استنساخ بشري
في الثالث والعشرين من شهر فبراير 1997 فاجأت العالم مجموعة من فهماء الوراثة البريطانيين بقيادة " إيان يلموت" في معهد " روزلين" بجنوب "أوبنر"، اسكتلندا، معلنين نجاح أول تجربة للاستنساخ الجسدي (أوالتكاثر غير الجنسي) أسفرت عن ولادة النعجة "دوللي" بعد حتى أخذت خلية من ضرع نعجة بالغة، وتم تربيتها في المعمل لمدة ستة أيام ثم جيء ببيضة غير مخصبة من نعجة أخرى، وتم نزع نواتها بما تحويه من مادة وراثية، وتم وضع نواة الخلية المأخوذة من ضرع النعجة الأولي بدلا منها، وفي وجود شرارة كهربائية تم التحام هذه النواة في بيضة النعجة الثانية الخالية من النواة، ثم تم غرس الجنين الذي نتج عن هذا الالتحام في نعجة ثالثة، وبعد انتهاء مدة الحمل، أنجبت النعجة (دوللي) التي صارت أشهر نعجة في التاريخ!
ومنذ هذا التاريخ، وهناك حديث وجدل لا ينتهيان حول الاستنساخ الذي فجر الكثير من التساؤلات بعد حتى أنهى الاعتقاد بأنه لا يمكن لأنثى حتى تحمل إلا بتخصيب بيضتها بحيوان منوي من ذكر، وأصبح من السهل الاستغناء عن الحيوان المنوي، واستبدال خلية من أي حيوان غير منوي به!
موقف عالمي واحد
ومنذ أُعلن عن الاستنساخ كان الموقف الديني والأخلاقي والقانوني واحد بطول العالم وعرضه، وهوتحريم وتجريم تطبيق تقنيات الاستنساخ على الإنسان مع جواز الاستفادة منها فيما يتصل بالحيوان والنبات، واتفقت جميع المؤسسات الدينية والمجامع الفقهية والمرجعيات الدينية الإسلامية على الفتوى بالتحريم القاطع للاستنساخ البشري، حتى حتى مجمع البحوث الإسلامية أوصى بتطبيق حد الحرابة على مَن يطبقون تقنيات الاستنساخ على البشر، وتكاد هذه الفتوى حتى تكون مستقرة في أنحاء العالم الإسلامي، ويناظرها في العالم المسيحي فتاوى من الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية تحمل نفس المعنى، وتسير في هذا الاتجاه.
دراسة جديدة
لكن الجديد في هذا الموضوع هودراسة شرعية لعالم أزهري، تفتح الباب للحديث عن حالات معينة يمكن حتىقد يكون فيها الاستنساخ البشري جائزًا من الناحية الشرعية إذا توافرت له ظروف وضمانات بعينها. البحث الذي يُتوقَّع حتى يثير اهتمامًا في الأوساط الفقهية أعده د. محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف عن الاستنساخ في ضوء القواعد الشرعية، وألقاه في المؤتمر الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة بمصر عن "القانون وتطور علوم البيولوجيا" الذي شهد عددًا من الاجتهادات الفقهية في مجال الثورة البيولوجية ومنها الاستنساخ.
د. رأفت عثمان يؤكد في بحثه (الذي قدم فيه إحاطة فهمية وافية لموضوع الاستنساخ) حتى هناك أكثر من حالة للاستنساخ البشري يجب التمييز بين جميع منها، وألاَّ تأخذ جميعها نَفْس الحُكْم الشرعي، وميّز بين ست صور للاستنساخ البشري، يمكن الفتوى في أربعة منها بالتحريم القاطع، في حين حتى حالتين منها أفتى بالتوقف بشأنها، وعدم الفتوى بالتحريم أوالإباحة، لحين فهم النتائج التي سيتحدد بها القول بالإباحة أوالتحريم.
الهامش
للاستزادة
- Araujo, Robert John, "The UN Declaration on Human Cloning: a survey and assessment of the debate,"سبعة The National Catholic Bioethics Quarterly 129 - 149 (2007).
- Oregon Health & Science University. "Human skin cells converted into embryonic stem cells: First time human stem cells have been produced via nuclear transfer." ScienceDaily. ScienceDaily, 15 May 2013. [1].
وصلات خارجية
- "Variations and voids: the regulation of human cloning around the world" academic article by S. Pattinson & T. Caulfield
- Moving Toward the Clonal Man
- Should We Really Fear Reproductive Human Cloning
- United Nation declares law against cloning.[]
- General Assembly Adopts United Nations Declaration on Human Cloning By Vote of 84-34-37
- Cloning Fact Sheet
- How Human Cloning Will Work