هبات الإسكندرية
هبات الإسكندرية (خريف 34 ق.م.)، كان حراك سياسي قامت به كليوپاترا السابعة ومارك أنطونيو، حيث قاما بتوزيع الأراضي الواقعة تحت سيطرة روما وپارثيا على أبناء كليوپاترا، ومنحهم الكثير من الألقاب، خاصة تلك التي منحها لقيصرون، ابن يوليوس قيصر. كانت هذه الهبات الثانية من نوعها؛ حيث سبقتها بسنتين هبات مماثلة في أنطاكية عام 36 ق.م.، حيث تمتعت الهبات في ذلك الوقت بالموافقة الكاملة من جانب أوكتاڤيان على استراتيجية أنطونيوفي حكم الشرق مستخدماً النسب السلجوقي الملكي الفريد لكليوپاترا في المناطق الموهوبة. في النهاية أدت الهبات (لعام 34 ق.م.) إلي سوء العلاقات بين روما وأنطونيووكان أحد مسببات الحرب الأهلية الختامية في الجمهورية الرومانية.
خلفية
اتىت الهبات في أعقاب النجاح المتفاوت لتقدم أنطونيوالعسكري في پارثيا وأرمنيا. غزا أرمنيا، لكنه فشل في تحقيق هدفه الأساسي في هزيمة الپارثيين. حاول استغلال نجاحاته بإقامة مهرجان يحاكي النصر الروماني احتفالاً بفوزه على الزعيم الأرميني أرتاڤسدس، الذي كان أسيراً في مدينة الإسكندرية. عقد أنطونيومأدبة عامة ارتدى فيها زي الإله ديونيسوس. جيء بالعائلة الملكية الأرمنية الأسيرة أمام كليوپاترا، حيث كان متسقطاً حتى يركعوا أمامها، لكنهم رفضوا مما أثار غضبها.
الهبات
حتى نهاية الاحتفالات، تحولت المدينة بالكامل إلى قاعة احتفالات رومانية، حيث ارتدى أنطونيوزي ديونيسوس-أوزوريس وارتدت كليوپاترا زي إيزيس-أفروديت، وجلسا على عرش من المضى. ظهر قيصرون في زي حورس، ابن إيزيس. كما كان ارتدى الأطفال الثلاثة ملابس مناسبة لممالكهم الثلاثة. منح أنطونيوكليوپاترا لقب ملكة مصر، قبرص، ليبيا، وسوريا الوسطى.
تضمنت الهبات:
- تتويج ألكسندر هليوس ملكاً على أرمينيا، ميديا وپارثيا؛
- توأمته كليوپاترا سلينه الثانية ملكة على برقة وليبيا؛
- أخاه الأصغر پطليموس فيلادلفوس ملكاً على سوريا وقلقيلية؛
- كليوپاترا ملكة ملوك وملكات مصر، لتحكم مع قيصرون (پطليموس الخامس عشر قيصر، ابن يوليوس قيصر)
- أعرب قيصرون ابناً ليوليوس قيصر المؤمن (ابن الله)، ملك الملوك وملك مصر؛ كان قيصرون قد أًعلن وريثاً شرعياً لعرش يوليوس قيصر، بالرغم من حتى قيصر نفسه كان قد تبنى أوكتاڤيوس (لاحقاً أغسطس) في وصيته وهجر له معظم ثروته.
التبعات
أوفد أنطونيوبياناً بالهبات إلى روما، آملاً حتى يصدق مجلس الشيوخ عليهم لكنه رفض التصديق. كان الوضع السياسي لأوكتاڤيوس مهدداً بالاعتراف بقيصرون كابن شرعي ووريث لاسم القيصر. كان أساس سلطة أوكتاڤيوس هوتبني القيصر له، الذي منحه الشعبية المطلوبة وولاء الجيش. زاد أوكتاڤيوس من هجماته الشخصية على مارك أنطونيووكليوپاترا وانتهت فترة الانتصال في آخر أيام عام 33 ق.م. ولم تتجدد. ومن ثم بدأت الحرب الأهلية النهائية في الجمهورية الرومانية، والتي انتهت بفوز أوكتاڤيوس لينتهي عصر الجمهورية الرومانية ويبدأ عصر الإمبراطورية.
انظر أيضاً
- الأسرة البطلمية
- ممالك الإسكندر (قصيدة) 1912 للشاعر كونستانتين كڤافي
- معركة أكتيوم
الهامش
- ^ Rolf Strootman, ‘Queen of Kings: Cleopatra VII and the Donations of Alexandria’, in: M. Facella and T. Kaizer eds., Kingdoms and Principalities in the Roman Near East. Occidens et Oriens 19 (Stuttgart: Franz Steiner Verlag, 2010) 139–158.
- ^ Prudence J. Jones, Cleopatra: The Last Pharaoh, Haus Publishing, 2006, p.89-91
- ^ Dio 49.41, 50.3; Plutarch, Life of Antony 54, 58
وصلات خارجية
- , Book 49
- , Chapter 54