طائفة بني رزين

Taifa of Albarracín
Taifa of Albarracín ; طائفة بني رزين
	1012–1104
	طائفة بني رزين، ح. 1037.
العاصمة	Albarracín, currently in Teruel, Aragón, Spain.
اللغات المشهجرة	العربية، الأمازيغية، المستعربية، العبرية
الدين	الإسلام، الروم الكاثوليك، اليهودية
الحكومة	ملكية
الحقبة التاريخية	العصور الوسطى
• سقوط خلافة قرطبة	1012
• آلت إلى المرابطين	1104
العملة	الدرهم والدرهم
Preceded by	Succeeded by
	خلافة قرطبة
المرابطون
Sinyoría d'Albarrazín

طائفة بنورزين أوطائفة السهلة، هي طائفة أمازيغية في العصور الوسطى. تأسس عام 1012 في الأندلس أثناء فتنة الأندلس، على أيدي بني رزين على أجزاء من جنوب الثغر الأعلى وشمال شرق الثغر الأوسط، وحافظت على استقلاليتها حتى سقوطها نهائيًا عام 1104 على أيدي المرابطون.

سميت شنتمرية الشرق تمييزاً لها من شنتمرية الغرب، وهى الواقعة في جنوب غربي ولاية الغرب الأندلسية على المحيط الأطلنطى، وتشغل مكانها اليوم مدينة فاروالبرتغالية، وتعهد شنتمرية الشرق الإسبانية بمدينة السهلة وهوتحريف لاسم بني رزين أمرائها أيام الطوائف.

تحدث ابن عذاري صاحب المؤلف الزاخر "البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب" عن مؤسس هذه الدويلة فنطق: "ذكر دولة بني رزين ملوك شنتمرية الشرق، وهي مدينة عظيمة في شرقي الأندلس، ويعهدون ببني الأصلع، لما اشتعلت الفتنة بالأندلس في ثورة ابن عبد الجبار، وثار جميع رئيس بموضع، ثار ابن الأصلع بشنتمرية وينطق لها السهلة، ومسماه هذيل بن خلف بن لب بن رزين البربري، وكنيته أبومحمد بويع لها بها سنة ثلاث وأربعمائة، وكان من أكابر ناس الثغر، وكان بارع الجمال، حسن الخلق، جميل العشرة، ظاهر المروءة، لم ير في الأمراء أبهى منه منظرًا مع طلاقة لسانه، وإدراك حوائجه ببيانه، وكان أحمل الملوك همة في اكتساب الآلات، واقتناء القينات، اقتنى جارية الطبيب أبي عبد الله الكناني بثلاثة آلاف دينار".

المسقط الجغرافي

كانت هذه الإمارة الصغيرة - إمارة شنتمرية أوشنتمرية ابن رزين تقع في سهل سهل خصيب من الأرض، يقع في جنوبي الثغر الأعلى، وفي شمال شرقي الثغر الأوسط، عند منابع نهر خالون فرع إبرة، وتحدها من الشرق سلسلة من الجبال تسمى بنفس الاسم، أى جبال بني رزين، وقد عهد بنورَزين هؤلاء أصحاب شنتمرية الشرق، باسم جدهم الأعلى رزين البرنسي، أحد أكابر رجال البربر الداخلين إلى الأندلس في جيش طارق بن زياد، وهوينتمي إلى هوارة إحدى بطون قبيلة البرانس البربرية الكبرى، وكان منزل بني رزين بقرطبة، ولجدهم رزين بها آثار كثيرة، ثم نزحوا إلى الثغر، ونزلوبأراضي السهلة، وهي التي تتوسطها شنتمرية، واستقروا هنالك سادة وحكاماً.

التاريخ

إن آخر قبائل غمارة الداخلية هي قبيلة بني رزين، والتي تحتل المرتفعات الفاصلة بين جبال بني خالد الشديدة الارتفاع من جهة الجنوب، وبين جبال بني سميح ومتيوة المطلة على البحر من جهة الشمال، وتتكون هذه القبيلة الغمارية الأخيرة من خمسة فرق: بنومراق وأوفاس وتمريخت وبنوقاسم وفرقة الوسطيين.

تنتسب القبيلة إلى إنسان يدعى "رزين"، وفي الرسوم وخط الأنساب القديمة هوابن "نال"، وقد عبر عنه في غالب خط الأنساب ب"رزين بنان" بإضغام نون تعبير "بن" ومع نون تعبير "نال"، وإبدال اللام الأخيرة نونا. وكان أهل بني رزين الأكثر إصرارا على حمل أنسابهم إلى "نال" المذكور، حرصا على انادىء الشرف.

إن نسب بني رزين الأوائل على الأرجح ليس في غمارة، فالجد الأعلى "رزين" كان من أصحاب طارق بن زياد ودخل معه الأندلس فاتحا، ونسبه في قبيلة هوارة البربرية وليس في غمارة، ونزل بنورزين مع أقاربهم بني ذي النون الهواريين في الثغر قرب الحدود مع الممالك النصرانية كما كان حال الأغلبية من البربر. وخمد ذكر هذه العائلة زمنا طويلة حتى سقطت الفتنة في قرطبة واضطرب أمر الخلافة، وتغلبت الخوارج على الأمصار، فوثب بنوذي النون على طليطلة، وانفصل بنورزين بطائفة شنتمرية الشرق ابتداء من 403 هـ برئاسة هذيل بن عبد الملك الرزيني المعروف ب"ابن الأصلع".

وشأنها في ذلك شأن سائر ملوك الطوائف فقد دخلت طائفة شنتمرية في صراع مع جيرانها، خصوصا من التجيبيين ثم بني هود رؤساء طائفة سرقسطة، ومنذ وفاة هذيل سنة 436 هـ ووصول ابنه عبد الملك إلى الإمارة أخذت هذه الطائفة بسياسة النأي عن الحروب الواقعة بين ملوك الطوائف، ولكن سقوط مدينة طليطلة في يد الملك ألفونسوالسادس عام 478 هـ جعل بني رزين يلجؤون إلى دفع الجزية للرومي اتقاء لشره كما عمل جل رؤساء الطوائف، وحينما ولج المرابطون الجزيرة وعزلوا سائر ملوك الطوائف نهائيا عام 484 هـ حافظوا على استقلال طوائف سرقسطة والجزائر الشرقية (الباليار) وطائفة شنتمرية هذه، مما جعلها عرضة للغارات المتواصلة ل"كونت ألبرهانش" و"السيد القمبيطور" وهما أكبر قادة ملك قشتالة، وقاد القمبيطور أعنف هذه الحملات عام 482 هـ واضطر ابن هذيل إلى الخروج إلى معسكره وتقديم عشرة آلاف دينار أتاوة له لقاء انسحابه، وحينما حاول التملص من أداء هذه الأتاوة والاستعانة بالملك بيدروالأول صاحب أراغون والكونت ريدموند صاحب برشلونة، عاود القمبيطور غزوشنتمرية واضطر ابن رزين إلى مهادنته من جديد، وحينما توفي عبد الملك خلفه ولده حسام الدولة يحيى فبلغ من الهوان والتخاذل وإعطاء الدنية للرومي ما جعل المرابطين يخلعونه ويدخلون مدينة شنتمرية في عام 497 هـ لتنتهي إمارة بني رزين الهواريين. وهاجر بنورزين هؤلاء من الأندلس إلى جبال غمارة على ما يظهر في نهاية العصر الموحدي ليؤسسوا قبيلة بني رزين الحالية، وقد بقيت بعض العائلات المنتسبة إلى هذه القبيلة تضيف لقب "الأندلسي" بعد "الرزيني" في العصور المتأخرة.

حدث عقب سقوط بني أمية في قرطبة، ومجيء ملوك الطوائف، استقل بشنتمرية الشرق أبومحمد هذيل بن خلف بن لب بن رزين، ثم اتى بعده أخوه أبومروان عبد الملك بن خلف، ثم خلفه ابنه أبومحمد هذيل الثاني الملقب بعز الدولة، واتى بعده ابنه مروان عبد الله الثاني الملقب بحسام الدولة، وذلك سنة ٤٩٦ للهجرة، وفق ١١٠٢ للميلاد. وفي سنة ١٠٨٧ انضم ابن رزين إلى القسيذور الملقب بالسيد، وزحف معه لحصار بلنسية سنة ١٠٩٤ ثم إذا شنتمرية ابن رزين انتهى أمرها باستيلاء الدون بتره رويز الصخرة عليها، فخرجت من يد الإسلام، وفي سنة ١٢٣١ اندمجت في مملكة أراغون.