نظرات في أسباب عظمة الرومان وسقوطهم

عودة للموسوعة

نظرات في مسببات عظمة الرومان وسقوطهم

نظرات في مسببات عظمة الرومان وانحلالهم
Considérations sur les causes de la grandeur des Romains et de leur décadence
المؤلف مونتسكيو
البلد فرنسا
الصنف منطقة تاريخية
تاريخ النشر
1734

نظرات في مسببات عظمة الرومان وانحلالهم Considérations sur les causes de la grandeur des Romains et de leur décadence هوعمل فلسفي خطه مونتسكيوفي 1734، عن روما القديمة والقوى السياسية فيها وإساءة استخدامها وأسباب سقوطها.

الكتاب

في 1734 أصدر مونتسكيو، دون توقيع، ولكن معترف به عند الجمهور، "نظرات في مسببات عظمة الرومان وسقوطهم". وكان قد دفع بالمخطوطة إلى عالم يسوعي، ووافق على حذف ما يمكن حتى يثير ريب الكنيسة. ولكن الكتاب لم يجد، وما كان له حتى يجد النجاح الذي صادفته "الرسائل الفارسية" لأنه لم يتضمن أية بذاءات أوأية أشياء تجافي الاحتشام، بل كان يعالج موضوعاً قديماً معقداً وكان محافظاً نسبياً في سياسته ولاهوته. ولم يستسغ المتطرفون (الراديكاليون) التوكيد على حتىقد يكون الانحطاط الخلقي سبباً للاضمحلال القومي، ولمقد يكونوا مستعدين ليقدروا عمق التقدير والحكمة الرائعة في عبارات مثل "أن الذين لم يعودوا يرهبون القوة في مقدورهم حتى يظلوا على احترامهم للسلطة".(70) وتعتبر هذه الرسالة الصغيرة الآن محاولة رائدة في فلسفة التاريخ، ورائعة من روائع النثر الفرنسي تعيد إلى الأذهان ذكرى بوسويه ولكنها تضيف الروعة إلى الوقار.

إن الموضوع جذب نظر المؤرخ الفيلسوف لأنه انتظم السلسلة الكاملة لحضارة عظيمة من الميلاد إلى الفناء، وعرض في نظرة شاملة وتفصيل رائع إحدى عمليات التاريخ الأساسية-وهي عملية الفناء أوالانحلال الذي يظهر أنه قدر محتوم حتى يعقب كمال التطور في الأفراد والديانات والدول. وكان ثمة اشتباه في حتى فرنسا بعد انقضاء القرن العظيم، قد دخلت في فترة طويلة من الاضمحلال في الإمبراطورية والأخلاق والأدب والفن. إذا الثالوث المدنس: ڤولتير وديدرووروسو-لم يكن قد بدأ بعد إنهم يتحدون التفوق الفكري والعقلي في القرن السابع عشر. ولكن جراءة العصر الجديد المتزايدة برزت في حقيقة حتى مونتسكيو، وفي إيضاحه وشرحه لمجرى التاريخ لم يفهم إلا الأسباب الأرضية، وطرح جانباً في هدوء اللهم إلا لمحات من الإجلال الطارئ، العناية الإلهية التي نجدها في كتاب بوسويه "بحث في تاريخ العالم" قد اتجهت بكل الأحداث إلى نتائج محتومة بقضاء هذه العناية الإلهية. ورأى مونتسكيوحتى يفتش عن قوانين التاريخ، مثلما كان نيوتن يبحث عنها في الفضاء: "ليس الحظ هوالذي يحكم العالم، كما نرى من تاريخ الرومان... فثمة مسببات عامة معنوية أومادية، تعمل عملها في جميع مملكة، تحملها أوتحافظ عليها أوتطيح بها، وكل ما يحدث خاضع لهذه الأسباب. وإذا كان ثمة سبب خاص يعينه، مثل النتيجة الطارئة لمعركة ما الذي قضى على دولة ما، فهناك سبب هام جعل سقوط هذه الدولة ينتج عن معركة واحدة. وصفوه القول إذا الحركة العامة نجر معها جميع الأحداث الخاصة غير المتسقطة(71).

وبناء على هذا اختزل مونتسكيووهبط بدور الفرد في التاريخ. فالفرد مهما عظمت عبقريته لا يعدوحتىقد يكون أداة "الحركة العامة". ولا ترجع أهميته إلى قدرته الفائقة بقدر ما ترجع إلى التقائه مصادفة مع ما أسماه هيگل "روح العصر" فلوحتى قيصر وپومپي فكرا مثل ما فكر كاتو(سعياً في الإبقاء على سلطة السنات الروماني) فربما انتهى آخرون غيرهما إلى نفس أفكارهما. وعند ذاك كانت الجمهورية التي كان مقدراً عليها الفناء لأسباب داخلية، تنساق إلى الانهيار على أيد أخرى"(72).

ولكن القدر ليس توجيهاً روحياً أوباطنياً، وليس قوة ميتافيزقية. انه مجموعة معقدة من عوامل تنتج "الحركة الرئيسية". والمهمة الأساسية للمؤرخين الفلسفيين، في رأي مونتسكيو، هي الكشف عن جميع عامل من هذه العوامل وتحليله وتبيان فعاليته وعلاقته. ومن ثم كان سقوط روما (في نظره) يرجع أولاً إلى التحول من جمهورية توفر لها توزيع السلطات وتوازنها، إلى إمبراطورية تصلح أكثر ما تصلح لحكم بلاد تابعة لها، ولكنها هجرز جميع الحكم في مدينة واحدة في يد رجل واحد، مما يدمر حرية ونشاط المواطنين والأنطقيم. ويمرر الزمن انضمت مسببات أخرى إلى هذا السبب الرئيسي: انتشار الخنوع والخمول بين الجماهير، رغبة الفقراء في حتى تعولهم الدولة، ضعف الأخلاق بسبب الثروة والترف والفسق والفجور، تدفق الغرباء الذين تشكلهم التنطقيد الرومانية والذين كانوا مستعدين لبيع أصواتهم لمن يدفع أكبر ثمن، فساد رجال الإدارة المركزيين والمحليين، خفض قيمة العملة، فداحة الضرائب، هجر المزارع، استنزاف الحيوية العسكرية بسبب الديانات الجديدة وطول أمد السلم، وفشل النظام العسكري وسيطرة الجيش على الحكومة المدنية، إيثار الجيش تنصيب الأباطرة أوخلعهم عن حماية الحدود من هجمات المتبربرين ... ومن الجائز حتى مونتسكيو-على عكس توكيد بوسويه على العوامل الخارقة للطبيعة-لم يقم وزن كبير لتغيير الديانات، الذي أكده جيبون سبباً أساسياً لانهيار الإمبراطورية.

ولكن مونتسكيوكان دوماً يعود إلى ما أعتبره العامل الرئيسي في اضمحلال روما-وهوالتحول من الجمهورية إلى الملكية, ذلك حتى الرومان غزوا بفضل مبادئهم الجمهورية، كثيراً من الشعوب، ولكن في الوقت الذي حققوا فيه هذا، لم تقوالجمهورية على الصمود، وتسببت في الاضمحلال مبادئ الحكم الجديد وهي مخالفة لمبادئ الجمهورية(73). ومهما يكن من شيء فأننا عدنا إلى الفصل السادس لنتفحص المبادئ الأساسية أوالوسائل التي قهرت بها الجمهورية الرومانية "كل الشعوب" نجد مجموعة منوعة غريبة: الخداع، نقض المعاهدات، العنف والقوة، العقوبات الصارمة، بذر بذور الشقاق بين العدوليسهل قهره تدريجياً، (فرق تسد)، نقل السكان من مكان إلى مكان بالقوة، تعكير جوالحكومات المناهضة ومحاولة القضاء عليها بتقديم المساعدات للثورات الداخلية ورشوة القائمين بها. وغير ذلك من الإجراءات المألوفة لدى رجال الدولة. واستخدم الرومان حلفاءهم في القضاء على أعدائهم، وسرعان ما استداروا ليدمروا هؤلاء الحلفاء(74)وواضح-أن مونتسكيو-ناسباً هذا الوصف للمبادئ الجمهورية أومزدردا مكياڤلي في جرعة واحدة-اعتبر في الفصل الثامن عشر، الجمهورية مثلاً أعلى للعظمة، ورثى الإمبراطورية منزلقاً بهيجاً للانحلال. ومع ذلك اعترف بفساد السياسة في الجمهورية وبالعظمة السياسية للإمبراطورية في ظل "حكمة نرڤا، ومجد تراجان، وبسالة هادريان وفضائل الاثنين الأنطونينيين"(75)وهنا وجه مونتسكيوكلاً من گيبون ورينان إلى تسمية هذه الحقبة "أكرم وأسعد حقبة في تاريخ الحكومة". ولدى هؤلاء الملوك الفلاسفة عثر مونتسكيوأيضاً أخلاق الرواقين التي فضلها بصراحة ووضوح على الأخلاق المسيحية، وانتقل إعجاب مونتسكيوبالرومان في عهد الجمهورية إلى الفرنسيين المتحمسين للثورة، وأسهم في تغيير الحكومة الفرنسية، والنظم العسكرية والفنون في فرنسا.


نقد

سقط في الكتاب بعض أخطاء في عمل فهمي عجل به ضغط الوقت والرغبة في إنجاز مهمة أضخم. فلم يكن مونتسكيوفي بعض الأحيان مدققاً في استخدام النصوص القديمة. من ذلك، على سبيل المثال أنه أخذ الفصول التي خطها ليڤي عن "نشأة روما" على أنها تاريخ، على حين حتى ڤالا وجلارونوس وڤيكورفضوا هذه الرواية على أنها أسطورة. ويبخس مونتسكيومن قيمة العوامل الاقتصادية وراء سياسة گراكي وقيصر، ولكن في نقابل مواطن الضعف هذه، فأن نظرة أوسع لا بد حتى تحيط ببلاغة الكتاب وقوته وهجريز أسلوبه، ويعمق التفكير وأصالته، ومحاولة المؤلف الجريئة في حتى يرسم في صورة واحدة ازدياد وسقوط حضارة كاملة، ويرتفع بالتاريخ من مجرد سجل للتفاصيل إلى تحليل النظم ومنطق الأحداث. وهنا كان ثمة تحد للمؤرخين، كان على ڤولتير وگيبون حتى يسعيا للقاءته، كما كان هنا تلهف على فلسفة للتاريخ قد يحاول مونتسكيونفسه، بعد جيل من الكد والجد حتى يتبعه بكتاب "روح القوانين".

وصلات خارجية

  • Article d'analyse et bibliographie par Catherine Volpilhac-Auger
تاريخ النشر: 2020-06-08 10:07:53
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, Portal templates with redlinked portals, أعمال فلسفية, كتب 1734, عصر التنوير, تاريخ الأفكار السياسية, أعمال مونتسكيو

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

طقس ثانى أيام عيد الأضحى.. بيان بدرجات الحرارة فى جميع المحافظات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:54
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

بالتعاون مع «GHS» الأمريكية.. «مصر للطيران» تجتاز تقييم المخاطر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 65%

سعفان يتابع صرف معاش أسرة مصري توفي في إيطاليا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:56
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

90 دقيقة تأخر في حركة القطارات بين «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 10 يوليو

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:17:56
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

90 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. 10 يوليو 2022

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:17:54
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

النساء الأطول عمرا في مصر.. و29.4 مليون نسمة في سن العمل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:53
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

حركة القطارات| 70 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق .. الأحد 10 يوليو  

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:17:57
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

مصر الأولى عربيا في عدد السكان.. و124 مليون نسمة «المتوقع» 2032

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:53
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

أنس جابر.. احتفالات بـ«فخر العرب في التنس» رغم خسارة «النهائي»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

الأرصاد: البلاد تشهد ارتفاعات طفيفة في درجات الحرارة بأيام العيد

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:43
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

هل تخلى فوزي لقجع عن خليلوزيتش واستبدله بوليد الركراكي في المنتخب ؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:18:01
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 84%

عبد الرحمن الصيفي يتوج بذهبية السومو في دورة الألعاب العالمية

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-10 12:20:46
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

تحميل تطبيق المنصة العربية