ذاك الذي يقول نعم

عودة للموسوعة

ذاك الذي يقول نعم

هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس.


ملصق المسرحية بالعبرية، المعروضة في معمل ديمونة الثقافي.

ذاك الذي يقول نعم مسرحية للمحرر برتولد بريخت في العام 1930، هذه المسرحية التعليمية (الثنائية) وسط جملة من مسرحيات اخرى قصيرة خطها في الوقت نفسه تقريباً، وكانت غايته منها تعليمية، كان في الثانية والثلاثين من عمره، وكان قد وطد مكانته كمحرر طليعي كبير عبر سلسلة اعمال خطها ومثلت وقوبلت بسجالات حافلة ومن ابرزها «في أدغال المدن» و«رجل لقاء رجل» و«أوبرا القروش الثلاثة»، كما انه كان يستعد لكتابة عمليه الكبيرين «الأم» و«قديسة المسالخ جان»... والحقيقة ان الايديولوجية التي تجدها مسيطرة على هاتين المسرحيتين، تمتّ بصلة وثيقة الى الاسئلة الشائكة والحادة التي طرحها بريخت في «ذاك الذي يقول نعم» و«ذاك الذي يقول لا...».

مقدمة

من أطرف وأغرب اعمال برتولد بريخت، وأكثرها إثارة للسجال، مسرحية له ذات رأسين ونهايتين وعنوانين: «ذاك الذي يقول نعم» و«ذاك الذي يقول لا». واذا كان بعض دارسي اعمال بريخت يقولون ان هذا المحرر المسرحي الالماني الكبير، قد خط العملين معاً، كتنويعتين على موقف واحد يحاول المحرر ان يرسم لنا حلّين له، لكل منهما ايديولوجيته ومبرراته، على غرار ما عمل غوته في «ستيلا» كما في «تاسو»، فإن البحث الاكثر دقة يفيدنا بأن بريخت خط العمل الاول... ثم، امام الصخب الذي أثارته ايديولوجية ذلك العمل، خط الثاني على شكل اقتراح لنهاية اخرى تحمل مضموناً فكرياً مختلفاً تماماً. والحال ان التناقض الجذري في الفكرانية التي تقف في جوهر جميع جزء من هذه «الثنائية» يبرر هذا التفسير الاخير. خصوصاً اذا ادركنا ان النقد، من بعد تقديم «ذاك الذي يقول نعم» انقسم حيال بريخت، فوقف «الرجعيون» و«اليمينيون» معه، فيما وقف ضده غلاة «التقدميين» من الذين كانوا اعتادوا مناصرته من دون قيد اوشرط. لماذا،يا ترى؟ لأن الفريقين معاً وجدا في ذلك العمل بعداً ميتافيزيقياً دينياً، أرضى الاول - على اعتبار ان المحرر الكبير يقف هذه المرة في صف افكارهم -، وأزعج الآخرين - الذين رأوا ان بريخت قد غدر بنفسه وبهم على السواء . يومها بين الفريقين، كان هناك فريق ثالث، بدا اكثر واقعية وإنصافاً. والغريب في الامر ان هذا الفريق كان يضم طلاب مدرسة «كارل - ماركس» في برلين، من الذين طرحوا على العمل كلّه سؤالاً جوهرياً، تمعّن فيه بريخت وقرر بالتالي ان يخط شكلاً آخر للمسرحية نفسها، يبعدها من الحل الميتافيزيقي، ويقربها من الواقع، والفكرانية الانسانية البحتة.


تاريخ العمل

في الاساس، كانت «ذاك الذي يقول نعم» مسرحية تعليمية قصيرة استوحى برتولد بريخت شكلها في العام 1930، من مسرحيات «النو» اليابانية التي كان بدأ يطّلع عليها، وينشدّ الى الكتابة على منوالها. إلى غير ذلك اختار لذلك العمل الذي قدّم على شكل «اوبريت مدرسية» للمرة الاولى في حزيران (يونيو) 1930، على ايقاع موسيقى خطها كورت فايل.

السيرة

تدور احداث المسرحية في مدينة استشرى فيها وباء معد وقاتل، ما استدعى توجّه بروفسور وطلابه الفتيان للعثور وراء الجبال على مجموعة من نطاسيين كبار يقيمون هناك ويؤمل انقد يكون لديهم ترياق يخلص المدينة من الوباء. وكان من بين الطلاب الفتيان فتى، ينكشف خلال الطريق انه هو، بدوره، مصاب بالوباء، الذي كانت امه احدى اوائل الذين اصيبوا به، هوالذي كانت غايته من الرحلة شفاء امه قبل اي انسان آخر. إلى غير ذلك اذ يتهالك الفتى ويبدوواضحاً انه لم يعد في امكانه ان يواصل الرحلة مع رفاقه، كان لا بد لهؤلاء من ان يسألوه اذ صار عائقاً في وجه اكمال الرحلة، عما اذا كان يرضى بأن يهجر في المكان - وذلك تبعاً لتنطقيد عريقة تفرض طرح مثل هذا السؤال -. الفتى يرضى بأن يتم التخلي عنه، من اجل ان يواصل الطلاب رحلتهم قائلاً: «لا ينبغي ان تعودوا على اعقابكم بسببي. انا اقبل ان أهجر هنا، ولكنني اخاف ان ابقى وحيداً حتى اموت في بطء... لذلك ارجومنكم ان ترموني في قعر الوادي»... ويستجيب الرفاق طلبه، بحيث اننا في المشهد الاخير نرى ثلاثة من رفاقه يحملونه ليلقوا به في الوادي فيما هويقول صارخاً: «كنت افهم تمام الفهم ان هذه الرحلة ستكلفني حياتي... ارجوكم خذوا ابريقي واحضروا الترياق فيه... اعطوه لأمي لدى عودتكم».

لقد كانت هذه النهاية التي تنمّ عن نوع من افتداء الآخرين، خصوصاً ان الطلاب بعدما رموا رفيقهم في الوادي، راحوا ينوحون على «مجرى العالم الحزين وشرائعه الظالمة»، هي ما اثار اعجاب من يسميهم الباحثون في تاريخ بريخت «النقاد البورجوازيين، من متدينين وفهمانيين حتى» من الذين راقهم بعد المسرحية من السياسة المباشرة وما فيها من دلالة على ان «التضحية بالفتى تعني ان الكون يخص العناية الإلهية التي ينبغي ان تطاع حدثتها بكل حرية وفي شكل تلقائي «كما نطق الناقد فالتر ديكس يومها، فيما اثنى ناقد آخر على عمل» فيه هذا القدر من الوعظ بالاستسلام والقبول بالتضحية بالذات وبالحياة في سبيل افتداء البشرية المعذبة، لا في سبيل المجد اوالبطولة».

طبعاً مثل ردود العمل هذه، ما كان من شأنها ان ترضي بريخت، اذ اتت ممن اعتادوا معاداته بسبب تقدميّته. لكنه كان من شأنه ان يغض الطرف عنها، لولا ان اليساريين والتقدميين هاجموا المسرحية للأسباب ذاتها، حيث كان شعارهم «لا... لذاك الذي يقول نعم»، ورأوا في المسرحية، على رغم تقنياتها الفنية الكبيرة «خلاصة العناصر السيئة التي تسم الفكر الرجعي»... اذ ذكّرتهم بكل «أولئك الذين لم يترددوا عن ان يقولوا نعم... للحرب». اذاً، امام مثل هذه المواقف، كان لا بد لبريخت من ان يتحرك ملتفاً. والحال ان السؤال الاساس الذي وجهه اليه طلاب مدرسة «كارل - ماركس»، كان هوالذي اعطاه وحيه الجديد. كان السؤال: ترى، ألم يكن على رفاق الفتى ان ينقذوه بأن يربطوا له حبلاً حول جذعه ما يقيه الوصول قتيلاً الى أسفل الوادي،يا ترى؟ ثم لما لم يعد الفريق على اعقابه حاملاً معه المريض،يا ترى؟ والخير الذي كان يمكن تسقطه من مواصلة الرحلة هل كان مساوياً للتضحية الكبرى التي قام بها الفتى؟

إلى غير ذلك، امام مثل هذه الاسئلة، انفتحت امام بريخت آفاق جديدة: فخط مسرحية اخرى هي «ذاك الذي يقول لا». وأصرّ على تقديم العملين دائماً معاً، في فتح لكل آفاق الحلول ولكل الامكانات. وفي هذا الجزء الثاني من العمل تدور الاحداث اولاً، تماماً كما دارت في «ذاك الذي يقول نعم». ثم حين يقع الفتى صريع السقم ويبدوعليه انه لم يعد في امكانه إكمال الطريق... واذ يأتي رفاقه ليسألوه ما الحل، طالبين منه ضمنياً الموافقة على تنطقيد التضحية بالنفس العريقة بعدما كان قد تعهّد اول الطريق بأن «يعمل جميع ما سيتبدى ضرورياً»، يقول هنا انه غير موافق: «لقد كان جوابي سيئاً، لكن سؤالكم أسوأ. ان من يقوم بالمستوى الاولى ليس مجبراً، وبالضرورة، على ان يقوم بالمستوى الثانية. كذلك يمكن المرء ان يعهد ان المستوى الاولى مخطئة. اما التنطقيد العريقة فلست ارى فيها اي حس سليم. ما انا في حاجة اليه انما هوتنطقيد عريقة جديدة، سنعمل منذ الآن على توطيدها: تنطقيد تقوم في التفكير من جديد، امام جميع موقف جديد». إلى غير ذلك لا يعود امام الفتيان إلا ان يحملوا رفيقهم المريض، الرافض للتضحية بنفسه على مذبح الارادة الميتافيزيقية، عائدين به الى الديار. غير ان هذا كله لم يمنع بريخت من ان يخفف من مضمون البعد الايديولوجي للعمل: اذ في الجزء الاول القديم كانت غاية الرحلة الاتيان بالترياق، اما في هذا الجزء الجديد فالغاية استكشافية بحتة... ما مكّن الناقد جون ويليت من ان يقول معقباً: «اذاً، لئن كان بريخت قد استنكف هنا عن ان يقدم لنا حلاً بطولياً، فإنه على الاقل قدم لنا حلاً انسانياً فيه نهاية سعيدة بعض الشيء».

الأدوار

الدور أنواع الأصوات ، الأشخاص الرئيسيون
23 يونيو1930
(Conductor: Kurt Drabeck)
الصبي treble
الأم mezzo-soprano
المفهم baritone
الطالب الأول treble or tenor
الطالب الثاني treble or tenor
الطالب الثالث treble or baritone


المؤلف

برتولد بريخت.

ولد برتولت برخت فيعشرة فبراير 1898 في مدينة أوجسبورج. تفهم الطب في ميونخ, وهناك تعهد على لودڤيگ فويشتنفانگر, وعمل في مسرح كارل فالنتين. وفي عام 1922 حصل برخت على جائزة كلايست عن أول أعماله المسرحية. وفي عام 1924 مضى إلى برلين, حيث مخرجا مسرحيا. وهناك اخرج الكثير من مسرحياته. وتزوج عام 1929 من الممثلة هلينا ڤايگل.


المراجع

  • Amadeus Almanac, accessed 31 October 2008
  • Hinton, Stephen. 1992. "Jasager, Der". In The New Grove Dictionary of Opera. Ed. Stanley Sadie. London:. ISBN 0-333-73432-7.
  • Weill, Kurt. 1930. Interview. In Collected Plays: Three by Bertolt Brecht. Ed. and trans. John Willett. Brecht Collected Plays Ser. London: Methuen, 1997. ISBN 9780413704603. p.334-335.

المصادر

  • دار الحياة

نطقب:Weill operas

تاريخ النشر: 2020-06-07 18:32:36
التصنيفات: اوپرات كورت ڤايل, مسرحيات برتولد برخت, Lehrstücke by Bertolt Brecht, اوبرات باللغة الالمانية, اوپرا, اوبرات 1930

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حكومة أخنوش: لم نناقش شبهات “تحرش وفساد” بمكتب الاتصال الإسرائيلي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:00
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 79%

مدرب أورلاندو: التعاقد مع بيرسي تاو ؟ أنا لا أعرفه حتى

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:12
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 36%

الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

المصريين الأحرار: جاهزون بملف متكامل للمؤتمر الإقتصادى المرتقب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

أردوغان: حبوب أوكرانيا تذهب إلى الدول الغنية لا الفقيرة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:58
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 85%

الرئيس السيسي يعزي الشعب البريطاني في وفاة الملكة إليزابيث

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:28
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

زاهى حواس: بحثنا عن مقبرة إيمحتب بسقارة ولم نعثر على شئ

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:39
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

تتويج أريج القرني ومعاذ الروقي بطلين لتحدي القراءة العربي في السعودية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

تسجيل أول إصابة بجدري القردة في الأردن

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:21
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

“جسر لندن سقط”..كلمة السر لوفاة الملكة إليزابيث الثانية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:43
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 75%

تعرف علي أبرز فعاليات حزب مستقبل وطن الخدمية في 18 محافظة اليوم الخميس

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 66%

صحيفة سويسرية: مارسيل كولر مديرا فنيا جديدا للأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:11
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 50%

مستقبل وطن يعلن تأييده لمخرجات الحوار الوطني 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:24
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

«مستقبل وطن» يثمن جهود مجلس الحوار الوطني في اختيار مقرري اللجان‎‎

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:32
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

الحكومة تحدد أهم أهداف التي يتضمنها قانون المالية لـ2023

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:47
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 82%

تحميل تطبيق المنصة العربية