مجموعة وجدة

عودة للموسوعة

مجموعة وجدة

أبرز أعضاء مجموعة وجدة 1958:
1- عبد العزيز بوتفليقة المدعوعبد القادر المالي
2- محمد إبراهيم بوخروبة المدعوهواري بومدين
3- علي كافي
4- عبد الحفيظ بوصوف المدعوسي مبروك
5- مصطفى بن عودة المدعوعمار
6- بودغين بن علي المدعوسي لطفي
7- محمد راوي المدعوسي توفيق
8- العقيد مستغانمي أحمد المدعوسي راشيد
9- السفير لعلا
10- محمد بوداود المدعومنصور.

مجموعة وجدة أوجماعة وجدة، كانت مجموعة من الضباط العسكريين والسياسيين في الجزائر، منذ الثورة الجزائرية (1954-62) حتى السبعينيات.

التاريخ

وإن عدنا إلى عناصر مجموعة وجدة، نجد أنهم يختلفون في الكثير من الأمور عن زعيمهم بومدين، فهم ينحدرون كلهم من منطقة الغرب الجزائري بإستثناء شريف بلقاسم، إلا أنه عاش في هذه المنطقة، كما ينتمون كلهم أيضا إلى أسر غنية بشكل أوبآخر، وقد التحقوا بالثورة في وجدة بالمغرب الأقصى على إثر إضراب الطلبة عام 1956 بإستثناء أكبرهم سنا قايد أحمد، كما أنهم جميعهم مفرنسين بإستثناء بوتفليقة الذي يتقن اللغتين الفرنسية والعربية، وبشكل أقل شريف بلقاسم، كما يختلفون عن بومدين في التوجه الأيديولوجي، فهم راسماليي التوجه والقناعات الفكرية ومعادين في قرارات أنفسهم للإشتراكية، ويمكن إعتبارهم من أشد المنبهرين بالغرب وثقافته، هذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول هذه المفارقة التي عهدتها الجزائر، حيث مورست سياسة إشتراكية ومنادية بالتعريب على أيدي نظام نواته الرئيسية معادية لهذه التوجهات أصلا بإستثناء زعيمها بومدين، وهوما يشير على حتى الأيديولوجيات والقناعات والأفكار لا مكان لها في النظام الجزائري قط، بل ما يربط هؤلاء كلهم هوالسلطة والحفاظ عليها، أما الخطب والأيديولوجيات فهي للإستهلاك الشعبي لا أكثر ولاغير.

استندت مجموعة وجدة على زعيمها هواري بومدين، الذي أصبح قائدا للأركان العامة لجيش التحرير الوطني، وبالتالي تتحكم من خلاله على جيش الحدود الذي أضحى أكثر تنظيماً وفعالية وأكثر قوة من ناحية العدة والعتاد عند الإستقلال مقارنة بمجاهدي الداخل وجبهة التحرير الوطني، التي استنزفت وتحطمت قواها من جراء الكفاح اليومي ضد الاستعمار الفرنسي.


الثورة الجزائرية

ونشير أيضاً حتى مجموعة وجدة هي النواة الرئيسة أيضا في مجلس قيادة الثورة الجزائرية، فكيف ذلك، نحن نفهم حتى إنقلابيو19 يونيو1965 جمدوا العمل بدستور 1963، وبكل المؤسسات المنبثقة عنه، ومنها حزب جبهة التحرير الوطني، الذي كان من المفروض حتى يمارس السلطة العليا في البلاد بواسطة مخطه السياسي، الذي يعينه الأمين العام للحزب الذي هوفي نفس الوقت رئيسا للجمهورية، لكن الإنقلابيون، ومنهم بومدين، كانوا ضد مؤسسة الحزب الذين يرون فيه أداة بن بلة للسيطرة على أجهزة الدولة، أما هم فيعتمدون على مؤسسة الجيش، ولهذا انتقلت الجزائر بعد إنقلاب 19 جوان 1965 من دولة-الحزب إلى دولة-الجيش، أي الإستناد على الجيش.

لكن لا بد على المؤسسة العسكرية، التي يستند عليها الحكم حتى تنبثق عنه قيادة عليا تمتلك الصلاحيات الكاملة في رسم السياسات ومراقبة تطبيقها وإتخاذ القرارات وسن القوانين والمراسيم وغيرها، ولتحقيق ذلك كله أنشأ الإنقلابيون مجلسا للثورة يرأسه هواري بومدين.

تم الإعلان عن تشكيلة مجلس الثورة يوم 25 يوليوعام 1965، ويضم 26 عضوا متبايني الأيديولوجية والرؤية والمواقف والمسار التاريخي والنضالي، لكن عند تفكيكنا وتحليلنا لهجريبة مجلس الثورة في بداياته، وجدنا أنه يتشكل من أربع مجموعات متباينة الأهمية والنفوذ داخل النظام ومنها مجموعة وجدة والقادة العسكريين الكبار ثم أواخر قادة الولايات التاريخية أثناء الثورة ثم بعض السياسيين يتمثلان في أحمد محساس وبشير بومعزة.

بعد الاستقلال

فأهم مجموعة في مجلس الثورة هي عناصر مجموعة وجدة، فهي التي كان يرجع لها القرار الأخير، ويمكن القول أنها تمثل خاصة الخاصة للرئيس هواري بومدين، فهذا الأمر هوالذي دفع الكثير من أعضاء المجلس إلى الإستنطقة فيما بعد بدل هذا التعامل التمييزي، ويعد هذا التمييز إلى جانب تزايد نفوذ الضباط الفارين من الجيش الفرنسي أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت قائد الأركان للجيش الطاهر الزبيري إلى تطبيق محاولة إنقلابية فاشلة ضد بومدين يوم 14 ديسمبر1967، وقد صرح الزبيري فيما بعد حتى مطلبه الوحيد من بومدين كان هوإقامة إجتماعات عملية لمجلس الثورة وعدم الإكتفاء فقط بمجلس الدرجة الأولى، وبتعبير آخر خاصة خاصته، أي مجموعة وجدة.

لم يبق عند وفاة بومدين إلا ثمانية أعضاء في مجلس الثورة من ضمن 26 عضوا تم تعيينهم عام 1965، فقد انسحب الكثير من الأعضاء بسبب رفضهم حتىقد يكونوا مجرد ديكور يغطون على سياسات بومدين، كما توفي بعضهم، لكن ما يستغرب له هوإنسحاب أغلب عناصر مجموعة وجدة، ولم يبق منهم إلا عبد العزيز بوتفليقة، وحسب البعض، ومنهم بلعيد عبد السلام، فإن حتى بوتفليقة ولج في خلاف مع بومدين منذ منتصف السبعينيات بسبب معضلة الصحراء الغربية، ولعل هذا ما يفسر لنا هذا الإهتمام التلفزيوني الكبير بهذه القضية في عهد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما نشير إلا حتى أغلب الإنسحابات تمت في عام 1974، وهوما يؤكد الإشاعات التي انتشرت بقوة في صيف عام 1974 حول الخلافات الحادة بين رجال السلطة آنذاك، رغم محاولة بومدين تكذيب ذلك في خطابه في تيزي وزويوم 17 سبتمبر1974، وقوله حتى هذه الإشاعات تختفي وراءها المخابرات الدولية وأعداء الجزائر في الخارج المتحالفين مع البعض من أصحاب المصالح في الداخل، الذين شعروا حتى مصالحهم مهددة، خاصة بعد ما خيرهم بومدين بين الثروة والثورة في خطابه بقسنطينة يومستة جوان 1974.

نسجل ان مجموعة وجدة غيبت نسبياً في فترة حكم الرئيس بن حديث حيث انتقلت السلطة إلى مايسمى ب"ب ت س" أي "باتنة وتبسة وسوق أهراس"، مما يشير على حتى تداول السلطة في الجزائر يتم بين المناطق الحدودية سواء في أقصى الشرق أوأقصى الغرب الجزائري بحكم حتى هؤلاء هم الذين شكلوا جيش الحدود الرابض في جميع من تونس والمغرب الأقصى في الوقت الذي يستبعد فيه دائما المناطق الأخرى خاصة الوسطى والجنوبية.

رئاسة بوتفليقة

فقد عادت مجموعة وجدة بقوة بعد تولي بوتفليقة السلطة منذ 1999 من خلال الفرع البوتفليقي في الوقت الذي أنتهت فيه الفروع الأخرى نسبيا، فعندما نقول مثلا حتى بوتفليقة عنصر رئيسي في مجموعة وجدة، فمعناه أنه له جيش من الأتباع والموالين له، ونفس الأمر لشريف بلقاسم أومدغري أوقايد احمد، لكن هؤلاء ألخيرين ضعفوا بحكم إنسحابهم في السبعينيات على عكس بوتفليقة، فكل المقربين منه، والذين يشكلون نواة سلطته اليوم أوما يسمى ب"مجموعة الرئيس" هم من الفرع البوتفليقي في مجموعة وجدة الذين ترقوا في المناصب طيلة سنوات، وهي تخطط اليوم للإستيلاء التام على دواليب السلطة في الجزائر معتمدة على العلاقات العائلية والقبلية وشبكة من رجالات المال وذوي النفوذ إضافة إلى شبكة علاقات خارجية ، وكل مايحدث في الجزائر اليوم هي محاولة هذا الفرع لتوريث الجزائر لها على أساس العصبية القبلية، فلا يمكن لنا فهم مستقبل الجزائر وصراعاتها بمعزل عن ما خطه بن خلدون عن العصبية القبلية، فنحن لم نخرج بعد من هذا العصر الخلدوني، فكما نقل العاهل السعودي بن سلمان حكم السعودية من إخوته الذي توفوا كلهم إلى أسرته الصغيرة ممثلة في ولي العهد إبنه محمد بن سلمان أولعل خالد بن سلمان بعد ما سقطت قضية مقتل الصحفي خاشقجي، فنحن أيضا في الجزائر سيتم نقل السلطة من مجموعة وجدة إلى الفرع البوتفليقي لهذه المجموعة، فكل الصراع اليوم يكمن هنا.

وسيظهر ذلك بجلاء من مدى توظيف بوتفليقة للقبلية والمال منذ توليه السلطة في 1999، فالرئيس 1999 عبد العزيز بوتفليقة يعهد جيدا دواليب النظام الجزائري، مادام أنه من صانعيه عام 1962، ولهذا تمكن من تفكيك النظام وإعادة هيكلته حسب رغبته، فامتلك نفوذا كبيرا بداخله، وذلك رغم إشاعته بأنه لا يريد حتىقد يكون ثلاث أرباع الرئيس، وقد عملت عدة ظروف لصالح النفوذ الشخصي الكبير له على دواليب السلطة والقرار، ومنها تقاعد الكثير، إذا لم نقل أغلب القادة العسكريين الكبار الذين شاركوا بشكل أوبآخر في الثورة المسلحة، وهذا ما دفع مؤسسة الجيش وقادتها إلى الإبتعاد عن السياسة والإهتمام بتحويل مؤسسة الجيش إلى مؤسسة إحترافية، وقد كانت لأحداث التسعينيات تأثيرا كبيرا على هذا القرار، كما كان للإرتفاع الكبير لأسعار النفط ووجود ريع نفطي كبير جدا دور أيضا في شراء ذمم المعارضة والكثير من الصحف وإسكاتها بأساليب توزيع الريع، كما أسكت بهذه الوسيلة الريعية جميع من يحاول الوقوف في وجهه.

ومورست نفس السياسة مع الشعب، فالمناطق المعارضة له تتعرض للتهميش الإقتصادي والإجتماعي عكس المناطق المؤيدة له، ولهذا يمكن لنا القول حتى لشخصية الرئيس وللمال دور كبير جدا في التأثير على صناعة القرار في عهد عبد العزيز بوتفليقة، كما تدعم في ذلك كله بأحزاب التحالف التي ارتبطت المصالح الريعية للكثير من مناضليها وقادتها بدعم بوتفليقة وسياساته وعدم معارضتها له.

ولهذا يمكن لنا القول حتى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أوجد مجالاً كبيراً للتحرك والمناورة داخل النظام، وهي ميزة لم يحظ بها أي رئيس جزائري منذ إسترجاع الإستقلال بما فيها الرئيس هواري بومدين.

كما يمكن لنا القول حتى العقيدة أوبتعبير آخر الأيديولوجية، قد غابت نهائيا في الممارسة السياسية أثناء فترة حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ولا نجد إلا بعض المحاولات لتوظيف الأيديولوجية الوطنية، بالإضافة إلى الدين لإكتساب القاعدة الإسلامية لصالح النظام، بل استخدم النظام بعض فهماء الدين في المشرق، كما استخدم رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم القريب من الإسلاميين لأهداف إنتخابية بحتة وإكتساب القاعدة الإنتخابية للجبهة الإسلامية للإنقاذ، بل يمكن لنا القول حتى النظام أثناء هذه الفترة قد أخذ أهداف التيارات الإسلامية في طابعها الشكلي والمظهري دون المضمون لتطبيقها، وذلك من خلال الإهتمام بالأشكال والمظاهر الدينية، مثل الآذان في التلفزة وبناء المسجد الأعظم بالعاصمة، وفتح قناة تلفزيونية للقرآن الكريم، والإهتمام بالزوايا التي يغدق عليها بأموال كثيرة لقاء ضمان أصوات ودعم أتباعها، والهدف من ذلك هوإكتساب شرعية دينية، هذا من جهة ومن جهة أخرى يستهدف من تشجيع ظاهرة التدين في المجتمع كسلاح نفسي للقاءة الأزمات الإجتماعية والإقتصادية الحادة التي يعاني منها المجتمع الجزائري.

لكن عهد عهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيطرة مطلقة لعامل الغنيمة بتوزيع الريع النفطي الذي ارتفع بشكل كبير لم تعهده الجزائر طيلة تاريخها، فوظف هذا الريع لشراء الذمم ومنها ذمم المعارضة.

وقد أدى ذلك إلى تراجع المعارضة السياسية بعمل شراء ذممها، فكان لذلك تأثيرا كبيرا على الوضع السياسي في الجزائر، حيث أدى ذلك إلى فراغ سياسي رهيب، وتراجعت ثقة الجزائريين في جميع رجال السياسة والأحزاب والمنظمات والأيديولوجيات التي أصبحت لا معنى لها لدى الجزائري، الذي أصبح يشك في جميع صاحب أيديولوجية أوحزب بأنه يستخدم ذلك للوصول إلى الريع، وهذا هوما يشكل أكبر خطر على مستقبل الجزائر. أما على صعيد منطق القبيلة، فإننا يجب علينا حتى نشير أنه في الجزائر عادة ما تتداول المناطق الحدودية المناصب السياسية، فكما سادت مناطق باتنة-تبسة-سوق أهراس في عهد بن جديد، فقد سادت مناطق تلمسان )أقصى الحدود الغربية للجزائر( في عهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، لكن يظهر حتى الجهوية قد أخذت أبعادا خطيرة في السنوات الأخيرة بسبب ضعف الدولة والتوزيع الغير العادل للريع بين المناطق وتراجع العامل الأيديولوجي والعقائدي وكذلك الأزمة الإقتصادية، مما دفع الكثير إلى الإحتماء بعصبيتهم القبلية والجهوية بدل الإنخراط في الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني التي فقدت إستقلاليتها وأصبحت جد ضعيفة.


التنظيم

تنتظم مجموعة وجدة على شكل عنكبوتي، ومبنية على أساس الولاءات لأبرز عناصرها، فكل عنصر رئيسي وراءه مجموعة كبيرة من العناصر الموالين لها على شكل هرمي حسب أهمية جميع موال، وتتكون العناصر الرئيسية من رئيسها هواري بومدين وأربع عناصر أساسية، وهم قايد أحمد وعبد العزيز بوتفليقة وشريف بلقاسم وأحمد مدغري، فتشكل هذه العناصر النواة الرئيسية في نظام بومدين أوما يسمى في التنظيمات الحركية "بالنواة الصلبة"، فمجموعة وجدة في حقيقتها هوتنظيم سري دون الإعلان عن إسمه، وتشكل العناصر التي ذكرناها نواته الصلبة، التي تدور حولها الكثير من الأشخاص داخل مختلف مؤسسات الدولة، مما جعلها تتحكم في دواليبها.

  • قايد أحمد: يلقب بـ"سي سليمان"، وهومن مواليد تيارت بالغرب الجزائري، وكان عضوا في حزب الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري الذي كان يرأسه فرحات عباس قبل إلتحاق هذه الجماعة إلى الثورة عام 1956، وترقى في المناصب حتى وصل إلى رتبة رائد، بعد ما أختاره بومدين لعضوية قيادة هيئة الأركان العامة عام 1960، وبعد إسترجاع الجزائر إستقلالها، تولى وزارة السياحة في حكومة بن بلة قبل حتى يقيله هذا الأخير في إطار الصراع بين بن بلة ومجموعة وجدة بقيادة بومدين، وكان عنصرا رئيسيا في عملية الإنقلاب على بن بلة، ليكلفه بومدين بتولي وزارة المالية ثم التكفل بحزب جبهة التحرير الوطني، ونشير إلى حتى قايد أحمد مفرنس تماما، وأصبح محل تهكم وتنكيت عند حديثه بالعربية، إلا أنه خطيب مفوه ومؤثر ومقنع باللغة الفرنسية.

وفي بداية السبعينيات، اختلف مع بومدين في توجهاته الإشتراكية، خاصة حول ميثاق الثورة الزراعية، وحمل قايد أحمد شعار "الأرض لمن يحبها" بدل شعار الثورة الزراعية "الأرض لمن يخدمها"، وفي هذا الإطار، علينا حتى نشير حتى قايد أحمد ينحدر من عائلة غنية جدا، وتمتلك مساحات شاسعة من الآراضي في نواحي تيارت، قدرها البعض ب3آلاف هكتار، وعندما طلب منه بومدين التخلي عن بعضها أوتأميمها في إطار تطبيق الثورة الزراعية، رد عليه أنه لن يعمل ذلك إلا بعد تخلى آخرين مثله في مجلس الثورة والحكومة عن ممتلكاتهم التجارية والصناعية، وهوالشرط الذي رفضه بومدين بدعوى حتى الوقت لم يحن لذلك، وأن تطبيقه معناه الإصطدام مع حلفائه، وتعد هذه الأزمة بداية الشرخ داخل مجموعة وجدة، وبعد خلافه مع بومدين، انضم قايد أحمد إلى المعارضة في الخارج عام 1974، ثم توفى بشكل مفاجيء على إثر سكتة قلبية عام 1978، وقد أصر سكان تيارت على مرافقة قايد أحمد إلى مثواه الأخير، مما أثار غضب النظام، فأنطق بومدين والي تيارت آنذاك لخضر بلحاج، كما عوقبت الولاية كلها بالإهمال وضعف المشاريع التنموية المخصصة لها مقارنة بولايات أخرى، مما يعطينا فكرة عن أساليب عمل النظام في الجزائر منذ عام 1962، والمبنية على الإنتقام والعقاب الجماعي ممن لا يرضخون لأوامره ورغباته.

  • أحمد مدغري: يلقب بـ"سي الحسين"، فهويشبه تماما قايد أحمد في الكثير من الأمور، فهومن مواليد سعيدة بالغرب الجزائري، وهوأبن أحد الأعضاء البارزين في حزب الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بزعامة فرحات عباس، بل حتى هوكان متعاطفا معه، والتحق مدغري بالثورة بعد إضراب الطلبة عام 1956، والتحق بمدينة وجدة المغربية، ليشكل مع آخرين هذا التكتل االذي سيقرر مصير الجزائر بعد إسترجاع إستقلالها، وعينه بن بلة وزيرا للداخلية في أول حكومة جزائرية بعد إسترجاع الإستقلال، ويعهد عن مدغري تقديسه لفكرة بناء دولة قوية والعداء للحزب، وقد استنطق من منصب وزير الداخلية في حكومة بن بلة، بعد ما حاول هذا الأخير تقليص صلاحياته، ويعد من أبرز العناصر المشاركة في الإنقلاب على بن بلة، وعاد إلى منصبه كوزير للداخلية بعد عام 1965، ويستمر فيه حتى عام 1974، أين أنتحر في ظروف غامضة حسب الرواية الرسمية للنظام .
  • شريف بلقاسم: يلقب بـ" سي جمال"، ويعتبر أكثر عناصر مجموعة وجدة ثقافة، وهومن مواليد عين البيضاء بالشرق الجزائري، لكنه عاش في الغرب الجزائري، والتحق بالثورة على إثر إضراب الطلبة عام 1956، وأقام في وجدة مثل زملائه الآخرين في المجموعة، وتولى وزارة التوجيه الوطني والإعلام عند الإستقلال، ثم أنطقه بن بلة في إطار محاولته إبعاد حلفاء بومدين عن السلطة، ويعود إلى الحكم بعد إنقلاب 19 جوان 1965، الذي كان أحد أبرز مدبريه، وكلفه بومدين بالتحكم في أجهزة حزب جبهة التحرير الوطني، واختلف مع بومدين في بداية السبعينيات حول الكثير من التوجهات، وفسر البعض هذا الخلاف بنشر زوجته الفرنسية الأصل كتابا بعنوان "ليالي الجزائرالمجنونة"، أين تفضح فيه بعض ممارسات رجال النظام الأخلاقية والسياسية، واضطرت السلطة إلى شراء الطبعة كلها من الأسواق، فاستنطق شريف بلقاسم رسميا عام 1974، وانعزل عن العمل السياسي إلى حد اليوم، إلا أنه يدلي في بعض الأحيان ببعض المواقف السياسية، وكان قبل وفاته في 23جوان2009 من أشد المعارضين والمنتقدين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
  • عبد العزيز بوتفليقة: يلقب بـ"سي عبد القادر"، فهوالوحيد الذي أستمر في الحكم حتى وفاة بومدين عام 1978، فهومن مواليد وجدة، التحق بالثورة في وجدة على إثر إضراب الطلبة عام 1956، وكلفه بومدين عشية إسترجاع الجزائر إستقلالها بالتحري عن السجناء الخمس في أولنوي، وهوالذي نصح بومدين بدعم بن بلة لتولي الرئاسة، وأصبح أول وزير للشباب والرياضة في الجزائرالمستقلة، ثم تولى وزارة الخارجية بعد إغتيال محمد خميستي عام 1963، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1979، وكان السبب الرئيسي في إنقلاب بومدين على بن بلة عام 1965 بعد ما رفض محاولة بن بلة إنطقته من منصبه كوزير للخارجية، وكان بوتفليقة من أبرز المرشحين لخلافة بومدين، لكن عثر معارضة من الكثير من قيادات المؤسسة العسكرية، وعين مستشارا للرئيس الجديد الشاذلي بن حديث قبل إبعاده نهائيا عن السلطة بعد اتهامه بالتلاعب في أموال وزارة الخارجية، وابتعد عن الأضواء لمدة عشرين سنة، ليعود رئيسا للجمهورية في منتصف عام 1999.

هذه هي أبرز عناصر مجموعة وجدة التي تعد النواة الرئيسية في نظام بومدين، خاصة في سنواته الأولى قبل حتى تختلف فيما بينها لأسباب أيديولوجية وشخصية لدرجة أنه لم يبق منها إلا بوتفليقة، ويقول بلعيد عبد السلام حتى بومدين لم يكن يتفق مع هذا الأخير في الكثير من القضايا، بل حاول تعويض النواة المشكلة من مجموعة وجدة بنواة أخرى تضم جميع من بوتفليقة وبلعيد عبد السلام وأحمد طالب الإبراهيمي، ويبدوحسب -بلعيد عبد السلام- حتى بومدين أراد حتى يقابل بهما العنصر الوحيد المتبقي من مجموعة وجدة، وهوبوتفليقة، خاصة وأن الثلاثة لهم توجهات متناقضة تماما، وهوما يدخل في إطار مبدأ بومدين بخلق التناقضات بين الأشخاص لدعم سلطته ونفوذه.


انظر أيضاً

  • هواري بومدين
  • أحمد بن بلة
  • عبد العزيز بوتفليقة
  • عبد الحفيظ بوصوف
  • شكيب خليل
  • حروب المقاهي
  • كوماندودلتا
  • تاريخ الجزائر

المصادر

  1. ^ "مجموعة وجدة في الجزائر-ماذا بقي منها؟-". الحوار المتمدن. 2018-10-26. Retrieved 2019-03-03.
تاريخ النشر: 2020-06-07 20:24:09
التصنيفات: جماعات عرقية في الجزائر, ثوريون جزائريون, الثورة الجزائرية, وجدة, العلاقات الجزائرية المغربية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

فيديو مروع.. لحظة دهس امرأة سعودية أثناء عبورها الطريق

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:33
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

مناقشة «ملامح ظلي» آخر أعمال الشاعر محمد الشحات.. الخميس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

فتاوى رمضان.. ما حكم ارتداء الحجاب في رمضان فقط؟

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:37
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

“اختبرني يا الله”.. كتاب جديد للبابا تواضروس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:29
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

ثواب عظيم بشَّر به النبي ﷺ.. اعرف فضل «عمرة رمضان»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:35
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

صوّروا شقيقه بقميص نوم.. تفاصيل صادمة عن قتل سائق أوبر الجيزة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

معرضان للتشكيليين صلاح عناني وسيد عبلة بجاليري بيكاسو.. السبت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:18
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

«حسناء».. أول ظهور لزوجة حسين الجسمي والكشف عن جنسيتها

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:38
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

«لو هتشتري عربية مستعملة» 7 نصائح تحمي بها حياتك وأموالك

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:35
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

ارتفاع الأصول الأجنبية للبنك المركزي العُماني بنسبة 28.9%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

الكشف عن قضية «استعباد جنسي» لـ 39 امرأة بدولة خليجية

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

في ذكرى ميلاده.. أسرار من نشأة الرئيس الراحل محمد نجيب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:16
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

مطالبات بإيقاف إعلامية شهيرة بعد واقعة «عروس الإسماعيلية»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:37
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

«الأرصاد» تكشف خريطة سقوط الأمطار

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

بالصور.. انتظام الدراسة في أول أيام الفصل الثاني بالبحيرة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:27
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

محافظ المنوفية: تطعيم ما يقرب من 600 ألف مواطن ضد فيروس كورونا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

قرار مهم من إدارة بنها التعليمية بشأن المعلمين المتطوعين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:15
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

الأمطار تضرب المنوفية وجهود مكثفة لرفع تجمعات المياه

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:28
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

انتظام الدراسة بالفصل الدراسى الثانى بمدارس أسوان

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 12:21:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية