گوستاف مالر

عودة للموسوعة

گوستاف مالر

گوستاف مالر

گوستاف مالر (Gustav Mahler) عاش (كاليشت، بوهيميا 1860 - فيينا 1911) مؤلف موسيقي في العصر الرومانسي، من مواليد بوهيميا. أكمل تسع سيمفونيات، ومات قبل حتى يكمل العاشرة، ألف الكثير من الأغاني، أغلبها بمصاحبة الأوركسترا. ويكثر في موسيقاه الطابع الديني أوالفلسفي. وتصف أعماله الأولى الطبيعة في الغالب، بينما تصف أعماله المتأخرة كفاح الروح وفوزاتها. وهناك نغمة حزن واستسلام في كثير من أعماله. تعد سيمفونيات مالر أعمالاً ضخمة تحاول حتى تتضمن جميع عاطفة إنسانية. وهي تستخدم فرقة موسيقية كبيرة، وتستخدم أربعة منها أصوات مغنين (رقم 2، 3، 4، 8). وعلى الرغم من حتى ماهلر خط موسيقاه لفرقة موسيقية كبيرة، إلا أنه كان يستخدمها غالبًا برقة شديدة. وأغنيات ماهلر أكثر عمقًا في أسلوبها. فمثلاً أغاني في موت الأطفال (1905م)، مجموعة من خمس أغنيات وضع أشعارها فريدريك روكرت. أما أغنية الأرض (1911م)، فهي سيمفونية لأصوات الصادح، والجهير الأول أوالرنان، والأوركسترا. وهي تكشف اضمحلال إنجازات الإنسان، والجمال الثابت للأرض.

أسلوب مالر في قيادة الاوركسترا، 1901، يـُسخر منه في المجلة الساخرة Fliegende Blätter

وُلد مالر في كاليستي ببوهيميا (جزء من جمهورية تشيكيا حاليا). ودرس في معهد فيينا للموسيقى بالنمسا من عام 1875 إلى 1878م. وقد أمضى جميع حياته العملية قائدًا لفرقة موسيقية، ومسرحيات موسيقية. وسلك طريقه صعودًا من وظائف قيادية صغيرة إلى أعلى المناصب المرموقة في عالم الموسيقى. فقد عمل مديرًا لأوبرا ساحة فيينا من عام 1897م إلى 1907م. وبعد حتى استنطق من هذا المنصب، قاد فرقة الجمعية الموسيقية بنيويورك، كما أخرج أعمالاً في أوبرا متروبوليتان، وعاد إلى فيينا في عام 1911م. وقد ألف الكثير من الأغاني بالإضافة إلى عشر سيمفونيات يمكن حتى تصنف ضمن تيار الأعمال الشاعرية التي تلت الحركة الرومانسية.

الطفولة، الأعمال الأولى، 1860-1880

يهلافا حيث نشأ مالر

ولد جوستاف مالر في كالشت، قرب إجلاو(الآن كاليست، بهلافا)، بوهيميا، فيسبعة يوليو1890. كان أبواه يهود، وكان الثاني من 14 طفل والاول من ستة تجاوز سن النضج. والده برنارد، كان رجل ذوأصل متواضع، بالتصميم والقسوة أسس تجارة رابحة تتكون من معصرة وعدة حانات في إجلاو، حيث انتقلت الأسرة في خريف 1860. أتاحت له إجلاوبيئة تضمنت موسيقى عسكرية وشعبية ورفيعة اقتبس منها مالر لاحقا بعد عناصر مفرداته الموسيقية. في طفولته تفهم مجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية، وتلقى تعليم في البيانوونظرية الموسيقى من عدة موسيقيين محليين تحت توجيههم تطور بسرعة إلى عازف كمان مقتدر وقدم أول حفل امام الجمهور. في العام التالي، في محاولة لتحسين اداءه الأكاديمي العام، أوفد إلى براج حيث التحق بمدرسة نويزيدلر، لكن المستوى لم تنجح وعاد إلى إجلاوعام 1872. واصل دراساته الموسيقية، فظهر في ثلاثة حفلات عامة وعمل على اوبرا (مفقودة) هي "دوق إرنست من شوابيا". عام 1875 جذبت موهبة مالر انتباه مدير مغرسة، اقنعه برنارد حتى ابنة لابد حتى يحصل على تدريب موسيقى شديد في فيينا، وبعد لقاءة مع جولياس إبشتاين في سبتمبر هذا، تم قبول مالر كطالب بالكونسرفتوار. هناك تفهم البيانومع إبشتيان (1875-1877)، والهارموني مع روبرت فوش (1875-1876) والتأليف الموسيقي مع فرانز كرين (1875-1878). رغم نجاحه كعازف بيانوعام 1876 و1877 في مسابقات الكونسرفتوار، تخلى مالر عن عزف الآلة لصالح التأليف، حيث تخرج عام 1878 بتقديم اسكرتزولخماسي البيانو(مفقود). مع ذلك، خبرة عزف موسيقى البيانولبتهوفن وشوبان وشوبرت وشومان هجرت انطباعا ملحوظا على موسيقاه. كورس التأليف مزدوج الاهمية لمنته لاحقا، فبعيدا عن التدريس المعتاد، كان يتسقط أيضا من الطلاب إجراء بروفات، وفي بعض الحالات عروض عامة لأوركسترا الطلاب.

المحاولات الاولى لمالر في التأليف ترجع إلى سنوات طفولته في إجلاو، لكن أول أعمال باقية له خطت خلال الفترة التي قضاها في الكونسرفتوار، والتي ينعكس تأثيرها في التناول اللحني النشط في الحركة لرباعية البيانو(1876-1878). أخذ بعض الالهام والحافز من نطاق واسع لموسيقى مؤلفين آخرين؛ من سابقين له، بما في ذلك بيتهوفن ومندلسون وشوبرت وشومان وفاجنر وفيبر وبتزايد مع تقدمه في العمر يوهان سبياستيان باخ، وكذلك معاصر واحد على الأقل هوريتشارد شتراوس. أحب بموسيقى فاجنر قبل وصوله لفيينا، وكان ذلك الاهتمام، إضافة إلى الحضور في حفلات كرين للتأليف، التي على الأرجح شكلت أساس الصداقات المبكرة مع هوجووولف، ورولدلف كرزيزانوفسكي وهانز روت وأنطون كرسبر؛ وكان اهتمامه بأفكار فاجنر السياسية والفلسفية وفي الأعمال الأولى لتخصصه التي جذبته إلى دائرة تضمنت الساسة الاشتراكيين في المستقبل فيكتور ادلر وإنجلبرت برنرستورفر.

مالر تأثر بريتشارد فاجنر أثناء أيام دراسته، ولاحقا أصبح مترجم رائد لأوبرات فاجنر

عام 1977 ومرة أخرى عام 1878 و1880 التحق مالر وهوطالب بجامعة فيينا لمجال أوسع من المواد التاريخية والفلسفية التي تدل على مجال اهتماماته الثقافية مدرى الحياة؛ كما جاء بعض محاضرات بروكنر، رغم أنه في سنوات لاحقة ذكر بترا أنه لم يكن طالب لدى بروكنر. وفي عام 1877 أعد وفي عام 1880 نشر (ربما بمساعدة كرزيزانوفسكي) توزيع دويتوبيانوللسيمفونية الثالثة لبروكنر وعام 1910 تبرع بالأرباح من بيع اعماله للترويج لنوت بروكنر الموسيقية، مع ذلك كمايسترواستخدم نسخ مختصرة بشدة من السيمفونيتين الخامسة والسادسة لبروكنر.

بعد مغادرة الكونسرفتوار عام 1878 جاء مالر محاضرات الجامعة، وعمل مدرس موسيقى وخلال سنوات الشك التي سبقت في الحال بداية مشواره كمايسترو، خط اول عمل هام له "أغنية الأرض". نص الكانتاتا اكتمل في مارس 1878 وكتابة الموسيقى انتشرت في السنتين التاليتين. في شكلها الأصلي من ثلاث حركات، أوفدت لليش (الذي لم يحب النص) ودخل بها دون نجاح مسابقة جائزة بتهوفن سنة 1881. عام 1892-1893 راجع مالر النوتة، وحذف الجزء الأولى، غير التوزيع وحذف اوركسترا خارج خشبة المسرح (التي استعادها عام 1989-1899 عند مراجعة العمل ثانية للنشر). حتى قبل اكتمال نسختها الاصلية بدأ مالر العمل في أوبرا روبزال، حيث خط الحدثات، وفي خمسة فصول مع مقدمة، التي يقيت. ناقش فكرة أوبرا من سيرة خيالية مع هوجووولف، الذي بالتالي شعر حتى مالر سرق الفكرة منه: ونتيجة سوء التفاهم انتهت صداقتهما. من الواضح حتى الحدثات احتفظت بجاذبيتها لمالر، ويبدومرجح حتى بعض موسيقى الاوبرا خطها في 1880. متصل بهذا العمل ,"أغنية الأرض" ثلاثة أغنيات خطها مالر عام 1880 خلال سيرة رومانسية في الشباب. آخرها استخدم نص (ويرجح موسيقى) من أوبرا "روبزال"، جميع المقطوعة مع عدة تعديلات آخر الأمر يضم "هانزل وجرتيل" في الجزء الاول من "أغنيات وتراتيل"؛اول أغنيتين يستخدمان للمادة اللحنية من الكانتاتا.


باد هول، لايباخ، أولموتز، كاسل، 1880-1885

في أوائل صيف 1880، بناء على نصيحة الناشر راتيج، عثر مالر وكيل وعرض عليه منصب قيادة أوركسترا في مسرح صيفي صغير في "باد هول" في النمسا العليا. كانت الفرقة صغيرة، والمعايير الفنية منخفضة، وبرنامج الحفل مكون كليا من أوبريت؛ لكن بعد أخذ عصا القيادة، لم يتمكن مالر من إنزالها، وطلب من وكيله إيجاد تعيين مماثل لموسم الشتاء. في غياب وظيفة كهذه، مكث في فيينا حيث اكمل "اغنية الأرض، حتى الصيف التالي حين انشغل كقائد الفرقة الموسيقية في مسرح لاندز في لبابلجانا. رغم صغر المسرح أعطى له وسائل أفضل بكثير من بادهول وكذلك برنامج حفلات أكثر اثارة، وهناك قاد مالر اول اوبرا له "تروفاتور" في ثلاثة اكتوبر 1881. حتى في هذه الفترة الأولى من مشواره الفني، بحثه عن عرض ليس فيه أخطار فنية للاوبرا ميزه النقاد المحليون. لكن مرة أخرى في نهاية الموسم، يجد وظيفة لذا عاد الى فيينا في اوائل الصيف 1882. كرس نفسه لتأليف الموسيقي، وعمل في "روبزال" وربما ألحان ريتشارد ليندار، إلى حتى وصل إليه برقية غير متسقطة تستدعيه إلى مسرح ستاد في اولوموتس فيعشرة يناير 1883. تصادف تعيين مالر مع الرحل المفاجئ لقائد الفرقة السابق. كان للمسرح فرقة أكبر من لايباخ، لكن في الوضع المالي والفني السيء، كان موقف منافس لمايسترومتطلع. الصحافة المحلية نظرت بشكل سلبي للتعين، وموقف مالر المسيطر أبعد عنه بعض المطربين، لكن آخر الامر الانضباط الذي فرضه انعكس في تحسن معايير الاداء. رغم حتى الإنجاز كان متواضع، واسعد مالر تفادي إنتاج كبير لأعمال موتسارت وفاجنر في ظل هذه الظروف، جذب عمله مع الفرقة الاقليمية انتباه كارل ابرهورست، منتج في درسدن، لاحقا اوصى له في كاسل.

بالعودة إلى فيينا، تولى مالر وظيفة مؤقتة كقائد جوقة لموسم الأوبرا الإيطالية في مسرح كارل، وفي مايوللتعين قائد موسيقي والكوراس في كاسل بدأت المفاوضات. النجاح في أولمك مهد الطريق لهذا التعيين الجديد، الذي اعتمد على محاولة أسبوع. بعد عرض كفاءته لرضا مديره، عاد مالر إلى إجلاووفيينا للصيف، بعد عمل رحلة قصيرة لبايروت - الأولى ليشاهد "بارسيفال". وفورة عودة مالر اكتشف ظروف العمل غير السقمية في كاسل. المدير قائد الفرقة فلهيلم تريبر لم يكن متعاطف، واللوائح التي تحكم نشاطه مقيدة، وبرنامج حفلاته تقريبا بشكل كلي أوبرا خفيفة. بعض التعويض الموجود في كاسل بقيادة بولو، التي ألهمت إعجاب مالر الشديد، والفرصة ليقود واحدة من أوبراته المفضلة، "الفرايتشوتز" للمرة الاولى فيعشرة يناير 1884. الاستقبال النقدي لقيادة مالر كان مختلط: بشكل عام أشيد بدقة المجموعة والحماس، لكن حركاته البريئة المفرطة وإيقاعه غير التقليدي لاقى نقد. خلال مشواره الفني لم يقدر مالر كما يستحق بسبب تفسيره غير التقليدي، وكان يستهدف تغيير الروتين غير المبالي الناتج عن التسليم دون تفكير بالتنطقيد الموجودة.

عام 1883-1884 أحب مالر إحدى المطربات في كاسل جوانا ريختر. هذه العلاقة التعسة أدت إلى التأليف، على الأرجح بين ديسمبر 1884 ويناير 1885، لأول مرة تحفة فنية له، مجموعة أغاني "أغاني عابر سبيل"، وتصور السيمفونية الأولى وثيقة الصلة. مثلما في "أغنية الأرض" و"روبزال" خط نصوصها مالر نفسه. رغم حتى الأغنيات مكتوبة للصوت والأوركسترا من الأولى، تأجل التوزيع الموسيقي حتى 1891-1893 والنوتة خضعت للمراجعة أيضا قبل العرض الأول عام 1896. بسبب جدول قيادة مالر المليء، تمت مقاطعة العمل في المقطوعة بتكرار، وأيضا اضطر لكتابة عمل، موسيقى تصويرية لقصيدة الشاعر الألماني "شيفيل بعنوان "عازف ترومبت ساكنجين" (مفقود) للعرض في حفل خيري. نجحت الموسيقى رغم رفض مالر لها لاحقا، وتم تضمين الحركة الأولى في النسخة الأصلية من السيمفونية الأولى.

في ديسمبر 1884 اتصل مالر بنيومان، مدير الأوبرا الألمانية في براج، ثم بوليني في هامبرج وستيجمان في لايبزج، على أمل الحصول على وظيفة جديدة. في نهاية يناير التالي عرض عليه وظيفة كمايستروثاني في لايبزج، ليبدأ في يوليو1886. في فبراير 1885 في موندين، قرب كاسل، قاد أوراتوريو"المواسم" للمرة الأولى، وأساسا بسبب هذا النجاح طلب منه القيادة في حفل الصيف هناك. بما حتى أوركسترا مسرح كاسل مقرر استخدامها، كان متسقط حتى رئيس الفرقة تريبار يقود، بسبب تعيين مالر، رفضت الأوركسترا، بدافع الولاء لتريبار، وموقف مالر في المسرح صار قاسي بتزايد. لم يتحسن الموقف بسبب غياب مالر المتكرر في البروفات لعروض الحفلات لعمل مندلسون "سانت بول"، وتشاجر بتكرار مع الإدارة بشأن مسائل الانضباط. آخر الأمر تم الاتفاق على طلباته لإنهاء تعاقده، وتحدد التاريخ 1 يوليو1885. لوهلة قابل قضاء عام دون وظيفة، لكن آخر الأمر عينه نيمان مايستروأول في براج، وهوتعيين جعله يندم على اتفاقه مع ستيجمان. معظم وقته المتقبي في كاسل قضاه يراجع الجوقة لسانت بول، وحصل على مكافأة على جهوده في 29 يونيوحين عرض الأوراتوريوأمام جمهور متحمس.

براج ولايبزج 1885-1888

منزل جوستاف مالر في لايبزج، حيث ألف سيمفونيته رقم 1

وصول مالر إلى براج في يوليو1885 تصادفت مع أنجيلونومان، الذي انشغل لينقذ مسرح لاندز الالماني من الضرر المالي والفني. مالر انشغل في الاصل مع قائدين آخرين أنطون سيدل ولودفيج سلانسكي. غادر سيدل بعد شهر واحد فحسب وكان يتسقط حتى سلانسكي، بوصفه الأقدم، صار المايستروالرئيسي. قرار نومان حتى يشارك القائدان الباقيان برنامج الحفلات بشكل طبيعي أثار المرارة بين معجبين سلانسكي في الصحافة والأوركسترا والمدينة. اثناء هذا العام في براج، قاد مالر للمرة الأولى أعمال المسرح للمؤلفين الذي اتصل بهم بشكل وثيق لباقي مشواره الفني كقائد اوبرا: موتسارت "دون جيوفاني"، وفاجنر "تانهاوزر" و"أساطير الشعر" و"مضى الراين" و"الفالكيري" وجلوك "يوفجيني في يوليد" وبيتهوفن. قيادة مالر لاقت مدح ونقد في نفس الأحوال مثلما في كاسل، لكن صار مهتم بتزايد بالالتزام الموسيقي والدرامي بالنوتة الموسيقية. وقرب نهاية الموسم شارك كذلك في "جفلين" الثاني تضمن العرض العام الاول لواحد على الأقل من أغانيه. الأشهر الاخيرة في براج خيم عليها خلافات بين نيمان رجل الأعمال ومالر الفنان، مع ذلك حاول مالر إلغاء العقد الذي وافق عليه بسرعة مع ستاجمان المقرر بدءه في يوليو. بعد نهاية موسم براج قضى عطلة قصيرة مع ابويه المعتلين، ثم في يوليوشق طريقه إلى لايبزج.

مسرح ستاد في لايبزج كان مجهز افضل من اي مسرح اخر وظف مالر من قبل، كان فيه اوركسترا كبير بقيادة هنري بيتري والد عازف البيانوايجون بيتري، واربع قادة اوركسترا. كان آرثر نيكش اكبر من مالر في السن والاقدمية، الذي كان يظهر لمالر بارد كمايسترووشخص. وحتما اعتبر النقاد المحليون نيكيش معيار يقاس عليه اي مايستروجديد، وفي ضوء الشخصية المتنوعة والمزاج الفني الذي افتقر غليه مالر. عنصر الجذب الرئيسي للموسم كان انتاج أول مجموعة "خاتم النيبلونج" في لايبزج، ولدى معهدته حتى نيكيش يفترض أن يقود العمل، قدم مالر استنطقته التي لم تقبل. تدخل المصير بعد إنتاج "مضى الراين" في يناير 1887، حيث سقم نيكيش، حيث هجر مالر يقود "الفالكيري" و"زيجفريد". مع إنتاجه الرائع لزيجفريد في مايورسخ مالر بإقناع بين النقاد والجمهور عبقريته كفنان يتجرم الاعمال.

جوستاف مالر وقت سيمفونيته الاولى

شكلت أوبرات "فيبر" جزءا هاما من برامج الحفلات لمسرح ستاد وقاد مالر عدد منهم في ديسمبر 1886. في نحوذلك الوقت التقى مع كارل فون فيبر حفيد المؤلف، الذي امتلك اسكتشات جده للاوبرا كوميك "الخيول الثلاثة" التي أوفدتها الأسرة إلى مايربير وفرانز لاشنر لإكمالها. لم يرغب أي منهما في القيام بالمهمة، خاصة بما حتى تدوين فيبر الموسيقي كان غالبا شديد الصعوبة في فك رموزه، ورد عمل مالر الأول لدى رؤية المسودة كان مماثلا. مع ذلك، اثير حماسه بعد حتى صارت له النوتة مألوفة بشكل أكبر، وبعد فهم لغة فيبر وتجديد اهتمام ستاجمان بالمشروع، قضى الصيف وأوائل خريف 1887 يطوع مقطوعات أقل شهرة لفيبر وألف فقرات تعتمد على ألحان فيبر لإكمال العمل. ورغم أنه لم يكن أصلي، كانت أوبرا فيبر هامة لمالر، بسبب عرضها الأول الناجح في يناير 1888 وعروض لاحقة في جميع أنحاء المانيا جعلته شهير ووفرت له مصدر ولج مفيد. أيضا النوتة الأوركسترالية، وهي الأولى التي تنشر لمالر 1888، مذهلة للتأمل الذي تتيحه لأسلوبه الأوركسترالي المبكر لكن المميز بالعمل.

العمل في الأوبرا تعلق حتما بالاتصال الوثيق لأسرة فيبر، ومالر أحب زوجة كارل ماريا فون فيبر. هذه العلاقة اليائسة ألهمت مالر فترة من النشاط الإبداعي المكثف، التي شهدت إكمال عملين، قصيد سيمفوني - وهوصار السيمفونية الأولى آخر الأمر - والحركة الأولى من سمفونية في مقام دوالصغير، لم يراجعها حتى فترة هامبورج 1893-1894 وخط باقي السيمفونية الثانية. القصيد السمفوني في مقام ري خضغ بالمثل لمراجعتين - عام 1893 ونحو1896 حين حذف الحركة الثانية - قبل مجئ السيمفونية الأولى. نتيجة أخرى لتعهد مالر بأسرة فيبر كان اكتشافه عام 1887 للإمكانيات الموسيقية "نفير الشاب السحري"، وهومجموعة نصوص اختارها وعالجها أسيم فون أرمين وحدثنز برنتانولتعكس تصورهما للشعر الشعبي. كان هذا العمل الذي قدم لمالر جميع نصوص أغانيه عدا واحدة أثناء 14 عام التالية؛ الثمرة الأولى لهذا التأثير الأدبي كان التاليف بين 1887 و1890 منتسعة ألحان تشكل المجلدين الثاني والثالث من "أغاني وتراتيل"، اللذين نشرا بالكامل في 1892.

في الأشهر الأولى لعام 1888 التقى مالر مع مؤلفين موسيقيين اثنين، الأول تشايكوفسكي الذي لم يتعهد على عبقرية مالر كمايستروإلى حتى التقيا ثانية في هامبورج، وريتشارد شتراوس. رغم اختلافهما التام في المزاج، تعهد شتراوس ومالر على عبقرية بعض - التمييز الكامل من جانب شتراوس لطبيعة عبقرية مالر على وجه الدقة - ودامت صداقتهما حتى وفاة مالر.

في مايوذلك العام، بعد جدال عنيف دار مع مدير المسرح أثناء بروفة لفردناند كورتيز لسبونتيني في لايبزج، مرة أخرى عرض مالر استنطقته، وهذه المرة تم قبولها. الحدوث المفاجئ للموضوع هجر مالر دون استعداد ودون وظيفة مناسبة حتى أغسطس، لذا تمكن من تكريس نفسه للعمل دون انقطاع في قصيده السمفوني "الاحتفال بالموت". وظيفة الصيف كانت عمل انشغل ليستعد لعرض براج الأول لعمل "الخيول الثلاثة" وإنتاج عمل كورنيليوس "حلاق بغداد"، لكن التعاون المتجدد مع نيومان دام أقل من شهر حين أقيل مالر بعد خلاف فني. رغم بقاءه مرة أخرى دون وظيفة، لم يعد "الموسيقي المسافر" لكن صار "السيد"، وخلال عدة أسابيع عقد مفاوضات لوظيفة أبرز وأكثر جاذبية في بودابست.


بودابست وهامبرج 1888-1897

مثل الكثير من مناسبات أخرى أثناء مشواره كمايسترو، عثر مالر المؤسسة التي عمل فيها في وضع سيء. أوبرا بودابست الملكية، واحدة من أحدث وأفضل المسارح المجهزة في أوروبا الوسطى، كانت تعمل بخسارة، مع برامج حفلات محدودة وفرقة غير منظمة يجب تدعيمها بفنانين ضيوف شرف. أيضا يوجد مطالب متزايدة لتأسيس أوبرا وطنية مجرية، ووضع مالر هذا في ذهنه فبدأ يعمل: مقرر حتى تكون العروض بالمجرية، وتقرر تعيين مطربين مجريين قدر الإمكان وأعدوا فرقة وقللوا من إحضار نجوم زائرين. رغم تعيينه في سبتمبر، أجل ظهوره كمايستروإلى حين العرض الأول ل"مضى الراين" بترجمة مجرية جديدة في يناير التالي، لكن أثناء ذلك راجع عدة أعمال جديدة. نجاح "مضى الراين" و"الفالكيري"، عند عرضها في أمسيات متتالية، كافأ جهود مالر، وحقق باقي الموسم الأول نجاحا ساحقا.

العام الأول في بودابست خيم عليه وفاة برنارد مالر في فبراير 1889 والسقم اللاحق لوالدة مالر وأخته لوبولدين، وتوفى كلتاهما الخريف التالي. كان مالر مكتئبا بالعمل، فاضطر للقاءة المشكلات في الأوبرا، واخطرها عدم قدرته على إيجاد مطربين مجريين موهوبين بما يكفي. إلى جانب هذا كانت مقاومة الجمهور لبرنامج الحفل الألماني في الأساس الذي أجبر تأجيل أعمال جديدة ل"زجفريد" و"غروب الآلهة" لصالح الاوبرا الخفيفة والباليه. الجمهور المحافظ لم يكن مستعد جيدا للعرض الأول للقصيد السيمفوني لمالر (السمفونية الأولى)، في 20 نوفمبر 1889، وأثناء العرض صار الجمهور عدائي تجاه عمل متجدد.

بحثا عن الأعمال الجديدة لأوبرا بودابست، سافر مالر لإيطاليا في صيف 1890؛ اختار "إسرائل" لفرانشيتي و"كافليريا راستيكانا" لماسكانييه، وإنتاج لاحق للأخير بقيادة مالر (26 ديسمبر 1890) كان الأول خارج إيطاليا. لدى عودته إلى المجر بدأ استعداداته لإنتاج حديث لأوبرا "دون جيوفاني"، وكان هذا الإنتاج الذي أثار إعجاب برامز؛ بعد عدة سنوات كانت توصية برامز مع هانسليك، عامل هام لصالح تعيين مالر في فيينا. رغم هذا النجاح، صار موقفه في بودابست قاسي بسبب التعيين لكونت جيزا زيتشي مدير. كان اتجاه ديتشي قومي وأشار انه بدلا من مالر لديه السيطرة الفنية للدار. مالر، بعد تسقطه الخلاف الحتمي، اتصل ببوليني في هامبرج، عرض عليه وظيفة مايستروأول هناك، وقبلها.

مالر كان ناجح جزئيا فقط في بودابست، رغم أنه تحت توجيه الأوبرا حقق كسب ومعايير الأداء وبرنامج الحفل تحسن بشكل كبير، ظل الكثير يجب عمله. أيضا جهوده الخارقة كمدير وفنان مترجم للاعمال تمت على حساب التأليف. بعض الالحان الأولى wundhorn من "الألحان والتراتيل" اكتملت في بودابست، مثل تدوين النوتة السيمفونية الأولى، كان هذا إنتاج محدود.

برنارد بولين، الذي كان مدير مسرح "ستادت" في هامبورج، كان متعهد حفلات شهير لديه موهبة لجمع الفنانين الكبار حوله، والنتيجة كانت فرقته لها معيار دولي. وضع مالر كمايستروأول لم يجعله يسيطر على عرض الأوبرا، وهوجانب أهمله بوليني، واستقلال قليل للمسائل الفنية. مع عروضه الأولى لفاجنر، أقنع مالر الجمهور والنقاد وبوليني بعبقريته كمايستوماهر؛ في 18 مايو1891 قاد "تريستان وايزولدة"، واحد من أشهر ترجماته للعمل، للمرة الأولى، رغم أنه وقتها كان يتولى أكثر جدول كثيف في حياته - 19 أوبرا في الشهر - وهذا لم يدع له وقت للبروفات كما يجب. بعد أربعة أعوام من الضغط المستمر قضى صيف 1891 ليس في التأليف، لكن كسائح، يزور بايروت واسكاندينافيا. في الخريف عاد مالر إلى جدول ملئ تضمن إنتاج حديث ليوجين أونيجين لتشايكوفسكي و"الحلم" لبرونو، الذي نال إعجاب مؤلفيهم. كان مالر يقود عدد متزايد من الحفلات، وبعد سقم بولوووفاته تولى قيادة حفلات الاشتراك في هامبورج 1894. انبهر بولوبإنتاج مالر لأعمال فاجنر وكان معجب مخلص بعبقريته كمايسترو، لكنه فشل في فهم عمله كمؤلف.

في بداية صيف 1892 كان مالر في لندن بدعوة من سير أوجاستاس هاريس ليقود موسم الأوبرا الألمانية. فريق العمل تضمن بعض أفضل المطربين الألمان في عصره، وكانت الأوركسترا مجمعة بشكل خاص في لندن وقدمت العروض في كوفنت جاردن ودروري لين أمام جماهير متحمسة، لكن مالر لم يريد قضاء وقت فيهم الذي كان يمكنه حتى يكرسه للتأليف، فنتيجة ذلك لم يقبل عروض هاريس اللاحقة. رغم المناخ الفني الخانق والعمل الكثير في هامبرج، عاد مالر إلى التأليف (ألحان أوركسترالية، السيمفونية الثانية) وبما أنه لا يوجد أي وظيفة أخرى متاحة سقط عقد حديث مدته خمس سنين عام 1894. في ذلك الوقت كان هناك احتمال تعيين شتراوس في هامبرج والعلاقة بين الاثنين كانت وثيقة بشكل خاص. محاولات مالر لعرض جونترام فشلت، لكن تأثير شتراوس حقق عروض القصيد السيمفوني لمالر في وايمار في ثلاثة يونيو1894 وأول ثلاث حركات من السيمفونية الثانية في برلين في أربعة مارس 1895. القصيد السيمفوني عرض بالعمل مرة ثانية في هامبرج العام السابق، وكلاهما هنا وفي فايمار حملوا العنوان الإضافي "تيتان"، وهي إشارة لرواية جان بول، التي تسود روحها العمل.

العمل في السيمفونية الثانية، الذي أكمله عام 1894، تلاه في فصلي الصيف التاليين بتأليف السيمفونية الثالثة الكبيرة، نمط حياة مالر الإبداعية ترسخ: تأليف نوت قصيرة في أشهر الصيف، المراجعة والتوزيع أثناء موسم المسرح. عام 1893 اكتشف مالر منتجع صيفي في شتاينبج في سالزكامرجات، وهناك أكمل العملين. العرض الأول للسيمفونية الثانية الكاملة في برلين في 13 ديسمبر 1895 كان أول نجاح جماهيري كبير لمالر كمؤلف موسيقي، وظلت السيمفونية أحد أشهر الأعمال الكبيرة: مع ذلك، السيمفونية الثالثة احتاجت الانتظار حتى 1902، حين عرضت اول مرة بالكامل في كريفيلد.

أصابت المأساة أسرة مالر مرة أخرى عام 1895، حين انتحر في فيينا أخوه الأصغر أوتو، وهوشاب موهوب موسيقيا. منذ وفاة والديه، أعال مالر أختيه، وشجع أوتوعلى اتخاذ مهنة في الموسيقى. مسئولية مالر المالية تجاه أختيه إيما وجاستين استمرت إلى حتى تزوجا عام 1898 و1902 من أخين، إدوارد وأرنولد روزي، كلاهما عازف وتريات ناجح (كان أرنولد قائد أوركسترا فيينا الفيلهارموني ل50 سنة).

إلى جانب برنامج الحفل الموجود راجع مالر سلسلة من الإنتاجات الجديدة في هامبورج بما في ذلك فالستاف 1894 "الصديق فيتز" لماسكانييه 1893 وهانزل وجريتل 1894 و4 من أوبرات سميتانا. عام 1895 عينت سوبرانوجديدة، أنا فون ميلدبرج، تعهد مالر على موهبتها فكرس الكثير من الساعات ليدربها، وصارت واحدة من أعظم مطربات فاجنر في عصرها. ورغم هذا التعاون الفني الناجح بدأ الشعور بالقلق مرة أخرى وحول انتباه إلى أوبرا فيينا. في ذلك الوقت كان مايسترودولي (قام بالجولة الأولى له إلى موسكووميونيخ وبودابست، في أوائل 1897) ومؤلف عرضت أعماله بتكرار متزايد، لكن أصوله اليهودية كانت عائق لتعيينه في فيينا. ولإزالة هذا العائق تحول إلى كاثوليكي في 23 فبراير 1897 وبعد أشهر من المفاوضات تعين قائد الفرقة الموسيقية في فيينا في ابريل 1897.

فيينا 1897-1907

دار أوبرا فيينا، الصورة التقطت عام 1898 أثناء فترة قيادة مالر لها

رغم أنه في مايو1897 نجحت دار أوبرا فيينا في الحفاظ على سمعتها كواحدة من أعظم دور الاوبرا الكبرى في العالم، كانت متجمدة بقيادة مايسترومعتل هوفيلهلم جان. من الثلاثة قادة الآخرين المقيمين، فقط هانز ريختر، الذي سافر لإنجلتزا عام 1900، كان له شهرة عالمية. مع عروض ممتازة لأوبرا لوهنجرين (ظهوره الأول في فيينا،عشرة مايو) والناي السحري في 29 مايو، ثبت مالر نفسه في الحال كمترجم لأعمال فاجنر وموتسارت. لكن سقمه منع قيادته بشكل أكثر تكرارا اثناء باقي الموسم؛ قضى الصيف يتعافى ويستعد للموسم المقبل (تعين مايستروفيثمانية سبتمبر 1897) الذي كان مقرر حتى يضم مجموعة "خاتم النبلونج" دون حذف للمرة الأولى في سنوات كثيرة. ووولف الذي انبهر من ترجمات مالر، زاره على أمل حتى ينتج له Der Corregidor، لكن ثار جدل بشأن المزايا الفنية لعمل "الشيطان" لروبنشتاين (بعد ذلك بوقت قصير أودع وولف المصحة) كان فقط في عام 1904 حتى عرض مالر أخيرا أوبرا وولف، ثم في نسخة تمت مراجعتها: رغم جهود مالر (قدمت عروض لاحقة باستخدام النص الأصلي) فشل العمل في دخول برامج الحفلات.

في أواخر 1897 أعد جيدوأدلر، صديق قديم لمالر منحة تسدد نشر نوت السيمفونيات الأولى والثالثة، مع الأجزاء الأوركسترالية من الثانية، وهي لمسة صداقة كانت في وقتها حقا، في ضوء الاهتمام المتزايد لأعماله. تأثير أدلر ايضا ادى لتعيين مالر لمجلس التحرير لمجلة "التحف الأثرية للموسيقى النمساوية الرفيعة"، رغم حتى مالر عثر المناقشات التحريرية الطويلة مملة، والموسيقى المنشورة مستوىها متدني.

حين استنطق ريختر عام 1898 من قيادة حفلات الأوركسترا الفيلهارموني دعي مالر ليحل محله كقائد حفلات كان مالر بالعمل مثيرا للجدل، واستمر كذلك في فيينا. أثر فوري لتعيينه كان زيادة حجم الجماهير دراميا وهذا إضافة إلى الجولة الناجحة إلى باريس صيف 1900، هجرت أثرا جيدا للمستقبل، لكن سرعان ما بدأت العلاقات بين مالر والعازفين تتدهور بسبب موقفه المتسلط وآراءه غير التقليدية. بعد سقمه الخطير عام 1901، خلاله قاد الحفلات قادة من مستوى متدني بالمقارنة به مما أسعد جميع من النقاد والعازفين، مما أدى إلى استنطقة مالر.

قضى مالر عطلة 1899 في أوسي في منتجع سالزكمرجات في شتاير. أول الأمر بدا حتى هذا الصيف لا يزيد إنتاجا عن الصيف السابق، الذي وضع خلاله فقط لحنين wunderhorn (البوق السحري)؛ لكن بعد تأليف "بوق الاستيقاظ" ومع عشر أيام فقط باقية. عثر مالر السيمفونية الرابعة فجأة تبدأ في أخذ معالم محددة. في الأسبوع الأول من الموسم الجديد درس عن منزل صيفي حديث حيث يمكنه التأليف في سلام، وآخر الأمر اختار مسقط في مايرنيخ في ورثير سي في كارنثيا. في العام التالي واصل العمل في السيمفونية الرابعة، وبحلول عام 1901 اكتمل بناء الفيللا حيث خط جميع أعماله الهامة في الخمس أعوام التالية. في الصيف المثمر لعام 1901، وضع مسودات لأربعة من أغاني روكرت، ثلاثة أغاني للاطفال، "الصبي الطبال"، وحركتين من السيمفونية الخامسة.

ألما شندلر، التي تزوجها مالر عام 1902 (من 1902، من الممكن قبل ذلك

في خريف 1901 التقى مع مالر وأحب ابنة رسام المناظر الطبيعية النمساوي أنطون شندلار. كانت ألما شندلر أمرأة شابة ذكية تنتمي لدائرة فنية موهوبة وكانت تدرس التأليف الموسيقي مع ألكسندر ڤون زملنسكي. الزواج الذي جرى فيتسعة مارس 1902، سبب الكثير من الدهشة ضمن أصدقاء الزوجين، ولم تكن حياتهما معا خالية من المشاكل، فمالر تطلب من الحياة حتى تدور حول عمله الإبداعي، وأصر حتى تتخلى ألما عن التأليف الموسيقي. آخر الأمور الضغوط المفروضة على مواقف كلا الطرفين والفرق في السن بدأ يؤثر على علاقتهما، واستشار مالر فرويد في صيف 1910.

ذهل فرويد من فهم مالر الفوري لمبادئ التحليل النفسي (الذي لم يكن مثير للدهشة باعتبار الاهتمامات الفلسفية للمؤلف ونظرته الفنية)، في حين حصل مالر على بصيرة ليس فقط في مشاكله الزوجية، لكن أيضا في شخصيته الإبداعية. أعاد اكتشاف عمق حبه لألما، كما يظهر من الرسائل المؤثرة الموجهة إليها في مسودة السيمفونية العاشرة التي لم تكتمل.

برنامج حفلات دار أوبرا فيينا اثناء إدارة مالر لم تكن إشارة لعدد الأعمال الهامة الجديدة المتضمنة، رغم أنه عام 1902 "ندرة النار" لريتشارد شترواس أنتجت، وتلا ذلك "لويز" لشاربنتييه 1904، وفتزنر "زهرة في حديقة الحب" (فشل مالر في محاولته لعرض سالومي بسبب الرقابة الفيناوية). إنجاز مالر الرئيسي يكمن في إعادة تكوين تحف فنية راسخة في إنتاج متكامل. في هذا الصدد كان زقابل ذوأهمية حاسمة، فخلال ألما اتصل مالر بعدة أعضاء من جماعة فيينا "الفنانين المنشقين". ليس فقط شارك في معرض ماكس كلينجر عام 1902، لكن أيضا نادى عضومن الحركة هوألفريد رولار، ليصمم إنتاج حديث لترستان وايزولده 1903. هذا مثل بداية الفترة الأكثر بريقا لحكم مالر في فيينا، حين تم تعيين رولار مصمم رئيسي للمسرح عام 1903، جمع بين الحساسية الإبداعية والابتكار مع فهم عميق وتعاطف لمنظور مالر للإنتاج الأوبرالي. معا ابتكر مالر ورولار سلسلة إنتاجات خالدة، "فديليو" 1904، دون جيوفاني 1905، زواج فيجارو1906، الناي السحري 1906، إفجين في يوليد 1907.

لم يملك مالر طموح ليصبح مدرس أوقائد لمجموعة. مع ذلك أثناء سنواته في فيينا أحيط بدائرة كبيرة بتزايد للمؤلفين الشباب الراديكاليين بما فيهم شونبرج وبيرج وفيبرن وزملنسكي الذي اعتبره ليس مجرد فنان عظيم لكن أيضا مؤيدهم في المؤسسة الموسيقية الفيناوية. رغم أنه ليس دائما يتفق مع آرائهم، عبر مالر عن دعمه خلال العمل في "جمعية الموسيقيين المبدعين" 1904 - 1905 وقدم مساعدة مادية لزملنسكي وشونبرج.

مثلما في هامبورج، انتفعت حياة مالر الإبداعية بشدة من الأمن، الذي وجده في فيينا في زقابل، واثناء عطلات الصيف في مايرنيج خط أربع سيمفونيات جديدة وعدد من الأغنيات. السيمفونية الخامسة، التي أكملها عام 1902، تلاها في العام التالي حركتين من السادسة. مسودة هذا العمل الذي يجسد "لوحات" موسيقية لألما (الحركة الأولى، الموضوع الثاني مازورة 77) وأطفال يلعبون (الاسكرتزو)، أكملها عام 1904، وهوصيف يتميز بالنشاط إبداعي لا يضاهى شهد أيضا صياغة الاثنين الباقين من "أغاني موت الاطفال" وأيضا حركته موسيقيى مسائية من السيمفونية السابعة. ولكن إكمال الأخيرة ثبت حتى به مشاكل، وفقط في نهاية إجازة 1905، بعد درس طويل عن الإلهام، حتى صاغ مسودة الثلاث حركات الباقية. على الأرجح كان ذكرى هذا البحث الذي جذب مالر عام 1906 إلى نصين أصبحا أساس السيمفونية الثامنة: الترنيمة التي تنتمي للعصور الوسطى "تعالى أيها الروح الخالق"، والمشهد الختامي من الفصل الثاني من "فاوست" لجوته، الأولى استنادىء والثانية احتفال للروح الإبداعية. لكل تعقيده، هذا العمل، الذي وصفه مالر وتحت تأليفه بأنه "أعظم عمل خطته حتى الآن. يختلف تماما في التقابل والشكل حتى أنني لا يمكنني حتى الكتابة عنه"، وضع له اسكتش في ثمانية أسابيع فقط.

الحملة ضد مالر في منصبه كمدير دار أوبرا فيينا، زاد قوة بالتدريج حيث كرس وقتا أكبر للنادىية لموسيقاه التي ألفها، وبشأن هذا حتى المسائل أخيرا وصلت للقمة. مالر تمكن من ضحد مزاعم حتى غيابه بإذن ادى لانخفاض إيرادات صندوق التذاكر، لكن جميع منه والإدارة قررا رحيله، رغم حتى هذا لم يحدث رسميا حتى ديسمبر 1907. في يونيومن ذلك العام عين هاينريش كونريد مدير اوبرا متروبوليتان مالر ليقود الأوركسترا هناك من يناير 1908.

سريعا بعد وصولهم إلى مالر في مارنيج في صيف 1907، سقمت ابنة مالر الكبرى. كان مالر يحب كلتا ابنتيه، ماريا وآنا، خاصة ماريا، ووفاتها من الحمى القرمزية بعد عدة أسابيع جعله يشعر بالحزن الشديد. الصدمة الثالثة والاخيرة بعد استنطقته وحزنه - وكما تنبأت السيمفونية السادسة سقطت ضحية - كان اكتشاف مالر أنه يعاني من سقم في القلب وعليه التخلي عن هواياته المفضلة وهي المشي وركوب الدراجة والسباحة.

في أكتوبر ونوفمبر التالي قاد مالر آخر أوبرا له في فيينا، فدليو، وفي حفل وداع، سيمفونيته الثانية. قيادته في فيينا كانت علامة في الحياة الثقافية لهذا العصر، التعاون من رولار حجر زاوية في تاريخ عرض المسرح في الأوبرا وعصره في أوبرا فيينا كان واحد من اكثر عصورها مجدا في تاريخها.


نيويورك وأوروبا 1907-1911

أوبرا المتروبوليتان، نيويورك، في نحوالوقت الذي قادها ماهلر، 1908-1909

الأحداث المتازمة لسنة 1907 كانت مسئولة عن إحداث تغيير سيئ في موقف مالر نحوالحياة والفن وانعكس هذا في عمله في اوبرا متروبوليتان. الفرقة التي وجدها كانت عكس النوع الذي سعى باستمرار لتكوينه في الماضي، رغم تكوينها من نجوم أوبراليين كبار بدلا من فريق متكامل؛ وكان التأكيد على العروض الصوتية. مع ذلك لم يحاول مالر كثيرا تعديل هذاا لوضع بل حتى وافق على عمل حذف كبير في اعمال فاجنر. عرضه الاول في نيويورك كان تريستان وايزولده في 1 يناير 1908، الذي تلاه دون جيوفاني والفاكليري وزجفريد وفديليو(الأخيرة استخدم تصميم المناظر الأصلية لرولار).

قضى ربيع وصيف 1908 في اوروبا يقود الحفلات، بما في ذلك العرض الأول للسيمفونية السابعة في براج، ويؤلف في منتجع صيف حديث في توبلاش (الآن دوبياكو) في الدولوميت. سواء أكان من الرغم من أوبسبب المأساة، لم يظل صيف 1907 غير مثمر بالكامل، وبدأ مالر في كتابة اسكتشات لافكار لعمل جديد. بعد ذلك بوقت قصير، قدم مجلد من أشعار صينية بترجمة ألمانية لهانزر بيثج، "الفلوت الصيني"، ومن هذه المجموعة اختار النصوص السبعة "أغاني الأرض". مع تقدم العمل اصبحت المقطوعة سيمفونية من نطاق كبير للتينور والكونترالتو(اوالباريتون) والاوركسترا، لكن مالر، مقتبسا أمثلة بيتهوفن وشوبرت وبروكنر، رفض حتى يرقمها ضمن سيمفونيته، آملا بذلك خداع القدر.

وسرعان بعد وصول مالر في نيويورك، استنطق كونريد كمدير ودعى جيليوجاتي-كسازا ليحل محله. اول الامر نظر مالر للتغييرات برفض: آخر الأمر قرر العودة العام التالي، حين وصل المدير الجديد، مع توسكانيني، من لاسكالا. أثناء موسم 1908-1909 قاد مالر عملين جديدن، فيجاروو(الخطية المباعة)، إلى جانب ترسيتان، وأيضا ثلاث حفلات اوركسترا نيويورك السيمفوني، وعلى الأرجح هذه الفرصة هي التي اقنعته بالغاء تعاقده مع المتروبوليتان. ظهوره الأخير هناك عام 1910، وهويقود إنتاج حديث لملكة البستوني، كان كفنان عظيم. مرشد آخر على تغير مواقف مالر تراه في برامج حفلاته الأمريكية، التي عكس حفلاته الأوروبية الأولى، ضمت عددا كبيرا من الأعمال الجديدة. اعترف حتى سروره الرئيسي كان في عمل بروفات على أعمال غير مألوفة له، وأعماله الأخيرة تعكس آثار من تأثير موسيقى ديبوسي الأوركسترالية وأعمال مثل "طقوس الربيع" لسترافنسكي و"أيبريا" لجرانداوس قادها في موسم 1910-1911. هذا الاهتمام بالموسيقى الجديدة أدى أيضا إلى اشتعال انبهاره بموسيقى الماضي، بعضها قاده في سلسلة حفلات تاريخية وآخر الأمر بسبب توزيعه لأربع حركات من باخ إلى متتالية أوركسترالية.

شهد صيف 1909 إكمال السيمفونية التاسعة، لكن العام التالي بقاء مالر في أوروبا كان مشحونا بشكل كبير. عندما لا يقود حفلات (باريس، رومان كلونيا) اويخط مسودة السيمفونية العاشرة، كان مشغولا في الاستعداد العرض الأول للثامنة في ميونيخ. العمل الذي عرض في 12 و13 سبتمبر أمام جمهور مميز، لاقى استقبال حافل، مما أكد شكوك مالر التي عبر عنها، لاقى استقبال حافل، مما أكد شكوك مالر التي عبر عنها عام 1909: "هذا العمل دائما يهجر انطباع قوي. غريب إذا فهم الناس أبرز أعمالي بسهولة".

عاد مالر إلى نيويورك لموسم الشتاء وقاد سلسلة حفلات شاقة مع أوركسترا نيويورك الفيلهارموني، التي تضمنت عرضين لسيمفونيته الرابعة في يناير 1911. الشهر التالي سقم وكان يعاني من عدوى بالبكتريا لا أمل في الشفاء منها. لذا قرر العودة إلى فيينا، حيث توقف أولا في باريس حيث تأكد التشخيص. وصل إلى فيينا في 12 مايووتوفى هناك في 18 مايو1911، بعد عدة أسابيع من بلوغه 51 عاما.

قبر مالر في مقبرة جرنزنج، فيينا

لا يمكن التكهن بالكثير عن الصفة العملية لقيادة مالر للأوركسترا، رغم أنه لا ريب أبدا عن اثرها على معاصريه. امر واحد مؤكد، حتى عروضه لموسيقى أشخاص آخرين كانت إعادة إبداع بدلا منها ترجمة لها. أي أنه تناول الأعمال التي قادها كأنه ألفها بنفسه واجتهد ليحقق الدقة والوضوح والتشخيص الحي الذي أصر عليه في عروض موسيقاه التي ألفها؛ وهذا واضح في التدوين الرقمي الواضح لنوته الموسيقية التي تحاول إيجاد علامة لأبسط فروق. إذا فهمنا هذه الروح الإبداعية في الأساس، أي شيء آخر يفترض أن يتضح، خاصة انشطة كمحرر أومعد. سمعته لإعادة توزيع أعمال بيتهوفن لعروضه أومثال آخر مختلف تماما، وضعه لرسيتاتيف حديث طويل لفيجارولموتسارت (اعتمادا على مشهد المحاكمة المحذوف من بومارشيه)، لا يجب النظر إليه كتدخل أومرشد على اعتقاده في التفوق التكنولوجي أوالفني للقرن ال19، لكن تعديلا تمت في صوة ممارسته الخاصة للتأليف وقناعاته، حيث كان شغفه بالوضوح، سواء الصوت أوالحبكة الأوبرالية، له أكبر اهمية.

انظر أيضا

أغاني في موت الأطفال

الهامش

  1. ^ New Grove: Turn of the Century Masters, 81:85
  2. ^ New Grove: Turn of the Century Masters, 86:90
  3. ^ New Grove: Turn of the Century Masters, 91:94
  4. ^ New Grove: Turn of the Century Masters, 95:99
  5. ^ New Grove: Turn of the Century Masters, 100:107
  6. ^ New Grove: Turn of the Century Masters, 108:112

وصلات خارجية

  • Public domain recordings of many of Mahler's compositions



تاريخ النشر: 2020-06-08 02:51:45
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, مواليد 1860, وفيات 1911, مؤلفون موسيقيون كلاسيكيون في القرن 20, مؤلفون موسيقيون نمساويون, قادة موسيقى نمساويون, يهود نمساويون, كاثوليك رومان نمساويون, متحولون إلى الكاثوليكية الرومانية من اليهودية, يهود تشيك, كاثوليك تشيك, يهود نمساويون تشيك, وفيات بتسمم الدم, موسيقيون كلاسيكيون يهود, مؤلفون موسيقيون وكاتبو أغاني يهود, أشخاص من مقاطعة بلهرموف, مؤلفون موسيقيون رومانسيون, خريجو جامعة ڤيينا, مؤلفون موسيقيون كلاسيكيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

‫شاهد.. الحرس الملكي في بريطانيا يدهس طفلا.. ويمضي

المصدر: جوهرة أف أم - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:34:37
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 44%

فرض غرامة بقيمة 600 ألف درهم على شركة صرافة عاملة في الإمارات

المصدر: الإمارات نيوز - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:35:26
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

تسجيل 3 وفيات و588 إصابة جديدة بكورونا في تونس

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:33:29
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

‫إكتشاف أجسام مضادة قادرة على مواجهة أوميكرون و ما يتبعه من متحورات

المصدر: جوهرة أف أم - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:34:33
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 42%

‫إعفاء الشاذلي بوعلاق وتعيين والٍ جديد على تونس

المصدر: جوهرة أف أم - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:34:29
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 36%

الرباعة التونسية نهى الأندلسي تعلن اعتزالها !

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:33:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

القوات المسلحة تهنئ الرئيس السيسى بمناسبة العام الميلادى الجديد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:30:38
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

محمد بن زايد: "موجة كورونا الجديدة فترة وستمضي"

المصدر: الإمارات نيوز - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:35:43
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

الذهيبة: إحباط مُحاولة تهريب حوالي 50 ألف قرص مُخدّر (صور)

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:33:14
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

الملكة إليزابيث: ما سر لغز المنزل الذي شهد ولادة ملكة بريطا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:30:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

قانون مالية 2022 وتوجهات الحكومة الاقتصادية في ميدي شو

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:35:12
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

النادي الصفاقسي: ركائز على أبواب الرحيل وحلول مرتقبة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:31:54
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

رئيس الجمهورية ينهي مهام والي تونس الشاذلي بوعلاق

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:35:10
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

رئيس الجمهورية ينهي تكليف الساذلي بوعلاق بمهام وال لولاية تونس

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:33:20
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

‫معبر الذهيبة : إحباط محاولة تهريب 49429 قرص مخدر

المصدر: جوهرة أف أم - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:34:17
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 50%

اتّحاد الفلاحين: غياب الدعم المالي لقطاعنا في قانون المالية الجديد

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:35:08
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

منتخب الأكابر يختتم اليوم تربصه الأول

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:31:43
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

الصين: وزير الرياضة يمنع اللاعبين من وضع الأوشام  

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:35:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

زواج الضفادع وقتل الثعابين.. أغرب طقوس جلب الأمطار فى العالم.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-30 10:30:42
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 37%

تحميل تطبيق المنصة العربية