أرمن

أرمن Armenians
Հայեր (هاير)
Hayk • Anahit • Tigranes the Great • Gregory the Illuminator • Saint Mesrob • Mamikonian • Moses of Chorene • Leo V, King of Armenia • Raffi • Andranik Toros Ozanian • Hovhannes Tumanyan • Shushanik Kurghinian • Karekin II • Serzh Sargsyan • Gagik Tsarukyan • Hasmik Papian • Siranush Andriasian • Sirusho
التعداد الإجمالي
8,000,000-12,000,000
المناطق ذات التواجد المعتبر
 أرمنيا 3,145,000
 روسيا 1,130,500
 الولايات المتحدة 484,840
 فرنسا 450,000
 جورجيا 248,000
America (sans United States and Canada) 200,000
 سوريا 150,000-190,000
 الاتحاد الأوروپي (excluding France) 165,000
 قرة باغ (Unrecognized state) 141 400
 لبنان 234,000
 إيران 100,000
 كندا 40,615
 أوكرانيا 100,000
Middle East 85,000
Central Asia 80,000
 أستراليا 60,000
 بلاروس 60,000
 هجريا 45,000 – 76,000
Asia 30,000
Africa 15,000
 أذربيجان 2,000 – 3,000
اللغات
Armenian, Russian, Persian, French, الإنگليزية, Arabic, Turkish
الديانة
Armenian Apostolic Church (majority)
Armenian Catholic Church, Armenian Evangelical Church

According to recent estimates, 500,000-2,000,000 Turks have Armenian roots. However, their numbers are not included in the population of Armenians in Turkey.

الأرمن بالأرمنية (Հայեր)شعب ينتمي إلى العرق الآري (الهند أوروبي)، ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية-الهضبة الأرمنية (أرض أرمينيا العظمى والصغرى) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى (تقع حالياً في هجريا) يعود إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة والتقليد المتوارث القديم. وتمتد أرمينيا التاريخية إلى الشرق من المنابع العليا لنهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، وتحدها من الجنوب سلسلة جبال طوروس الأرمنية في حين تمتد أرمينيا الصغرى إلى الغرب من منابع نهر الفرات. وتبلغ مساحة أرمينيا العظمى وأرمينيا الصغرى معاً، حسب بعض fلمؤرخين، نحو358 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل نحواثني عشر ضعف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية.

وتنبع من أرمينيا عدة أنهار رئيسة مثل آراكس، والكر، ودجلة والفرات. وعُرفت أرمينيا في مدونات الملك سركون الأكدي وحفيده نرام سين (الألف الثالث ق.م) باسم أرماني-أرمانم. وقد دخلت الإمبراطورية الآشورية مع الجارة الشمالية مملكة اورارتو(آرارات) في أرمينيا في علاقات تحالف تارة وحروب تارة أخرى.

ويذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس (484 ق.م.-425 ق.م.) عن علاقات أرمينيا حتى الأرمن كانوا ينقلون عبر نهر الفرات بالمراكب البضائع إلى بابل، حيث كانوا يبيعونها.

ومن القرن السادس ق.م. وحتى بداية القرن الأول الميلادي، حكم أرمينيا ملوك من الأسرة اليروانتية-الارداشيسية. ومن أشهر ملوك هذه الحقبة الملك ديكران (تيكرانيس) الثاني (95 ق.م.-55 ق.م.) الملقب بـ (ملك الملوك) بعد حتى تنازل عن اللقب الأخير له ملك فارس. وقد ضم إلى مملكته أجزاء من بلاد فارس وشمال العراق وسوريا وفلسطين ولبنان. وكانت تلك بداية للعلاقات الأرمنية-العربية العملية في التاريخ. في عام 301 م، اعتنقت أرمينيا الديانة المسيحية بشكل رسمي. وبهذه المستوى، تكون أرمينيا أول دولة اعتنقت المسيحية في العالم. وفي عام 406 م، اخترع الراهب ميسروب ماشدوتس الأبجدية الأرمنية، وتمت ترجمة الانجيل إلى الأرمنية، وبذلك بدأ العصر المضىي للأدب الأرمني، إذ تمت ترجمة أغلب المؤلفات الفهمية والثقافية والتاريخية والدينية الموجودة آنذاك إلى اللغة الأرمنية، حتى حتى الأصول لبعض هذه المؤلفات قد فقدت وبقيت ترجماتها الأرمنية. وقد تجاوز عصر الترجمة في أرمينيا عصر الترجمة في الدولة العربية الإسلامية بعدة قرون، وسبق الشعب الأرمني الشعب الألماني في ترجمة الكتاب المقدس (على يد مارتن لوثر) بنحو1100 سنة.

خارطة توضح انتشار الأرمن في الشتات

الديانة المسيحية والأرمن

Religion

* An Armenian Apostolic clergyman.
* Tatev Monastery, built in the 9th century is located in the Tatev village in Syunik.

تأثر الأرمن بديانات الدول التي حكمت بلادهم من الفرس والإِغريق, وقد هجرت هذه الدول بصماتها الدينية على المعتقدات الروحية للأمة الأرمنية, فكانت تعبد الإِله «أهورامزدا» والإِله «ميثرا» ممثل الشمس والنور والنار عند الفرس, وقد سماه الأرمن «ميهر», كما عبدوا آلهة أخرى تقابل الآلهة اليونانية, وإِن ظهرت وفق أشكال أرمنية محلية.

وعند ظهور الديانة المسيحية صار لها أتباع وأنصار من الأرمن, وقد عانى هؤلاء من الاضطهاد في أيام خسرو(سنة 230م) ودرطاد الثالث. ثم إِن الملك درطاد اعتنق الديانة المسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي عام 310م على الأرجح. وكان ذلك بتأثير غريغور بن أناك المعروف بالمنوّر. ودانت أرمينية بالمسيحية قبل أي دولة في العالم, وأصبح غريغور الرئيس الأعلى للكنيسة برتبة «جاثليق». وقد لقيت المسيحية مقاومة من الكهنة الوثنيين الأغنياء, ولكنها سرعان ما انتشرت. وبنى الملك مدينة اتشميازين (أواجميازين) لتكون كاتدرائيتها مقر الرئيس الديني الأعلى (الجاثليق). وغدا غريغور المنوّر شفيع أرمينية, ونسبت إِليه كنيستها فعهدت بالكنيسة الغريغورية الأرمنية.

والكنيسة الأرمنية مستقلة عن الكنائس المسيحية الأخرى وتسمى منذ سنة 506م بالكنيسة الرسولية المقدسة والجامعة. وللكنيسة الأرمنية تسع رتب لخدمة الدين, أولها الجاثليق (الكاثوليكوس) الذي يعدّ أكبر سلطة دينية وروحية لدى الأرمن, وللكاثوليكوسية الأرمنية اليوم مركزان واحد في اتشميازين (في جمهورية أرمينية), وآخر في انطلياس في لبنان, ويعهد باسم «كاثوليكوسية البيت الكبير لكيليكية».

وقد دخلت الكنيسة الأرمنية المجلس المسكوني للكنائس عام 1962م, وهي تعمل بنشاط في حركة تجميع الكنائس غير الخلقدونية.

أصل الأرمن

The Kingdom of Urartu during the time of Sarduris II in 743 BC.

يجمع أكثر المؤرخين حتى الأرمن كانوا من بين مجموعات متلاحقة من قبائل ذات أصل آري, عهدت عرقياً باسم الشعوب الهندية الأوربية, واستقرت في البلقان[ر] أوفي منطقة تسالية في شمالي اليونان. ثم عاد أفرادها مع الفريجيين والتراقيين إِلى آسيا الصغرى فعبروا البوسفور والدردنيل, وتوغلوا في الأناضول نحومجرى الفرات الأعلى, وتغلبوا على السكان الحثيين القاطنين في تلك الأماكن واختلطوا بهم, في نحوالقرن الثاني عشر ق.م. وانحدروا بعد ذلك من المرتفعات إِلى السهول الجنوبية وامتزجوا مع شعب الأورارتو[ر]. كذلك قدمت المنطقة قبائل من السريان والكلدان اندمجت بالمقيمين هناك. وقد تكونت الأمة الأرمنية من هذه العناصر الآرية والأورارتية والحثية, وقبائل منطقة وان, ومن القبائل التي استوطنت شرقي الأناضول, وكان ذلك نحوالقرنين السابع والسادس قبل الميلاد. وفي تلك الحقبة بدأت تظهر على النقوش حدثة «أرمينية» وبدت لدى الشعب الأرمني, منذ القرن السادس قبل الميلاد, سمات تميزه منها: القامة المتوسطة القريبة من القصر, والجمجمة العريضة, واستطالة الوجه على نحافة وضيق, والشعر الأسود الفاحم, والصدر العريض, والشفتان الممتلئتان مع سعة الفك وقوته, وانبساط الخدين, وقنا الأنف, وميل البشرة إِلى السمرة, كما تميز هذا الشعب بصفات نفسية أهمها: الهدوء وتحمل المشاق إِلى جانب الحيوية والنشاط والقدرة على الإِنجاز.

الأرمن والدولة البيزنطية

لقد مرت تلك الفترة بين القرنين الرابع الميلادي والسابع الميلادي بمراحل تقارب وتنافر في العلاقات الأرمنية-البيزنطية. فبعد انشاء ارمينيا الكبرى على يد ملك الملوك دكران التي امتدت من البحر الأسود وقزوين شمالا حتى سوريا وفلسطين جنوبا، سقطت ارمينيا مجددا تحت سوء الطالع فلقد تشكلت حولها دولتان كبريان ،الامبراطورية الفارسية شرقا والامبراطورية الرومانية غربا ولقد تناوب الجانبان على احتلالها حتى اضحت ارمينيا منطقة تصارع قوى. وفي بداية القرن الثالث الميلادي تشكلت مملكة ارمينيا مجددا.وقد اعتنق ملكها الديانة المسيحية وأصبح أول شعب مسيحي في العالم، وفي القرن الخامس الميلادي احتلها الفرس وقد عهد في تلك الفترة اميرها (فارتان ماميكونيان) الذي حارب الفرس من اجل دينه المسيحي لانه رفض السجود للنار وقد اغتال في هذه المعركة 200000 ارمني ومثليه من الفرس الذي اعتبر فوزا للارمن. ولقد جمع الارمن والبيزنطينن الدين لكنهم اختلفوا في القومية وحب الارمن للاستقلال والحرية.


الأرمن والأمويون

شهدت هذه الفترة من تاريخ الأرمن تحالفات مع الامويين باعتبار ان الدولة الاموية تلك الامبراطورية قد وصلت بحدودها إلى ارمينيا التي كانت تمتد حتى اقليم كيليكيا الذي يجاور انطاكية. وانشأ الامويون ولاية خاصة بتلك الأرض اسموها ولاية ارمينيا وأذربيجان. وقد شهدت تحالفات للأرمن مع الامويين للقاءة الخطرين البيزنطي والفارسي بما حتى ارمينيا تقع بين هاتين الدولتين الكبيرتين.

An early 5th century BC relief of an Armenian tribute bearer. This relief is from the eastern stairs leading to the Apadana at Persepolis.

الأرمن والعباسيون

ولقد شهدت فترة الحكم العباسي واحدة من فترات المد والجزر بين الارمن والمسلمين، لكنهم لمقد يكونوا كالامويين في علاقتهم مع الارمن فلقد كانت ارمينيا واحدة من اغنى الولايات ولقد جعلوا حاكمها اميرا ارمنيا من عائلة بقردونيان الذي أصبح جد هذه العائلة التي حكمت ارمينيا لفترة طويلة. وخلال هذه الفترة قام العباسيون باستقدام شعوب كثيرة اسكونها في تخوم اراضي الارمن ومنهم السلاجقة الاتراك اجداد هؤلاء الهجر الحاليين. فلقد قام السلاجقة الاتراك بمحاربة البيزنطيين واحتلوا خلال هذه الحروب اراضي ارمنية كثيرة بمساعدة الخلفاء العباسيين واستمر هذا الصراع حتى قدوم الصليبيين.

الأرمن والدولة العثمانية

في عام 1514 م، استولى العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول على أرمينيا بعد إلحاق الهزيمة بالفرس الصفويين في معركة سهل جالديران.ويعتبر هذا التاريخ تاريخ اسود بالنسبة للارمن فلقد بدا يترسخ لدى الاتراك بضرورة ابادة الارمن ولكن حاجتهم للارمن بسبب كونهم متفهمين وحرفيين اخر هذه العملية 300 عام.وفي القرن السادس عشر قام الفرس بنقل 30000 ارمني إلى اصفهان وذلك لنفخ روح على هذه المدينة بسبب ما كان يتمتع به الارمن من مهارة حرفية.و ومن هرب من الارمن لجا إلى البلاد المجاورة من بطش الاتراك ومنهم من اسعفهم الحظ ونقلتهم السفن الأوروبية إلى أوروبا، وقد سكن واستوطن الكثير من الارمن في سوريا حيث وجدوا الامان وكان لهم الشأن الكبير كما في مدينة حلب وعملوا في المهن الحرفية الدقيقة والصناعات وأبدعوا واندمج اعداد من الارمن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية مع محافظتهم على قوميتهم وتعتبر حلب واحده من أبرز مراكز الارمن ويشكلون جزء من كيان وحياة المدينة، وكذلك في لبنان وفلسطين وبعض المناطق.

عدد القتلى الارمن في عهد الدولة العثمانية غير واضح ولا توجد اية وئائق تدل على العدد السليم بعضها يقول 300 الف والبعض يقول مليون ونصف غير ان الاتراك يبررون هذه المجزرة بتحالف الارمن مع الروس وهذه خيانة عظمى بنظرهم فهذا ادى إلى تصفيتهم بعد ان كانوا مواطنين في الدولة العثمانية.

الأرمن والعرب

Armenian volunteers in the ranks of the British-led Egyptian Expeditionary Force.

في عهد عمر بن الخطاب توجهت حملة عربية بقيادة عياض بن غَنْم إِلى سهول الجزيرة والأراضي الأرمنية حتى بلغت بَدْليس Bitilis ثم اتجهت إِلى خلاط Calatia (على بحيرة وان) وجبى عِياض الجزية ثم عاد إِلى الشام, وفي عهد عثمان بن عفان أُخضعت أرمينية للعرب أول مرة, وكان ذلك نحوسنة 24 أو25هـ/645 أو646م. وفي عام 33هـ/ 653م عقدت معاهدة صلح بين العرب والأرمن على حتى تعفى الدولة الأرمنية من الجزية ثلاث سنوات, ثم يفرض عليها بعد ذلك تعبئة 15000 فارس من أموال الجزية لمساعدة العرب في حروبهم, وتعهد العرب باستقلال الإِمارات الأرمنية, وعدم إِرسال أحد من الأمراء أوالقادة العرب إِلا إِذا زحف عليها الروم, وأبقي الحاكم تيودور الرشتوني على أرمينية وبلاد الكرج. ولم يعجب الاتفاق الامبراطور البيزنطي فهاجم أرمينية, وصدته القوات العربية والأرمنية معاً.وفي عهد الأمويين امتدت الفتوحات العربية فضمت أرمينية كلها, ونعم الطرفان, العربي والأرمني, في عهد معاوية بالعلاقات الطيبة, وزار حاكم أرمينية غريغور ماميكونيان دمشق واستقبله الخليفة معاوية بالترحيب.

وفي عهد عبد الملك بن مروان, وكان الحاكم في أرمينية آشوط الأرمني, شهدت أرمينية اضطرابات سببها اجتياح الخزر للبلاد, ودخول الامبراطور البيزنطي جوستنيان الثاني أرمينية للانتقام من العرب والأرمن معاً, ثم اختلّت العلاقات بين الأرمن والعرب, فأخذ أمراء الأرمن ينحازون مرة إِلى العرب ومرة إِلى الروم, وكانت بعض مناطق أرمينية تنتقل في ذلك الوقت بين الدولتين, وكان كثير من أمراء الأرمن يتنازعون السلطة فيما بينهم. وكان الولاة العرب بعد فتح أرمينية قد اتخذوا بلدة دبيل مقراً لهم. وهي البلدة التي كان المرزبان الفارسي يتخذها مقراً له قبل الفتح الإِسلامي.

وفي العهد العباسي صارت أرمينية تضم الإِمارات الأرمنية وأذربيجان[ر] وبلاد الجزيرة, وقد عيّن الخليفة العباسي أبوالعباس السفاح أخاه أبا جعفر المنصور والياً على الجزيرة وأذربيجان وأرمينية, وفي عهد أبي جعفر نزحت إِلى أرمينية قبائل عربية كثيرة واستقرت فيها, وقد صالح أبوجعفر الامبراطور البيزنطي بعد حتى خاص معه معارك كثيرة. ثم عيّن ساهاك البقردوني حاكماً على أرمينية.

وفي عهدي المهدي والرشيد, كانت أرمينية مقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي, ويحكمها البطارقة الأرمن (وهم رؤساء الإِمارات الأرمنية) وكانوا يدفعون للدولة العباسية الجزية المقررة.

وفي عهد المعتصم عُين الأفشين عاملاً على أرمينية وأذربيجان فتحول إِلى مقاتلة بابك الُخرَّمي, فاستنجد هذا الأخير بالامبراطور البيزنطي الذي سارع إِلى نجدته, وتوغل في البلاد, يبطش بالحاميات العربية, غير حتى أسر الأفشين لبابك (سنة 222هـ‎) جعل الامبراطور يعود إِلى بلاده.

وولى الخليفة المتوكل يوسف بن محمد عاملاً على أرمينية سنة 236هـ, فلم يحسن الإِدارة وأساء في تصرفاته وقبض على بعض الرؤساء وبعث بهم إِلى المتوكل. وغضب الأرمن لعمل يوسف وثاروا عليه وقتلوه سنة 237هـ, فوجه المتوكل بغا الشرابي إِلى أرمينية فأعاد إِليها الهدوء. وانتهج المتوكل سياسة جديدة عندما نصب آشوط بن سمباط البقردوني أميراً لأمراء أرمينية سنة 246هـ/ 861م. واستطاع هذا الأمير حتى يخضع الأمراء الأرمن لسلطته كما ساعد العرب, فنُصِّب ملكاً على أرمينية واعترف به الملك البيزنطي وعقد معه حلفاً.

وبدءاً من هذا التاريخ حكمت الأسرة البقردونية (البغراتية أوالبجراطية) أرمينية, ودام حكم ملوكها من سنة 272إِلى 464هـ/885 إِلى 1071م.

وكانت سياسة ملوك هذه الأسرة تهدف إِلى حفظ التوازن بين العرب والبيزنطيين والوقوف على الحياد بين الدولتين. ومن أشهر ملوك هذه الأسرة آشوط الثاني الذي لقبه الخليفة العباسي بشاهنشاه الأرمن, وآشوط الثالث الملقب بالرحيم الذي نقل العاصمة إِلى مدينة «آني» ونهضت في عهده البلاد عمرانياً وثقافياً.

ثم بدأت الإِمارات الأرمنية تتباعد وتفتقر إِلى الوحدة والتآلف, وتتحول إِلى دويلات ضعيفة لكل منها سياستها, فتوالت عليها النكسات والهزائم, وبدأت تتوالى عليها هجمات السلاجقة الأتراك, ورأى أحد أمرائها حتى يتخلى عن دويلته لامبراطور بيزنطة لقاء منطقة سيواس في آسيا الصغرى, ثم انتقل بأربعين ألفاً من رجاله إِلى المنطقة المذكورة, فكانت هذه الهجرة الأرمنية الكبرى الأولى إِلى الشرق هي التي أضعفت المنطقة, وأعقبتها هجرات, فكانت نهاية دولة أرمينية الكبرى وانهيار حكم البقردونيين فيها, ووضع رجال الدين البيزنطيون يدهم على الأسقفيات والأديرة الغنية.

كان لبلاد أرمينية في الحقبة التي خضعت فيها للحكم العربي شأن اقتصادي مهم, فقد كان العدد الغفير من التجار والقوافل يعبرونها لتوسطها بين البحر الأسود وبلاد ما بين النهرين. وقد أفاض الجغرافيون العرب في وصف طرقها التجارية والحربية. وكان من أبرز واجبات الولاة المسلمين الإِشراف على سلامة هذه الطرق


جمهورية أرمينيا السوفيتية

وقد نالت أرمينيا استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991.

Distribution of Armenians in the Caucasus
Armenian-populated regions in Anatolia and the Transcaucasus in the year 1896.

الأرمن في فلسطين

يقول الباحث الفلسطيني قصي الخطيب والمقيم حاليا في الكويت: يوصف الأرمن في فلسيطين «أولاد البلد» المندمجين إلى حد التماهي التام مع باقي الفلسطينيين، والذين وصلوا إلى هذا المكان منذ قرون عديدة.ويفخر الأرمن في فلسطين بأن جذورهم تعود إلى القرن الخامس الميلادي، حيث شكلت فلسطين امتدادا لامبراطورية «اوراتو» التي كانت واسعة الأطراف. أما الهجرة الأرمنية الكبيرة إلى فلسطين فحدثت عام 1915 على اثر المذبحة التي راح ضحيتها مليون ونصف المليون ارمني خلال الحرب العالمية الأولى.

وحول هوية الأرمن الفلسطينيين، يقول أحد الأكاديميين الأرمن «نحن إثنيا أرمنيون وقوميا فلسطينيون». ويؤكد هذا الرأي انخراط الشباب الأرمن في المؤسسات والفصائل الوطنية الفلسطينية، وفي النضال ضد الاحتلال.

وقبل عام 1976، كان تعداد الأرمن في القدس 17 ألف نسمة، أصبحوا الآن ألفي نسمة فقط، بسبب ما يطلق عليه نزيف الهجرة الذي يهدد المجتمع الفلسطيني.

وأسباب الهجرة عديدة أهمها، كما يعتقد البروفيسور مناويل حساسيان، سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة «الاحتلال وممارساته والصراعات الدائمة في فلسطين، والوضع الاقتصادي السييء»، ويحتفظ المهاجرون بعلاقات ثنائية مع وطنهم الام ومع أهلهم ووطنهم الفلسطيني. ويقول حساسيان «لم تقتصر جهود الأرمن في البلاد العربية على تقديم خبرات الفنيين في مجالات الحرف والصناعات الدقيقة، بل مارسوا حقهم الوطني والشرعي كمواطنين عرب، وانخرطوا في المحافل الشعبية والرسمية بأطرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وذلك أمر طبيعي، كما يرى حساسيان «لأن هناك أوجه تشابه بين العربي الأرمني»، فكلاهما ذاق التشرد والمذابح، وكلاهما صاحب حق شرعي في وطنه، ولم يجد الأرمني الفلسطيني تعارضا بين انخراطه في النضال الوطني الفلسطيني والنضال من اجل حل عادل للمسألة الأرمنية، فكان مشاركا في الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة المقاومة الأرمنية بأحزابها المتنوعة.

وفي مدينة بيت لحم يعيش الآن 300 أرمني يعتبرون أنفسهم فلسطينيين «أقحاحا» و«عربا» اصلاء، وغالبيتهم أبناء لعائلات اتىت إلى فلسطين قبل الهجرة الأرمنية الحديثة عام 1915، ويحملون أسماء عربية ومن الصعب تمييزهم عن بقية السكان، وهم الذين يطلق عليهم داخل الطائفة الأرمنية اسم «أولاد البلد».

ويقول عيسى نصار، أحد ابرز وجوه أرمن «أولاد البلد» والذي يتحدث باللهجة الفلسطينية المغرقة في محليتها، بأن هذه المجموعة من الأرمن، في أغلبيتهم، لا يتقنون اللغة الأرمنية، مستثنيا من ذلك كبار السن والتلاميذ الذين يتفهمون في مدارس القدس. ويقول نصار إذا عادات وتنطقيد الأرمن في بيت لحم، هي نفسها عادات وتنطقيد بقية السكان، ولا يشعر الأرمني بأي فرق بينه وبين أي مواطن آخر. وكثيرون من الأرمن تزوجوا من عربيات، وكثيرات من الأرمنيات تزوجن من عرب مثل بنات السيدة أم أليكس التي لجأت إلى بيت لحم بعد مذابح الحرب العالمية الأولى، وهي طفلة وعاشت في المغر مع الناجين من أهلها.

وتعيش أم أليكس الآن وحيدة في منزلها في المدينة بعد حتى هاجر أبناؤها إلى الخارج، وتوفي زوجها، وجربت العودة إلى أرمينيا، ولكن بعد حتى مضىت اشتاقت لبيت لحم فعادت، وتعيش وحيدة تدندن بأغان أرمنية وعربية، وتفهم جاراتها الأكل الأرمني والفلسطيني.

An Armenian ceramicist in the Armenian Quarter of Jerusalem in Israel.
Map of the Armenian diaspora.

تاريخ الأرمن

التاريخ القديم

لم يتمتع الأرمن منذ القديم بالمنعة والسيطرة. اكتسح بلادهم البابليون والآشوريون والميديون ثم الفرس. وكان الفرس يختارون حكام البلاد من الأرمن غالباً, تعهدوا دفع الجزية لقاء احتفاظهم باستقلالهم الإِداري, ثم غدت أرمينية ساترابية (مقاطعة) تابعة للامبراطورية الفارسية, وذلك في عهد قورش. وبعد حتى ساعد الأرمن الفرس في إِسقاط الدولة الليدية استطاع ديكران بن يراونت حتى يجعل أرمينية ساترابية مستقلة, غير حتى داريوس, الملك الفارسي, قضى على جميع محاولة استقلالية. وقد تأثر الأرمن, في هذه الحقبة, بالتنطقيد الفارسية في طراز معيشتهم, ودخل لغتهم كثير من الألفاظ الفارسية.

وبعد غزوالاسكندر المقدوني غدت أرمينية مملكة مستقلة تحت حكم الاسكندر نفسه, الذي عين حليفه الأرمني مهران على العرش, وهومن أسرة يراونت التي كانت تحكم المرزبانية. وبعد الاسكندر تولى السلوقيون حكم البلاد, وقسمت أرمينية قسمين رئيسين هما: أرمينية الكبرى وأرمينية الصغرى التي دعيت فيما بعد كيليكية (قيليقية) إِضافة إِلى مملكتين صغيرتين هما: صوفين وكوماجيني. وكان تأثر الأرمن بالحضارة الهلينية كبيراً, وكان ذلك ما بين 321-190ق.م. وقد عين أنطيوخوس الثالث ارداشيس الأول حاكماً على أرمينية الكبرى وعين «زاره» على أرمينية الصغرى, وبعد موت أنطيوخوس استقل الملكان الأرمنيان عن السلوقيين, ثم ضم ارداشيس إِلى حكمه أرمينية الصغرى بعد موت زاره, ووحد البلاد, وأسس ملكية حكمها أفراد من أسرته, واستمرت قرابة قرنين من الزمن (من 189 ق.م إِلى السنة الأولى بعد الميلاد) ودعيت بالأسرة الارداشيسية ومن أشهر ملوكها ديكران الثاني الكبير (94-55ق.م).

ومنذ السنة الأولى الميلادية غدت أرمينية كالكرة يتقاذفها الفرس والرومان, يكتسح بلادهم الفرس فيحالفون رومة, ويحاربهم الرومان فيلجؤون إِلى الفرس. أما حكامهم فكانوا إِما من الفرس أوالرومان وقد اتفق الطرفان المتقاتلان الفرس والرومان في عهد نيرون على إِنهاء الحرب بينهما, وتنصيب ملك لأرمينية هوأخوملك فارس, درطاد الأول الفارسي, وسميت أسرة درطاد بالأسرة الارشاغونية, وقد حكمت من سنة 66 إِلى 429م, ومن أشهر ملوك هذه الأسرة درطاد الثاني (217-238م) الذي يسمى أيضاً خسروالأول الكبير, ودرطاد الثالث الذي اعتنق المسيحية وعمل على إِنشاء الكنائس.

وفي سنة 387م اتفق الرومان والفرس على تقسيم أرمينية إِلى إِقليمين أُلحق أحدهما بالدولة البيزنطية, وألحق الثاني, وهوالأكبر بالدولة الساسانية. ومنذ سنة 429م عادت أرمينية التي ألحقت بالدولة الساسانية مرزبانية فارسية, وبقيت كذلك حتى سنة 634م. وقد حاول الفرس جعل الأرمن إِيرانيين وإِكراههم على هجر ديانتهم المسيحية, ولكنهم اصطدموا بمقاومتهم التي كان يقودها «وارطان ماميكونيان» مما جعلهم يتخلون عن فكرتهم. ختلفت أحوال الأرمن التابعين للفرس عن أحوال الأرمن التابعين لبيزنطة التي عملت على وضع المنطقة تحت إِشرافها إِشرافاً تاماً, ومعاملة الأرمن كالمواطنين من البيزنطيين, ولكن خلافهم الديني في التفاصيل مع بيزنطة جعلهم ينحازون إِلى الفرس شيئاً فشيئاً. وفي أواخر القرن السابع بعد الميلاد ظهر العرب على مسرح التاريخ.

أرمينية ما بين عامي 464و1335هـ/1071و1917م

أرمينية الكبرى

بدأت غارات السلاجقة على أرمينية منذ عام 434هـ/1042م واستطاع الروم في البدء صد هجماتهم بفضل الحصون المنيعة التي كانت تحمي البلاد, ولكن السلاجقة ما لبثوا حتى احتلوا «آني» ثم «قارص» ولم يأت عام 463هـ/1071م حتى أصبحت أرمينية «البيزنطية» تحت حكم السلاجقة, وذلك عقب معركة ملازكرد (ملازجرد) التي انتصروا فيها بقيادة ألب أوفدان على الروم. وتقسمت أرمينية بين عدة إِمارات سلجوقية كإِمارة خلاط التي أنشأها سقمان القطبي, وإِمارات خوي وسلماس وساسون.

وفي هذا الوقت بدأت قوة الكرج بالبروز. فبعد حتى حرر هؤلاء بلادهم من حكم السلاجقة الأتراك احتلوا المقاطعات الشمالية والوسطى من أرمينية. وظل الوضع على هذه الحال حتى ظهور المغول الذين هاجموا خُوَارَزم وخُراسان وفارس والعراق وشمالي الهند وبلاد الكُرْج والأناضول وقضى زحف المغول على جميع حضارة في تلك البلاد.

وبقي الأرمن طول المدة من القرن الثاني عشر إِلى الخامس عشر الميلادي يقاسون من الاكتساحات الطورانية (السلجوقية والمغولية والهجرمانية), فبعد وفاة تيمورلنك خضعت أرمينية لحكم أوزون حسن (حسن الطويل) من الآق قيونلو(1453-1478م) الذي حكم البلاد الإِيرانية وبلاد الكُرْج وأرمينية. وفي هذا العهد بدأ الهجرمانقد يكونون العنصر الغالب في أرمينية إِلى جانب السكان الأصليين والكرد البداة, وكانت قد هاجرت إِلى أرمينية والأناضول قبيلتان هجرمانيتان هما: آق قيونلو(الشاة البيضاء) وقره قيونلو(الشاة السوداء) واستقرتا فيها. وكانت وفاة أوزون حسن (سنة 882هـ/1478م) إِيذاناً بانحلال دولته وطمع شاه إِيران إِسماعيل الصفوي فيها, فأخذ يضم إِلى بلاده بالتدريج جميع ما بقي منها لاسيما أرمينية. ولكن ذلك أثار عليه جاره العثماني محمداً الثاني (فاتح القسطنطينية) فنشبت الحرب بينهما, وكان من نتيجتها وضع أرمينية تحت حكم العثمانيين. وحاول الشاه إِسماعيل استعادة الأراضي بعد موت محمد الثاني, فتغلب عليه سليم الأول مرة ثانية واحتل جميع بلاد أرمينية.

وفي بداية القرن السابع عشر الميلادي استولى عباس الأول شاه إِيران على إِقليم أرارات الأرمني من الأتراك العثمانيين, واجتاح أذربيجان, فعاد الأتراك واحتلوا البلاد, وأمر الشاه عباس بحرق إِقليم أرارات وما فيه من كنائس حتى لا يبقى لأعدائه شيء ينتفعون به. فاضطر أهالي البلاد من الأرمن إِلى النزوح عنها قاصدين أصفهان, حيث أنشأ الشاه لمن بقي منهم مدينة أسماها «جولفا». ثم كان لزعماء الكرد أثر في انتنطق بلاد أرمينية من أيدي الفرس إِلى أيدي الهجر, إِذ أصبح للكرد على مرّ الأيام مناطق كثيرة تخضع لسلطانهم المطلق, وقد استمرت المعارك بين الفرس والأتراك العثمانيين حتى سنة 1037هـ/1627م حين سقطت بينهما معاهدة سلام تخلى الشاه بموجبها عن إِقليم أرمينية وبلاد الكُرْج إِلى العثمانيين.

وفي عام 1148هـ/1735م عادت بلاد الكُرْج إِمارة تابعة لنادرشاه الذي استطاع حتى يبسط نفوذه على أرمينية. ولكنه لّما رأى أنه غير قادر على حماية البلاد من العثمانيين هجر للروس أمر حمايتها, فوضع الروس يدهم على هذا الإِرث الذي مدّ سلطانهم أول مرة على بقاع أرمينية, وأعطاهم الحق بها بعد حتى تنازل خليفة نادرشاه عن البلاد للقيصر.

إلى غير ذلك انضم إِلى أطراف النزاع طرف حديث هم الروس وكانت أولى المعارك بين الروس والفرس من أجل بلدة جنزرة, وانتهت بصلح غلستان الذي وضعت فيه الحدود الفاصلة بين بلاد القفقاس الخاضعة لروسية وبلاد فارس. ثم عدلت هذه الحدود في عام 1244هـ/1828م وأضحت كتلة جبل أرارات الكبرى هي الحدود الفاصلة بين الدول الثلاث المتنافسة, وانتقل بموجب هذا الصلح جزء كبير من أرمينية إِلى حكم ملك مسيحي, كما نص الصلح على حتىقد يكون للمسيحيين الحق في الهجرة إِلى هذا الإِقليم, فاستفاد من ذلك رعايا الشاه من الأرمن, واستقر معظم المهاجرين في ناحية «قره باغ» التي استقبلهم سكانها من الأذربيجانيين ووطنوهم بين ظهرانيهم. استمر النزاع بين الروس والعثمانيين وبين العثمانيين والفرس تدخلت فيه إِنكلترة وألمانية, واضطر العثمانيون إِلى التخلي عن إِقليم «خوطر» الأرمني للدولة الفارسية.

كذلك أدى الخلاف بين الروس والعثمانيين على البقاع المقدسة في أرمينية إِلى حرب جديدة عهدت بحرب القرم وكان ذلك ما بين 1853 و1856, ولما وضعت الحرب أوزارها تمتعت أرمينية بالسلام عشرين عاماً, ثم نشبت الحرب مرة ثانية بين روسية والدولة العثمانية وانتهت بصلح سان ستيفانوالذي أكده صلح برلين سنة 1878 وتخلت بموجب هجرية لروسية عن جميع البقاع الواقعة على الحدود الروسية الهجرية القديمة, وكذلك عن جميع بلاد أردهان وقارص وباطوم.

وكان الأرمن يهاجرون في البدء إِلى روسية القيصرية يدفعهم إِلى ذلك فكرة الحرية والأمن غير حتى روسية ما لبثت حتى عمدت إِلى سياسة الدمج وإِذابة الفوارق العنصرية والدينية, وسعت إِلى جعل أرمينية مقاطعة روسية, فأقفلت المدارس الأرمنية وتدخلت في انتخاب «الجاثليق» الرئيس الديني الأرمني.

أما الأرمن الباقون في هجرية فقط حظر عليهم حمل السلاح, وكانت جميع مقاومة منهم تُعدُّ تمرُّداً. ثم اتى السلطان عبد الحميد بعشرات الآلاف من الأكراد البدووأنزلهم في المناطق الأرمنية, وأنشأ منهم كتائب خيّالة مسلحة عهدت بالحميدية, كانت تنهب وتخرِّب في بلاد الأرمن. وأدى ذلك إِلى مذابح في ساسون وخربوط وطرابزون وأرضروم وأزرنجان وديار بكر وبدليس وسيواس وماردين وقيسارية (قيصرية), وقمعت مظاهرات حزب هنتشاك الأرمني في الأستانة. وبدأ الأرمن في روسية يتسلحون ليساعدوا إِخوانهم في هجرية, فخافت روسية من تزايد قوة الأرمن, وسلحت تتر أذربيجان وسيرتهم إِلى الأرمن, فأدى ذلك إِلى اصطدامات في باكوسنة 1905م. وعندما استولى حزب الاتحاد والترقي على الحكم في هجرية كان للأرمن يد في مساعدته. فلما ألغى السلطان عبد الحميد الدستور لحق بالأرمن اضطهاد قاس, كما لحقهم مثل هذا الاضطهاد في نهاية الحكم العثماني عندما نفذ الأتراك سياسة التتريك. وكان من نتيجة ذلك وقوع ضحايا كثيرة من الأرمن في هجرية, وهجرة الباقين منها إِلى سورية ولبنان ومصر وقبرص.

أرمينية الصغرى (مملكة كيليكية)

بعد حتى بدأت هجمات السلاجقة على أرمينية أخذت الهجرات الجماعية الأرمنية تتوجه نحوكيليكية، كما توجه قسم كبير من الأرمن نحوبلاد القرم ومولدفية والمجر وبولندة.

وكان الأمير روبين البقردوني قد جمع أفراد الجالية الأرمنية في قيليقية وأنشأ فيها مملكة عهدت بأرمينية الصغرى (472-776هـ/1080-1375م)، وكان ذلك في الوقت الذي اتى فيه الصليبيون. فتعززت العلاقات بين الطرفين, وناصر الأرمن الصليبيين. وعندما انتقل الحكم إِلى أسرة هيتوم عثر الملك المصاعب تكتنف بلاده، فالسلاجقة والروم في الشرق والمماليك في الجنوب، وأراد حتى يستفيد من قوة كاسحة في الشرق هي المغول, فعقد مع الخان «منكو» حفيد جنكيز خان اتفاقاً أثار نقمة الملك الظاهر بيبرس فشنّ في سنة 664هـ حملة عسكرية اجتاح بها كيليكية، وتوالت بعد ذلك هجمات المماليك على دولة كيليكية حتى زمن السلطان الملك الأشرف، حين حاصر جيش المماليك مدينة سيس، كرسي دولة كيليكية، وفتحها في سنة 776هـ/1375م وقضى بذلك على دولة كيليكية (أرمينية الصغرى).

القديس مسروب مشتوتس اخترع الأبجدية الأرمنية في سنة 406.

الأرمن (1917-1991

أصبحت أرمينية جمهورية صغيرة مستقلة استقلالاً داخلياً ضمن الاتحاد السوفييتي[ر] وكانت تؤلف مع جمهوريتي أذربيجان وجورجية كياناً واحداً سُمي بجمهورية ما وراء القفقاس.

ومنذ عام 1936 ارتبطت مباشرة بالاتحاد السوفييتي وغدت أصغر جمهورياته الخمس عشرة. وقد قام الاتحاد السوفييتي بمحاولات لجعل أرمينية مركزاً يستقطب الأرمن المشتتين في العالم. وفي عام 1991 وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي والإِعلان عن استقلال جمهورياته أصبحت أرمينية دولة مستقلة ثم غدت عضواً في رابطة الجمهوريات المستقلة[ر.أرمينة (جمهورية -)].

الأرمن في العالم

The famous Khachkar at Goshavank, carved in 1291 by the artist Poghos.

يعيش الأرمن المهاجرون في معظم أقطار أوربة وآسيا وأمريكة, فلهم جاليات في إِيران والهند وهجرية والنمسة والمجر وبولندة وفرنسة وأمريكة وفي مصر وسورية ولبنان والعراق. وقد اختلفت المصادر في عددهم, فمضى بعضها إِلى أنهم ليسوا أكثر من مليونين ونصف المليون ووصلت مصادر أخرى بالعدد إِلى عشرة ملايين. وقد اشتهر الأرمني بالمثابرة وإِتقان العمل. ويمارس الأرمن التجارة والصناعات المهمة في البلاد التي يغدون مواطنين فيها. وهم يتحدثون لغة أوطانهم الجديدة إِضافة إِلى اللغة الأرمنية التي يتفهمونها في مدارسهم الأرمنية الخاصة بهم.

اللغة والأدب

يجمع فهماء اللغة المعاصرون حتى اللغة الأرمنية فصيلة مستقلة من أسرة اللغات الهندية الأوربية, ليس لها فروع أولغات مشتقة منها, ويعتقد حتى الصور والرموز المنقوشة على الصخور التي عثر عليها في وادي نهر أراكس يمكن حتى تكون شكلاً بدائياً للنصوص الأرمنية القديمة.

ولم تعهد اللغة الأرمنية حروفاً خاصة بها إِلا في أوائل القرن الخامس للميلاد, وقد استطاع «ميسروب ماشدوتس» Mesrop Mashdots سنة 405م حتى يخترع الحروف الأرمنية مستفيداً من كفايته الأدبية واللغوية ومن إِتقانه للغات الرئيسية في زمانه وهي الإِغريقية والفارسية والسريانية. وسميت اللغة الأرمنية المصوغة بالأبجدية «غرابار» krapar, وإِلى جانبها كانت هناك لغة يتحدث بها الأرمن دعيت «اشخارابار» Achkharapar. وكانت أبجدية ميسروب مؤلفة من ستة وثلاثين حرفاً تخط من اليسار إِلى اليمين, ثم أضيف إِليها بعد ذلك حرفان.

وكان أول عمل قام به الأرمن بعد وضع الأبجدية ترجمة الكتاب المقدس إِلى الأرمنية, كذلك ترجمة ما يتعلق بالشعائر المسيحية التي كانت من قبل تقرأ إِما بالفارسية أوالسريانية أواليونانية بحسب المناطق والأنطقيم الخاضعة لنفوذ إِحدى الدول صاحبة اللغات.

The statue of Viktor Ambartsumian – one of the founders of theoretical astrophysics
Spiru Haret – astronomer and mathematician, who proved that planetary motion is not absolutely stable

ثم تلا ذلك حركة ترجمة واسعة امتدت من القرن الخامس الميلادي حتى منتصف القرن السابع, مما خلق جيلاً أرمنياً مثقفاً, وأعقب ذلك حركة تأريخ لتعريف الأرمن بتاريخهم. ومن أشهر المؤرخين موسى الخوريني الذي ولد في أواخر القرن السادس للميلاد. وقد وضع كتابه عن «تاريخ الأمة الأرمنية» ورجع به إِلى 2000 سنة قبل الميلاد. وقد خط هذا التاريخ بأسلوب شعري في سرد الحوادث التي استوحاها المحرر من الأناشيد القديمة والحكايات الشعبية الشفوية والآثار المدونة. ومن المؤرخين «غوفون» الذي أرخ لدخول العرب أرمينية, و«اريستاخوس» الذي شهد غزوات السلاجقة. كما حتى بعض المتفهمين عالجوا موضوعات فهمية تدور حول الطبيعة والرياضيات والجغرافية, وذلك منذ بداية القرن السابع الميلادي.

أما الشعر فقد بدأ ينظم في العصور السابقة للمسيحية, وتجمعت منه قصائد ومقطوعات كثيرة, وكان منشدها يسمى «آشوغ» أي الزجّال أوالقوّال, وكان هؤلاء الزجالون يرتلون الأناشيد الملحمية للملوك ويشيدون بآلهتهم وأبطالهم, وكان المنشدون يترنمون بها على أنغام الآلات الموسيقية. ومن الأناشيد ما وطني النشأة, وما نقل عن حكايات الفرس والكرد وما كان مستوحى من أساطير الهند أواليونان. غير حتى الملحمة الشعبية الأرمنية الخالصة تكونت بين القرنين التاسع والثالث عشر, ودونت باللهجة الأرمنية المحلية, ومن أشهرها ملحمة داود الساسوني التي تمثل كفاح الشعب الأرمني.

واشتهر شعراء لاهوتيون من الأرمن, منهم نرسيس شنورهالي الذي كان من نادىة استخدام اللغة العامية, وأهم قصائده «مناحة أورفه» التي تتألف من 4000 بيت شعري. ومن أدباء الكنيسة أيضاً ميسروب الذي مرّ ذكره ومخيتيار أومخيطيار الذي أسس معهداً دينياً في القرن السابع عشر, انطلق منه تلاميذه يؤلفون ويترجمون ويطبعون الخط, وما تزال مؤسسته حتى اليوم أحد المراكز التي تنتشر منها الثقافة الأرمنية إِلى مختلف الدول التي يوجد فيها أرمن. وقد انفتح الأرمن الذين هاجروا إِلى كيليكية على الأدب الغربي, فدخل الشعر عناصر لم تكن معروفة كالوصف والغزل وأثرت فيه حتى أخرجته عن نطاق الدين.

وقد بقيت اللغة الكلاسيكية لغة التعبير وإِن فقدت حيويتها ونضارتها, ثم اتجه التعبير شيئاً فشيئاً نحولغة الحياة المحكية أي لغة الكلام وهي «الأشخارابار» التي صارت لغة الكتابة والقراءة, أما اللغة الأصلية (الغرابار) فما تزال اللغة الدينية للصلوات والتراتيل عند الأرمن. وقد أدى ذلك إِلى وجود لغتين يخط بهما الأرمن اليوم: اللغة الشرقية المحكية والمكتوبة حديثاً في جمهورية أرمينية وإِيران, ولغة غربية انتشرت مع المغترب الأرمني وهي أقرب ما تكون إِلى لغة الغرابار.

ويبدوحتى الشعر كان أوفر حظاً في أرمينية نفسها, وإِن كان ثمة أدباء أرمن تذكر آثارهم باستنادها إِلى التاريخ الأرمني. أما أدباء «الُمغْتَرب» الأرمن فيبحثون في أدبهم عن هويتهم السليمة بين أرمنيتهم ووطنهم الذي يعيشون فيه, وقد هجر بعضهم اللغة الأرمنية وأخذ يخط لغة الوطن الجديد, كالمحرر الأمريكي الأرمني وليم سارويان. كما خط بعض الأرمن الذين يعيشون في العالم العربي باللغة العربية, ومنهم عدد من مشاهير الكتّاب والصحفيين, من أقدمهم رزق الله حسون الذي أصدر جريدة «مرآة الأحوال» وكان يناظر فارس الشدياق, ومنهم كذلك أديب إِسحق[ر] الذي عمل في الصحافة والأدب.

الموسيقى الأرمنية

200px
* Armenian Folk Musicians.
* Traditional Armenian Dance.

تأثرت الموسيقى الأرمنية بالموسيقى السورية والموسيقى اليونانية - البيزنطية, وتأثرت من بعد البيزنطية بالموسيقى الهجرية التي كانت لها بصماتها الواضحة في شعوب الشرق الأدنى. وتعود جذور الموسيقى الأرمنية إِلى نحوثلاثة آلاف سنة, ويعود تاريخ النقوش في بعض المواضع الأثرية إِلى الألف الأول قبل الميلاد, إِذ اكتشف في هذه الحقبة بعض الآلات الموسيقية كالناي ذي الخمسة ثقوب المصنوع من المضى, والصنوج المصنوعة من البرونز. واتخذت الموسيقى عند الأرمن, ما بين القرنين الثالث والرابع ق.م, صبغتها الخاصة من الملاحم المغنّاة التي تعود إِلى القرن السادس ق.م.

وأدى استقرار الدولة زمن الملك ديكران الثاني العظيم Dikran II (95-55ق.م) دوراً مهمّاً في نشوء الموسيقى الأرمنية الوطنيّة, إِذ تطورّت الأناشيد والقصائد. ونشأت فِرَقٌُ موسيقية من سَدَنَةِ المعابد والمرتِّلين ومن المنشدين القوَّالين الذين أسهموا في رفد الموسيقى والغناء بإِبداعاتهم. ويعد العصر الهليني بداية حقيقية للموسيقى والغناء في أرمينية.

بدأ الغناء الأرمني, وهوأحادي الصوت monophonic, بإِنشاد الملاحم على أنغام الآلات الموسيقية. وكان الزجّال أوالمنشد يذكر مع القصيدة التي ينشدها النغم الذي يفترض أن ينشد عليه الشعر, كما يعيّن أحياناً الآلة الموسيقية المرافقة, وكانت الأناشيد تلقى في الأعراس والمآتم. وبعد انتشار المسيحية, ظهرت الموسيقى الدينية واختلفت في أدائها وألحانها عن الموسيقى الشعبية. وكانت «المزامير» في البدء هي نصوص الترانيم الطقسية, ثم بدئ بتأليف القصائد الدينية المستوحاة من المزامير ومن حاجات الأرمن الروحية. وتتسم الألحان الأرمنية بنبرة حزينة تصور معاناة الشعب الأرمني في مسيرته التاريخية.

السلالم الموسيقية الأرمنية مبنية على ترابط سلاسل الأجناس (البعد ذوالأربع tetrachord) والعقود (البعد ذوالخمس pentachord) [ر.الموسيقى], شأنها في ذلك شأن ما كان لدى اليونان قديماً. وعلى هذا, فالموسيقى الأرمنية, كالبيزنطية والفارسية والعربية والهجرية, هي موسيقى «ميكروتونية» microtonic أي إِنها تعتمد في هجريبها على الجزء الصغير من البعد الطنيني ton, وفيها سلالم شرقية تتصف باستعمال الفاصلة الثنائية المزيدة augmented second, كما هوالشأن في الموسيقى بوجه عام. ومازال الأمر كذلك في الكثير من الموسيقى الشعبية الأرمنية المركزة على السلم الطبيعي لا المعدل. أما الموسيقى الأرمنية المعاصرة, فهي متعددة الأصوات (بوليفونية) polyphonic ويصدق ذلك على الموسيقى الكنسية أيضاً.

وتشير المصادر التاريخية عن الموسيقى, بين القرنين العاشر والخامس عشر, إِلى تطوُّر فنّ صناعة الآلات الموسيقيّة مثل القيثارة الرباعيّة الأوتار والثُّمانية الأوتار, والمُسْتَحدثة كآلة السَنْطِير والقانون والأُرْغَانُونْ, كما تطوَّرَتْ مفاهيم العزف وتأليف القِطَعِ الموسيقيّة.

Armenian girls, weaving carpets in Van, 1907, Western Armenia

وظهر نَمَطٌ من الغناء والموسيقى عُرِفَ, في القرنين السابع عشر والثامن عشر بفنِّ العشق بفضل مؤسسة كوتشاغ نهابيد K.Nahabéd وقد انتشر هذا الفنّ مع الأرمن في بلدان المهجر والمُغْتَرَب وسادت موسيقى آلة السَّازْ Saz التي انتشرت بفضلها ألحان شعبيّة أرمنية قديمة يؤدّيها العازف الملحِّن الذي كان في كثير من الأحيان مؤلِّفاً لقصائده المغنّاة أوأحد رواة الشعر الملحميّ الغنائيّ.

وحاول الشمّاس كريكور كَابَاسَاكَلْيان Krikor Kabssakalian إِعادة تشكيل الأوزان الموسيقيّة والألحان القديمة المُعَقَّدة بكتاباتها وعلاماتها, بهدف استحداث أبجديّة موسيقيّة جديدة تضم كلّ المقامات الموسيقية والألحان القديمة من دمج التدوين الرقمي الموسيقي الأرمني الشرقي والبيزنطي, وهووإِنْ لم ينجح في ذلك, فإِنّه وضع لبنة الأساس لفهم الأوزان الموسيقيّة الأرمنيّة الحديث.

سايرت الموسيقى الأرمنية الحديثة الركب الموسيقى الأوربي, وبدأ المؤلفون الموسيقيون الأرمن يصوغون ألحانهم وفق القوالب الموسيقية الغربية؛ منهم: ديكران جُوخَجْيان Dikran Djoukhadjian الذي عاش في اصطنبول (هجرية) بين 1830 -1898م, وألّف أوبرا Opera «المِلك أَرْشَاغ الثاني» Le roi Archag II التي تُعد بداية تطوُّر فنّ الأُوبِرا الأوربي عند الأرمن.

وبين أبرز الشخصيات في تاريخ الموسيقى الأرمنية: الراهب كوميداس Komitas (1869-1935م), الذي ولد في كوتينة غربي الأناضول وتوفي في باريس, وقد أطلق اسمه على المعهد الموسيقي الوطني في يريفان العاصمة. ويعد كوميداس مؤسس الموسيقى الكلاسيكية الأرمنية, فقد جمع الألحان والأغاني الشعبية ليصوغ منها موسيقى وطنية, وعهد, وهوالمتضلع من الموسيقى الشرقية والغربية معاً, كيف من الممكن أن يكتشف العناصر الأكثر حيوية, والخطوط الوطنية الأكثر بروزاً, فعمل فيها بدقة فنية عالية ليخرج نماذج حقيقية تعكس عمق الإِبداع الشعبي بنكهتها وحكمتها.

درس كوميداس أولاً في تفليس Tiflis عاصمة جورجية, ثم في برلين حيث تابع دراساته في التأليف والغناء والقيادة وفهم الموسيقى والتربية والفلسفة. وأشهر أعماله «القداس» التي وضع لها تعديلات أوتكييفات arrangements من ألحانه ومن الأغاني الشعبية, فصاغها على أساس الانسجام اللازم للجوقة الغنائية أوللرباعي الوتري أولمجموعات أخرى.

ومن بين الموسيقيين الأرمن الذي جلّوا في تأليف الأوبرا في أواخر القرن التاسع عشر: أَرْمين ديكران Armenne Dikran في أوبراه «آنُوشْ» Anouch وهي أشهر أوبرا أرمنيّة حديثة تحظى بشعبيِّة واسعة داخل أرمينية وخارجها, وألكسندر سْبِندريان Alexandre Spendarian في أوبرا «ألماست» Almast وقد دعيت دار الأوبرا في يريفان باسمه. كما اشتهر في هذه الحقبة جميع من: كارامورزا karamourza, ويكْماليان Yekmalian اللذان برعا باستخدام «الانسجام» harmony وتعدد الأصوات في موسيقى الجوقة الغنائية.

نشطت الأعمال السمفونية والجوقية الغنائية والفرق الموسيقية المتنوعة في أرمينية في أوائل القرن العشرين, وأسهم الكثير من الموسيقيين في هذه الأنواع وغيرها من التآليف الموسيقية, فانتقلت مؤلفاتهم من الإقليمية إِلى العالمية. وبين هؤلاء أروتونيان Aroutunian وباباجانيان Babajanian, وخاتشادوريان Khatchatourian [ر], وأوغانسيان Oganessian, وكلهم من مواليد أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين. أما خارج أرمينية, فقد لمع هوفهانس Hovhaness الذي ولد عام 1911م في الولايات المتحدة الأمريكية, وكانت أكثر مؤلفاته تحمل عناوين أرمنية, منها حوارية (كونشرتو) للبيانومع الوتريات بعنوان «سطوع النور» lousadzak, ومنها مؤلفات تحمل أسماء شخصيات أرمنية شهيرة مثل: خيريميان هايريغ khirimian Hairig, وديران Diran, وآفاك Avak. ويُعد شارل أزنافور Ch.Aznavour الذي أقام في فرنسة, من أشهر المغنين والملحنين الأرمن خارج وطنهم.

تشير لفظة «خال» Khal في الفولكلور الأرمني إِلى الغناء والرقص معاً. والأرمن يرقصون عندما يغنون, ويغنون في أثناء الرقص. ويكن تصنيف أغانيهم إِلى: أغاني الحياة, وأغاني العمل وأغاني الأعياد, وذلك إِضافة إِلى اهتمامهم بالأغاني الجوقية والموسيقى الخفيفة والحديثة للفرق الموسيقية. ثم إِن الكثير من الآلات الموسيقية الشعبية لديهم يشبه بالاسم والشكل والوصف تلك المعروفة لدى شعوب شرقية لها طابعها الموسيقى الخاص. ومن بين هذه الآلات, آلات وترية مثل العود والقانون والتار Tar (وصندوقها بشكل 8), والساز (وصندوقها بشكل نصف إِجاصة كالبزق), والسنطور, والكنار Knar, ومن بينها كذلك آلات النفخ مثل الدودوك duduk (بقصبة مزدوجة), والزورنة zourna التي تشبه البومبارد bombard من أسلاف الكلارينيت, والتوتاك toutak التي تشبه الصفارة fifre, والباركابيزوك parkapezouk التي تشبه القربة الاسكتلندية. ومن الآلات الإِيقاعية: الطبل الصغير أوديهول dehole, والدف duph, ومن أنواعه دف بمقياس كبير كالمزهر, والنقارة naghara.

Armenian children at the UN Cup Chess Tournament in 2005.

وأما الرقص الأرمني فقديم جداً كما هوعند باقي الشعوب. وقد نشأ فنّاً يؤدّيه كاهن أوساحر قبالةَ جمهور المُتَعَبّدين, مرتدياً زيّاً خاصاً من جلد الماعز. ثم أصبح الرقص يؤدى من قبل الجماعة موقَّعاً من آلة إِيقاع لضبط حركات الراقصين. وقد فرض تنوُّعُ الأعمال تنوُّعُ حركات الراقصين مما استدعى وجود إِيقاعات متنوِّعَةً للرقصات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالة الروحية المرافقة للعمل.

والراقص عند الأرمن القدماء جزء لا يتجزّأ من طقوس العبادة والشعائر الدينية الوثنية. ثم تحول إِلى اللياقة البدنية عند الشباب لرفد المحاربين, ومنه كانت الرسيرة الحربية التي يؤديها شابان يتبارزان بالسيف, وقد جعل منها المؤلف الموسيقي خاتشادوريان «رسيرة السيوف» وهي إِحدى الرقصات في مؤلفته باليه «غايانه» Gayaneh.

أما عن الرقص الَجماعي المُخْتَلَط بين الذكور والإِناث فيُعتقد أنَّه نشأ عن الممارسات الاجتماعية المرتبطة بحفلات الأعراس ومراسم الزواج والأعياد وبعض الطقوس الدينية الوثنية الشعائرية, كعيد نافاسارت Navassart, الوثني والاحتفالات المرافقة له.

والرقصات الأرمنية كثيرة ومتعددة المناسبات منها ذات أصل طوطمي كرسيرة شجرة البخور, ورسيرة شجرة المشمش, ورسيرة النَحْس والدفن التي تُعَدُّ من الرقص الجَّنازيّ وكانت تهدف إِلى طرد الأرواح الشريرة التي تتجمّع حول رأس الميت. وقد تطوَّرَ مدلولُ هذه الرسيرة فيما بعد إِلى إِحياء ذكرى الأموات أوالمفقودين. وهناك رسيرة دينية قديمة «ماخوخابري» makhokabri تُؤَدّى في الأعياد والمناسبات الحزينة والطقوس والشعائر والعبادات المرتبطة بالحزن والحداد.

ولم ينحصر الرقص الأرمني الشعبي في أرمينية, فقد حمله المهاجرون واللاجئون الأرمن الُمرَحَّلون من ديارهم إِلى المَهَاجِرِ والمُغْتَرَباتِ, ونشأت فرق للرقص الأرمني في كلِّ من إِيران وسورية ولبنان ومصر وأمريكة الشمالية وغيرها من البلدان؛ حافظت على تراثها الفنيّ, كفرقة الرقص الشعبي الأرمني اللبنانية بقيادة الفنان كيغام, وفرقة جمعية الجيل الجديد الثقافية للرقص الشعبي في سورية بقيادة الفنان السوري أبراهام كوستانيان.

أما الرقص الأرمني الحديث, فقد عني بالرقص التعبيري وهو«الباليه» الذي ظهرت بداياته في أرمينية في منتصف القرن التاسع عشر اعتماداً على المشاهد واللوحات الغنائية الراسيرة في المسرحيات الغنائية القصيرة (الأوبريت) Operette ومن الفنانين الأرمن الذين عملوا في تصميم رقصات الباليه: آرباتوف ومسماه الحقيقي يغيا يغياي يعقوبيان Yéghia Yéghiai Yacoubian (1884-1967). وقد عمل خارج أرمينية. والفنان ف. آريستاكيسيان V.Aristakéssian الذي أسس المحترف الحكومي Studio لفن الرقص عام 1924 في مدينة يريفان حيث درَّس فن الرقص الشعبي والكلاسيكي وفن الرقص القفقاسي ومن ثم أسَّسَ عام 1937م مع الفنان سيرونيان Sirounian معهد الرقص في يريفان. كذلك صمم الفنان آرباتوف رقصات باليه «السعادة» لخاتشادوريان وضمّنها لوحات شعبيةً راسيرة زاوج فيها بين الرقص الشعبي الأرمني والرقص الكلاسيكي التعبيري, في حين صمم آنيسيموفا Anissimova رقصات باليه «غايانه», وصمم ي.تشانكا Yé Tchanga رقصات باليه «سبارتاكوس» لخاتشادوريان أيضاً.

المسرح الأرمني

للمسرح الأرمني تاريخ قديم اكتنفته الأساطير. وكانت الفرق الشعبية تؤدي حفلات تمثيلية في الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية. وبعد انتشار المسيحية بدأت تمثل مسرحيات في أفنية الكنائس والمعابد, واقتصر العمل المسرحي على هذا النحوإِلى حتى خيّم السكون على المسرح حتى القرن الثامن عشر. وفي القرن التاسع عشر أخذ الأب ميناس المختياري يترجم مسرحيات لتمثل في المدارس, ثم أخذت موسكوتستقطب الحركة المسرحية الأرمنية مع قيام الجمهورية الأرمنية الاشتراكية السوفييتية (سابقاً), وفي يريفان اليوم عدة مسارح هدفها تحويل الفن المسرحي إِلى فن شعبي. وقد تم من أجل ذلك إِنشاء المعاهد المسرحية لتخريج الممثلين والمخرجين والمساعدين في مختلف اختصاصات المسرح. ومن أبرز المسارح المعروفة: مسرح يريفان الدرامي (أوالمسرح الأرمني), ومسرح يريفان الكوميدي, ومسرح يريفان الحكومي. وهناك مسارح أرمنية معروفة منها مسرح صوندوكيان الكبير.

العمارة والفنون الأرمنية

لأرمينية تاريخ فنون موغل في القدم, فالتنقيب الأثري فيها أسفر عن كشف مستوطنات بشرية تعود إِلى العصر الحجري الحديث (النيوليتي) الذي يصل إِلى الألف الثامن قبل الميلاد, وإِلى عصر المعادن (البرونز والحديد) الذي يصل إِلى الألف الثالث قبل الميلاد, مما يشير على قدم اشتغال سكان المنطقة بالتعدين وعلى وجود حضارة مستقرّة.

ومما ساعد على جودة العمارة والنحت في أرمينية غنى البلاد بأنواع الحجارة كونها هضبة واسعة ذات طبيعة جبلية. وتسمّى تلك البلاد باللغة الأرمنية كاراستان Karastan وتعني بلاد الحجر.

تعود نماذج التصوير الجداري والفسيفساء في أرمينية إِلى القرن الأول قبل الميلاد, أما المخطوطات الأرمنية المصورة (المنمنمات) فأقدمها يعود إِلى القرن العاشر الميلادي فهماً بأن الألفبائية الأرمنية قد وضعت في بداية القرن الخامس الميلادي.

العمارة

أ - من البدايات حتى انتشار المسيحية

تعود المستوطنات البشرية في أرمينية إِلى الألف الثامن قبل الميلاد وهي المكتشفة في مواقع أرغانا Arghana قرب أفان Avan في غربي البلاد وفي مسقط يعهد اليوم باسم تشالني تِبِسّي Tchalny Tépéssy. كما اكتشفت مستوطنات أخرى تعود إِلى الألف السابع قبل الميلاد فيها بقايا لعمارة من الحجارة المغموسة بالطين وعثر فيها على أدوات وأسلحة حجرية ومعدنية وفخارية ودمى ونقوش, ومن أقدم تلك المستوطنات مسقط شنكافيت Chengavit على نهر هرازدان Harazdan جنوب غربي العاصمة الحالية يريفان Yérévan ومسقط مدزامور Medzamor في سهل أرارات Ararat الذي يعود إِلى الألف الرابع قبل الميلاد. وفي منطقة اتشميازين Etchmiadzin التي ظلت مأهولة حتى العصر الوسيط, عُثر على مستوطنة تعود إِلى الألف الثالث قبل الميلاد عمل سكانها بالزراعة وتربية الماشية وعهدوا التعدين. وفي منطقة بحيرة سيفان Sévan عثر على مدينة في مسقط لجاشين Ldjachen تعود إِلى الألف الثالث قبل الميلاد, وقد عهدت تلك المدينة أيضاً باسم بيرت شين Bertchen, وكانت تضم مباني سكنية وقلعة, وتبلغ مساحتها ما يقرب من خمسة وثلاثين هكتاراً. وفي منطقة أرتيك Artik التي تحوي تلالاً متعددة تم الكشف عن مستوطنة هوروم Horom من الألف الثالث قبل الميلاد أيضاً, وهي مدينة محصّنة بعدة حصون بنيت بالحجارة المغموسة بالطين, وقد استمر هذا المسقط مأهولاً حتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

وقد لوحظ حتى الخلية السكنية المنفردة ظهرت في أرمينية في الألف الرابع قبل الميلاد واستخدم في بنائها الطين, وكان شكل البناء مستديراً في أرمينية الشمالية, أما في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية فقد ساد الشكل المربع. وقد تجاور شكلا البناء المستدير والمربع في منطقة سهل أرارات.

أما في الألف الثالث قبل الميلاد فقد تم التخلي عن البناء المستدير وساد البناء المربع وتعددت الوحدة المربعة في المسكن الواحد مما نادى إِلى تدعيم الجدران الخارجية للبناء بجعلها أكثر سماكة مما مهّد لظهور المدينة والعمارة العسكرية.

وفي الألف الثاني قبل الميلاد تطورت عمارة المدينة وخاصة في المنطقة الواقعة بين نهري غور Gour وأراكس Arax, فكبرت مساحة الأرض المبنية لأكثر من عشرة هكتارات, واستخدمت الكتل الحجرية والبناء وأقيمت الحصون المنيفة, وضمت المدينة في تخطيطها أزقة وشوارع منظمة وظهرت أماكن الاجتماع العامة كالمعابد. إِن من أبرز مدن تلك الفترة زوراكار Zorakar التي وفّر لها مسقطها الخاص, على منحدر صخري ينتهي بواد حمايةً طبيعيةً جعلتها غير محتاجة إِلى كثير من التحصين. واستخدم نوعان من الأحجار في أبنية المدينة, الأول عادي للجدران والثاني أحجار مسطحة ومستطيلة استخدمت في سقف الغرف. وتأتي أهمية مسقط زوراكار (اسمها اليوم غوشنداش Gjochonndache) إِضافة إِلى ما تقدم باحتوائه على عمارة جنائزية على شكل أبهاء تبلغ مساحة الواحد منها نحومئة وخمسين متراً مربعاً, وتشكل القبور في مجموعها «مدينة موتى» Necropole, كان المحرّض على بنائها المعتقد الشائع آنذاك, وهوعبادة أرواح الأجداد والإِيمان بانبعاثهم.

ويعد مسقط مدينة دوشبا Duchba مثلاً على عمارة الألف الأول قبل الميلاد, وكانت تلك المدينة, التي تقع على الضفة الجنوبية لبحيرة فان Van, عاصمة مملكة أورارتوUrartu في القرن التاسع قبل الميلاد, وقد ورد اسمها في سجلات الملك الآشوري شلمنصر الثالث, وكانت تلك المدينة قائمة على مرتفع صخري وأسوارها مبنية بحجارة ضخمة طول الواحد منها نحوثلاثة أمتار وكان جميع سور يتألف من جدارين متوازيين تملأ الفجوة بينهما حجارة مغموسة بالطين.

وكان الملك الأرمني أرغشتي الأول Arguichti I قد أسس عام 782 ق.م مدينة إِيريبوني Érépuni, حسبما اتى في الوثائق المسمارية التي عثر عليها في أنقاض مسقطها جنوب شرقي العاصمة الحالية يريفان, فكانت مركزاً اقتصادياً وإِدارياً وعسكرياً في سهل أرارات, وكان حصنها قائماً على هضبة مثلثة, وبلغت مساحته نحوهكتارين, ويحيط به سور أسفله من البازلت والحجر السماقي وأعلاه من الطين.

وقد عُثر في أنقاض قصر الملك الآشوري صارغون الثاني (722-705ق.م) على نصب تذكاري يخلّد فوزاته على الأرمن, ونهبه لمعبد مدينة موساسير Moussassir التي تقع بين بحيرة فان وبحيرة رومية. وأكدت المعطيات الأثرية الحديثة تلك الواقعة التاريخية, كما بينت حتى أسلوب بناء ذلك المعبد يشبه إِلى حد كبير أسلوب معبد البارتينون في أكروبول أثينة فهماً بأنه سابق له بثلاثة قرون, في حين تختلف منحوتات المعبد الأرمني عن التي في الأكروبول, فأسلوبها محلّي يقارب في مفهومه النحت الرافدي.

والملاحظ حتى فن العمارة في أرمينية في الألف الأول قبل الميلاد حمل تأثيرات آشورية, وهناك مدينة أخرى أسسها الملك أرغشتي الأول عام 776ق.م في شمالي أرمينية سميت «أراغشتي خينيلي» Arguichti Khinili, وغدت مسقطاً دفاعياً واقتصادياً يبعد خمسة كيلومترات من نهر أراكس ويمتد حتى تل القديس داوود الصخري. تقارب مساحة المدينة عشرة كيلومترات مربعة وتضم قصر الملك ومعبد الإِله خالدي Khaldi, وكلاهما يحمل صفة الحصن الدفاعي إِضافة إِلى سور المدينة.

يقوم نظام تخطيط المدينة في ممالك أرمينية القديمة أساساً على القلعة المحصّنة المشيدة على تل عال والمنطقة السكنية المحيطة بها على سفوح التل. وكان تصميم المسكن يتألف من فسحة سماوية تحيط بها غرف مسقوفة. واتصفت القصور الملكية ومساكن النبلاء باحتواء الواحد منها على طابقين وأحياناً ثلاثة, فيخصص الطابق الأول للمؤن والثاني للمعيشة والاستقبال والرصد. وقد عهدَتْ المدن الأرمنية بدءاً من القرن التاسع عشر قبل الميلاد, نظام أقنية الري وأقنية الصرف الصحي مثل قناة شاميران Chamiran في مدينة فان. وارتقت تقانات البناء في أرمينية في القرن السادس قبل الميلاد فعم الاهتمام بالحجر المنحوت.

القابلة الشمالية الغربية لكاتدرائية اتشميازين (القرن الرابع الميلادي)

جدير بالذكر هنا حتى أرمينية أصبحت في هذه الحقبة محمية في ظل امبراطورية فارس الأخمينية وتحظى بقسط من الاستقلال تحت حكم السلالة الأرمنية الأرفندونية Ervandouni, وظلت على هذه الحال ما يقارب القرنين بدءاً من منتصف القرن السادس قبل الميلاد, وقد اتى ذكر المدن الأرمنية ومبانيها في كتابات جميع من المؤرخين هيرودوت (نحو484-420ق.م) وكسينوفون (نحو420-355ق.م).

وبعد سقوط الدولة الأخمينية خضعت منطقة أرمينية للهيمنة الهلينية حقبة امتدت من القرن الثالث قبل الميلاد حتى ما يقارب نهاية القرن الثالث الميلادي, وكما دخلت في علاقات فنية وثقافية وعمرانية مع رومة منذ القرنين الثاني والثالث الميلاديين. وقد تم في الحقبة الهلينية إِنشاء عدد من المدن أهمها: أرمافير Armavir ويرفانداغيرد Yervandaguerd وزاريشاد Zarichad وديكراناغيرد Dikranaguerd التي اشتهرت بمسرحها وبأسوارها التي بلغ ارتفاعها نحوخمسة وعشرين متراً, وكانت على درجة من الضخامة استوعبت مساكن الحامية واسطبلات الخيل. وقد كشفت حفريات مدينة غاراني Garni, وهي المقر الصيفي للملك, عن حمامات القصر الملكي وعن أرضيات مرصوفة بالفسيفساء.

ب - من انتشار المسيحية حتى العهد السوفييتي

أدى اعتناق الأرمن الديانة المسيحية عام 301 م إِلى تغيير نظام العمارة الأرمنية تبعاً لشعائر الدين الجديد. ويعود تأسيس كنيسة إِتشميازين Etchmiadzine وهي الكنيسة الأم في أرمينية إِلى 301-303م. ويعتقد حتى واضع حجرها الأساس هوالقديس غريغور المنوّر Grigor l'éluminateur شفيع الكنيسة الأرمنية.

كانت الكنيسة في أرمينية تتألف في البداية من جناح واحد مثل ما كان متبعاً في المعابد الوثنية السابقة, وقد تم تحويل عدد من المعابد الوثنية إِلى كنائس مسيحية, وحل الهيكل محل منصة المذبح وهوالقسم الشرقي من الكنيسة حيث توجد المائدة Autel, كما هدم بعض المعابد وشيدت كنائس في مكانها بإِعادة استعمال حجارتها مثل كنيسة أفان Avan التي بنيت على أنقاض معبد وثني من القرن الأول قبل الميلاد.

ولقد تطور بناء الكنائس في أرمينية في القرنين الرابع والخامس فبدأ النموذج المؤلف من ثلاثة أجنحة المأخوذ عن نظام البازيليك[ر] Basilique البيزنطي مع المحافظة على الروح الأرمنية فيما يتصل بالنسب المعمارية والأسلوب والزخرفة, ومن ذلك كنائس كازاغ Kasagh وأشتراك Achtarak ودزرزرنافانك Dzirzernavank.

وكانت الأبنية البازيليكية في أرمينية تحوي أربعة أوستة أزواج من الأعمدة وأحياناً سبعة ليمتد السقف المحمول عليها حتى خارج الجدار الشرقي للكنيسة مسافةً تحمي المحراب. وكان يعلوالبازيليكات ذوات المحاريب الثلاثة سقف مثلثي (جملون) يغطي المحراب الأوسط. أما بازيليك أيريرويك Ererouyk وبازيليك تيكوز Tekir فتشبهان في مظهرهما الكنائس السورية, مثل كنيسة ترمانين (المهدمة اليوم) وكنيسة سمعان العمودي في شمالي سورية وخاصة تيجان الأعمدة والنوافذ.

وقد ظهرت القبة الخاصة بالكنيسة الأرمنية في القرن الخامس الميلادي واتخذ مخطط الكنيسة شكل صليب في القرنين الخامس والسادس. ثم تطورت القبة من هرم رباعي الوجوه إِلى سداسي أوثماني الوجوه.

وتعد كنيسة زفارتنوتس Zvartnots, التي بنيت سنة 642-662م. بأمر من الجاثليق نرسيس الثالث دايتسي البنّاء Nerssés Daietsi III نموذجاً فريداً للعمارة الأرمنية, لتصميمها الدائري وطرازها المخروطي المتدرج وقبتها الدائرية المضلعة السطوح. ومن الكنائس الأرمنية المهمة في القرن السابع الميلادي كنيسة القديسة هرِبْسِمِه Hripsimé في مسقط فاغارشاباد Vagharchabad وقد بنيت بأمر الجاثليق كوميداس Gomidas.

أدى قيام الدولة البقرادونية Bagratouni في أرمينية من القرن التاسع الميلادي حتى الحادي عشر, إِلى انتعاش دور المدينة. وفي عام 961 م صارت مدينة آني عاصمة للدولة وبرز في هذه الفترة اسم المعمار تريدات Tridate الذي بنى كنيسة آني الكبرى (989-100م).

وقد نشط بناء الأديرة والكنائس في كيليكية وخاصة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين مثل دير خستُنك Khestonk ودير هرونوس Hronos وكنيسة هاغبات Haghbat, وتعد كلّها من روائع العمارة الأرمنية في القرون الوسطى, ويلاحظ تأثير العمارتين البيزنطية والفرنجية على العمارة الأرمنية في تلك الحقبة.

كذلك شارك معماريون أرمن في تخطيط الحصون الصليبية في كيليكية وبنائها, مثل أسوار مدينة آني وقلعة سيس Sisse المتميزة ببواباتها الداخلية التي تفضي إِلى سبعة أجزاء معمارية تؤلف مجتمعة جسم قلعة سيس, وقلعة لامبرون Lambron.

وأدى الازدهار الاقتصادي في أرمينية في القرن السابع عشر إِلى توسّع شبكة الطرق البريّة مما نادى إِلى بناء عدد من الجسور على الأنهار.

ونمت حركة التوسع العمراني في أنحاء أرمينية في القرن الثامن عشر, واشتهرت في هذه الفترة أسرة باليان Balian الأرمنية التي توارثت العمارة سبعة أجيال في زمن السلطنة العثمانية, وبنت في أرجائها منشآت كثيرة.

ج - العهد السوفييتي وما بعده

طغت نظم العمارة السوفييتية على أرمينية منذ سنة 1922م بعد استقرار السلطة السوفييتية هناك، فقد وضع المعمار الكسندر تامانيان A. Tamanian سنة 1924 خططاً لتوسّع مدينة يريفان حتى تستطيع احتواء مئة وخمسين ألف نسمة جدداً. ومع حتى تامانيان تبنى طراز العمارة السوفييتية القائم على المبالغة في العناصر الكلاسيكية فقد قام أيضاً بإِدخال زخارف ورموز مقتبسة من العمارة الأرمنية التقليدية على قابلات الأبنية التي شيدت هياكلها من الإِسمنت المسلّح وتم إِكساؤها بالحجر والرخام من منطقع أرمينية. وقد لمعت في تلك الحقبة أسماء المعماريين الأرمن رافاييل إِسرائيليان R. Israelian وسارافيان Sarafian ومركاريان Markarian. وثمة محاولات اليوم لاستلهام العمارة الغربية المعاصرة في أرمينية، وهناك من يدعوإِلى تطعيم المنشآت المعاصرة بروح أرمنية شرقية تقليدية.

النحت

رافق فن النحت فن العمارة في أرمينية، فقد امتازت تيجان أعمدة المعابد الوثنية والفصور بالنحت المعمّق في الحجر، بالاعتماد على العناصر النباتية، مثل معبد قلعة غارني من القرن الثالث قبل الميلاد وقصر دفين Dvin من القرن الرابع الميلادي. وقد تجلت علاقة النحت بالعمارة بوضوح في بناء الكنائس الأرمنية على اختلاف مراحل تطوره.

ويمكن تصنيف أنواع المنحوتات المعمارية في أرمينية في فئات ثلاث هي:

النُّصب، والصليب الأرمني، وتزيين جدران المنشآت.

1ـ النُّصُب: للنصب في أرمينية أشكال متعددة مزينة بأنواع النحت المتنوعة، فغالباً ما يقوم النصب على قاعدة قد تحتوي درجاً من ثلاث إِلى سبع درجات وأما النصب نفسه فيتألف من شكل رباعي الوجوه مزخرف بالنحت، ويرتفع نحومترين إِلى أربعة أمتار فوق القاعدة، وأنقد يكون على شكل عمود ينتهي بتاج مزخرف وفوقه حجر الصليب المنحوت. يراوح ازدياد النصب الأرمني كاملاً عن سطح الأرض بين أربعة وعشرة أمتار وقد يصل في بعضها إِلى خمسة عشر متراً. والنُّصب إِما جنائزية مقامة فوق أضرحة، أوتذكارات لأحداث مهمة أوتؤرخ لشخص ما.

ويلاحظ حتى النصب المسيحية التي أقيمت في أرمينية من القرن الرابع حتى الثامن الميلاديين كانت أقرب إِلى النمط الوثني الذي كان سائداً قبل ذلك في البلاد، ومن بين تلك النصب اثنان جنائزيان من القرن السادس، واحد في أوتزون Otzoun وواحد في آغودي Aghoudi وهذا الأخير يُعد واحداً متميزاً في تاريخ هذا الفن.

وهناك نَصب دير تاتف Tathev بارتفاعه البالغ خمسة عشر متراً، ونُصب فوروتان Vorotan وتعود كلها إِلى القرن العاشر الميلادي.

2ـ الصليب الحجري الأرمني: عُرف هذا النوع من النحت باسم خاتشكار واقتصر وجوده في العالم المسيحي على أرمينية، وهويتألف من حجر شاقولي يراوح طوله بين المتر الواحد والمترين ونصف، يحمل نقشاً يمثل صليباً منفتحاً في رؤوس سواعده الأربعة وتحيط به زخرفة هندسية ونباتية. وكان النحت الأرمني يبتكر في الزخرفة محاولاً بتر التناظر الممل بتبديل مجريات النقش على مدار السطح المنقوش.

والزخرفة في هذا النوع من النحت متواضعة طوال القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، ثم أخذت تزداد غنىً منذ القرن الثاني عشر الميلادي. ويُعد الصليب الحجري الأرمني نصباً في حد ذاته ويقام على قاعدة بسيطة أويعلونصباً تذكارياً.

وقد تطور فن نحت الصلبان الحجرية في أرمينية وانتشر في أراتى البلاد منذ القرن الرابع عشر الميلادي بفضل الأمراء والتجار الذين شجعوا بناء المنشآت وتزيين الأضرحة, وكانت الصلبان المنحوتة تتعدد حول المنشأة الواحدة أوعلى جدرانها.

ومن الصلبان الحجرية الأرمنية من القرن السابع الميلادي صليب مسلة تاتف Tatev في فوروتنافانك Vorotnavank, وكذلك صليب تزاغاتس Tzaghats في إِيغكناتزور Eghegnatzor من القرن الحادي عشر الميلادي, وصليب نصب كريكور توديفوردي Grigor Toudevordi من القرن الثاني عشر, وصلبان مغائر أيريفانك Ayrivanik من القرن الثالث عشر.

3 ـ تزيين جدران المنشآت: زيَّن النحت قابلات الكنائس الأرمنية وجدرانها الخارجية والداخلية, وهوعلى نوعين: زخرفي هندسي أونباتي, وتشخيصي. وكان النحت الزخرفي يؤطّر الأبواب ويساير الأقواس في حين يوجد النحت التشخيصي على الجدران وفي أعلى القابلات, ويجتمع نوعا النحت الزخرفي والتشخيصي ليشكّلا زينة لافتة للنظر. وأكثر النحت عميق غني بالتفاصيل ومتشعب, ويساعد على ذلك قابلية الحجر في أرمينية لمثل هذه الأعمال. أما أشهر الأعمال التزيينية فهي:

4ـ آثار كنيسة زفارتنوس Zvartnots من القرن السابع الميلادي, وفيها زخارف نباتية كانت تؤطّر الأقواس الداخلية مع تمثال أحد القديسين فوق العمود عند التقاء القوسين, كما أن، تيجان أعمدة الكنيسة مزينة بالزخارف والجدلات أوتحمل نحتاً بارزاً لصقر مبسوط الجناحين.

منمنمة من إنجيل المصورين الثمانية (القرن 13م)

زخارف كنيسة أغتمار Aghtamar من القرن العاشر الميلادي, وقد زينت جدرانها من الخارج بنحت زخرفي يمثل حلقات من الكرمة والرمان وأرانب مع منحوتات لقديسين بالطول الكامل, ومن أشهرها نحت بارز للسيدة العذراء جالسة على عرش المسيح وإِلى جانبها ملاك يحمل ملفاً.

5ـ دير أيريفانك من القرن الثالث عشر ويحوي على مجموعة من الكنائس بعضها منحوت بأكمله في الصخر يشكل فراغ الكنيسة وما تضمه من أعمدة وأقواس وقبة بترةً واحدة. وقد احتوت الجدران والقبة نحوتاً بارزة زخرفية وحيوانية تلفت النظر.

6ـ دير نورافانك Noravank من القرن الرابع عشر الميلادي وفيه كنيسة مؤلفة من طابقين, ولكل طابق بوابة مزينة بالنحت البارز الزخرفي الدقيق مع نحت تشخيصي يمثل المسيح والعذراء والملائكة؛ وتتصل البوابتان بدرج مزدوج ومتناظر وهي من عمل النحات موميك Momik.

التصوير

تعود أقدم نماذج الفسيفساء التي وجدت في أرمينية إِلى مدينة غارني, ففي القصر الملكي بتر من القرن الأول قبل الميلاد وفي المعبد بتر من القرن الأول الميلادي.

وشاع فن التصوير الجداري في العصر الوسيط ورافق العمارة الكنسية في لمبات Lmbat وأروج Arouj من القرن السابع وجداريات كنيسة تيغران هونتس Tigran Honents في منطقة آني من القرن الثالث عشر الميلادي.

وأما المخطوطات المصورة (المنمنمات) فتشكل فناً مهماً من فنون العصر الوسيط في أرمينية. وقد حفظت مخطات العالم منها ما يقارب خمسة وعشرين ألف كتاب أرمني مخطوط. ويحفظ معهد الدراسات الأرمنية في يريفان المسمى مَنتِناداران Mantenadaran والذي يحمل اسم واضع الألفبائية الأرمنية نحوسنة 405م, مسروب مشتوتس Masrop Machtots, أكثر من عشرة آلاف مخطوط من بينها ما يقارب الثلث مزين بالتصاوير, وهي على الغالب خط دينية تمثل جميع مراحل فن الكتاب المصور في أرمينية.

وإِذا كان أقدم مخطوط أرمني مؤرخ يعود إِلى سنة 887م وهوالإِنجيل المسمى بإِنجيل لازاريف, فإِن المصادر الأدبية تؤكد وجود مدرسة لتصوير المخطوطات في القرن السابع الميلادي في كامسراكان Kamsarakan. وقد ظل هذا الفن مزدهراً طوال ثلاثة عشر قرناً إِلى حتى توقف أوكاد في أوائل القرن التاسع عشر.

بدأ الأرمن بترجمة خط الدين والتاريخ والعلوم إِلى لغتهم منذ القرن الخامس الميلادي حين تم وضع الألفبائية الأرمنية الأولى المقتبسة عن المسمارية. ويعتقد حتى الخط المصورة الأولى كانت متأثرة من حيث الأسلوب بالفن السوري المتمثل بإِنجيل رابولا من القرن السادس الميلادي من جهة, وبالفن الجداري الأرمني من جهة أخرى.

يحتوي إِنجيل إِتشميازين الشهير في صفحاته الأخيرة أربع منمنمات تمثل على التوالي بشارة العذراء مريم وبشارة زكريا وتقديم المجوس احترامهم للسيد المسيح وصلب المسيح, وتختلف هذه المنمنمات في أسلوبها عن باقي المنمنمات التي يحتوي الإِنجيل عليها, ويعتقد الفهماء حتى المنمنمات الأربع تلك تعود إِلى القرن السادس مع حتى الإنجيل نفسه مؤرخ في سنة 989م, وأن الغاية من وجودها فيه هوحفظها وهي بذلك تعد أول المنمنمات الأرمنية المعروفة.

والجدير بالذكر حتى إِنجيل إِتشميازين مغلف من وجهيه بصفيحتين من العاج المزين بالحفر البارز الدقيق يصور مشاهد دينية, وإِذا كانت الموضوعات المصوّرة في المخطوطات الأرمنية محدودة بقصص العهد الجديد, فإِن اختلاف المصورين في رؤاهم قد غيّر من رتابة تلك الموضوعات, مع وجود موضوعات فهمانية مصورة في بعض خط الدين مثل صورة معركة أفارايير التي جرت سنة 451 في كتاب إِنشاد من سنة 1482. وقد يعثر أيضاً على صور في حواشي الموضوع الرئيسي مستوحاة من الحياة اليومية أومن مشاهد الصيد ومن الرموز الوثنية والأساطير.

ويميز في بعض الصور نماذج لباس الأرمن أوالأثاث أوالأدوات أوبعض الشخصيات في عصر ما. كما يميز كثير من العناصر الزخرفية التي ترمز إِلى الخصب وتوحي بعالم الخلود كأشكال النبات المبتكرة والطيور.

ويمكن تصنيف المنمنمات الأرمنية في فئتين: الأولى نمطيّة تذكر بالتراث البيزنطي وفيها تأنق وصنعة, والثانية شعبية وفيها بساطة وتعبير, وتحمل كلها على تنوعها صبغة محلية واضحة.

ومن أشهر نماذج الفئة الأولى:

  • ـ إِنجيل إِتشميازين من سنة 989م.
  • ـ إِنجيل موغني من منتصف القرن الحادي عشر.
  • ـ كتاب الصلاة الذي صوره غريغور ميلدجتسي Grigor Mlidjetsi سنة 1173.
  • ـ إِنجيل هاغبات من سنة 1211 ويذكّر أسلوبه بمدرسة بغداد والمنمنمات العربية والسريانية من تلك الحقبة.
  • ـ كتاب القراءات العائد للملك هيثوم الثاني وينسب إِلى المصور طوروس روسلين Roslin Toros سنة 1286م.
  • ـ إِنجيل من القرن الثالث عشر وينسب إِلى المصور طوروس روسلين ومن أشهر صوره الملاك جبريل يبشر العذراء مريم.
  • ـ إِنجيل المصورين الثمانية من القرن الثالث عشر.

ومن نماذج الفئة الثانية:


  • ـ إنجيل مؤرخ سنة 1038 وفيه صورة مبتكرة لمعمودية المسيح.
  • ـ إِنجيل من أول القرن الرابع عشر, صوره سيمون أردجيشتي Simeon Ardjichti.
  • ـ إِنجيل مؤرخ سنة 1397 صوره رستاكس Rstakes في منطقة فان.
  • ـ إِنجيل من آخر القرن الرابع عشر صوره غريغور في منطقة تاتف.
  • ـ إِنجيل مؤرخ سنة 1585م صوره هاكوب تجوغايتسي Hagob Tjoughaetsi.

وقد أصدرت الدولة الأرمنية سنة 1952 أول مجموعة مصورة تحمل عنوان «المنمنمات الأرمنية القديمة», وسبقها صدور مجموعة تحمل الاسم ذاته مرافقة بدراسة مهمة وضعها العالم الروسي ا.ن.سفيرين A.N.Svirine سنة 1939م, كما صدرت دراسات كثيرة حول الموضوع في فرنسة والولايات المتحدة الأمريكية.

وتجدر الإِشارة إِلى حتى المنمنمات الأرمنية تعدُّ مع مثيلاتها السورية والقبطية والحبشية أنماطاً مهمة في تاريخ فنون الشرق في الفترة البيزنطية.

مقهى في أرمينيا، 1939.

انظر أيضا

ملاحظات

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة daa1
  2. ^ 2002 Official Russian Census population statistics. نطقب:WebCite
  3. ^ American Community Survey 2009 statistics. نطقب:WebCite
  4. ^ The Education for Development Institute maintains an extensive site about Armenia that includes information about the Armenian diaspora in various countries. Their numbers generally agree with other sources when those are available; where we don’t have a more authoritative source, we are following their numbers. نطقب:WebCite
  5. ^ "French in Armenia 'genocide' row". BBC News. 2006-10-12. Archived from the original on 2011-02-11. Retrieved 2007-04-21.
  6. ^ http://www.armeniadiaspora.com/population.html
  7. ^ نطقب:Astourian 2007
  8. ^ The Encyclopedia of the Orient states that 160,000 Apostolic Armenians and 30,000 Catholic Armenians live in Syria. That number together makes up 190,000. نطقب:WebCite
  9. ^ Official Statistics of the NKR. Official site of the President of the NKR. نطقب:WebCite
  10. ^ The Encyclopedia of the Orient states that there are 500,000 ethnic Armenians living in Iran. نطقب:WebCite
  11. ^ joshuaproject.net TU نطقب:WebCite
  12. ^ Definitions of national identity, nationalism and ethnicity in post-Soviet Azerbaijan in the 1990s نطقب:WebCite
  13. ^ European Commission Against Racism and Intolerance (ECRI), Second Report on Azerbajan, CRI(2007)22, May 24, 2007[]
  14. ^ University of Maryland Center for International Development and Conflict Management. Minorities at Risk: Assessment of Armenians in Azerbaijan, Online Report, 2004 نطقب:WebCite
  15. ^ Razmik Panossian. The Armenians. Columbia University Press, 2006; p. 281
  16. ^ Mario Apostolov. The Christian-Muslim Frontier. Routledge, 2004; p. 67
  17. ^ Bureau of Democracy, Human Rights, and Labor. Country Reports on Human Rights Practices. 2001
  18. ^ ". Archived from the original on 2011-02-11. Retrieved 2010-09-24.
  19. ^ "500,000 "hidden" Armenians in Turkey?". Archived from the original on 2011-02-11. Retrieved 2010-09-24.
  20. ^ Ukrainian FM to visit Armenia | Armenia News - NEWS.am نطقب:WebCite

مراجع

  • ـ ل.ل. استارجيان, تاريخ الأمة الأرمنية.
  • ـ مروان مدور, الأرمن عبر التاريخ.
  • ـ فؤاد حسن حافظ, تاريخ الشعب الأرمني منذ البداية حتى اليوم (القاهرة 1986م).
  • ـ آ. بارساميان وم.هاروتونيان, تاريخ الموسيقا الأرمنية (يريفان 1968م).
  • ـ غ.استيبانيان, لمحات من تاريخ المسرح الأرمني الغربي, الجزء 2,1(يريفان 1962ـ1969م).
  • ـ ج.خاتشادوريان, الرقصات الشعبية في منطقة تجافاخك (يريفان 1975م).


رقم صفحه البحث ضمن المجلد:

  • The categorization of Armenian churches in Los Angeles used information from Sacred Transformation: Armenian Churches in Los Angeles a project of the USC School of Policy, Planning, and Development.
  • Some of the information about the history of the Armenians comes from the multi-volume History of the Armenian People, Yerevan, Armenia, 1971.

أنظر أيضاً

  • List of Armenians
  • Armenian diaspora
  • Hamsheni
  • Peoples of the Caucasus

قراءة إضافية

وصلات خارجية

  • FACES Project - Armenian population worldwide
  • Armenian Videos from Armenia and Diaspora
  • A long way from Ararat... Little Armenias int Europe and the Mediterranean. Marseille's Armenians


المصادر

  • الموسوعة العربية

This article contains material from the CIA World Factbook which, as a U.S. government publication, is in the المشاع.

  • This article contains material from the US Department of State's Background Notes which, as a US government publication, is in the public domain.
  • The categorization of Armenian churches in Los Angeles used information from Sacred Transformation: Armenian Churches in Los Angeles a project of the USC School of Policy, Planning, and Development.
  • Some of the information about the history of the Armenians comes from the multi-volume History of the Armenian People, Yerevan, Armenia, 1971.
تاريخ النشر: 2020-06-08 21:41:29
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, CS1 errors: deprecated parameters, All articles with dead external links, Articles with dead external links from January 2011, Articles with invalid date parameter in template, Pages using deprecated image syntax, Pages using infobox ethnic group with unsupported parameters, Articles using infobox ethnic group with image parameters, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, Commons category link is locally defined, مقالات المعرفة المتضمنة نصوصاً من كتاب حقائق العالم, أرمينيا, شعوب قديمة, جماعات عرقية في أوروپا, عرقيات مسيحية, جماعات عرقية, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ألمانيا تعلن تسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ متعددة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:14
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

الرئيس السيسى يجتمع بوزير الداخلية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:12
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 48%

برشلونة يعلن وفاة العضو رقم 1 في النادي

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:13
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

شيكاغو تشهد 43 إطلاق نار فى يومين.. وفوكس: الحصيلة 5 وفيات و60 إصابة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:13
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 49%

24 منتخبا من أصل 32 يقيمون في نطاق 10 كيلومترات خلال منافسات مونديال قطر

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

وزارة الصحة تعلن عن البروتوكول الصحي الجديد لولوج التراب الوطني

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:19
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

صندوق النقد يُبقى على توقعاته لنمو الاقتصاد المصرى بنسبة 5.9% فى 2022

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:16
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

"ممنوع دخول السود والمغاربة".. فيديو صادم يكشف عنصرية مطعم باريسي فاخر

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:11
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

الأنبا مكسيموس يشارك فى مؤتمر “الحياة الليتورجية”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:22:42
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

وفاة عروسة بعد أربعة أيام من زفافها بالبحيرة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:22:44
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

تواصل الجهود الدولية لتمديد الهدنة في اليمن

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:11
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

معهد الفلك: شهب الدلويات تمطر السماء ليلة 29 يوليو بـ20 شهابا فى الساعة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:08
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 43%

لتنفيذ مداخل ومخارج آمنة.. إغلاق جزئي على طريق خورفكان بدءا من اليوم

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:10
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

قباب متحركة للعناية بالمصلين في المسجد النبوي.. شاهد بالصور

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

جنايات المنصورة تقضى بالإعدام لقاتل الطفل "سيف" بالدقهلية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-26 18:23:17
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 42%

تحميل تطبيق المنصة العربية