مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية
مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية هومركز بحثي غير حكومي للدراسات في العلوم الاجتماعية تأسس في القاهرة بجمهورية مصر العربية عام 1988.
التسمية
سمي المركز علي اسم المفكر الكبير عبد الرحمن ابن خلدون الذي ولد آخر مايوسنة 1332 ميلادية ، وهوالمؤسس الحقيقي للعلوم الاجتماعية العربية ، فقد خدم في عدد من البلدان العربية (تونس والمغرب والأندلس ومصر والحجاز والشام) مما اتاح لهذا المفكر النابغة حتى يبدع كتابه الشهير "المقدمة" الذي يعتبر بحق أبرز مؤلف اجتماعي عن المجتمع والدولة في العصور الوسطي الاسلامية.
== ظلت فكرة مركز بحثي مستقل في العلوم الاجتماعية تراود كثيرين من المصريين والعرب لسنوات طويلة . فقد كانت المراكز القائمة ترتبط بالدولة مباشرة أوبطريق غير مباشر . ومع جدارة من يعملون بها ، وما أنجزوه من بحوث ودراسات في العقود الأخيرة ، الا ان هذا الارتباط بالدولة كان ومايزال يضع قيودا تنظيمية ومهنية وفكرية علي حركتهم وانطلاقهم . ومع منتصف الثمانينات لاحت في الافق المصري بوادر تحقيق الفكرة
التأسيس
وقد بدأت البذرة الجنينية لمركز ابن خلدون مع حصول مؤسس المركز علي جائزة الكويت للتقدم الفهمي في العلوم الاقتصادية والاجتماعية عام 1985. فقرر حتى تكون القيمة المادية للجائزة هي خميرة لانشاء مؤسسة بحثية تطبيقية أهلية مستقلة للعلوم الاجتماعية . وقد أضيف الي هذه الخميرة جميع ما حصل عليه المؤسس من جوائز ومكافآت واتعاب استشارية طوال الاعوام الثلاثة التالية . وحينما قاربت المبالغ المتوافرة حوالي المليون دولار ، وتوافر مبني كان يملكه صاحب الفكرة ، قرر اعلان قيام المركز عام 1988 ، وسجله كشركة توصية مدنية (طبقا للمادة 505 من القانون المدني المصري) كمنظمة مهنية تقوم بالدراسات والابحاث والاستشارات التطبيقية في مجال العلوم الاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية ، بمصر والوطن العربي . ويقوم المركز بكل الانشطة المساعدة المتصلة بهذه المجالات من مؤتمرات وندوات ونشر واعلام.
فلسفة المركز
يمثل مركز ابن خلدون تجربة رائدة في مجال المراكز البحثية غير الحكومية ، الهادفة الي ربط البحوث والدراسات في العلوم الاجتماعية من خلال الجماعات ذات التأثير الاستراتيجي في صناعة القرار . ويحرص المركز علي حتىقد يكون نموذجا للمنظمات الحية للمجتمع المدني ، فهويؤمن بالشفافية في جميع ما يتعلق بأنشطته وموارده وهويدار ادارة ديمقراطية كاملة بواسطة العاملين فيه.
كما يحرص المركز علي حتىقد يكون مؤسسة تدريبية للعاملين فيه ، خاصة من شباب الباحثين، وان يجسم عملهم ونشاطهم اليومي جميع ما تنطوي عليه فلسفة وأهداف المركز ، من ذلك الاقتصاد في عدد العاملين وتعظيم قدراتهم وانضباطهم وتفانيهم في العمل ، وغرس النظرة التكاملية في اقترابهم من موضوعات دراسات المركز ، بصرف النظر عن تخصصاتهم الاكاديمية وممارساتهم العملية السابقة . وضمن ذلك نجح المركز في توفير بعثة دراسية واحدة علي الأقل سنويا للعاملين فيه . وقد حصل أكثر من خمسة عشر من الباحثين علي منح دراسية للحصول علي الماجستير والدكتوراه خلال السنوات العشر الماضية . فهوتجربة رائدة في مفهومه وممارساته وادارته، والعاملون فيه يعتزون بهذه التجربة كتجسيم حي لقيم ومبادئ المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في مصر والوطن العربي.
تنظيم المركز
للمركز مجلس أمناء يحدد توجهاته العامة ، ويرسم سياساته ، ويقيم برامجه واداءه . ويقوم الباحثون في المركز ، والمتعاونون معه من استشاريين وخبراء ، بترشيح عدد من الشخصيات العامة ذات الخبرة والاهتمام في مجالات عمل المركز لعضوية مجلس الأمناء . وقد تكون أول مجلس أمناء (1988 - 1992) من تسعة أعضاء . أما المجلس التالي (1993 - 1997) فقد ضم 23 عضوا . وتكون المجلس التالي (1998 - 2002) من سبعة وعشرين عضوا . أما المجلس الحالي (2003 - 2007) فيتكون من سبعة وعشرين عضوا أيضا.
ويتكون الجهاز التطبيقي من رئيس المركز ومدير تطبيقي والباحثين والسكرتارية ، وهم متفرغون . ويتعاون مع هذا الجهاز عدد كبير من الاستشاريين والخبراء والمفكرين غير المتفرغين من مصر والوطن العربي والعالم يقومون بمهام محددة في مشاريع المركز
إنجازات المركز
منذ انشائه ، نظم المركز عشرات المؤتمرات والندوات وورش العمل ، وأنجر أكثر من خمس وستين مشروعا بحثيا ، ونظم ثلاث مسابقات سنوية للابداع بين الشباب (1990 - 1993) ، وأسس ولف دار نشر جديدة لحساب الغير (دار سعاد الصباح) ، ونشر أكثر من مائة كتاب ودراسة (1988 - 2000) ، ويصدر نشرة شهرية بالعربية والانجليزية وكتابين سنويين عن المجتمع المدني والتحول الديمقراطي ، وعن الملل والنحل والاعراق في الوطن العربي . وتعاون المركز مع مائة هيئة مصرية عربية ودولية في أنشطة عامة ، واستقبل أكثر من ألف شخصية سياسية وأكاديمية ودبلوماسية بين عامي 1998 و2000 قام بعضها بالقاء محاضرات علي العاملين بالمركز أواشهجر في حوارات معهم . كما أصبح رواق ابن خلدون نشاطا أسبوعيا فكريا مرموقا علي الساحة الثقافية المصرية.
برامج المركز
يتوزع الباحثون في المركز علي عدد من البرامج التي هي اهتمام بحثي مستمر للمركز . وينطوي جميع برنامج علي عدد من المشروعات المحددة من حيث الزمن والميزانية والناتج ، هذا الي جانت المشروعات التي لا تندرج تحت برامج بذاتها ، وتكون عادة مهمات محددة تكلف هيئات أخري المركز بانجازها . وتتضمن أنشطة المركز:
- برنامج المجتمع المدني والتحول الديمقراطي.
- برنامج السلام.
- برنامج محادثة الحضارات.
- برنامج الملل والنحل والاعراق.
- برنامج المرأة.
إغلاق المركز
تعرض المركز خلال السنوات (من 2000 الي 2003) ، لعملية القبض علي رئيسه الدكتور سعد الدين إبراهيم ، وعلي سبعة وعشرين من الباحثين والمتعاونين مع المركز بتاريخ 30 يونيوسنة 2000 ووجهت لهم اتهامات مختلفة ، حوكموا عليها أمام محكمة أمن الدولة العليا ، وصدرت عليهم مرتين احكام تتراوح بين سنة وسبع سنوات مع الأشغال الشاقة. ولكن محكمة النقض - وهي أعلي هيئة قضائية في مصر برأت رئيس المركز وبقية المتهمين من جميع ما وجه اليهم من اتهامات ، في حكم تاريخي يوم 18 مارس 2003 .وتم إلغاء محاكم أمن الدولة سيئة السمعة بعد حكم البراءة بأسابيع قليلة . كما صدرت عدة تشريعات وسياسات اعتبرها الكثيرون تداعيات لمحاكمة ابن خلدون.
لذلك فرغم سنوات المحنة التي مرت بمركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ، والعاملين فيه ، الا أنه رد الاعتبار اليه بواسطة محكمة النقض ، وما صدر في أعقاب حكم المحكمة من قرارات وقوانين يعتبر عزاء عن جميع معاناة العاملين في المركز . وتجسم ذلك في اعادة افتتاح المركز في 30 يونيو2003 ، والذي تزامن مع الذكري الثالثة للاقفال المؤقت للمركز ، والذكري الخامسة عشر لانشائه (1988 - 2003).
انظر أيضا
- ابن خلدون
- فهم الإجتماع
- سعد الدين إبراهيم
المصادر
- ^ المسقط الرئيسي لمركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية