ماركوس أنطونيوس

عودة للموسوعة

ماركوس أنطونيوس

ماركوس أنطونيوس
Marcus Antonius
تمثال لماركوس أنطونيوس في (متحف الفاتيكان)
ولد 83 ق.م.
روما
توفي 30 ق.م.
الإسكندرية
الولاء الجمهورية الرومانية
الامبراطورية الرومانية
الرتبة قائد
قيادات مناطة الجيش الروماني
المعارك/الحروب الحروب الغالية
حرب قيصر الأهلية
معركة موتينا
Battle of Philippi
معركة أكتيوم

ماركوس أنطونيوس (83 ق.م. - 30 ق.م.) أومارك أنطونيوس (Marcus Antonius Marci Filius Marci Nepos باللغة اللاتينية أي ماركوس أنطونيوس ابن ماركوس حفيد ماركوس) كان قائدا وسياسياً روماني ولد بروما حوالي سنة 83 ق.م. ومات بالإسكندرية سنة 30 ق.م. إي في أواخر فترة الجمهورية. كان من أبرز مساعدي يوليوس قيصر كقائد عسكري وإداري.

تحالف إثر اغتيال قيصر مع أكتافيوس ولابيدوس ليكونوا الحكم الثلاثي الثاني (43-33 ق.م.). انحلّ التريومفيراتوس سنة 33 ق.م. وأزيح لابيدوس عن ساحة الأحداث بينما أدت الاختلافات بين أكتافيوس وماركوس أنطونيوس إلى نشوب حرب أهلية سنة 31 ق.م. انتهت بهزيمة هذا الأخير وحليفته كليوباترا السابعة في معركة أكتيوم البحرية انتحر على إثرها ماركوس أنطونيوس وذلك سنة 30 ق.م.

النشأة

ولد ماركوس أنطونيوس في غالة 82 ق.م. ، وقضى الشطر الأكبر من حياته في المعسكرات كما قضى أكثرها في معاقرة الخمر ، ومجالس النساء ، والاستمتاع بالمرح وشهي الطعام. وكان رغم كرم محتده وبهاء طلعته يتصف بفضائل عامة الناس. وكان قوي الجسم، حيواني الروح، طيب القلب، كريماً، شجاعاً، وفياً. وقد أساء إلى سمعته وسمعة قيصر نفسه إذ احتفظ في داره بروما بطائفة كبيرة من النساء والغلمان، وبعشيقة يونانية في محمله حدثا غادر روما.

Roman aureus bearing the portraits of Mark Antony (يسار) and Octavian (يمين). Struck in 41 BC, تم صك هذه العملة تخليداً لتأسيس الحكم الثلاثي الثانيمن قـِبل اُكتاڤيان وأنطونيوس وماركوس لپيدوس في 43 ق.م. الوجهان يحملان النقش "III VIR R P C", ويعني "واحد من ثلاثة رجال لتنظيم الجمهورية"


تولي الحكم

كان ماركوس أنطونيوس قد ابتاع منزل بومبي في المزاد العام وأقام فيه، ثم أبى حتى يؤدي ثمنه. وهاهوذا يجد في أوراق قيصر- أويسجل فيها على ما يقول بعضهم- جميع ما يستفيد من وجوده- مناصب لأصدقائه، ومراسيم يصل بها إلى أغراضه، وخيراً كثيراً لنفسه، فلم يمض على مقتل قيصر أسبوعان حتى وفى بديون كانت عليه يبلغ مقدارها نحو1.500.000 دولار أمريكي، وأصبح بعد عشية وضحاها رجلاً ثرياً. واستولى على الخمسة والعشرين مليون ريال التي كان قيصر قد أودعها في هيكل أبس Aps وعلى خمسة ملايين أخرى من أموال قيصر الخاصة.

أنطونيوس وكليوباترا رسم Sir Lawrence Alma-Tadema (1883).

أنطونيوس وبروتس

لقد كان مقتل قيصر مأساة من مآسي التاريخ الكبرى ، وليس السبب في عظم هذه المأساة مقصوراً على أنها حالت بينه وبين إتمامه عملاً من أجل الأعمال السياسية والإدارية، وأدت إلى امتداد عهد الفوضى والحروب خمسة عشر عاماً أخرى. ولوكانت نتائجها مقصورة على هذا وذاك لهان الخطب ، فقد عاشت الحضارة بعده ، وأتم أغسطس ما بدأه قيصر ، بل إنه مأساة من نوع آخر وهوحتى الحزبين المتعارضين في مجلس الشيوخ كان كلاهما في أغلب الظن على حق: فالمتآمرين محقون في اعتقادهم حتى قيصر كان يعتزم حتى ينصب نفسه ملكاً، كما حتى قيصر نفسه كان محقاً في ظنه حتى الفوضى والنظام الإمبراطوري قد جعلا الملكية أمراً محتوماً. وقد انقسم الناس بين الرأيين ولا يزالون منقسمين منذ اللحظة الرهيبة التي مرت بمجلس الشيوخ، وقد استولى عليه الهلع من سقط الحادث، ثم فر أعضاؤه مذعورين مضطربين من قاعة الاجتماع. وأقبل ماركوس أنطونيوس على مكان الحادث بعد وقوعه، ورأى حتى الحكمة هي عين الشجاعة، فاحتمى في بيته. وخانت شيشرون فصاحته حتى في الوقت الذي حياه بروتس وخنجره يقطر دماً في يده قائلاً له مرحباً "بأبي بلده".

ولما خرج المتآمرون وجدوا الشعب هائجاً في الميدان العام ، وأرادوا حتى يضموه إلى جانبهم بألفاظ الحرية والجمهورية ، ولكن العامة الذين جن جنونهم من هول الحادث لم يعبئوا بهذه الألفاظ التي طالما استخدمت لستر المطامع والشره. ولجأ القتلة إلى البناء القائم على الكبتول ليعتصموا به خوفاً على حياتهم، وأحاطوا أنفسهم بحراسهم من المصارعين. وانضم إليهم شيشرون في آخر النهار، وأوفدوا رسلهم إلى أنطونيوس يستطلعون طلعه فأجابهم جواباً ودياً. واحتشد في اليوم الثاني جمع غفير في السوق العامة وأوفد المتآمرين صنائعهم ليبتاعوا تأييدهم وينظموا من هذا الحشد جمعية شرعية.

ثم استجمعوا شجاعتهم، ونزلوا من فوق الكبتول، وألقي بروتس على المجتمعين خطبة كان قد أعدها من قبل ليلقيها في مجلس الشيوخ. غير حتى هذه الخطبة لم يكن لها أثر في السامعين، وحاول كاسيوس حتى يؤثر هوفيهم ولكنهم قابلوه بصمت وفتور، فعاد المحررون إلى الكبتول، حتى إذا ما نقص عدد العامة المحتشدين تسللوا إلى بيوتهم. واعتقد أنطونيوس أنه وارث قيصر ، فحصل من كلبيرنيا- وقد أذهلتها الفاجعة وكادت تمضى بعقلها- على جميع ما هجره قيصر في القصر من أوراق وأموال، ثم عاد في الوقت نفسه جنود قيصر القدامى المضرسين للحضور إلى روما.

خريطة للبلاد التي وهبها ماركوس انطونيوس لكليوباترا وطفليها منه 34 ق.م..

وفي اليوم السابع عشر نادى مجلس الشيوخ إلى الاجتماع مستخدماً في ذلك حقه بوصفه تربيوناً ، وأدهش الأحزاب جميعها بلطفه وهدوئه، فقبل ما عرضه عليه شيشرون وأصدر عفواً عاماً، ووافق على حتى يعين بروتس وكاسيوس واليين لاثنتين من الولايات ، (أي حتى يفرا وينجوا ويستمتعا بالسلطان)، على شرط حتى يقر مجلس الشيوخ جميع الأوامر والقوانين والتعيينات التي أصدرها قيصر. وإذ كانت كثرة الشيوخ مدينة بمناصبها وأموالها إلى هذه القرارات نفسها فقد وافقت على هذا الشرط، ولما فض الاجتماع أثنى الجميع على أنطونيوس ونطقوا إنه هوالسياسي الذي انتزع السلم من بين أنياب الحرب.

وفي مساء ذلك اليوم نفسه أولم وليمة عشاء لكاسيوس. وعاد مجلس الشيوخ إلى الانعقاد في اليوم الثامن عشر وأقر وصية قيصر ، ووافق على حتى يحتفل بجنازته احتفالاً عاماً، واختار ماركوس أنطونيوس ليؤبنه التأبين المألوف. وفي اليوم التاسع حصل ماركوس أنطونيوس من العذارى الفستية على وصية قيصر ، وكان قد أودعها عندهن ، وقرأها لجماعة صغيرة في بادئ الأمر ثم لجماعة أخرى أكبر من الأولى عدداً. وقد اتى فيها أنه يوصى بجميع أملاكه الخاصة لثلاثة أحفاد أخوته (وكان ذلك مثار دهشة ماركوس أنطونيوس وغضبه) وسمي واحداً منهم بالذات وهوكيوس أكتافيوس متبناه ووريثه.

وجعل الدكتاتور حدائقه متنزهاً عاماً للشعب، وأوصى لكل مواطن في روما بثلاثمائة سسترس. وسرعان ما انتشر نبأ هذا الإحسان في جميع أنحاء المدينة، ولما جئ في اليوم العشرين من الشهر بجثة قيصر إلى السوق العامة، بعد حتى حنطت في بيته ، لإجراء المراسم النهائية احتشد حولها جمع غفير من الناس ومن بينهم جنود قيصر القدامى ليكرموه. ويظهر حتى ماركوس أنطونيوس قد تحدث إلى هذا الجمع في بادئ الأمر بحيطة فلم يطلق للسانه العنان ،

ولكن عواطفه المكبوتة لم تلبث حتى تغلبت عليه فأطلقت لسانه وأكسبت ألفاظه فصاحة أيما فصاحة. ولما حمل من النعش العاجي الثوب الممزق الملطخ بالدماء والذي مزقته الطعنات التي وجهت إلى قيصر ، ثارت عواطف المجتمعين ثوراناً لم يكن في وسع أحد حتى يكبح جماحه، وعلا النحيب والعويل، وأخذ جميع واحد يجمع الأحطاب اللازمة لإشعال النار التي ستحرق بها الجثة. وألقى الجنود القدامى أسلحتهم فوق كومة الأحطاب لتكون قرباناً يقربونها إلى قيصر، كما ألقى الممثلون ملابسهم والموسيقيون آلات عزفهم، كما ألقيت النساء أغلى ما يمتلكن من الحلي. وانتزع بعض المتحمسين مشاعل من النار ومضىوا بها ليحرقوا بيوت المتآمرين،

ولكنهم وجدوا الحراسة شديدة على هذه المباني، ووجدوا حتى أصحابها قد فروا من روما. وظلت طائفة كبيرة من الشعب بجوار الأحطاب المحترقة طوال الليل، ما لازمها اليهود ثلاثة أيام كاملة اعترافاً منهم بفضل قيصر وعطفه عليهم فيما أصدره من قوانين. ولم ينبتروا طوال هذه الأيام الثلاثة عن ترديد أناشيدهم الجنازية. وظلت العاصمة في هذه الأيام الثلاثة تجتاحها الفتن والقلاقل حتى أمر ماركوس أنطونيوس جنوده في آخر الأمر حتى يعيدوا إليها النظام ، وأن يلقوا بكل من لا يرتدع عن السلب والنهب من فوق صخرة تربيا Tarpeia. وكان ماركوس أنطونيوس نصف ما كان قيصر كما سيكون أغسطس نصفه الثاني؛ فقد كان ماركوس أنطونيوس قائداً عظيماً كما كان أغسطس حاكماً فذاً ممتازاً ، ولكن الصفتين لم تجتمعا في واحد منهما.

ولما رأى حتى بروتس، الذي عينه قيصر قبل مقتله والياً على غالة الإيطالية، وقد تولى هذا المنصب المربح رغم اشتراكه في اغتيال قيصر، استصدر قراراً من الجمعية بتعيينه هووالياً على هذه الولاية ذات المسقط العسكري الخطير، وعوض دسمس عنها بولاية مقدونية. ثم استصدر قراراً بأن يتخلى ماركس بروتس وكاسيوس عن مقربة لدسمس ، وعن سوريا لدلابلا،

وأن يقنعا بقورناية وكريت. وارتاع مجلس الشيوخ من قوة أنطونيوس المتزايدة، فنادى إلى رومه كيوس أكتافيوس متبني قيصر لكي يقضي على هذه القوة. وقد صار كيوس في مستقبل الأيام أعظم الساسة الحاكمين في التاريخ الروماني. أما في عام 44 فلم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة من العمر، وقد تسمى باسم الرجل الذي تبناه كما جرت بذلك العادة المألوفة وعدله بإضافة اسمه هوفصار اسمه الكامل كيوس يوليوس قيصر أكتافيانوس. وظل ذلك اسمه حتى ضم إليه بعد سبعة عشر عاماً من ذلك الوقت اسم أغسطس، وهواللقب العظيم التي تعهده به القرون التالية. وكانت جدته هي يوليا Julia أخت قيصر ،

أما جده فكان مصرفياً من أصل عامي في فلترا Velitrae من أعمال لاتيوم. وكان أبوه قد عمل إيديلا شعبياً ثم بريتوراً ثم فيما بعد والياً على مقدونية. وقد نُشئَ الغلام على البساطة الاسبارطية، وتفهم الآداب والفلسفة اليونانيتين والرمانيتين، وقضى معظم الثلاث السنين الأخيرة في قصر قيصر. ولقد كان من مسببات حزن قيصر أنه لم يكن له أبناء شرعيون، كما كان من أكبر الشواهد على حصافة رأيه حتى تبنى أكتافيوس ، فأخذه وهوغلام معه إلى أسبانيا في عام 45، وسره حتى رأى الشاب المريض، العصبي، الضعيف الجسم، قد تحمل أخطار الحرب وشدائدها بشجاعة عظيمة. وعمل قيصر على حتى يدرب الشاب على فنون الحرب والحكم. وإن لنعهد ملامحه من التماثيل الكثيرة التي أقيمت له: فهورقيق، نحيل، جاد، حيي وحازم معاً،

مستسلم وعنيد؛ مثالي اضطرته الظروف لأنقد يكون واقعياً، ومفكر فهمته صروف الدهر حتىقد يكون من رجال العمل. وكان أصفر الوجه، هزيل الجسم، ممعوداً يشكوسوء الهضم. ولذلك لم يكن يأكل إلا قليلاً، ولا يشرب إلا أقل؛ وعاش أطول مما عاش من حوله من الأقوياء بالحمية وتنظيم الحياة. واتى في أواخر مارس عام 44 عبد محرر إلى أبولونيا Appolonia من أعمال اليريا Illyria حيث كان اكتافيان مع جيشه يحمل إليه نبأ مقتل قيصر ووصيته. وارتاع الشاب المرهف الحس لجحود الناس وكفرهم بنعم المنعم عليهم، وثار في نفسه جميع ما كان كامناً فيها من حبه لأخي جدته الذي كان يعزه أعظم إعزاز، والذي كان يعمل جاهداً لإقامة صرح الدولة المحطمة. وعقد النية في صمت على حتى يواصل جهود قيصر وأن ينتقم من قاتليه. ثم ركب من فوره إلى شاطئ البحر وعبره إلى برنديزيوم وأسرع إلى رومه؛

وأشار عليه أقاربه فيها حتى يظل مختفياً عن الأنظار لئلا يهلكه أنطونيوس، ونصحته والدته ألا يقوم بعمل من الأعمال ولكنها ابتهجت حين سخر من هذه النصيحة. وكان جميع ما أشارت به عليه حتى يصبر حدثا كان الصبر في مقدوره، وأن يلجأ إلى الختل بدل الحرب السافرة، وقد عمل بهذه النصحية الحكيمة إلى آخر أيامه. وتوجه لزيارة أنطونيوس وسأله عما هوفاعل بقتلة قيصر. وهاله حتى يرى أنطونيوس مشغولاً بإعداد جيش يزحف به على دسمس بروتس، لأنه أبى حتى يتخلى عن بلاد غالة الجنوبية؛ وطلب إلى أنطونيوس حتى يوزع ما هجره قيصر حسب وصيته، وخاصة ذلك الجزء الذي يوصي بإعطاء جميع مواطن خمسة وأربعين ريالاً. غير حتى ماركوس أنطونيوس عثر أسباباً كثيرة تدعوإلى تأخير تطبيق الوصية، فما كان من أكتافيان إلا حتى وزع على جنود قيصر القدامى أموالاً استدانها من أصدقاء قيصر وأعد بنفسه جيشه.

معركة أكتيوم, by Lorenzo Castro, painted 1672, National Maritime Museum, London.

وإغتاط ماركوس أنطونيوس من وقاحة هذا "الولد" على حد قوله. وأعرب حتى بعضهم قد حاول قتله، وأن الذي كان يريد اغتياله قد نطق إذا اكتافيان هوالمحرض له. وأنكر اكتافيان هذه التهمة، ونطق إنه برئ منها، وانتهز شيشرون فرصة هذا النزاع وأدخل في رومه أكتافيان حتى أنطونيوس فظ غير مهذب يجب حتى يهزم. ووافق أكتافيان على هذا الرأي، وضم فيلقيه إلى فيالق القنصلين هرتيوس Hirtius وبنسا Pansa، وزحف بها كلها شمالاً لقتال أنطونيوس. وأمد شيشرون هذه الحرب الأهلية الجديدة بطائفة من الاتهامات المقذعة ضمنها أربع عشرة "فلبة قوية" في الطعن على سياسة أنطونيوس العامة وحياته الخاصة، ألقى بعضها في مجلس الشيوخ أوفي الجمعية، ونشر بقيتها للنادىية ضد أنطونيوس على أحسن الصور التي صارت النادىوة الحربية تنشر بها في مستقبل الأيام.

ولما التقى الجيشان في موتينا Mutina (مودينا Modena) هزم أنطونيوس وفر من الميدان ؛ ولكن هرتيوس وبنسا قتلا في المعركة. وعاد أكتافيان إلى روما وأصبح القائد الأوحد لفيالق مجلس الشيوخ وفيالقه هو، وأرغم المجلس وهومؤيد بهذه القوة على حتى يعينه قنصلاً، وأن يلغى العفوالذي أصدره عن المتآمرين وأن يحكم عليهم جميعاً بالإعدام. ولما تبين له حتى شيشرون ومجلس الشيوخ من ألد أعدائه، وأن جميع ما في الأمر أنهما يتخذانه أداة مؤقتة للقضاء على أنطونيوس لما تبين له هذا سوى النزاع القائم بينه وبين أنطونيوس، وكون منه ومن أنطونيوس ولبدس الحكم الثلاثي الثاني. (43- 33 ق.م)، ثم زحفت جيوشهم المتحالفة على رومه واستولت عليها دون حتى تلقى مقاومة، وفر كثون من الشيوخ ومن المحافظين إلى جنوبي إيطاليا والى الولايات الخارجية، واعترفت الجمعية بهذه الحكومة الثلاثية، وخولتها سلطات كاملة مدى خمسة أعوام.

ولكي يستطيع الحكام الثلاثة أداء رواتب جنودهم، وملء خزائنهم، والانتقام من قتلة قيصر، بسطوا على رومه حكماً لا يماثله في تاريخ الرومان كله حكم آخر في الإرهاب وسفك الدماء. فقد أعدوا قوائم تحتوي على أسماء من لابد من إعدامهم، وكانوا ثلاثمائة من الشيوخ، وألفين من رجال الأعمال، وعرضوا على جميع حر يأتيهم برأس واحد من هؤلاء 25.000 درخمة (15.000 دولار أمريكي)، وعلى جميع عبد 10.000(4). وأضحى امتلاك المال جريمة يعاقب عليها بالإعدام فكانوا يحكمون بقتل الأطفال الذين يرثون مالاً، وينفذون فيهم الحكم، وكان ينتزع من الأرامل ما يرثنه من الأموال، وقد أرغمت 14.000 امرأة على حتى ينزلن للحكام الثلاثة عن الجزء الأكبر من أملاكهن، ثم استولوا آخر الأمر على الأموال المدخرة المودعة عند "العذارى الفستية".

وقد عفوا عن أتكس لأنه ساعد من قبل فلفيا Fulvia زوجة ماركوس أنطونيوس ، ولكنه رغم اعترافه بهذا الفضل أوفد مبالغ طائلة من المال إلى بروتس وكاسيوس. وأقام الحكام الثلاثة جنودهم حراساً على جميع مخارج المدينة، واختبأ المحكوم بإعدامهم في الآبار والبالوعات والحجر العليا في الدور والمداخن. ومنهم من ماتوا وهم يدافعون عن أنفسهم، ومنهم من أماتوا أنفسهم جوعاً أوشنقاً أوغرقاً، ومنهم من قفزوا من فوق الأسطح أوألقوا أنفسهم في النار. ومن الناس من اغتال خطأ، ومن غير المحكوم عليهم من انتحروا فوق أجسام من قتلوا من أقاربهم. وكان التربيون سلفيوس Salvius يفهم أنه من المقتضي بإعدامهم، فأقام وليمة وداع لأصدقائه، ودخل عليه رسل الحكام الثلاثة في أثناء الوليمة، وبتروا رأسه وهجروا جسمه أمام المائدة، وأمروا المدعوين حتى يستمروا في طعامهم وشرابهم. وانتهز العبيد هذه الفرصة للتخلص من سادتهم، ولكن كثيرين منهم قضوا نحبهم وهم يدافعون عن ملاكهم،


وقد تخفى واحد منهم في زي سيدة وقتل بدلاً منه. ومات بعض الأبناء دفاعاً عن آباءهم، ونم بعضهم على آباءهم ليرثوا نصيباً من أموالهم. ومن الزوجات الزانيات أواللاتي خانهن أزقابلن من نمي عليهم، وأنقذت زوجة كوبونيوس Coponius بعلها بالنوم مع أنطونيوس. وكانت ففيا زوجة أنطونيوس قد حاولت حتى تشتري منزل جارها رفوس Rufus، فأبى ذلك عليها ثم حاول في ذلك الوقت حتى يقدمه لها هبة من غير ثمن، ولكنها استطاعت حتى تضع اسمه بين أسماء المحكوم بإعدامهم، فلما بتر رأسه أمرت به فدق بالمسامير على باب بيته الأمامي(5). ووضع ماركوس أنطونيوس اسم شيشرون بين الأسماء الأولى من المحكوم عليهم.

وذلك لأن ماركوس أنطونيوس كان زوج أرملة كلوديوس ، وابن زوجة لنتولس الكتاليناري Lentulus the Catallnarian الذي قتله شيشرون في السجن ، وقد ساءه بحق ما احتوته "فلبات" شيشرون من تجريح وطعن شديد. وعارض أكتافيان في هذا ولكنه لم يستمر طويلاً في معارضته، ذلك أنه لم يكن في وسعه حتى ينسى تمجيده لقتلة قيصر،كما لم ينس العبارة التي نطقها للمحافظين يبرر بها مغازلته لوريث قيصر وما فيها من تورية. وحاول شيشرون الفرار، ولكنه لم يتحمل دوار البحر فغادر المركب وقضى الليل في بيته في فورميا Formiae؛ وأراد حتى يقضي فيه اليوم الثاني في انتظار مقتله لأن ذلك في نظره خير من البحر الهائج المضطرب، ولكن عبيده دفعوه إلى داخل هودج، وساروا به نحوالسفينة، وبيناهم في طريقهم إذ أقبل عليهم جنود أنطونيوس. وأراد العبيد حتى يقاوموهم ولكن شيشرون أمرهم حتى يضعوا الهودج على الأرض ويستسلموا. ثم أعطى الرجل رأسه "وجسمه يعلوه العثير، وشعر رأسه ولحيته منفوش،


ووجهه قد أضناه القلق والتعب"، حتى يسهل على الجنود بتره. وكانت أوامر أنطونيوس تقضي بأن تتبتر أيضاً يده اليمنى. فبترت وجيء بها مع رأسه غليه. وضحك ماركوس أنطونيوس ضحكة الفوز، ووهب القتلة 250.000 درخمة، وأمر بتعليق الرأس واليد في السوق. وفي أوائل عام 42 عبر الحكام بقواتهم البحر الأدرياوي واخترقوا مقدونية إلى تراقيا حيث جمع بروتس وكاسيوس آخر الجيوش الجمهورية، واستعانا على تموينه بالمال ينتزعونه بطرق لا تماثلها في قسوتها حتى السوابق الرومانية. فقد طلبا من الولايات الشرقية للإمبراطورية ضرائب عشر سنين مقدماً، وحصلا بالعمل على تلك الضرائب. ولما أظهر أهل رودس شيئاً من المعارضة في هذه المطالب هاجم كاسيوس ثغرهم العظيم، وأمر الأهلين جميعهم بتسليم ثروتهم، وقتل جميع من تردد منهم، وحمل معه عشرة ملايين ريال أمريكي. وفي قليقية أنزل جنوده في بيوت طرسوس Tarsus، ولم يبارحوها حتى أدت إليه تسعة ملايين ريال، ولم يستطع السكان أداء هذا المال حتى باعوا بالمزاد جميع أراضي البلدية، وصهروا جميع آنية الهياكل وحليها،

وباعوا جميع الأحرار عبيداً- فباعوا أولاً الأولاد والبنات، ثم النساء والشيوخ، وباعوا آخر الأمر الشبان. وانتحر الكثيرون من الأهلين حين فهموا أنهم بيعوا. وجمع كاسيوس من بلاد اليهود أربعة ملايين ريال، وباع سكان أربع من المدن عبيداً. ولم يتحرج بروتس أيضاً عن جمع المال بالقوة، من ذلك أنه رفض سكان أكسانثوس Xanthus من أعمال ليثيا مطالبه حاصرهم حتى نفذت مؤونتهم ولم ينفذ عنادهم فانتحروا جميعاً. وأطال بروتس المكث في أثينا لحبه الفلسفة؛ ولكن المدينة كانت غاصة بالشبان الرومان النبلاء الذين كانوا ينادون بالحرب التي تعيدهم إلى أوطانهم. ولما حتى جمع بروتس كفايته من المال طوى خطه وانضم بجيوشه إلى كاسيوس ونزل إلى الميدان. والتقت جيوش الطرفين المتقاتلين في فلباي في شهر سبتمبر من عام 42.


وزحف جناح بروتس على جناح أكتافيان وزحزحه عن موضعه واستولى على معسكره، ولكن جيوش أنطونيوس هزمت جيوش كاسيوس هزيمة منكرة. وأمر كاسيوس حامل درعه حتى يقتله فعمل. ولم يستطع أنطونيوس حتى يواصل فوزه على الفور؛ لأن السقم أقعد أكتافيان فلزم خيمته واختل نظام جيشه، فاضطر أنطونيوس إلى إعادة تنظيم الجيش كله. وبعد حتى استراح بضعة أيام قاده لقتال بروتس، وأسقط بمن بقي من الجيوش الجمهورية هزيمة ولوا على أثرها الأدبار. ورأى بروتس رجاله يستسلمون فأدرك- ولعله قد سره حتى يدرك- أنه خسر جميع شيء، فألقى بنفسه على سيف صديق له ومات. ولما أقبل ماركوس أنطونيوس على جثته غطاها بثوبه الأرجواني ؛ فلقد كان هووبروتس صديقين في يوم من الأيام.


أنطونيوس وكليوباترا

لقد كانت معركة فلپاي آخر معركة برية للأشراف القدامى ، وقد حذا الكثيرون منهم- ابن كاتو، وابن هورتنسيوس، وكونتليوس فارس، Quintilius Varue، وكونتس لبيوQuintus Labeo- حذوبروتس وكاسيوس فانتحروا. وقسم المتنصرون الإمبراطورية فيما بينهم: فمنح ليدس أفريقيا وأخذ أكتافيان الغرب، واختار ماركوس أنطونيوس مصر وبلاد اليونان والشرق. وكان أنطونيوس دائم الحاجة إلى المال، فعرض على مدائن الشرق ألا يؤاخذاها على ما أمدت به أعداءه من المال إذا هي أمدته بمثله- أي بعشرة أمثال الضريبة السنوية في مدى عام. وعاد قديم مرحه وبشاشته إليه حين افترض حتى النصر قد أعاد إليه أمنه وطمأنينته، فانقص مطالبه من الإفزيين حين أقبلت عليه نساؤهم في ثياب كاهنات باخوس يحيينه ويسمينه الإله ديونيسس؛ ولكنه وهب طاهيه بيت موظف مجنيزي Magnesian كبير مكافأة له على عشاء أعده له.

وعقد مجلساً من أهل المدن الأيونية في إفسوس وأقر فيه حدود تلك الولايات، وحسم ما بينها من خلاف بحكمة لم ير معها أغسطس بعد عشرة أعوام من ذلك الوقت ما يدعوإلى تعديل ما اتخذ في هذا المجلس من قرارات. وعفا عن جميع من حاربه إلا الذين اشهجروا في مقتل قيصر. ومد يد المعونة للمدن التي لاقت العذاب على يد كاسيوس وبروتس، وحمل عنها الضرائب الرومانية، وحرر كثيرين ممن باعهم المتآمرون أرقاء، كما حرر مدن سوريا من الطغاة الذين قضوا على حكوماتها الدمقراطية. وبينا كان أنطونيوس يظهر هذه الكياسة المنبعثة من طيبة قلبه وبساطة خلقه استسلم للشهوات الجنسية استسلاماً أفقده احترام رعاياه لسلطته.

فقد أحاط نفسه بالراقصات والموسيقيات والعشيقات، والمهرجين والصخابين، واتخذ له زوجات ومحظيات حدثا لاحت له امرأة وأعجبته. وكان قد أوفد الرسل إلى كليوباترا يدعوها للمثول بين يديه في طرسوس لتجيب عما اتهمت به من مساعدتها كاسيوس على جمع المال والجنود. واتىت كليوباترا ، ولكنها اتىت في الوقت الذي اختارته وعلى الكيفية التي اختارتها. فبينما كان ماركوس أنطونيوس جالساً على عرش في السوق العامة ، ينتظر منها حتى تحضر وتدفع عن نفسها ما اتهمت به ، ثم يقضي لها أوعليها- ركبت هي نهر سندس Cyndus في قارب ذي أشرعة أرجوانية ، وسكان ممضى ، ومجاديف من فضة ، تضرب الماء على أنغام الناي والمزمار والقيثار. وكانت وصيفاتها هن بحارة القارب ، ولكن في زي حور البحار وربات الجمال. أما هي فقد تزينت بزي الزهرة فينوس ورقدت تحت سرادق من قماش موشي بالمضى.

ولما انتشر بين أهل طرسوس هذا المنظر الفتان أقبلوا على شاطئ النهر زرافات ووحداناً، وهجروا ماركوس أنطونيوس وحده جالساً على عرشه. ودعته كليوباترا إلى العشاء معها في قاربها ، فأقبل عليها ومعه حاشيته الرهيبة ، فأولمت وليمة فاخرة، وقدمت لهم فيها أشهى الطعام والشراب، وأفسدت القواد بما قدمت لهم من الهدايا والابتسامات. وكان ماركوس أنطونيوس قد أوشك حتى يقع في حبها وهي لا تزال فتاة حين شاهدها في الإسكندرية، فلما أبصرها في تلك اللحظة وهي في التاسعة والعشرين من عمرها رآها قد اكتملت مفاتنها ؛ وبدأ حديثه معها يلومها على ما عملت ؛ واختتمه بأن أهدى إليها فينيقيا، وسوريا الوسطى، و[قبرص] ، وأجزاء من قليقية وبلاد العرب واليهود. وكافأته هي بما يشتهي ، ودعته إلى الإسكندرية، فأجاب الدعوة، وقضى في تلك المدينة شتاء بعيداً عن الهموم والأكدار (41 ق.م. - 40 ق.م.) يعب حب الملكة عبا، ويستمع إلى المحاضرات في المتحف، ناسياً حتى له إمبراطورية في حاجة إلى من يحكمها.

أما هي فلم تكن أسيرة حبه. بل كانت تعهد حتى مصر الغنية الضعيفة لن تلبث حتى تجتذب إليها روما الشرهة القوية، وأن السبيل الوحيد لنجاة بلادها وعرشها هي حتى تتزوج بسيد روما. ولقد حاولت من قبل حتى تعمل هذا بقيصر ، وهي تحاول الآن حتى تعمله بماركوس أنطونيوس، ولم يكن له هوسياسة غير سياسة قيصر.

فمال إلى تحقيق الحلم القديم، وهوتوحيد روما ومصر ، ونقل عاصمته إلى بلاد الشرق الفتان الجميل. وبينما كان أنطونيوس يلهوويلعب في الإسكندرية ، كانت زوجته فلفيا وأخوها لوسيوس يأتمران بأكتافيان ليسقطاه وينتزعا سلطانه على روما. والحق حتى أكتافيان كان أبعد ماقد يكون عن السعادة في ذلك البلد: فقد أضحى مجلس الشيوخ بؤرة للمغامرين والقواد، ودب التذمر بين العمال المتعطلين، واختل نظام الشعب جميع الاختلال. وكان سكستس بمبي يحول بين المدينة وبين استيراد ما يلزمها من الطعام، ووقف دولاب الأعمال التجارية لما ساد البلاد من خوف، وقضى النهب والضرائب الفادحة على الثروات فلم يكد يبقى منها شيء، وأخذ الكثيرون من الناس يعيشون عيشة الاستهتار والفساد الجنسي الطليق، محتجين بأن الغد قد يأتي بإلغاء العملة، أوبإنتهاب جديد، أوبالموت. وكان أكتافيان نفسه من أبعد الناس طهارة الذيل في ذلك الوقت،

وكأنما أرادت فلفيا وأراد لوسيوس حتى يبلغا بالفوضى غايتها القصوى فجيشا جيشاً ودعوا إيطاليا إلى القضاء على أكتافيان، فحاصر ماركس أجربا Marcus Agrippa قائد جيوش أكتافيان لوسيوس في بروزيا Perusis حتى اضطره إلى الخروج منها بعد نفاد مؤونته (مارس عام 40). وماتت فلفيا من شدة سقمها. وعدم تحقيق مطامعها، وحزنها على إهمال أنطونيوس لها. وعفا أكتافيان عن لوسيوس لعله بذلك يحتفظ بالسلام بينه وبين ماركوس أنطونيوس ، ولكن ماركوس أنطونيوس عبر البحر وحاصر جيوش أكتافيان في برنديزيوم. وكان الجيشان أكثر حكمة من قائدهيما فامتنع جميع منهما عن قتال الآخر، واضطراهما إلى حتى يسويا ما بينهما من نزاع تسوية سلمية.

وتعهد أنطونيوس حتىقد يكون حسن السلوك ، فزوجه أكتافيان أخته اللطيفة الطاهرة، وسر جميع إنسان بهذه النتيجة إلى حين، وتنبأ فرجيل- وكان وقتئذ يخط نشيده الرابع- بعودة حكم "زحل" العادل المثالي. وفي عام 38 سقط أكتافيان في حب ليفيا Livia زوجة تيبيريوس كلوديوس نيرون Tiberius Cladius Nero وكانت وقتئذ حاملاً، فطلق من أجلها زوجته الأولى اسكريبونيا Scriponie. وأقنع نيرون بالتخلص من ليفيا، وتزوج بها، واستطاع بفضل إصغائه إلى نصائحها المقنعة، وصلاتها بأشراف البلاد- لأنها من سلالة أسرة كلوديوس النبيلة- استطاع بذلك حتى يحسن صلاته بطبقة الملاك، فخفض الضرائب، وأعاد ثلاثين ألفاً من العبيد الآبقين إلى سادتهم. وشرع يعمل في صبر وأناة لإعادة النظام إلى إيطاليا. وأمكنه بمعونة أجربا وبمائة وعشرين سفينة أمده بها أنطونيوس حتى يحطم أسطول سكتس بمبي، ويستورد الطعام إلى رومه، ويقضي على مقاومة البمبيين. وحمد له مجلس الشيوخ عمله واختاره تربيوناً طول حياته. ومضى أنطونيوس إلى أثينا مع أكتافيا بعد حتى زُفت إليه باحتفال رسمي في رومه.


وفي ذلك البلد استمتع أنطونيوس إلى حين بتلك المتعة الجديدة متعة الحياة مع امرأة صالحة، وتخلى عن مشاغل السياسة والحرب، وأخذ يستمع إلى محاضرات الفلسفة وأكتافيا إلى جانبه. على أنه كان في هذه الأثناء يفهم الخطط التي وضعها قيصر لفتح بارثيا. وكان لبينس Labienus ابن قائد من قواد قيصر قد ولج في خدمة ملك بارثيا، وقاد جيوشه من نصر إلى نصر في قليقية وسوريا- وهما ولايتان من أغنى ولايات الدولة الرومانية وأعودها عليها بالمال.

عملة صكها ماركوس أنطونيوس

وألفى أنطونيوس نفسه في حاجة إلى الجند للقاءة هذا التهديد الخطير، كما عثر في حاجة إلى المال لأداء مرتبات الجنود، والمال عند كليوباترا موفور ، ومل فجأة حياة الفضيلة والسلم، فأعاد أكتافيا إلى روما وطلب إلى كليوباترا حتى تقابله في أنطاكية. واتىت إليه كليوباترا بعدد قليل من الجنود، ولكنها عارضت في مشروعاته الضخمة الواسعة، ويبدوأنها لم تعطه من مالها الكثير إلا النزر اليسير. وزحف أنطونيوس على بارثيا بمائة ألف جندي ، وحاول عبثاً حتى يستولي على قلاعها، وفقد نحونصف رجاله في تقهقر يشير على منتهى الجرأة والبطولة مدى ثلاثمائة ميل في بلاد معادية له. وضم أرمينيا إلى الإمبراطورية الرومانية في أثناء تقهقره، وأقام لنفسه موكب نصر ، وصدم مشاعر الإيطاليين صدمة عنيفة بإقامة هذا الموكب في الإسكندرية ثم أوفد رسالة طلاق إلى أكتافيا، وتزوج كليوبطرة، وثبتها هي وقيصريون حاكمين معاً على مصر وقبرص، وخلع الولايات الشرقية من الإمبراطورية على ابنه وابنته من كليوبطرة. وإذ كان يعهد أنه لابد حتى يسوي الأمور بينه وبين أكتافيا في القريب العاجل أطلق لنفسه العنان في اللهووالترف. وشجعته كليوبطرة على حتى يغامر آخر مغامرة في سبيل السلطة العليا، وساعدته على حشد جيش وأسطول، وأقسمت له بقسمها المحبب إليها أنها واثقة من النصر وثوقها بأنها ستتولى الحكم في الكبتول يوماً من الأيام.


انطونيوس وأكتافيان

صبرت أكتافيا على هجرها صبر الكرام ، وعاشت ساكنة هادئة في بيت أنطونيوس في روما ، تربي أطفاله الذين رزقهم من فلفيا وابنتيها منه. وكان منظرها المحزن أمام أكتافيان في جميع يوم، وصمتها الفصيح، يثيران كوامن غضبه، ويؤكدان له أنه هوإيطاليا جميعاً مقضي عليهما إذا نجح أنطونيوس في خططه، فاخذ يعمل على حتى تدرك إيطاليا حقيقة الموقف، تدرك حتى انطونيوس قد تزوج ملكة مصر، وأنه وهبها هي وأطفالها غير الشرعين أكثر ولايات الإمبراطورية خراجاً، وأنه سيضع رومه وإيطاليا بأجمعها في المقام الثاني بعد مصر. ولما بعث أنطونيوس برسالة إلى مجلس الشيوخ- وكان قد تجاهله سنين طوالاً- يقترح فيها حتى يعتزل هووأكتافيان الحياة العامة، وأن تعود جميع النظم الجمهورية إلى سابق عهدها، تخلص أكتافيان من هذا الموقف الحرج بأن قرأ على المجلس ما ادعى أنه وصية لأنطونيوس انتزعها هوقسراً من العذارى الفستية، وفيها يوصي ماركوس أنطونيوس بأنقد يكون ولداه من كليوباترا وريثيه دون غيرهما، ويأمر بان يدفن إلى جانب الملكة في الإسكندرية. وكانت الفقرة الأخيرة من هذه الوصية حاسمة في نظر المجلس بقدر ما كان يجب حتى تكون مثيرة للارتياب في صحتها. ذلك أنها لم تثر في نظر المجلس الشك في حتى وصية تودع في روما تشترط هذه الشروط، بل أقنعته وأقنعت إيطاليا حتى كليوباترا تستخدم أنطونيوس في خططها التي تبغي بها الاستيلاء على الإمبراطورية. ولجأ أكتافيان إلى الأساليب الخداعة التي هي من أخص خصائصه، فأعرب الحرب على كليوباترا لا على أنطونيوس، ليجعلها بذلك كفاحاً مقدساً في سبيل استقلال إيطاليا.

وأبحر أسطول ماركوس أنطونيوس وكليوباترا في شهر سبتمبر من عام 32 إلى البحر الأيوني. وكان مؤلفاً من خمسمائة سفينة حربية، ولم يكن أسطول بهذه القدرة قد ظهر على متن البحر من قبل. وكان يؤيده جيش مؤلف من ثلاثمائة ألف من المشاة، واثني عشر ألفاً من الفرسان، وأمدهما بمعظمه أمراء الشرق وملوكه يرجون من وراء ذلك حتى تكون هذه الحرب وسيلة للتحرر من نير رومه. وعبر أكتافيان البحر الأدرياوي بأربعمائة سفينة وثمانين ألف جندي من المشاة واثني عشر ألفاً من الفرسان. وظلت القوات المتعادية عاماً أونحوعام تستعد للمعركة الفاصلة وتضع خططها؛ فلما كان اليوم الثاني من شهر سبتمبر عام 31 التحم الجيشان والأسطولان عند أكتيوم في الخليج الأمبراسي في معركة من المعارك الحاسمة في التاريخ. وبرهن أجربا على أنه أبرع من أعدائه في وضع الخطط، وكانت سفينه الخفيفة أسهل وأخف حركة من سفائن أنطونيوس الضخمة ذات الأبراج العالية. وقد أحرقت النار هذه السفن إذ ألقى عليها بحارة أكتافيان مشاعل متقدة. ويصف ديوكاسيوس Dio Cassius ما وقع وقتئذ بقوله: "وأهلك الدخان بعض البحارة قبل حتى تصلهم النيران، ومنهم من نضج لحمهم في دروعهم التي احمرت من شدة اللهب، ومنهم من شوتهم النار شياً في سفنهم كما تشوي اللحوم في الأفران. وألقى الكثيرون منهم أنفسهم في البحر، ومن هؤلاء من إلتهمتهم الحيتان، ومنهم من قتلوا رمياً بالسهام، ومنهم من قضوا نحبهم غرقاً. ولم يمت من هذا الجيش كله ميتة يستطيعون تحملها إلا من اغتال بعضهم بعضاً.

ورأى أنطونيوس حتى الدائرة قد دارت عليه، وأشار إلى كليوبطرة حتى تنفذ خطة الانسحاب التي اتفقا عليها من قبل. فوجهت ما بقي من أسطولها نحوالجنوب، وانتظرت قدوم أنطونيوس. ولما عجز من إنقاذ السفينة المعقود لواؤها له، غادرها وركب قارباً أقله إلى كليوبطرة، وجلس هووحده في مقدم السفينة إلى الإسكندرية ورأسه بين يديه، فقد استوعب أنه خسر جميع شيء حتى الشرف.

وسار أكتافيان إلى أثينا ومنها إلى إيطاليا ليخمد فتنة ثارت بين جنوده الذين أخذوا يطالبون بأن يباح لهم نهب مصر، ثم عاد إلى آسيا ليعاقب بعض من انضموا من أهلها إلى ماركوس أنطونيوس ، وليجمع أموالاً جديدة يسعف بها المدن التي طال عليها عهد الشقاء والحرمان. ثم اتجه بعدئذ نحوالإسكندرية. وكان ماركوس أنطونيوس قد هجر كليوباترا وأقام في جزيرة قرب فاروس ، وأوفد منها رسلاً يطلب الصلح، ولكن أكتافيان لم يعبأ بهم، وأوفدت كليوباترا إلى أكتافيان على غير فهم من أنطونيوس صولجاناً وتاجاً وعرشاً من المضى دليلاً على خضوعها له.

وكان جوابه لها- على حد قول ديو- أنه يهجرها ويهجر مصر دون حتى يمسها بأذى إذا قتلت ماركوس أنطونيوس. وخط الحاكم المهزوم إلى أكتافيان مرة أخرى يذكره بصداقتهما الماضية وبكل المرح الطائش الذي اشهجرا فيه أيام الصبا ، ونطق إنه يرضى بأن يقتل نفسه إذا عفا هوعن كليوباترا ، ولم يرد عليه أكتافيان في هذه المرة أيضاً. وجمعت كليوباترا جميع ما استطاعت جمعه من أموال مصر في أحد أبراج القصر ثم أبلغت أكتافيان أنها ستتلف هذه الأموال كلها وتقتل نفسها إذا لم يعقد معها صلحاً شريفاً. وسار ماركوس أنطونيوس على رأس القوة الصغيرة التي كانت باقية لديه ليحارب عدوه في المعركة الأخيرة ، واستطاع بشجاعة اليائس حتى يكسب نصراً مؤقتاً، ولكنه أبصر في اليوم الثاني جنود كليوباترا المرتزقة تستلم للعدو، وتراءى إليه حتى كليوباترا قد ماتت، فطعن نفسه طعنة قضت على حياته.

ولما فهم حتى الخبر مكذوب طلب إلى أتباعه حتى ينقلوه إلى البرج الذي آوت الملكة ووصيفاتها إلى حُجَره العليا وأغلقت عليهن الأبواب، فأدخل إليها من النافذة ومات بين ذراعيها. وسمح لها أكتافيان حتى تخرج من البرج وتدفن حبيبها، ثم أجاز لها المثول بين يديه. ولم يتأثر بما كان باقياً من المفاتن في امرأة محطمة مهزومة في التاسعة والثلاثين من عمرها، وعرض عليها شروطاً للصلح بدت معها الحياة عديمة القيمة لمن كانت من قبل ملكة. ولم يخالجها شك في أنه يعتزم أخذها أسيرة إلى روما لتزين موكب نصره، فما كان منها إلا حتى لبست ثيابها الملكية، ووضعت ثعبان على صدرها، وماتت. وحذت حذوها وصيفتاها شارميون Charmion وإيريس Iris فانتحرتا.

وسمح أكتافيان حتى تدفن إلى جوار ماركوس أنطونيوس ، وقتل هووقيصريون وأكبر أبناء ماركوس أنطونيوس من فلفيا أما ابنا أنطونيوس والملكة فقد أبقى على حياتهما وأوفدهما إلى إيطاليا حيث ربتهما أكتافيا وعنيت بهما كما لوكان ابنيها. ووجد الظافر الخزانة المصرية سليمة وفيها من المال الموفور ما كان يحلم به. ونجت مصر من المذلة التي كادت تلحق بها لوأنها سميت ولاية رومانية. ذلك حتى جميع ما عمله أكتافيان حتى جلس على عرش البطالمة وورث أملاكهم، وهجر في مصر حاكماً يدير شؤون البلاد باسمه. إلى غير ذلك غلب وريث قيصر وريثة الإسكندر، وضم مُلك الإسكندر إلى مُلكه، وانتصر الغرب على الشرق مرة أخرى، كما انتصر من قبل في مراثون ومجنيزيا، وإنتهى صراع الجبابرة، وكان الفوز فيه لرجل عليل. وقُضِيَ على الثورة في أكتيوم، كما قضي على الجمهورية في فرسالس وأتمت رومه الدورة المشتومة التي يعهدها أفلاطون ونعهدها نحن: ملكية، فأرستقراطية، فاستغلال ألجركي، فديمقراطية، ففوضى ثورية، فدكتاتورية. وانتهى مرة أخرى، في جزر التاريخ ومده، عهد من عهود الحرية، وبدأ عهد من عهود النظام.

انظر أيضا

  • كليوباترا
  • أكتافيان

المراجع

مراجع أولية

  • Dio Cassius xli.–liii
  • Appian, Bell. Civ. i.–v.
  • Cicero, Letters and Philippics
    • ~ Tufts University Classics Collection
  • Plutarch, Parallel Lives (Lives of the Noble Greeks and Romans)
    • : "Antony" ~ Internet Classics Archive (MIT)
    • : "Life of Antony" - Loeb Classical Library edition, 1920
    • : "The Comparison of Demetrius and Antony" ~ Internet Classics Archive (MIT)

مراجع ثانوية

  • Groebe, Pauly-Wissowa Realencyclopadie
  • de Quincey, Thomas, Essay on the Caesars
  • Lytle, William Haines (1826–1863), Antony and Cleopatra
  • Caesar, Commentarii de Bello Gallico and Commentarii de Bello Civili
  • Paul-Marius Martin, Antoine et Cléopâtre, la fin d'un rêve, Albin Michel, 1990, 287 p.
  • Southern, Pat. Mark Antony. Stroud, Gloucestershire, UK: Tempus Publishing, 1998 (hardcover, ISBN 0-7524-1406-2).
  • تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.


وصلات خارجية

  • وسائط متعلقة بـMarcus Antonius من مشاع الفهم.
سبقه
گايوس يوليوس قيصر without colleague
قنصل الجمهورية الرومانية
مع گايوس يوليوس قيصر وPublius Cornelius Dolabella (suffectus)
44 ق.م.
تبعه
Aulus Hirtius مع Gaius Vibius Pansa Caetronianus
سبقه
Lucius Cornificius وSextus Pompeius
قنصل الجمهورية الرومانية
مع Lucius Scribonius Libo وAemilius Lepidus Paullus (suffectus)
34 ق.م.
تبعه
الإمبراطور قيصر أغسطس وLucius Volcatius Tullus

المصادر

  1. ^ سيرة الحضارة



أعلام قدماء المصريين عدّل
حكام الدولة القديمة: الملك عقرب |نارمر | مينا | حور عحا | خنت دجر | خاسخموي|زوسر | سنفرو| خوفو| خفرع | من كاورع | ساحورع| پيپي الثاني
حكام الدولة الوسطى: منتوحوتپ الثاني | منتوحوتپ الرابع |أمنمحات الأول | سنوسرت الأول| سنوسرت الثالث | أمنمحات الثالث | سوبك نفرو
حكام الفترة المصرية الانتنطقية الثانية: أوسركارع | نفر حتب الأول | سوبك حتب الرابع | مر نفر رع اى | نيبيرو| أبوفيس الأول | سوبك ام ساف الثاني | انتف السابع| سقنن رع | كامس
حكام الدولة الحديثة: أحمس | حتشپسوت | تحتمس الثالث| أمنحتب الثاني| أمنحوتپ الثالث | أخناتون | توت عنخ أمون | رمسيس الأول | سيتي الأول | رمسيس الثاني |رمسيس الثالث
حكام الفترة المصرية الانتنطقية الثالثة: بسوسنس الأول | سي أمون | شوشنق الأول | أوسركون الثاني | شوشنق الثالث | أوسركون الثالث | پيعنخيِ | تف ناختي الأول | شباكا | طهارقة
حكام آخرون: پسماتيك الأول | نخاوالثاني | أحمس الثاني | نعي فعاورد الأول | نخت أنبوالأول | پسماتيك الثالث | خباباش |الإسكندر الأكبر | بطليموس الأول | بطليموس الثاني | بطليموس الثالث عشر | كليوباترا السابعة | بطليموس الخامس عشر | قيصرون
أحبة: تتي شري | أحمس-نفرتاري | أحمس | تي‌يه | نفرتيتي | عنخ سن پا أتن | نفرتاري | مارك أنطونيو
مسئولوالقصر: إمحوتپ | وني | أحمس بن إبانا | إنني | سنموت | رخميرع | يويا | مايا | يوني | مانيتو| پوثينوس


تاريخ النشر: 2020-06-08 10:45:23
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Infobox military person image param needs updating, Pages using deprecated image syntax, Pages using infobox military person with unknown parameters, مقالات مأخوذة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

نتيجة الشهادة الإعدادية في القاهرة 2022/2021.. بالاسم ورقم الجلوس

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

اعتداءات جنسية على أطفال بفاس تجرّ متشردا إلى السجن النافذ

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:30
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 50%

حاليا بالمغرب.. 1950 مصابا بكورونا منهم 23 حالة حرجة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:23
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

"الجبير" يستقبل سفير البحرين لدى المملكة المعين حديثاً

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:49
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 47%

الحكومة البريطانية ترحب بتمديد فترة الهدنة في اليمن إلى شهرين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:25:45
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

لجنة العفو الرئاسى: نستهدف إخراج كل المحبوسين على ذمة قضايا رأى

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:22
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

ارتفاع النفط بعد قرار أوبك بلس زيادة إنتاجه

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:25:39
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

مديرية الأمن تُعلن رقمنة خدمات وإجراءات الدولة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:24
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 42%

مصرية تصف المغرب بأشهر دولة عربية في دعارة الرجال + فيديو

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:29
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

مصر للطيران تعلن موعد إصدار تذاكر الحج.. تعرف على الشروط والأسعار

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:30
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

اعتقال مغاربة وإسبان في عملية ضد مهربي المخدرات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:27
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 42%

تدبير جماعة إيمنتانوت تحت مجهر الشرطة القضائية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:31
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 49%

قريباً.. الروبوتات ستشعر بالألم والأحاسيس غير المريحة (فيديو)

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:27:20
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

استطلاع دولي: %58 من السعوديين يفضلون السياحة المحلية

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:53
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 39%

“رونو” تشتري مواد لبطاريات السيارات الكهربائية من المغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:28
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 41%

الخطوط الجوية السعودية تعلن خطتها لموسم حج هذا العام

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:46
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 48%

رئيس الوزراء: نواجه أزمة اقتصادية عالمية مركبة وشديدة التعقيد

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:25
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

 المحكمة الوطنية في مدريد تنفي تسليم مطلوب للمغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:29
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 46%

ارتفاع الذهب بدعم تراجع الدولار وبيانات أمريكية

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:27:01
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 36%

بكري يطالب بتأجيل زيادة أسعار الكهرباء

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:23
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

تسمم غذائي يرسل 4 أشخاص للمستعجلات بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 00:15:32
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 48%

رئيس الوزراء: واجهنا جائحة كورونا بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادى

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 21:26:28
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية