في سطور

الجُودُ - جُودُ : كثرة العطاء مِن غير سؤال للناس والتعفف عما لديهم. أي بمعنى أخر بذل الكثير وإبقاء القليل.

والجُود: المطر الغزير، وجاد الرَّجل بماله يجُود جُودًا بالضَّم، فهوجَوَادٌ. وقيل: الجَوَاد: هوالذي يعطي بلا مسألة؛ صيانة للآخذ مِن ذلِّ السُّؤال ويُفَسَّر الجُود أيضًا بالسَّخاء.

إن الجود من الأخلاق العريقة القديمة التي عهدها منذ الأزل أصحاب النفوس العظيمة فإعتنقوها في تعاملاتهم، ومدحوا بها ساداتهم وجعلوها مرشد الحملة والفخار وغاية المجد لما فيها من علوالهمم، فلنأخذ هذا بالتفصيل. الجُودُ : ( عند الأَخلاقيّين ) : صفة تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي من الخير لِغَيْر عِوَض .المعجم الوسيط

نطق الجرجاني: (الجُود: صفة، هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض). ونطق الكِرْماني: (الجُود: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي).

الفرق بين صفة الجُود وبعض الصِّفات

الفرق بين الجُود والسَّخاء

• نطق القاضي عياض: (السَّخاء: سهولة الإنفاق، وتجنُّب اكتساب ما لا يُحْمَد).

• نطق الرَّاغب: (السَّخاء: اسم للهيئة التي عليها الإنسان. والجُود: اسم للعمل الصَّادر عنها. وإن كان قد يسمَّى كلُّ واحد باسم الآخر مِن فضله).
• ونطق أبوهلال العسكري: (الفرق بين السَّخاء والجُود: أنَّ السَّخاء هوحتى يلين الإنسان عند السُّؤال، ويسهل مهره للطَّالب، مِن قولهم: سَخَوت النَّار أسخوها سخوًا: إذا ألينتها، وسَخَوت الأديم: ليَّنته، وأرضٌ سَخاوِيَّةٌ: ليِّنة.

والجُود كثرة العطاء مِن غير سؤال، مِن قولك: جادت السَّماء، إذا جادت بمطر غزير، والفرس: الجَوَاد الكثير الإعطاء للجري، والله تعالى جَوَاد لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة.

• ويظهر مِن كلام بعضهم: التَّرادف.

وفرَّق بعضهم بينهما: بأنَّ مَن منح البعض وأبقى لنفسه البعض فهوصاحب سخاء. ومَن بَذَلَ الأكثر وأبقى لنفسه شيئًا، فهوصاحب جود).

الفرق بين الجُود والكَرَم

الكَرَم: ضدُّ اللُّؤْم، كرُم كرامة وكَرَمًا وكَرَمة، فهوكريم وكريمة، وكرماء وكرام وكرائم، وكرم فلان: منح بسهولة وجاد، وكرم الشيء عزَّ ونفس..

ونطق القاضي عياض: (وأما الجود والكرم والسخاء والسماحة، ومعانيها متقاربة، وقد فرق بعضهم بينها بفروق، فجعلوا الكرم: الإنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره ونفعه، وسموه أيضا جرأة، وهوضد النذالة).

• نطق الكفوي: (الجُود: هوصفة ذاتيَّة للجَوَاد، ولا يستحقُّ بالاستحقاق ولا بالسؤال. والكَرَم: مسبوقٌ باستحقاق السَّائل والسُّؤال منه) .

• ونطق أبوهلال العسكري في الفرق بينهما: (أنَّ الجَوَاد هوالذي يعطي مع السُّؤال. والكريم: الذي يعطي مِن غير سؤال. وقيل بالعكس.
• وقيل: الجُود: إفادة ما ينبغي لا لغرض. والكَرَم: إيثار الغير بالخير) .

الجود والإيثار

وهنالك فرق بين الجود والإثار, فالجود إعطاء الأكثر وإمساك الأقل.

والإيثار إعطاء الكل من غير إمساك شيء منه.

الفرق بين الجُود والإفضال

• نطق الكفوي: (والإفضال أعمُّ من الإنعام والجُود، وقيل: هوأخصُّ منهما؛ لأنَّ الإفضال إعطاءٌ بعوض، وهما تعبير عن مطلق الإعطاء.

والكَرَم: إذا كان بمال فهو: جود. وإن كان بكفِّ ضررٍ مع القُدْرة فهو: عفو. وإن كان ببذل النفس فهو: شجاعة)

الفرق بين الجود والبذل

بَذَلَ الشَّيء: أعطاه وجاد به. والبَذْل نقيض المنع، وكلُّ مَن طابت نفسه لشيءٍ فهوباذلٌ. ورجلٌ بذَّال، وبَذُول: إذا كَثُر بذله للمال. ينطق: بَذَلَ له شيئًا، أي: أعطاه إيَّاه.

ونطق المناوي: (البَذْل: الإعطاء عن طيب نفس)... والمعنى في ذلك متقارب.

الجود والكرم والبذل في القرآن

-*نطق تعالى:  هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ  إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ  فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ   [الذَّاريات].

نطق الطبري: (يقول مجاهد في قوله تعالى: "ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ" نطق: أكرمهم إبراهيم عليه السلام، وأمر أهله لهم بالعجل حينئذٍ). نطق الزجَّاج: (اتى في التَّفسير أنَّه لما أتته الملائكة أكرمهم بالعجل. وقيل: أكرمهم بأنَّه خدمهم، صلوات الله عليه وعليهم).

- *ونطق تعالى:  مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ   [البقرة: 261].

نطق ابن كثير: (هذا مثلٌ ضربه الله تعالى لتضعيف الثَّواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء سقماته، وأنَّ الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ).

- ونطق تعالى:  الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ   [البقرة: 274].

نطق ابن كثير: (هذا مدحٌ منه تعالى للمنفقين في سبيله، وابتغاء سقماته في جميع الأوقات مِن ليلٍ أونهارٍ، والأحوال مِن سرٍّ وجهار، حتى إنَّ النَّفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضًا).

ونطق السمرقندي: (هذا حثٌّ لجميع النَّاس على الصدقة، يتصدَّقون في الأحوال كلِّها، وفي الأوقات كلِّها، فلهم أجرهم عند ربِّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون).

الجود في السنة

وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ نطق: بينما نحن في سفرٍ مع النَّبيِّ إذ اتى رجلٌ على راحلةٍ له نطق: فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالًا فنطق رسول الله : ((مَن كان معه فضل ظهرٍ، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد، فليعد به على مَن لا زاد له)) .

نطق النَّوويُّ: (في هذا الحديث: الحثُّ على الصَّدقة والجُود والمواساة والإحسان إلى الرُّفقة والأصحاب والاعتناء بمصالح الأصحاب، وأمرُ كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج، وأنَّه يُكتفى في حاجة المحتاج بتعرُّضه للعطاء وتعريضه مِن غير سؤال) .

- وعن أبي ذرٍّ نطق: انتهيت إلى النَّبيِّ وهوجالسٌ في ظلِّ الكعبة فلمَّا رآني نطق: ((هم الأخسرون وربِّ الكعبة. نطق: فجئت حتى جلست، فلم أتقارَّ-أي لم ألبث- حتى قمت، فقلت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي، مَن هم،يا ترى؟ نطق: هم الأكثرون أموالًا، إلَّا مَن نطق هكذا إلى غير ذلك إلى غير ذلك -مِن بين يديه ومِن خلفه وعن يمينه وعن شماله- وقليلٌ ما هم، ما مِن صاحب إبلٍ، ولا بقرٍ، ولا غنمٍ لا يؤدِّي زكاتها إلَّا اتىت يوم القيامة أعظم ما كانت، وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلَّما نفدت أخراها، عادت عليه أولاها، حتى يُقْضَى بين النَّاس)) .

نطق فيه النَّوويُّ (فيه الحثُّ على الصَّدقة في وجوه الخير) .

ونطق المباركفوريُّ (فقوله: ((نطق هكذا)) الخ، كناية عن التَّصدُّق العام في جميع جهات الخير).

الجود عند العرب

ولقد كانت الشجاعة والجود والكرم من أبرز صفات المجتمع العربي الجاهلي

• ونطق بعض الحكماء: الجواد من جاد بماله وصان نفسه عن مال غيره.
• وقيل لعمروبن عبيد: ما الكرم،يا ترى؟ فنطق: حتى تكون بمالك متبرعا، وعن مال غيرك متورعا.
• ونطق علي بن الحسين: الكريم يبتهج بفضله، واللئيم يفتخر بماله.
• ونطق الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما: أيها الناس من جاد ساد، ومن بخل رذل، وأن أجود الناس من منح من لا يرجوه.
• وقيل ليزيد بن معاوية: ما الجود،يا ترى؟ نطق: حتى تعطي المال من لا تعهد، فإنه لا يصير إليه حتى يتخطى من تعهد.

أسباب الجود والكرم

ولقد كان الجود والكرم العربي له عدة دوافع وأسباب منها:

أولاً : طبيعة الحياة الجغرافية :-

كانت البيئة العربية صحراء قاحلة وكان سكانها من البدوفي ترحال مستمر فراراً من الجفاف, وبحثاً عن الماء والكلأ . تلك البيئة جعلت العربي يدرك قيمة قرى الضيف وإعانة المحتاج ونصرة المظلوم وغيرها من القيم النبيلة فكان يتشبث بهذه القيم حتى تعم وتنتشر ويعود إليه في النهاية خيرها ويضمه أثرها.

ثانياً : طبيعة الحياة الاجتماعية :-

انتشرت في البيئة العربية صفة حب الفخر والتباهي بخصال الكرم والجود وأفعال الآباء والأجداد فأحب العربي حتى يرتبط ذكره بما أحبه الناس من تلك الخلال وكان الكرم أكثرها تأثيراً في النفوس . كما كان للحرب والنزاعات المستمرة بين القبائل دوراً في انتشار الكرم وحرص العرب عليه، فكان من آثار الحروب انتشار الفقر والبؤس في البلاد فقل الغذاء والطعام فأحسوا بالجوع ينشب أنيابه بين أحشائهم ويكاد يفتك بهم وخاصة المسافرين أوعابري السبيل، فقدروا معنى الإنسانية الحقيقية بتقديم ما يحفظ على الإنسان حياته أويسد رمقه أويروى غلته ولذلك عظموا الكرم وإطعام الطعام ووصفوا بالكرم عظماء القوم وكان الكرم في مقدمه الفضائل التي يحب العربي حتى يتحلى بها .

شعر في الجود والكرم

• نطق كلثوم بن عمروالتغلبي مِن شعراء الدَّولة العبَّاسية:

• ونطق المنتصر بن بلال الأنصاري:

• ونطق قيس بن عاصم لزوجته:

• ونطق حجبة بن المُضَرَّب:

• ونطق الحسين بن سهل:

• ونطق أحمد بن محمد بن عبد اللَّه اليماني:

• ومن الأجواد المشاهير في الجاهلية أيضاً عبد الله بن جنادىن وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره وسقط فيها صغير فغرق وذكر ابن قتيبة حتى رسول الله نطق [ لقد كنت أستظل بظل جفنة عبد الله بن جنادىن صكة عمَىِّ ] أي وقت الظهيــرة وذكروا أنه كان يطعم التمر والسويق ويسقى اللبن حتى سمع قـول أميــه بــن أبـــى الصلــت:

منطقات ذات صلة

• سخاء

• شجاعة

• اخلاق
• مروءة
• ضيف

مراجع