قلب

هذه الموضوعة عن القلب كعضوتشريحي. لرؤية صفحة توضيحية بمنطقات ذات عناوين مشابهة، انظر قلب (توضيح).


قلب إنسان
قلب الإنسان مع الرئتين في التجويف الصدري
القلب
القلب عضوعضلي مجوّف يضخ الدم في جميع أجزاء الجسم، ويقع في منتصف الصدر بين الرئتين تمامًا.

القلب Heart عضوعضلي يضخ الدم في جسم الإنسان. ومع جميع دقّة يدفع القلب الدم الضروري للحياة عبر جسم الإنسان. ويحمل الدم الأكسجين والغذاء لكل خلايا الجسم وتبدأ دقات القلب ذات الإيقاع المنتظم قبل سبعة أشهر من ميلاد الطفل تقريبًا. وعندما يتوقف القلب تتوقف الحياة، إلا إذا ساعدت أجهزة آلية خاصة على دوران وأكسجة الدم. والقلب عضوعضلي مجوّف كبير، ينقسم إلى مضختين متجاورتين. وتنقل الأوردة الدموية الدم في جميع أنحاء الجسم إلى المضخة الواقعة في الجهة اليمنى التي ترسله بدورها إلى الرئتين لحمل الأكسجين، ومن ثم، ينساب الدم المؤكسد إلى الجهة اليسرى من القلب التي تضخه إلى أجزاء الجسم المتنوعة بوساطة الشرايين. وهناك صمامات تتحكم في سريان الدم داخل القلب. والمضخة اليسرى، التي تدفع الدم إلى جميع أنحاء الجسم أقوى وأكبر حجمًا من المضخة اليمنى. والقلب والتشكيلات الأنبوبية الأخرى مثل الشرايين والأوردة والشعيرات تسمى جميعًا الجهاز الدوري أوالجهاز القلبي الوعائي. ينظم الجهاز العصبي عمل القلب وأجزاء أخرى من الجهاز الدوري. وينظم الجهاز العصبي التلقائي، وهوجزء من الجهاز العصبي، ضربات القلب (النبض)، فيقللها أويزيدها حسب حاجة الجسم؛ لذلك فإن القلب يدق بصورة هادئة مثلاً عندماقد يكون الإنسان نائمًا ويزود الجسم بكمية قليلة نسبياً من الأكسجين. وقد تزداد سرعة ضربات القلب مرة أخرى لتزيد كمية مردود الأكسجين للجسم بغزارة. ويحدث هذا عندما يزاول الإنسان التمارين الرياضية أوعندما يصاب بالخوف أوعندما يحتاج للمقاومة أوالعراك أوالجري. وقد يصيب السقم أوالخلل أي جزء من أجزاء القلب أوالأوعية الدموية، ويعتبر ذلك من الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان الصناعية. وأكثر أمراض القلب شيوعًا هي التي تصيب الشرايين التي تغذي القلب نفسه بالدم. والخلل الذي يصيب هذه الشرايين قد يتطور مع سنوات عمر الإنسان. فترسُّب المواد الدهنية مثلاً، يؤدي إلى انسداد شرياني وإلى قلة كمية الدم التي تزود القلب. وإذا استقبلت عضلة القلب كمية قليلة من الدم فإن هذا قد يؤثر في أدائها أوإلى موتها. ويسمى هذا الخلل أوالتلف الناتج من قلة إمداد عضلة القلب بالدم النوبة القلبية. والنوبة القلبية الخفيفة قد تجبر الإنسان لكي يعيش حياة أقل نشاطًا وحركة. أما النوبة القلبية القاسية أوالعنيفة فتجعل القلب غير قادر على إمداد الجسم بكمية كافية من الدم، حتى في حالة الراحة الكاملة، وقد تؤدي إلى الوفاة. وقد تصيب الأمراض أجزاء أُخرى من القلب وقد يؤدي هذا إلى تأثير مدمّر مشابه. تحققت أبرز التطورات الطبية الحديثة في مجال طب القلب، وهوحقل طبي يعنى بالأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية. ومنذ آلاف السنين، لم يكن سقمى القلب يعهدون أصلاً حتى لهم هذه المشكلة. وفي التسعينيات من القرن العشرين الميلادي، تفهم الأطباء كيف من الممكن أن يشخصون ويعالجون بعض حالات سقم القلب التي كان علاجها علاجها محالاً في السابق، وكانت تعني الوفاة لمن يصاب بها. وأدّى اكتشاف الأدوية والتطور الضخم في الجراحة إلى إعطاء عدد من سقمى القلب أملاً في الحياة، وبدأ الأطباء بزراعة القلوب بل طوّروا أجهزة تقوم بعمل القلب مؤقتًا. واليوم تُجرى كثير من الأبحاث في فهم القلب ووظائفه، ويتم الهجريز على دراسة الأسباب التي تؤدي إلى أمراض القلب حتى يمكن تفاديها. وتدرس أبحاث أخرى إمكانية خفض حالات الموت والعجز التي تنتج من أمراض القلب، عن طريق دعم وتطوير أدوية وعقاقير معالجة جديدة واستحداث قلب صناعي فعّال. هذه الموضوعة عن قلب الإنسان بصورة خاصة، والجزء الأخير منها يصف قلب الحشرات والسمك والطيور والحيوانات الأخرى. ولمزيد من المعلومات عن عمل الدم في الجسم،

الوظيفة

تشكل العضلة القلبية النسيج الفعال وظيفيا من القلب حيث يؤمن تقلصها انتنطق الدم وضخه من القلب إلى باقي الأعضاء مما يجعل القلب محطة الضخ الرئيسية للدم من القلب إلى العضاء لتزويدها بالأكسجين المحمل في الدم القادم من الرئتين, من ثم يقوم القلب بضخ الدم القادم من العضاء والمحمل بثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين لتنقيته وتحميله من حديث بالأكسجين.

كمية الدم التي يضخها القلب في الحالة الطبيعية تبلغ 4.5 إلىخمسة لتر في الدقيقة, يمكن حتى تزداد إلى ثلاثة أضعاف عند القيام يتمارين رياضية.

تحتاج العضلة القلبية إلى 7% من الأكسجين الذي يحمله الدم لإنتاج طاقة الضخ بالتالي فهي حساسة جدا لنقص الأكسجين, وأي نقص في كمية الأكسجين الوارد إليها يؤدي إلى نوع من الاستقلاب اللاهوائي يؤدي لألم يعهد بالذبحة الصدرية (Angina).

حقائق مهمة عن القلب

قلب الإنسان يكتمل نموه تقريبًا في ثمانية أسابيع بعد الحمل

قلب الإنسان يكتمل نموه تقريبًا في ثمانية أسابيع بعد الحمل (إلى اليسار)، عندما تبلغ المضغة سنتيمترين ونصف طولاً. وقد يبدأ القلب في الخفقان، بعد أربعة أسابيع من الحمل عندماقد يكون مجرد أنبوب بسيط.

قدماء المصريين والقلب

قدماء المصريين اعتقدوا بأن القلب مركز العاطفة والفكر. والرسم التصويري (أعلاه) من كتاب الموتى عند قدماء المصريين يوضح الإله أنوبيس وهويزن قلب إنسان ميت مقارنة بريشة وهي رمز الحق. الإمداد الكامل للجسم بالدم. يضخ القلب حوالي 4,7 لترات من الدم في الجسم جميع دقيقة، وحوالي 7,600 لتر يوميًا، و193 مليون لتر في 70 عامًا من العمر. ويدق 2,5 بليون مرة. أمراض القلب والأوعية الدموية. تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للموت في المجتمعات الصناعية. ويموت من أمراض القلب ضعف العدد الذي يموت من السرطان.ويحدث أكثر من نصف هذه الوفيات بسبب النوبات القلبية. عضلة القلب تختلف في عدة أشياء عن عضلات الجسم الأخرى. فهي تحتوي مثلاً على خلايا معينة تعمل بصورة قيادية. وتنقبض هذه الخلايا وتتمدد بصورة إيقاعية وتجعل الخلايا المجاورة تعمل مثلها. وحتى بعد إزالة الخلايا القيادية من القلب فإنها تواصل خفقانها الإيقاعي.

القلب عضلة قوية لا تتعب

القلب عضلة قوية لا تتعب. فهوقادر على أداء عمل في ساعة واحدة يكفي لحمل 1,400كجم تقريبًا ـ أي وزن عربة صغيرة ـ لعلو30سم فوق سطح الأرض.

صفات تشريحية

الأوعية الدموية بكل الأحجام تخدم القلب والشرايين الإكليلية. وتغذي الأوردة القلب نفسه. ويعد الوريد الأجوف العلوي والأبهر من أكبر الأوعية الدموية التي تحمل الدم من وإلى القلب.
البطينان يكوِّنان الجزء الأكبر من القلب، ويمثلان الجزء السفلي بكامله. وتضخ عضلاتهما القوية السميكة الدم إلى جميع أجزاء الجسم.
الأذينانقد يكونان الجزء العلوي الأصغر من القلب ولهما جدران رقيقة. وهما أصغر حجمًا من البطينين، ويمثل جميع منهما محطة تجميع للدم الذي يصب في القلب.

وزن القلب يبلغ 0.5% من وزن جسم الإنسان أي أنه بحدود 350 جرام لشخص يزن 70 كج ويمكن لهذا الوزن حتى يزداد بزيادة عمله كما عند الرياضيين. يترافق هذه الزيادة الوزنية بازدياد حجم الدم الذي يضخ في النبضة الواحدة فما يزداد عند الرياضيين هوكمية الدم التي تضخ وليس عدد النبضات.

الأوعية الدموية في القلب

بما حتى القلب عضلة متحركة باستمرار فهوبحاجة دائمة إلى إمداد مستمر من الدم ينقل لخلاياه الغذاء والأكسجين، ويرجع بالفضلات وثاني أكسيد الكربون وهوما يعهد بالتروية تتم تروية العضلة القلبية بشريانين تاجيين (أيمن وأيسر) يخرجان من بداية الابهر (الأورطي) يتفرعان إلى شرينات وشعيرات دموية حيث يغذي جميع منها نصف القلب

الانبساط
الانقباض

يحتوي القلب على أربعة حجيرات منفصلة تدعى: الأذينين اليمنى واليسرى والبطينين الأيمن والأيسر. تكون جدران الأذينين رقيقة نسبيا لأن طبيعة عملها الأساسي كمستودع للدم ومدخل للبطين فهي لا تقوم بعمل الضخ الأساسي الذي يتكقل به البطين. جدران البطين تكون أثخن لأنه يقوم بعملية الضخ الأساسية في الدوران الرئوي والدوران المحيطي.

رسم توضيحي للشرايين والأوردة في القلب

تنظم حركة الدم في القلب صمامات (تدعى أيضا دسامات) تشكل بوابات وحيدة الإتجاهات تؤمن انتنطق الدم من الأذينة إلى البطين ولا تسمح بالانتنطق العكسي, فالتجمع الأساسي للدم الوارد للقلب يحدث في الأذينة اليمنى لينتقل بعد ذلك إلى البطين الأيمن, يقوم البطين الأيمن بضخ الدم للرئتين, يعود الدم بعد تنقيته من الرئتين إلى الأذينة اليسرى, من الأذينة اليسرى ينتقل للبطين الأيسر الذي يضخه بدوره عبر الشريان الأبهر، أوالشريان الرئيسي، إلى باقي الأعضاء.

الجدار العضلي

يتكون القلب بصورة أساسية من عضلة تسمى عضلة القلب أوعضل القلب، التي تكوِّن جدار القلب والحاجز الذي يفصل بين الجانبين الأيمن والأيسر للقلب. وكل عضلات القلب تنقبض وتتمدد وتدفع الدم عبر القلب. يغطي القلب من الخارج غشاء يسمى النخَاب ويحيط غشاء آخر يسمى التّامور بالنخاب وبالقلب بصورة تامة وكاملة، ويمتد حتى أعلى القلب ليضم الأوعية الدموية الممتدة أعلى القلب. وتوجد مادة لزجة بين التامور والنِخَاب تساعد القلب على الانقباض بسهولة. تختلف عضلة القلب عن عضلات الجسم الأخرى مثل العضلة الملساء والعضلة الهيكلية. فالعضلات الهيكيلية مثل التي في الذراع أوالرِجل لها ألياف طويلة وشرائح داكنة اللون وأخرى فاتحة بالتبادل، ويسمى هذا بالتخطُّط. ونحن نستطيع حتى نتحكم في العضلة الهيكلية. أما العضلات الملساء التي تكون جدار المعدة الداخلي والأمعاء ومعظم الأعضاء الداخلية للجسم فخالية من التخطط وتعمل بحركة تلقائية ولا نستطيع حتى نتحكم فيها. وعضلات القلب لها تخطُّط مثلها مثل العضلات الهيكلية. ولكنها تنقبض وتتمدد بحركة تلقائية مثل العضلات الملساء. وبالإضافة لذلك فإن خلايا عضلات القلب تعمل مجتمعة وكأنها خلية واحدة. فعندما تنقبض أوتتمدد أي خلية في القلب فإن الخلايا المحيطة بها تعمل الشيء نفسه، ولهذا السبب يخفق القلب أويدق دائمًا وبانتظام مدة حياة الإنسان.

التجاويف

يقسم الحاجز القلب طولياً بينما تقسمه الصمامات باتجاه عرضي. ولكل جانب من القلب تجويفان: واحد فوق الآخر، وغشاء رقيق يسمى الشغاف، يغلف جميع تجويف من الداخل. والتجويفان العلويان يسميان الأذين الأيمن والأذين الأيسر، ويتلقيان الدم الراجع إلى القلب عبر الأوردة. وبعد حتى يمتلئ الأذينان بالدم، ينقبضان ليضخا الدم في التجويفين السفليين المسميين البطين الأيمن والبطين الأيسر. وعندما يمتلئ البطينان ينقبضان ليضخا الدم خارج القلب عبر الشرايين. وللبطينين جدار قوي جدًا. وبما أنه يضخ الدم من القلب فإنه عادة أقوى وأكبر حجمًا من الأذين.

الصمامات الموجودة في القلب

تنظم الصمامات سريان الدم عبر القلب. وللصمامات شرفات تفتح عندما يتدفق الدم من تجاويف القلب. وعندما تغلق الشرفات، فإنها تمنع الدم من الرجوع مرة أخرى للتجاويف. ويوجد صمامان يفصلان بين البطينين والأذينين يسمى جميع منهما الصمام الأذيني البطيني. والصمام الذي يفصل بين البطين الأيمن والأذين الأيمن له ثلاث شرفات ويسمى الصمام المثلث الشرف، والصمام الأذيني البطيني في الجانب الأيسر له شرفتان ويسمى الصمام التاجي. وللقلب أيضًا صمام يسمى الصمام الهلالي بين جميع بطين ووعائه الدموي الأساسي سواء أكان الشريان الرئوي أوالأبهر. ولكل صمام هلالي ثلاث شرفات مشكّلة في هيئة أنصاف أقمار، وعندما ينقبض البطين الأيمن يضخ الدم إلى الشريان الرئوي. ويُعهد الصمام الهلالي الذي يتحكم في مجرى الدم للشريان الوريدي بالصمام الرئوي. ويضخ البطين الأيسر الدم في الأبهر. ويسمى الصمام الهلالي في الجانب الأيسر الصمام الأبهري.

  • صمام ثلاثي الشرف (مؤلف من ثلاثة بتر غضروفية) يفصل بين الأذينة اليمنى والبطين الأيمن.
  • صمام ثنائي الشرف: يفصل الأذينة اليسرى عن البطين الأيسر.
  • دسام (صمام) رئوي ثلاثي الجيوب: تتوضع على مدخل الشريان الرئوي وتؤمن انتنطق الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي دون عودة لتوصيله إلى الرئتين.
  • دسام (صمام) أبهري ثلاثي الجيوب: يقع عند مدخل الشريان الأبهر ويؤمن انتنطق الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر دون عودة.

الشرايين والأوردة

الشرايين بشكل عام إذا هي الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى أعضاء أخرى, تنقل إلى الرئتين دم محمل يثاني أكسيد الكربون عبر الشريان الرئوي لتنقيته, أما الأبهر فينقل الدم المؤكسج إلى الأعضاء التي بحاجة الأكسجين لإتمام عمليات استقلابها.

الأوردة هي الأوعية التي تعيد الددم من الأعضاء إلى القلب,قد يكون الدم في الأوردة الرئوية مؤكسجا لأنه يعود من الرئتين إلى القلب. في حينقد يكون الدم محملا يثاني أكسيد الكربون في الأوردة العادية عندما يعود الدم من الأعضاء إلى القلب.

مصطلحات القلب

الأذين واحد من التجاويف العليا للقلب.
انبساط القلب فترة فعالية القلب عندما يتمدد البطين أوينبسط.
انقباض القلب زمن عمل القلب عندما يتقلص البطين أوينقبض.
البطين أحد تجويفي القلب السفليين.
تصلب الشرايين تصلب في جدران الشرايين يجعلها تفقد مرونتها وليونتها.
التصلب العَصِيدي تكوين ترسبات من الدهون في الجدار الداخلي للشرايين.
تصوير الأوعية تقنية تستعمل لتصوير الأوعية الدموية بالأشعة السينية.
الذبحة الصدرية ألم شديد في الصدر يحدث نتيجة قصور في كمية الدم للقلب.
رأب الوعاء تقنية تستخدم لتنقية الشرايين المسدودة بالترسبات الدهنية.
الشرايين التاجية تغذي عضلة القلب بالدم الغني بالأكسجين.
طب القلب فرع من فروع الطب يعنى بتشخيص ومعالجة أي خلل في القلب.
اللانظمية أواختلال ضربات القلب تغير غير عادي في خفقان القلب.
المجازة التاجية نوع من العمليات الجراحية تُجرى لتغيير مجرى الدم عبر الشرايين التاجية المسدودة.
مخطاط كهربائية القلب جهاز يستعمل لتحديد أي عطب في القلب أولتشخيص أي خلل به.
سقم الشريان التاجي ضيق في الشرايين التي تغذي القلب بالدم وتؤدي إلى قلة كمية الدم التي تصل لعضلات القلب.
النوبة القلبية انسداد تام ومفاجئ في الشريان التاجي يوقف انسياب الدم لأحد أجزاء القلب.
هبوط القلب يحدث عندما يعجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم.

عمل القلب

الصمام الأبهري يتحكم في انسياب الدم من البطين الأيسر للأبهر (الشريان الرئيسي للجسم) في الصورة اليمنى فإن شُرف الصمام مقفلة مانعة الدم من الرجوع للبطين. وفي اليسار الشُرف مفتوحة لتسمح بمرور الدم ليدخل الأبهر عندما ينقبض البطين الأيسر.

ضخ الدم للرئتين

يحتوي الدم الذي يدخل الجانب الأيمن من القلب على ثاني أكسيد الكربون، وهوغاز فاسد تفرزه الخلايا والأنسجة في عملية إنتاج الطاقة. ويدخل الدم الأذين الأيمن عن طريق الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي. وعندما يمتلئ الأذين ينقبض، ضاخًا الدم في البطين. وحينما يمتلئ البطين فإن الضغط المتولد يجعل الصمام المثلث الشرف ينغلق، والصمام الرئوي المؤدي للشريان الرئوي ينفتح، وبعدها ينقبض البطين ويدفع الدم في الشريان الرئوي ثم إلى الرئتين. وفي الرئتين يستبدل الأكسجين بثاني أكسيد الكربون. ثم ينساب الدم المؤكسد في الأوردة الرئوية للجزء الشمالي من القلب. انظر: الرئة.

ضخ الدم لكل أجزاء الجسم

يدخل الدم المؤكسد من الرئتين ويملأ الأذين الأيسر، ومن ثم ينقبض الأذين ليضخ الدم عبر الصمام التاجي في البطين الأيسر. وبعد حتى يمتلئ البطين بالدم ينغلق الصمام التاجي وينفتح صمام الأبهر. ويتدفق الدم في الأبهر ويتوزع عن طريق الشرايين إلى خلايا وأنسجة الجسم المتنوعة.

كيف يضخ القلب الدم يدخل الدم غير المؤكسد (مبين باللون الأزرق) إلى لجانب الأيمن من القلب. ويدخل الدم المؤكسد (مبين باللون الأحمر) إلى الجانب الأيسر من القلب. ويقوم جانبا القلب بالضخ في آن واحد. فالأذينان الأيمن والأيسر ينقبضان في وقت واحد كما يعمل البطينان الأيمن والأيسر.

تنظيم سرعة القلب

يضخ جانبا القلب الدم في وقت واحد. وعندما ينقبض البطين الأيمن ويدفع الدم للرئتين ينقبض البطين الأيسر ليدفع الدم إلى الجسم. ونشاط القلب له دورتان: انقباضية وانبساطية. وتحدث الدورة الانقباضية عندما ينقبض البطين، والدورة الانبساطية عندما ينبسط البطين. وتعادل دورة انقباض وانبساط عضلة القلب دقة قلب واحدة. ويفتح انبساط وانقباض البطينين صمامات القلب أيضًا، وينتج عن إقفال الصمامات صوت لب ـ دب في دقة القلب ويستطيع الأطباء سماعه بالسماعة. وفي حالة انقباض البطينين ينغلق الصمام المثلث الشرف والصمام التاجي محْدثين الصوت الأول في دقة القلب. وفي الحال بعد إغلاق الصمامات يحدث الضغط المتولد في البطين، والذي يجعل صمام الأبهر وصمام الرئة ينفتحان. وبعد حتى ينتهي الانقباض ينخفض الضغط في البطين وعندها ينغلق صمام الرئة وصمام الأبهر محْدثين الصوت الثاني في دقة القلب. في هذا الوقت،قد يكون الضغط المتولد في الأذينين أكبر بكثير مما في البطينين. وعليه فإن الصمام المثلث الشرف والصمام التاجي ينفتحان ويبدأ الدم الانسياب إلى البطين مرة أخرى. يتحكم الجهاز العصبي التلقائي في سرعة دقات القلب. حيث ترسل بعض الخلايا الخاصة دُفْعَات كهربائية إلى القلب مما يجعله ينقبض وينبسط بصورة منتظمة.تبدأ الدفعة في حزمة صغيرة من الليف العضلي تسمى العُقدة الجيبية الأذينية، وفي معظم الحالات تسمى الناظمة القلبية، لأنها تنظم ضربات القلب وترسل إشارات بانتظام. تقع العقدة الأذينية الجيبية في الأذين الأيمن قريبًا من مكان دخول الوريد الأجوف العلوي إلى القلب. وترسل العقدة الجيبية الأذينية دفعات عبر ممرات وقنوات خاصة ينتج عنها انقباض الأذينين عندما تصلها الدفعة الكهربائية. وتصل هذه الدفعة إلى عقدة أخرى تسمى العقدة الأذينية البطينية، تقع بين الأذين والبطين. وتؤخر هذه العقدة الدفعات العصبية قليلاً لتسمح للبطين بوقت كافٍ ليمتلئ بالدم، وحينما تتواصل الدفعات يمتلئ البطين. تتحكم أعصاب الجهاز العصبي التلقائي في العقدة الأذينية الجيبية والعقدة الأذينية البطينية. ويزيد تنبيه هذه الأعصاب معدل ضربات القلب أويقلله. وعندما يحتاج الجسم لكمية أكثر من الدم ـ كما في أثناء التمارين الرياضية القاسية ـ تنبه العقدة الأذينية الجيبية الجهاز العصبي، وهي بدورها تزيد معدل دفعاتها. وهذه الدفعات تجعل القلب ينقبض بسرعة أكثر. يحدّد حجم الإنسان سرعة القلب. فحدثا كان الإنسان أكبر حجمًا كانت سرعة قلبه أبطأ. فقلب الرضيع مثلاً يضرب 120 مرة في الدقيقة، وعدد الدقات النموذجي للبالغين 72 مرة في الدقيقة. ولكن الأطباء يعتبرون حتى ما بين 60 و100دقة معدلاً عاديًا. والتمارين الرياضية تساعد على كبر حجم القلب، وإبطاء دقاته. يساعد القلب في تنظيم ضغط الدم بإفراز هرمون يساعد الكلى في التخلص من الملح خارج الجسم، ولهذا تسبب زيادة الملح زيادة ضغط الدم. وهذه الحالة التي يسميها الأطباء فرط ضغط الدم، قد تؤذي القلب والدماغ والكلى، ومع مرور السنين يمكن حتى يؤدي إلى تلف الشرايين وسقم القلب. وتتراوح سرعة قلب كثير من الرياضيين المتمرسين بين 40 و60 دقة في الدقيقة.هذا ويتحكم في معدل القلب وتدفق الدم ثلاثة مواقع وهي:

  • باعث نبض القلب pacemaker
  • المراكز القلبية الوعائية في المخ cardio-vascular centers
  • الاوعية الدموية الطرفية peipheral blood vessels

أمراض الشرايين التاجية

قثطرة القلب تضم تمرير قثطار (أنبوب مرن) عبر القلب، وتتبع مرورها في شاشة أشعة سينية. وتوضح صورة الأشعة السينية أعلاه موضع ثقب بين البطينين. وقد أدخل الأنبوب عبر وريد في الذراع وتم تمريره للقلب عبر الثقب ثم إلى أعلى إلى الشريان السُباتي.

قد يصيب السقم أي جزء من القلب، لكن حدثة سقم القلب تعني سقم الشرايين التاجية (الإكليلية)، الذي يسمى أحيانًا سقم القلب الإقفاري، وهذه الحالة تؤثر في الأوعية التي تغذي القلب نفسه. وهي تؤدي إلى ضيق في الشرايين التاجية، ولذلك تقلل إمداد القلب بالدم. يمضى 5% تقريبًا من الدم الذي يضخه القلب للشرايين التاجية مباشرة. والدم يحمل معه الأكسجين والمغذيات (المواد الغذائية) المذابة التي يحتاجها القلب لأداء عمله. ولا يستطيع القلب تخزين الأكسجين، ولهذا فهوفي حاجة لإمداد دائم ومستمر. وسقم الشرايين التاجية قد يؤثر في أداء القلب بتأثيره على كمية إمداد الأكسجين بتقليلها أوإيقافها. ويعاني بعض المصابين بسقم الشرايين التاجية ألمًا حادًا، وبعضهم لا يحس بشيء، بل لا يفهم حتى له معضلة في القلب. وإذا تطور السقم فقد ينتج عن ذلك نوبة قلبية. وهذه النوبة تؤدي إلى تلف في عضلات القلب أومن الممكن للموت المفاجئ. ومعظم حالات سقمى الشريان التاجي يمكن علاجها، ولكن يجب تشخيصها وتمييزها في أسرع وقت ممكن. عوامل الخطر. من الصعب على الأطباء تحديد من سيصاب بسقم الشرايين التاجية. وبالرغم من ذلك فإن الأبحاث الطبية تشير إلى أنّ بعض الحالات والعادات قد تؤدي لهذا السقم. ويسمي الأطباء هذه العادات عوامل الخطر. وبعض هذه الأسباب قد يصعب التحكم فيها. فقد يصيب هذا السقم مثلاً الرجال أكثر من النساء، والمسنين أكثر من صغار السن، وقد يحدث له علاقة وراثية بأسرة الشخص. ومعظم عوامل الخطر الأخرى في سقم الشرايين التاجية يمكن التحكم فيها. وأكثر الأسباب خطورة كمية المادة الدهنية التي تسمى الكولسترول. فحدثا زادت كمية الكولسترول في دم الإنسان زادت قابلية إصابته بسقم الشرايين التاجية، لأن ترسب هذه المواد الدهنية يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية. ويمكن التحكم في الكولسترول في الدم بتقليل كمية الدهون الحيوانية في وجبات الطعام. ومن عوامل الخطر الأخرى التي يمكن التحكم فيها ازدياد ضغط الدم والتدخين. ويجعل ازدياد ضغط الدم القلب يعمل بجهد أكثر وقد يؤدي إلى نوبة قلبية. ويمكن للإنسان حتى يخفض ضغط دمه بأن يقلل من وزنه، وأن يؤدي بعض التمارين الرياضية وأن يأكل كميات قليلة من الملح. وهناك بعض الأدوية أيضًا تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع. فمدخنوالسجائر أكثر قابلية للسقم من غيرهم. والذين يدخنون بكثرة عندهم احتمال للإصابة بالسكتة أوالنوبة القلبية ضعف غيرهم من غير المدخنين. والذين يهجرون التدخين يقللون فرصة إصابتهم بأمراض القلب بصورة إشارة. الأسباب الأخرى التي تساعد على الإصابة بسقم الشرايين التاجية، سقم السكري، والسمنة المفرطة، والضغوط النفسية. والكشف الطبي المنتظم غالبًا ما يؤدي إلى التحكم في عوامل الخطر. وفي هذه الحالات قد ينصح الأطباء المريض بالإقلاع عن التدخين أواتباع وجبات غذاء خفيفة للتحكم في ازدياد ضغط الدم أوالتحكم في نسبة الكولسترول أوالتحكم في الوزن. الأسباب. تنتج معظم أمراض الشرايين التاجية تقريبًا عن سقم تصلب الشرايين، وهي الحالة التي تفقد فيها الشرايين ليونتها ومرونتها. وفي معظم الحالات يصير الجدار الداخلي للشريان ممزقًا محدثًا حالة مماثلة لتصلب الشرايين تسمى التصلُّب العصِيدي. فالجدران الداخلية للشريان السليم تكون ناعمة ولذلك يجري فيها الدم بسهولة. ولكن في حالة تصلب الشرايين تتراكم ترسبات الدهون والكالسيوم في الجدار مما يعيق جريان الدم في الشريان. وتسمى ترسبات الكالسيوم والدهون اللويحات (البلاك). وقد تؤدي هذه اللويحات إلى انسداد تام يمنع جريان الدم نهائياً في الشريان، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى ضيق في الشريان، ويقلل جريان الدم بصورة كافية لتؤدي إلى تكوين جلطة أوخثرة. وأحيانًا تتكسر هذه اللويحات مفرزة أجسامًا صغيرة قد تؤدي بدورها إلى جلطة دموية، وإذا أدت الجلطة إلى انسداد في الشريان التاجي فإنها تؤدي إلى نوبة قلبية. وإذا حدثت في أي شريان في الدماغ فقد تنتج عنها سكتة دماغية.

جراحة المجازة التاجية تساعد الدم على الانسياب حول جلطات الشرايين التاجية. ويمنع مثل هذا الانسداد (أعلى) الدم من الوصول لعضلة القلب. ويستخدم الجراح أجزاء ومفاصل من أوردة الفخذ أوشرايين الصدر لعمل المجازة حول الجلطة (أسفل).

الأعراض والتشخيص

يحدث تصلب الشرايين التاجية عادة على مدى سنوات عديدة، رغم حتى الأطباء وجدوا لُويحات في الشريان التاجي في بعض صغار السن من الجنود الذين قتلوا في المعارك. ولكن الأعراض غالبًا ما تظهر بعد سن الخمسين أوأكثر في بعض الأحيان. وتكون النوبة القلبية أولى الأعراض، وأحيانًا يحدث الموت المفاجئ. وعلى أية حال فإن الأعراض المبكرة المشابهة قد تكون ألمًا في الصدر يعقب تمارين رياضية أوأي نشاط آخر يجعل القلب يعمل أكثر من المعتاد. ويسمي الأطباء مثل هذا الألم بالذبحة الصدرية أوالذبحة. والشرايين التاجية الضيقة تغذي القلب بأكسجين أقل، مما يتسبب في الألم عندما يعمل القلب بطاقة أكثر. وبعد حتى تتوقف التمارين أوينتهي الجهد يتوقف الألم. وتزداد الذبحة إذا هجرت من غير علاج، وغالبًا ما يشتكي المريض من ألم حتى وهوفي حالة الراحة التامة. يشخص الأطباء أمراض الشريان التاجي بدراسة حالة المريض العامة والأمراض السابقة التي أصابته. ويسجلون تاريخ أي ذبحة أونوبة قلبية أووجود أي عوامل خطر. وقد يكشف الفحص العام عن وجود مسببات وعوامل خطر مثل ازدياد ضغط الدم أوعطب في القلب. يستعمل الأطباء آلة تسمى مرسمة كهربائية القلب لفهم أي عطب في القلب أوأي اضطرابات في انتظامه. وتعطي هذه الآلة تخطيطًا يسمى رسم كهربائية القلب، يوضح النشاط الكهربائي لعضلة القلب. وتسجل الدفعات على ورق متحرك يوضح نشاط القلب الكهربائي على شكل سلسلة من الخطوط المموجة أوالمتعرجة. وتمثل التعرجات الأساسية انقباض البطين والتعرجات الفرعية تمدد البطين وانقباض وتمدد الأذين. وتؤخذ معظم رسومات القلب للمريض وهومستلقٍ، ولكن بعض الأطباء يرسم القلب للمريض وهويؤدي بعض التمارين الرياضية. ومثل هذا التخطيط يوضح ما إذا كان القلب مريضًا حتى وإن لم يشك المريض من ألم، ويوضح إذا كان القلب يتلقى كمية كافية من الأكسجين أثناء التمارين الرياضية القاسية أم لا. يستعمل الأطباء أيضًا طريقة أخرى تسمى التصوير النَّوَوي الشُّعاعي، لتعهد سقم الشريان التاجي. يحقن الطبيب مادة مشعة في دم المريض ويستطيع حتى يرى المادة على شاشة أثناء انتشارها في عضلات القلب. والمساحة التي لا تتلقى دمًا تظهر خالية على الصورة. ويستعمل الأطباء التصوير النووي الشُّعاعي عادة مع رسم كهربائية القلب تحت الإجهاد. وإذا كان هناك شك في أسلوب التشخيص العادي فإن الأطباء قد يفضلون القثطرة القلبية، ثم يعقبها تخطيط الأوعية التاجية. وهنا يدخلون أنبوبًا مرنًا طويلاً يسمى القثطار عن طريق وعاء دموي كبير عادة ماقد يكون شريانًا في منطقة التقاء الفخذ مع الجذع، ويدفعون القثطار إلى حيث يبدأ الشريان التاجي ويحقنون صبغة. بهذه الطريقة يمكن رؤية الشرايين من الداخل ـ ويمكن تسجيلها على فيلم أشعة سينية وتسمى الصورة الوعائية. وهذا الاختبار يُظهر حالة الشرايين التاجية بوضوح. وقد توضح الصورة الوعائية للشريان التاجي وجود إصابة طفيفة أومن الممكن الموت في بعض الأحيان. ولهذا يجريها الأطباء فقط في الحالات التشخيصة المعقدة.

أثناء جراحة المجازة يفتح الأطباء صدر المريض ليكشفوا القلب (إلى اليسار) ثم يوقفون القلب عن العمل ويوصلون أجزاء الأوعية الجديدة للشريان التاجي المسدود. ويعمل جهاز القلب ـ الرئة على ضخ وأكسدة الدم أثناء العملية الجراحية.

العلاج

لا يستطيع الأطباء علاج سقم الشريان التاجي. وفي بعض الحالات ينصحون السقمى بتغيير أسلوب حياتهم للحد من تطور السقم. ويمكن علاج السقمى بالأدوية أوالجراحة حتى تساعدهم ليعيشوا حياة طبيعية. ويشخص الأطباء جميع مريض بالشريان التاجي على حدة ليحددوا نوع العلاج الذي يعطي فائدة أكبر. ويصف الأطباء أدوية مختلفة لعلاج أعراض انسداد الشريان التاجي. وكثير من الأدوية يخفف آلام الذبحة، فقرص النيتروجلسرين مثلاً، يوسع الشرايين التاجية عندما يوضع تحت اللسان، فيسمح لدم أكثر حتى يمر عبر الترسبات الدهنية، كما يمكنه حتى يوقف آلام الذبحة في دقيقتين. ومحصرات بيتا ومحصرات قنوات الكالسيوم قد تمنع الذبحة، حيث تبطئ محصرات بيتا عمل القلب وتقلل قوة انقباضه وعليه يقلل حاجة القلب للأكسجين مما يجعل ضخ الدم أسهل. وتعمل محصرات قنوات الكالسيوم مثل مُحْصرات بيتا بالإضافة إلى أنها تساعد على تمدد الشرايين التاجية. والعقاران أيضًا يخفضان ازدياد ضغط الدم. أما عقار القمعية فإنه يقوي القلب الضعيف. وينصح كثير من الأطباء سقمى الشرايين التاجية بتناول قرص أسبرين يوميًا، لأن الأسبرين يمكن حتى يساعد في منع تجلط الدم عند سقمى الشريان التاجي. وإذا عجزت الأدوية عن معالجة سقم الشريان التاجي فإن الأطباء يدرسون اتباع أساليب أخرى للتغلب على المشكلة. وأسهل تقنية هي توسيع الأوعية التاجية. فالأطباء يدخلون قثطارًا به بالون منكمش يصل للمكان الضيق في الشريان التاجي. بعدها يملأ البالون بالهواء مما يدفع الانسداد جانبًا ويوسع الشريان. وتوسيع الأوعية الدموية جراحياً يعمل بنجاح بنسبة 85% للمرة الأولى. وفي ثلث السقمى يرجع الانسداد مرة أخرى في خلال ثلاثة شهور. وهناك طرق متعددة قد تزيد الفوائد والمزايا من جراحة تقويم الأوعية. فقد يؤدي إرسال حزم ضوئية مكثفة من نبائط تسمى الليزر إلى حرق ترسبات اللويحات حديثة التكوين. وقد توضع شرائح رقيقة في الشريان لتبقيه مفتوحًا. وإذا فشلت وسائل القثطرة فإن معظم أطباء القلب يقترحون إجراء عملية طعم مجازة الشريان التاجي. وفي هذه العملية يزيل الجراح جزءًا يسيرًا من وعاء دموي غالبًا ماقد يكون وريدًا في الفخذ أوشريانًا في الصدر، ويُوصِّل جانبًا من الشريان أوالوريد للأبهر والجانب الآخر للشريان التاجي المصاب متخطيًا الجزء المسدود. والجراحون يستطيعون إيقاف عمل القلب أثناء عملية التحويل باستعمالهم جهاز القلب ـ الرئة. والجهاز له مضخة كهربائية ونظام أغشية وحواجز تؤدي عمل القلب والرئتين. وهويسحب ثاني أكسيد الكربون من الدم ويرسل الدم المؤكسد إلى جميع أنسجة الجسم. وقد تخفف مجازة الشريان التاجي من أعراض الذبحة وتطيل ـ بإذن الله ـ عمر المريض الذي يشكومن داء الشريان التاجي الحاد، ولكنه لا يؤثر ولا يوقف تصلب الشرايين.

النوبة القلبية

النوبة القلبية يمكن حتى تسبب عطبًا وتلفًا في عضلة القلب (أعلى). الجزء ذواللون الأحمر قطاع عضلي لم يحصل على الأكسجين أثناء النوبة، ولايستطيع العمل بعد ذلك.
كيف تحدث النوبة القلبية تحدث النوبة القلبية فجأة، ولكن أسبابها تتكون على مر السنين. فالترسبات التي تحدث في الشرايين التاجية تبدأ في سن مبكرة، وقد تؤدي إلى انسداد الشريان.
تأهيل سقمى القلب يبدأ في المستشفى ويتم عمل رسم كهربائي للقلب تحت الإجهاد لعدد من السقمى (أعلى) قبل حتى يغادروا إلى منازلهم. وهذا الفحص يوضح ويبين مدى التلف الذي أصاب القلب.

تحدث معظم حالات النوبة القلبية عندما تسد جلطة دموية الشريان التاجي تمامًا، وتسمى هذه الحالة الخثار التاجي. وتؤدي هذه الحالة إلى تعطل العضلة التي تغذي الشريان المسدود لتلقيها كمية أقل من الأكسجين. وإذا لم يعاود الدم جريانه في خلال دقائق فإن الأذى والعطل يزيدان. وتبدأ خلايا القلب تموت بعد مرور ست ساعات إذا لم يصلها دم. وقد يؤثر العطل في قدرة القلب على ضخ الدم ويؤدي إلى موت المصاب. ويتفاعل الجسم مع النوبة القلبية بوسائل دفاعه الخاصة، فهناك مواد في الدم يمكنها حتى تذيب الجلطة الدموية وتساعد على سريان الدم مرة أخرى في سهولة ويسر. وإذا ذابت الجلطة خلال ست ساعات من النوبة فإن تأثير العطب على القلبقد يكون أقل. الأعراض. قبل حدوث النوبة القلبية يعاني كثير من الناس الذبحة ويشعرون بدوران ويشكون من سوء هضم أويعانون أعراضًا أخرى. بعض السقمى لا يشعرون بأي علامات منذرة. وتسبب النوبة القلبية في معظم الحالات ألمًا شديدًا. ويصف المصابون الألم بأنه بطيء وقاسٍ في الصدر ولكنه قد يمتد إلى العنق والفك والذراعين أوالظهر. وقد يستغرق الألم من دقائق معدودة إلى عدة ساعات. وعلى الشخص الذي يشكومن ألم في الصدر ويشك في بداية نوبة قلبية حتى يلجأ للمساعدة والعلاج الطبي فورًا. وقد يتوقف التنفس عند بعض المصابين. وقد يساعد أسلوب إسعافي يسمى الإنعاش القلبي الرئوي المريض على التنفس ويساعد الدورة الدموية على الاستمرار إلى حتى تصل العناية الطبية اللازمة. ولكن هذا الأسلوب يجب حتى يطبقه إنسان مُدَرّب ومتخصص.

التشخيص والعلاج

حينما يصل مريض النوبة القلبية للمستشفى يجري الأطباء رسمًا وتخطيطًا للقلب ليتأكدوا من حتى المريض يعاني عملاً النوبة القلبية وليس مجرد ألم في الصدر ناتج عن خلل أواضطراب آخر. فعضلة القلب المصابة تحدث موجات غير عادية في رسم القلب التخطيطي. ويلجأ الأطباء أيضًا إلى بعض التحاليل الطبية للدم. ولكن التحاليل في هذه الحالة ليست مفيدة إلا إذا مضت ست ساعات على النوبة القلبية. وإذا استمر المريض يشكومن الألم فإن الطبيب في هذه الحالة قد يصف مسكنًا للألم مثل المورفين. ويستخدم الأطباء أيضًا أدوية وعقاقير يمكن حتى تذيب الجلطة في الشريان المسدود. وإذا فشل العقار في حتى يذيب الجلطة فإنهم يلجأون لإسعاف مستعجل بتصوير الأوعية القلبية أوإجراء جراحة المجازة. وبعد إدخال مريض النوبة القلبية للمستشفى تتم مراقبة أي مضاعفات مثل هبوط القلب واللانظمية أواختلال ضربات القلب في وحدة العناية المركزة. ويحدث هبوط القلب عندما لا يضخ القلب كمية كافية نتيجة لتلف بالغ في عضلة القلب، ويمكن علاجه بنجاح. وفي حالة اللانظمية، يحدث نظام القلب الكهربائي إيقاعًا غير عادي. ويحدث أحد أنواع اللانظمية ـ وهوالرجفان البطيني ـ عندما ترسل إشارات كهربائية من البطين بغير انتظام. وقد ينتج إيقاع القلب غير الفعال، والموت المفاجئ عن الرجفان البطيني. واللانظمية يمكن علاجها طبيًا. وقد تصل نسبة الموت في سقمى النوبة القلبية الذين لا يتلقون علاجًا طبياً إلى أكثر من 20%. وبعضهم يموت قبل حتى يصل الطبيب، ويتجاهل بعضهم الأعراض. وتتراوح نسبة الموت في السقمى الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات بين خمسة وعشرة في المائة. وقد يتعرض سقمى النوبة القلبية الذين يشكون من ألم متكرر في الصدر أواللانظمية، أوهبوط قلبي، للإصابة بأمراض أخرى أكثر من السقمى الذين لا يشكون من هذه الأعراض.

الشفاء

يجري معظم الأطباء رسوم القلب تحت الإجهاد للمصابين بالنوبة القلبية، ليتأكدوا من حتى المضاعفات لن تحدث بعد ذلك. وينصح السقمى الذين يعانون مضاعفات باللجوء إلى توسيع الأوعية التاجية أوإجراء عملية المجازة، والذين لا يشكون من مضاعفات يمكنهم الذهاب إلى منازلهم أوإلى دور النقاهة. وتوفر النقاهة للسقمى صحة جيدة عن طريق برامج تدريب على التمارين الرياضية تدريجيًا، ووجبات غذائية منتظمة وأدوية لعلاج أمراض مثل ازدياد ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول. ومعظم السقمى يمكنهم أداء أعمال خفيفة بعد 30 يومًا من النوبة. ويتم الشفاء التام للقلب إذا كانت به ندوب شديدة خلال ثلاثة شهور ـ بإذن الله.

التشوهات الخَلْقِيَّة (الولادية)

يسمي أطباء القلب أي اضطراب أوعيب يحدث مع الولادة سقم القلب الولادي. وهذا السقم يحدث في ثماني ولادات من جميع 1,000 ولادة تامة. وبعض هذه التشوهات طفيف ولا يؤثر في حياة الشخص العادية، وبعضهاقد يكون حاداً بدرجة قد تؤدي للوفاة. تبدأ التشوهات الولادية مع تكوُّن القلب في الأسابيع الأولى للحمل. ويتحصل الجنين على جميع الأكسجين والمواد الغذائية عن طريق جسم الأم. فالدم يضخ الأكسجين والغذاء لجسم الجنين ومن ثم للجانب الأيمن من قلبه. ولكن الدم لا يدخل رئة الجنين لأنها لا تستطيع حتى تمده بالأكسجين، بل يمر من الشريان الرئوي للأبهر عن طريق ممر يسمى القناة الشريانية. وتبدأ الرئة عملها مع الولادة، حيث تنغلق القناة ويبدأ الدم في الجريان للرئتين. ومعظم التشوهات الولادية في القلب تكون عادة نتيجة لفتحات شاذة في القلب أوأجزاء ضيقة تعيق جريان الدم. وقد تحدث التشوهات أصواتًا غير عادية تسمى لغط القلب أوخرير القلب. ولا يفهم الأطباء جميع الأسباب التي تؤدي إلى التشوهات الولادية في القلب، ولكن يمكن تسليم معظم التشوهات عن طريق العمليات الجراحية. وستتناول هذه الموضوعة أكثر هذه التشوهات شيوعًا.

الفتحات الشاذة في القلب

من أشد التشوهات القلبية الولادية، التشوهات الحاجزية، وهي ثقوب في الحاجز. وإذا كان الثقب بين الأذينين يسمى العيب الحاجزي الأذيني، وإذا كان بين البطينين يسمى العيب الحاجزي البطيني. ويدع الثقب مجالاً للدم ليعبر من يسار القلب إلى يمينه. وإذا جرى هذا الدم المؤكسد للرئة مرة أخرى فإن ذلك يسبب احتقانًا في الرئة. ويمكن للجراحين معالجة العيب في الحاجزي الأذيني والعيب الحاجزي البطيني. ويعتبر العيب في الحاجز البطيني أكثر خطورة من العيب في الحاجز الأذيني بسبب الضغط العالي جدًا في البطين الشمالي. وبعض أنواع العيب الحاجزي الأذيني لا تظهر أوتعهد إلا في فترة متقدمة جدًا من العمر، عندما يزيد ضغط الدم. وإذا لم يتم تسليم العيب الحاجزي البطيني قبل حتى يبلغ الطفل عامه الثاني فقد تتأثر الرئتان محدثة بذلك العجز الدائم والموت المفاجئ. وينتج نوع آخر من الثقوب الشاذة عندما لا تنغلق القناة الشريانية عند ولادة الطفل. هذا الخلل يسمى القناة الشريانية السالكة. فالدم يجري من الشريان الرئوي للأبهر قبل ولادة الجنين. وإذا استمر هذا الممر مفتوحًا، فإن الدم يعكس جريانه ويجري من الأبهر ذي الضغط العالي إلى الشريان الرئوي. ويرجع الدم المؤكسد للرئة مسببًا احتقانًا قد يؤدي للموت إلا إذا أقفل الممر. ويصف الأطباء بعض الأدوية التي تساعد على قفله، وإذا فشلت الأدوية يمكن علاجه بالعملية الجراحية.

انسداد مجرى الدم

عيب أوتشوه عام في القلب. وربماقد يكون من مسببات هذا العيب حتىقد يكون لصمام الأبهر شرفتان بدلاً من ثلاث، ويسمي أطباء القلب هذا التشوه صمام الأبهر الثنائي الشرف، وفيه تمنع شرفتان جريان الدم جزئيًا مما يسبب لغط القلب. وهذا التشوه لا يسبب أي مشاكل إلا بعد البلوغ. وعند ذلك يجب إجراء العملية الجراحية. وهناك نوع آخر من تشوهات الولادة وهوحدوث ضيق في الأبهر عندما ينزل لأسفل الجسم ـ وتسمى هذه الحالة تَضيُّق بَرْزَخ الأبهر. وهذا الضيق قد يؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة عند الصغار. وعند الأطفال الأكبر سنًا، يؤدي هذا التشوه إلى ازدياد في ضغط الدم في الرأس واليدين وانخفاض ضغط الدم في الرجلين. ويصحح الجراحون هذا التشوه في سن متقدمة من الطفولة عندماقد يكون الأبهر قريبًا من حجمه الكامل. وهناك حالة خاصة معقدة من التشوه القلبي الولادي تسمى رباعية فالوت. وفالوت طبيب فرنسي كان أول من وصف هذه الحالة. والتشوه توليفة من أربعة اضطرابات، وأكثرها خطورة العيب الحاجزي البطيني، وهوثقب بين البطينين، وضيق في الصمام الرئوي. والصمام الضيق يقلل كمية الدم التي تمضى للرئة مما يزيد الضغط في البطين الأيمن. ويمر الدم من البطين الأيمن عبر العيب الحاجزي البطيني للبطين الأيسر وبعدها للجسم. ولأن ذلك الدم لم يمر بالرئتين ليكتسب اللون الأحمر ـ لون الدم المؤكسد ـ فإنه يجعل لون الجسم مائلاً للأزرق. والأطفال الذين يعانون من هذا العيب يسمون الأطفال الزُّرق أوالولدان الزرق. وبعض الأطفال الزرق يمكن معالجتهم بالأدوية وبعضهم يحتاج لعملية جراحية لتسليم الحالة.

اضطرابات القلب الأخرى

إصلاح عيوب القلب. يبين الرسم الإيضاحي (أعلاه) ثلاث طرق لإصلاح عيوب القلب: 1- يصلح الجراح ثقبًا صغيرًا في القلب بخياطة الأطراف معًا (إلى اليسار). 2- ثقب كبير تم ترقيعه بنسيج صناعي (في الوسط) 3- صمام متعطل أزيل واستبدل به صمام آلي (إلى اليمين). يقوم الجراح بعمل غرز خياطية في الصمام الآلي ويضعه في المكان السليم ومن ثم يخيطه مع القلب.

السقم الصِمَامي

إذا كانت شرفات صمامات القلب مشوهة أوبها عيب فإن ذلك يسبب السقم الصمامي. هناك نوعان من عيوب الصمام هما: تضيق الصمام؛ ويحدث إذا تصلبت الشرفات وأدت إلى حدوث ضيق في فتحات الصمامات، مما قد يقلل من تدفق الدم عبر الصمام؛ والقَلَس ويسمى أيضًا القُصُور، ويحدث إذا كانت الشرفات تنغلق بصورة غير سليمة مما يسمح للدم بالانسياب للخلف من حيث أتى. وقد لا يظهر السقم الصمامي إلا بعد سنين من البلوغ، مما يؤثر في عمل وكفاءة القلب. وتحدث معظم أمراض الصمامات نتيجة تشوهات خلقية في القلب، كأنقد يكون لصمام الأبهر شرفتان بدلاً عن ثلاث من الشُرف، أومن حمى روماتيزمية. وهذه تحدث بسبب عدوى بكتيرية تعقبها التهابات كثيرة في معظم أعضاء الجسم من بينها القلب. وفي بعض الأحيان تؤدي الحمى الروماتيزمية إلى روماتيزم القلب أوالوفاة. وتحدث هذه الحمى دائمًا في الطفولة، ولكن العطب الذي تسببه للقلب لا يظهر إلا عندما يتقدم العمر بالمصاب. ويحاول الأطباء تفادي روماتيزم القلب بسرعة تشخيص وعلاج العدوى الأساسية. ويؤدي روماتيزم القلب دائمًا إلى التهاب خلايا الصمام، خاصة الصمام التاجي، مسببًا رجوع الدم عبر الصمام. وعندما يُعالج الالتهاب ويزول تظهر ندبات على الصمام مسببة ضيق الشرايين ورجوع الدم معًا. وتضم أعراض أمراض الصمام ضيق التنفس والتعب والسُعَال المتواصل وألم في الصدر في بعض الأحيان. ويستطيع الأطباء تشخيص السقم الصمامي بتحديد لغط القلب الذي ينتج من جريان الدم غير المنتظم. ويؤدي إبطاء جريان الدم أورجوعه في صمام ضيق، إلى الجريان غير المنتظم. ويستعمل الأطباء عدة طرق ليؤكدوا تشخيصهم وليحددوا مدى خطورة السقم الصمامي. وفي تقنية تخطيط صدى القلب، ترسل إشارات وموجات فوق صوتية عبر الصدر. وهذه الموجات تنعكس من القلب ويتحول الصدى الراجع إلى صورة فيديولصمامات القلب والهجريبات الأخرى. ويستعمل الأطباء هذه التقنية أيضًا للكشف عن انسياب الدم غير المنتظم، وأمراض الشرايين التاجية وحالات أخرى من أمراض القلب. وإذا كان هناك بعض الشك حول وجود السقم الصمامي بعد إجراء مخطط كهربائية القلب، فإن الأطباء يلجأون إلى إجراء قثطرة القلب مع تصوير الأوعية القلبية والشرايين التاجية معًا. ويراقب الأطباء المصاب بالسقم الصمامي لرصد أي تغيير في الأعراض. وإذا زاد ضيق الصمام أورجوع الدم فإن ذلك قد يسبب هبوط القلب الاحتقاني، وهي حالة لا يستطيع القلب فيها ضخ كمية كافية من الدم. ويعالج الأطباء هذا الهبوط بطرق مختلفة. فقد ينصحون المريض حتى يرتاح لفترات طويلة أويقلل من وزنه أويتبع إرشادات أخرى تقلل العبء على القلب. وقد يصف الأطباء دواء القُمعية أوأدوية أخرى لتحسين قدرة القلب على الضخ. إذا فشلت جميع طرق العلاج، فإن الأطباء قد يلجأون إلى العملية الجراحية لإصلاح أواستبدال الصمام. والصمام التاجي المصاب يجب حتى يستبدل به صمام آلي. ويستخدم الجراحون عدة أنواع من الصمامات الصناعية. مثال ذلك صمام الكرة والقفص، وهونوع من الصمامات يحتوي على قفص من الفولاذ يحيط بكرة مصنوعة من كربون معالج حراريًا. وهناك صمام آلي آخر يحتوي على أسطوانتين كربونيتيْن شبه دائريتيْن تفتتحان بآلية محورية.

نظم القلب غير الطبيعي

يقصد به عدم انتظام دقات القلب. وقد يحدث غير مؤلم أوغير مؤثر، وقد تؤدي اللانظمية أواختلال ضربات القلب إلى الموت، ويمكن حتى يوضح رسم القلب الكهربائي جميع نظم غير طبيعي. تسمى اللانظمية بطء القلب إذا كانت أقل من 60 دقة في الدقيقة، وتسمى تسرُّع القلب إذا كانت أكثر من 100 دقة في الدقيقة الواحدة. وبطء القلب قد ينتج من استعمال أدوية تهدئ ناظمة القلب الطبيعية، وهي التي تحدد درجة خفقان القلب عن طريق الإشارات النظمية الكهربائية. ويُحدث انقطاع الإشارات الكهربائية في مسارات التوصيل بطء القلب، ويسمى إحصار القلب. وإذا لم يمكن علاجه بأي طريقة فإن الأطباء يدخلون ناظمة صناعية إلكترونية قريبًا من القلب، وهوجهاز يعمل بالبطارية ويُرسل إشارات كهربائية للقلب، ويمكن برمجته على معدلات مختلفة. ويحدث تسرُّْع القلب عندماقد يكون هناك سقم يجعل البطين أوالأذين يرسل إشارات كهربائية سريعة. وتَسرُّع القلب الأذيني يمكن علاجه نسبيًا، ولكن تَسرُّع القلب البطيني قد يؤدي إلى رجفان وفيه تؤدي الانقباضات غير المنتظمة إلى الموت المفاجئ. وهناك عدة أدوية تقلل من تَسرُّع القلب. وإذا فشلت الأدوية في العمل على البطين فإن الأطباء يدخلون جهازًا مشابهًا لناظمة القلب ليتغلبوا على الرجفان، ويسمى الجهاز مزيل الرجفان وله قطب كهربائي يوضع على جانب القلب. ويحس هذا الجهاز بأيّ تَسرُّع بطيني في القلب. ويرسل شحنة كهربائية خفيفة لوقف التسرع.

التهابات القلب

وتضم الورم وارتفاع الحرارة والألم. ويمكن حتى تصيب أجزاء مختلفة من القلب. ومن ذلك التهاب التامور (النخاب) الذي يصيب التامور، وهوالحجاب الواقي الذي يحيط بالقلب. وقد ينتج هذا الالتهاب من عدة اضطرابات مثل الأمراض المعدية والتهاب المفاصل أوالفشل الكلوي، وقد يسبب تجمع السوائل تحته. وإذا تجمعت كمية كبيرة من السوائل فإن التامور يضغط على القلب ويمنعه من ضخ كمية كافية من الدم للجسم. وإذا لم يسحب الأطباء هذه السوائل بمحقنة داخل التامور مرورًا بالصدر فإن هذه الحالة تؤدي للموت. وتكرار الالتهاب قد يتلف التامور ويضغط على القلب. ويزيل الأطباء النسيج التالف في حالة حدوثه. والشغاف أوبطانة القلب، هوالغشاء الذي يغلف تجاويف القلب من الداخل ويكوِّن صماماته. وقد يصاب الشغاف بالتهاب يسمى التهاب الشغاف البكتيري، وهوحالة تحدث عندما تدخل البكتيريا مجرى الدم عن طريق بعض أعضاء الجسم حيث تتكاثر أصلاً، وقد تصيب القلب. وقد تدخل البكتيريا من الفم للدم أثناء جراحة الأسنان والفم. ويقاوم جهاز المناعة العام في معظم الحالات ويدمِّر هذه البكتيريا. ولكن قد تتجمع البكتيريا على الصمام المصاب عند سقمى الصمام وتتكاثر. وسقم التهاب الشَغَاف البكتيري قاتل إذا لم يتم علاجه بالمضادات الحيوية. ويصف الأطباء هذه المضادات قبل وبعد العمليات الجراحية للسقمى الذين تسهل وتكثر إصابتهم. تسمى العدوى والأمراض التي تصيب عضلة القلب التهاب عضلة القلب. وإذا سببت الالتهابات عطبًا مستديمًا لا يمكن علاجه فإن المريض في هذه الحالة يحتاج إلى عملية غرس قلب.

اعتلال عضلة القلب

يشير إلى عدة أمراض تصيب عضلة القلب نفسها. وقد يتطور هذا الاعتلال من تلقاء نفسه أوبسبب أمراض واضطرابات أخرى. وللسقم شكلان عامان هما اعتلال عضلة القلب الضخامي، وفيه ينموالعضل بشكل غير طبيعي، واعتلال عضلة القلب الاحتقاني، وفيه يصاب العضل بالضعف ويسبب هبوط القلب. ومعظم حالات عضلة القلب الضخامي تكون بسبب زيادة في سُمك الجدارالعضلي بين تجويفي القلب السفليين والغشاء الفاصل السميك. في هذه الحالة يمنع الحاجز السميك مرور الدم من البطين الأيسر مسببًا احتقانًا في الرئة. ويمكن علاج هذه الحالة بالأدوية التي تساعد على تمدد وانبساط القلب، ويقلل قابلية الخلايا الزائدة لإغلاق مجرى الدم. وإذا تفاقم السقم فلابد من العملية الجراحية لإزالة العضل غير الطبيعي. يحدث اعتلال عضلة القلب الاحتقاني إذا أدى ضعف عضلة القلب إلى تضخم البطين الأيسر مسببًا ضخًا ضعيفًا للدم. وفي معظم الحالات لا يستطيع الأطباء تحديد السبب المباشر في اعتلال عضلة القلب الاحتقاني. وليس لهم علاج ودواء محدد لعلاج الحالة ولكنهم قد يصفون بعض الأدوية ويحدون من حركة المريض لمنع تطور السقم. وبعض السقمى يحتاجون لعملية غرس قلب.

عملية غرس القلب تمثل آخر فرصة للسقمى الذين يعانون تلفًا حاداً في القلب. يمسك الجراح بقلب متبرع بين يديه في غرفة العمليات (أعلى).

هبوط القلب

نوع من اضطرابات القلب لا يستطيع القلب فيه ضخ الدم بكفاية، وهي لا تعني حتى يقف القلب تمامًا. وأي سقم يعوق القلب عن إيصال الدم للجسم قد يسبب هذه الحالة. وتنتج معظم حالات هبوط القلب عن سقم الشرايين التاجية واعتلال عضلة القلب وأمراض الصمامات. وجريان الدم غير الكافي يسبب الإجهاد، بالإضافة إلى أنه يجعل الدم يرجع للرئة. ويسبب هذا الاحتقان قصورًا وصعوبة في التنفس. وتسبب محاولة الجسم التغلب على هبوط القلب تدهور الحالة قليلاً. مثلاً يحاول الجسم حتى يعطي كمية كافية من الدم للدماغ والأجزاء الحساسة الأخرى بتضييق الشرايين المؤدية إلى أجزاء أخرى مثل اليدين والرجلين. ولكن هذا التضييق يجعل عمل القلب أصعب في ضخ الدم. ويصف الأطباء بعض الأدوية للتغلب على هذه المشاكل. ومن أقدم العقاقير التي تستعمل في علاج هبوط القلب أدوية القمعية. وقد وصف الأطباء هذا العقار منذ أكثر من مائتي سنة. والقمعية يقوي انقباضات عضلات القلب، ولهذا يزيد من جريان الدم. وبعض الأدوية الحديثة المسماة موسعات الأوعية، تمنع محاولة الجسم الطبيعية غير المرغوب فيها لتضييق الشرايين، عندما يحدث هبوط القلب. وبعض هذه الأدوية تساعد على تمدد العضلات الملساء في جدران الأوعية الدموية. وتمنع أدوية أخرى التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى انقباض العضلات الملساء في جدران الشرايين. وإذا لم يكن ممكنًا التحكم في هبوط القلب بالأدوية، فإن المريض يحتاج لعملية جراحية لتسليم الخلل الذي أدى إلى العطب. وتمثل العملية الجراحية خطورة شديدة على السقمى الذين لا يتجاوبون مع الأدوية. ومثل هؤلاء السقمى يمكن توصيلهم مؤقتًا بأجهزة مساعدة للقلب. وهي مضخات صغيرة موصلة بالأوردة والشرايين، وتساعد القلب على العمل، وتتيح فرصة للجراحين لإصلاح المعضلات الميكانيكية. وإذا كان الخلل في القلب غير قابل للإصلاح فإن الأطباء في هذه الحالة يجرون عملية زراعة قلب. وفيها يُستخرج قلب إنسان متوفى ـ ويفضل قلب حي يدق مثل قلب إنسان أعرب عن موت دماغه ـ ويوضع مكان قلب الإنسان المريض. ويوجد دائمًا احتمال رفض جسم المريض لهذا القلب المزروع، لأن الجسم يرفض بصورة طبيعية أي نسيج أوخلية خارجية عنه. ويتغلب الأطباء على رفض الجسم للأعضاء الأجنبية باستعمال أدوية قوية فعالة. ولهذه الأدوية أحيانًا أعراض جانبية خطيرة. وتمثل قلة المتبرعين بالقلوب عائقًا آخر. وقد يموت معظم السقمى الذين في قائمة الانتظار لزراعة القلب المناسب. وفي السنة الأولى لعملية غرس القلب تبلغ نسبة النجاح 80%. ولكن النجاح يحتاج دائمًا عناية فائقة مثل إشراف طبي مباشر وعلاج مستمر. وفي الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي جرب الأطباء غرس قلوب صناعية في البشر ولكن هذه القلوب أثبتت عدم نجاحها لأنها تسبب تجلط الدم.

فسيولوجيا القلب

على الرغم من حتى جانب القلب الأيمن منفصل عن جانبه الأيسر إلا أنهما يعملان معاً بمعنى أنهما ينقبضان وينبسطان معاً. ينطلق الدم خلال الحجرات نتيجة انقباض العضلات القلبية, الذي يبدأ بالحجرتين العلويتين أوالأذينين ذوي الجدر الرقيقة والذي يستغرق زمنا حوالي 0.1 ثانية.

ويتبع ذلك انقباض البطينين ذواتي الجدر السميكة الواقعين اسفل الاذينين لمدة حوالي 0.3 من الثانية وهذه الفترة النشطة للقلب هي ما تسمى بالإنقباض (سيستول) والذي يتبعه فترة راحة تسمى الانبساط (دياستول) ويستغرق ذلك 0.4 من الثانية.

وعلى ذلك فالدورة القلبية بمرحلتيها النقباض والانبساط تستغرق حوالي 0.8 من الثانية.

ومن هنا يمكن استنتاج ان عدد الدورات القلبية في الدقيقة الواحدة من الناحية الحسابية يساوي 75 دورة في الدقيقة

وفي الواقع عثر ان متوسط عدد الدورات القلبيةقد يكون ما بين 70 و72 دورة في الدقيقة الواحدة للشخص الطبيعي بينما تتغير في بعض الظروف السقمية

ويمكن تقدير كمية الدم التي تتدفق من جميع بطين في زمن معين خلال ظروف فسيولوجية مختلفة.

وقد عثر ان جميع بطين يضخ كمية من الدم تقدر بحوالي 70 مليلترا في جميع ضربة(دورة)تعهد بحجم الضربة stroke volume S.V.

وحيث ان المعدل القلبي (متوسط عدد الضربات في الدقيقة)H.R يساوي 70 مرة في الدقيقة فان حجم الدم المنطلق بواسطة جميع بطين في الدقيقة الواحدة تحت الظروف الطبيعية 70 مرة × 70 مليلترا = 4900 مليلتر/دقيقة, أي ضخ ما يساوي خمسة لترات تقريبا في الدقيقة وهذا ما يعهد بالنتاج القلبي C.O. cardiac output

وعلى هذا فالمعادلة يمكن ان تصاغ على النحوالتالي:

النتاج القلبي=المعدل القلبي×حجم الضربة

تاريخ

في القرن الثاني الميلادي لاحظ گالينوس حتى القلب وراء حركة الدم، ولكنه افترض بأن بطين القلب الأيمن يدفع الدم في البطين الأيسر عن طريق ثقب في الحاجز الفاصل. واعتقد گالينوس حتى الكبد يحول الأكل إلى دم والذي بدوره يمر عبر الجسم ليتم استعماله.

ليوناردوداڤينشي صمم رسومات مفصلة عن القلب في بداية القرن السادس عشر. ودعت رسوماته الدقيقة لمناقشة بعض الاعتقادات المقبولة عن هجريب القلب.

اكتشاف الدورة الدموية

توصل الفهماء العرب والمسلمون من خلال عمليات التشريح التي أجروها إلى آراء خطأوا فيها آراء كثير من الأطباء اليونانيين، ومن ذلك حتى علاء الدين بن النفيس القرشي (ت 687هـ، 1288م) انتقد آراء گالينوس في التشريح؛ فقد عثر من خلال تجاربه في تشريح القلب والحنجرة حتى هناك صلة بين التنفس والنبض، وبين التنفس وانتنطق الدم إلى القلب من الرئتين. ونطق بخلاف ما نطقه جالينوس الذي يقول بوجود فتحة (ثقب) في جدار القلب الفاصل بين البطينين، ووضح حتى الدم يجري في القلب ويدور فيه دورة كاملة، ويتدفق في أوردة الرئتين لينتشر فيهما ويتحد مع الهواء فيتخلص مما فيه من شوائب، ثم يجري في شريان الرئتين ليصل إلى البطين الأيسر بعد امتزاجه بالهواء. وكان لابن النفيس شرف اكتشاف الدورة الدموية الصغرى التي تجري في الرئة ويمر الدم خلالها من الشريان الرئوي إلى القلب. كما اكتشف الطبيب العربي أبوالفرج بن القف (ت 685هـ، 1286م) عدد الأغشية القلبية ووظيفتها واتجاه فتحاتها لمرور الدم.

وفي منتصف القرن السادس عشر قام الطبيب أندرياس ڤزاليوس وهوفلمنكي المولد ـ بوصف الأوعية الدموية. وأوضح أنه لا توجد ثقوب بين تجاويف القلب. نشرت نظرية الدورة الدموية لأول مرة عام 1628م، وذلك عندما بين وليام هارڤي الطبيب الإنجليزي حتى القلب يعمل كمضخة، ووصف كيف من الممكن أن ينساب الدم من القلب للرئة ثم يرجع إلى القلب، ويتوزع على الجسم ثم يرجع إلى القلب. واعتقد هارفي بأن الأوعية الدموية التي تسمى الشعيرات توصل بين الشرايين والأوردة. وقد اقترح فكرة الشعيرات قبل ذلك عالم التشريح الإيطالي أندريا سيسالبينوفي القرن السادس عشر. وأكد الطبيب الإيطالي مارسيلومالپيگي وجود الشعيرات في العام 1661. وفي بداية القرن الثامن عشر تمكن الطبيب الإنجليزي، العالم ورجل الدين ستيفن هالس ـ لأول مرة ـ من قياس ضغط الدم، وذلك بإدخال أنبوب زجاجي في شريان حصان بعد حتى شق جلده. ونشر نتيجة أبحاثه وتجربته في عام 1733.

وليام هارڤي وضح بأن القلب يعمل كمضخة. وبوسائل إيضاح مثل الرسم الخشبي أعلاه أوضح كيفية مرور الدم إلى جميع أجزاء الجسم.

اختراع الأجهزة الطبية الحديثة

في القرن التاسع عشر وسعت الاختراعات فهم الأطباء، وساعدت في تشخيص وعلاج أمراض القلب. ففي عام 1816 اكتشف الطبيب الفرنسي رينيه لـِنـِك مثيوفيل السّمّاعة التي مكنت الأطباء من سماع دقات القلب، وبعض الأعضاء الأخرى. وفي عام 1880 طوّر الطبيب صمويل سيگفريد فون باخ من مدينة البندقية مقياس ضغط الدم، وهوجهاز لقياس ضغط الدم، ويستعمل دون شق الجلد. وفي عام 1905م استخدم الطبيب الروسي نيكولاي كوروتكوڤ السماعة مقياسًا لضغط الدم وذلك بالتنصت للنبض، مسجلاً بذلك ضغط الدم الانقباضي والانبساطي. وما زال الأطباء يستعملون هذه الطريقة حتى اليوم.

وفي عام 1903 اكتشف عالم الأمراض الهولندي ڤيلم أينتهوڤن المقياس الجلفاني الخيطي، وهوجهاز يكشف عن وجود أي طاقة كهربائية ضئيلة تتولد من حركة ونشاط القلب. وعليه طور أسس مرسمة كهربائية القلب. وفي خلال العشرينيات من القرن العشرين الميلادي صارت مرسمة كهربائية القلب الجهاز التشخيصي الأساسي في فهم أمراض القلب.

وزودت الأشعة السينية الفهماء في السابق بأول صورة عن القلب الحي. أما طريقة النظر في أجزاء القلب الداخلية فقد بدأت مع قثطرة القلب في العام 1929. وكان الطبيب الألماني الشاب ڤرنر فورسمان رائدًا في هذا المجال حيث جرب في نفسه مرور أنبوب مطاطي في البطين الأيمن لقلبه، وبذلك منح أول صور وعائية قلبية (صور بالأشعة السينية لغرف القلب والأوعية الدموية). وحاز جائزة نوبل في الطب نظرًا إلى تجربته الرائدة في طب القلب التشخيصي.

مرسمة كهربائية القلب تستعمل في أثناء العملية الجراحية لتنظيم عمل القلب. تظهر المعلومات على الشاشة ويمكن طباعتها.

تطور جراحة القلب

في عام 1897، وضع الأطباء أول غرز خياطة في القلب الحي. ولأول مرة أجرى الجراح الألماني لودڤيگ راين عملية جراحية لينقذ حياة رجل طعن بالصدفة في القلب. ولم تصبح الجراحة خيارًا لعلاج أمراض القلب إلا في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، عندما أجرى الطبيب الأمريكي روبرت إ. گروس أول عملية جراحية ناجحة لإصلاح عيب خلقي في القلب. وخاط جروس الثقب في شريان طفل يشكومن سقم القناة الشريانية السالكة. وفي عام 1944 طور الطبيبان الأمريكيان هلن بروك توسج وألفرد بلالوك عملية جراحية لتحسين الدورة غير الطبيعية لدى الرضع الزرق.

في البدء كان الأطباء يقومون بالعمليات الجراحية على القلب وهويعمل. وقد كان ذلك يعني حتى يعمل الجراح بسرعة، وأنقد يكون ما يستطيع حتى يراه أويعمله محدودًا. وفي عام 1953 تغير جميع هذا عندما استخدم الطبيب الأمريكي جون جيبون وزملاؤه جهاز القلب ـ الرئة الذي طوروه. وهذا الجهاز يُمكِّن الطبيب من إيقاف القلب أثناء العملية الجراحية حيث يقوم الجهاز بضخ الدم وأكسدته. وحينذاك يستطيع الطبيب إصلاح أي خلل والقلب متوقف تمامًا. وقادت هذه الاكتشافات إلى نوعين من العمليات الجراحية: إصلاح العيوب البنيوية عند الأطفال، واستبدال الصمامات المريضة عند الكبار. وبعد ذلك امتدت عمليات القلب لتضم أمراض الشرايين التاجية.

تطورت عمليات تغيير مجرى الشريان التاجي في نهاية الستينيات من القرن العشرين بفضل مجهودات الطبيب الأرجنتيني رينيه فافالورو، وكان يعمل بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1967 قام الجراحان مايكل دبيكي وأدريان كانترويتس بزراعة القلب المساعد لأول مرة وبنجاح. وتساعد هذه الآلة البطين الأيسر المصاب أوالمجهد بصورة مؤقتة. وللجراح المصري الشهير مجدي يعقوب إسهامات عالمية فعالة في جراحات القلب عمومًا وتطوير تقنيات وغرس القلوب الصناعية أوالبشرية.

تطور آلة القلب ـ الرئة. ساعدت هذه الآلة في إجراء عملية القلب المفتوح في الخمسينيات من القرن العشرين. والآلة تُخرج ثاني أكسيد الكربون من الدم وتسمح بدخول الأكسجين، كما تعمل الرئتان تمامًا. ثم تضخ الدم المؤكسد مرة أخرى للجسم. توصل الآلة عادة عن طريق شريان في الساق، ومن هناك يدخل الدم لفرع رئيسي من الأبهر، وبعد ذلك يدور في خلايا وأنسجة الجسم من غير حتى يمر بالقلب.

أول عملية غرس قلب

قام فريق من الجراحين بجنوب إفريقيا بقيادة الجراح كريستيان برنارد بعملية غرس قلب إنسان في العام 1967م، وعاش المريض لمدة 18 يومًا ومات بعدها بسبب التهاب رئوي. وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي أجرى الأطباء عدة عمليات لغرس قلوب. ولكن معظم السقمى ماتوا في السنة الأولى لأن الجسم كان يرفض العضوالغريب، حتى كاد الأطباء حتى يوقفوا عمليات غرس القلب. وفي الثمانينيات من القرن العشرين بدأ الأطباء باستعمال دواء يسمى سيكلوسبورين ليقاوم رفض الجسم للعضوالغريب. وكان هذا الدواء سببًا ـ بمشيئة الله ـ في إطالة الحياة بعد العملية عند السقمى. وصارت المشكلة الرئيسية في عمليات غرس القلب هي قلة وجود متبرعين.

التطور في العلاج والوقاية

حدث تقدم سريع في العلاج والوقاية مع التقدم الضخم في عمليات زراعة القلب، وطور الأطباء مُحْصِرات البيتا في أواخر الستينيات من القرن العشرين، وهذه الأدوية تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع وتمنع الذبحة وتتحكم في بعض أنواع اللانظمية. أما مُحْصِرات قنوات الكالسيوم التي تعمل مثل مُحْصِرات بيتا فقد ظهرت في السبعينيات من القرن العشرين.

أجرى الطبيب السويسري أندرياس گروينتزگ أول عملية ترقيع وتقويم للأوعية في العام 1977، وهي عملية غير جراحية في طبيعتها وتُجرَى لفتح أي شريان مسدود. وطور الباحثون تقنيات أخرى تستعمل مع تقويم وترقيع الأوعية لتزيد من فاعليتها. وصار مزيل الرجفان المزروع متوافرًا منذ سنة 1985. وهوجهاز يحدد الانقباضات الزائدة في البطين ويرسل شحنة كهربائية صغيرة لوقفها. وهجرزت مقاومة ومنع أمراض القلب في تقليل عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها. ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بسقم الشرايين التاجية فرط ضغط الدم المرتفع وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وتدخين السجائر، والتحكم في هذه العوامل قد يمنع تطور السقم.

إن معظم الذي تفهمناه لمنع أمراض القلب مصدره الأبحاث الطبية المكثفة. فقد أعطتنا دراسة فرامنجهام مثلاً، للقلب معلومات وافية عن عوامل الخطر التي تخص أمراض الشرايين التاجية. وبدأت الدراسة في عام 1948م في فريمنگهام، مساتشوستس الأمريكية، وفحصت قلوب خمسة آلاف شخص. وبفضل هذه البحوث وغيرها طور الفهماء أدوية جديدة لعلاج ضغط الدم المرتفع وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.

وعمل كثير من الناس على تحسين حالة قلوبهم بتفهم أساليب الطب الوقائي، كأن يقوموا بقياس ضغط الدم وقياس نسبة الكولسترول بانتظام. ومعظم الذين يشكون من ازدياد طفيف في ضغط الدم حافظوا على أخذ كمية قليلة من الملح وكميات قليلة من الثمنات الحرارية في الوجبات الغذائية. وبعضهم قلل نسبة الدهون المركزة في وجبتهم، وزيادة على ذلك فإن هناك أعدادًا متزايدة تمارس التمارين الرياضية، وذلك يساعد على تخفيف الوزن وبالتالي يقلل نسبة الكولسترول ويخفض ضغط الدم.

قلوب الحيوانات

قلوب الحيوانات تختلف في الحجم والشكل. فالدودة الأرضية، مثل معظم الحيوانات اللافقارية لديها أوعية دموية قابلة للانقباض وتقوم بعمل القلب. وللسمك قلب بتجويفين، في حين للضفدع والبرمائيات الأخرى قلب ثلاثي التجاويف. والكلاب مثل الثدييات الأخرى لديها قلب رباعي التجاويف، كما للطيور أيضًا.

الحيوانات اللافقارية

ليس لمعظم الحيوانات اللافقارية قلوب محددة، ولكن لها أوعية دموية ضخمة بدلاً عن القلب. وهي تنقبض بانتظام دافعة الدم في الجسم، ولهذا فإن الدم يجري في اتجاه واحد. ودودة الأرض مثال لهذه الحيوانات. والحشرات وحيوانات مثل العنكبوت والكركند وسرطان البحر لها قلب بتجويف واحد أنبوبي الشكل ويجري فيه الدم عبر ثقوب في القلب. وينقبض القلب سادًا تلك الثقوب ودافعًا الدم للأمام في الشرايين. وشعبة الرخويات مثل المحارات والقواقع لها قلوب معقدة لحد ما، للواحد منها أذين واحد أوأذينان وبطين واحد فقط. وهذا القلب جزء مضخم من الدورة الدموية. وللأذين جدار رقيق، ويتلقى الدم من الجهاز الهضمي ومن العضوالعضلي الخشن والمشقوق الذي يسمى القدم، ومن ثم يضخ الأذين الدم للبطين ذي الجدار السميك والذي بدوره يرسل الدم للشرايين.

السمك

للسمكة قلب بتجويفين، بطين وأذين. والدم يتدفق من المساحة التي تسمى البطين الجيبي ويجري نحوالأذين وبعد ذلك يدخل البطين. ثم بعد ذلك يمر بمكان يسمى المخروط الشرياني ومن ثم للأبهر، وبعد ذلك يُضخ للشرايين. بعدها يمر الدم للخياشيم أوالزعانف حيث يتأكسد ويفرز ثاني أكسيد الكربون.

الزواحف والبرمائيات

معظم الزواحف والبرمائيات الكبيرة لها قلوب ثلاثية التجويف، وللقلب بطين واحد وأذينان. ويتلقى أحد الأُذَيْنَيْن الدم من الجسم، والآخر يتلقى الدم من الرئة. ولكن جميع الدم يضخ في البطين، وهناك نتوء يقوم بتوجيه معظم الدم الشرياني للجسم، ومعظم الدم الوريدي للرئة، وذلك عندما ينقبض البطين.

الطيور والثدييات=

الطيور والثدييات لها قلب رباعي التجويف، وقلب الإنسان مثال جيد لقلب الثدييات. والقلب الرباعي أكثر القلوب تطورًا. وللقلب نوعان من الدورات: الدورة الرئوية التي ترسل الدم للرئتين والدورة الكاملة التي تحمل الدم المؤكسد للجسم. وهذا النظام الدوري فعال بصورة خاصة في ضخ الدم، ويمكن حتى يعمل ذلك تحت ضغط عال. وتعتمد سرعة دقات قلب الطيور أوالثدييات على حجم الحيوان نفسه. فحدثا كان الحيوان صغيرًا كان قلبه سريع الضربات، فقلب الطائر الطنّان مثلاً، يدق ألف دقة في الدقيقة الواحدة بينما يدق قلب الفيل 25 مرة في الدقيقة.

المصادر

الموسوعة المعهدية الكاملة

إقرأ أيضاً

  • الدورة الدموية الصغرى
  • الدورة الدموية الكبرى
  • قلب اصطناعي
  • أذين
  • ضغط الدم
  • طب القلب
  • جراحة القلب والصدر
  • پاثولوجيا قلبية وعائية
  • الجهاز الدوري
  • Echocardiography
  • جهاز التوصيل الكهربي في القلب
  • ديناميكا الدم
  • سرطان القلب
  • عيوب القلب
  • معدل نبض القلب
  • زراعة القلب
  • صمام القلب
  • تشريح الإنسان
  • نبض
  • بطين
  • أورطى
  • تضخم البطين
  • Holiday heart syndrome
  • Circle map — simplified mathematical model of the beating heart.
  • MUGA scan
  • Cardiac stress test

وصلات خارجية

  • 3D Animated Heart with Anterior Cut - life-like 3D human heart animation with anterior cut.
  • 3D Animated Heart Beat - life-like 3D human heart animation.
  • Answers to several questions from curious kids about heart
  • eMedicine: Surgical anatomy of the heart
  • Very Comprehensive Heart Site
  • The InVision Guide to a Healthy Heart An interactive website
  • Self Improvement Wednesday - ABC 702 Drive audio
  • 3D Animated Heart - A great resource to view and interact with the anatomy of a ثلاثة dimensional heart
  • The circulatory system
  • The position of the heart
  • American Heart Association
  • Can health of teeth affect on Heart Health? - Researches in periodontal disease and caused by it subacute bacterial endocarditis.
تاريخ النشر: 2020-06-07 19:11:30
التصنيفات: الجهاز القلبي الوعائي, صدر, أعضاء بشرية, تشريح, جهاز الدوران, علم الأحياء

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لماذا طلبت أمبر هيرد سحب الدعوى المرفوعة ضد جوني ديب ؟!

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:27
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

القوى العاملة: صرف 3.3 مليون جنيه للعمالة غير المنتظمة بالغربية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

“القلوج” أو الكأس يضيئ ليلة بركان التاريخية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:02
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 78%

مراقبة دورية ويقظة للكشف المبكر عن أي حالة واردة لـ"جدري القردة"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:31
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

غرق ثلاثة شبان مصريين كانوا يستحمون في النيل

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:26
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

القوات العسكرية المغربية والجزائرية “جنبا إلى جنب” في تمرين عسكري

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:06
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 84%

د. الخشت: قوافل الجامعة الطبية توفر منظومة متكاملة  لعلاج المرضى

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:17:58
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

الصحة العالمية: 80 إصابة بجدري القرود في العالم و50 حالة اشتباه

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

نقل القاهرة: الأتوبيس الذي يعمل بالغاز الطبيعي يوفر 300 جنيه يوميًا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:17:58
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

ما هي  إجراءات الوقاية من الإصابة بجدرى القرود ؟ ..الصحة تجيب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

كوريا الشمالية: 220 ألف إصابة "كورونا" خلال 24 ساعة !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

محمد صلاح: ريال مدريد أفضل فريق في دوري أبطال أوروبا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:25
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

أولمبيك خريبكة يحتج على منع جماهيره من حضور مباراة الوداد بـ"دونور"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:30
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

الصحة العالمية: 3 فئات الأكثر عرضة للعدوى بجدري القرود

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:17:57
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

رجل يقتل زوجته بالسكين أمام أطفالها ويسرق أموالها

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:18:24
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

الأرصاد: درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت 21 مايو

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:17:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

هل يمكن تحول «جدري القرود» لجائحة مثل كورونا؟ متحدث الصحة يجيب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-21 12:17:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية