معركة الكرامة

عودة للموسوعة

معركة الكرامة

معركة الكرامة

الصراع: الصراع العربي الإسرائيلي
التاريخ: 21 مارس 1968
المكان: مخيم الكرامة، الضفة الشرقية لنهر الأردن
النتيجة: فوز الجيوش العربية وانسحاب القوات الإسرائيلية
المتحاربون
الجيوش العربية: الجيش الأردني، المقاومة الفلسطينية إسرائيل: جيش الدفاع الإسرائيلي
القادة
القوى
النتائج
20 شهيدا و65 جريحا و10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعين. 70 قتيلا وأكثر من 100 جريح، و45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات


مجموعة جنود إسرائيليون يداهمون منزلا في مخيم الكرامة.
A memorial for all the Jordanian soldiers in Al-Karameh.

معركة الكرامة، هي معركة سقطت في 21 مارس، 1968 بالقرب من مخيم الكرامة، على الضفة الشرقية لنهر الأردن، بين القوات الإسرائيلية والفدائيين الفلسطيين بالإشتراك مع قوات الجيش الأردني.


ما قبل المعركة

قامت القوات الاسرائيلية في 21 مارس 1968 بشن هجوم واسع النطاق على الضفة الشرقية لنهر الأردن في منطقة امتدت من جسر الأمير محمد (دامية) شمالا حتى جنوب البحر الميت. وكان هدف الهجوم كما أعربت إسرائيل رسميا القضاء على مواقع الفدائيين الفلسطينيين في مخيم الكرامة على بعدخمسة كم من جسر الملك حسين (اللنبي) ، وفي مناطق أخرى إلى الجنوب من البحر الميت. والواقع حتى هذا الهجوم لم يكن مفاجئا لمنظمةفتح ولا للقوات الفلسطينية الأخرى في المنطقة ولا للقوات الأردنية. فقد شوهدت تحركات القوات الإسرائيلية قبل العملية بيومين وأذاع ناطق بإسم فتح يوم 19 مارس حتى إسرائيل تعد العدة لشن هجوم كبير على طول نهر الأردن. وفي اليوم نفسه أعرب مندوب الأردن في الأمم المتحدة حتى إسرائيل تعد العدة لشن هجوم كبير على الأردن. وقد رافقت هذه التحشدات تصريحات تهديدية من قبل المسؤولين الإسرائيليين فنطق رئيس الحكومة أمام الكنيست: إذا الأردن لا يعمل شيئا لوضع حد لأعمال الفدائيين التي تنطلق من أراضيه، وسنضطر نحن لحماية أمتنا"، وذلك خلال كلامه عن حادث انفجار لغم تحت عربة نقل ركاب كبيرة جنوبي النقب. وكرر وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس المخابرات الإسرائيليون أقوالا مماثلة.


الجانب الإسرائيلي

حشدت إسرائيل لتطبيق العملية تبعا للمصادر الأمنية أربعة ألوية لوائين مدرعين ولواء المظليين 35، ولواء المشاة 80، تدعمها وحدات من المدفعية الميدانية (خمس كتائب مدفعية من عيار 105 مم و155مم) ووحدات هندسية عسكرية وتغطية جوية بأربعة أسراب ننطقة بالاضافة إلى عدد من الحوامات كافي لنقل كتيبتي مشاة مع معداتهما. وقد بلغ عدد هذه القوات خمسة عشر ألف جندي.

الجانب العربي

وفي الجانب العربي كانت وحدات رصد فتح تراقب تحركات وتحشدات القوات المعادية. وتدارست قيادة فتح التدابير الواجب اتخاذها وعلى الأخص المجابهة أوالانسحاب من المواقع المستهدفة من قبل العدوولتأتي ضربته في الفراغ – وفقا لمبادئ قتال الحرب الشعبية. وجرى تقسيم المقاومة إلى ثلاثة اقسام: الأول توزع على عدة مراكز في الكرامة نفسها وحولها، ووزع الثاني بشكل كمائن على امتداد الطرق المحتمل سلوكها من قبل العدو، وانسحب الثالث إلى المرتفعات المشرفة على المنطقة ليكون دعما واحتياطيا.

من جهة أخرى اتخذت القيادة الأردنية استعداداتها للتصدي للعدوان الوشيك فوضعت القوات في حالة استنفار وتعبئة انتظارا للتطورات المتسقطة.

لقد استطاعت القوات الأردنية وخاصة سلاح المدفعية تحت قيادة الرائد مشهور حديثة من حرمان القوات الإسرائيلية من حرية العبور حسب المقتربات المخصصة لها . ودليل ذلك حتى القوات الإسرائيلية التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم فرقة وهي القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقي النهر بالرغم من محاولتهم المستميتة للبناء على الجسور التي دمرت .

بداية الهجوم

تحركت القوات الاسرائيلية في الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 21 آذار 1968 على أربعة محاور:

1- حور العارضة من جسر الأمير محمد إلى مثلث المصري فطريق العارضة – السلط الرئيسي.

2- محور وادي شعيب من جسر الملك حسين إلى الشونة الجنوبية فالطريق الرئيسي المحاذي لودي شعيب السلط.

3- محور سويمة من جنوب البحر الميت إلى غور الرامة – ناعور فعمان.

4- محور الصافي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي فطريق الكرك الرئيسي.

ولكن المعارك الرئيسية دارت عملا على المحاول الثلاثة الأولى.

عبرت القوات الإسرائيلية النهر تحت تغطية نيران المدفعية. ولكنها ما كادت تتقدم مسافة 200 متر حتى اصطمدت بمقاومة عنيفة أعاقت تحركها فدفعت بعناصر محمولة بالحوامات أنزلت بعضها في غور الصافي للتمويه والتضليل ومعظمها في الكرامة. فتصدت لها القوات العربية وكبدتها خسائر كثيرة، مما اضطر القيادة الاسرائيلية إلى زج قواتها الجوية بكثافة كبيرة مركزة قصفها على مرابض المدفعية الأردنية ومواقع الفدائيين ومرابض الدبابات والمدافع المضادة للطائرات. وتابعت خلال ذلك الحوامات نقل عناصر اضافية والعودة بالجرحى وجثث القتلى. واستثمرت القوات المدرعة نتائج القصف الجوي والمدفعي المركز لمتابعة تقدمها فأمكنها في الساعة العاشرة تقريبا الاتصال بالقوات المنزلة جوا بالبنادق والبرمائيات اليدوية ثم بالسلاح الأبيض. وقد خاضت القوات الأردنية ايضا معارك عنيفة على المحاور الأخرى وأحبطت تقدم العدوومنعته من تطبيق مخططاتته.

وفي الساعة 14.00 – وكانت خسائر الاسرائيليين قد تزايدت واتضح لهم مدى الثمن الذي سيدفعونه لقاء جميع تقدم – ادعوا بأنهم قد أتموا تطبيق المهمة الموكولة إليهم وبدأوبالانسحاب. وكانوا قد طلبوا وقف إطلاق النار في الساعة 11.30 بواسطة الجنرال أودبول كبير المراقبيين الدوليين ولكن رئيس الحكومة الأردنية رفض الطلب حتى انسحاب القوات الاسرائيلية بكاملها. وقد تم انساحب آخر جندي اسرائيلي في الساعة 20.30. وتكبدت القوات الاسرائيلية خلال انسحابها ايضا خسائر كبيرة اذ تعرضت لها الكمائن التي بثتها قيادة المقاومة قبل المعركة.

الآثار المترتبة

كان العدوان الاسرائيلي على الكرامة أول مرة تتخطى فيها القوات الاسرائيلية نهر الأردن. فقد توغلت مسافةعشرة كم على جبهة امتدت من الشمال إلى الجنوب نحو50 كم. وهي أول عملية على نطاق واسع قادها رئيس الأركان الاسرائيلي الجديد آنذاك حاييم بارليف. وقد حشدت لها اسرائيل قوات كبيرة نسبيا أرادت منها حتى تكون درسا رانادى للفدائيين وللجيش الأردني، وأن تحقق بواسطتها نصرا سريعا تستغله في حمل معنويات السكان الإسرائيليين التي بدأت تهتز تحت ضربات العمليات الفدائية في الأراضي المحتلة. ولم تكن النتائج كما كانت تتمناها إسرائيل. فقد اعترف رئيس حكومتها أمام الكنيست يوم 25 آذار "أن الهجوم على الكرامة لم يحل معضلة الإرهاب". ونطق ناتان بيليد ممثل حزب المايام *: " إذا على إسرائيل حتى تصوع تكتيكها العسكري وفقا لاساليب القتال المتبعة عند العدووالظروف السياسية المحيطة – وطالب شموئيل تامير عضوالكنيست بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية للبحث في – التعقيدات السياسية الناجمة عن عملية الكرامة – وأضاف "إن تخطيط العملية وتطبيقها يثيران أسئلة كثيرة تتطلب الاجابة". وقد عبر يوري أفنيري عن فشل العملية بقوله: ان المفهوم التكتيكي للعملية كان خاطئا من الأساس ، وأن النتائج أدت إلى نصر سيكولوجي للعدوالذي كبدنا خسائر كبيرة.

كانت معركة الكرامة نقطة تحول كبيرة بالنسبة لحركة فتح خاصة والمقاومة الفلسطينية عامة. وقد تجلى ذلك في سبل طلبات التطوع في المقاومة ولا سيما من قبل المثقفين وحملة الشهادات الجامعية. كما تجلى في التظاهرات الكبرى التي قوبل بها الشهداء في المدن العربية التي دفنوا فيها، والاهتمام المتزايد من الصحافة الأجنبية بالمقاومة الفلسطينية، مما شجع بعض الشبان الأجانب على التطوع في صفوف المقاومة الفلسطينية. وقد أعطت معركة الكرامة معنى حديث للمقاومة تجلى في المظاهرات المؤيدة للعرب والهتفات المعادية التي أطلقتها الجماهير في وجه زير خارجية إسرائيل آبا ابيان أثناء جولته يوم 7/5/1968 في النرويج والسويد، فقد سمعت ألوف الأصوات تهتف "عاشت فتح".

على الصعيد العربي كانت معركة الكرامة نوعا من استرداد جزء من الكرامة التي فقدتها في حزيران 1968 القوات المسلحة العربية التي لم تتح لها فرصة القتال. ففي معركة الكرامة اخفقت اسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية لحمل معنويات الاسرائيليين ، بل ساهمت في زيادة خوفهم وانعزالهم.


خسائر المعركة

بلغت خسائر الاسرائيليين 70 قتيلا وأكثر من 100 جريح، و45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات. وخسر الجانب الفلسطينية 17 شهيدا. أما الأردنيون فقد خسروا 20 شهيدا و65 جريحا بينهم عدد من الضباط و10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعين.

دمر الإسرائيليون عددا كبيرا من المنازل وأخذوا معهم 147 عربيا من الفلاحين بحجة أنهم من الفدائيين.


انظر أيضاً

  • أيلول الأسود
  • الصراع الإسرائيلي العربي
  • صلاح خلف

المصادر

  • مؤسسة الدراسات الفلسطينية: الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1968.
  • اليوميات الفلسطينية، المجلد 7، بيروت 1968.
  • مجلة شؤون فلسطينية، العدد 7، آذار 1972.
  • تقرير القيادة الأردنية حول المعركة.

وصلات خارجية

  • Pro-Palestinian account of the Battle of Al Karameh
  • Pro-Israeli, Jewish Agency for Israel Timeline for 1968
تاريخ النشر: 2020-06-07 19:27:34
التصنيفات: الصراع الإسرائيلي العربي, معارك إسرائيل, الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, بذرة جغرافيا الأردن

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إحتفالية لتكريم الاطفال الأيتام وذوى الهمم بأسوان

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

غرفة القاهرة تهنئ الشعب المصري بعيد العمال

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:39
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

سامح شكري يستقبل وزير خارجية فرنسا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

تركيا تقرر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:22:23
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

التحالف الوطنى يعلن تنظيم يوم رياضى مع أبناء شهداء فى سيناء

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:25
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

مجلس الوزراء يوافق على7 قرارات باجتماعه الأسبوعى.. تعرف عليهم

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

مسؤول أمريكي: بلينكن أبلغ نتنياهو بمعارضة واشنطن لاجتياح رفح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:22:08
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

في اتصال هاتفي.. المستشار عدلي منصور يهنئ البابا تواضروس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:36
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 59%

تركيا تقرر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:22:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

الرئيس الإسرائيلي: استخدام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:22:28
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

رئيس الوزراء يستعرض 5 مشروعات مهمة مع رئيس شركة سكاتك النرويجية

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:22
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

الأردن يدخل قافلة مساعدات إلى شمال غزة عبر معبر بيت حانون لأ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:22:13
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

مدير مكتبة الإسكندرية: إطلاق سلسلة جوائز باسم المكتبة قريبًا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:21:35
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية