الظاهر بيبرس

عودة للموسوعة

الظاهر بيبرس

(Trinity Blood character)

Baibars al-Bunduqdari
Founder of the Bahri dynasty
العهد 1260-1277
تتويج 1260, Al-Salihiyya, Palestine
سبقه Saif ad-Din Qutuz
تبعه Al-Said Barakah
Born July 19, 1223
Crimea
Died July 1, 1277 (aged 54)
Damascus, Syria
Full name
al-Malik al-Zahir Rukn al-Din Baibars al-Bunduqdari Abu al-Futuh
الأسرة المالكة Kipchak Turk
الديانة Sunni Islam
رسم فني للظاهر بيبؤس

الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري (620 هـ - 1221 م) بالإنجليزية Baibars ، هوسلطان مصر المملوكي ، لقّبه الملك الصالح أيوب بلقب 'ركن الدين' ، وبعد وصول بيبرس للحكم لقب نفسه بالملك 'الظاهر' .

البداية

Baibars icon from 1260.

بعد مقتل السلطان قطز اتفق الأمراء المماليك على اختيار بيبرس سلطانًا على مصر ، فدخل القاهرة ، وجلس في إيوان القلعة في (17 ذي القعدة 658هـ= 24 أكتوبر 1260 م) فكان ذلك إيذانًا ببدء فترة التأسيس والاستقرار لدولة المماليك البحرية بعد فترة التحول التي شهدتها، بعد قضائها على الحكم الأيوبي، وكانت فترة قلقة شهدت حكم خمس سلاطين قبل حتى يلي بيبرس الحكم، وكان عليه حتى يبدأ عهدًا جديدًا من الثبات والاستقرار بعد حتى أصبح بيده منطقيد الأمور في مصر والشام.

وقبل حتى يولي بيبرس السلطنة كانت له صفحة بيضاء في معركة المنصورة المعروفة حيث كان من أبطالها ومن صانعي النصر فيها، وكانت له يد لا تنسى في معركة عين جالوت، فتولى السلطنة وسجله حافل بالبطولات والأمجاد.

وبيبرس من أصل هجري ولد في صحراء القبجاق سنة (620هـ= 1223م) وسقط في أسر المغول وهوفي الرابعة عشرة من عمره، وبيع في أسوق الرقيق بدمشق، فاشتراه الأمير علاء الدين إيدكين الصالحي البُنْدقداري، فسمي "بيبرس البندقداري" نسبة إليه، ثم انتقل إلى خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب سلطان مصر، فأعتقه وجعله من جملة مماليكه، ثم ولاه رئاسة إحدى فرق حرسه الخاصة، ثم رقاه قائدًا لفرقة المماليك لما رأى من شجاعته وفروسيته.

ولما تخلص الملك عز الدين أيبك من غريمة ومنافسه "فارس الدين أقطاي" زعيم المماليك البحرية، فر بيبرس ومن معه من المماليك بلاد الشام، وظل متنقلا بين دمشق والكرك حتى تولى سيف الدين قطز الحكم سنة (658هـ-1260م) فبعث إليه يطلب منه الأمان والعودة إلى مصر، فأجابه إلى طلبه، وأحسن استقباله وأنزله دار الوزارة وأبتره قليوب وما حولها. واشهجر مع قطز في معركة عين جالوت سنة (658هـ= 1260م) وأبلى فيها بلاء حسنًا، وكان من أبطالها المعدودين.

وبدلا من حتى تسموروح الجهاد بنفسه وتصبغ قلبه بالسماحة واللطف، تطلعت نفسه إلى السلطة والميل إلى الثأر، فامتلأ فؤاده بالحقد من صديقه القديم السلطان سيف الدين قطز، وحمل في نفسه رفض قطز إعطاءه ولاية حلب وعد ذلك انتقاصًا من قدره وهضمًا لدوره في عين جالوت، ووجد من زملائه من يزيده اشتعالا فدبر معهم مؤامرة للتخلص من السلطان وهوفي طريقه إلى القاهرة، وكان لهم ما أرادوا وجلس القاتل على عرش مصر قبل حتى يجف دم السلطان المقتول، ودون حتى يجد أحد من أمراء المماليك غضاضة في ذلك، وتلقب السلطان الجديد بالملك الظاهر.


اتى في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لابن تغري بردي ج7ص94 " ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على مصر" السلطان الملك القاهر ثم الظاهر ركن الدين أبوالفتوح بيبرس بن عبد الله البندقدارى الصالحى النجمى الأيوبى الهجري سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية ، وهوالرابع من ملوك الهجر ، مولده في حدود العشرين وستمائة بصحراء القبجاق ، والقبجاق قبيلة عظيمة في الهجر ، وهوبكسر القاف وسكون الباء ثانية الحروف وفتح الجيم ثم ألف وقاف ساكنة. وبيبرس بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وسكون الباء المثناة من تحتها ثم فتح الباء الموحدة وسكون الراء والسين المهملتين ومعناه باللغة الهجرية أمير فهد "

في تاريخ ابن خلدون –االمجلد الخامس ( ذكر بيبرس البندقداري):

ذكر بيبرس البندقداري

" وفي تاريخه حكاية غريبة عن سبب دخول التتر لبلاد القبجاق فنطق: ومن قبائلهم- يعني القفجاق- قبيلة طغصبا وستا وبرج أغلا والبولى وقنعرا على وأوغلي ودورت...

وهذه بطون متفرعة من القفجاق فقط، وهي التي في ناحية الغرب من بلادهم الشمالية، فإن سياق كلامه إنما هوفي الهجر المجلوبين من تلك الناحية لا من ناحية خوارزم ولا ما وراء النهر..... ومساق السيرة يشير على حتى قبيلة دورت من القفجاق، وأن قبيلة طغصبا من التتر. فيقتضي ذلك حتى هذه البطون التي عددت ليست من بطن واحد، وكذلك يشير مساقها على حتى أكثر هؤلاء الهجر الذين بديار مصر من القفجاق، والله تعالى أفهم."

—ابن خلدون

الأمير المملوكى ركن الدين بيبرس البندقدارى تظاهر بأنه يصافح الملك الظافر (قطوز) الذى هزم جيش التتار بعد عودته من الصيد فأمسكه بيبرس بأحدى يديه بحجه تقبيلهما لتهنأته بالصيد وطعنه بيده الأخرى بسكين فى قلبه فسقط صريعا يتخبط فى دمه على الأرض ولفظ أنفاسه الأخيره فى يوم السبت 17 ذى القعده سنة 658 هـ بعد حتى ظل فى الحكم 11 شهراً و13 يوماً.

ولما بلغ الخبر الأتابك (رئيس الوزراء) نطق : ” من منكم ضربه الضربه الأولى ” نطق بيبرس : ” أنا هو” – نطق الأتابك : ” أنت الحاكم بدله ” , وبايع المماليك الأمير بيبرس فى الحال ولقبوه بأسم الملك القاهروتشأئم من هذا اللقب فأبدله بالملك الظاهر وعهد فى التاريخ بأسم الظاهر بيبرس , وكانت من ألقابه أيضاً “روح الدين” , “بيبرس البنقدارى” (نسبة إلى سيده الذى أشتراه وفهمه الفروسيه ومسماه علاء الدين بندقدار) وكذلك أسم أبوالفتوح – والعكى .

قام بإستقبال أبن خليفة بغداد وأكرم وفادته عند إلتاتىه إلى مصر بعد حتى اغتال التتر أبيه الظاهر بأمر الله , وأعاد الحج من مصر إلى مكة بعد حتى كانت قد أهملت هذه العادة من مصر مده 12 سنة ولما رفض حاكم مكة دخول المصريين للحج وزيارة النبى قام الظاهر بيبرس بجيوشه مسرعاً إلى تلك المدينة وقتل ذلك الحاكم ووضع يده على جميع تلك البلاد المحمدية المقدسة وأدخلها تحت حيازة مملكة المماليك فى مصر , وعاد للقاهرة ظافراً بعد حتى زار مكة والكعبة وكساها وكان طريق المصريين لحج حتى يركبوا مراكب فى النيل من مصر العتيقة حتى يصلوا البحر الحمر فيعبرونه ومنه يصلون إلى مكة , أما السلطان بيبرس فسار براً بجيشه عن طريق العريش فسوريا . وكان هذا الملك أول سلاطين أوملوك من المماليك يستحق الأعتبار , وهوخامس مملوك غير شجرة الدر أختلس الملك ونال قوة عظمى.

وارتقى بيبرس الهجرى الاصل الطويل القامة حسن الطلعة أزرق العينين عرش حكم مصر سنة 1260 م 658 هـ وأظهر كفائة للأحكام ودل على حبه لرعيته فأبطل الضرائب الباهظة التى وضعها سلفه على كاهل الناس وأخذ ثلث الشركات الأهلية التى كان حصيلة جمعها منها 6000دينار سنوياً بحجة حصر الأملاك وتقويمها , وعدل الضرائب الإعتيادية بطريقة عادله . فى سنة 1262م الموافقة سنة 660 هـ فى سنة حضور أبن الخليفة العباسى إلى مصر حل بها مجاعة ففتح بيبرس مخازنة وصار يقيت الألاف من الجياع يومياً ولم يكتف بذلك بل أسرع فى جلب الغذاء من الخارج وأنقذ بلاد مصر التى حكمها فى الحال من ذلك الخطر المحدق بهم . وبعد زوال المجاعة أحتفل بختان أبنه بأحتفال عظيم , وتصدق على الفقراء فى سبيل الله وشكراً لهذه المناسبة هذا الختان بان قام بدفع مبالغ أجر تختين 645 طفلا من أولاد الفقراء ختنوا فى يوم ختن إبنه وكساهم بملابس جديدة , وأعد موكباً وإحتفالاً عظيماً وكان أبن الخليفة العباسى حاضراً مما زاد هذا الإحتفال مما زاده مجداً وبهاء .

ورجع الملك الظاهر بيبرس من سوريا إلى مصر ظافراً منتصراً فقوبل بإحتفال عظيم فى القاهرة فزينوا له المدينة طلها بأجمل زينة وفرشوها بالبساط والسجاجيد وساروا به فى موكب حافل عظيم فقط وطد أركان السلام فى جميع أنحاء القطر السورى بعد حتى حارب التتار وبدد شكلهم وأصبحت جميع البلاد التى كان قد أستولى عليها التتار تحد يده فحكم جميع مدن الأناضول والبلاد التى كانت قد أستولى عليها الفرنجة وبلاد الخلافة الأسلامية العباسية الأسلامية وفتح النوبة وبرقة وعمر الحرم النبوى وقبه الصخرة فى بيت المقدس (أورشليم) وصارت البلاد التى تحت حكمه وسلطانه مصر والنوبة وبرقة والشام وبر الأناضول وجزيرة العرب , ومن غزا جميع هذه البلاد ليس بقليل عليه حتى تقام له مثل هذه الإحتفالات العظيمة .

هاجم داود ملك النوبة المناطق الجنوبية من مصر فهاجمة المماليك ودحروه وكان الظاهر بيبرس فى حروبه فى الشام ولما أنتهى منها اتىه أبن أخت الملك داود يريد مساعدته فى الحصول على العرش فأعطاه جيشاً مدربا قضى على داود ومملكته ولم تقم لممالك النوبة المسيحة قومة مره أخرى.

قاد السلطان ببيرس جيشا قاصدا سوريا وحارب برقه وإحتلها , إلا ان التتر عادوا الى المناوشات على حددود سوريا فسار ببيرس بجيشه الى حمص لتأديبهم وحمايه الحدود وحدث خسوف للقمر ولما كان العامه من المسلمين فى مصر يعتقدون حتى خسوف القمر ما إلا علامه على موت أمير كبير أوحاكم أوملك أوسلطان فتوهم حتى هذا الخسوف يشير على قرب موته وأن نهايته قد صارت أكيده وفتش حوله من هوسيتولى الحكم من بعده وليس من أبناء ملته فوجد أميرا صغيرا هوداود ناصر الدين وهوحفيد طوران شاه آخر سلطان كردى من أسره صلاح الدين الأيوبى القائد الشهير( سلاله الأيوبين ) ودخله الوساوس والأوهام بأن هذا الأمير الصغير سيقوم بمؤامره ضده ويستولى على الحكم فأراد حتى يغدر به قبل حتى يعمل الأمير المسكين شيئا فإذا توفي الأمير تحققت نبؤه الخسوف فيهرب من الموت , مع ان هذا الأمير لم يكن فى فهمه أي شئ من هذه الأوهام وليس فى نيته اغتال السلطان ببيرس ( حتى تاريخ الحكم العربى الإسلامى به كثير من هذه الإغتيالات المؤلمه ) فدبر السلطان ببيرس خطه الإغتيال فأمر بإستنادىئه وأكرمه غايه الإكرام ولاطفه وأجلسه بجانبه وصب له كأسا فيه شراب ووضع له فيه السم وقدمه له بيديه فشربه الأمير المسكين بلا تردد ولا إرتياب وخرج السلطان من الغرفه تاركا الأمير يلفظ أنفاسه الأخيره وبعد حتى تم ما أقدم عليه السلطان , ولج أحد الخدام وكان لا يفهم بما وقع ولا بسر سيده أومؤامرته فملأ نفس الكأس من مشروب سيده ولا يزال بعض المشروب المسمم فيه , ولما عاد السلطان قدمه لسيده وكان السلطان متوعكا من الحمى , فشرب من نفس الكأس وكانت كميه السم الباقيه كافيه لقتله إلى غير ذلك توفي الأمير المسكين البرئ ناصر الدين وبعد ساعه توفي السلطان الظاهر بيبرس بعد ساعه واحده وكأنه كان يريد حتى يخدع القدر فمات نتيجه لجهله لعدم ثقته فى من حوله وتقول ا.ل بوتشر ص 260 عن الخرافات ( ما أضعف حجتها وأشد وطأتها ) وكانت وفاه السلطان الظاهر بيبرس فى 27 محرم سنه 676 هجريه وحكم لمده 17 سنه وشهرينعشرة أيام وهجر ثلاثه ذكور وسبعة بنات وكان اكبر أولاده السعيد محمد برقه خان وهوالذى ورث كرسى الحكم والثانى سلامش والثالث المسعود خضر


الإعمار

وبجانب أعمال الظاهر بيبرس الحربية إلا حتى أعماله الإنشائية كانت كثيرة وما زالت تشهد له حتى هذا اليوم ولا شك حتى الأموال التى حملها من غزواته قد أعطته قدرة على البناء والتشييد فى مصر والشام أما فى مصر فهي:

  • ترميم وتقوية حصون دمياط ورشيد والأسكندرية والقاهرة
  • بناء الأهراء والأشوان الكبيرة لتشوين الغلال فى القاهرة
  • بناء وترميم القناطر والجسور وتقوية قناطر شبرامنت بالجيزة
  • بناء قناطر السباع الممتدة من فم الخليج إلى القلعة ووضع فى طرف تلك القناطر من جهه الخليج سبع سواقى لتحمل المياة من النيل إلى القناطر التى تحملها إلى القلعة فيروى من فيها ووضع على أطراف تلك القناطر تماثيل حجرية على شكل السباع ولذلك أطلق المصريين على هذه القناطر التى بناها الملك الظاهر بيبرس أسم قناطر السباع
  • ترميم منارة رشيد
  • أمر بحفر خليج الأسكندرية القديم وبحر أشمون طناح وطهر الترع والخلجان وتقول مسز بوتشر ص 261

” قيل حتى الملك الظاهر ذاته كان يساعد العملة هووكل أمرائه تشجيعاً وتنشيطاً لهم فى العمل ومنح لهم مثالاً حسنا فى خدمة الوطن وعدم تعاظمه فى ما يؤول إليه بالتقدم , وقد حمل بنفسه مقطف تراب بيديه على مرأى من جميع الواقفين مثل الأجير الحقير حباً فى منفعه الوطن والبلاد.

  • رمم جوامع كثيره وأعاد بناء جوامع اخرى , وبنى جامعا جديداً متسع وفخم جداً فى شمال القاهرة فى الميدان الكبير الذى فى طريق العباسية وأسمه ألان ميدان الظاهر يطلق عليها اسم الضاهر , ولما احتل الفرنسيين مصر حولوه إلى قلعة وبعد مغادرة الفرنسيين مصر أستعملته الحكومة مركزاً عسكرياً ثم استخدم مخزن لتخزين المأكولات والملبوسات المختصة للجيش الأنجليزى الذى كان فى مصر , وما زالت هناك أربعة حوائط من البناء الأصلى الذى بناه الظاهر بيبرس ويوجد كثير من النقوش الجميلة لم تزل ظاهرة حتى الآن فى شبابيكه وفقد هذا الجامغ صبغته الدينية ولكن عمر الان وبدأ يصلى فيه من حديث .
  • جدد الملك الظاهر بيبرس الجامع الأزهر وأعاد الخطبة فيه , وبنى بلدة السعيدية بمديريه الشرقية .

وكان الظاهر بيبرس محباً لركوب الخيل ومغرما بالرياضة البدنية والتمرينات العسكرية ويقضى فيها معظم يومه وبنى لذلك ميدانا مخصوصاً بين المنزل القلعة وقبه النصر وكانت نفقاته مما يغنمه فى حروبه بدون حتى يثقل على ألهالى بدرهم .

أعتقد الظاهر بيبرس فى حتى الشيخ الصوفى خضر العدوى إنسان مبروك .. ولكنه كان مشهوراً بانحلاله الخلقى وشذوذه الجنسى وتعصبه ضد النصارى فى الشام ومصر، ولما هجر له الظاهر بيبرس له المجال واطلق لتعصبة العنان فهدم كثيراً من الكنائس فى الشام ومصر.

ومن الكنائس التى هدمها بمصر كنيسة الروم بالإسكندرية التى يشاع حتى فيها رأس النبى يحيى عليه السلام (يوحنا)، وقد تحولت على يد الشيخ خضر العدوى إلى مسجد وسماه (المدرسة الخضراء) وأنفق فى تعمير هذه المدرسة الأموال الكثيرة من بيت المال.

ولما توفي الملك الظاهر بيبرس فى الشام خاف الأمراء من طمع الأعداء فحملوه سراً إلى دمشق وأشاعوا أنه مريض وبعدئذ نقلوه للقاهرة فى هودج ورحل معه جيشه لمصر ودفنوه فى القلعة , وبايع المماليك أكبر أولاده ناصر الدين برقه خان , ولكن لطمع المماليك فى الحكم لم يدم أخلاصهم لحكم أولاد الظاهر بيبرس , إذ فى بحر ثلاث سنوات اغتال ولداه اللذين لم ينالا لقب ملك أوسلطان إلا بالإسم فقط وملك أحد أمراء المماليك وأسمه سيف الدين قلاوون الألفي.

تولي بيبرس السلطنة

نقش حجري لأسود مع آيات قرآنية على عقد جسر بيبرس، بالقرب من اللد، فلسطين.

ولم يكد بيبرس يستقر في السلطنة حتى بدأ عهدا جديدًا وصفحة مشرقة في تاريخ مصر، وبدأ في التقرب إلى الخاصة والعامة، فقرب إليه كبار الأمراء ورجال الدولة، ومنحهم الألقاب والإقطاعيات الواسعة، ووجه عنايته إلى ترتيب شئون الدولة، وتخفيف الأعباء على الأهالي، فأعفاهم من الضرائب، وأطلق المحبوسين من السجون، وجدّ في استرضاء رعيته، وأوفد إلى الأقطار المتنوعة ليقرّ التابعون لدولته بسيادته وحكمه.

غير حتى الأمور لم تتم لبيبرس بسهولة ويسر، فتدعيم سلطان الدول يحتاج إلى مزيد من العمل، وقيادة تجمع بين السياسة والشدة والحزم واللين، وأعداء الدولة في الخارج يتربصون بها الدوائر، وحُكمه يحتاج إلى سند شرعي يستند إليه.

بناء الجبهة الداخلية

بدأ بيبرس عهده بالعناية بدولته وترسيخ نادىئمها والقضاء على الفتن والثورات التي اشتعلت ضده، ففي السنة الأولى من حكمه نشبت ثورتان عارمتان، إحداهما بدمشق والأخرى بالقاهرة، أما الأولى فقام بها الأمير "فهم الدين سنجر الحلبي" نائب دمشق احتجاجًا على مقتل سيف الدين قطز، ورفضا للإقرار بسلطنة بيبرس، ولم يكتف بالتمرد والعصيان بل أعرب نفسه سلطانًا وحاول استمالة بعض أمراء الشام إلى جانبه، لكنه لم يجد معاونًا، ولجأ بيبرس معه إلى الإقناع والمسالمة للدخول في طاعته وهجر العصيان، فلما لم تفلح معه الطرق السلمية جرد إليه جيشًا أتى به إلى القاهرة مقرنًا في الأصفاد في (16 من صفر 659هـ= 1260).

أما الثورة الثانية فقادها رجل شيعي يعهد بالكوراني أظهر الورع والزهد، وسكن قبة جبل المقطم، واستمال بعض الشيعة من السودان، وحرّضهم على التمرد على السلطة الجديدة؛ فثاروا في شوارع القاهرة في أواخر سنة ( 658هـ= 1260م)، واستولوا على السلاح من حوانيت السيوفيين، واقتحموا إسطبلات الجنود، وأخذوا منها الخيول، لكن بيبرس أخمد الثورة بمنتهى السرعة والحزم، وأمر بصلب الكوراني وغيره من زعماء الفتنة.

إحياء الخلافة العباسية

وكانت المستوى الثانية التي خطاها بيبرس بعد حتى استتب له الأمن في البلاد، وفرض سلطته، هي إحياء الخلافة العباسية التي سقطت مع سقوط بغداد في يد هولاكوفي ( أربعة من صفر 656هـ=عشرة فبراير 1258) ولم يكن سقوطها أمرًا هينًا على المسلمين، وخيل لهم حتى العالم على وشك الانتهاء، وأن الساعة آتية عما قريب، وذلك لهول المصيبة التي سقطت بهم، وإحساسهم بأنهم أصبحوا بدون خليفة، وهوأمر لم يعتادوه منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم).

ونجح بيبرس في استقدام أحد الناجين من أسرة العباسيين هو"أبوالعباس أحمد"، وعقد في القلعة مجلسًا عامًا في (9 من المحرم 661هـ= 22 نوفمبر 1262) حضره قاضي القضاة وكبار رجال الدولة، وقرئ نسب الخليفة على الحاضرين بعدما ثبت عند القاضي، ولقب بالحاكم بأمر الله، وبايعه بيبرس على العمل بكتاب الله وسنة رسوله. ولما تمت البيعة أقبل الخليفة على بيبرس وقلّده أمور البلاد والعباد، وبذلك أصبح هوصاحب السلطة واليد المطلقة في إدارة شئون البلاد. ولم يكن للخليفة العباسي حول ولا قوة، بل صار قابلة دينية شرعية للسلطان المملوكي، ليس له سوى النادىء على المنابر في صلاة الجمعة.. وبإقامة الخلافة العباسية في القاهرةقد يكون بيبرس قد تقدم خطوات واسعة في سبيل تأسيس الدولة المملوكية.

وأتبع بيبرس هذه المستوى بأن أعطى نفوذه وسلطانه إلى الحجاز حيث يوجد الحرمان الشريفان، وتخلص من الملك "المغيث عمر بن العادل الأيوبي" حاكم الكرك، الذي كان يناوئ السلطان بيبرس، ويرى في المماليك دخلاء اغتصبوا العرش الأيوبي في مصر والشام دون وجه حق، فعمل على منازعتهم، وتطور الأمر إلى به الحد حتى راسل هولاكوزعيم المنغول الإيلخانيين وحرضه على غزومصر، لكن بيبرس حين فهم بهذه الممحررات قبض عليه وقتله في سنة (622هـ= 1263م) واستولى على الكرك، وعين بها واليًا من قبله.


الجهاد في جبهتين

المماليك تحت إمرة بيبرس (بالأصفر) صدوا الصليبيين الفرنجة والمنغول أثناء الحملة الصليبية التاسعة.

وبعد حتى اطمأن بيبرس إلى تماسك جبهته الداخلية ولم يعد هناك ما يعكر صفودولته اتجه ببصره إلى القوى الخارجية المتربصة بدولته، وتطلع إلى حتى ينهض بمسئوليته في الدفاع عن الإسلام، ولم يكن هناك أشد خطرًا عليه من المغول والصليبيين، وقبل حتى ينهض لعمله أعد العدة لذلك، فعقد معاهدات واتفاقيات مع القوى الدولية المعاصرة له، حيث سعى إلى التحالف مع الإمبراطورية البيزنطية، وعقد معاهدات مع "مانفرد بن فردريك الثاني" إمبراطور الدولة الرومانية، وأقام علاقات ودية مع "ألفونسوالعاشر" ملك قشتالة الإسباني، حتى يضمن حياد هذه القوى حين يشن غاراته على الإمارات الصليبية في الشام، ويسترد ما في أيديهم من أراضي المسلمين.

واتبع بيبرس أيضا هذه السياسة في الجبهة الأخرى: جبهة المغول؛ حيث تحالف مع "بركة خان" زعيم القبيلة المضىية المغولية وكان قد اعتنق الإسلام، وامتدت بلاده من هجرستان شرقًا حتى شمال البحر الأسود غربًا، وهي التي تعهد ببلاد القفجاق. ولكي يزيد من قوة الرابطة بينه وبين بركة خان أمر بالنادىء له على منابر دولته، وتزوج من ابنته، وكان هذا الحلف موجهًا إلى عدوهما المشهجر المتمثل في "دولة إيلخانات فارس" التي كان يحكمها هولاكووأولاده، وكانت تضم العراق وفارس.

وفي الوقت نفسه أعد لتحقيق هدفه جيشًا قويًا، وأسطولاً ضخمًا، وأعاد تحصين القلاع والحصون، ومدها بالذخيرة والأقوات، وأقام سلسلة من نقاط المراقبة لرصد نشاط العدوعهدت باسم المنائر، وأفسد الطرق والوديان المؤدية إلى الشام؛ كي لا يجد المغول في أثناء زحفهم ما يحتاجون إليه من أقوات أوأعلاف لدوابهم.

وأثمرت هذه السياسة الحازمة عن تحقيق فوزات باهرة على الصليبيين، منذ حتى بدأت حملاته الظافرة في سنة (663هـ = 1265م)، ففتح قيسارية، وأرسوف، وقلعة صفد، ويافا، ثم توج جهوده بفتح "إنطاكية" المدينة الحصينة التي ظلت رهينة الأسر الصليبي أكثر من قرن ونصف من الزمان، وذلك في (5 من رمضان 666هـ = 19 من مايو1268م)، وكان سقوطها أعظم فتح حققه المسلمون على الصليبيين منذ معركة حطين سنة (583هـ = 1187م)، وسبق لنا حتى تناولنا أحداث هذا الفتح العظيم في (5 من رمضان).

وعلى الجبهة الأخرى نجح السلطان بيبرس في الدفاع عن بلاده أمام هجمات المغول المتتالية، وفي تحقيق عدة فوزات عليهم في "البيرة" و"حران". وعلى الرغم من إخفاق مغول فارس في توسيع دولتهم على حساب دولة المماليك فإنهم كانوا يعاودون الهجوم، حتى ألحق بهم بيبرس هزيمة ساحقة عند بلدة "أبلستين" بآسيا الصغرى سنة (675هـ = 1277م) وبذلك أمّن بيبرس حدود دولته من الجبهتين الشرقية والشمالية.

رجل الدولة والإصلاح

لم تشغل بيبرس حملاته الحربية الناجحة عن عنايته بتنظيم الأمور الإدارية، والقيام بكثير من الإصلاحات الداخلية، واستحداث بعض الوظائف الإدارية، والعناية بديوان الإنشاء عناية فائقة وكان يقوم بمثل ما تقوم به وزارة الخارجية الآن، وأنفق عليه الأموال الطائلة، وبلغ من دقته حتى أخبار الشام كانت تصله مرتين في الأسبوع، وصار على فهم بما يدور في دولته المترامية دون بطء أوتراخٍ.

وأدخل بيبرس تعديلات على النظام القضائي في مصر، حيث عين أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة، وأعاد الجامع الأزهر إلى ما كان عليه، وقام بترميمه وتعميره بعد الإهمال الذي لحقه في العصر الأيوبي.

وأقام بيبرس عددًا من المؤسسات التعليمية، فأنشأ المدرسة الظاهرية بالقاهرة سنة (660هـ = 1262م)، واستغرق بناؤها عامين، وجعل بها خزانة خط كبيرة، وألحق بها مخطًا لتعليم أيتام المسلمين القرآن، وأنشأ بدمشق مدرسة عهدت باسمه، وشرع في بنائها سنة (676هـ = 1277م)، ولا تزال هذه المدرسة قائمة في دمشق حتى الآن، وتضم مخطة ضخمة تُعهد بالمخطة الظاهرية.

وأنشأ في القاهرة جامعًا عظيمًا عهد باسم جامع الظاهر بيبرس سنة (665هـ = 1267م) ولا يزال قائمًا حتى اليوم، لكنه تعرض لإهمال شديد وبخاصة في فترة الاحتلال البريطاني لمصر، وكأن فتحه يثير في نفوس المصريين ذكرى البطولة والشجاعة التي كان عليها منشئ المسجد، فآثر الإنجليز السلامة وأغلقوا المسجد. وقد سُمي الحي الذي حوله بـ"حي الظاهر" نسبة إليه.

وأولى بيبرس عنايته بالزراعة فأنشأ مقاييس للنيل، وأقام الجسور، وحفر الترع، وأنشأ القناطر، واهتم بالصناعة وبخاصة ما يحتاج إليه الجيش من الملابس والآلات الحربية.

وامتدت يده إلى الحجاز، فأقام عدة إصلاحات بالحرم النبوي، وبنى بالمدينة مستشفى لأهلها، وجدد في الشام مسجد إبراهيم عليه السلام وقبة الصخرة وبيت المقدس.

ويذكر له أنه كان أول من جلس للمظالم من سلاطين المماليك، فأقام دار العدل سنة (661هـ = 1263م)، وخصص يومي الإثنين والخميس من جميع أسبوع يجلس فيهما للفصل في القضايا الكبيرة يحيط به قضاة المذاهب الأربعة، وكبار الموظفين.

وبعد حياة طويلة في الحكم دامت سبعة عشر عامًا توفي الظاهر بيبرس بعد حتى تجاوز الخمسين في (28 من المحرم 676هـ = 2 من مايو1277م) بعد حتى أرسى نادىئم دولة، وأقام حضارة ونظمًا، وخاض معارك كبرى للدفاع عن الإسلام، وتبوأ مكانة رفيعة في نفوس شعبه حتى نسج الخيال الشعبي سيرة عظيمة له عُرفت بسيرة الظاهر بيبرس جمعت بين الحقيقة والخيال، والواقع والأسطورة.

هل الظاهر بيبرس هجري أم شركسي ؟!

تذكر المصادر التاريخية جميعها ( : قديمها وحديثها والمعاصر منها للمماليك وغير المعاصر لهم من المؤرخين المتأخرين وحتى في سيرة الملك الظاهر بيبرس الشعبية ) حتى الظاهر بيبرس هوهجري الجنس من قبيلة القبجاق ( الكبشاك ) الهجرية ، تلك القبيلة التي أعطت اسمها للسهوب التي تقع في جنوب روسيا، وبقية قصته يفهمها الجميع .. على حتى قبيلة القبجاق كانت في تلك الفترة – إبان الاجتياح المغولي لروسيا وأوكرانيا في القرن 13م – كانت المصدر الرئيسي للرقيق (المماليك) الذي اعتمدته الدول الاسلامية في تكوين جيوشها النظامية، وخاصة ما عهد بـ" المماليك البحرية " وهم جميعاً من الهجر وأغلبهم من قبيلة قبجاق الهجرية. مثل هذه المعلومات هي حقائق تاريخية ثابتة واضحة لا يجادل فيها من كان على أبسط درجة من الإلمام التاريخي ، على حتى الأخ " أبوشركس" سامحه الله أقحمني في أنْ أتلمّسَ له الأدلةَ على أمرٍ لا يحتاج إلى جدال ولا إلى براهين ، فكان عملي في هذه الموضوعة على إثبات هجرية بيبرس وزملائه من المماليك البحرية كمن يطلب الأدلة في إثبات حتى النبي محمد (ص) عربي ، أوكمن يجادل في انتساب علي أوعمر أوخالد بن الوليد إلى قريش !!

وسليم حتى بذل مثل هذا الجهد في إثبات ما ثابت ومعلوم ليس إلا مضيعة للجهد والوقت ، ولكنني آثرتُ حتى أتفرَّغ قليلاً لهذا الموضوع لأنني صادفتُ كثيراً من أصدقائي ومعارفي من الشراكسة وقد ضلَّلهم بعض أدعياء الثقافة من بني قومهم مستغلاًَ جهلَ الناس في تفاصيل تاريخ هذه الحقبة من تاريخ العرب والمسلمين ومستفيداً مما قد يلتبس من تعاقب دولتي المماليك ( البحرية الهجرية والبرجية الشركسية ) في حتى يتمكّن من أنْ يخلط الأوراق ويزعم لهم حتى بيبرس (وهوالفهم الأبرز والأعظم ذكراً وخلوداً في تاريخ المماليك كله ) أنه شركسيّ ..

على جميع حال وتوفيراً للوقت والجهد- عليك وعلى الأخوة القراء- سأذكر هنا أبرز المراجع التي تتناول تاريخ المماليك ، وسأنقل لكم منها ما يخص جنسية بيبرس بصفة خاصة ، :

1-( اتى في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لابن تغري بردي ج7ص94 ): " ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على مصر" السلطان الملك القاهر ثم الظاهر ركن الدين أبوالفتوح بيبرس بن عبد الله البندقدارى الصالحى النجمى الأيوبى الهجري سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية ، وهوالرابع من ملوك الهجر ، مولده في حدود العشرين وستمائة بصحراء القبجاق ، والقبجاق قبيلة عظيمة في الهجر ، وهوبكسر القاف وسكون الباء ثانية الحروف وفتح الجيم ثم ألف وقاف ساكنة. وبيبرس بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وسكون الباء المثناة من تحتها ثم فتح الباء الموحدة وسكون الراء والسين المهملتين ومعناه باللغة الهجرية أمير فهد " انتهى.

2- اتى في موسوعة إنكارتا الاليكترونية : Baybars I (1233?-1277), Mamluk sultan of Egypt (1260-1277), originally a Turkish slave who rose to power through military skill. In 1260 he led the Mamluks against the Mongols at the Battle of Ayn Jalut, Palestine Microsoft® Encarta® Reference Library 2003..

3- وفي كتاب "قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام " يقول د. أحمد مختار العبادي ص73- الهامش : " بلاد القبجاق أوالقفجاق أوالقبشاق إقليم بحوض نهر الفولغا بالجنوب الشرقي من روسيا الحالية وشمال البحر الأسود والقوقاز ، وأهله من الهجر ، وكانوأهل حل وترحال على عادة البدووفي ضيق من العيش ، وبلادهم كانت فرضة (سوقاً) عظيمة للرقيق (المماليك) الهجر .

4- وفي كتاب "المماليك " د. السيد الباز العريني (ص256) في معرض حديثه عن دولة المماليك البحرية : " ان العنصرالهجري القبجاقي هوالسائد في العصر المملوكي الأول ".

5- في مورد الإشادة بالنصرالمبين والتعبير عن الفرحة بفوز المماليك في مسقطة "عين جالوت" التي قادها قطز وبيبرس معاً ، يقول العلامة المؤرّخ ابن شامة في كتابه " الذيل على الروضتين " ص208 : غلب التتارُ على البلاد فاتىَهُمْ من مصرَ هجريٌّ يجودُ بنفسه بالشام أهلكهم وبـدَّد شـملهم ولكلّ جنسٍ آفـةٌ من جنسِه

6- اتى في موسوعة إنكارتا 2003الاليكترونية مادة " مملوك ": "Mamluks, purchased slaves converted to Islam who advanced themselves to high military posts in Egypt. From this class sprang two ruling dynasties, the Bahri (1250-1382), made up of Turks and Mongols, and the Burji (1382-1517), made up of Circassians . " Microsoft® Encarta® Reference Library 2003.

ما ترجمته: المماليك رقيق (عبيد) تم شراؤهم ثم تحويلهم إلى الإسلام ، وقد استطاعوا حتى يطوّروا مواقعهم إلى القيادات العسكرية العليا في مصر . من هؤلاء ظهرت سلالتين (مجموعتين) حاكمتين ،المماليك البحرية (اسمتر حكمها من 1250-1382م) وقد تشكّلت من الهجر والمغول ، والمجموعة التالية هي المماليك البرجية ( حكمت من 1382-1517م) وتألفت من الشراكسة " وكلنا يفهم حتى بيبرس كان أحد أبرز المماليك البحرية!

6- وفي كتاب " المغول " يقول الدكتور السيد الباز العريني - مؤرخاً للحظات التي سبقت معركة عين جالوت بين المماليك المسلمين وبين المغول في ص 257- : " واجتمع قطز بأمراء المماليك للتشاور في الأمر ، والمعروف أنهم جميعاً مماليك من الهجر جاؤوا من بلاد قبجاق أوالهجرستان أوخوارزم .."

7- وفي كتاب " الظاهر بيبرس "- من سلسلة أعلام العرب –تأليف د. سعيد عبد الفتاح عاشور (استاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية الآداب ،جامعة القاهرة ) ، يقول مؤلفه تعليقاً على ما أوردته خط التاريخ المعاصرة للمماليك في شأن أصل بيبرس ونشأته وص 18: " وعلى ذلك لا ننتظر إجماعاً على رواية واحدة عن نشأة بيبرس في خط التاريخ المعاصرة له ، وإذا كان أغلب هذه الخط قد اتفقت على أمر واحد هوأنه كان هجريّ الجنس، من مواليد بلاد القفجاق – في جنوب روسيا- .."

8- هاهوالشاعر شهاب الدين محمود يمدح الظاهر بيبرس مخلّداً فوزه على جيش متحالف من الروم والمغول في معركة سقطت على ضفاف نهر جيحان (في الأناضول) –عن النجوم الزاهرة ج7 ص168- في قصيدة طويلة مطلعها : كذا فلتكنْ في الله تمضي العزائمُ وإلا فلا تجفوالجفونَ الصّوارمُ ومما اتى فيها مادحاً الظاهر بيبرس :

مـليكٌ يلوذ الدينُ من عزَماته بركـنٍ لـه الفـتحُ المبـينُ دعـائمُ من التُّركِ أمّا في المغاني فإنهمْ شُموسٌ، وأمّا في الوغى فضراغمُ

9- ترجمة الظاهر بيبرس في الموسوعة الفهمية الشهيرة Encyclopaedia of Islam : " BAYBARS I, al-Malik al-zahir Rukn addin fourth Mamluk sultan of the Bahrid dynasty. He is said to have been born in 620/1233 and to have been one of a group of kipchak Turk slaves purchased by the Ayyubid sultan Malik salih . His first master had been Aydakin Bundukdar, whence his surname Bundukdari"

Wikipedia, the free encyclopedia " : 10- اتى في موسوعة "al-Malik al-Zahir Rukn al-Din Baibars al-Bunduqdari (also spelled Baybars) (1223 – July 1, 1277) was a Mamluk Sultan of Egypt and Syria. He was born a Kipchak Turk in the city of Solhat, in Crimea." 11- وللتسهيل على القراء المتصفحين للإنترنت انقر فقط على أي مسقط شئت من الموسوعات التالية الموجودة على الويب فسوف تجدها جميعاً ( نعم ..جميعها بلا استثناء ) تذكر في ترجمة بيبرس (الظاهر بيبرس) أنه هجري من القبجاق : http://en.wikipedia.org/wiki/Kipchak http://en.wikipedia.org/wiki/Baybars http://www.bartleby.com/65/ba/Baybars1.html http://www.encyclopedia.com/SearchR....aspx?Q=baybars http://www.infoplease.com/ce6/people/A0806539.html http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm

12- وفي تاريخ ابن خلدون –االمجلد الخامس ( ذكر بيبرس البندقداري): ذكر بيبرس البندقداري " وفي تاريخه حكاية غريبة عن سبب دخول التتر لبلاد القبجاق بعد حتى عد شعوبها فنطق: ومن قبائلهم- يعني القفجاق- قبيلة طغصبا وستا وبرج أغلا والبولى وقنعرا على وأوغلي ودورت... وهذه والله أفهم بطون متفرعة من القفجاق فقط، وهي التي في ناحية الغرب من بلادهم الشمالية، فإن سياق كلامه إنما هوفي الهجر المجلوبين من تلك الناحية لا من ناحية خوارزم ولا ما وراء النهر..... ومساق السيرة يشير على حتى قبيلة دورت من القفجاق، وأن قبيلة طغصبا من التتر. فيقتضي ذلك حتى هذه البطون التي عددت ليست من بطن واحد، وكذلك يشير مساقها على حتى أكثر هؤلاء الهجر الذين بديار مصر من القفجاق، والله تعالى أفهم." انتهى كلام ابن خلدون.

على حتى بعضاً من مثقفي الجيل الحديث من إخواننا الشراكسة قد لا يختلف كثيراً عن جيل أولئك المماليك من الشراكسة (في العهد العثماني) في محاولة انتحال المجد وتأثيل مكانتهم في الوجدان العربي، فالتاريخ يحدّثنا كيف من الممكن أن أنهم بعد حتى استبدّوا بالسلطة في مصر، استشعروا غضاضةً في أصولهم وفي نشأتهم كمماليكَ أرقّاءَ فطلبوا من يصطنع لهم نسباً مفصّلاً ينتهي بهم إلى" قريش"! يقول الأستاذ الدكتور عبد الكريم رافق في كتابه الجامعي العظيم :" المشرق العربي في العهد العثماني " ط5\ جامعة دمشق – صفحة 128: " رافق هذا الانتعاش في قوة المماليك السياسية في مصر ظهورُ كتاباتٍ لا صحّة لها لربط هؤلاء المماليك (والمقصود هنا مماليك العهد العثماني ، وكان أغلبهم من الشراكسة) بمماليك السلطنة المملوكية ، وأحياناً بقريش .. لإسباغ الشرعية والوجاهة عليهم ، وفرض قبولهم الاجتماعي والسياسي على السكان . واشتهر من هذه الكتابات كتيّب مجهول المؤلّف عنوانه : " قهر الوجوه العابسة بذكر نسب الجراكسة من قريش " طبع في القاهرة عام 1316هـ على ذمة محمد أفندي حافظ الجركسي . ولعل السيد نهاد برزج- هووأباه - من أبرز الأمثلة على هؤلاء الذين ذكرتهم ، فهما- في ظنّي- يتحملان معظم الخلط والتشويش المنظم المقصود في أذهان أهلنا من الشراكسة ، فقد قدّما مجموعة من الكتيّبات والمنشورات الخفيفة التي تروج عند عامة المتعلّمين .. وإخوتنا الشراكسة أقلية صغيرة تتجه إلى الذوبان في محيط عربي ضاغط ، وأنا في الحقيقة معجب بتماسكهم وتعاضدهم وبمحاولاتهم المثابرة للحفاظ على هويتهم ، وبذلك من الممكن فهمت دوافع السيد برزج في تكثير أعلامهم ومحاولة خلق تاريخ مجيد لهم من خلال ربطهم بأسماء تاريخية عظيمة في تاريخ العرب والمسلمين ..

ولكن عملاً كهذا – على فهمنا لحماسة ودوافع صاحبه – لا يبرر العبث بالفهم والحقائق .. فما موقف الأخ أبوشركس الآن مثلاً وقد قرأ ما قرأ من أدلة دامغة على هجرية بيبرس !!

ولعل من المستملَح هنا حتى اذكر حتى الدكتور صلاح الدين شرّوخ ( وهوأحد أبرز الكتاب الشراكسة ، ومن أشدهم حماسةً لقوميته ) خط منذ سنوات خلت في إحدى منطقاته في مجلة الجيل المعروفة ينتقد كتاباً صنعه السيد برزج يشتمل على تراجم لأعلام الشراكسة والنابهين منهم ، ويأخذ عليه الدكتور شروخ في هذا الكتاب حتى يضمّ إلى قائمة الشراكسة حتى من لهم "طرطوشة " من العرق الشركسي وأن يضيف إلى الشراكسة من ليس منهم من شعوب القوقاز من الداغستان والشيشان والآفار غيرهم .. فأذكرمثلاً أنه استنكر على برزج حتى يزجّ الشاعر الشهير أحمد شوقي بين أعلام الشراكسة ، وكلنا يفهم حتى ليس بين شوقي وبين الشركس سوى حتى جدّته لأبيه كانت شركسية (انتبه: جدته أم أبيه فقط ) !!


بيبرس في الإعلام

للظاهر بيبرس مجموعة من المسلسلات والافلام التى خصته بالذكر ،منها:

  • فيلم وسيرة "وإسلاماه" (تأليف علي أحمد باكثير).
  • مسلسل "الظاهر بيبرس".
  • مسلسل "الفرسان".

Legacy

انظر أيضاً

  • List of rulers of Egypt
  • Bahri dynasty
  • Sirat al-Zahir Baibars
  • Cuman people
  • Kipchak people
  • Cumania

وصلات خارجية

  • Baibars article from Encyclopedia of the Orient
  • Baibars in Concise Britannica online
  • Al-Madrassa al-Zahiriyya and Baybars Mausoleum
  • Brief Article in Columbia Encyclopedia
  • Extensive Arabic Article on Baybars
  • Brief Biography


  • المماليك البحريون/القبجاق
  • بيبرس : الحاكم حين يعشقه شعبه ، من إسلام أون لاين
  • وفاة الظاهر بيبرس من مفكرة الإسلام
  • الظاهر بيبرس في مرآة المؤرخ ابن عبد الظاهر
  • عملات الظاهر بيبرس

المصادر

  • [1]
  • إسلام أون لاين
  • محيي الدين بن عبد الظاهر: الروض الظاهر في سيرة الملك الظاهر – تحقيق عبد العزيز الخويطر – الرياض – 1396هـ=1976م.
  • ابن أيبك الدواداري: كنز الدر وجامع الغرر – مطبوعات المعهد الألماني للآثار – القاهرة – 1391هـ=1971م.
  • سعيد عبد الفتاح عاشور: الظاهر بيبرس – المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة – القاهرة – 1963م.
  • قاسم عبده قاسم: عصر سلاطين المماليك – عين للدراسات والبحوث – القاهرة – 1998م.
  • أحمد مختار العبادي: قيام دولة المماليك الأولى – دار النهضة العربية – بيروت – 1969م.
ألقاب ملكية
سبقه
قطز
سلطان مملوكي
1260-1277
تبعه
السعيد بركة


تاريخ النشر: 2020-06-08 12:03:01
التصنيفات: Pages using infobox royalty with unknown parameters, Commons category link from Wikidata, Persondata templates without short description parameter, المسلمون في الحملة الصليبية السابعة, المسلمون في الحملة الصليبية التاسعة, تاريخ فلسطين, مماليك بحرية, مسلمون في الحملة الصليبية, قپچاق, سلاطين مصر, مواليد 1223, وفيات 1277, قادة عسكريون مسلمون, حكام تركاويون, سلاطين المماليك, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«المصري للتأمين» يعلن شروط وموضوعات مسابقتي شرم الشيخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:21:27
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

“التعليم” تطلق حملة إعلامية “التعليم الفني مستقبل مصر”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:21:58
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

الخامسة على الثانوية الأزهرية بالدقهلية: الدروس الخصوصية "تضييع وقت"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:22:18
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

«عبرنا الهزيمة».. كيف جمعت شادية بين عبد الرحيم منصور وتوفيق الحكيم؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:21:33
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

«بتروتريد»: إتاحة شحن كروت عدادات الغاز مسبقة الدفع عبر منافذ فورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:21:28
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

دراسة توضح العلاقات المصرية الصومالية كركيزة لأمن القرن الإفريقى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:21:25
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

شوبير عن قرار المتحدة بشأن قناتى الأهلى والزمالك: "قرار صائب"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:22:19
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 44%

اختتام «دورة تدريب مدربات فى مجال ريادة المشاريع الزراعية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:21:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

1 أغسطس.. موعد تظلمات الثانوية الأزهرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 18:21:40
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية