ما هوالتنوير؟
|
هذا الموضوع مبني على منطقة لابراهيم العريس. |
| جزء من سلسلة عن |
| إمانوِل كانط |
|---|
| الأعمال الرئيسية |
|
|
|
| أشخاص |
|
| مواضيع متعلقة |
|
ما هوالتنوير؟ كتاب للفيلسوف الألماني التنويري الكبير ايمانويل كانط (1724-1804) وقد كان فيلسوف النقد، في الدرجة الأولى. ولم يكن من الصدفة في هذا الإطار ان تحمل خطه الأساسية عناوين تذكر بالنقد، مثل «نقد العقل الخالص» و«نقد ملكة الحكم» و«نقد العقل العملي»... وغير ذلك. وهوكان من الفلاسفة، في زمنه الذين لم ينفصل فكرهم عن الحياة العملية.
مقدمة
عند بداية سنوات الثمانين من القرن الثامن عشر، وأيام ازدهار افكار التنوير الفرنسية ووصولها، خصوصاً الى المانيا حيث تبناها بعض كبار المفكرين الألمان، طرح رجل دين مفكر كان معنياً في ذلك الحين، كما يبدو، بقضايا التنوير، حادساً بنوع من خطر تمثله على بعض ما يحمل هومن افكار، طرح على عدد من الفلاسفة سؤالاً في غاية البساطة، شاء لأجوبته ان تعينه هوشخصياً وأن تعين النخبة المثقفة على تلمس طريقها، وكان السؤال هو«ما هوالتنوير؟». وكان الفيلسوف الكبير ايمانويل كانط، رائد الفكر النقدي، واحداً من الذين طرح السؤال عليهم، فكان بالتالي واحداً من الذين اجابوا بدقة وسرعة. وجواب كانط الذي حمل دائماً عنوان: «رد على سؤال ما التنوير»، نشر للمرة الأولى في العام 1784، اي في الوقت نفسه الذي نشرت لكانط دراسات ومنطقات عدة يبدي من خلالها عميق اهتمامه بالسياسة والفكر العملي. ومن بين هذه الدراسات واحدة اثارت الكثير من النقاش هي «فكرة تاريخ كوني من وجهة نظر كوزموبوليتية»، وأخرى جوبهت بدورها بكثير من السجال ووجدت من يعارضها وهي «الأخلاق النافعة لكل الناس، من دون استثناء الدين». وفي زمن لاحق كان يحدث ان تنشر جميع هذه النصوص معاً، على اعتبار انها سوية تمثل نظرة كانط الناضجة الى بعض المسائل العملية، بالتوازي مع نظراته المبكرة الى المسائل الفلسفية العويصة.
والحال ان تفسير كانط لمسألة «الأنوار» او«التنوير»، اتى يومها ليسد فراغاً كبيراً في الساحة الفكرية الألمانية. وكان نشره على نطاق واسع مساعداً في ذلك. هذا لأن مسألة التنوير كانت بدأت تشغل الأذهان، وتصطدم، من ناحية، بعقول متحجرة راحت ترفضها، ومن ناحية ثانية بذهنيات متحمسة حمّلتها اكثر مما كانت تحتمل. ومن هنا اتى «جواب» كانط واضحاً، قاطعاً الى درجة انه سرعان ما اعتمد حتى في فرنسا، التي كانت التنوير فيها - على غير ما عليه التنوير في المانيا: عملاً ثورياً ينذر بالأحداث الجسيمة الآتية، وليس فقط، كما هي حاله في المانيا، عملاً اصلاحياً هوفكري في الأساس، حتى وإن كان تمخّض عن امور عملية في نهاية الأمر.
المعنى الأساسي
إذاً، ما «التنوير» في رأي كانط،يا ترى؟ انه، وفي جميع بساطة، تحرير الإنسان من وضعية دونية ذهنياً، وضع الإنسان نفسه فيها في شكل طوعي. ومعنى ذلك ان الإنسان قد قيّد نفسه بنفسه وقد اقنع ذاته بأنه عاجز عن استخدام مقدرته على الفهم من دون ان يدله أحد على ذلك. ويرى كانط ان ما يقف خلف هذا الإحساس بالعجز انما هوافتقار الإنسان الى الشجاعة والمقدرة على اتخاذ القرار. «إن الكسل والجبن هما ما يجعل الناس، الناضجين عقلياً حتى وإن لم يدركوا ذلك، تحت قيادة اوصياء عليهم درسوا وتدرّبوا لكي يمارسوا هذه الوصاية». وفي هذا الإطار ينعى كانط على الأنسان «أن يرضى بأن يحل كتاب ما مكانه ممتلكاً الذكاء الذي كان حرياً به هو- الإنسان - حتى يمتلكه». وكذلك ينعى على الإنسان ان يأتي مرشد روحي، اوطبيب نظامي، ليكون لديهما من الوعي والفهم ما يخيّل الى هذا الإنسان انه لا يمتلك «إلى غير ذلك، حين استطيع ان أدفع الأجر، لا يعود ثمة اي جهد عليّ انجازه» الآخرون هم الذين يقومون بهذا الجهد جاعلين من انفسهم أوصياء. ويرى كانط هنا، بحسب تفسير الكثير من دارسي فلسفته ومن الذين اختصوا بهذا النص الذي كانت له اهميته الكبرى في ذلك الحين، يرى ان «هؤلاء الأوصياء يسهرون حريصين على ان يعتبر الجزء الأكبر من ابناء البشر، تحرره امراً خطيراً، لا مسألة غير مناسبة وحسب... وهم لتأكيد ذلك يركزون حديثهم دائماً على المخاطر التي تحيق بالبشر حين ينطلقون وحدهم من دون ادلة ومن دون وصاية».
لكن المسألة، بالنسبة الى كانط ليست سوداء تماماً، إذ ها هوفي سطور لاحقة يؤكد لنا أنه لمن «اليسير على جماعة من الناس حتى تتحرر ببطء، حين يأتي عدد من الأشخاص الذين ينهضون من بين اوساطها ليجعلوا انفسهم اوصياء، ويفكون القيود ناشرين من حولهم فكرة تدعوالى التثمين العقلاني لقيمة جميع انسان واختياراته». ولهذا، يرى كانط، انه اذا كانت «ثورة ما كافية لإنهاء اضطهاد يمارسة طاغية، فإن الجمع لا يمكن له ان يتحرر ويتنور إلا في شكل بطيء وتدريجي: وذلك لأنه منذ اللحظة التي لاقد يكون فيها هذا الجمع قد ربّي بحيث يفكر بنفسه ولنفسه، لنقد يكون هذا الجمع سوى دمية في ايدي الحكام الجدد، الذين يحلون محل الطاغية المخلوع، فما هوالمطلوب اذاً،يا ترى؟ ان المطلوب هوتلك الحرية التي تعتبر، عادة، اكثر الحريات براءة: حرية ان يعقل الإنسان الأمور في رأسه وفي ما يتعلق بأي موضوع من المواضيع».
غير ان كانط لا يفوته هنا ان يميز، كما يقول دارسونصه، بين «الاستخدام العام للعقل وهوالاستخدام الذي يمارسة الإنسان المتفهم، الذي يتعين عليه انقد يكون حراً على الدوام، وبين الاستخدام الخاص لهذا العقل، وهواستخدام يمكنه انقد يكون، على اية حال، محدوداً. ففي قضايا المصلحة العامة مثلاً، يتوجب انقد يكون ثمة قسط من الانتظام العام... وهنا، في رأي كانط، لا تعود المسألة مسألة عقلنة الأمور، بل الطاعة. ولكن بالنظر الى ان عضواً من جهاز الدولة الحاكم يظهر منتمياً الى الإنسانية وهمومها، يحق لهذا، بل يتوجب عليه، ان يصوغ علناً، لفائدة الجماعة، جميع ما لديه من ملاحظات ونقد. وهو، لأنه دافع ضرائب ملتزم، يمكنه بعد تسديد جميع ضرائبه حتى يقول جميع ما يختمر في ذهنه بصدد عدالة فرض الضرائب وما شابهها. أما إذا كان هذا الشخص قسيساً، فإن عليه، بعد ان يعرض افكار كنيسته بأمانة امام جمهوره، حتى يورد ما قد يحدث لديه من ملاحظات على هذا الخطأ أوذاك، على هذا النقصان أوذلك». ويستخلص كانط ان الواجب الأول الذي يتعين على جميع دولة متنورة ان تمارسه انما يكمن في تربية الناس على مفهوم الحرية. أما احترام النقد والاستقلال الفكري فيتعين حتى يعتبر واحداً من المبادئ الأساسية في الوجود.
Private and public use of reasoning
كانط والدين
كانط وفريدريك العظيم
Kant and orientation in thinking
كانط والتطور التاريخي
فوكوو"ما هوالتنوير؟"
مواضيع ذات صلة
- عصر التنوير
- Anti-intellectualism
- العصر المضىي للتفكير الحر
- Higher criticism
- فلسفة طبيعية
- Self-efficacy
المصادر
- دار الحياة
وصلات خارجية
- An English translation of Kant's essay
