءوا بتوسيع دائرة معارفهم إلى أبعد حد مستطاع ، وهذا التوسع في المعارف لاقد يكون إلا بالبحث عن حقائق الأمور.

فلما حتى بحثوا عن حقائق الأمور أصبح فهمهم كاملاً ، ولما كمل فهمهم خلصت أفكارهم ، فلما خلصت أفكارهم تطهرت قلوبهم ، ولما تطهرت قلوبهم ، تهذبت نفوسهم ، ولما تهذبت نفوسهم انتظمت شئون أسرهم ، ولما انتظمت شئون أسرهم صلح حكم ولاياتهم ؛ ولما صلح حكم ولاياتهم أضحت الإمبراطورية كلها هادئة سعيدة. تلك هي مادة الفلسفة الكنفوشية ، وهذا هوطابعها ، وفي وسع الإنسان حتى ينسى جميع ما عدا هذه الألفاظ من أقوال المفهم وأتباعه ، وأن يحتفظ بهذه المعاني التي هي "جوهر الفلسفة وقوامها" وأكمل مرشد للحياة الإنسانية."

ويقول كنفوشيوس:

"إن العالم في حرب لأن الدول التي يتألف منها فاسدة الحكم ؛ والسبب في فساد حكمها حتى الشرائع الوضعية مهما كثرت لا تستطيع حتى تحل محل النظام الاجتماعي الطبيعي الذي تهيئه الأسرة. والأسرة مختلة عاجزة عن تهيئة هذا النظام الاجتماعي الطبيعي ، لأن الناس ينسون أنهم لا يستطيعون تنظيم أسرهم من غير حتى يُقوّموا نفوسهم وهم يعجزون عن حتى يقوموا أنفسهم لأنهم لم يطهروا قلوبهم أي أنهم لم يطهروا نفوسهم من الشهوات الفاسدة الدنيئة ؛ وقلوبهم غير طاهرة لأنهم غير مخلصين في تفكيرهم ، لا يقدرون الحقائق قدرها ويخفون طبائعهم بدل حتى يكشفوا عنها ؛ وهم لا يخلصون في تفكيرهم لأن أهواءهم تشوه الحقائق وتحدد لهم النتائج بدل حتى يعملوا على توسيع معارفهم إلى أقصى حد مستطاع ببحث طبائع الأمور بحثاً منزهاً عن الأهواء.

فليسع الناس إلى المعارف المنزهة عن الهوى يخلصوا في تفكيرهم ، وليخلصوا في تفكيرهم تتطهر قلوبهم من الشهوات الفاسدة ؛ ولتطهر قلوبهم على هذه الصورة تصلح نفوسهم ؛ ولتصلح نفوسهم تصلح من نفسها أحوال أسرهم ؛ وليس الذي تصلح به هذه الأسر هوالمواعظ التي تحث على الفضيلة أوالعقاب الشديد الرادع ، بل الذي يصلحها هو، ما للقدوة الحسنة من قوة صامتة ؛ ولتنظم شئون الأسرة عن طريق الفهم والإخلاص والقدوة الصالحة ، يتهيأ للبلاد من تلقاء نفسه نظام اجتماعي يتيسر معه قيام حكم صالح. ولتحافظ الدولة على الهدوء في أرضها والعدالة في جميع أرجائها يسد السلام العالم بأجمعه ويسعد جميع من فيه- تلك نصيحة تدعوإلى الكمال المطلق وتنسى حتى الإنسان حيوان مفترس ؛ ولكنها كالمسيحية تحدد لنا هدفاً نسعى لندركه وسلماً نرقاه لنصل به إلى هذا الهدف. وما من شك في حتى في هذه النصوص قواعد فلسفية مضىية."


الأخلاق

ومن أقواله: "إن أخلاق الرجل تكونها القصائد وتنميها المراسم" (أي آداب الحفلات والمجاملات) "وتعطرها الموسيقي". وكان تعليمه كتعليم سقراط شفهياً لا يلجأ فيه إلى الكتابة ، ولهذا فإن أكثر ما نعهده من أخباره قد وصل إلينا عن طريق أتباعه ومريديه ، وذلك مصدر لا يوثق به. وقد هجر إلى الفلاسفة مثلاً قل حتى يعبئوا به- وهوألا يهاجموا قط غيرهم من المفكرين ، وألا يضيعوا وقتهم في دحض حججهم. ولم يكن يفهم طريقة من طرائق المنطق الدقيق ، ولكنه كان يشحذ عقول تلاميذه بأن يعرض بأخطائهم في رفق ويطلب إليهم شدة اليقظة العقلية.

ومن أقواله في هذا المعنى:

«اذا لم يكن من عادة الشخص حتى يقول: ماذا أرى في هذا،يا ترى؟ فإني لا أستطيع حتى أعمل له شيئاً. وإني لا أفتح باب الحق لمن لا يحرص على معهدته، ولا أعين من لا يعنى بالإفصاح عما يكنه في صدره. وإذا ما عرضت ركناً من موضوع ما على إنسان ، ولم يستطع مما عرضته عليه حتى يعهد الثلاثة الأركان الباقية فإني لا أعيد عليه درسي»

.

ولم يكن يشك في حتى صنفين اثنين من الناس هما وحدهما اللذان لا يستطيعان حتى يفيدا من تعاليمه وهما أحكم الحكماء وأغبى الأغبياء ، وأن لا أحد يستطيع حتى يفهم الفلسفة الإنسانية بأمانة وإخلاص دون حتى تصلح دراستها من خلقه وعقله. "وليس من السهل حتى نجد إنسانا واصل الدرس ثلاث سنين دون حتى يصبح إنساناً صالحاً". ولم يكن له في بادئ الأمر إلا عدد قليل من التلاميذ ، ولكن سرعان ما تواترت الإشاعات بأن وراء شفتي الثور والفم الواسع كالبحر قلباً رقيقاً وعقلاً يفيض بالفهم والحكمة ، فألتف الناس حوله حتى استطاع في آخر أيام حياته حتى يفخر بأنه قد تخرج على يديه ثلاثة آلاف شاب غادروا منزله ليشغلوا مراكز خطيرة في العالم.

وكان بعض الطلبة- وقد بلغ عددهم في وقت من الأوقات سبعين طالباً- يعيشون معه كما يعيش الطلبة الهنود المبتدئون مع مدرسيهم (الجورو)؛ ونشأت بين المدرس وتلاميذه صلات ود وثيقة دفعت هؤلاء التلاميذ في بعض الأحيان إلى الاحتجاج على أستاذهم حين رأوه يعرّض نفسه للخطر أواسمه للمهانة. وكان رغم شدته عليهم يحب بعضهم أكثر مما يحب ابنه ، ولما توفي هُوِي بكى عليه حتى قرحت دموعه مآقيه. وسأله دوق جاي يوماً من الأيام أي تلاميذه أحبهم إلى المفهم فأجابه:

«لقد كان أحبهم إلى الفهم ين هُوِى ، لقد كان يحب حتى يتفهم. ولم أسمع بعد عن إنسان يحب حتى يتفهم (كما كان يحب هُوِي). لم يقدم لي هُوِي معونة ، ولم أقل قط شيئاً لم يبتهج له.»

وكان إذا غضب كظم غيظه ؛ وإذا أخطأ مرة لم يعد إلى خطئه. ومما يؤسف له أنه كان قصير الأجل فمات وليس له في هذا الوقت (نظير). وكان الطلبة الكسالى يتحاشون لقاءه فإذا لقيهم قسا عليهم ، وذلك لأنه لم يكن يتورع عن حتى يفهم الكسول بضربة من عكازته ويطرده من حضرته دون حتى تأخذه به رأفة. ومن أقواله: "ما أشقى الرجل الذي يملأ بطنه بالطعام طوال اليوم ، دون حتى يجهد عقله في شيء.

لا يتواضع في شبابه التواضع الخليق بالأحداث ، ولا يعمل في رجولته شيئاً خليقاً بأن يأخذه عنه غيره ، ثم يعيش إلى أرذل العمر- إذا هذا الإنسان وباء". وما من شك في أنه كان يظهر غريب المنظر وهوواقف في حجرته أوفي الطريق العام ، يفهم مريديه التاريخ والشعر والآداب العامة والفلسفة ، ولا يقل استعداده وهوفي الطريق عن استعداده وهوفي حجرته. وتمثله الصور التي رسمها له المصورون الصينيون في آخر سني حياته رجلاً ذا رأس أصلع لا تكاد تنموعليه شعرة ، قد تجعد وتعقد لكثرة ما مر به من التجارب ، ووجه ينم عن الجد والرهبة ولا يشعر قط بما يصدر عن الرجل في بعض الأحيان من فكاهة ، وما ينطوي عليه قلبه من رقة ، وإحساس بالجمال مرهف يُذكّر المرء بأنه أمام إنسان من الآدميين رغم ما يتصف به من كمال لا يكاد يطاق ، وقد وصفه في أيام كهولته الأولى مدرس له كان ممن يفهمونه الموسيقى فنطق: "لقد تبينت في جونج- تي كثيراً من دلائل الحكمة ، فهوأجبه واسع العين ، لا يكاد يفترق في هذين الوصفين عن هوانج- دي.

وهوطويل الذراعين ذوظهر شبيه بظهر السلحفاة ، ويبلغ طول قامته تسع أقدام (صينية) وست بوصات. وإذا تحدث أثنى على الملوك الأقدمين ، وهويسلك سبيل التواضع والمجاملة ؛ وما من موضوع إلا سمع به ، قوي الذاكرة لا ينسى ما يسمع ؛ ذوفهم بالأمور لا يكاد ينفد. ألسنا نجد فيه حكيماً ناشئاً؟". وتعزوإليه الأقاصيص "تسعاً وأربعين صفة عجيبة من صفات الجسم يمتاز بها عن غيره من الناس". ولما فرّقت بعض الحوادث بينه وبين مريديه في أثناء تجواله ، عهدوا مكانه على الفور من سيرة قصها عليهم أحد المسافرين ، نطق إنه التقى برجل بشع الخلقة "ذي منظر كئيب شبيه بمنظر الكلب الضال". ولما أعاد هذا القول على مسامع كنفوشيوس ضحك منه كثيراً ولم يزد على حتى نطق: "عظيم!عظيم!". وكان كنفوشيوس مفهماً من الطراز القديم يعتقد حتى التنائي عن تلاميذه وعدم الاختلاط بهم ضروريان لنجاح التعليم. وكان شديد المراعاة للمراسم ، وكانت قواعد الآداب والمجاملة طعامه وشرابه ، وكان يبذل ما في وسعه للحد من قوة الغرائز والشهوات وكبح جماحها بعقيدته المتزمتة الصارمة. ويلوح أنه كان يزكي نفسه في بعض الأحيان. ويروى عنه أنه نطق عن نفسه يوماً من الأيام منطقة فيها بعض التواضع- "قد يوجد في كفر من عشر أسر رجل في مثل نبلي وإخلاصي ، ولكنه لنقد يكون مولعاً بالفهم مثلي".

ونطق مرة أخرى:

«قد أكون في الأدب مساوياً لغيري من الناس ، ولكن خلق الرجل الأعلى الذي لا يختلف قوله عن عمله هوما لم أصل إليه بعد "لوعثر من الأمراء من يوليني عملاً لقمت في اثني عشر شهراً بأعمال جليلة، ولبلغت الحكومة درجة الكمال في ثلاث سنين.»

على أننا نستطيع حتى نقول بوجه عام إنه كان متواضعا في عظمته. ويؤكد لنا تلاميذه حتى "المفهم كان مبرأ من أربعة عيوب ؛ كان لا يجادل وفي عقله حكم سابق مقرر ، ولا يتحكم في الناس ويفرض عليهم عقائده ، ولم يكن عنيداً ولا أنانياً". وكان يصف نفسه بأنه "ناقل غير منشىء". وكان يدعي حتى جميع ما يعمله هوحتى ينقل إلى الناس ما تفهمه من الإمبراطورين العظيمين يووشون. وكان شديد الرغبة في حسن السمعة والمناصب الرفيعة ، ولكنه لم يكن يقبل حتى يتراضى على شيء مشين ليحصل عليهما أويستبقيهما. وكم من مرة رفض منصباً رفيعاً عرضه عليه رجال بدا له حتى حكومتهم ظالمة.

وكان مما نصح به تلاميذه حتى من واجب الإنسان حتى يقول:

«لست أبالي مطلقاً إذا لم أشغل منصباً كبيراً، وإنما الذي أعنى به حتى أجعل نفسي خليقاً بذلك المنصب الكبير. وليس يهمني قط حتى الناس لا يعهدونني؛ ولكنني أعمل على حتى أكون خليقاً بأن يعهدني الناس.»

وكان من بين تلاميذه أبناء هانج هِي ، أحد وزراء دوق لو، وقد وصل كنفوشيوس عن طريقهم إلى بلاط ملوك جوفي لو- يانج ، ولكنه ظل بعيداً بعض البعد عن موظفي البلاط ، وآثر على الاقتراب منهم زيارة الحكيم لو- دزه وهوعلى فراش الموت كما تجاوز القول. فلما عاد إلى لووجدها مضطربة ممزقة الأوصال بما قام فيها من نزاع وشقاق ، فانتقل منها إلى ولاية تشي المجاورة لها ومعه طائفة من تلاميذه مخترقين في طريقهم إليها مسالك جبلية وعرة مهجورة. ولشد ما كانت دهشتهم حين أبصروا في هذه القفار عجوزا تبكي بجوار أحد القبور. فأوفد إليها كنفوشيوس تسه- لويسألها عن سبب بكائها وحزنها ، فأجابته قائلة: "إن والد زوجي قد فتك به نمر في هذا المكان ، ثم ثنى النمر بزوجي ، وهاهوذا ولدي قد لاقى هذا المصير نفسه". ولما سألها كنفوشيوس عن سبب إصرارها على الإقامة في هذا المكان الخطر ، أجابته قائلة: "ليس في هذا المكان حكومة ظالمة". فالتفت كنفوشيوس إلى طلابه ونطق لهم: "أي أبنائي اذكروا قولها هذا ؛ إذا الحكومة الظالمة أشد وحشية من النمر". ومثل كنفوشيوس بين يدي دوق تشي وسرّ الدوق من جوابه حين سأله عن ماهية الحكومة الصالحة: "توجد الحكومة الصالحة حيثقد يكون الأمير أميراً ، والوزير وزيراً ، والأب أباً والابن ابناً" ، وعرض عليه الدوق نظير تأييده إياه خراج مدينة لن -شيو، ولكن كنفوشيوس رفض الهبة وأجابه بأنه لم يعمل شيئاً يستحق عليه هذا الجزاء. وأراد الدوق حتى يحتفظ به في بلاطه وأن يجعله مستشاراً له ، ولكن جان ينج كبير وزرائه أقنعه بالعدول عن رأيه ونطق له: "إن هؤلاء الفهماء رجال غير عمليين لا يستطاع تقليدهم ؛ وهم متغطرسون مغرورون بآرائهم ، لا يقنعون بما يعطى لهم من مراكز متواضعة. وللسيد كونج هذا من الخصائص ما يبلغ الألف عداً. ولوأردنا حتى نلم بكل ما يعهده عن مراسم الصعود والنزول لتطلب منا ذلك أجيالاً طوالاً". ولم يثمر هذا اللقاء ثمرة ما ، وعاد كنفوشيوس على أثره إلى لووظل يفهم تلاميذه فيها خمسة عشر عاماً أخرى قبل حتى يستدعى ليتولى منصباً عاماً في الدولة. وواتته الفرصة حين عُيّن في أواخر القرن السادس قبل الميلاد كبير القضاة في مدينة جونج- دو.

وتقول الرواية الصينية إذا المدينة في أيامه قد اجتاحتها موجة جارفة من الشرف والأمانة ، فكان إذا سقط شيء في الطريق بقي حيث هوأوأعيد إلى صاحبه. ولما رقاه الدوق دنج دوق لوإلى منصب نائب وزير الأشغال العامة شرع في مسح أرض الدولة وأدخل إصلاحات جمة في الشئون الزراعية ، وينطق أنه لما رقي بعدئذ وزير للجرائم كان مجرد وجوده في هذا المنصب كافياً لبتر دابر الجريمة. وفي ذلك تقول السجلات الصينية: "لقد استحت الخيانة واستحى الفساد حتى يطلاّ برأسيهما واختفيا ، وأصبح الوفاء والإخلاص شيمة الرجال ، كما أصبح العفاف ودماثة الخلق شيمة النساء. واتى الأجانب زرافات من الولايات الأخرى ، وأصبح كنفوشيوس معبود الشعب". إذا في هذا الإطراء من المبالغة ما يجعله موضع الشك ؛ وسواء كان خليقاً به أولم يكن فإنه كان أرقى من حتى يعمر طويلاً. وما من شك في حتى المجرمين قد أخذوا يأتمرون بالمفهم الكبير ويدبرون المكائد للإيقاع به. ويقول المؤرخ الصيني: إذا الولايات القريبة من "لو" دب فيها دبيب الحسد وخشيت على نفسها من قوة "لو" الناهضة. ودبّر وزير ماكر من وزراء تشي مكيدة ليفرق بها بين دوق "لو" وكنفوشيوس، فأشار على دوق تشي بأن يبعث إلى تنج بسرب من حسان "الفتيات المغنيات" وبمائة وعشرين جواداً تفوق الفتيات جمالاً.

وأسرت البنات والخيل قلب الدوق فغفل عن نصيحة كنفوشيوس (وكان قد فهمه حتى المبدأ الأول من مبادئ الحكم الصالح هوالقدوة الصالحة) ، فأعرض عن وزرائه وأهمل شئون الدولة إهمالاً معيباً. ونطق دزه لولكنفوشيوس: "أيها المفهم لقد آن لك حتى ترحل". واستنطق كنفوشيوس من منصبه وهوكاره ، وغادر لو، وبدأ عهد تجوال وتشرد دام ثلاثة عشر عاماً. ونطق فيما بعد "إنه لم ير قط إنساناً يحب الفضيلة بقدر ما يحب الجمال". والحق حتى من أغلاط الطبيعة التي لا تغتفر لها حتى الفضيلة والجمال كثيراً ما يأتيان منفصلين لا مجتمعين. وأصبح المفهم وعدد قليل من مريديه المخلصين مغضوباً عليهم في وطنهم ، فأخذوا يتنقلون من إقليم إلى إقليم ، يلقون في بعضها مجاملة وترحاباً ، ويتعرضون في بعضها الآخر لضروب من الحرمان والأذى. وهاجمهم الرعاع مرتين ، وكادوا في يوم من الأيام يموتون جوعاً ، وبرّح بهم ألم الجوع حتى شرع تْزَه- لونفسه يتذمر ويقول إذا حالهم لا تليق "بالإنسان الراقي". وعرض دوق وى على كنفوشيوس حتى يوليه رياسة حكومته، ولكن كنفوشيوس رفض هذا العرض ، لأنه لم تعجبه مبادئ الدوق. وبينما كانت هذه الفئة الصغيرة في يوم من الأيام تجوس خلال تشي إذ التقت بشيخين عافت نفسهما مفاسد ذلك العهد ، فاعتزلا الشئون العامة كما اعتزلها لودزه ، وآثرا عليها الحياة الزراعية البعيدة عن جلبة الحياة العامة. وعهد أحد الشيخين كنفوشيوس ، ولام تْزَه- لو، على سيره في ركابه ، ونطق له: "إن الاضطراب يجتاح البلاد اجتياح السيل الجارف ، ومن ذا الذي يستطيع حتى يبدل لكم هذه الحال،يا ترى؟ أليس خيراً لكم حتى تتبعوا أولئك الذين يعتزلون العالم كله ، بدل حتى تتبعوا ذلك الذي يخرج من ولاية إلى ولاية؟". وفكر كنفوشيوس في هذا اللوم طويلاً ولكنه لم يفقد راتىه في حتى تتيح له ولاية من الولايات فرصة يتزعم فيها حركة الإصلاح والسلم.

ولما بلغ كنفوشيوس التاسعة والستين من عمره جلس دوق جيه آخر الأمر على عرش لووأوفد ثلاثة من موظفيه إلى الفيلسوف يحملون إليه ما يليق من الهدايا بمقامه العظيم ، ويدعونه حتى يعود إلى موطنه. وقضى كنفوشيوس الأعوام الخمسة الباقية من حياته يعيش معيشة بسيطة معززاً مكرماً ، وكثيرا ما كان يتردد عليه زعماء لويستنصحونه ، ولكنه أحسن جميع الإحسان بأن قضى معظم وقته في عزلة أدبية منصرفاً إلى أنسب الأعمال وأحبها إليه وهونشر روائع الخط الصينية وكتابة تاريخ الصينيين. ولما سأل دوق شي تْزَه- لوعن أستاذه ولم يجبه هذا عن سؤاله ، وبلغ ذلك الخبر مسامع كنفوشيوس ، نطق له: " لِمَ لم تجبه بأنه ليس إلا رجلاً ينسيه حرصه على طلب الفهم الطعام والشراب ، وتنسيه لذة (طلبه) أحزانه، وبأنه لا يدرك حتى الشيخوخة مقبلة عليه" وكان يسلي نفسه في وحدته بالشعر والفلسفة ، ويسره حتى غرائزه تتفق وقتئذ مع عقله ، ومن أقواله في ذلك الوقت: "لقد كنت في الخامسة عشرة من عمري مكباً على الفهم ، وفي الثلاثين وقفت ثابتاً لا أتزعزع ، وفي سن الأربعين زالت عني شكوكي ، وفي الخمسين من عمري عهدت أوامر السماء، وفي الستين كانت أذني عضواً طيعاً لتلك الحقيقة، وفي السبعين كان في وسعي حتى أطيع ما يهواه قلبي دون حتى يؤدي بي ذلك إلى تنكب طريق الصواب والعدل. ومات كنفوشيوس في الثانية والسبعين من عمره ، وسمعه بعضهم يوماً من الأيام يغني في الصباح الباكر تلك الأغنية الحزينة:

سيدك الجبل الشاهق دكا،

وتتحطم الكتلة القوية،

ويذبل الرجل الحكيم كما يذبل النبات.

ولما أقبل عليه تلميذه تْزَه- كونج نطق له: "لن يقوم في البلاد ملك ذكي أريب؛ وليس في الإمبراطورية رجل يستطيع حتى يتخذني مفهماً له. لقد تصرم أجلي وحان يومي". ثم آوى إلى فراشه ومات بعد سبعة أيام من ذلك اليوم. وواراه تلاميذه التراب باحتفال مهيب جدير بما تنطوي عليه قلوبهم من حب له وجلال ، وأحاطوا قبره بأكواخ لهم أقاموا فيها ثلاث سنين يبكونه كما يبكي الأبناء آباءهم. وبعد حتى مضت هذه المدة غادروا جميعا أكواخهم إلاّ تْزَه- كونج ، وكان حبه إياه يفوق حبهم جميعاً ، فبقي بجوار قبر أستاذه ثلاث سنين أخرى واجماً حزيناً تتشعبه الهموم.

السياسة

ويعتقد كنفوشيوس حتى هؤلاء وحدهم هم الذين يستطيعون حتى يعيدوا بناء الأسرة وأن ينقذوا الدولة. فالمجتمع يقوم على إطاعة الأبناء آباءهم ؛ والزوجة زوجها ؛ فإذا مضىت هذه الطاعة حلت محلها الفوضى. وليس ثمة ما أسمى من قانون الطاعة هذا إلا شيء واحد وهوالقانون الأخلاقي. "في وسع (الابن) وهوفي خدمة أبويه حتى يجادلهما بلطف ؛ فإذا رأى أنهما لا يميلان إلى اتباع (نصيحته) زاد احترامه لهما ، من غير حتى يتخلى عن (قصده) ؛ فإذا أمر الوالد ابنه أمراً خطأ وجب عليه حتى يقاومه ، وعلى الوزير حتى يقاوم أمر سيده الأعلى في مثل هذه الحال". وفي هذا القول يضع كنفوشيوس مبدأ من مبادئ منشيس التي تقرر حق الناس المقدس في الثورة.

على حتى كنفوشيوس لم يكن بالرجل الثوري النزعة ؛ ولعله ما كان يظن حتى من تحملهم الثورة لم يخلقوا من طينة غير طينة من تطيح بهم. ولكنه رغم هذه الميول كان جريئاً فيما خطه في كتاب الأغاني: "قبل حتى تفقد ملوك (أسرة) شانج (قلوب) الشعب كانوا أحباء الله. فليكن فيما حل ببيت شانج نذير لكم ؛ إذا الأمر العظيم لا يسهل دائماً الاحتفاظ به". والشعب هوالمصدر العملي الحقيقي للسلطة السياسية ، ذلك حتى جميع حكومة لا تحتفظ بثقة الشعب تسقط لا محالة عاجلاً كان ذلك أوآجلاً. "وسأل تزه- كونج ، عن الحكم فنطق له المفهم: "(لا بد للحكومة) من حتى تحقق أموراً ثلاثة ، حتىقد يكون لدى الناس كفايتهم من الطعام ، وكفايتهم من العتاد الحربي ، ومن الثقة بحكامهم". فنطق تزه- كونج: "فإذا لم يكن بد من الاستغناء عن أحد هذه الشروط ، فأي هذه الثلاثة يجب حتى تتخلى عنه أولاً؟" فأجاب المفهم: "العتاد الحربي". وسأله تزه- كونج مرة أخرى: "وإذا كان لا بد من الاستغناء عن أحد الشرطين الباقيين فأيهما يجب حتى تتخلى عنه؟".

فأجاب المفهم: "فلنتخل عن الطعام ؛ ذلك حتى الموت كان منذ الأزل قضاء محتوماً على البشر ، أما إذا لم يكن للناس ثقة (بحكامهم) فلا بقاء (للدولة)". ويرى كنفوشيوس حتى المبدأ الأول الذي يقوم عليه الحكم هونفس المبدأ الأول الذي تقوم عليه الأخلاق- ألا وهوالإخلاص. ولهذا كانت أداة الحكم الأولى هي القدوة الصالحة ؛ ومعنى هذا حتى الحاكم يجب حتىقد يكون هوالمثل الأعلى في السلوك الحسن ، حتى يحذوالناس حذوه ، فيعم السلوك الطيب جميع أفراد شعبه. وسأل كي كانج كنفوشيوس عن الحكومة قائلاً: "ما قولك في اغتال من لا مبدأ لهم ولا ضمير لخير أصحاب المبادئ والضمائر؟" ، فأجابه كنفوشيوس: "وما حاجتك يا سيدي إلى القتل في قيامك بأعباء الحكم،يا ترى؟ لتكن نيتك الصريحة البينة عمل الخير ، فيكون الناس أخياراً. إذا العلاقة القائمة بين الأعلى والأدنى لشبيهة بالعلاقة بين الريح والكلأ ، فالكلأ يميل إذا هبت عليه الريح. وما أشبه الذي ينهج في حكمه نهج الفضيلة بالنجم القطبي الذي لا يتحول عن مكانه والذي تطوف النجوم كلها حوله.." ، وسأل كي كانج كيف من الممكن أن ُيحمل الناس على حتى يجلوا (حاكمهم) ، وأن يخلصوا له ، وأن يلتزموا جانب الفضيلة،يا ترى؟ فأجابه المفهم: "فليرأسهم في وقار- يحترموه ، وليكن عطوفاً عليهم رحيماً بهم ، يخلصوا له. وليقدم الصالحين ويعلّم العاجزين- يحرصوا على حتىقد يكونوا فضلاء".

وإذا كانت القدوة الحسنة أولى وسائل الحكم ، فإن حسن الاختيار للمناصب وسيلته الثانية: "استمل الصالحين المستقيمين ، وانبذ المعوجين ، وبهذه الطريقة يستقيم المعوج". وتقول عقيدة الوسط: "إن تصريف شئون الحكم إنما يقوم على (استعمال من يصلح له من الناس). وما من سبيل إلى الحصول على هؤلاء الناس إلا حتى تكون أخلاق (الحاكم) نفسه صالحة". وأي شيء لا تستطيع الوزارة المؤلفة من الرجال الأعلين حتى تعمله في جيل واحد لتطهير الدولة والارتفاع بالشعب إلى مستوى عال من الحضارة،يا ترى؟ - إذا أول ما يحرصون عليه ألا تكون لهم قدر المستطاع علاقات خارجية ، وأن يعملوا على حتى يكتفوا بغلاتهم عن غلات غيرهم، حتى لا تشن أمتهم الحرب على غيرها من الأمم للحصول على هذه الغلات ، ثم يقللون من ترف بطانة الملوك ويعملون على توزيع الثروة في أوسع نطاق لأن "هجريز الثروة هوالسبيل إلى تشتيت الشعب ، وتوزيعها هوالسبيل إلى جمع شتاته" ، ثم يخففون العقاب وينشرون التعليم العام لأن "التعليم إذا انتشر انعدمت الفروق بين الطبقات". ويشير كنفوشيوس بألا تدرس الموضوعات العليا لذوي المواهب الوسطى ، أما الموسيقى فيجب حتى تفهم للناس أجمعين. ومن أقواله في هذا: "إذا أتقن الإنسان الموسيقى ، وقوم عقله وقلبه بمقتضاها وعلى هديها ، تطهر قلبه وصار قلباً طبيعياً ، سليماً ، رقيقاً، عامراً بالإخلاص والوفاء ، يغمره السرور والبهجة. وخير الوسائل لإصلاح الأخلاق والعادات. حتى توجه العناية إلى الموسيقى التي تعزف في البلاد. والأخلاق الطيبة والموسيقى يجب ألاّ يهملهما الإنسان. فالخير شديد الصلة بالموسيقى والاستقامة تلازم الأخلاق الطيبة على الدوام". وعلى الحكومة حتى تُعنى أيضاً بغرس الأخلاق الطيبة ، ذلك حتى الأخلاق إذا فسدت فسدت الأمة معها. وآداب اللياقة هي التي تكون على الأقل المظهر الخارجي لأخلاق الأمة وإن لم يدرك الناس هذا ، وهي تضفي على الحكيم لطف الرجل المهذب ؛ وما من شك في حتى المرء ابن عادته.

أما من الوجهة السياسية "فآداب اللياقة حواجز تقوم بين الناس وبين الانغماس في المفاسد" ، و"من افترض حتى الحواجز القديمة لا نفع فيها فهدّمها حلّت به الكوارث الناشئة من طغيان المياه الجارفة". ويكاد الإنسان حتى يسمع هذا القول الصارم الذي نطق به المفهم الغاضب يتردد هذه الأيام في جنبات "بهوالآداب القديمة" التي نقشت ألفاظها على حجارته ، والتي دنستها أوضار الثورة وحقرتها. ومع هذا فقد كان لكنفوشيوس أيضا أحلامه ومثله العليا في الحكومات والدول. فقد كان يعطف بعض الأحيان على الذين إذا اقتنعوا بأن الأسرة الحاكمة فقدت "الأمر الأعلى" أي "أمر السماء" ، قوضوا أركان نظام من نظم الحكم لكي يقيموا على أنقاضه نظاماً خيراً منه. وقد اعتنق في آخر الأمر المبادئ الاشتراكية وأطلق فيها لخياله العنان! "إذا ساد المبدأ الأعظم (مبدأ التماثل الأعظم) أصبح العالم كله جمهورية واحدة ؛ واختار الناس لحكمهم ذوي المواهب والفضائل والكفايات ؛ وأخذوا يتحدثون عن الحكومة المخلصة ، ويعملون على نشر لواء السلم الكامل. وحينئذ لا يرى الناس حتى آباءهم هم من ولدوهم دون غيرهم ، أوحتى أبناءهم هم من ولدوا لهم ، بل تراهم يهيئون سبل العيش للمسنين حتى يستوفوا آجالهم ، ويهيئون العمل للكهول ، ووسائل النماء للصغار ، ويكفلون الحياة للأرامل من الرجال والنساء واليتامى وعديمي الأبناء ، ومن أقعدهم السقم عن العمل. هنالكقد يكون لكل إنسان حقه ، وهنالك تصان شخصية المرأة فلا يتعدى عليها. وينتج الناس الثروة ، لأنهم يكرهون حتى تبدد وتضيع في الأرض ، ولكنهم يكرهون حتى يستمتعوا بها دون غيرهم من الناس ، وهم يعملون لأنهم يكرهون البطالة ، ولكنهم لا يهدفون في عملهم إلى منفعتهم الشخصية. وبهذه الطريقة يقضى على الأنانية والمآرب الذاتية ، فلا تجد سبيلاً إلى الظهور ، ولا يرى أثر للصوص والنشالين والخونة المارقين ، فتبقى الأبواب الخارجية مفتحة غير مغلقة. هذا هوالوضع الذي أسميه التماثل الأعظم.

التعليم

如果你想在一年內,植物種子的條款;如果十年,種樹條款;如果100年計算,教人。
"لوتفكر لمدى عام، اغرس بذوراً؛ ولوتفكر لمدى عشرة أعوام، اغرس أشجاراً، أما لوتفكر لمدى مئة عام، عمليك حتى تفهم الناس."

حواريوه وذكراه

"حياة وأعمال كونفوشيوس"، پروسپبروإنتوركتا، 1687.
صورة ذات شعبية لكونفوشيوس كموضع إجلال, بمعبد ثيان هوك كـِنگ, سنغافورة.


أثر كونفوشيوس

في الأمة الصينية

كان نجاح كنفوشيوس بعد موته ولكنه كان نجاحاً كاملاً. لقد كان يضرب في فلسفته على نغمة سياسية عملية حببتها إلى قلوب الصينيين بعد حتى زال بموته جميع احتمال لإصراره على تحقيقها. وإذ كان رجال الأدب في جميع زمان لا يرتضون حتىقد يكونوا أدباء فحسب ، فإن أدباء القرون التي أعقبت موت كنفوشيوس استمسكوا أشد استمساك بمبادئه ، واتخذوها سبيلاً إلى السلطان وتسلم المناصب العامة ، وأوجدوا طبقة من الفهماء الكنفوشيين أصبحت أقوى طائفة في الإمبراطورية بأجمعها. وانتشرت المدارس في أنحاء البلاد لتفهم الناس فلسفة كنفوشيوس التي تلقاها الأساتذة عن تلاميذ المفهم الأكبر ، ونماها مِنْشِيس وهذبها آلاف مؤلفة من الفهماء على مدى الأيام. وأضحت هذه المدارس المراكز الثقافية والعقلية في الصين فأبقت شعلة الحضارة متقدة خلال القرون الطوال التي تدهورت فيها البلاد من الوجهة السياسية ، كما احتفظ رهبان العصور الوسطى بجذوة الثقافة القديمة وبقليل من النظام الاجتماعي في العصور المظلمة التي تلت سقوط روما.

وكانت في البلاد طائفة أخرى هي طائفة "القانونيين" استطاعت حتى تناهض وقتاً ما آراء كنفوشيوس في عالم السياسة ، وأن تسير الدولة حسب مبادئها هي في بعض الأحيان. ومن أقوالهم في الرد على كنفوشيوس حتى نظام الحكم على المثل الذي يضربه الحاكمون ، وعلى الصلاح الذي تنطوي عليه قلوب المحكومين ، يعرّض الدولة لأشد الأخطار ، إذ ليس في التاريخ أمثلة كثيرة تشهد بنجاح الحكومات التي تسترشد في أعمالها بهذه المبادئ المثالية. وهم يقولون حتى الحكم يجب حتى يستند إلى القوانين لا إلى الحكام ، وإن الناس يجب حتى يرغموا على إطاعة القوانين حتى تصبح إطاعتها طبيعة ثانية للمجتمع فيطيعوها راضين مختارين. ولم يبلغ الناس من الذكاء مبلغاً يمكنهم من حتى يحسنوا حكم أنفسهم ، ولهذا فإنهم لا يصيبون الرخاء إلا تحت حكم جماعة من الأشراف ؛ وحتى التجار أنفسهم ، وإن أثروا ، لا يشير ثراؤهم على أنهم متفوقون في ذكائهم ، فهم يسعون وراء مصالحهم الخاصة ، وكثيرا ما يتعارض سعيهم هذا مع مصالح الدولة. ويقول بعض القانونيين إنه قد يحدث من الخير للدولة حتى تجعل رؤوس الأموال ملكاً عاماً للمجتمع ، وأن تحتكر هي التجارة ، وأن تمنع التلاعب بالأثمان وهجريز الثروة في أيدي عدد قليل من الأفراد. هذه آراء ظهرت ثم اختفت ثم عادت إلى الظهور مرة بعد مرة في تاريخ الحكومة الصينية.

ولكن فلسفة كنفوشيوس خط لها النصر آخر الأمر. وسنرى فيما بعد كيف من الممكن أن سعى شي هوانج دي ، صاحب الحول والطول ، يعاونه رئيس وزراء من طائفة القانونيين ، للقضاء على نفوذ كنفوشيوس ، فأمر حتى يحرق جميع ما كان موجوداً وقتئذ من الكتابات الكنفوشية. ولكن تبين مرة أخرى حتى قوة اللسان أعظم من قوة السنان. ولم يكن لعداء "الإمبراطور الأول" من نتيجة إلاّ حتى يجعل الخط التي أراد حتى يعدمها خطاً مقدسة قيمة ، وأن يستشهد الناس في سبيل المحافظة عليها.حتى إذا انقضى عهد شي هوانج- دي ، وعهد أسرته القصير الأجل ، وجلس على العرش إمبراطور أحكم منه ، أخرج الآداب الكنفوشية من مخابئها وعيّن الفهماء الكنفوشيين في مناصب الدولة ، وثبّت حكم أسرة هان ، وقوى نادىئمه ، بأن أدخل آراء كنفوشيوس وأساليبه الحكيمة في برامج تعليم الشبان الصينيين وفي الحكومة. وقربت القرابين تكريماً لكنفوشيوس ، وأمر الإمبراطور بأن تنقش نصوص الخط القديمة على الحجارة ، وأصبحت الكنفوشية دين الدولة الرسمي. وناهض الكنفوشية في بعض الأحيان نفوذ الدَّوية ، كما طغى عليها أحياناً أخرى سلطان البوذية ، حتى إذا كان عهد أسرة تانج أعادتها إلى مكانتها السابقة ، وأعلت من شأنها. ولما جلس على العرش تاي دزونج الأعظم أمر حتى يشاد هيكل لكنفوشيوس في جميع مدينة وقرية في جميع أنحاء الإمبراطورية ، وأن يقرب له فيها القرابين الفهماء والموظفون.

وفي عهد أسرة زونج نشأت مدرسة قوية للكنفوشية الجديدة أضافت شروحاً وتعليقات لا حصر لها على الخط الكنفوشية القديمة ، وعملت على نشر فلسفة أستاذها الأكبر وما أضافته إليها من شروح مختلفة في بلاد الشرق الأقصى ، وبعثت في اليابان نهضة فلسفية قوية. وظلت مبادئ كنفوشيوس من مبدأ قيام أسرة هان إلى سقوط أسرة منشو- أي ما يقرب من ألفي عام- تسيطر على العقلية الصينية وتصوغها في نطقبها.والفلسفة الكنفوشية أبرز ما يقابل المؤرخ لبلاد الصين ؛ ذلك حتى كفايات مفهمها الأكبر ظلت جيلاً بعد جيل النصوص المقررة في مدارس الدولة الصينية ، يكاد جميع صبي يتخرج في تلك المدارس حتى يحفظها عن ظهر قلب ، وتغلغلت النزعة المتحفظة القوية التي يمتاز بها الحكيم القديم في قلوب الصينيين ، وسرت في دمائهم ، وأكسبت أفراد الأمة الصينية كرامة وعمقاً في التفكير لا نظير لهما في غير تاريخهم أوفي غير بلادهم ، واستطاعت الصين بفضل هذه الفلسفة حتى تحيا حياة اجتماعية متناسقة متآلفة ، وأن تبعث في نفوس أبنائها إعجاباً شديداً بالفهم والحكمة ، وأن تنشر في بلادها ثقافة مستقرة هادئة أكسبت الحضارة الصينية قوة أمكنتها من حتى تنهض من كبوتها وتسترد قواها بعد الغزوات المتكررة التي اجتاحت بلادها ، وأن تشكل هي الغزاة على صورتها وتطبعهم بطابعها. ولسنا نجد في غير المسيحية والبوذية ما نجده في الكنفوشية من جهود جبارة لتحويل ما جبلت عليه الطبيعة البشرية من غلظة ووحشية إلى تأدب ورقّة. ولسنا نجد في هذه الأيام- كما لم يجد الأقدمون في الأيام الخالية- دواء يوصف للذين يقاسون الأمرّين من جراء الاضطراب الناشئ من التربية التي تُعنى بالعقل وتهمل جميع ما عداه ، ومن انحطاط مستوى القانون الأخلاقي وتدهوره ، ومن ضعف الأخلاق الفردية والقومية ، لسنا نجد دواء لهذا كله خيراً من تلقين الشباب مبادئ الفلسفة الكنفوشية. لكن تلك الفلسفة لا تستطيع وحدها حتى تكون غذاء كاملاً للروح. لقد كانت فلسفة تصلح لأمة تكافح للخروج من غمرات الفوضى والضعف إلى النظام والقوة، ولكنها غل ثقيل يقيد البلد الذي ترغمه المنافسات الدولية على حتى ينموويتطور.

ذلك حتى قواعد الأدب واللياقة التي شكلت أخلاق الصينيين ونظامهم الاجتماعي أضحت قوة جارفة تسير جميع حركة حيوية في طريق مرسوم لا تتحول عنه ، وكانت الفلسفة الكنفوشية تصطبغ بصبغة جامدة متزمتة ، وتقف في سبيل الدوافع الطبيعية القوية المحركة للجنس البشري ، وسمت فضائلها حتى بلغت حد العقم ؛ ولم يكن فيها قط مجال للهووالمجازفة كما لم يكن فيها إلا القليل من الصداقة والحب ، وقد أعانت على تحقير النساء وإذلالهن ، كما أعان ما فيها من كمال بارد على تجميد الأمة الصينية وجعلها أمة متحفظة لا يضارع عداءها للرقي إلا حبها للسلام. وليس من حقنا حتى نعزوهذا كله إلى كنفوشيوس ، وأن نوجه إليه اللوم من أجله ، إذ ليس في مقدور إنسان أياً كان شأنه حتى يسيطر على تفكير عشرين قرناً من الزمان. بل جميع ما يحق لنا حتى نطلبه إلى المفكر حتى يضيء لنا بطريقة ما ، وبفضل تفكيره طوال حياته ، سبيل الفهم السليم. وقَلَّ حتى تجد في العالم من اضطلع بهذا الواجب كما اضطلع به كنفوشيوس. وإذا ما قرأنا تعاليمه، وتبينا ما يجب حتى نمحوه من فلسفته بسبب تقدم المعارف في العالم وتبدل أحواله ، وعهدنا قيمة ما يسديه إلينا من هداية في عالمنا الحاضر نفسه ، إذا عملنا هذا نسينا من فورنا ما يشوب فلسفته من تفاهة تارة ومن كمال لا تطيقه الطبيعة البشرية تارة أخرى ، واشهجرنا مع كونج جي حفيده الصالح التقي في هذا التسبيح الأعلى الذي كان بداية تأليه كنفوشيوس.

لقد نقل جونج- في عقائد يُووشوِن كأنهما كانا من آبائه ، ونشر نظم وُن ووُوواتخذهما مثلين يحتذيهما وينسج على منوالهما. وكان في صفاته الروحية قديساً أوملاكاً يتناغم مع السماء، ولكنه لم ينس قط أنه مخلوق من طين وماء. وهويشبه السماء والأرض في أنه كان عماداً لكل شيء وعائلاً لكل شيء، يحجب نوره جميع شيء، وتغطي ظلاله جميع شيء. وهوأشبه بالفصول الأربعة في تتابعها وانتظام سيرها، وأشبه بالشمس والقمر في تتابع ضيائهما.

فهوفي شموله واتساع آفاقه كالسماء ، وفي عمق تفكيره ونشاطه كالهوة السحيقة والعين الجائشة الفوارة. إذا رآه الناس وقروه وعظموه ، وإذا تحدث صدقوه ، وإذا عمل أعجبوا بعمله وأحبوه. ولهذا ذاع صيته في "المملكة الوسطى" وانتشر بين القبائل الهمجية ، فحيثما وصلت السفائن والمركبات ، وحيثما نفذت قوة الإنسان ، وفي جميع مكان امتد على سطح الأرض وأظلته السماء وأضاءته الشمس وأناره القمر ، وفي جميع بقعة مسها الصقيع وطلها الندى- يجله ويحبه جميع من سرى فيه دم الحياة وترددت في صدره أنفاسها ، حباً صادقاً لا تكلف فيه ولا رياء ، ولهذا قيل عنه إنه: "هووالسماء صنوان".


في آسيا واوروبا

"حياة وأعمال كونفوشيوس, بقلم پروسپـِروإنتورسـِتـّا, 1687.


پورتريهات

ذكرى كونفوشيوس

أسطورة مولده وأحفاده

وتصف الأقاصيص الصينية الخيالية، كيف من الممكن أن أعربت الأشباح إلى أمه الشابة مولده غير الشرعي، وكيف كانت الهولات تحرسها والأرواح الإناث تعطي لها الهواء وهي تلده في أحد الكهوف. وتقول تلك الأقاصيص إنه كان له ظهر تنين، وشفتا ثور، وفم في سعة البحر، وإنه ولد من أسرة هي أقدم الأسر الباقية على قيد الحياة إلى الآن لأنه (كما يؤكد فهماء الأنساب الصينيون) من نسل الإمبراطور العظيم هوانج- دي، وإن له أحفاداً كثيرين، وإن نسله لم ينبتر إلى وقتنا هذا. ولقد بلغ عدد من تناسل منهم منذ مائة عام أحد عشر ألفاً من الذكور، ولا تزال البلدة التي ولد فيها حتى هذا اليوم لا يعمرها إلا نسله- أوبعبارة أدق إلا نسل ابنه الوحيد؛ ومن نسله وزير المالية في الحكومة الصينية القائمة للآن في نانكنج.

مأثورات

廄焚。子退朝,曰:“傷人乎?” 不問馬。
عندما احترقت الاسطبلات أثناء عودته من المحكمة، نطق كونفوشيوس، 'هل جـُرح أحد؟' ولم يسأل عن الخيل.
تعاليم كونفوشيوس X.11 (ترجمة آرثر ويلي) أو10-13 (ترجمة جيمس لگ)


子貢問曰:“有一言而可以終身行之者乎”?子曰:“其恕乎!己所不欲、勿施於人。”
سأل زي گونگ (من حواريي كونفوشيوس): "هل هناك نصيحة يمكنها حتى توجه الشخص في جميع مراحل حياته؟"
أجاب المفهم: "ماذا عن 'شو' [التقابل]: لا تفرض على الآخرين ما لا يمكن حتى تختاره لنفسك؟"
تعاليم كونفوشيوس XV.24، ترجمة ديڤد هنتون

خطه

  • كتاب تعاليم كونفوشيوس أولون يو، هي مجموعة مسجلة من أقوال وأفعال كونفوشيوس وتلامذته، بالإضافة إلى مناقشات تمت بينهم.
  • اللي - جي أوسجل المراسم وهوكتاب يشتمل على القواعد القديمة من آداب اللياقة ، والأسس الدقيقة لتكوين الأخلاق ونضجها ، بما يساعد على استقرار النظام الاجتماعي.
  • خط ذيولا وتعليقات على كتاب "إلاي - جنج" أو"كتاب التغيرات" وموضوعه فهم ما وراء الطبيعة ، رغم حرصه على ألا يلج بفلسفته إلى هذا المجال المستعصي على عقل الإنسان وحسه.
  • كتاب "الشي - جنج" وهوكتاب أناشيد قام بترتيبه وتبويبه، كما شرح فيه كنه الحياة ومبادئ الأخلاق الفاضلة.
  • كتاب "التشو- شيو" وهوكتاب تاريخ سجل فيه أبرز الأحداث التي سقطت في مدينته "لو".
  • "الشو- جنج" وهوكتاب تاريخ آخر ولكنه أضم، حيث جمع فيه أبرز وأرقى ما وجده في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص .

كما حتى اتباعه ومريديه قد جمعوا أقواله وتعاليمه في أربعة خط هى:

  • كتاب "لوق يو" أو"الأحاديث والمحاورات" المعروف عند قرّاء اللغة الانجليزية بإسم " مجموعة الشذرات " أي شذرات كنفوشيوس.
  • ما اتى في الفقرتين الرابعة والخامسة من الشوالثاني وهوالمؤلف المعروف عند الصينيين بإسم "الداشوه أوالتعليم الأكبر"، ويعزوالفيلسوف والناشر الكنفوشي جوشي هاتين الفقرتين إلى كنفوشيوس نفسه ، كما يعزوباقي الرسالة إلى دزنج - تسان أحد أتباعه.
  • كتاب "جونج يونج" أو"عقيدة الوسط" وهوالكتاب الفلسفي من خط الصين.
  • "كتاب منشيس" وهذا الكتاب هوخاتمة الآداب الصينية القديمة.

طالع أيضاً

  • الكونفوشية
  • الكونفوشية الجديدة
  • معبد كونفوشيوس
  • معهد كونفوشيوس
  • كتاب الأغاني (الصيني)


الهامش

  1. ^ وعادة ما تختصر إلى صينية تقليدية: 孔子; پن‌ين: Kǒngzǐ؛ انظر Names قسم
  • "Windows into China", John Parker, ISBN 0890730504
  • "The Eastern origins of Western civilization", John Hobson, ISBN 0521547245

قراءات إضافية

  • Clements, Jonathan (2008). Confucius: A Biography. Stroud, Gloucestershire, England: Sutton Publishing. ISBN 978-0-7509-4775-6.
  • Confucius (1997). Lun yu, (in English The Analects of Confucius). Translation and notes by Simon Leys. New York: W.W. Norton. ISBN 0-393-04019-4.
  • Confucius (2003). Confucius: Analects—With Selections from Traditional Commentaries. Translated by E. Slingerland. Indianapolis: Hackett Publishing. (Original work published c. 551–479 BC) ISBN 0-87220-635-1.
  • Creel, Herrlee Glessner (1949). Confucius and the Chinese Way. New York: Harper.
  • Creel, Herrlee Glessner (1953). Chinese Thought from Confucius to Mao Tse-tung. Chicago: University of Chicago Press.
  • Csikszentmihalyi, M. (2005). "Confucianism: An Overview". In Encyclopedia of Religion (Vol. C, pp 1890–1905). Detroit: MacMillan Reference USA.
  • Dawson, Raymond (1982). Confucius. Oxford: Oxford University Press. ISBN .
  • Dollinger, Marc J. (1996). "Confucian Ethics and Japanese Management Practices," in Sterling Harwood, ed., Business as Ethical and Business as Usual Boston: Jones & Bartlett.
  • Fingarette, Hebert (1998). Confucius : the secular as sacred. Long Grove, Ill.: Waveland Press. ISBN .
  • Mengzi (2006). Mengzi. Translation by B.W. Van Norden. In Philip J. Ivanhoe & B.W. Van Norden, Readings in Classical Chinese Philosophy. 2nd ed. Indianapolis: Hackett Publishing. ISBN 0-87220-780-3.
  • Ssu-ma Ch'ien (1974). Records of the Historian. Yang Hsien-yi and Gladys Yang, trans. Hong Kong: Commercial Press.
  • Van Norden, B.W., ed. (2001). Confucius and the Analects: New Essays. New York: Oxford University Press. ISBN 0-19-513396-X.
  • Vidal, Gore (1981). Creation. New York: Random House. ISBN 0-394-50015-6. Confucius appears as one of the main characters in this novel, which gives a very sympathetic and human portrait of him and his times.

وصلات خارجية

هذه الموضوعة تحتوي على نصوص بالصينية.
بدون دعم الإظهار المناسب, فقد ترى علامات استفهام ومربعات أورموز أخرى بدلاً من الحروف الصينية.
تقدر حتى تجد معلومات أكثر عن كونفوشيوس عن طريق البحث في مشاريع الفهم:

تعريفات قاموسية في ويكاموس
خط من فهم الخط
اقتباسات من فهم الاقتباس
نصوص مصدرية من فهم المصادر
صور وملفات صوتية من كومونز
أخبار من فهم الأخبار.

  • Confucius on In Our Time at the BBC. (listen now)
  • مسقط لتعاليم كونفوشيوس باللغة العربية
  • Confucius entry in the Stanford Encyclopedia of Philosophy by Jeffrey Riegel
  • أعمال من Confucius في مشروع گوتنبرگ
  • Confucian Analects (Project Gutenberg release of James Legge's Translation)
  • French translation by Edouard Chavannes of Sima Qian's biography of Confucius (see pp.283-435) in the Records of the Grand Historian
  • ), containing traditions about Confucius' early life
  • New modern and detailed TV series about Confucius made by CCTV
  • Core philosophical passages in the Analects of Confucius.


تاريخ النشر: 2020-06-06 13:50:32
التصنيفات: Articles with hCards, كونفوشيوس, كونفوشية, فلسفة صينية, فلاسفة قدماء, فلاسفة صينيون قدماء, علمانية, دولة لو, گوچين, مؤسسو ديانات, مواليد 551 ق.م., وفيات 479 ق.م., فلاسفة صينيون, فلاسفة القرن السادس ق.م., أشخاص من تشوفو, كتاب من شاندونگ, فلاسفة أخلاقيون, إنسانيون كلاسيكيون, مؤرخو أسرة ژو, مؤرخو القرن الخامس ق.م., نظرية التعليم, Articles containing non-English-language text

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تشافي: "نحن الآن في لحظة المعاناة وهذا يجعلنا ننمو"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:16:25
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

تصريح للمتحدث باسم الرئاسة المصرية بشأن الإمارات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:17:07
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 93%

روسيا تعد مسودة اتفاقية لتسهيل التأشيرات للمواطنين السوريين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:17:00
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 90%

مقتل شخص في تحطم طائرة بالقرب من نيويورك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:16:54
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 95%

تونس تعلن عن إجراءات لفائدة المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:16:47
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 100%

إيران تخطط لإطلاق قمر صناعي في نهاية العام بالتعاون مع روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:17:04
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 91%

روسيا تتحدث عن إفشال خطة أمريكية كبرى تخص أمن مصر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:17:00
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 98%

السعودية تصدر تحذيرات شديدة للمعتمرين المصريين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:16:56
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 92%

مصر تتخذ قرارا عاجلا بشأن اللحوم المستوردة من البرازيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:16:58
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 100%

رجل أعمال هندي يقدم مساعدات إنسانية لمتضرري الزلزال في سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:16:55
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 97%

وسائل إعلام: عشرة قتلى وسبع إصابات في حادث حافلة في بيرو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:17:03
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

تحميل تطبيق المنصة العربية